حمل المصحف وورد ومصورا

القرآن الكريم وورد word doc icon تحميل سورة العاديات مكتوبة pdf

Translate

الخميس، 23 مارس 2023

170. فضيلة من فضائل شهر رمضان المؤلف د.أحمد مصطفى متولي

 

170. فضيلة من فضائل شهر رمضان المؤلف د.أحمد مصطفى متولي
مُقدِّمَةٌ

الحمدُ لله الَّذِي لشرعه يَخْضَعُ مَنْ يعْبُد، ولِعَظَمتِه يخشعُ مَنْ يَرْكع ويسجُد، ولِطِيْب مناجاتِه يسهرُ المتَهْجِّدُ ولا يرْقُد، ولِطَلبِ ثوابِه يَبْذِلُ المُجَاهدُ نَفْسَه ويَجْهد، يتَكَلَّمُ سبحانَه بكلامٍ يجِلُّ أنْ يُشَابِه كَلاَمَ المخلوقين ويَبْعد، أحمده حَمْدَ مَنْ يَرْجُو الوقوفَ على بابِه غيرَ مُشَرَّد، وأشهد أنْ لا إِله إِلاَّ الله وحْدَه لا شريكَ له شهادةَ مَنْ أخلصَ لله وتَعَبَّد، وأشهد أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه الَّذي قام بواجب العبادِة وتَزَوَّدْ، صلَّى الله عليه وعلى صاحبه أبي بكرٍ الصديق الَّذِي ملأ قلَوب مُبْغِضيْهِ قَرحَاتٍ تُنْفِد، وعلى عُمَرَ الَّذِي كَانَ  يُقَوِّي الإِسلامَ ويَعْضُد، وعلى عثمان الَّذِي جاءَتْه الشهادةُ فلم يترَدَّدْ، وعلى وعليٍّ الَّذِي كان ينْسفُ زرْعَ الكُفرِ بسيفِه ويَحْصُد، وعلى سائرِ آلِهِ وأصحابِه صلاة مُسْتَمرَّة على الزمانِ الْمُؤبَّد، وسلَّم تسليماً.

*****

170
فَضِيلَةً مِنْ فَضَائِلِ شَهْرِ رَمَضَانِ

١١ فَضِيلَةً مِنَ الفَضَائِلِ العَامَّةِ فِي رَمَضَانِ

1-5:
شَهْرُ رَمَضَانَ تُفَتَّحُ فِيهِ أَبْوَابُ الجَنَّةِ وَتُغَلَّقُ أَبْوَابُ النَّارِ وَتُصَفَّدُ الشَّيَاطِينُ ويُنَادِى مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ كُلِّ لَيْلَةٍ:
   
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا كَانَتْ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ، وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَنَادَى مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ " ([1])
 
قال الإمام النووى رحمه الله :   
      
وأما قوله صلى الله عليه و سلم: ( فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين):
فقال القاضي عياض رحمه الله : يحتمل أنه على ظاهره وحقيقته وأن تفتيح أبواب الجنة وتغليق أبواب جهنم وتصفيد الشياطين علامة لدخول الشهر وتعظيم لحرمته ويكون التصفيد ليمتنعوا من إيذاء المؤمنين والتهويش عليهم 0
 
قال: ويحتمل أن يكون المراد المجاز ويكون إشارة إلى كثرة الثواب والعفو وأن الشياطين يقل إغواؤهم وإيذاؤهم ليصيرون كالمصفدين ويكون تصفيدهم عن أشياء دون أشياء ولناس دون ناس ويؤيد هذه الرواية الثانية فتحت أبواب الرحمة وجاء في حديث آخر صفدت مردة الشياطين0
 
قال القاضي عياض: ويحتمل أن يكون فتح أبواب الجنة عبارة عما يفتحه الله تعالى لعباده من الطاعات في هذا الشهر التي لا تقع في غيره عموما كالصيام والقيام وفعل الخيرات والانكفاف عن كثير من المخالفات وهذه أسباب لدخول الجنة وأبواب لها وكذلك تغليق أبواب النار وتصفيد الشياطين عبارة عما ينكفون عنه من المخالفات ومعنى صفدت غللت والصفد بفتح الفاء الغل بضم الغين وهو معنى سلسلت في الرواية الأخرى ([2])

وَقِيلَ: الْحِكْمَةُ فِي تَقْيِيدِ الشَّيَاطِينِ وَتَصْفِيدِهِمْ , كَيْ لَا يُوَسْوِسُوا فِي الصَّائِمِينَ , وَأَمَارَةُ ذَلِكَ تَنَزُّهُ أَكْثَرِ الْمُنْهَمِكِينَ فِي الطُّغْيَانِ عَنْ الْمَعَاصِي وَرُجُوعِهِمْ بِالتَّوْبَةِ إِلَى اللهِ تَعَالَى.

قَالَ الْقُرْطُبِيُّ: فَإِنْ قِيلَ: كَيْفَ نَرَى الشُّرُورَ وَالْمَعَاصِيَ وَاقِعَةً فِي رَمَضَانَ كَثِيرًا؟ , فَلَوْ صُفِّدَتْ الشَّيَاطِينُ لَمْ يَقَعْ ذَلِكَ.

فَالْجَوَابُ: أَنَّهَا إِنَّمَا تَقِلُّ عَنْ الصَّائِمِينَ الصَّوْمَ الَّذِي حُوفِظَ عَلَى شُرُوطِهِ وَرُوعِيَتْ آدَابُهُ.

أَوْ الْمُصَفَّدُ بَعْضُ الشَّيَاطِين , وَهُمْ الْمَرَدَةُ , لَا كُلُّهُمْ , وَهَذَا أَمْرٌ مَحْسُوسٌ فَإِنَّ وُقُوعَ ذَلِكَ فِيهِ أَقَلُّ مِنْ غَيْرِهِ , إِذْ لَا يَلْزَمُ مِنْ تَصْفِيدِ جَمِيعِهِمْ أَنْ لَا يَقَعَ شَرٌّ وَلَا مَعْصِيَةٌ , لِأَنَّ لِذَلِكَ أَسْبَابًا غَيْرَ الشَّيَاطِينِ , كَالنُّفُوسِ الْخَبِيثَةِ , وَالْعَادَاتِ الْقَبِيحَةِ , وَالشَّيَاطِينِ الْإِنْسِيَّةِ([3]).

6-
َرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ مُكَفِّرٌ لَمَّا بَيْنَهُما إِذَا اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِر :
       
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ مُكَفِّرَاتٌ لَمَّا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِر» ([4])
 
قال الإمام المناوى رحمه الله :  
        (
الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان) أي صلاة الجمعة منتهية إلى الجمعة وصوم رمضان منتهياً إلى صوم رمضان (مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر) شرط وجزاء دل عليه ما قبله ومعناه أن الذنوب كلها تغفر إلا الكبائر فلا تغفر لا إن الذنوب تغفر ما لم تكن كبيرة فإن كانت لا تغفر صغائره ([5])
      
وعن مَالِكِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمِنْبَرَ، فَلَمَّا رَقِيَ عَتَبَةً، قَالَ: "آمِينَ" ثُمَّ رَقِيَ عَتَبَةً أُخْرَى، فقَالَ: "آمِينَ" ثُمَّ رَقِيَ عَتَبَةً ثَالِثَةً، فقَالَ: "آمِينَ" ثُمَّ، قَالَ: "أَتَانِي جِبْرِيلُ، فقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ، فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْتُ: آمِينَ، قَالَ: وَمَنْ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا، فَدَخَلَ النَّارَ، فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْتُ: آمِينَ، فقَالَ: وَمَنْ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ، فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ" »([6])
     7-8:
شهر رمضان شهر الجود ومدارسة القرآن :
       
عن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ بِالخَيْرِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَلْقَاهُ كُلَّ لَيْلَةٍ فِي رَمَضَانَ، حَتَّى يَنْسَلِخَ، يَعْرِضُ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القُرْآنَ، فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، كَانَ أَجْوَدَ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ»([7])
 
قال العلامة ابن رجب رحمه الله:
وفي تضاعف جوده  صلى الله عليه وسلم  في شهر رمضان بخصوصه فوائد كثيرة:
 
منها: شرف الزمان ومضاعفة أجر العمل فيه، وفي الترمذي عن أنس مرفوعا: (أفضل الصدقة صدقة رمضان).
 
ومنها: إعانة الصائمين والقائمين والذاكرين على طاعتهم، فيستوجب المعين لهم مثل أجرهم، كما أن من جهز غازيا فقد غزا، ومن خلفه في أهله فقط غزا، وفي حديث زيد بن خالد عن النبي   صلى الله عليه وسلم قال: (من فطر صائما فله مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الصائم شيء)([8])
 
ومنها: أن شهر رمضان شهر يجود الله فيه على عباده بالرحمة والمغفرة والعتق من النار، لا سيما في ليلة القدر، والله تعالى يرحم من عباده الرحماء كما قال  صلى الله عليه وسلم : (إنما يرحم الله من عباده الرحماء)([9])
    
فمن جاد على عباد الله جاد الله عليه بالعطاء والفضل، والجزاء من جنس العمل.
 
ومنها: أن الجمع بين الصيام والصدقة من موجبات الجنة كما في حديث علي رضي الله عنه عن النبي  صلى الله عليه وسلم  قال: (إن في الجنة غرفا يُرى ظهورها من بطونها، و بطونها من ظهورها قالوا: لمن هي يا رسول الله ؟ قال: لمن طيب الكلام، وأطعم الطعام، وأدام الصيام، وصلى بالليل والناس نيام)([10])0
وهذه الخصال كلها تكون في رمضان، فيجتمع فيه للمؤمن الصيام والقيام والصدقة وطيب الكلام، فإنه ينهى فيه الصائم عن اللغو والرفث،والصيام والصلاة والصدقة توصل صاحبها إلى الله عز وجل.
 
قال بعض السلف: الصلاة توصل صاحبها إلى نصف الطريق، والصيام يوصله إلى باب الملك، والصدقة تأخذ بيده فتدخله على الملك.
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي  صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من أصبح منكم اليوم صائما ؟ قال أبوبكر: أنا. قال: من تبع منكم اليوم جنازة ؟ قال أبوبكر: أنا. قال: من تصدق بصدقة ؟ قال أبوبكر: أنا. قال: فمن عاد منكم مريضا ؟ قال أبوبكر: أنا. قال: ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة) ([11])
 
ومنها: أن الجمع بين الصيام والصدقة أبلغ في تكفير الخطايا واتقاء جهنم والمباعدة عنها، وخصوصا إن ضم إلى ذلك قيام الليل، فقد ثبت عن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  أنه قال: (الصيام جُنة) ([12])
 
وفي رواية: (جُنة أحدكم من النار كجُنته من القتال)([13])
 
وكان أبوالدرداء رضى الله عنه يقول: صلوا في ظلمة الليل ركعتين لظلمة القبور، صوموا يوما شديدا حره لحر يوم النشور، تصدقوا بصدقة لشر يوم عسير.
 
ومنها: أن الصيام لا بد أن يقع فيه خلل أو نقص، وتكفير الصيام للذنوب مشروط بالتحفظ مما ينبغي التحفظ منه0
وعامة صيام الناس لا يجتمع في صومه التحفظ كما ينبغي، ولهذا نهى أن يقول الرجل: صمت رمضان كله أو قمته كله، فالصدقة تجبر ما فيه من النقص والخلل.
 
ولهذا وجب في آخر شهر رمضان زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث.
والصيام والصدقة لهما مدخل في كفارات الإيمان ومحظورات الإحرام وكفارة الوطء في رمضان، ولهذا كان الله تعالى قد خير المسلمين في ابتداء الأمر بين الصيام وإطعام المسكين، ثم نسخ ذلك وبقي الإطعام لمن يعجز عن الصيام لكبره، ومن أخّر قضاء رمضان حتى أدركه رمضان آخر فإنه يقضيه ويضم إليه إطعام مسكين لكل يوم تقوية له عند أكثر العلماء، كما أفتى به الصحابة وكذلك من أفطر لأجل غيره كالحامل والمرضع على قول طائفة من العلماء.
ومنها: أن الصائم يدع طعامه وشرابه لله فإذا أعان الصائمين على التقوي على طعامهم وشرابهم كان بمنزلة من ترك شهوة لله وآثر بها أو واسى منها، ولهذا يشرع له تفطير الصوام معه إذا أفطر، لأن الطعام يكون محبوبا له حينئذ فيواسي منه حتى يكون من أطعم الطعام على حبه، ويكون في ذلك شكر لله على نعمة إباحة الطعام والشراب له ورده عليه بعد منعه إياه، فإن هذه النعمة إنما عرف قدرها عند المنع منها0
وسئل بعض السلف: لم شرع الصيام ؟ قال: ليذوق الغني طعم الجوع فلا ينسى الجائع([14])
   9-
َعُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ تَعْدِلُ حَجَّةً:
         
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لِامْرَأَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهَا أُمُّ سِنَانٍ "مَا مَنَعَكِ أَنْ تَكُونِي حَجَجْتِ مَعَنَا؟ " قَالَتْ: نَاضِحَانِ كَانَا لِأَبِي فُلَانٍ - زَوْجِهَا - حَجَّ هُوَ وَابْنُهُ عَلَى أَحَدِهِمَا، وَكَانَ الْآخَرُ يَسْقِي عَلَيْهِ غُلَامُنَا، قَالَ: "فَعُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ تَقْضِي حَجَّةً أَوْ حَجَّةً مَعِي"([15])

قال الإمام المناوى رحمه الله:
        
قوله صلى الله عليه وسلم: ( عمرة في رمضان تعدل حجة ) في الثواب لا أنها تقوم مقامها في إسقاط الفرض للإجماع على أن الاعتمار لا يجزى عن حج الفرض ([16])
     10-
شَهْرُ رَمَضَانَ أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ:

قَالَ تَعَالَى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} ([17])

عَنْ وَاثِلَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: " أُنْزِلَتْ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ أَوَّلَ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ لِسِتٍّ مَضَيْنَ مِنْ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَ الْإِنْجِيلُ لِثَلَاث عَشْرَةَ مَضَتْ مِنْ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَ الزَّبُورُ لِثَمَانِ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ وَأُنْزِلَ الْقُرْآنُ لِأَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ "([18])


11-
شَهْرُ رَمَضَانَ شَهْرُ نَفَحَاتِ رَحْمَةِ اللهِ:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: " تَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ رَحْمَةِ اللهِ، فَإِنَّ لِلهِ نَفَحَاتٍ مِنْ رَحْمَتِهِ , يُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ "([19])

33
فَضِيلَةً مِنْ فَضَائِلِ صَوْمِ رَمَضَانِ

صومُ شَهْرِ رَمَضَانَ..رُكْنٌ من أركَانِ الإِسْلَام:

فَعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِىَ اللهُ عَنْهُما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالْحَجِّ وَصَوْمِ رَمَضَانَ "([20])

الشهادتين: أن ينطق العبد بشهادة أن لا إله إلاّ الله، وأن محمداً رسول الله، معترفاً بوحدانية الله، ورسالة محمد بن عبد الله، مصدقاً بقلبه بهما، معتقداً لمعناهما، عاملاً بمقتضاهما، هذه هي الشهادة التي تنفع صاحبها في الدار الآخرة، فيفوز بالجنة، وينجو من النار. أما مجرد النطق بالشهادتين، والانقياد لشرائع الإِسلام ظاهراً مع عدم اعتقادها باطناً، فإن ذلك لا ينفع صاحبه في الدار الآخرة، ولا ينجيه من النار. لأنَّ الشهادة التي نطق بها لسانه دون موافقة القلب عليها لا ينطبق عليها معنى الشهادة الذي هو الإِخبار عن أمر متيقن قطعاً، ولا تتوفر فيها شروط الشهادة التي هي العلم واليقين والاعتقاد والصدق والإخلاص، فلا بد في الشهادة من اعتقاد القلب بها، وإيمانه بمعناها، ويؤكد ذلك ما جاء في رواية أخرى للبخاري " بني الإِسلام على خمس، إيمان بالله ورسوله " وفي رواية مسلم " على أن يعبد الله ويكفر بما دونه ".

"
وإقام الصلاة " أي والثاني من أركان الإِسلام " إقام الصلاة " يعني المحافظة على أداء الصلوات الخمس في أوقاتها بشروطها وأركانها الخ،

"
وإيتاء الزكاة " أي وثالث أركانه إيتاء الزكاة أي إخراج الزكاة المفروضة، وصرفها لمستحقيها،

"
والحج " أي ورابع أركان الإِسلام الحج إلى بيت الله الحرام مرة واحدة في العمر على من استطاع إليه سبيلاً

"
وخامسها " وهو آخر الأركان " صوم رمضان "([21])

وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله:

وصيام رمضان ركن من أركان الإسلام لا يتم الإسلام إلا به، ولكنه لا يجب إلا علي من تمت فيه الشروط الآتية. أن يكون مسلما، وان يكمن بالغا، وعاقلا، قادرا، مقيما، سالما من الموانع. هذه ستة شروط. _ فان كان صغيرا لم يجب عليه الصوم، أن كان مجنونا لم يجب عليه الصوم، أن كان كافرا لم يجب عليه الصوم، أن كان عاجزا فعلي قسمين:

أ_ أن كان عجزه يرجي زواله كالمرض الطارئ افطر، ثم قضي أياما بعدد ما فطر

ب_ وان كان عجزا لا يرجي زواله كالكبر والأمراض التي لا يرجي برؤها فانه يطعم عن كل يوم مسكينا. _ و ((مقيما)) ضده المسافر، فالمسافر ليس عليه صوم، ولكنه يقضي من أيام آخر. ((سالما من الموانع)) احترازا من الحائض والنفساء، فانهما لا يجب عليهما الصوم، بل ولا يجوز أن تصوما، ولكنهما تقضيان. وصوم رمضان يكمن بعدد أيامه، أما تسعة وعشرين، وأما ثلاثين حسب رؤية الهلال، لان النبي صلي الله عليه وسلم قال: ((إذا رأيتموه فصوموا، وإذا رأيتماه فافطروا، فان غم عليكم فاكملوا العدة ثلاثين)) ) عدة شعبان أن كان في أول الشهر، وعدة رمضان أن كان في آخر الشهر.([22])

صومُ شَهْرِ رَمَضَانَ..أَمرٌ من الرَّحِيمِ الرَّحْمن:

قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }([23])

قال العلامة ابن رجب الحنبلي رحمه الله:

وجعل اللَّه السنة اثني عشر شهرًا، كما قال تعالى: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كتَابِ اللَّهِ) ، وذلكَ بعددِ البُروج التي تكمُلُ بدورِ الشمسِ فيها السنةُ الشمسيَّةُ، فإذا دارَ القمر فيها كلِّها كمُلَتْ دورتُهُ السنويةُ، وإنما جعلَ اللَّهُ الاعتبارَ بدورِ القمرِ، لأنَّ ظهورَهُ في السماءِ لا بحتاجُ إلى حسابٍ ولا كتاب، بل هو أمرٌ ظاهرٌ يُشاهدُ بالبصرِ، بخلافِ سيرِ الشمس؛ فإنه تحتاجُ معرفته إلى حساب وكتابٍ، فلم يُحوِجْنا إلى ذلكَ، كما قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -:"إنَّا أمَّةٌ أمِّيَّةٌ لا نكتبُ وَّلَا نحسُبُ، الشهرُ هكذا وهكذا وهكذا" وأشارَ بأصابعِهِ العشْرِ، وخنَسَ إبهامَهُ في الثالثةِ."صُومُوا لرؤيتِهِ وأفطِرُوا لرؤيته، فإنْ غُمَّ عليكم فأكمِلُوا العدَّة"

وإنما علَّق اللَهُ تعالى على الشمس أحكامَ اليومِ من الصَّلاةِ والصِّيام، حيثُ كان ذلك أيضًا مشاهدًا بالبصرِ لا يحتاجُ إلى حسابٍ ولا كتابٍ، فالصلاةُ تتعلَّقُ بطلوع الفجر، وطلوع الشمسِ، وزوالها وغروبِها، ومصيرِ ظلِّ الشيء مثله. وغروبِ الشفقِ، والصيامُ يتوقَّتُ بمدة النهارِ من طلوع الفجرِ إلى غروبِ الشمسِ.

وقوله تعالى: (وَالْحِسَابَ) ، يعني بالحسابِ: حسابَ ما يحتاج إليه النَّاسُ من مصالح دينهم ودنياهم، كصيامِهِم، وفطرِهِم، وحجِّهم، وزكاتِهِم.ونذورِهِم، وكفَّاراتِهِم، وعِددِ نسائِهم، ومُدَد إيلائِهم، ومُدَدِ إجاراتِهِم. وحُلول آجال دُيونهم، وغير ذلك ممَّا يتوقَّتُ بالشهورِ والسنينَ.

وقد قال اللَّهُ عزَّ وجلَّ: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ) ، فأخبر أنَّ الأهلَّةَ مواقيتُ للناسِ عمومًا، وخصَّ الحجَّ من بينِ ما يُوقَّتُ به، للاهتمامِ به، وجعلَ اللَّهُ سبحانه وتعالى في كلِّ يومٍ وليلةٍ لعباده المؤمنينَ وظائفَ مُوظَّفةً عليهم من وظائفِ طاعتِهِ، فمنها ما هو مفترضٌ كالصلواتِ الخمسِ. ومنها ما يُنْدَبون إليهِ من غير افتراضٍ، كنوافلِ الصلاةِ والذكر وغير ذلك.

وجعلَ في شهورِ الأهلَّةِ وظائفَ مُوَظَّفةً أيضًا على عبادِهِ كالصّيامِ. والزَّكاةِ، والحجِّ، ومنه فرْضٌ مفروضٌ عليهم، كصيام رمضان، وحجَّةِ الإسلامِ، ومنه ما هوَ مندوبٌ، كصيامِ شعبانَ، وشوالٍ، والأشهرِ الحُرُمِ.

وجعلَ اللَهُ سبحانه لبعضِ الشهورِ فضلاً على بعض، كما قال تعالى: (مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) . وقال اللَّهُ تعالى: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ معْلومَاتٌ) . وقال اللَهُ تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ) .

كما جعلَ بعضَ الأيام والليالي أفضلَ من بعض، وجعلَ ليلةَ القدْرِ خيرًا من ألفِ شهرٍ، وأقسَمَ بالعشْرِ، وهو عشْرُ ذي الحجَّةِ على الصحيح، وما من هذه المواسم الفاضلةُ موسمٌ إلا وللَّهِ تعالى فيه وظيفةٌ من وظائفِ طاعاتِهِ، يتقرَّبُ بها إليه، وللَّهِ فيه لطيفةٌ من لطائفِ نفحاتِهِ، يُصيبُ بها من يعودُ بفضلِهِ ورحمتِهِ عليه، فالسعيدُ من اغتنمَ مواسمَ الشهورِ والأيامِ والسَّاعاتِ، وتقرَّبَ فيها إلى مولاهُ بما فيها من وظائفِ الطَّاعاتِ، فعسى أن تصيبَهُ نفْحةٌ من تلكَ النَّفحاتِ، فيسعدُ بها سعادةً يأمَنُ بعدَها من النَّارِ وما فيه من اللَّفَحَاتِ([24]).

صومُ رَمَضَانَ يكفر الذُّنُوبَ.. بإذنِ عَلَّامِ الغُيُوبِ:

فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ. وَمَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ. وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»([25])

وَعَن كَعْب بن عجْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم احضروا الْمِنْبَر فحضرنا فَلَمَّا ارْتقى دَرَجَة قَالَ آمين فَلَمَّا ارْتقى الدرجَة الثَّانِيَة قَالَ آمين فَلَمَّا ارْتقى الدرجَة الثَّالِثَة قَالَ آمين فَلَمَّا نزل قُلْنَا يَا رَسُول الله لقد سمعنَا مِنْك الْيَوْم شَيْئا مَا كُنَّا نَسْمَعهُ قَالَ إِن جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام عرض لي فَقَالَ بعد من أدْرك رَمَضَان فَلم يغْفر لَهُ قلت آمين فَلَمَّا رقيت الثَّانِيَة قَالَ بعد من ذكرت عِنْده فَلم يصل عَلَيْك فَقلت آمين فَلَمَّا رقيت الثَّالِثَة قَالَ بعد من أدْرك أَبَوَيْهِ الْكبر عِنْده أَو أَحدهمَا فَلم يدْخلَاهُ الْجنَّة قلت آمين([26])

قَوْله: (إِيمَانًا) ، أَي تَصْدِيقًا بِأَنَّهُ حق وَطَاعَة.

قَوْله: (واحتسابا) ، أَي: إِرَادَة وَجه الله تَعَالَى لَا لرياء وَنَحْوه، فقد يفعل الْإِنْسَان الشَّيْء الَّذِي يعْتَقد أَنه صَادِق، لَكِن لَا يَفْعَله مخلصا، بل لرياء أَو خوف أَو نَحْو ذَلِك، يُقَال احتسابا أَي: حَسبه الله تَعَالَى. يُقَال: احتسبت بِكَذَا أجرا عِنْد الله تَعَالَى، وَالِاسْم الْحِسْبَة، وَهِي الْأجر. وَفِي (الْعباب) : احتسبت بِكَذَا أجرا عِنْد الله، أَي: اعتددته أنوي بِهِ وَجه الله تَعَالَى، وَمِنْه قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام: (من صَامَ رَمَضَان إِيمَانًا واحتسابا) الحَدِيث واحتسبت عَلَيْهِ كَذَا: أَي أنكرته عَلَيْهِ، قَالَه ابْن دُرَيْد، وَمِنْه: محتسب الْبَلَد. قَوْله:

(
غفر لَهُ) من الغفر، وَهُوَ السّتْر، وَمِنْه المغفر وَهُوَ الخودة، وَفِي (الْعباب) الغفر التغطية، والغفر والغفران وَالْمَغْفِرَة وَاحِد، ومغفرة الله لعَبْدِهِ إلباسه إِيَّاه الْعَفو وستره ذنُوبه([27]).

سحورُ المسلم في رَمَضَانَ ..مِنْ هَدْيِ النَّبِيِّ العَدْنَان:

عَن عبد الله بن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم :"تسحرُوا وَلَو بجرعة من مَاء"([28])

قال الحافظ: يحصل السحور بأكل ما يتناوله المرأ من مأكول ومشروب. وقد أخرج أحمد ([29]) من حديث أبي سعيد الخدري بلفظ: السحور بركة فلا تدعوه، ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء فإن الله وملائكة يصلون على المتسحرين، ولسعيد بن منصور من طريق أخرى مرسلة تسحروا ولو بلقمة- انتهى. وظاهر الأمر وجوب التسحر ولكنه صرفه عنه إلى الندب ما من مواصلته - صلى الله عليه وسلم - ومواصلة أصحابه ونقل ابن المنذر الإجماع على أن التسحر مندوب (فإن في السحور بركة) بالنصب اسم "إن" والسحور بفتح السين اسم ما يتسحر به من الطعام والشراب، وبالضم أكله أي المصدر والفعل نفسه. قال السندي: الوجهان جائزان ههنا, والبركة في الطعام باعتبار ما في أكله من الأجر والثواب والتقوية على الصوم وما يتضمنه من الذكر والدعاء في ذلك الوقت والفتح هو المشهور رواية. وقال الجزري: في النهاية أكثر ما يروي بالفتح. وقيل: الصواب بالضم لأنه المصدر والأجر في الفعل لا في الطعام يعني إن الأكل هو محل البركة لا نفس الطعام والحق جواز الوجهين كما عرفت. قال ابن دقيق العيد: البركة محتملة لأن تضاف إلى كل واحد من الفعل والمتسحر به معاً. وقال الحافظ: السحور بفتح السين وبضمها لأن المراد بالبركة الأجر والثواب فيناسب الضم لأنه مصدر بمعنى التسحر أو البركة لكونه يقوي على الصوم وينشط له ويخفف المشقة فيه فيناسب الفتح لأنه ما يتسحر به. وقيل: البركة ما يتضمن من الاستيقاظ والدعاء في السحر والأولى أن البركة في السحور تحصل بجهات متعددة وهي إتباع السنة ومخالفة أهل الكتاب والتقوى به على العبادة، والزيادة في النشاط ومدافعة سوء الخلق الذي يثيره الجوع، والتسبب بالصدقة على من يسأل إذ ذاك أو يجتمع معه على الأكل والتسبب للذكر والدعاء وقت مظنة الإجابة وتدارك نية الصوم لمن أغفلها قبل أن ينام. قال ابن دقيق العيد ([30]) هذه البركة يجوز أن تعود إلى الأمور الأخروية فإن إقامة السنة توجب الأجر وزيادته، ويحتمل أن تعود إلى الأمر الدنيوية كقوة البدن على الصوم وتيسيره من غير إضرار بالصائم([31]).

صومُ رَمَضَانَ يبارك فى سحوره, وليست هذه كل أجوره:

فعن أنس  رَضِىَ اللهُ عَنْهُ  قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً»([32])

قال ابن المنذر:

أجمع العلماء أن السحور مندوب إليه مستحب، ولا مأثم على من تركه، وحض أمته عليه السلام، عليه ليكون قوة لهم على صيامهم،([33])

"
تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً"

قَالَ النَّوَوِيُّ : رَوَوْهُ بِفَتْحِ السِّينِ وَضَمِّهَا قَالَ فِي فَتْحِ الْبَارِي لِأَنَّ الْمُرَادَ بِالْبَرَكَةِ الْأَجْرُ وَالثَّوَابُ فَيُنَاسِبُ الضَّمَّ لِأَنَّهُ مَصْدَرٌ بِمَعْنَى التَّسَحُّرِ وَالْبَرَكَةُ كَوْنُهُ يُقَوِّي عَلَى الصَّوْمِ وَيُنَشِّطُ لَهُ وَيُخَفِّفُ الْمَشَقَّةَ فِيهِ فَيُنَاسِبُ الْفَتْحَ لِأَنَّهُ مَا يُتَسَحَّرُ بِهِ وَقِيلَ الْبَرَكَةُ مَا يَتَضَمَّنُ مِنْ الِاسْتِيقَاظِ وَالدُّعَاءِ فِي السَّحَرِ وَالْأَوْلَى أَنَّ الْبَرَكَةَ فِي السَّحُورِ تَحْصُلُ بِجِهَاتٍ مُتَعَدِّدَةٍ وَهِيَ اتِّبَاعُ السُّنَّةِ وَمُخَالَفَةُ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالتَّقَوِّي بِهِ عَلَى الْعِبَادَةِ وَالزِّيَادَةُ فِي النَّشَاطِ وَالتَّسَبُّبُ بِالصَّدَقَةِ عَلَى مَنْ يَسْأَلُ إِذْ ذَاكَ وَيَجْتَمِعُ مَعَهُ عَلَى الْأَكْلِ وَالسَّبَبُ لِلذِّكْرِ وَالدُّعَاءُ وَقْتَ مَظِنَّةِ الْإِجَابَةِ وَتَدَارُكُ نِيَّةِ الصَّوْمِ لِمَنْ أَغْفَلَهَا قبل أَن ينَام وَقَالَ بن دَقِيقِ الْعِيدِ هَذِهِ الْبَرَكَةُ يَجُوزُ أَنْ تَعُودَ إِلَى الْأُمُورِ الْأُخْرَوِيَّةِ فَإِنَّ إِقَامَةَ السُّنَّةِ تُوجِبُ الْأَجْرَ وَزِيَادَةً وَيَحْتَمِلُ الْأُمُورَ الدُّنْيَوِيَّةَ كَقُوَّةِ الْبَدَنِ عَلَى الصَّوْمِ وَتَيْسِيرِهِ مِنْ غَيْرِ إِضْرَارٍ بِالصَّائِمِ قَالَ وَمِمَّا يُعَلَّلُ بِهِ اسْتِحْبَابُ السَّحُورِ الْمُخَالَفَةُ لِأَهْلِ الْكِتَابِ لِأَنَّهُ مُمْتَنِعٌ عِنْدَهُمْ وَهَذَا أَحَدُ الْأَجْوِبَةِ الْمُقْتَضِيَةِ لِلزِّيَادَةِ فِي الْأُجُورِ الْأُخْرَوِيَّةِ  ([34])

سحورُ المسلم في رَمَضَانَ ..مخالفةٌ لأهل الكتاب وذوي الكفران:

فعن عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «فَصْلُ مَا بَيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ أَهْلِ الْكِتَابِ، أَكْلَةُ السَّحَرِ»([35])

(
فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب) قال النووي: معناه الفارق والمميز بين صيامنا وصيامهم السحور، فإنهم لا يتسحرون، ونحن يستحب لنا السحور.

(
أكلة السحر) قال النووي: هي السحور، وهي بفتح الهمزة هكذا ضبطناه، وهكذا ضبطه الجمهور، وهو المشهور في روايات بلادنا، وهي عبارة عن المرة الواحدة من الأكل، كالغدوة والعشوة، وإن كثر المأكول فيها، وأما الأكلة بضم الهمزة فهي اللقمة. ([36])

قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله:

والسحور حث عليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله وأيده بفعله فقال صلى الله عليه وسلم تسحروا فإن في السحور بركة فأمر وبين أمر بأن نتسحر وبين أن في السحور بركة فمن بركة السحور امتثال أمر النبي صلى الله عليه وسلم وامتثال أمر النبي صلى الله عليه وسلم كله خير كله أجر وثواب ومن بركته أنه معونة على العبادة فإنه يعين الإنسان على الصيام فإذا تسحر كفاه هذا السحور إلى غروب الشمس مع أنه في أيام الإفطار يأكل في أول النهار وفي وسط النهار وفي آخر النهار ويشرب كثيرا فينزل الله البركة في السحور يكفيه من قبل طلوع الفجر إلى غروب الشمس ومن بركته أنه يحصل به التفريق بين صيام المسلمين وصيام غير المسلمين ولهذا بين النبي صلى الله عليه وسلم أن فصل ما بيننا وبين صيام أهل الكتاب أكلة السحر يعني السحور لأن أهل الكتاب يصومون من نصف الليل فيأكلون قبل منتصف الليل لا يأكلون في السحر أما المسلمون ولله الحمد فيأكلون في السحر في آخر الليل والتمييز بين المسلمين والكفار أمر مطلوب في الشرع ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التشبه بهم، قال: خالفوا المجوس وفروا اللحى وحفوا الشوارب يعني أرخوا اللحى لا تقصوها ولا تحلقوها وقال صلى الله عليه وسلم من تشبه بقوم فهو منهم وينبغي أن يؤخر السحور إلى قبيل طلوع الفجر ولا يتقدم لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر وأخروا السحور وقال صلى الله عليه وسلم: إن بلال يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر.

وأما قوله في الرواية التي ساقها المؤلف: (ولم يكن بينهما إلا أن ينزل هذا ويصعد هذا) فهذه مدرجة في الحديث شاذة ليست بصحيحة لأن أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالأكل والشرب حتى يؤذن ابن أم مكتوم دليل على أن بينهما فرقا كبيرا يتسع للأكل والشرب والسحور فهي جملة ضعيفة شاذة لا عمدة عليها وقد بين زيد بن ثابت رضي الله عنه حينما ذكر أنه تسحر مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم قاموا إلى الصلاة ولم يكن بينهما إلا قدر خمسين آية خمسون آية: من عشر دقائق إلى ربع الساعة إذا قرأ الإنسان قراءة مرتلة أو دون ذلك وهذا يدل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم يؤخر السحور تأخيرا بالغا وعلى أنه يقدم صلاة الفجر ولا يتأخر ثم إنه ينبغي للإنسان حين تسحره أن يستحضر أنه يتسحر امتثالا لأمر الله ورسوله ويتسحر مخالفة لأهل الكتاب وكرها لما كانوا عليه ويتسحر رجاء البركة في هذا السحور ويتسحر استعانة به على طاعة الله حتى يكون هذا السحور الذي يأكله خيرا وبركة وطاعة والله الموفق ([37])

سحورُ المسلم في رَمَضَانَ ..سببٌ فى رحمة الرَّحِيمِ الرَّحْمن:

فعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِىَ اللهُ عَنْهُ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الْمُتَسَحِّرِينَ»([38])

وقال البخارىُ فى صحيحه عن أبى العالية: الصلاةُ من الله عز وجل: ثناؤه على عبده فى الملأ الأعلى, وقيل : الرحمة, وقيل: رحمةٌ مقرونةٌ بتعظيم)

سحورُ المسلم في رَمَضَانَ ..سببٌ فى صَلَاةِ ملَائِكَةِ الرَّحْمن:

عَن ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم:" إِن الله وَمَلَائِكَته يصلونَ على المتسحرين"([39])

(
فَإِن الله وَمَلَائِكَته يصلونَ على المتسحرين) وَصَلَاة الله عَلَيْهِم رَحمته إيَّاهُم وَصَلَاة الْمَلَائِكَة اسْتِغْفَار

تعجيلُ الفطر في رَمَضَانَ من علامات الخيرية, فهل يزهد فى هذا الأجر أحدٌ من البرية؟!

فعن سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ  رَضِىَ اللهُ عَنْهُ  أن رسول الله   صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  قال: "لا يزال الناس بخيرٍ ما عجَّلُوا الفِطر" ([40])

10.
تعجيلُ الفطر في رَمَضَانَ ..لا يزال صاحبُه على سُنَّة النبى العَدْنَان:

فعن سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ  رَضِىَ اللهُ عَنْهُ  قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَزَالُ أُمَّتِي عَلَى سُنَّتِي مَا لَمْ تَنْتَظِرْ بِفِطْرِهَا النُّجُومَ»([41])

(
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يزال) أمر (الناس) أي أمر هذه الأمة ملتبسًا (بخير) وصلاح منتظما على سنتي وسنة خلفائي (ما عجلوا الفطر) من الصوم وبادروا إليه بعد تحقق الغروب فما مصدرية ظرفية أي لا يزالون ملتبسين بخير وصلاح مدة تعجيلهم الفطر لأنه دأب سيد المرسلين ليحصل الحضور في الصلاة بفراغ قلب([42])

دل هذا الحديث على استحباب تعجيل الفطر عند تحقق غروب الشمس مباشرة، لئلا يزاد في النهار من الليل، ولأنه أرفق بالصائم وأقوى في قبول الرخصة، وشكر النعمة. قال الشافعي في " الأم " تعجيل الفطر مستحب، ولا يكره تأخيره إلاّ لمن تعمد ذلك، ورأى الفضل فيه. والمطابقة: في تعليق الخير وارتباطه بتعجيل الفطر([43]).

12,11:
تعجيلُ الفطر في رَمَضَانَ من علامات إظهار الدين ..ومخالفةِ المغضوب عليهم والضالين:

فعن أَبِي هُرَيْرَةَ  رَضِىَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا يَزَالُ الدِّينُ ظَاهِرًا مَا عَجَّلَ النَّاسُ الْفِطْرَ، لِأَنَّ الْيَهُودَ، وَالنَّصَارَى يُؤَخِّرُونَ» ([44])

قال النووي: معناه لا يزال أمر الأمة منتظماً وهم بخير ماداموا محافظين على هذه السنة وإذا أخروه كان ذلك علامة على فساد يقعون فيه - انتهى. وقال الحافظ: زاد أبوذر في حديثه وأخروا السحور أخرجه أحمد "وما" ظرفية أي مدة فعلهم ذلك إمتثالاً للسنة واقفين عند حدها غير متنطعين بعقولهم ما يغير قواعدها، زاد أبوهريرة في حديثه لأن اليهود والنصارى يؤخرون أخرجه أبوداود وغيره. وتأخير أهل الكتاب له أمد وهو ظهر النجم. وقد روى ابن حبان والحاكم من حديث سهل أيضاً بلفظ: لا تزال أمتي على سنتي ما لم تنتظر بفطرها النجوم، وفيه بيان العلة في ذلك. قال المهلب: والحكمة في ذلك أن لا يزاد في النهار من الليل ولأنه أرفق بالصائم وأقوى له على العبادة([45]).

فأرشدهم إلى أنهم يفعلون ما فيه مصلحة لهم، وهي أنهم يأخذون بالشيء الذي شرع لهم، وفي نفس الوقت أيضاً يخالفون اليهود والنصارى الذين جاءت السنة بمخالفتهم في أمور كثيرة، فتعجيل الإفطار فيه مصلحة وهي عدم إنهاك النفس وعدم إتعابها وعدم المشقة عليها بطول المكث في الصيام الذي يكون عليها معه مشقة، وأيضاً فيه المخالفة لليهود والنصارى، ومحل الشاهد من ذلك قوله: (لا يزال الدين ظاهراً)].

وفسر قوله: (ظاهراً) بأنه غالب، وفسر بأنه قوي، وفسر بتفسيرات متقاربة، والمقصود بذلك: كون المسلمين يتمسكون بدينهم ويأخذون بشرائع دينهم، فهذا يدل على قوة إيمانهم وعلى قوة يقينهم، وأيضاً في ذلك مخالفة لأعدائهم اليهود والنصارى([46]).

تعجيلُ الفطرِ قبلَ الصَّلَاة..مِنْ هَدْيِ رَسُولِ الله:

عَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ قَالَ :" مَا رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قطّ صلى صَلَاة الْمغرب حَتَّى يفْطر وَلَو على شربة من مَاء"([47])

مَنْ اَفْطَرَ عَلَى رطبات أو تمرات ..فقد اهْتَدَى بهَدْي سيِّدِ البَرِيَّات:

عَن أنس رَضِي الله عَنهُ قَالَ كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يفْطر قبل أَن يُصَلِّي على رطبات فَإِن لم تكن رطبات فتمرات فَإِن لم تكن حسا حسوات من مَاء"([48])

مَنْ دَعَا بدُعَاء الفطرِ ..فقد اهْتَدَى بِهَدْيِ سَيِّدِ الغُرِّ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَفْطَرَ قَالَ: «ذَهَبَ الظَّمَأُ وَابْتَلَّتِ الْعُرُوقُ وَثَبَتَ الْأَجْرُ إِنْ شَاءَ الله»([49]) .

(
إذا أفطر) من صومه

(
قال) أي بعد الإفطار

(
ذهب الظمأ) بفتحتين فهمز أي العطش أو شدته.

قال النووي: في الأذكار الظمأ مهموز الآخر مقصور وهو العطش، وإنما ذكرت هذا وإن كان ظاهراً لأني رأيت من اشتبه عليه فتوهمه ممدوداً - انتهى. وفيه أنه قريء لا يصيبهم ظمأ بالمد والقصر. وفي القاموس ظمى، كفرح ظمأ وظماءً وظماءةً عطش أو أشد العطش ولعل كلام النووي محمول على أنه خلاف الرواية لا أنه غير موجود في اللغة قاله القاري

(
وابتلت العروق) أي صارت رطبة بزوال اليبوسة الحاصلة بالعطش، قيل: لم يقل وذهب الجوع لأن أرض الحجاز حارة فكانوا يصبرون على قلة الطعام لا العطش

(
وثبت الأجر) أي زال التعب وحصل الثواب. قال الطيبي: ذكر ثبوت الأجر بعد زوال التعب استلذاذ أي استلذاذ ونظيره قوله تعالى حكاية عن أهل الجنة {الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور} ([50]) ([51])

من فَطَّرَ صَائِمًا فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ :

عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم: «من فَطَّرَ صَائِمًا أَوْ جَهَّزَ غَازِيًا فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ»([52]) .

(
من فطر صائماً) من التفطير وهو جعل أحد مفطراً أي من أطعم صائماً عند إفطاره (أو جهز غازياً) من التجهيز أي هيأ أسباب سفره وأعطاه ما يحتاج إليه في غزوه من السلاح والفرس والنفقة. قال السندي: تجهيز الغازي تحميله وإعداد ما يحتاج إليه في غزوه (فله) أي لمن فطر أو جهز (مثل أجره) أي الصائم أو الغازي، و"أو" للتنويع وهذا الثواب لأنه من باب التعاون على البر والتقوى. قال الطيبي: نظم الصائم في سلك الغازي لانخراطهما في معنى المجاهدة مع أعداء الله. وقدم الجهاد الأكبر - انتهى. قيل: والمراد مثل أجره كماً، لا كيفاً وزاد في رواية غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً ([53])

دعاءُ الصائم في رَمَضَانَ ..لا يردُّ بإذن الرَّحِيمِ الرَّحْمن:

فعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ  رَضِىَ اللهُ عَنْهُ  قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ثَلاَثُ دَعَوَاتٍ لاَ تُرَدُّ، دَعْوَةُ الْوَالِدِ، وَدَعْوَةُ الصَّائِمِ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ"([54])

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن لله تبارك وتعالى عتقاء في كل يوم وليلة - يعني في رمضان - وإن لكل مسلم في كل يوم وليلة دعوة مستجابة"([55])

19,18:
صيامُ رَمَضَانَ من سمات أهل الصيام الأتقياء, الذين وُعدوا بدخول جنات النعيم, وبالمغفرة والأجر العظيم:

فقد قال تعالى: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً }([56])

قال العلامة السعدي رحمه الله:

{
إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ} وهذا في الشرائع الظاهرة، إذا كانوا قائمين بها. {وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} وهذا في الأمور الباطنة، من عقائد القلب وأعماله.

{
وَالْقَانِتِينَ} أي: المطيعين لله ولرسوله {وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ} في مقالهم وفعالهم {وَالصَّادِقَاتِ} {وَالصَّابِرِينَ} على الشدائد والمصائب {وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ} في جميع أحوالهم، خصوصًا في عباداتهم، خصوصًا في صلواتهم، {وَالْخَاشِعَاتِ} {وَالْمُتَصَدِّقِينَ} فرضًا ونفلا {وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ} شمل ذلك، الفرض والنفل. {وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ} عن الزنا ومقدماته، {وَالْحَافِظَاتِ} {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ [كَثِيرًا} أي:] في أكثر الأوقات، خصوصًا أوقات الأوراد المقيدة، كالصباح والمساء، وأدبار الصلوات المكتوبات {وَالذَّاكِرَاتِ}

{
أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ} أي: لهؤلاء الموصوفين بتلك الصفات الجميلة، والمناقب الجليلة، التي هي، ما بين اعتقادات، وأعمال قلوب، وأعمال جوارح، وأقوال لسان، ونفع متعد وقاصر، وما بين أفعال الخير، وترك الشر، الذي من قام بهن، فقد قام بالدين كله، ظاهره وباطنه، بالإسلام والإيمان والإحسان.

فجازاهم على عملهم " بِالْمَغْفِرَةِ " لذنوبهم، لأن الحسنات يذهبن السيئات. {وَأَجْرًا عَظِيمًا} لا يقدر قدره، إلا الذي أعطاه، مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، نسأل الله أن يجعلنا منهم([57]).

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، نُودِيَ مِنْ أَبْوَابِ الجَنَّةِ: يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا خَيْرٌ، فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلاَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلاَةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الجِهَادِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الجِهَادِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ  " ([58])

أي من تصدق بعدد اثنين من أي شيء من المأكولات أو الملبوسات أو النقود، فأعطى درهمين، أو رغيفين، أو ثوبين لمن هو في حاجة إليهما ابتغاءً لرضوان الله نادته الملائكة من أبواب الجنة مرحبة بقدومه إليها، وهي تقول: لقد قدَّمت خيراً كثيراً تثاب عليه اليوم ثواباً كبيراً، " فمن كان منْ أهل الصلاة دعي من باب الصلاة " أي وقد جعل لكل عبادة في الجنة باباً مخصوصاً لها، فالمكثرون من الصلاة ينادون من باب الصلاة، ويدخلون منه، وهكذا الأمر بالنسبة إلى سائر العبادات، " ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان "، أي والمكثرون من الصوم تستقبلهم الملائكة عند باب الريان داعية لهم بالدخول منه، وسمي بذلك، لأنه كما في رواية الترمذي " من دخله لم يظمأ أبداً " " فقال أبو بكر رضي الله عنه " طامعاً في فضل الله تعالى: " فهل يدعى أحد من تلك الأبواب " ومعناه أنه تساءل قائلاً " فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها؟ قال: نعم " أي يوجد من المؤمنين من يُدعى من أبواب الجنة الثمانية لكثرة عباداته وتنوعها واختلافها، "وأرجو أن تكون منهم " لاجتهادك في كل العبادات وحرصك على جميع الخيرات([59])

20.
صيام رَمَضَانَ جنَّة , فهل تعى ذلك الأمة؟

فعن أبى هريرة رَضِىَ اللهُ عَنْهُ  قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ  صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " قَالَ اللَّهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ، إِلَّا الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ "([60])

خلوفُ فم الصائم في رَمَضَانَ أطيب من ريح المسك عند الله , كما قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , في ما يرويه عن ربه ومولاه:".... «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ المِسْكِ»([61])

23,22:
لصائم رَمَضَانَ فرحتان, كما قال نبينا العدنان  صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :.... " لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ "([62])

مَن صام رَمَضَانَ كان كمن صام عشرة أشهر على التمام..كما قال سيدُ الأنَام: «مَنْ صَامَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنَ الشَّهْرِ فَقَدْ صَامَ الدَّهْرَ كُلَّهُ»، ثُمَّ قَالَ: " صَدَقَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا}([63])" ([64])

صوم رَمَضَانَ يشفع لصاحبه يوم الدين, كما قال نبيُّنا الأمين  صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  : "الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ: أَيْ رَبِّ، مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ "، قَالَ: " فَيُشَفَّعَانِ " ([65])

صائم رَمَضَانَ يباعِدُ الله وجهه 2100 خريفاُ عن النار, كما صح عن النبى المختار  صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، بَعَّدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا»([66])

إذاً مَنْ صَامَ 30 يَوْمًا بَعَّدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ 2100 خَرِيفًا

صائمُ تُباعد منه جهنم مسيرة 3000 عام, كما قال سيدُ الأنَام: «مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بَاعَدَ اللَّهُ مِنْهُ جَهَنَّمَ مَسِيرَةَ مِائَةِ عَامٍ»([67])

إذاً مَنْ صَامَ 30 يَوْمًا بَعَّدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ 3000 عام

صائم رَمَضَانَ يجعل الله بينه وبين النار 30 خندقاً كما بين الأرض والسماء, كما قال خاتمُ الأنبياء  صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  : «مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ جَعَلَ اللَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ خَنْدَقًا كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ»([68])

صَّوْمُ رَمَضَانَ لَا عدل لَهُ وَلَا مثل لَهُ:

عَن أبي أُمَامَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ قلت يَا رَسُول الله مرني بِعَمَل قَالَ عَلَيْك بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَا عدل لَهُ, قلت: يَا رَسُول الله مرني بِعَمَل قَالَ عَلَيْك بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَا عدل لَهُ, قلت :يَا رَسُول الله مرني بِعَمَل قَالَ عَلَيْك بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَا مثل لَهُ"([69])

قال العلامة المناوى رحمه الله:

(
عليك بالصوم) أي الزمه

(
فإنه لا مثل له) وفي رواية أبي نعيم بدله فإنه لا عدل له إذ هو يقوي القلب والفطنة ويزيد في الذكاء ومكارم الأخلاق وإذا صام المرء اعتاد قلة الأكل والشرب وانقمعت شهواته وانقلعت مواد الذنوب من أصلها ودخل في الخير من كل وجه وأحاطت به الحسنات من كل جهة ([70])

صِيَامُ رَمَضَانَ ..سَبِيلٌ لِتَقْوَى الرَّحْمَن:

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }([71])

قال العلامة السعدي رحمه الله:

يخبر تعالى بما منَّ به على عباده، بأنه فرض عليهم الصيام، كما فرضه على الأمم السابقة، لأنه من الشرائع والأوامر التي هي مصلحة للخلق في كل زمان.

وفيه تنشيط لهذه الأمة، بأنه ينبغي لكم أن تنافسوا غيركم في تكميل الأعمال، والمسارعة إلى صالح الخصال، وأنه ليس من الأمور الثقيلة، التي اختصيتم بها.

ثم ذكر تعالى حكمته في مشروعية الصيام فقال: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} فإن الصيام من أكبر أسباب التقوى، لأن فيه امتثال أمر الله واجتناب نهيه.

فمما اشتمل عليه من التقوى: أن الصائم يترك ما حرم الله عليه من الأكل والشرب والجماع ونحوها، التي تميل إليها نفسه، متقربا بذلك إلى الله، راجيا بتركها، ثوابه، فهذا من التقوى.

ومنها: أن الصائم يدرب نفسه على مراقبة الله تعالى، فيترك ما تهوى نفسه، مع قدرته عليه، لعلمه باطلاع الله عليه، ومنها: أن الصيام يضيق مجاري الشيطان، فإنه يجري من ابن آدم مجرى الدم، فبالصيام، يضعف نفوذه، وتقل منه المعاصي، ومنها: أن الصائم في الغالب، تكثر طاعته، والطاعات من خصال التقوى، ومنها: أن الغني إذا ذاق ألم الجوع، أوجب له ذلك، مواساة الفقراء المعدمين، وهذا من خصال التقوى([72]).

مَنْ خُتم له بصوم رَمَضَانَ دخل الجنة, كما قال سيدُ الأمة: "... وَمَنْ صَامَ يَوْمًا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ...الحديث" ([73])

مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّال كَانَ كصيام الدَّهْر:

عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّال كَانَ كصيام الدَّهْر»([74]) .

(
ستا) أي ستة أيام وحذف الهاء لأن اسم العدد إذا لم يذكر مميزه جاز فيه الوجهان كما صرح به النحاة. وإنما يلزم إثبات الهاء في المذكر إذا ذكروه بلفظه وكذا حذفها في المؤنث إذا كان كذلك

(
من شوال) وهي يصدق على التوالي والتفريق

(
كان كصيام الدهر) وفي رواية الترمذي فذلك صيام الدهر. ولأبي داود فكأنما صام الدهر يعني إذا صام مدة عمره وإلا ففي أي سنة صام كان كصيام تلك السنة، وفي حديث ثوبان عند ابن ماجه وغيره كان تمام السنة، أي كان صومه تمام السنة إذا الستة بمنزلة شهرين بحساب {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها}([75])

وشهر رمضان بمنزلة عشرة أشهر. وقد جاء ذلك مصرحا عند النسائي من حديث ثوبان ولفظه جعل الله الحسنة بعشر أمثالها، فشهر بعشرة أشهر، وصيام ستة أيام بعد الفطر تمام السنة، ولابن خزيمة صيام شهر رمضان بعشرة اشهر، وصيام ستة أيام بشهرين فذلك صيام السنة([76]).

قال النووي في المجموع: قال أصحابنا: يستحب صوم ستة أيام من شوال، لهذا الحديث، قالوا: ويستحب صومها متتابعة في أول شوال، فإن فرقها أو أخرها عن أول شوال جاز، وكان فاعلاً لأصل هذه السنة، لعموم الحديث وإطلاقه. وهذا لا خلاف فيه عندنا، وبه قال أحمد وداود. وقال مالك وأبو حنيفة: يكره صومها([77])

قال العلامةُ ابنُ عُثيمين رحمه اللهُ:

وكذلك من الأيام التي يسن صيامها ستة أيام من شوال كما في حديث أبي أيوب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال فكانما صام الدهر فسر العلماء ذلك بأن الحسنة بعشر أمثالها فيكون رمضان شهرا بعشرة أشهر ويكون الستة أيام بستين يوما وهم شهران فعلى هذا يسن للإنسان إذا أتم صيام رمضان أن يصوم ستة من شوال.

وليعلم أنها لا تصام قبل القضاء يعني: لو كان على الإنسان يوم واحد من رمضان وصام الست فإنه لا يحصل على أجر ذلك لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (من صام رمضان) ومن عليه يوم واحد من رمضان لم يكن صامه بل صام أياما منه من كان عليه يوم فقد صام تسعة وعشرين ومن كان عليه يومان فقد صام ثمانية وعشرين ما صام الشهر والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: من صام رمضان فإذا صمت رمضان وصمت ستة أيام بعده من شوال فكانما صمت الدهر كله.

وسواء صمتها من ثاني يوم العيد وأتبعت بعضها بعضا أو صمتها بعد يومين أو ثلاثة أو صمتها متتابعة أو صمتها متفرقة الأمر في هذا واسع لكن لو أنك تساهلت حتى خرج شوال وصمت فإنها لا تكون بهذا الأجر اللهم إلا من كان معذورا مثل أن يكون مريضا أو امرأة نفساء أو مسافرا ولم يصم في شوال وقضاها في ذي القعدة فلا بأس.([78])

مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وشَهِدَ الشَّهَادَتَيْنِ وَأَدَّى زَكَاتَهُ فهو من الصديقين وَالشُّهَدَاء:

عَن عَمْرو بن مرّة الْجُهَنِيّ رَضِي الله عَنهُ قَالَ جَاءَ رجل إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: يَا رَسُول الله أَرَأَيْت إِن شهِدت أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَنَّك رَسُول الله وَصليت الصَّلَوَات الْخمس وَأديت الزَّكَاة وَصمت رَمَضَان وقمته فَمِمَّنْ أَنا؟ قَالَ :"من الصديقين وَالشُّهَدَاء"([79])

*****

58
فَضِيلَةً مِنْ فَضَائِلِ قيَامِ اللَّيْل والتهجد والتراويح والوتر

فَضْل مَنْ بَاتَ طَاهَراً:

مَنْ بَاتَ طَاهَراً.. بَاتَ مَعَهُ مَلَكٌ مُرَافِقَاً:

عَنِ ابْنِ عباس رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «طَهِّرُوا هَذِهِ الأَجْسَاد طَهَّرَكُم اللهُ([80])، فَإِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ يَبِيْتُ طَاهِراً إِلاَّ بَاتَ مَعَهُ مَلَكٌ فِي شِعَارِهِ، لاَ يَنْقَلِبُ سَاعَةً مِنَ اللَّيْلِ إِلاَّ قَالَ: اللَّهُمَّ أَغْفِرْ لِعَبْدِكَ فَإِنَّهُ بَاتَ طَاهِراً([81])»([82])

مَنْ بَاتَ طَاهَراً ..بَاتَ مَعَهُ مَلَكٌ مُسْتَغْفِراً:

وَعَنِ ابْنِ عباس رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ بَاتَ طَاهِرا([83])، بَاتَ فِي شِعَارِهِ مَلَكٌ، فَلَمْ يَسْتَيْقِظْ إِلاَّ قَالَ الْمَلَكُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَبْدِكَ فُلاَنٍ، فَإِنَّهُ بَاتَ طَاهِراً»([84])

مَنْ بَاتَ طَاهَراً ُثُمَّ تَعَارَّ فَسْأَلَ الله .. إِلاَّ استْجَابَ لَهُ رَبُّهُ وَمَوْلَاه:

عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَبِيْتُ عَلَى ذِكْرٍ طَاهِراً فَيَتَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ([85])   فَيَسْأَلَ الله عَزَّ وَجَلَّ خَيْراً مِنَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، إِلاَّ أَعْطَاهُ إِيَاه»([86])

4-6:
مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ فّذَكَرَ الله([87]) .. إِلاَّ استُجَيبَ لَهُ وَغُفِرَ لَهُ وقُبِلَتْ صَلاَتُهُ بّإِذْنِ الله:

عَنْ عُبَادَةِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ، فَقَالَ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، الحَمْدُ لِلَّهِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ، وَلاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، أَوْ دَعَا، اسْتُجِيبَ لَهُ، فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلاَتُهُ " ([88])

مَنْ قَامَ يُصَلِّي باللَّيلِ فَاستاك .. إِلاَّ وَضَعَ فَاهُ عَلَى فِيهِ المَلَاَك:

فَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا قَامَ أَحَدكُمْ يُصَلِّي مِنَ اللَّيلِ فَلْيَسْتَكْ فَإِنَّ أَحَدكُمْ إِذَا قَرَأَ فِي صَلاَتِهِ وَضَعَ مَلَكٌ فَاهُ عَلَى فِيهِ وَلاَ يَخْرُجُ مِنْ فِيهِ شَيْءٌ إِلاَّ دَخَلَ فَمَ الْمَلَك»([89])

-
عَنِ ابْنِ شِهَاب قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا قَامَ الرَّجُل فَتَوَضَّأَ لَيْلاً، أَوْ نَهَاراً فَأَحْسَنَ وضُوءهُ، وَاسْتَنَّ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى، أَطَافَ بِهِ مَلَكٌ، وَدَنَا مِنْهُ، حَتَّى يَضَع فَاهُ عَلَى فِيهِ، فَمَا يَقْرَأُ إِلاَّ فِي فِيهِ، وَإِذَا لَمْ يَسْتَنَّ أَطَافَ بِهِ وَلَمْ يَضَع فَاهُ عَلَى فِيهِ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - لاَ يَقُومُ إِلَى الصَّلاَةِ حَتَّى يَسْتَنَّ»([90])

8-9:
قيَامُ اللَّيْل سَبَبٌ لنَشَاط وطِيبِ النُّفُوس.. وَذّاكَ مِنْ فَضْلِ المَلِكِ القُّدُّوس:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ([91]) إِذَا هُوَ نَامَ ثَلاَثَ عُقَدٍ يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ، فَارْقُدْ فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ، انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ وَإِلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلاَنَ»([92])

قيَامُ اللَّيَالِ.. مِنْ هَدْىِ سَيِّدِ الرِّجَالِ:

عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي قَيْسٍ، يَقُولُ: قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: "لَا تَدَعْ قِيَامَ اللَّيْلِ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لَا يَدَعُهُ، وَكَانَ إِذَا مَرِضَ، أَوْ كَسِلَ، صَلَّى قَاعِدًا"([93])

صَلَاةُ القِيَام.. مِنْ خِصَالِ المؤمِنِين الكِرَام:

قال تعالى:"  إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ*تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ ُنفِقُونَ([94])"([95])

قيَامُ اللَّيَالِ الحِسَان.. مِنْ خِصَالِ عِبَادِ الرَّحْمَن:

قال تعالى:"  وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64)([96])" ([97])

قيَامُ اللَّيَالِ مِنْ خِصَالِ الأَبْرَار.. ومَا هُمْ بِأَثَمَةٍ وَلاَ فُجّارٍ:

عَنْ أنَسٍ رَضْيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا اجْتَهَدَ لأَحَدٍ فِي الدُّعَاءِ قَالَ: «جَعَلَ اللهُ عَلَيْكُمْ صَلاَةَ قَوْمٍ أَبْرَار، يَقُومُونَ اللَّيْلَ وَيَصُومُونَ النَّهَارَ، لَيْسُوا بِأَثَمَةٍ وَلاَ فُجّارٍ»([98])

قيَامُ اللَّيَالِ مِنْ خِصَالِ الْمُتَّقِينَ والمحْسِنِين الذينَ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ... وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ :

قال تعالى:"إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (15) آَخِذِينَ مَا آَتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ (16) كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18)([99])" ([100])

15-19:
قِيَامُ اللَّيْلِ َمَكْفَرةٌ لِلسَّيِّئاتِ وَمَنْهَاةٌ لِلإثْم وَوَصِيَّةُ النَّبِيِّ الأَمِين ..وَهُوَ دَأبُ الصَّالِحِينَ ، وَهُوَ قُرْبَةٌ إِلَى رَبِّ العَالَمِين:

عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: «عَلَيْكُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ فَإِنَّهُ دَأبُ الصَّالِحِينَ قَبْلكُمْ، وَهُوَ قُرْبَةٌ إِلَى رَبِّكُمْ، وَمَكْفَرةٌ لِلسَّيِّئاتِ وَمَنْهَاةٌ لِلإثْم([101])»([102])

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قِيلَ يَا رَسُولَ اللهِ! إِنَّ فُلاْناً يُصَلِّي اللَّيْلَ كُلَّهُ فَإِذَا أَصْبَحَ سَرَقَ قَالَ: «سَيَنْهَاهُ مَا تَقُولُ»([103])

أَفَضَلُ الصَّلاَة بَعْدَ الْمَكْتُوبَة.. صَلاَةُ اللَّيْلِ المَنْدُوبَة:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَفْضَلُ الصِيَام بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ شَهْرُ اللهِ ([104])الْمُحَرَّمِ، وَأَفَضَلُ الصَّلاَة بَعْدَ الْفَرِيْضَةِ صَلاَةُ اللَّيْلِ»([105])

ثَنَاءُ الكَبيرِ المُتَعَالِ..عَلَى قَائِمي اللَّيَالِ:

قال تعالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ الليل سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ}([106])


22.
صَلَاةُ القِيَام.. شَرَفُ المؤمِنِينَ الكِرَام:

عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: " أَتَانِي جِبْرِيلُ - عليه السلام - فَقَالَ لِي: يَا مُحَمَّدُ، عِشْ مَا شِئْتَ , فَإِنَّكَ مَيِّتٌ , وَاعْمَلْ مَا شِئْتَ , فَإِنَّكَ مَجْزِيٌّ بِهِ، وَأَحْبِبْ مَنْ شِئْتَ , فَإِنَّكَ مُفَارِقُهُ , وَاعْلَمْ أَنَّ شَرَفَ الْمُؤْمِنِ قِيَامُ اللَّيْلِ، وَعِزِّهُ اسْتِغْنَاؤُهُ عَنِ النَّاسِ([107]) "([108])

وعَن سهل بن سعد رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «شَرَفُ الْمُؤمِن صَلاَتُهُ بِاللَّيْلِ، وَعِزُّهُ اسْتِغنَاؤهُ عَمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ([109])» ([110])

رَحْمَةُ الكَبِيرِ المتَعَالِ..للأَزْوَاجِ القائِمِين اللَّيَالِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلَّى، ثُمَّ أَيْقَظَ امْرَأَتَهُ فَصَلَّتْ، فَإِنْ أَبَتْ نَضَحَ فِي وَجْهِهَا الْمَاءَ، وَرَحِمَ اللَّهُ امْرَأَةً قَامَتْ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلَّتْ، ثُمَّ أَيْقَظَتْ زَوْجَهَا فَصَلَّى، فَإِنْ أَبَى نَضَحَتْ فِي وَجْهِهِ الْمَاءَ([111])" ([112])

إِذَا اسْتَيْقَظَ الرَّجُلُ مِنَ اللَّيْلِ وَأَيْقَظَ امْرَأَتَهُ فَصَلَّيَا رَكْعَتَينِ أَوْ رَكْعَات.. كُتِبَا مِنَ الذَّاكِرِينَ اللهَ كَثيراً وَالذَّاكِرَاتِ:

عَنْ أَبِي سَعِيد، وَأَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِذَا اسْتَيْقَظَ الرَّجُلُ مِنَ اللَّيْلِ وَأَيْقَظَ امْرَأَتَهُ فَصَلَّيَا رَكْعَتَينِ، كُتِبَا مِنَ الذَّاكِرِينَ اللهَ كَثيراً وَالذَّاكِرَاتِ»([113])

طُول الْقُنوُتِ أَفْضَلُ الصَّلاَة...وَذَاكَ مِنْ فَضْلِ الله:

عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَفْضَل الصَّلاَة، طُول الْقُنوُتِ» ([114])

الصَّلَاةُ فِي جَوْفِ اللَّيَالِ... أَفْضَلُ الصَّلَوَاتِ بَعْدَ الْمَكْتُوبَةِ العَوَالي([115]):

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الصَّلَاةِ أَفْضَلُ بَعْدَ الْمَكْتُوبَةِ؟([116]) قَالَ: "الصَّلَاةُ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ" ([117])

الصَّلَاةُ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ الأَخِير...وَصِيَّةُ البَشِيرِ النَّذِير:

عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ - رضي الله عنه - قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ أَقْرَبَ مَا يَكُونُ الرَّبُّ - عزَّ وجل - مِنْ الْعَبْدِ جَوْفَ اللَّيْلِ الْآخِرَ , فَإِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ مِمَّنْ يَذْكُرُ اللهَ - عزَّ وجل - فِي تِلْكَ السَّاعَةِ فَكُنْ([118])."([119])

إِنَّ مِنَ اللَّيْلِ سَاعَةً، لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ يَسْأَلُ اللهَ ..إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ:

عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "إِنَّ مِنَ اللَّيْلِ سَاعَةً، لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ، يَسْأَلُ اللهَ خَيْرًا، إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ" ([120])

مَنْ صَلَّى بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَام..دَخَلَ الْجَنَّةَ بِسَلَام:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ انْجَفَلَ النَّاسُ إِلَيْهِ، وَقِيلَ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجِئْتُ فِي النَّاسِ لِأَنْظُرَ إِلَيْهِ، فَلَمَّا اسْتَبَنْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ، فَكَانَ أَوَّلَ شَيْءٍ تَكَلَّمَ بِهِ أَنْ قَالَ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشُوا السَّلَامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ، تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ([121])" ([122]).

مَنْ ثَارَ عَنْ فِرَاشِهِ مِنْ بَيْنَ حِبِّهِ وَأَهْلِه.. عَجِبَ رَبُّنَا مِنْ فِعْلِه:

عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "عَجِبَ رَبُّنَا مِنْ رَجُلَيْنِ: رَجُلٍ ثَارَ عَنْ وِطَائِهِ وَلِحَافِهِ مِنْ بَيْنَ حِبِّهِ وَأَهْلِهِ إِلَى صَلَاتِهِ، فَيَقُولُ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا لِمَلَائِكَتِهِ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي، ثَارَ عَنْ فِرَاشِهِ وَوِطَائِهِ مِنْ بَيْنَ حِبِّهِ وَأَهْلِهِ إِلَى صَلَاتِهِ رَغْبَةً فِيمَا عِنْدِي، وَشَفَقَةً مِمَّا عِنْدِي([123])، وَرَجُلٍ غَزَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَانْهَزَمَ أَصْحَابُهُ، وَعَلِمَ مَا عَلَيْهِ فِي الِانْهِزَامِ، وَمَا لَهُ فِي الرُّجُوعِ، فَرَجَعَ حَتَّى هُرِيقَ دَمُهُ، فَيَقُولُ اللَّهُ لِمَلَائِكَتِهِ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي، رَجَعَ رَجَاءً فِيمَا عِنْدِي، وَشَفَقًا مِمَّا عِنْدِي حَتَّى هُرِيقَ دَمُهُ([124])" ([125])

قيَامُ اللَّيْالِ.. سَبَبٌ مِنَ الإِجَارَةِ مِنَ النَّارِ والأَهْوَالِ:

وعَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، إِذَا رَأَى رُؤْيَا قَصَّهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَتَمَنَّيْتُ أَنْ أَرَى رُؤْيَا، فَأَقُصَّهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَكُنْتُ غُلاَمًا شَابًّا، وَكُنْتُ أَنَامُ فِي المَسْجِدِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَرَأَيْتُ فِي النَّوْمِ كَأَنَّ مَلَكَيْنِ أَخَذَانِي، فَذَهَبَا بِي إِلَى النَّارِ، فَإِذَا هِيَ مَطْوِيَّةٌ كَطَيِّ البِئْرِ وَإِذَا لَهَا قَرْنَانِ وَإِذَا فِيهَا أُنَاسٌ قَدْ عَرَفْتُهُمْ، فَجَعَلْتُ أَقُولُ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ، قَالَ: فَلَقِيَنَا مَلَكٌ آخَرُ فَقَالَ لِي: لَمْ تُرَعْ، فَقَصَصْتُهَا عَلَى حَفْصَةَ فَقَصَّتْهَا حَفْصَةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: «نِعْمَ الرَّجُلُ عَبْدُ اللَّهِ، لَوْ كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ» فَكَانَ بَعْدُ لاَ يَنَامُ مِنَ اللَّيْلِ إِلَّا قَلِيلًا([126]) "([127])

صَلَاةُ القِيَام.. خَيْرٌ مِنْ خَلِفَاتٍ([128]) عِظَامٍ :

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى اللهُ عليه وسلَّم -: " أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ إِذَا رَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ أَنْ يَجِدَ فِيهِ ثَلَاثَ خَلِفَاتٍ عِظَامٍ سِمَانٍ؟ " , قُلْنَا: نَعَمْ , قَالَ: " فَثَلَاثُ آيَاتٍ يَقْرَأُ بِهِنَّ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ ثَلَاثِ خَلِفَاتٍ عِظَامٍ سِمَانٍ "([129])

مَنْ قَرَأَ بِمِئَةِ آيَةٍ فِي لَيْلَةٍ.. كُتِبَ لَهُ قُنْوتُ لَيْلَةٍ:

فَعَنْ تَمِيْمٍ الدَّارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْةُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ قَرَأَ بِمِئَةِ آيَةٍ فِي لَيْلَةٍ، كُتِبَ لَهُ قُنْوتُ لَيْلَةٍ»([130])

قلتُ: ومائةُ آية كسورة الواقعة مع سورة الإخلاص فمن قام بمائة آية فى ليلة كُتب له أجرُ قيام ليلة.

34-36:
مَنْ قَامَ بِعَشْرِ آيَاتٍ لَمْ يُكْتَب مِنَ الْغَافِلِين، وَمَنْ قَامَ بِمِئَةِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْقَانِتِين، وَمَنْ قَامَ بِأَلْفِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْمُقَنْطَرِين :

فَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ قَامَ بِعَشْرِ آيَاتٍ لَمْ يُكْتَب مِنَ الْغَافِلِين، وَمَنْ قَامَ بِمِئَةِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْقَانِتِين، وَمَنْ قَامَ بِأَلْفِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْمُقَنْطَرِين([131])»([132])

غُرَفٌ في الجِنَان عِظَام([133]).. لِمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ القِيَام:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرْفَةً يُرَى ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا، وَبَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا"، فَقَالَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ: لِمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "لِمَنْ أَلَانَ الْكَلَامَ، وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَبَاتَ لِلَّهِ قَائِمًا وَالنَّاسُ نِيَامٌ([134])"([135])

قيَامُ اللَّيْالِ.. مِنْ شُكْرِ الكَبِيرِ المُتَعَالِ:

عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ حَتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ([136]): لِمَ تَصْنَعُ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟ قَالَ: «أَفَلاَ أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ عَبْدًا شَكُورًا([137]) فَلَمَّا كَثُرَ لَحْمُهُ صَلَّى جَالِسًا، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ قَامَ فَقَرَأَ ثُمَّ رَكَعَ» ([138])

أَحَبُّ الصَّلاَةِ إِلَى القُّدُّوسِ السَّلاَم.. صَلاَةُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَم:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ العَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا،: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: «أَحَبُّ الصَّلاَةِ إِلَى اللَّهِ صَلاَةُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، وَأَحَبُّ الصِّيَامِ إِلَى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُدَ، وَكَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ وَيَقُومُ ثُلُثَهُ، وَيَنَامُ سُدُسَهُ([139])، وَيَصُومُ يَوْمًا، وَيُفْطِرُ يَوْمًا»([140])

40-42:
مَنْ قَامَ مِنَ اللَّيْلِ , وَتَرَكَ شَهْوَتَهُ لله ..أَحَبَّهُ وَضَحِكَ إِلَيْهِ واسْتَبْشَرَ بِهِ رَبُّهُ وَمِوْلَاه:

عَنْ أَبِي ذَرٍّ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: (" ثَلَاثةٌ يُحِبُّهُمُ اللهُ - عز وجل - وَيَضْحَكُ إِلَيْهِمْ , وَيَسْتَبْشِرُ بِهِمْ: الَّذِي إِذَا انْكَشَفَتْ فِئَةٌ , قَاتَلَ وَرَاءَهَا بِنَفْسِهِ - عز وجل - فَإِمَّا أَنْ يُقْتَلَ، وَإِمَّا أَنْ يَنْصُرَهُ اللهُ - عز وجل – وَيَكْفِيهِ, فَيَقُولُ اللهُ - عز وجل -: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي كَيْفَ صَبَرَ لِي نَفْسَهُ. وَالَّذِي لَهُ امْرَأَةٌ حَسْنَاءُ, وَفِرَاشٌ لَيِّنٌ حَسَنٌ، فَيَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ , فَيَذَرُ شَهْوَتَهُ، فَيَذْكُرُنِي وَيُنَاجِينِي وَلَوْ شَاءَ لَرَقَدَ , وَالَّذِي يَكُونُ فِي سَفَرٍ , وَكَانَ مَعَهُ رَكْبٌ، فَسَهِرُوا وَنَصِبُوا , ثُمَّ هَجَعُوا  فَقَامَ فِي السَّحَرِ  فِي سَرَّاءٍ أَوْ ضَرَّاءٍ"([141])

أَفْضَلُ منَازِل النَّاس.. مَنْ قَامَ يُصَلِّي واغتنم ظُلمَة اللَّيْل وغَفْلَةَ النَّاس :

عَن طَارق بن شهَاب أَنه بَات عِنْد سلمَان رَضِي الله عَنهُ لينْظر مَا اجْتِهَاده قَالَ فَقَامَ يُصَلِّي من آخر اللَّيْل فَكَأَنَّهُ لم ير الَّذِي كَانَ يظنّ فَذكر ذَلِك لَهُ فَقَالَ سلمَان حَافظُوا على هَذِه الصَّلَوَات الْخمس فَإِنَّهُنَّ كَفَّارَات لهَذِهِ الْجِرَاحَات مَا لم تصب المقتلة([142]) فَإِذا صلى النَّاس الْعشَاء صدرُوا عَن ثَلَاث منَازِل مِنْهُم من عَلَيْهِ وَلَا لَهُ وَمِنْهُم من لَهُ وَلَا عَلَيْهِ وَمِنْهُم من لَا لَهُ وَلَا عَلَيْهِ فَرجل اغتنم ظلمَة اللَّيْل وغفلة النَّاس فَركب فرسه فِي الْمعاصِي فَذَلِك عَلَيْهِ وَلَا لَهُ وَمن لَهُ وَلَا عَلَيْهِ فَرجل اغتنم ظلمَة اللَّيْل وغفلة النَّاس فَقَامَ يُصَلِّي فَذَلِك لَهُ وَلَا عَلَيْهِ وَمن لَا لَهُ وَلَا عَلَيْهِ فَرجل صلى ثمَّ نَام فَلَا لَهُ وَلَا عَلَيْهِ إياك والحقحقة وَعَلَيْك بِالْقَصْدِ وداومه([143])

مَدْحُ النَّبِيِّ المخْتَار ..لِمَنْ قَامَ بالْقُرْآنَ آنَاءَ اللَّيْلِ، وَآنَاءَ النَّهَارِ

عَنْ سَمُرَة بن جُنْدُب رَضِي الله عَنهُ قَالَ كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول لنا لَيْسَ فِي الدُّنْيَا حسد إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ الرجل يغبط الرجل أَن يُعْطِيهِ الله المَال الْكثير فينفق مِنْهُ فيكثر النَّفَقَة يَقُول الآخر لَو كَانَ لي مَال لأنفقت مثل مَا ينْفق هَذَا وَأحسن فَهُوَ يحسده وَرجل يقْرَأ الْقُرْآن فَيقوم اللَّيْل وَعِنْده رجل إِلَى جنبه لَا يعلم الْقرَان فَهُوَ يحسده على قِيَامه وعَلى مَا علمه الله عز وَجل من الْقُرْآن فَيَقُول لَو عَلمنِي الله مثل هَذَا لقمت مثل مَا يقوم ([144])

عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ، وَآنَاءَ النَّهَارِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالًا، فَهُوَ يُنْفِقُهُ آنَاءَ اللَّيْلِ، وَآنَاءَ النَّهَارِ([145]) " ([146])

مَنْ قَرَأَ عَشْرَ آيَاتٍ ابْتِغَاءَ وَجْهِ العَزِيزُ الغَفَّار ..كُتِبَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ قِنْطَار:

عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ، وَتَمِيمٍ الدَّارِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قَرَأَ عَشْرَ آيَاتٍ فِي لَيْلَةٍ، كُتِبَ لَهُ قِنْطَارٌ، وَالْقِنْطَارُ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ رَبُّكَ عَزَّ وَجَلَّ: اقْرَأْ وَارْقَ لِكُلِّ آيَةٍ دَرَجَةً، حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى آخِرِ آيَةٍ مَعَهُ، يَقُولُ رَبُّكَ عَزَّ وَجَلَّ لِلْعَبْدِ: اقْبِضْ، فَيَقُولُ الْعَبْدُ بِيَدِهِ يَا رَبُّ أَنْتَ أَعْلَمُ، فَيَقُولُ بِهَذِهِ الْخُلْدَ، وَبِهَذِهِ النَّعِيمَ ([147])"

فَضْل قِيام اللَّيل بِخَوَاتِم سُورَة الْبَقَرَة

خَوَاتِمُ الْبَقَرَةِ كافِيَتَان..لِقارِئِهِمَا أَيْنَمَا كَان:

عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ قَرَأَ هَاتَيْنِ الآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ([148])»([149])

فَضَائِلُ الْوِتْر

صَلَاةُ الْوِتْر..وَصِيَّةُ سَيِّدُ الغُرِّ:

عَنِ عَبْدِ اللهِ بن عَمْرو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ زَادكُمْ صَلاَةً وَهِيَ الْوِتْر فَحَافِظُوا عَلَيْهَا»([150])

وفي رواية: " فصلوها فيما بين صلاة العشاء إلى صلاة الفجر "([151])

صَلَاةُ الْوِتْر.. سُنَّةُ سَيِّدُ الغُرِّ:

عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: "إِنَّ الْوَتْرَ لَيْسَ بِحَتْمٍ، وَلَكِنَّهُ سُنَّةٌ سَنَّهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَوْتِرُوا يَا أَهْلَ الْقُرْآنِ"([152])

وعَنْ أَبِي أَيُّوبَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «الْوِتْرُ حَقٌّ، فَمَنْ شَاءَ أَوْتَرَ بِسَبْعٍ، وَمَنْ شَاءَ أوْتَرَ بِخَمْسٍ، وَمَنْ شَاءَ أوْتَرَ بِثَلاَثٍ، وَمَنْ شَاءَ أوْتَرَ بِواحِدَةٍ» ([153])

بُشْرَى النَّبِيِّ الأَمِين..بِأَنَّ المُوتِرينَ([154]) مِنَ الحَازِمين([155]):

عَنْ سَعدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «الَّذِي لا يَنَامُ حَتَّى يُوتِرَ، حَازِمٌ» ([156])

مِنْ هَدْىِ سَيِّدِ النَّاس..الوتْرُ بالأَعْلَى والكَافِرُون والإِخْلَاص:

عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوتر بثلاث: يقرأ في الأولى بـ {سبح اسم ربك الأعلى}، وفي الثانية بـ {قل يا أيها الكافرون}، وفي الثالثة بـ {قل هو الله أحد} "

وفي رواية: وفي الثالثة بـ {قل هو الله أحد} , و {قل أعوذ برب الفلق} , و {قل أعوذ برب الناس} " ([157])

صَلَاةُ آخِرِ اللَّيْلِ مَشْهُودَة..وهِى صَلَاةٌ فَاضِلَةٌ مَنْدُوبَة:

عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ خَافَ أَنْ لَا يَقُومَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ أَوَّلَهُ، وَمَنْ طَمِعَ أَنْ يَقُومَ آخِرَهُ فَلْيُوتِرْ آخِرَ اللَّيْلِ، فَإِنَّ صَلَاةَ آخِرِ اللَّيْلِ مَشْهُودَةٌ، وَذَلِكَ أَفْضَلُ([158])»([159]).

فَضَائِلُ قِيَامِ رَمَضَانَ ولَيْلَةِ القَدْرِ

مَنْ قَامَ رَمَضَانَ بالإِيمَانِ والَاحْتِسَاب.. غُفِرَ لَهُ الغَفُورُ التَّوَّاب:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ([160])»([161])

مَنْ قَامَ مَعَ الْإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ فِي لَيْلَةٍ .. فَإِنَّهُ يَعْدِلُ قِيَامَ لَيْلَةٍ:

عَنْ أَبِي ذَرٍّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:"إِنَّهُ مَنْ قَامَ مَعَ الْإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ، فَإِنَّهُ يَعْدِلُ قِيَامَ لَيْلَةٍ"([162])

إِحْيَاءُ العَشْرِ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ.. مِنْ هَدْىِ النَّبِيِّ العَدْنَان:

عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ([163])»([164])

مَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ بالإِيمَانِ والَاحْتِسَاب.. غُفِرَ لَهُ الغَفُورُ التَّوَّاب:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا([165])، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» ([166])

فَضَائِلُ مَنْ نَامَ وَقَدْ نَوَى القِيَام

مَنْ نَامَ عَنْ حِزْبِهِ فَقَرَأهُ في الصَّبَاح([167])..كُتِبَ لَهُ كَأَنَّمَا قَرَأَهُ مِنَ اللَّيَالِ الكلاَح:

عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ نَامَ عَنْ حِزْبِهِ أَوْ عَنْ شَيءٍ مِنْهُ، فَقَرَأهُ فِيمَا بَيْنَ صَلاَةِ الْفَجْرِ وَصَلاَةَ الظُّهْرِ، كُتِبَ لَهُ كَأَنَّمَا قَرَأَهُ مِنَ اللَّيْلِ([168])»([169])

57-58:
مَنْ نَامَ وَقَدْ نَوَى القِيَام فَغَلَبَتْهُ عَينَاه.. كُتِبَ لَهُ مَا نَوَى، وَكَانَ نَومُهُ صَدَقَةً عَلَيهِ مِنْ رَبِّهِ وَمَوْلَاه:

عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ أَتَى فِرَاشَهُ وَهُوَ يَنْوُي أَنْ يَقُومَ فَيُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ فَغَلَبَتْهُ عَينُهُ حَتَّى يُصبِحَ، كُتِبَ لَهُ مَا نَوَى، وَكَانَ نَومُهُ صَدَقَةً عَلَيهِ مِنْ رَبِّهِ([170])» ([171])

56
فَضِيلَةً مِنْ فَضَائِلِ الاعْتِكَافِ وَالعَشْرِ الأَوَاخِرِ

أَعْلَم رَحِمَكَ اللهِ أَنْ المعتكفين مُنْقَطِعِينَ لِلعِبَادَةِ فِي هَذِهِ العَشْرِ المُبَارَكَةِ لِذَا فَهُمْ حَرِيصُونَ عَلَى الفَرَائِضِ والنوافل فِي الصَّلَوَاتِ وَالأَذْكَارِ وَقِرَاءَةِ القُرْانِ وَالدُّعَاءِ بَدْءًا مِنْ تَرْدِيدِ الأَذَانِ وَحَتَّى أَذْكَارِ النَّوْمِ وَالإِسْتِيْقَاظِ لِذَا كَانَ لَهُمْ هَذَا الأَجْرُ العَظِيمُ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ الكَرِيمِ

تَجبُ لهمُ الجِنَانُ بِتَرْدِيدِهُمُ الأَذَان:

فعَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا قَالَ الْمُؤَذِّنُ: اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، فَقَالَ أَحَدُكُمْ: اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، ثُمَّ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، ثُمَّ قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، ثُمَّ قَالَ: حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، قَالَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، ثُمَّ قَالَ: حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، قَالَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، ثُمَّ قَالَ: اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، قَالَ: اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، ثُمَّ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مِنْ قَلْبِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ "([172])

تُغْفَرُ لَهُمُ الذُّنُوبُ بدعائِهُم أثناءَ الأَذَان:

فعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ الْمُؤَذِّنَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ»([173])

تَحِلُّ لهمُ الشَّفَاعَةُ بِسُؤالِهُمُ الوَسِيلةَ للنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ: اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، وَالصَّلاَةِ القَائِمَةِ آتِ مُحَمَّدًا الوَسِيلَةَ وَالفَضِيلَةَ، وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدْتَهُ، حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ القِيَامَةِ " ([174])

يُجابُ دُعَاؤُهُم بين الأَذَانِ والإقَامةِ بإذنِ اللهِ:

فعن أنس بن مالك  رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ  أن رسول الله  صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   قال: «الدُّعَاءُ بَيْنَ الْأَذَانِ وَالْإِقَامَةُ لَا يُرَدُّ» ([175])

يُرْضُونَ رَبَّهُم بِالتَّسَوُّكِ عِنْدَ كُلِّ وُضُوءٍ وَعِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ وَعَنْدَ قِرَاءَةِ القُرْآَنِ:

فعن عائشة رضي الله عنها أن النبي  صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   قَالَ: «السِّوَاكُ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ»([176])

وعَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ قَالَ: أَمَرَ عَلِيٌّ بِالسِّوَاكِ، وَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا تَسَوَّكَ ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، قَامَ الْمَلَكُ خَلْفَهُ يَسْتَمِعُ الْقُرْآنَ، فَلَا يَزَالُ عَجَبُهُ بِالْقُرْآنِ يُدْنِيهِ مِنْهُ، حَتَّى يَضَعَ فَاهُ عَلَى فِيهِ، فَمَا يَخْرُجُ مِنْ فِيهِ شَيْءٌ مِنَ الْقُرْآنِ إِلَّا صَارَ فِي جَوْفِ الْمَلَكِ، فَطَهِّرُوا أَفْوَاهَكُمْ»([177])

تُغْفَرُ لَهُمُ الذُّنُوبُ إِنْ وَافَقَ قَوْلُهُم " آمين"  قَوْلَ المَلَائِكَةِ:

فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا قَالَ الإِمَامُ: {غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ}([178])  فَقُولُوا: آمِينَ، فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ قَوْلُهُ قَوْلَ المَلاَئِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ "([179])

تُغْفَرُ لَهُمُ الذُّنُوبُ إِنْ وَافَقَ قَوْلُهُم " اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الحَمْدُ " قَوْلَ المَلَائِكَةِ:

فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا قَالَ الإِمَامُ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الحَمْدُ، فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ قَوْلُهُ قَوْلَ المَلاَئِكَةِ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ "([180])

يُكْتَبَ لَهُم أَجْرُ خَمْسِينَ حِجَّةٍ بِصَلَاتِهِم خَمْسَ صَلَوَاتٍ مَكْتُوبَاتٍ في الجَمَاعَةِ وَذَلِكَ فى الأَيَّامِ العَشْرِ([181]):

فعَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمْ، قَالَ: «مَنْ مَشَى إِلَى صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ فِي الْجَمَاعَةِ، فَهِي كَحَجَّةٍ، وَمَنْ مَشَى إِلَى صَلَاةِ تَطَوُّعٍ فَهِي كَعُمْرَةٍ تَامَّةٍ»([182])

تُغْفَرُ لَهُمُ الذُّنُوبُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ بمُحَافَظَتِهِم عَلَى أَذْكَارِ خِتَامِ الصَّلَاةِ:

فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ سَبَّحَ اللهَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَحَمِدَ اللهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَكَبَّرَ اللهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، فَتْلِكَ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ، وَقَالَ: تَمَامَ الْمِائَةِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ غُفِرَتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ "([183])

وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  «خَصْلَتَانِ لَا يُحْصِيهِمَا عَبْدٌ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَهُمَا يَسِيرً وَمَنْ يَعْمَلُ بِهِمَا قَلِيلٌ، يُسَبِّحُ اللَّهَ أَحَدُكُمْ فِي دُبُرُ كُلُّ صَلَاةٍ عَشْرًا، وَيُحَمِّدُهُ عَشْرًا، وَيُكَبِّرُهُ عَشْرًا، فَتِلْكَ خَمْسُونَ وَمِائَةٌ بِاللِّسَانِ، وَأَلْفٌ وَخَمْسُ مِائَةٍ فِي الْمِيزَانِ، وَإِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ يُسَبِّحُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَيُحَمِّدُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَيُكَبِّرُ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ، فَتِلْكَ مِائَةٌ بِاللِّسَانِ، وَأَلْفٌ فِي الْمِيزَانِ»، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَأَيُّكُمْ يَعْمَلُ فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ أَلْفَيْنِ وَخَمْسَ مِائَةِ سَيِّئَةٍ؟ » قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو: وَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَعْقِدُهُنَّ بِيَدِهِ، قَالَ: فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَيْفَ لَا يُحْصِيهَا؟ قَالَ: «يَأْتِي أَحَدَكُمُ الشَّيْطَانُ، وَهُوَ فِي صَلَاتِهِ، فَيَقُولُ: اذْكُرْ كَذَا، اذْكُرْ كَذَا، وَيَأْتِيهِ عِنْدَ مَنَامِهِ فَيُنَوِّمُهُ»([184])

تَجِبُ لَهُمُ الجَنَّةُ بِقِرَاءَتِهِم آَيَةَ الكُرْسِيِّ بَعْدَ كُلِّ صَلَاةٍ:

عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ إِلَّا أَنْ يَمُوتَ»([185])

يُعْطَوْنَ سَبْعِينَ فَضِيلَةً بِذِكْرِهِمُ الله([186]) بَعْدَ صَلَاةِ الغَدَاةِ وَذَلِكَ فى الأَيَّامِ العَشْرِ([187]):

وعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَالَ حِينَ يَنْصَرِفُ مِنْ صَلَاةِ الْغَدَاةِ قَبْلَ أَنْ يَتَكَلَّمَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ أُعْطِيَ بِهِنَّ سَبْعًا: كُتِبَ لَهُ بِهِنَّ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَمُحِيَ عَنْهُ بِهِنَّ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ، وَرُفِعَ لَهُ بِهِنَّ عَشْرُ دَرَجَاتٍ، وَكُنَّ لَهُ عَدْلُ عَشْرِ نَسَمَاتٍ، وَكُنَّ لَهُ حَافِظًا مِنَ الشَّيْطَانِ، وَحِرْزًا مِنَ الْمَكْرُوهِ، وَلَمْ يَلْحَقْهُ فِي يَوْمِهِ ذَلِكَ ذَنْبٌ إِلَّا الشِّرْكُ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَمَنْ قَالَهُنَّ حِينَ يَنْصَرِفُ مِنَ الْمَغْرِبِ أُعْطِيَ مِثْلُ ذَلِكَ لَيْلَتَهُ " ([188])

يُعْطَوْنَ أَجْرَ عَشْرِ حِجَّاتٍ وَعَشْرِ عُمُرَاتٍ بِصَلَاتِهِمُ الصُّبْح في جَمَاعَةٍ ثُمَّ ذِكْرِهِمُ اللهَ تَعَالَى حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ  ثم صَلَاتِهم رَكْعَتَيْنِ:

فَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: " مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ، ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ , كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ , تَامَّةٍ تَامَّةٍ , تَامَّةٍ "([189])

وعَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: سَمِعْتُ جُنْدَبَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللهِ، فَلَا يَطْلُبَنَّكُمُ اللهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَيْءٍ فَيُدْرِكَهُ فَيَكُبَّهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ» ([190])

يَشْهَدُونَ أَفْضَلَ صَلَاةٍ عِنْدَ اللهِ وَهِيَ صَلَاةُ الصُّبْحِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي جَمَاعَةٍ:

عن ابن عمر‌ رضى الله عنهما قال: قال رسول الله  صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ    :" أَفْضَلَ الصَّلَوَاتِ صَلَاةُ الصُّبْحِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي جَمَاعَةٍ "([191])

تُثَقَّلُ مَوَازِينُهُم بِأرْبَعَ كَلِمَاتٍ، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ بعد صَلَاةِ الصُّبْحِ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنْ جُويرِيَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا بُكْرَةً حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ، وَهِىَ فِي مَسْجِدِهَا ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَى، وَهِيَ جَالِسَةٌ، فَقَالَ: «مَا زِلْتِ عَلَى الْحَالِ الَّتِي فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا؟» قَالَتْ: نعم . قال النبي صلى الله عليه وسلم : «لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، لَوْ وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ الْيَوْمِ لَوَزَنَتْهُنَّ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ عَدَدَ خَلْقِهِ، وَرِضَا نَفْسِهِ، وَزِنَةَ عَرْشِهِ، وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ» ([192])

يُرَافِقُونَ النَّبِيَّ المصْطَفَى في دُخُولِ الجَنَّةِ بِذِكْرِهِمُ الله كُلَّ صَبَاحٍ ([193]):

فعن المنيذر  رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ  قال: قال رسول الله  صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  : " " مَنْ قَالَ إِذَا أَصْبَحَ: رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا، فَأَنَا الزَّعِيمُ لِآخُذَ بِيَدِهِ حَتَّى أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ " ([194])

يُكْتَبُ لَهُم أَجْرُ مَنْ قَامَ اللَّيْلَ كُلَّهُ بِصَلَاتِهِم الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ والصُّبْحَ فِي جَمَاعَةٍ:

فعن عثمان بن عفان  رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ  قال: سمعت رسول الله  صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   يقول : «مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَمَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ»([195])

يُبْنَى لَهُم عَشْرَةُ بُيُوتٍ في الجَنَّةِ بمُحَافَظَتِهِم عَلَى اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ وَذَلِكَ فى الأَيَّامِ العَشْرِ([196]):

فعَنْ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَنْبَسَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ بِحَدِيثٍ يَتَسَارُّ إِلَيْهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ حَبِيبَةَ، تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «مَنْ صَلَّى اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، بُنِيَ لَهُ بِهِنَّ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ» قَالَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ: فَمَا تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ عَنْبَسَةُ: «فَمَا تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ أُمِّ حَبِيبَةَ»، وَقَالَ عَمْرُو بْنُ أَوْسٍ: «مَا تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ عَنْبَسَةَ» وَقَالَ النُّعْمَانُ بْنُ سَالِمٍ: «مَا تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ»([197])  
 19. 
يُبْنَى لَهُم عَشْرَةُ بُيُوتٍ في الجَنَّةِ بمُحَافَظَتِهِم عَلَى أَرْبَعِ ركْعَاتٍ مِنَ الضُّحَى وَأَرْبَعِ ركْعَاتٍ قَبْلَ الظُّهْرِ وَذَلِكَ فى الأَيَّامِ العَشْرِ([198]):

فعَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَلَّى الضُّحَى أَرْبَعًا، وَقَبْلَ الْأُولَى أَرْبَعًا بُنِيَ لَهُ بِهَا بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ»([199])

قال الألباني : والمراد بالأولى : صلاة الظهر فيما يبدو لي ، والله أعلم

يُجَارُونَ مِنَ النَّارِ بمُحَافَظَتِهِم عَلَى أَرْبَعِ ركْعَاتٍ قَبْلَ الظُّهْرِ وَبَعْدَهَا:

فعَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ صَلَّى قَبْلَ الظُّهْرِ أَرْبَعًا، وَبَعْدَهَا أَرْبَعًا، حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ»([200])

يَرْحَمُهُمُ اللهُ تَعَالَى بِصَلَاتِهِمُ أَرْبع رَكْعَاتٍ قَبْلَ العَصْرِ:

فعَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رَحِمَ اللَّهُ امْرَأً صَلَّى قَبْلَ الْعَصْرِ أَرْبَعًا»([201])

تُغْفَرُ لَهُمُ الذُّنُوبُ بِقِيَامِهِم رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا:

فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» ([202])

تُغْفَرُ لَهُمُ الذُّنُوبُ بِقِيَامِهِم لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا وَيَحْظَوْنَ بِأَجْرٍ خَيْرٍ مِنْ أَجْرِ أَلْفِ شَهْرِ:

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»([203])

وعَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: صُمْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَمَضَانَ، فَلَمْ يَقُمْ بِنَا حَتَّى بَقِيَ سَبْعٌ مِنَ الشَّهْرِ، فَقَامَ بِنَا حَتَّى ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ، ثُمَّ لَمْ يَقُمْ بِنَا فِي السَّادِسَةِ، فَقَامَ بِنَا فِي الْخَامِسَةِ حَتَّى ذَهَبَ شَطْرُ اللَّيْلِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ نَفَّلْتَنَا بَقِيَّةَ لَيْلَتِنَا هَذِهِ، قَالَ: «إِنَّهُ مَنْ قَامَ مَعَ الْإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ قِيَامَ لَيْلَةٍ»، ثُمَّ لَمْ يُصَلِّ بِنَا وَلَمْ يَقُمْ حَتَّى بَقِيَ ثَلَاثٌ مِنَ الشَّهْرِ، فَقَامَ بِنَا فِي الثَّالِثَةِ، وَجَمَعَ أَهْلَهُ وَنِسَاءَهُ حَتَّى تَخَوَّفْنَا أَنْ يَفُوتَنَا الْفَلَاحُ، قُلْتُ: وَمَا الْفَلَاحُ؟ قَالَ: السُّحُورُ ([204])

يُكْتَبُونَ عِنْدَ اللهِ مِنَ الْقَانِتِين أو الْمُقَنْطَرِين بِقِيَامِهِمُ الليْلَ ([205]):

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ قَامَ بِعَشْرِ آيَاتٍ لَمْ يُكْتَب مِنَ الْغَافِلِين، وَمَنْ قَامَ بِمِئَةِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْقَانِتِين، وَمَنْ قَامَ بِأَلْفِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْمُقَنْطَرِين»([206])

وعَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ، وَتَمِيمٍ الدَّارِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قَرَأَ عَشْرَ آيَاتٍ فِي لَيْلَةٍ، كُتِبَ لَهُ قِنْطَارٌ، وَالْقِنْطَارُ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ رَبُّكَ عَزَّ وَجَلَّ: اقْرَأْ وَارْقَ لِكُلِّ آيَةٍ دَرَجَةً، حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى آخِرِ آيَةٍ مَعَهُ، يَقُولُ رَبُّكَ عَزَّ وَجَلَّ لِلْعَبْدِ: اقْبِضْ، فَيَقُولُ الْعَبْدُ بِيَدِهِ يَا رَبُّ أَنْتَ أَعْلَمُ، فَيَقُولُ بِهَذِهِ الْخُلْدَ، وَبِهَذِهِ النَّعِيمَ "([207])

يُرْفَعُونَ دَرَجَاتٍ وَيُبْنَى لَهُم بُيُوتٌ فى الجَنَّاتِ بِسّدِّهِمُ الفُرجَاتِ فى الصَّلَوَاتِ:

فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ سَدَّ فُرْجَة رَفَعَهُ اللهُ بِهَا دَرَجَةً، وَبَنَى لَهُ بَيتاً فِي الْجَنَّة»([208])

يُضَاعَفُ لَهُم أُجُورُهُم في الصَّلَوَاتِ أَلْفاً مِنَ المَرَّاتِ إنْ كَانَ اعْتِكَافُهُم في المسْجِدِ النَّبَوِيِّ وَيُضَاعَفُ لَهُم أُجُورُهُم مِائَةِ أَلْفٍ إِنْ كَانَ اعْتِكَافُهُم في المسْجِدِ الحَرَامِ:

فعن جابر  رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ  قال:  قال رسول الله  صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  : «صَلاَةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا، أَفْضَل مِنْ أَلْفِ صَلاَةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَسَاجِدِ إِلاَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَام، وَصَلاَةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، أَفْضَلُ مِنْ مِائَةِ صَلاَةٍ فِي هَذَا»([209])

وَافَقُوا  هَدْىَ نَبِيِّهِمُ  صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِاعْتِكَافِهِمُ العَشْرَ الأَوَاخِرَ :

فَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعْتَكَفَ الْعَشْرَ الْأَوَّلَ مِنْ رَمَضَانَ ثُمَّ اعْتَكَفَ الْعَشْرَ الْأَوْسَطَ فِي قُبَّةٍ تُرْكِيَّةٍ ثُمَّ أَطْلَعَ رَأسه. فَقَالَ: «إِنِّي اعتكفت الْعشْر الأول ألتمس هَذِه اللَّيْلَة ثمَّ اعتكفت الْعَشْرَ الْأَوْسَطَ ثُمَّ أُتِيتُ فَقِيلَ لِي إِنَّهَا فِي الْعشْر الْأَوَاخِر فَمن اعْتَكَفْ مَعِي فَلْيَعْتَكِفِ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ فَقَدْ أُرِيتُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ ثُمَّ أُنْسِيتُهَا وَقَدْ رَأَيْتُنِي أَسْجُدُ فِي مَاءٍ وَطِينٍ مِنْ صَبِيحَتِهَا فَالْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ وَالْتَمِسُوهَا فِي كُلِّ وِتْرٍ» ([210])

يظلهم الله تَعَالَى فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ بِبُكَائِهِم في قِيَامِهِم وَتَهَجُّدِهِم مِنْ خَشْيَةِ اللهِ:

فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «سَبْعَة يظلهم الله تَعَالَى فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ إِمَامٌ عَادِلٌ وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللَّهِ وَرجل قلبه مُعَلّق بِالْمَسْجِدِ وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ وَرجل دَعَتْهُ امْرَأَة  ذَات منصب وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ»([211])

وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ " ([212])

تُحَطُّ خُطَايَاهُم وَإِنْ كَانَتْ مِثْلُ زَبَدِ الْبَحْرِ بقَوْلِهِم: سبحان الله و بحمده مائة مرة  :

فعن أبي هريرة‏ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ  قال: قال رسول الله  صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   : «مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّهٍ، حُطَّتْ عَنْهُ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلُ زَبَدِ الْبَحْرِ»([213])

يُكْتَبُ لَهُمْ عَدْلُ عَشْرِ رِقَابٍ ويُكْتَبُ لهم مِائَةُ حَسَنَةٍ ويُمحَى عَنْهُم مِائَةُ سَيِّئَةٍ بقَوْلِهِم: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة:

فعن أبي هريرة‏ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ  قال: قال رسول الله  صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ، كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ، وَكُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ، إِلَّا أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ "([214])

يُكْتَبُ لَهُمْ أَجْرٌ أَفْضَلُ مِنْ مِائَةِ بدنة بقَوْلِهِمُ: سُبْحَانَ اللهِ مِائَةَ مَرَّةِ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقِبَلِ غُرُوبِهَا وَيُكْتَبُ لَهُمْ أَجْرٌ أَفْضَلُ مِنْ مِائَةِ فَرَسٍ يَحْمِلُ عَلَيْهَا فِي سَبِيلِ اللهِ بقَوْلِهِمُ: الحَمْدُ لله مِائَةَ مَرَّةِ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقِبَلِ غُرُوبِهَا وَيُكْتَبُ لَهُمْ أَجْرٌ أَفْضَلُ مِنْ عتق مِائَةِ رَقَبَةٍ بقَوْلِهِمُ: اللّهُ أَكْبَرُ مِائَةَ مَرَّةِ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقِبَلِ غُرُوبِهَا وَيُكْتَبُ لَهُمْ أَجْرٌ أَفْضَلُ مِنْ أَيِّ أَحَدٍ إِلَّا مَنْ قَالَ قَوْلَهُمْ أَوْ زَادَ عَنْ مِائَةِ مَرَّةِ: لَا إلَهَ إلاَّ اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ قَبْلَ طُلُوعِ الْشَمْس وَقَبْلَ غُرُوبِهَا

فعَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ مِائَةَ مَرَّةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا كَانَ أَفْضَلَ مِنْ مِائَةِ بَدَنَةٍ، وَمَنْ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ مِائَةَ مَرَّةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَقَبْلَ غُرُوبِهَا كَانَ أَفْضَلَ مِنْ مِائَةِ فَرَسٍ يُحْمَلُ عَلَيْهَا، وَمَنْ قَالَ: اللهُ أَكْبَرُ مِائَةَ مَرَّةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا، كَانَ أَفْضَلَ مِنْ عِتْقِ مِائَةِ رَقَبَةٍ، وَمَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ مِائَةَ مَرَّةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا، لَمْ يَجِئْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَدٌ بِعَمَلٍ أَفْضَلَ مِنْ عَمَلِهِ إِلَّا مَنْ قَالَ قَوْلَهُ أَوْ زَادَ " ([215])

يُكْتَبُ لَهُم أَجْرٌ أَفْضَلُ مِنْ ذِكْرِهِمُ الليَلَ مَعَ النَّهَارِ بِقَوْلِهِم : الْحَمْدُ للهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ، وَالْحَمْدُ للهِ مِلءَ مَا خَلَقَ، وَالْحَمْدُ للهِ عَدَدَ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْض، وَالْحَمْدُ للهِ عَدَدَ مَا أَحْصَى كِتَابهُ، وَالْحَمْدُ للهِ مَلءَ مَا أَحْصَى كِتَابهُ، وَالْحَمْدُ للهِ عَدَدَ كُلِّ شَيْءٍ، وَالْحَمْدُ للهِ مِلءَ كُلِّ شَيْءٍ، والتَّسْبِيحُ مِثْلَهُنَّ:

فعَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: رَآنِي النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وَأَنَا أُحَرِّكُ شَفَتَيَّ، فَقَالَ: «مَا تَقُوْلُ يَا أَبَا أُمَامَةَ؟» . قُلْتُ: أَذْكُرُ اللهَ، قَالَ: «أَفَلاَ أَدلُّكَ عَلَى مَا هُوَ أَكْثَرُ مِنْ ذِكْرِكَ اللهِ اللَّيْلَ مَعَ النَّهَار، تَقُولُ: الْحَمْدُ للهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ، وَالْحَمْدُ للهِ مِلءَ مَا خَلَقَ، وَالْحَمْدُ للهِ عَدَدَ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْض، وَالْحَمْدُ للهِ عَدَدَ مَا أَحْصَى كِتَابهُ، وَالْحَمْدُ للهِ مَلءَ مَا أَحْصَى كِتَابهُ، وَالْحَمْدُ للهِ عَدَدَ كُلِّ شَيْءٍ، وَالْحَمْدُ للهِ مِلءَ كُلِّ شَيْءٍ، وَتُسَبِّحُ اللهَ مِثْلَهُنَّ» . ثُمَّ قَالَ: «تُعَلِّمُهُنَّ عَقِبَكَ مِنْ بَعْدِكَ» ([216])

تُغْفَرُ لَهُم ذُنُوبُهُم وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ بِقَوْلِهِم: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمَلِكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، حِينَ يَأْوونَ إِلَى فِرَاشِهِم:

فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " مَنْ قَالَ حِينَ يَأْوِي إِلَى فِرَاشِهِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمَلِكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، غُفِرَتْ لَهُ ذُنُوبُهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ "([217])

يُسْتَجَابُ لهمُ الدعاءُ وتُقْبَلُ منهمُ الصَّلّاةُ بِقَوْلِهِم حِينَ يَسْتَيْقِظُون: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ:

فعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ فَقَالَ حِينَ يَسْتَيْقِظُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ، ثُمَّ دَعَا رَبِّ اغْفِرْ لِي، غُفِرَ لَهُ - قَالَ الْوَلِيدُ: أَوْ قَالَ: دَعَا اسْتُجِيبَ لَهُ -، فَإِنْ قَامَ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ صَلَّى، قُبِلَتْ صَلَاتُهُ " ([218])

يُغْفَرُ لهم ما تَقَدَّمَ مِنْ ذُنُوبِهِم بِقَوْلِهِم : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنِي هَذَا وَرَزَقَنِيهِ مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنِّي وَلَا قُوَّةٍ بعد فطرهم وسحورهم:

فعَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَكَلَ طَعَامًا فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنِي هَذَا وَرَزَقَنِيهِ مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنِّي وَلَا قُوَّةٍ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَنْ لَبِسَ ثَوْبًا فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَسَانِي هَذَا مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنِّي وَلَا قُوَّةٍ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ " ([219])

يِكْسِبُونَ مِلْيَارَاتِ الحَسَنَاتِ باسْتِغْفَارِهِم لِلْمُؤمِنِينَ وَلِلْمُؤمِنَاتِ :

فعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنِ اسْتَغْفَرَ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ حَسَنَةً»([220])

يَشْفَعُ لَهُمُ النَّبَيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصَلَاتِهِم عَلَيْهِ حِيْنَ يُصْبِحُون عَشْراً، وَحِيْنَ يُمْسُون عَشْراً ويُكْتَبُ لَهُم بِكُلِّ صَلَاةٍ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، ويُمجَى عنهم عَشْرُ سَيِّئَاتٍ، ويُرفع لَهُم عَشْرُ دَرَجَاتٍ، وَيُرَدُّ عَلَيْهِم مِثْلُهَا:

فعَن أبي طَلْحَة أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:" أَتَانِي آتٍ مِنْ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ: مَنْ صَلَّى عَلَيْكَ مِنْ أُمَّتِكَ صَلَاةً كَتَبَ اللهُ لَهُ بِهَا عَشْرَ حَسَنَاتٍ، وَمَحَا عَنْهُ عَشْرَ سَيِّئَاتٍ، وَرَفَعَ لَهُ عَشْرَ دَرَجَاتٍ، وَرَدَّ عَلَيْهِ مِثْلَهَا " ([221])

وعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم: «أَوْلَى النَّاسِ بِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَكْثَرُهُمْ عَلَيَّ صَلَاة» ([222]).

وعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ حِيْنَ يُصْبِحُ عَشْراً، وَحِيْنَ يُمْسِي عَشْراً، أَدْرَكَتْهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ»([223])

وعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَكْثِرُوا الصَّلَاةَ عَلَيَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَإِنَّهُ مَشْهُودٌ تَشْهَدُهُ الْمَلَائِكَةُ وَإِنَّ أحدا لن يُصَلِّي عَلَيَّ إِلَّا عُرِضَتْ عَلَيَّ صَلَاتُهُ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْهَا» قَالَ: قُلْتُ: وَبَعْدَ الْمَوْتِ؟ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَى الْأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ فَنَبِيُّ اللَّهِ حَيٌّ يُرْزَقُ»([224])

يَشْفَعُ لَهُمُ القُرْآَنُ وَيَرْضَى عَنْهُمُ الرَّحْمَنُ وَيَرْتَقُونَ بِهِ في الجِنَانِ وَيِكْسِبُونَ مَلَايِينَ الحَسَنَاتِ وَأَهْلُ الْقُرآنِ هُمْ أَهْلُ اللهِ وَخَاصَتُهُ:

فعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُحِبَّ اللهَ وَرَسُولَهُ فَلْيَقْرَأ فِي الْمُصْحَفِ»([225])

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «يَجِيءُ الْقُرْآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ! حَلِّهِ فَيُلْبَس تَاجَ الْكَرَامَةِ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ! زِدْهُ، فَيُلْبَس حُلَّهَ الْكَرَامَةِ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ! ارْضَ عَنْهُ، فَيَرْضَى عَنْهُ فَيُقَالُ لَهُ: اقْرَأْ وَارْقَ، وَيُزَادُ بِكُلِّ آيَةٍ حسنهً»([226])

وعن أنس  رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ  قال: قال رسول الله  صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  : «إِنَّ للهِ أَهْلِيْنَ مِنَ النَّاسِ» . قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ هُمْ؟ قَالَ: «هُمْ أَهْلُ الْقُرآنِ أَهْلُ اللهِ وَخَاصَتُهُ»([227])

وعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ فِي الصُّفَّةِ، فَقَالَ: «أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَغْدُوَ كُلَّ يَوْمٍ إِلَى بُطْحَانَ، أَوْ إِلَى الْعَقِيقِ، فَيَأْتِيَ مِنْهُ بِنَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ فِي غَيْرِ إِثْمٍ، وَلَا قَطْعِ رَحِمٍ؟»، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ نُحِبُّ ذَلِكَ، قَالَ: «أَفَلَا يَغْدُو أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَيَعْلَمُ، أَوْ يَقْرَأُ آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ نَاقَتَيْنِ، وَثَلَاثٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ ثَلَاثٍ، وَأَرْبَعٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَرْبَعٍ، وَمِنْ أَعْدَادِهِنَّ مِنَ الْإِبِلِ»([228])

يُضيىءُ لهُمُ الْنُّورِ مَا بَيْنَ الْجُمُعَتَيْنِ بقراءتهم سُوْرَة الْكَهْف يَوْمَ الْجُمُعَةِ:

وعَنْ أَبِي سَعِيْدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ قَرَأَ سُوْرَة الْكَهْف يَوْمَ الْجُمُعَةِ، أَضَاءَ لَهُ مِنَ الْنُّورِ مَا بَيْنَ الْجُمُعَتَيْنِ»([229])

وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ كَمَا أُنْزِلَتْ كَانَتْ لَهُ نُورًا مِنْ مَقَامِهِ إِلَى مَكَّةَ، وَمَنْ قَرَأَ بِعَشْرِ آيَاتٍ مِنْ آخِرِهَا فَخَرَجَ الدَّجَّالُ لَمْ يُسَلَّطْ عَلَيْهِ» ([230])

وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:«مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ أَضَاءَ لَهُ مِنَ النُّورِ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَيْتِ الْعَتِيقِ» ([231])

يَقْرَؤُونَ (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ) قَبْلَ النَّوْمِ وَهِىَ المُنَجِّيَةُ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ:

فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ سُورَةً فِي الْقُرْآنِ ثَلَاثُونَ آيَةً شَفَعَتْ لِرَجُلٍ حَتَّى غُفِرَ لَهُ وَهِيَ: (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ) ([232])

وعَنْ جَابِرٌ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لَا يَنَامُ حَتَّى يَقْرَأَ: (آلم تَنْزِيل) و (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ)([233])

يَقْرَؤُونَ (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) قَبْلَ النَّوْمِ وَهِىَ بَرَاءَةٌ مِنَ الشِّرْكِ وَتَعْدِلُ رُبُعَ القُرْآَنِ:   
        
فعَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي شَيْئًا أَقُولُهُ إِذَا أَوَيْتُ إِلَى فِرَاشِي. فَقَالَ: «اقْرَأْ (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) فَإِنَّهَا بَرَاءَةٌ مِنَ الشِّرْكِ» ([234])

وعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ، وقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ تَعْدِلُ رُبُعَ الْقُرْآنِ» ([235])

يُكْتَبُ لَهُم أَجْرُ عَشْرِ حِجَّاتٍ بِسَمَاعِهِم لِعَشْرَةِ دُرُوسٍ عِلْمِيَّةٍ أَوْ وَعْظِيَّةٍ وَذَلِكَ فى الأَيَّامِ العَشْرِ([236]):

وعَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ لا يُرِيدُ إِلا أَنْ يَتَعَلَّمَ خَيْرًا أَوْ يُعَلِّمهُ، كَانَ لَهُ كَأَجْرِ حَاجٍّ تَامًّا حِجَّتُهُ»([237])

١٥ فَضِيلَةً مِنْ فَضَائِلِ لَيْلَةِ القَدْرِ

1-
اصطفاء الله تعالى لليلة القدر

قال تعالى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ } ([238])

إذا تأملت أحوال هذا الخلق؛ رأيت أن هناك حكمة من اصطفاء الله تعالى بعض المخلوقات والشهور والأيام والليالي على بعض، وهذا يدل على ربوبية الله ووحدانيته، وكمال حكمته وعلمه وقدرته، وأنه يخلق ما يشاء ويختار.

فخَلَقَ الله السموات سبعاً، فاختار العليا منها فجعلها مستقر المقرَّبين من الملائكة، واختصها بالقرب من كرسيه ومن عرشه، وأسكنها مَن شاء من خلقه.

وخلق الله الجِنان واختار منها جنَّة الفردوس، وفضَّلها على سائر الجنان، وخصَّها بأن جعل عرشه سقفها، وقد جاء في "صحيح البخاري" من حديث أبى هريرة  رضى الله عنهُ  أن النبي  صلى الله عليه وسلم  قال:

"
إن في الجَنَّة مائة درجة، أعدَّها الله للمجاهدين في سبيله، كلُّ درجتين ما بينهما كما بين السماء والأرض، فإذا سألتم الله فاسئلوه الفردوس، فإنه أوسط الجَنَّة وأعلى الجَنَّة، وفوقه عرش الرحمن، ومنه تفجَّر أنهار الجَنَّة".

ـوخلق الله الملائكة واصطفى منهم جبريل وميكائيل وإسرافيل، وكان النبي  صلى الله عليه وسلم  يفتتح صلاته إذا قام من الليل فيقول: "اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اُختُلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي مَن تشاء إلي صراطٍ مستقيم"(( [239]))

فذكر هؤلاء الثلاثة من الملائكة لكمال اختصاصهم واصطفائهم وقُرْبِهم من الله.

وخلق الله الخلق واصطفى منهم الأنبياء، ثم من الأنبياء الرسل، ثم اختار من الرسل أولي العزم وهم الخمسة المذكورين في قوله تعالى:  {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقاً غَلِيظاً } [الأحزاب:7]، ثم اختار من أولي العزم محمداً  صلى الله عليه وسلم  فهو سيد ولد آدم، ومن هذا اختياره سبحانه ولد إسماعيل من أجناس بن آدم، ثم اختار منهم بني كنانة من خزيمة، ثم اختار من ولد كنانة قريشاً، ثم اختار من قريش بني هاشم، ثم اختار من بني هاشم سيد ولد آدم محمداً  صلى الله عليه وسلم

وكذلك اختار الله تعالى لنبيه أصحابه من جملة العالمين، واختار منهم السابقين الأوَّلين، واختار منهم أهل بدر وأهل بيعة الرضوان.

واختار الله تعالى أمة النبي على سائر الأمم.

فقد أخرج الإمام أحمد بسند حسن عن علي  رضى الله عنهُ  قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم : "أعطيتُ ما لم يعطَ أحدٌ من الأنبياء: نصرتُ بالرعب، وأعطيتُ مفاتيح الأرض، وسُمِّيتُ أحمد، وجُعِلَ التراب لي طهوراً، وجُعِلَت أمتي خير الأمم".

واختار الله لهم من الدين أكمله، ومن الشرائع أفضلها، ومن الأخلاق أزكاها وأطيبها وأطهرها، ووهبها الحلم والعلم ما لم يهبه لأمَّةٍ سواها

ومن هذا اختياره سبحانه وتعالى البلد الحرام من سائر البلدان، فإنه سبحانه وتعالى اختاره لنبيه، وجعله مناسك لعِبادِه، وأوجب عليهم الإتيان إليه من كل فجٍّ عميق، فلا يدخلونه إلا متواضعين متخشِّعين متذلِّلين، كاشفي رءوسهم، متجرِّدين عن لبـاس أهل الدنيا، وجعله حرماً آمناً، لا يُسْفَك فيه دمٌ، ولا يُقْطَع به شجرة، ولا ينفر له صيدٌ، ولا يختلي خلاه – أي: لا يقطع نباته الرطب -، وهذا كلُّه سرُّ إضافته إليه سبحانه وتعالى {وَطَهِّرْ بَيْتِيَ}[الحج:26]، فاقتضت هذه الإضافة الخاصة من هذا الإجلال والتعظيم والمحبة ما اقتضته

وكذلك اصطفى الله تعالى واختار بعض الأيـام والشهور على بعض، فخير الأيـام عند الله يوم  النحر: وهو يوم الحج،  كما في "السنن" وعند الإمام أحمد: "أفضل الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القر" وقيل: يوم عرفة أفضل منه، وهذا هو المعروف عند أصحاب الشافعي قـالوا: لأنه يوم الحج الأكبر وصيامه يُكفِّر سنتين، وما من يوم يعتقُ اللهُ فيه الرقابَ أكثر منه في يوم عرفة"

وكذلك فضَّل الله تعالى يوم الجمعة، والعشْر الأيام الأُوَل من ذي الحجة على سائر الأيام

فهذا خلق الله وهذا هو اختياره، كما قال تعالى:  {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ } [القصص:68]

ومن ذلك تفضيل شهر رمضان على سائر شهور العام، وتفضيل العشر الأواخر على سائر الليالي، وتفضيل ليلة القدر على جميع الليالي فهي خير من ألف شهر([240]).

2-
تسميةُ سورة من القرآن الكريم باسمها (القدر):

قال الله تعالى في كتابه الكريم ((إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ، لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ، تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ، سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ))( [241]) .

3-
تعظيم الله سبحانه وتعالى لها ولشأنها:

حيث قال سبحانه : (( لَيْلَةِ الْقَدْرِ ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ))

وهي ليلة القدر والشرف والعزة والكرامة لأن الله أعلى فيها منزلة نبيه، وشرف الإنسانية برسالة السماء الكبرى خاتمة الرسالات وقد جاء هذا التصريح بشرفها وعلو مكانتها حيث يقول الله: وما أدراك ما ليلة القدر؟ لا أحد يعرف كنهها، ولا يحيط أحد بفضلها إلا بما سأذكره عنها، ليلة القدر خير من ألف شهر، ولا غرابة فالليلة التي ابتدأ الله فيها نزول القرآن هي ليلة مباركة فيها يفرق ويفصل كل أمر حكيم لأنه من الحكيم الخبير، أليست هذه الليلة خيرا من ألف شهر، بل هي خير ليلة في الوجود، وأسمى وقت في الزمن وبالطبع العمل فيها خير من العمل في غيرها ألف مرة(( [242])).

وهي الليلة المباركة التي أنزل فيها القرآن الكريم إلى السماء الدنيا كما قال الله تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) وسمّاها ليلة القدر لعظم شأنها وعلو قدرها، ولأنها ليلة مباركة ذات منزلة عظيمة، وقدر رفيع، شرفها الله بنزول القرآن، فكانت أشرف الليالي، لأن الأزمنة تشرف وتعظم بما يقع فيها من أحداث جليلة، وقد أنعم الله على عباده في هذه الليلة بنزول القرآن الذي هدى الله به البشرية إلى ما فيه سعادتها وخيرها ونجاتها، فكان أعظم نعمة في أشرف ليلة، ولهذا سماها ليلة القدر. ويقال سميت بذلك لما يقدر فيها وما يكتبه الملائكة من الأقدار والأرزاق والآجال التي تكون في تلك السنة كما أفاده النووي([243])

قال العلامة السعدي :

وسميت ليلة القدر، لعظم قدرها وفضلها عند الله، ولأنه يقدر فيها ما يكون في العام من الأجل والأرزاق والمقادير القدرية.

ثم فخم شأنها، وعظم مقدارها فقال: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ} أي: فإن شأنها جليل، وخطرها عظيم(( [244])).

قال سيد قطب: والليلة من العظمة بحيث تفوق حقيقتها حدود الإدراك البشري (( وما أدراك ما ليلة القدر ))

فهي ليلة عظيمة باختيار الله لها لبدء تنزيل هذا القرآن . وإضافة هذا النور على الوجود كله

وإسباغ السلام الذي فاض من روح الله على الضمير البشري والحياة الإنسانية

وبما تضمنه هذا القرآن من عقيدة وتصور وشريعة وآداب تشيع السلام في الأرض والضمير .

وتنزيل الملائكة وجبريل عليه السلام خاصة ، بإذن ربهم ، ومعهم هذا القرآن باعتبار جنسه الذي نزل في هذه الليلة وانتشارهم فيما بين السماء والأرض في هذا ( النزول الكريم ) ، الذي تصوره كلمات السورة تصويراً عجيباً. (( [245]))

4-
لَيْلَةُ الْقَدْرِ ليلة مباركة:

قال تعالى: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ﴾([246])

{
فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ} أي: كثيرة الخير والبركة وهي ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، فأنزل أفضل الكلام بأفضل الليالي والأيام على أفضل الأنام، بلغة العرب الكرام لينذر به قوما عمتهم الجهالة وغلبت عليهم الشقاوة فيستضيئوا بنوره ويقتبسوا من هداه ويسيروا وراءه فيحصل لهم الخير الدنيوي والخير الأخروي([247])

5-
لَيْلَةُ الْقَدْرِ نزل القرآن الكريم فيها:

يقول تعالى مبينًا لفضل القرآن وعلو قدره: {إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} كما قال تعالى: {إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ} وذلك أن الله  تعالى ، ابتدأ بإنزاله في رمضان في ليلة القدر، ورحم الله بها العباد رحمة عامة، لا يقدر العباد لها شكرًا(( [248])).

قال العلامة ابن كثير :

يخبر الله تعالى أنه أنزل القرآن ليلة القدر، وهي الليلة المباركة التي قال الله، عز وجل: (( إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ))( [249]) وهي ليلة القدر، وهي من شهر رمضان، كما قال تعالى: (( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ))( [250]) .

قال ابن عباس وغيره :

أنزل الله القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العِزّة من السماء الدنيا، ثم نزل مفصلا بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة على رسول الله صلى الله عليه وسلم .( [251])

6-
العمل الصالح فيها خير من العمل الصالح في ألف شهر(( [252])) (أكثر من ثلاثة وثمانين سنة)

{
لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} أي: تعادل من فضلها ألف شهر، فالعمل الذي يقع فيها، خير من العمل في ألف شهر [خالية منها] ، وهذا مما تتحير فيه الألباب، وتندهش له العقول، حيث من تبارك وتعالى على هذه الأمة الضعيفة القوة والقوى، بليلة يكون العمل فيها يقابل ويزيد على ألف شهر، عمر رجل معمر عمرًا طويلا نيفًا وثمانين سنة(( [253])).

ولفضل هذه الليلة كانت العبادة فيها تفضل غيرها من نوعها بأضعاف مضاعفة إذ العمل تلك الليلة يحسب لصاحبه عمل ألف ليلة أي ثلاث وثمانين سنة وأربعة أشهر. هذا ما دل عليه قوله تعالى {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ}([254])

قال الإمام الطبري رحمه الله:

"
عمل في ليلة القدر خير من عمل ألف شهر ليس فيها ليلة القدر" ([255])

7-
مَنْ نَالَ خَيْرَهَا فَهُوَ المفلحُ ومَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ :

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :(( أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ ، وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ ، لِلَّهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ ))( [256])

وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : دَخَلَ رَمَضَانُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :(( إِنَّ هَذَا الشَّهْرَ قَدْ حَضَرَكُمْ ، وَفِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ، مَنْ حُرِمَهَا فَقَدْ حُرِمَ الْخَيْرَ كُلَّهُ ، وَلَا يُحْرَمُ خَيْرَهَا إِلَّا مَحْرُومٌ ))( [257])

وقال سفيان الثوري : بَلَغني عن مجاهد : ليلةُ القدر خير من ألف شهر. قال: عَمَلها، صيامها وقيامها خير من ألف شهر( [258])

قوله: (أتاكم) أي جاءكم (رمضان) أي زمانه وفي رواية أحمد لما حضر رمضان. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد جاءكم رمضان (شهر مبارك) بدل أو بيان والتقدير هو شهر مبارك وظاهره الأخبار أي كثر خيره الحسي والمعنوي كما هو مشاهد فيه (تفتح فيه) استئناف بيان وهو بصيغة المجهول وبالتأنيث في الأفعال الثلاثة وبتخفيف الفعلين ويشددان (أبواب السماء) وفي رواية أحمد المذكورة أبواب الجنة (وتغل) بتشديد اللام من الأغلال. قال في القاموس: أغل فلاناً أدخل في عنقه أو يده الغُلّ وهو مفرد جمعه أغلال (فيه مردة الشياطين) يفهم من هذا الحديث إن المقيدين هم المردة فقط، فيكون عطف المردة على الشياطين في الحديث المتقدم عطف تفسير وبيان، ويحتمل أن يكون تقييد عامة الشياطين بغير الأغلال والله أعلم. (لله فيه) أي في ليالي رمضان على حذف مضاف أو في العشر الأخير منه (ليلة خير من ألف شهر) أي العمل فيها أفضل من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر (من حرم) بتخفيف الراء على بناء المفعول (خيرها) بالنصب وهو يتعدى إلى مفعولين يقال حرمة الشيء كضربه وعمله حرماناً أي منعه إياه والمحروم الممنوع أي من منع خيرها بأن لم يوفق لا حياء والعبادة فيها (فقد حرم) أي منع الخير كله كما سيجيء صريحاً ففيه مبالغة عظيمة. والمراد حرمان الثواب الكامل أو الغفران الشامل الذي يفوز به القائم في أحياء ليلها([259]).

8 -
مَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ :

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» ([260])

(
إيماناً أي تصديقاً بوعد الله عليه بالثواب.

(
واحتساباً) أي طلبه للأجر والثواب من غير رياء وسمعة، فنصبهما على المفعول له. وقيل: على الحال مصدران بمعنى الوصف أي مؤمناً بالله ومصدقا بأن هذا القيام حق وتقرب إليه معتقداً فضيلته ومحتسياً بما فعله عند الله أجراً، مريداً به وجه الله، لا يقصد رؤية الناس ولا غير ذلك مما يخالف الإخلاص. وقيل: منصوبان على التمييز، يقال: فلان يحتسب الإخبار أي يتطلبها، ويقال: احتسب بالشيء أي اعتد به.

(
غفر له ما تقدم من ذنبه) أي من الصغائر من حقوق الله. وقال الحافظ: ظاهره يتناول الصغائر والكبائر، وبه جزم ابن المنذر. وقال النووي: المعروف عند الفقهاء أنه يختص بالصغائر، وبه جزم إمام الحرمين، وعزاه عياض لأهل السنة. قال بعضهم: ويجوز أن يخفف من الكبائر إذا لم يصادف صغيرة- انتهى ([261])

قال ابن بطال: "ومعنى قوله: ((إيماناً واحتساباً)) يعني مُصدِّقاً بفرض صيامه، ومصدقاً بالثواب على قيامه وصيامه، ومحتسباً مريداً بذلك وجه الله، بريئاً من الرياء والسمعة، راجياً عليه ثوابه"  ([262])

قال النووي: "معنى إيماناً: تصديقاً بأنّه حق، مقتصد فضيلته، ومعنى احتساباً: أن يريد الله تعالى وحده، لا يقصد رؤية الناس ولا غير ذلك مما يخالف الإخلاص، والمراد بالقيام: صلاة التراويح، واتفق العلماء على استحبابها"  ([263])

قال الخطابي: احتسابًا أي عزيمة، وهو أن يصومه على معنى الرغبة في ثوابه، طيبة نفسه بذلك، غير مستثقل لصيامه، ولا مستطيل لأيامه. قال ابن الأثير: الاحتساب في الأعمال الصالحة وعند المكروهات هو البدار إلى طلب الأجر.  أي المبادرة إلى طلب الأجر وتحصيله بالتسليم والصبر، وباستعمال أنواع البر والقيام بها على الوجه المشروع؛ طلبا للثواب ونجاة من العقاب.(غفر له ما تقدم من ذنبه): قال النووي: إن المكفرات إن صادفت السيئات تمحوها إذا كانت صغائر، وتخففها إذا كانت كبائر، وإلا تكون موجبة لرفع الدرجات في الجنات. فمَن صام الشهر مؤمنا بفرضيته، محتسبا لثوابه وأجره عند ربه، مجتهدا في تحري سنة نبيه صلى الله عليه وسلم  فيه فهو من أهل المغفرة.

قال العلامة ابن عثيمين:

"
هذه الليلة خُصَّت بفضلها هذه الأمة، فكانت لها، ويذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم عُرضت عليه أعمار أمته فتقاصرها، فأعطي ليلة القدر وجعلت هذه الليلة خيرا من ألف شهر، فإذا كان الإنسان له عشرون سنة، صار له عشرون ألف سنة في ليلة القدر، وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى على هذه الأمة.

والله تعالى خص هذه الأمة وخص نبيها صلى الله عليه وسلم بخصائص لم تكن لمن سبقهم، فالحمد لله رب العالمين." ([264])

9-
إِحْيَاءُ لَيْلَةِ القَدْرِ والعَشْرِ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ.. مِنْ هَدْىِ النَّبِيِّ العَدْنَان:

عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ([265])»([266])

 

10 -
الدُّعَاءُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ مِنْ هَدْىِ النَّبِيِّ  صلّى الله عليه وسلّم:

عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ الْقَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا؟ قَالَ: " قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعَفُ عَنِّي "([267]).

(
أرأيت) أي أخبرني

(
إن علمت) جوابه محذوف يدل عليه ما قبله

(
أي ليلة) مبتدأ خبره (ليلة القدر) والجملة سدت مسد المفعولين لعلمت تعليقاً. قيل: القياس أية ليلة فذكر باعتبار الزمان كما ذكر في قوله صلى الله عليه وسلم أي أية من كتاب الله معك أعظم باعتبار الكلام واللفظ

(
ما أقول) متعلق بأرأيت

(
فيها) أي في تلك الليلة. وقال الطيبي: ما أقول فيها جواب الشرط وكان حق الجواب أن يؤتى بالفاء، ولعله سقط من قلم الناسخ وتعقب عليه القاري بأن دعوى السقوط من قلم الناسخ ليست بصحيحة. وقد جاء حذف الفاء على القلة

(
إنك عفو) بفتح العين المهملة وضم الفاء، وتشديد الواو صيغة مبالغة أي كثير العفو

(
تحب العفو) أي ظهور هذه الصفة (فاعف عني) فإني كثير التقصير وأنت أولى بالعفو الكثير، وفيه دليل على استحباب الدعاء في هذه الليلة بهذه الكلمات([268])

قال سفيان الثوري: والدعاء في تلك الليلة أحب من الصلاة، وذكر ابن رجب أن الأكمل الجمع بين الصلاة والقراءة والدعاء والتفكر، ويحصل قيامها -على ما قال البعض- بصلاة التراويح([269])

قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله:

تقول عائشة للرسول صلى الله عليه وسلم: أرأيت إن وافقت أو علمت أي ليلة ليلة القدر، ما أقول فيها؟ قال: قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني.

والعفو: هو المتجاوز عن سيئات عباده، وهو سبحانه وتعالى عفو قدير، يعني يعفو مع المقدرة، ليس كبني آدم إذا عجز عن الشيء سامح، إنما يعفو مع القدرة جل وعلا، وهذا هو كمال العفو، وهو سبحانه وتعالى يحب العافين عن الناس، فمن عفا وأصلح فأجره على الله، وهو سبحانه يحب الذين يأخذون من الناس العفو، بل أمر بذلك فقال: {خذ العفو وأمر بالعرف} .

قال العلماء: معنى العفو يعني خذ ما عفي من الناس، يعني ما سهل منه خذه ولا تشد الحبل، فخذ العفو واترك ما وراء ذلك، وهذا من آداب القرآن أن الإنسان يكون واسع الصدر لبني آدم يأخذ العفو، فالشاهد أن أفضل ما تدعو به تقول: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني والله الموفق ([270])

11 - 
لَيْلَةُ الْقَدْرِ تَنزلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا:

قال تعالى (( تَنزلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ))

إنها تتنزل فيها الملائكة- وخاصة جبريل المكلف بالوحي- يتنزلون فيها بإذن ربهم من كل أمر حكيم على النبي صلّى الله عليه وسلّم فأول عهد النبي بشهود الملائكة وجبريل معهم كان في تلك الليلة التي تنزلت الملائكة من عالمها إلى عالم الأرض، نزلوا بالوحي على رسول الله. وهذه الليلة ليلة سلام وأمان ولا غرابة ففيها ابتدأ نزول القرآن مصدر الإسلام ومبدأ السلام([271])

الملائكة تتنزل فيها وجبريل معهم بإذن ربهم أي ينزلون بإذن الله تعالى لهم وأمره إياهم بالنزول ينزلون مصحوبين بكل أمر قضاه الله وحكم به في تلك السنة من خير وشر من رزق وأجل([272])

وصح الحديث بكثرة أعداد الملائكة في هذه الليلة

عن أَبِي هُرَيْرَةَ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ :

((
إِنَّهَا لَيْلَةُ سَابِعَةٍ أَوْ تَاسِعَةٍ وَعِشْرِينَ ، إِنَّ الْمَلائِكَةَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ فِي الأَرْضِ أَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ الْحَصَى ))( [273])

12 - 
لَيْلَةُ الْقَدْرِ سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ:

كما وصفها الله تعالى بأنها ((سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ)) وهذا يدل على ما فيها من خير عميم وبركة عظيمة ، وفضل ليس له مثيل

قال قتادة وابن زيد في قوله : (( سَلامٌ هِيَ )) يعني هي خير كلها، ليس فيها شر إلى مطلع الفجر.

{
سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} أي هي سلام من كل شر إذ هي كلها خير من غروب الشمس إلى طلوع فجرها إنها كلها سلام سلام الملائكة على العابدين من المؤمنين والمؤمنات وسلامة من كل شر([274]).

واختلفوا في تفسير هذه الآية على أقوال:-

فقيل: سلام من الشر كله، فلا يكون فيها إلا السلامة، وقيل: تنزل الملائكة في هذه الليلة تسلم على أهل الإيمان، وقيل: لا يستطيع الشيطان أن يمسَّ أحداً فيها بسوء، وقيل غير ذلك.

عن الشعبي في قوله تعالى: { مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ } قال: تسليم الملائكة ليلة القدر على أهل المساجد حتى يطلع الفجر

وقال قتادة وابن زيد في قوله: {سَلامٌ هِيَ} يعني هي خير كلها ليس فيها شر إلى مطلع الفجر([275])

13 - 
لَيْلَةُ الْقَدْرِ يكتب الله تعالى فيها الآجال والأرزاق خلال العام:

حيث قال تعالى: ﴿ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ﴾ ([276])

أي: يفصل ويميز ويكتب كل أمر قدري وشرعي حكم الله به، وهذه الكتابة والفرقان،  الذي يكون في ليلة القدر أحد   الكتابات التي تكتب وتميز فتطابق الكتاب الأول الذي كتب الله به مقادير الخلائق وآجالهم وأرزاقهم وأعمالهم وأحوالهم، ثم إن الله تعالى قد وكل ملائكة تكتب ما سيجري على العبد وهو في بطن أمه، ثم وكلهم بعد وجوده إلى الدنيا وكل به كراما كاتبين يكتبون ويحفظون عليه أعماله، ثم إنه تعالى يقدر في ليلة القدر ما يكون في السنة، وكل هذا من تمام علمه وكمال حكمته وإتقان حفظه واعتنائه تعالى بخلقه([277])

وقوله فيها يفرق كل أمر حكيم أي في تلك الليلة المباركة يفصل كل أمر محكم مما قضى الله أن يتم في تلك السنة من أحداث في الكون يؤخذ ذلك من كتاب المقادير فيفصل عنه وينفذ خلال السنة من الموت والحياة والغنى والفقر والصحة والمرض والتولية والعزل فكل أحداث تلك السنة تفصل من اللوح المحفوظ ليتم احداثها في تلك السنة حتى إن الرجل ليتزوج ويولد له وهو في عداد من يموت فلا تنتهي السنة إلا وقد مات([278])

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (إن الرجل ليمشي في الناس وقد رُفع في الأموات)، ثم قرأ هذه الآيةوقال: (يفرق فيها أمر الدنيا من السنة إلى السنة)  ([279])  وقال أبو عبد الرحمن السلمي في الآية: "يُدَبِّر أمر السنة في ليلة القدر" ([280])

وقال مجاهد: "كنا نحدّث أنه يفرق فيها أمر السنة إلى السنة" ([281])

ونقل القرطبي عن ابن عباس رضي الله عنه: "يحكم الله أمر الدنيا إلى قابل في ليلة القدر ما كان من حياة أو موت أو رزق، وقاله قتادة ومجاهد والحسن وغيرهم، وقيل: إلا الشقاء والسعادة فإنهما لا يتغيران ؛ قاله ابن عمر"  ([282])  واختُلف في الليلة المراد بها في الآية على قولين:

القول الأول: أنها ليلة القدر. وهو قول ابن عباس  ([283])   وأبي عبد الرحمن السلمي ([284])   وقتادة  ([285])   ومجاهد ([286])   والحسن البصري  ([287])

القول الثاني: أنها ليلة النصف من شعبان. وهو مروي عن عائشة  ([288])   وعكرمة  ([289])

ونرجح ما قاله ابن جرير الطبري: "وأولى القولين بالصواب قول من قال: ذلك ليلة القدر؛ لما تقدم من بياننا عن أن المعنيّ بقوله: {إِنَّا أَنزَلْنَـٰهُ فِى لَيْلَةٍ مُّبَـٰرَكَةٍ} ([290])   ليلة القدر، والهاء في قوله: {فِيهَا} من ذكر الليلة المباركة" ([291])

قال ابن رجب – رحمه الله :

روي عن عكرمة وغيره من المفسرين في قوله تعالى: { فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ}([292])

أنها ليلة النصف من شعبان، والجمهور: على أنها ليلة القدر، وهو الصحيح. اهـ

وقال الحافظ ابن كثير: "... ومن قال إنها ليلة النصف من شعبان كما رُوي عن عكرمة فقد أبعد النُجعة، فإنّ نص القرآن أنّها في رمضان. والحديث الذي رواه عبد الله بن صالح عن الليث عن عقيل عن الزهري أخبرني عثمان بن محمد بن المغيرة بن الأخنس قال: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((تقطع الآجال من شعبان إلى شعبان حتى إنّ الرجل لينكح ويولد له، وقد أخرج اسمه في الموتى))  ([293])  فهو حديث مرسل، ومثله لا يعارض به النصوص" ([294])

14-
لَيْلَةُ الْقَدْرِ لا يخرج الشيطان معها:

عن عبادة بن الصامت رضى اللهُ عنه عن النبي صلى اللهُ عليه وسلم قال: "ولا يحل للشيطان أن يخرج معها يومئذ"([295]).

وعن ابن عباس - رضي الله عنهما-: "في تلك الليلة تُصفَّد مردة الجن، وتُغلُّ عفاريت الجن وتفتح فيها أبواب السماء كلها ويقبل الله فيها التوبة لكل تائب "([296])

وقال مجاهد: "هي سالمة لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوء ولا يحدث فيها أذى"([297])0

وقال أيضاً: "لا يُرسَل فيها شيطان ولا يحدث فيها داء" 0

15-
تحري ليلة القدر من هدي النبي صلى الله عليه وسلم:

عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْوِتْرِ مِنَ الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ من رَمَضَان»([298]) .

وعن ابْن عُمَرَ رضى اللهُ عنهُ قال:سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ؟ فَقَالَ:(تحَرَّوْها فِي السَّبْعِ الأواخر من رمضان)([299])

ليلة القدر في ليالي شهر رمضان ، ويمكن التماسها في العشر الأواخر منه ، وفي الأوتار خاصة ، والصحيح أن ليلة القدر لا أحد يعرف لها يوماً محدداً ، فهي ليلة متنقلة ، فقد تكون في سنة ليلة خمس وعشرين ، وقد تكون في سنة ليلة إحدى وعشرين ، وقد تكون في سنة ليلة تسع وعشرين ، وقد تكون في سنة ليلة سبع وعشرين ، ولقد أخفى الله تعالى علمها ، حتى يجتهد الناس في طلبها ، فيكثرون من الصلاة والقيام والدعاء في ليالي العشر من رمضان رجاء إدراكها ، وهي مثل الساعة المستجابة يوم الجمعة .يقول البغوي رحمه الله تعالى : وفي الجملة أبهم الله هذه الليلة على هذه الأمة ليجتهدوا بالعبادة في ليالي رمضان طمعاً في إدراكها .

قَالَ الْقَاضِي عِيَاضٌ: اخْتَلَفُوا فِي مَحَلِّهَا فَقَالَ بَعْضُهُمْ: هِيَ تَكُونُ مُنْتَقِلَةً فِي سَنَةٍ فِي لَيْلَةٍ، وَفِي سَنَةٍ أُخْرَى فِي لَيْلَةٍ أُخْرَى، وَهَذَا يَجْمَعُ بَيْنَ الْأَحَادِيثِ الدَّالَّةِ عَلَى الْأَوْقَاتِ الْمُخْتَلِفَةِ، وَهُوَ قَوْلُ مَالِكٍ وَالثَّوْرِيِّ وَأَحْمَدَ وَإِسْحَاقَ وَأَبِي ثَوْرٍ، وَقَالَ غَيْرُهُمْ: إِنَّمَا تَنْتَقِلُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ، وَقِيلَ: إِنَّهَا مُعَيَّنَةٌ لَا تَنْتَقِلُ أَبَدًا، وَعَلَى هَذَا قِيلَ: هِيَ فِي السَّنَةِ كُلِّهَا، وَهُوَ قَوْلُ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَأَبِي حَنِيفَةَ، وَقِيلَ: فِي شَهْرِ رَمَضَانَ كُلِّهِ، وَهُوَ قَوْلُ ابْنِ عُمَرَ وَجَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ، وَقِيلَ: تَخْتَصُّ بِالْأَوْتَارِ مِنَ الْعَشْرِ اهـ. وَقِيلَ: تَخْتَصُّ بِالسَّبْعَةِ وَالْعِشْرِينَ، وَعَلَيْهِ كَثِيرٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ([300]).

قوله: (تحروا) بفتح التاء والحاء والراء المهملتين أمر من التحري وفي رواية التمسوا وكل منهما بمعنى الطلب والقصد لكن معنى التحري أبلغ لكونه يقتضي الطلب بالجد والاجتهاد

(
ليلة القدر) قال في النهاية أي تعمدوا طلبها، والتحري القصد والاجتهاد في الطلب، والعزم على تخصيص الشيء بالفعل والقول-انتهى.

(
في الوتر) أي في ليالي الوتر

(
من العشر الأواخر من رمضان) فيه دليل على أن ليلة القدر منحصرة في رمضان، ثم في العشر الأخير منه، ثم في أوتاره لا في ليلة منه بعينها. وقد تقدم أنه القول الراجح([301])

 

 

 

 

وَأَخِيرًا

إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَحْظَى بِمُضَاعَفَةِ هَذِهِ الأُجُورِ وَالحَسَنَاتِ فَتَذَكَّرْ قَوْلَ سَيِّدِ البَرِّيَّاتِ: «مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ»([302])

فَطُوبَي لِكُلِّ مَنْ دَلَّ عَلَى هَذَا الخَيْرِ واتَّقَى مَوْلَاهُ، سَوَاءً بِكَلِمَةٍ أَوْ مَوْعِظَةٍ اِبْتَغَى بِهَا وَجْه اللهِ، كَذَا مِنْ طَبْعَهَا([303]) رَجَاءَ ثوابها وَوَزَّعَهَا عَلَى عِبَادِ اللهِ، وَمَنْ بَثَّهَا عَبْرَ القَنَوَاتِ الفَضَائِيَّةِ، أَوْ شَبَكَةِ الإِنْتِرْنِت العَالَمِيَّةِ، وَمِنْ تَرْجَمَهَا إِلَى اللُّغَاتِ الأَجْنَبِيَّةِ، لِتَنْتَفِعَ بِهَا الأُمَّةُ الإِسْلَامِيَّةُ، وَيَكْفِيهُ وَعْدُ سَيِّدِ البَرِّيَّةِ:: «نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا، فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ» ([304])

أَمُوتُ وَيَبْقَى كُلُّ مَا كَتَبْتُه    فيَالَيْتَ مَنْ قَرَأَ دَعَا لَيَا

عَسَى الإِلَـــــــهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنَى      وَيَغْفِرَ ليِ سُوءَ فَعَالِيا

كَتَبَهُ

 

أَبُو عَبْدِ الرَحْمَنِ أَحْمَدُ مُصْطَفَى

dr_ahmedmostafa_CP@yahoo.com

(
حُقُوقُ الطَّبْعِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ عَدَا مَنْ غَيَّرَ فِيهِ أَوْ اسْتَخْدَمَهُ فِي أَغْرَاضٍ تِجَارِيَّةٍ)

*****
الفِهْرِسُ

مُقدِّمَةٌ

170
فَضِيلَةً مِنْ فَضَائِلِ شَهْرِ رَمَضَانِ

١١ فَضِيلَةً مِنَ الفَضَائِلِ العَامَّةِ فِي رَمَضَانِ

33
فَضِيلَةً مِنْ فَضَائِلِ صَوْمِ رَمَضَانِ

1.
صومُ شَهْرِ رَمَضَانَ..رُكْنٌ من أركَانِ الإِسْلَام:

2.
صومُ شَهْرِ رَمَضَانَ..أَمرٌ من الرَّحِيمِ الرَّحْمن:

3.
صومُ رَمَضَانَ يكفر الذُّنُوبَ.. بإذنِ عَلَّامِ الغُيُوبِ:

5.
صومُ رَمَضَانَ يبارك فى سحوره, وليست هذه كل أجوره:

6.
سحورُ المسلم في رَمَضَانَ ..مخالفةٌ لأهل الكتاب وذوي الكفران:

10.
تعجيلُ الفطر في رَمَضَانَ ..لا يزال صاحبُه على سُنَّة النبى العَدْنَان:

12,11:
تعجيلُ الفطر في رَمَضَانَ من علامات إظهار الدين ..ومخالفةِ المغضوب عليهم والضالين:

13.
تعجيلُ الفطرِ قبلَ الصَّلَاة..مِنْ هَدْيِ رَسُولِ الله:

14.
مَنْ اَفْطَرَ عَلَى رطبات أو تمرات ..فقد اهْتَدَى بهَدْي سيِّدِ البَرِيَّات:

15.
مَنْ دَعَا بدُعَاء الفطرِ ..فقد اهْتَدَى بِهَدْيِ سَيِّدِ الغُرِّ:

16.
من فَطَّرَ صَائِمًا فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ :

17.
دعاءُ الصائم في رَمَضَانَ ..لا يردُّ بإذن الرَّحِيمِ الرَّحْمن:

19,18:
صيامُ رَمَضَانَ من سمات أهل الصيام الأتقياء, الذين وُعدوا بدخول جنات النعيم, وبالمغفرة والأجر العظيم:

20.
صيام رَمَضَانَ جنَّة , فهل تعى ذلك الأمة؟

23,22:
لصائم رَمَضَانَ فرحتان, كما قال نبينا العدنان  صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :.... " لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ "()

24.
مَن صام رَمَضَانَ كان كمن صام عشرة أشهر على التمام..كما قال سيدُ الأنَام: «مَنْ صَامَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنَ الشَّهْرِ فَقَدْ صَامَ الدَّهْرَ كُلَّهُ»، ثُمَّ قَالَ: " صَدَقَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا}()" ()

26.
صائم رَمَضَانَ يباعِدُ الله وجهه 2100 خريفاُ عن النار, كما صح عن النبى المختار  صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، بَعَّدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا»()

إذاً مَنْ صَامَ 30 يَوْمًا بَعَّدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ 2100 خَرِيفًا

27.
صائمُ تُباعد منه جهنم مسيرة 3000 عام, كما قال سيدُ الأنَام: «مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بَاعَدَ اللَّهُ مِنْهُ جَهَنَّمَ مَسِيرَةَ مِائَةِ عَامٍ»()

إذاً مَنْ صَامَ 30 يَوْمًا بَعَّدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ 3000 عام

28.
صائم رَمَضَانَ يجعل الله بينه وبين النار 30 خندقاً كما بين الأرض والسماء, كما قال خاتمُ الأنبياء  صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  : «مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ جَعَلَ اللَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ خَنْدَقًا كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ»()

29.
صَّوْمُ رَمَضَانَ لَا عدل لَهُ وَلَا مثل لَهُ:

30.
صِيَامُ رَمَضَانَ ..سَبِيلٌ لِتَقْوَى الرَّحْمَن:

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }()

31.
مَنْ خُتم له بصوم رَمَضَانَ دخل الجنة, كما قال سيدُ الأمة: "... وَمَنْ صَامَ يَوْمًا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ...الحديث" ()

32.
مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّال كَانَ كصيام الدَّهْر:

33.
مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وشَهِدَ الشَّهَادَتَيْنِ وَأَدَّى زَكَاتَهُ فهو من الصديقين وَالشُّهَدَاء:

58
فَضِيلَةً مِنْ فَضَائِلِ قيَامِ اللَّيْل والتهجد والتراويح والوتر

56
فَضِيلَةً مِنْ فَضَائِلِ الاعْتِكَافِ وَالعَشْرِ الأَوَاخِرِ

1.
تَجبُ لهمُ الجِنَانُ بِتَرْدِيدِهُمُ الأَذَان:

2.
تُغْفَرُ لَهُمُ الذُّنُوبُ بدعائِهُم أثناءَ الأَذَان:

3.
تَحِلُّ لهمُ الشَّفَاعَةُ بِسُؤالِهُمُ الوَسِيلةَ للنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

4.
يُجابُ دُعَاؤُهُم بين الأَذَانِ والإقَامةِ بإذنِ اللهِ:

5.
يُرْضُونَ رَبَّهُم بِالتَّسَوُّكِ عِنْدَ كُلِّ وُضُوءٍ وَعِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ وَعَنْدَ قِرَاءَةِ القُرْآَنِ:

6.
تُغْفَرُ لَهُمُ الذُّنُوبُ إِنْ وَافَقَ قَوْلُهُم " آمين"  قَوْلَ المَلَائِكَةِ:

7.
تُغْفَرُ لَهُمُ الذُّنُوبُ إِنْ وَافَقَ قَوْلُهُم " اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الحَمْدُ " قَوْلَ المَلَائِكَةِ:

8.
يُكْتَبَ لَهُم أَجْرُ خَمْسِينَ حِجَّةٍ بِصَلَاتِهِم خَمْسَ صَلَوَاتٍ مَكْتُوبَاتٍ في الجَمَاعَةِ وَذَلِكَ فى الأَيَّامِ العَشْرِ():

9.
تُغْفَرُ لَهُمُ الذُّنُوبُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ بمُحَافَظَتِهِم عَلَى أَذْكَارِ خِتَامِ الصَّلَاةِ:

10.
تَجِبُ لَهُمُ الجَنَّةُ بِقِرَاءَتِهِم آَيَةَ الكُرْسِيِّ بَعْدَ كُلِّ صَلَاةٍ:

11.
يُعْطَوْنَ سَبْعِينَ فَضِيلَةً بِذِكْرِهِمُ الله() بَعْدَ صَلَاةِ الغَدَاةِ وَذَلِكَ فى الأَيَّامِ العَشْرِ():

يُعْطَوْنَ أَجْرَ عَشْرِ حِجَّاتٍ وَعَشْرِ عُمُرَاتٍ بِصَلَاتِهِمُ الصُّبْح في جَمَاعَةٍ ثُمَّ ذِكْرِهِمُ اللهَ تَعَالَى حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ  ثم صَلَاتِهم رَكْعَتَيْنِ:

15.
تُثَقَّلُ مَوَازِينُهُم بِأرْبَعَ كَلِمَاتٍ، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ بعد صَلَاةِ الصُّبْحِ:

16.
يُرَافِقُونَ النَّبِيَّ المصْطَفَى في دُخُولِ الجَنَّةِ بِذِكْرِهِمُ الله كُلَّ صَبَاحٍ ():

17.
يُكْتَبُ لَهُم أَجْرُ مَنْ قَامَ اللَّيْلَ كُلَّهُ بِصَلَاتِهِم الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ والصُّبْحَ فِي جَمَاعَةٍ:

18.
يُبْنَى لَهُم عَشْرَةُ بُيُوتٍ في الجَنَّةِ بمُحَافَظَتِهِم عَلَى اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ وَذَلِكَ فى الأَيَّامِ العَشْرِ():

 19. 
يُبْنَى لَهُم عَشْرَةُ بُيُوتٍ في الجَنَّةِ بمُحَافَظَتِهِم عَلَى أَرْبَعِ ركْعَاتٍ مِنَ الضُّحَى وَأَرْبَعِ ركْعَاتٍ قَبْلَ الظُّهْرِ وَذَلِكَ فى الأَيَّامِ العَشْرِ():

20.
يُجَارُونَ مِنَ النَّارِ بمُحَافَظَتِهِم عَلَى أَرْبَعِ ركْعَاتٍ قَبْلَ الظُّهْرِ وَبَعْدَهَا:

21.
يَرْحَمُهُمُ اللهُ تَعَالَى بِصَلَاتِهِمُ أَرْبع رَكْعَاتٍ قَبْلَ العَصْرِ:

22.
تُغْفَرُ لَهُمُ الذُّنُوبُ بِقِيَامِهِم رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا:

23.
تُغْفَرُ لَهُمُ الذُّنُوبُ بِقِيَامِهِم لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا وَيَحْظَوْنَ بِأَجْرٍ خَيْرٍ مِنْ أَجْرِ أَلْفِ شَهْرِ:

24.
يُكْتَبُونَ عِنْدَ اللهِ مِنَ الْقَانِتِين أو الْمُقَنْطَرِين بِقِيَامِهِمُ الليْلَ ():

25-26.
يُرْفَعُونَ دَرَجَاتٍ وَيُبْنَى لَهُم بُيُوتٌ فى الجَنَّاتِ بِسّدِّهِمُ الفُرجَاتِ فى الصَّلَوَاتِ:

27.
يُضَاعَفُ لَهُم أُجُورُهُم في الصَّلَوَاتِ أَلْفاً مِنَ المَرَّاتِ إنْ كَانَ اعْتِكَافُهُم في المسْجِدِ النَّبَوِيِّ وَيُضَاعَفُ لَهُم أُجُورُهُم مِائَةِ أَلْفٍ إِنْ كَانَ اعْتِكَافُهُم في المسْجِدِ الحَرَامِ:

28.
وَافَقُوا  هَدْىَ نَبِيِّهِمُ  صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِاعْتِكَافِهِمُ العَشْرَ الأَوَاخِرَ :

29.
يظلهم الله تَعَالَى فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ بِبُكَائِهِم في قِيَامِهِم وَتَهَجُّدِهِم مِنْ خَشْيَةِ اللهِ:

30.
تُحَطُّ خُطَايَاهُم وَإِنْ كَانَتْ مِثْلُ زَبَدِ الْبَحْرِ بقَوْلِهِم: سبحان الله و بحمده مائة مرة  :

31-33.
يُكْتَبُ لَهُمْ عَدْلُ عَشْرِ رِقَابٍ ويُكْتَبُ لهم مِائَةُ حَسَنَةٍ ويُمحَى عَنْهُم مِائَةُ سَيِّئَةٍ بقَوْلِهِم: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة:

38.
يُكْتَبُ لَهُم أَجْرٌ أَفْضَلُ مِنْ ذِكْرِهِمُ الليَلَ مَعَ النَّهَارِ بِقَوْلِهِم : الْحَمْدُ للهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ، وَالْحَمْدُ للهِ مِلءَ مَا خَلَقَ، وَالْحَمْدُ للهِ عَدَدَ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْض، وَالْحَمْدُ للهِ عَدَدَ مَا أَحْصَى كِتَابهُ، وَالْحَمْدُ للهِ مَلءَ مَا أَحْصَى كِتَابهُ، وَالْحَمْدُ للهِ عَدَدَ كُلِّ شَيْءٍ، وَالْحَمْدُ للهِ مِلءَ كُلِّ شَيْءٍ، والتَّسْبِيحُ مِثْلَهُنَّ:

39.
تُغْفَرُ لَهُم ذُنُوبُهُم وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ بِقَوْلِهِم: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمَلِكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، حِينَ يَأْوونَ إِلَى فِرَاشِهِم:

40-41.
يُسْتَجَابُ لهمُ الدعاءُ وتُقْبَلُ منهمُ الصَّلّاةُ بِقَوْلِهِم حِينَ يَسْتَيْقِظُون: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ:

42.
يُغْفَرُ لهم ما تَقَدَّمَ مِنْ ذُنُوبِهِم بِقَوْلِهِم : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنِي هَذَا وَرَزَقَنِيهِ مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنِّي وَلَا قُوَّةٍ بعد فطرهم وسحورهم:

43.
يِكْسِبُونَ مِلْيَارَاتِ الحَسَنَاتِ باسْتِغْفَارِهِم لِلْمُؤمِنِينَ وَلِلْمُؤمِنَاتِ :

44-48.
يَشْفَعُ لَهُمُ النَّبَيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصَلَاتِهِم عَلَيْهِ حِيْنَ يُصْبِحُون عَشْراً، وَحِيْنَ يُمْسُون عَشْراً ويُكْتَبُ لَهُم بِكُلِّ صَلَاةٍ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، ويُمجَى عنهم عَشْرُ سَيِّئَاتٍ، ويُرفع لَهُم عَشْرُ دَرَجَاتٍ، وَيُرَدُّ عَلَيْهِم مِثْلُهَا:

49-52.
يَشْفَعُ لَهُمُ القُرْآَنُ وَيَرْضَى عَنْهُمُ الرَّحْمَنُ وَيَرْتَقُونَ بِهِ في الجِنَانِ وَيِكْسِبُونَ مَلَايِينَ الحَسَنَاتِ وَأَهْلُ الْقُرآنِ هُمْ أَهْلُ اللهِ وَخَاصَتُهُ:

55.
يَقْرَؤُونَ (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) قَبْلَ النَّوْمِ وَهِىَ بَرَاءَةٌ مِنَ الشِّرْكِ وَتَعْدِلُ رُبُعَ القُرْآَنِ:          

١٥ فَضِيلَةً مِنْ فَضَائِلِ لَيْلَةِ القَدْرِ

وَأَخِيرًا

الفِهْرِسُ

 

 

 

([1])
أخرجه أحمد فى المسند حديث رقم (18438) ، وأخرجه البيهقى فى شعب الإيمان – فضائل شهر رمضان حديث رقم (3439) وصححه الألبانى فى صحيح الترغيب (998)0

([2])
شرح صحيح مسلم : للنووى (7/188)

([3])
تحفة الأحوذي (2/ 219)

([4])
أخرجه مسلم فى صحيحه – كتاب الطهارة – باب الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة حديث رقم (370)0

([5])
التيسير بشرح الجامع الصغير : (2/208)

([6])
صحيح لغيره ـ ((التعليق الرغيب)) (2/ 66).

([7])
رواه البخاري (1902)

([8])
أخرجه الترمذى فى سننه – أبواب الصوم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم – باب ما جاء فى فضل من فطر صائماً حديث رقم (769) وصححه الألبانى فى صحيح سنن الترمذى حديث رقم (807) ، وفى صحيح الجامع حديث رقم (6415)0

([9])
أخرجه البخاري فى صحيحه - كتاب الجنائز- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : " يعذب الميت - حديث:‏1237‏

([10])
أخرجه الحاكم فى المستدرك  - كتاب الإيمان - حديث:‏245‏ وصححه الألبانى فى صحيح الترغيب والترهيب حديث 2692

([11])
أخرجه البخارى فى الأدب المفرد  - باب عيادة المرضى حديث:‏533‏ وصححه الألبانى فى صحيح الترغيب والترهيب حديث 953 0

([12])
أخرجه البخاري فى صحيحه – كتاب الصوم – باب فى فضل الصوم حديث رقم ( 1804)، وأخرجه مسلم فى صحيحه – كتاب الصيام – باب فضل الصيام حديث رقم (2009)

([13])
أخرجه ابن ماجة فى سننه – كتاب الصيام – باب ما جاء فى فضل الصيام حديث رقم (1635) ، وأخرجه النسائى فى سننه – كتاب الصيام حديث رقم (2211) وصححه الألبانى فى صحيح سنن ابن ماجة حديث رقم (1662) ، وفى صحيح الجامع حديث رقم (3866) ، (3879)0

([14])
لطائف المعارف : صـ238- 242 0

([15])
رواه مسلم (1256)

([16])
التيسير بشرح الجامع الصغير: (2/288)

([17])[
البقرة/185]

([18])
رواه البيهقي:18429 , صَحِيح الْجَامِع: 1497، وصححه الألباني في صحيح السيرة ص90

([19])
رواه الطبراني (720) وصججه الألبانى فى الصحيحة (1890)

([20])
متفق عليه وهو فى المشكاة برقم (4)

([21])
منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري (1/ 80)

([22])
شرح رياض الصالحين (1/ 429-430)

([23])
البقرة185

([24])
تفسير ابن رجب الحنبلي (1/ 531-532)

([25])
متفق عليه وهو فى المشكاة برقم (1958)

([26])
رَوَاهُ الْحَاكِم وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وقال الألباني في صحيح الترغيب (995): صحيح لغيره

([27])
عمدة القاري شرح صحيح البخاري (1/ 226)

([28])
رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه وصححه الألباني في صحيح الترغيب (1072)

([29])(
ج3 ص12، 44)

([30])(
ج2 ص208)

([31])
مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (6/ 454)

([32])
متفق عليه

([33])
شرح صحيح البخارى لابن بطال (4/ 45)

([34])
حاشية السيوطي على سنن النسائي (4/ 134 - 136)

([35])
رواه مسلم:46

([36])
فتح المنعم شرح صحيح مسلم (4/ 524)

([37])
شرح رياض الصالحين (5/ 284-285)

([38])
رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَابْن حبَان فِي صَحِيحه وقال الألباني في صحيح الترغيب (1066): حسن صحيح  :

([39])
رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَابْن حبَان فِي صَحِيحه وقال الألباني في صحيح الترغيب (1066): حسن صحيح

([40])
متفق عليه

([41])
صحيح: الصحيحة : 2081

([42])
الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم (12/ 393)

([43])
منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري (3/ 226)

([44])
حسن: صحيح الترغيب:1067

([45])
مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (6/ 456)

([46])
شرح سنن أبي داود للعباد (الشريط رقم 272)

([47])
رَوَاهُ أَبُو يعلى وَابْن خُزَيْمَة وَابْن حبَان فِي صَحِيحَيْهِمَا وصححه الألباني في صحيح الترغيب (1076)

([48])
رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَقَالَ حَدِيث حسن وحسنه الألباني في صحيح الترغيب (1077)

([49])
رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وحسنه أللباني في المشكاة (1993)

([50])[
فاطر:34]

([51])
مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (6/ 474)

([52])
رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الْإِيمَانِ وَمُحْيِي السّنة فِي شرح السّنة وَقَالَ صَحِيح وصححه الألباني في المشكاة (1992)

([53])
مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (6/ 473)

([54])
حسن: الصحيحة: 1797

([55])
صحيح لغيره: صحيح الترغيب (1002)

([56]) (
الأحزاب:35)

([57])
تفسير السعدي = تيسير الكريم الرحمن (ص: 665)

([58])
متفق عليه

([59])
منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري (3/ 204)

([60])
متفق عليه

([61])
متفق عليه

([62])
متفق عليه

([63])[
الأنعام: 160]

([64])
صحيح: صحيح الجامع: 6324

([65]) 
صحيح: صحيح الجامع:3882

([66]) 
متفق عليه

([67])
حسن: صحيح الجامع:6330-2137

([68])
صحيح: الصحيحة:563

([69])
رَوَاهُ النَّسَائِيّ وَابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه هَكَذَا بالتكرار وبدونه وللحاكم وَصَححهُ الألباني في صحيح الترغيب (986)

([70])
فيض القدير (4/ 330)

([71])
البقرة183

([72])
تفسير السعدي = تيسير الكريم الرحمن (ص: 86)

([73])
صحيح: صحيح الترغيب:976

([74])
رَوَاهُ مُسلم وهو في المشكاة برقم (2047)

([75])[
الأنعام: 160]

([76])
مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (7/ 63)

([77])
فتح المنعم شرح صحيح مسلم (5/ 44)

([78])
شرح رياض الصالحين (5/ 305)

([79])
رَوَاهُ الْبَزَّار وَابْن خُزَيْمَة وَابْن حبَان فِي صَحِيحَيْهِمَا وَاللَّفْظ لِابْنِ حبَان وَصَححهُ الألباني في صحيح الترغيب (1003)

 

([80]) (
طهروا هذه الأجساد) يعني عند النوم كما دل عليه باقيه. (طهركم الله) دعاء لهم بأن يوفقهم الله سبحانه للطهارة الحسية أو بأن تطهرهم عن أدران الذنوب بغفرانها. (فإنه) أي الشأن. (ليس عبد يبيت طاهراً) من النجاسات أو متوضئا وضوءه للصلاة لما أخرجه أحمد والبخاري والترمذي من حديث البراء بن عازب - رضي الله عنه - عنه أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوئك للصلاة ثم اضطجع" (1) الحديث. (إلا بات معه ملك) لازمه ورافقه. (في شعاره) بكسر المعجمة أي الثوب الذي يلي الجسد. (لا ينقلب) أي الملك لقربه ولأنه فاعل، قال أيضاً ولابد من التجوز في ذلك لأن الملك لا ينام بل يلازم النائم فنسبة التقلب إليه يراد بها ملاحظة إياه ويحتمل العبد. (إلا قال: اللهم اغفر لعبدك، فإنه بات طاهراً) فَعِلّة الدعاء بالمغفرة كونه بات على طهارة واستجلاب دعاء الملك من أهم الأمور، وإذا كان هذا في طهارة الظاهر فطهارة الباطن بأن تبيت تائبا من كل ذنب أفضل وآكد فإن النوم شبيه بالموت وربما أتاه الموت في نومه. (التنوير شرح الجامع الصغير (7/ 139))

([81]) (
طهروا هَذِه الأجساد) من الحدثين والخبث عِنْد النّوم (طهركم الله) دُعَاء (فَإِنَّهُ لَيْسَ عبد يبيت طَاهِر إِلَّا بَات مَعَه ملك فِي شعاره) بِكَسْر الْمُعْجَمَة ثَوْبه الَّذِي يَلِي جسده (لَا يتقلب سَاعَة من اللَّيْل إِلَّا قَالَ) أَي الْملك (اللَّهُمَّ اغْفِر لعبدك) هَذَا (فَإِنَّهُ بَات طَاهِرا) وَالْمَلَائِكَة أجسام نورانية فَلَا يلْزم أَن العَبْد يحس بِالْملكِ وَلَا أَن يسمع قَوْله ذَلِك ) (التيسير بشرح الجامع الصغير:2/116)(

([82])
رَوَاهُ الطبراني في المعجم الكبير (13620) ، وَحَسَّنَهُ الأَلْبَانِيُّ فِي  صحيح الجامع (3936) .

([83])
والطهارة عند النوم قسمان طهارة الظاهر وهي معروفة وطهارة الباطن وهي بالتوبة وهي آكد من الظاهرة فربما مات في نومه وهو متلوث بأوساخ الذنوب فيتعين عليه التوبة وأن يزيل من قلبه كل شيء وحقد ومكروه لكل مسلم ((فيض القدير شرح الجامع الصغير:4/271))

([84])
رَوَاهُ ابن حبان (1048) ، وقَالَ الأَلْبَانِيُّ في صَحِيحِ التَّرْغِيبِ (597): حسن لغيره  

([85])(
كان إذا تعار) بتشديد الراء أي انتبه (من الليل) والتعار الانتباه في الليل مع صوت من نحو تسبيح أو استغفار وهذا حكمة العدول إليه عن التعبير بالانتباه فإن من هب من نومه ذاكرا لله وسأله خيرا أعطاه وإنما يكون ذلك لمن تعود الذكر واستأنس به وغلب عليه وصار حديث نفسه في نومه ويقظته قالوا: وأصل التعار السهر والتقلب على الفراش ثم استعمل فيما ذكر ((فيض القدير:5/113))

([86])
رَوَاهُ أَبو داود (5042) باب في النوم على طهارة، وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ فِي صحيح الكلم الطيب: 36

([87])
أى بالذكر المأثور: : لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، الحَمْدُ لِلَّهِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ، وَلاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ

([88])
رَوَاهُ البُخَارِىُّ وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وهو في صحيح الترغيب برقم (612)

([89])
شعب الإيمان (2117) ،وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ فِي صحيح الجامع (720) .

([90])
الزهد لابن المبارك (1205) ، وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ فِي صحيح الجامع (723) .

([91])
قوله: "يَعْقِدُ الشيطانُ على قافيةِ رأسِ أحدِكم ... " إلى آخره، (يَعْقِدُ)؛ أي: يَشُدُّ، (القافية): القَفَا، "العُقَدُ": جمع عُقْدَة، وهي ما يُعْقَد، "عليكَ ليلٌ طويلٌ"؛ يعني: يحببُ النومَ إليه ويقول له كلَّما أرادَ أن يقومَ: ارقُدْ، فإنَّ الليلَ طويلٌ، وليس وقت القيام بعد، فيأمره بالرقود، فمن خالفَه وذكرَ الله وأعاذَ به من الشيطان "انحلَّتْ"؛ أي: انفتحتْ عُقْدَة، وإن قام وتوضَّأَ انحلَّتْ عقدةٌ ثانية، وإنْ صَلَّى انحلَّتِ الثالثةُ.

فمفهومُ الحديثِ أنَّ إحدى العُقَد منه انحلَّتْ عن ذِكْرِ الله، والثانية عن القيام والوضوء، والثالثة عن الصلاة، فإذا خالفَه في جميع ذلك فأصبحَ نشيطًا؛ أي: ذا فَرَحٍ وطيبِ قَلْبٍ وحُسْنِ حالةٍ؛ لأنه خَلصَ من قيد الشيطان وحَصَّلَ رضا الرحمن، وإن أطاعه ونامَ حتى تفوتَه صلاةُ الصبح أصبحَ خبيثَ النَّفْس؛ أي: محزونَ القلب كثيرَ الغَمِّ متحيرًا في أمره، لا يحصلُ مرادُه فيما يقصده من أموره؛ لأنه مقيَّدٌ بقيد الشيطان ومبعَدٌ من رضا الرحمن. (المفاتيح في شرح المصابيح (2/ 270-271)

([92])
رَوَاهُ البُخَارِىُّ ومُسْلِمٌ وأبو داود والنسائي وابن ماجه وقال (صحيح) وهو في صحيح الترغيب برقم (613)

([93])
رَوَاهُ أَبو داود وابن خزيمة في صحيحه وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ في صَحِيحِ التَّرْغِيبِ (632)

([94])
وهم الذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع، ويبتعدون عن الفراش الوثير، ويهرعون إلى الصلاة يدعون ربهم خوفا من عقابه، وطمعا في ثوابه، وهم ينفقون بعض ما رزقناهم في سبيل الله.

القيام بالليل والتهجد فيه لون من العبادة عال، وتوفيق من الله كبير، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وقد ورد فيه مع هذه الآيات آيات وأحاديث كثيرة كلها تهدف إلى بيان فضله، وجزيل مثوبته. (التفسير الواضح لمحمد محمود حجازي(3/ 66))

([95])
السجدة: 15 - 17.

([96])
العبودية لله نوعان: عبودية لربوبيته فهذه يشترك فيها سائر الخلق مسلمهم وكافرهم، برهم وفاجرهم، فكلهم عبيد لله مربوبون مدبرون {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ إِلا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا} وعبودية لألوهيته وعبادته ورحمته وهي عبودية أنبيائه وأوليائه وهي المراد هنا ولهذا أضافها إلى اسمه " الرحمن " إشارة إلى أنهم إنما وصلوا إلى هذه الحال بسبب رحمته، فذكر أن صفاتهم أكمل الصفات ونعوتهم أفضل النعوت، فوصفهم بأنهم {يَمْشُونَ عَلَى الأرْضِ هَوْنًا} أي: ساكنين متواضعين لله والخلق فهذا وصف لهم بالوقار والسكينة والتواضع لله ولعباده. {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ} أي: خطاب جهل بدليل إضافة الفعل وإسناده لهذا الوصف، {قَالُوا سَلامًا} أي: خاطبوهم خطابا يسلمون فيه من الإثم ويسلمون من مقابلة الجاهل بجهله. وهذا مدح لهم، بالحلم الكثير ومقابلة المسيء بالإحسان والعفو عن الجاهل ورزانة العقل الذي أوصلهم إلى هذه الحال.

{
وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا} أي: يكثرون من صلاة الليل مخلصين فيها لربهم متذللين له كما قال تعالى: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (تفسير السعدي = تيسير الكريم الرحمن (ص: 586))

([97])
الفرقان : 63-64

([98])
رَوَاهُ البزار: 6530 , وصححه الألباني في صَحِيح الْجَامِع: 3097 , الصَّحِيحَة: 1810

([99])
يقول تعالى في ذكر ثواب المتقين وأعمالهم، التي أوصلتهم (1) إلى [ص:809] ذلك الجزاء: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ} أي: الذين كانت التقوى شعارهم، وطاعة الله دثارهم، {فِي جَنَّاتِ} مشتملات على جميع [أصناف] الأشجار، والفواكه، التي يوجد لها نظير في الدنيا، والتي لا يوجد لها نظير، مما لم تنظر العيون إلى مثله، ولم تسمع الآذان، ولم يخطر على قلوب العباد (2) {وَعُيُونٍ} سارحة، تشرب منها تلك البساتين، ويشرب بها عباد الله، يفجرونها تفجيرًا.

{
آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ} يحتمل أن المعنى أن أهل الجنة قد أعطاهم مولاهم جميع مناهم، من جميع أصناف النعيم، فأخذوا ذلك، راضين به، قد قرت به أعينهم، وفرحت به نفوسهم، ولم يطلبوا منه بدلا ولا يبغون عنه حولا وكل قد ناله من النعيم، ما لا يطلب عليه المزيد، ويحتمل أن هذا وصف المتقين في الدنيا، وأنهم آخذون ما آتاهم الله، من الأوامر والنواهي، أي: قد تلقوها بالرحب، وانشراح الصدر، منقادين لما أمر الله به، بالامتثال على أكمل الوجوه، ولما نهى عنه، بالانزجار عنه لله، على أكمل وجه، فإن الذي أعطاهم الله من الأوامر والنواهي، هو أفضل العطايا، التي حقها، أن تتلقى بالشكر [لله] عليها، والانقياد.

والمعنى الأول، ألصق بسياق الكلام، لأنه ذكر وصفهم في الدنيا، وأعمالهم بقوله: {إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ} الوقت الذي وصلوا به إلى النعيم {مُحْسِنِينَ} وهذا شامل لإحسانهم بعبادة ربهم، بأن يعبدوه كأنهم يرونه، فإن لم يكونوا يرونه، فإنه يراهم، وللإحسان إلى عباد الله ببذل النفع والإحسان، من مال، أو علم، أو جاه أو نصيحة، أو أمر بمعروف، أو نهي عن منكر، أو غير ذلك من وجوه الإحسان (3) وطرق الخيرات.

حتى إنه يدخل في ذلك، الإحسان بالقول، والكلام اللين، والإحسان إلى المماليك، والبهائم المملوكة، وغير المملوكة (4) ومن أفضل أنواع الإحسان في عبادة الخالق، صلاة الليل، الدالة على الإخلاص، وتواطؤ القلب واللسان، ولهذا قال: {كَانُوا} أي: المحسنون {قَلِيلا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ} أي: كان هجوعهم أي: نومهم بالليل، قليلا وأما أكثر الليل، فإنهم قانتون لربهم، ما بين صلاة، وقراءة، وذكر، ودعاء، وتضرع.

{
وَبِالأسْحَارِ} التي هي قبيل الفجر {هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} الله تعالى، فمدوا صلاتهم إلى السحر، ثم جلسوا في خاتمة قيامهم بالليل، يستغفرون الله تعالى، استغفار المذنب لذنبه، وللاستغفار بالأسحار، فضيلة وخصيصة، ليست لغيره، كما قال تعالى في وصف أهل الإيمان والطاعة: {وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأسْحَارِ}( تفسير السعدي = تيسير الكريم الرحمن (ص: 808))

([100])
الذاريات: 15-18

([101])"
عَلَيْكُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ؟ ") ، أَيِ: الْزَمُوا الْقِيَامَ بِالْعِبَادَةِ فِي اللَّيْلِ، (" فَإِنَّهُ دَأْبُ الصَّالِحِينَ ") : بِسُكُونِ الْهَمْزَةِ وَيُبْدَلُ وَيُحَرَّكُ، أَيْ: عَادَتُهُمْ، قَالَ الطِّيبِيُّ: الدَّأْبُ: الْعَادَةُ وَالشَّأْنُ وَقَدْ يُحَرَّكُ، وَأَصْلُهُ مِنْ دَأَبَ فِي الْعَمَلِ: إِذَا جَدَّ وَتَعِبَ. اهـ. وَهُوَ مَا يُوَاظِبُونَ عَلَيْهِ وَيَأْتُونَ بِهِ فِي أَكْثَرِ أَحْوَالِهِمْ، وَالْمُرَادُ بِهِمُ الْأَنْبِيَاءُ وَالْأَوْلِيَاءُ لِمَا سَيَأْتِي أَنَّ آلَ دَاوُدَ كَانُوا يَقُومُونَ بِاللَّيْلِ، وَفِيهِ تَنْبِيهٌ عَلَى أَنَّكُمْ أَوْلَى بِذَلِكَ، فَإِنَّكُمْ خَيْرُ الْأُمَمِ، وَإِيمَاءٌ إِلَى أَنَّ مَنْ لَا يَقُومُ اللَّيْلَ لَيْسَ مِنَ الصَّالِحِينَ الْكَامِلِينَ، بَلْ بِمَنْزِلَةِ الْمُزَكَّى عَلَنًا لَا سِرًّا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَسْرَارِهِ، وَقَالَ ابْنُ الْمَلَكِ: يَجُوزُ أَنْ يُرَادَ بِهِمُ الْأَنْبِيَاءُ الْمَاضُونَ. (" قَبْلَكُمْ ") ، أَيْ: وَهِيَ عَادَةٌ قَدِيمَةٌ (" وَهُوَ ") ، أَيْ: مَعَ كَوْنِهِ اقْتِدَاءً بِسِيرَةِ الصَّالِحِينَ (" قُرْبَةٌ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ ") ، أَيْ: مَحَبَّةُ مَوْلَاكُمْ مِمَّا تَتَقَرَّبُ بِهِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى، وَفِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى الْحَدِيثِ الْقُدُسِيِّ: " «لَا يَزَالُ الْعَبْدُ يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ» . (" وَمَكْفَرَةٌ لِلسَّيِّئَاتِ، وَمَنْهَاةٌ ") : مَصْدَرَانِ مِيمِيَّانِ كَالْمَحْمَدَةِ بِمَعْنَى الْفَاعِلِ، أَيْ: سَاتِرَةٌ لِلذُّنُوبِ وَمَاحِيَةٌ لِلْعُيُوبِ، قَالَ تَعَالَى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود: 114] وَنَاهِيَةٌ (" عَنِ الْإِثْمِ ") ، أَيِ: ارْتِكَابِ مَا يُوجِبُهُ، قَالَ تَعَالَى: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} [العنكبوت: 45] (مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (3/ 927))

([102])
رَوَاهُ الترمذي (3549) باب في دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقال الألباني في صحيح الترغيب برقم (624)  :حسن لغيره

([103])
رَوَاهُ ابن حبان (2551) ، وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ فِي الصَّحِيحَة: 3482

([104])
وخُصَّ بهذه الإضافة دون بقية الشهور مع أن فيها أفضل منه إجماعا لأنه اسم إسلامي فإن اسمه في الجاهلية صفر الأول وبقية الشهور متحدة الأسماء جاهيلة وإسلاما (المحرم) أي هو أفضل شهر يتطوع بصومه كاملا بعد رمضان فأما التطوع ببعض شهر فقد يكون أفضل من بعض أيامه كصوم عرفة وعشر الحجة ذكره الحافظ ابن رجب وذلك لأنه أول السنة المستأنفة وافتتاحها بالصوم الذي هو ضياء أفضل الأعمال وقال الزمخشري: خصه من بين الأشهر الحرم لمكان عاشوراء فأفضل الأشهر لصوم التطوع المحرم ثم رجب ثم بقية الأشهر الحرم ثم شعبان ولا يعارضه إكثار النبي صلى الله عليه وسلم صوم شهر شعبان دونه لأنه إنما علم فضل صوم المحرم آخرا ولعله لعارض وتفضيل صوم داود باعتبار الطريقة وهذا باعتبار الزمن فطريقة داود في المحرم أفضل من طريقته في غيره كذا وفق جمع وضعف والظاهر أن التطوع المطلق بالصوم أفضله المحرم كما أن أفضل النفل المطلق صلاة الليل وما صيامه تبع كصوم ما قبل رمضان وما بعده فليس من المطلق بل صومه تبع لرمضان ولذا قيل إن صوم ست شوال يلحق رمضان ويكتب معه بصيام الدهر فرضا فهذا النوع صومه أفضل التطوع مطلقا والمطلق أفضله المحرم اه (فيض القدير (2/ 41))

([105])
رَوَاهُ مُسْلِمٌ (1163) ، باب فضل صوم المحرم، أحمد (8515)

([106])
الزمر: 9

([107]) (
أَتَانِي جِبْرِيل فَقَالَ يَا مُحَمَّد عش مَا شِئْت) من الْعُمر (فَإنَّك ميت) بِالتَّشْدِيدِ وَالتَّخْفِيف (وأحبب من شِئْت فَإنَّك مفارقه) بِمَوْت أَو غَيره وَمَا من أحد فِي الدُّنْيَا إِلَّا وَهُوَ ضيف وَمَا بِيَدِهِ عَارِية والضيف مرتحل وَالْعَارِية مُؤَدَّاة (واعمل مَا شِئْت) من خير أَو شرّ (فَإنَّك مجزىّ بِهِ) بِفَتْح أوّله أَو ضمه أَي مقضي عَلَيْك بِمَا يَقْتَضِيهِ عَمَلك (وَاعْلَم) بِصِيغَة الْأَمر إِفَادَة لغيره مَا علم للدلالة على أَنه علم وَعمل (أَن شرف الْمُؤمن) علاهُ ورفعته (قِيَامه بِاللَّيْلِ) أَي تَهَجُّده فِيهِ (وعزه) قوّته وغلبته على غَيره (استغناؤه) اكتفاؤه بِمَا قسم لَهُ (عَن النَّاس) أَي عَمَّا فِي أَيْديهم أَو عَن سُؤَالهمْ مِمَّا فِي أَيْديهم (التيسير بشرح الجامع الصغير (1/ 21))

([108]) 
رَوَاهُ الطبراني في الأوسط وإسناده حسن وقال الألْبَانِيُّ في صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب (627): حسن لغيره

([109])  (
أن شرف المؤمن) رفعته قال الزمخشري من المجاز لفلان شرف وهو علو المنزلة (قيامه بالليل) أي علاه ورفعته إحياء الليل بدوام التهجد فيه والذكر والتلاوة وهذا بيان لشيء من العمل المشار إليه بقوله اعمل ما شئت ولما كان الشرف والعز أخوين استطرد ذكر ما يحصل به العز فقال (وعزه) قوته وعظمته وغلبته على غيره (استغناؤه) اكتفاؤه بما قسم له (عن الناس) أي عما في أيديهم ولهذا قال حاتم لأحمد وقد سأله: ما السلامة من الدنيا وأهلها؟ قال: أن تغفر لهم جهلهم وتمنع جهلك عنهم وتبذل لهم ما في يدك وتكون مما في أيديهم آيسا قال الغزالي: ومن لا يؤثر عز النفس على شهوة البطن فهو ركيك العقل ناقص الإيمان ففي القناعة العز والحرية ولذلك قيل استغن عمن شئت فأنت نظيره واحتج إلى من شئت فأنت أسيره وأحسن إلى من شئت فأنت أميره وقال بعضهم: الفقر لباس الأحرار والغنى بالله لباس الأبرار والقيام انتصاب القامة ولما كانت هيئة الانتصاب أكمل هيآت من له القامة وأحسنها استعير ذلك للمحافظة على استعمال الإنسان نفسه في الصلاة ليلا فمعنى قيام الليل المحافظة على الصلاة فيه وعدم تعطيله باستغراقه بالنوم أو اللهو قال الزمخشري: قام على الأمر دام وثبت. وقد تضمن الحديث التنبيه على قصر الأمل والتذكير بالموت واغتنام العبادة وعدم الاغترار بالاجتماع والحث على التهجد وبيان جلالة علم جبريل وغير ذلك قال الغزالي: جمعت هذه الكلمات حكم الأولين والآخرين وهي كافية للمتأمل فيها طول العمر إذ لو وقف على معانيها وغلبت على قلبه غلبة يقين استغرقته وحالت بينه وبين النظر إلى الدنيا بالكلية والتلذذ بشهواتها وقد أوتي المصطفى صلى الله عليه وسلم جوامع الكلم وكل كلمة من كلماته بحر من بحور الحكمة (فيض القدير (1/ 102))

([110])
تاريخ دمشق لابن عساكر (23 / 81) ، الضعفاء الكبير للعقيلي (3 / 31) ، وَحَسَّنَهُ الأَلْبَانِيُّ فِي  صحيح الجامع (3710) ، الصحيحة (1903)

([111]) (
رحم الله رجلاً) خبر عن استحقاقه الرحمة واستجابة لها، أو دعاء له ومدح له بحسن ما فعل. وقال العلقمي: هو ماض بمعنى الطلب. (قام من الليل) أي بعضه. (فصلى) أي التهجد. (وأيقظ امرأته) وفي حديث أبي سعيد وأبي هريرة الآتي: إذا أيقظ الرجل أهله، وهو أعم لشموله الولد والأقارب. (فصلت) ما كتب الله لها ولو ركعتين. (فإن أبت) أن تستيقظ. وقيل: أي امتنعت عن القيام لغلبة النوم، وكثرة الكسل. (نضح) وفي رواية ابن ماجه: رش. (في وجهها الماء) ليزول عنها النوم. والمراد التلطف معها، والسعي في قيامها لطاعة ربها مهما أمكن. قال تعالى: {وتعانوا على البر والتقوى} [5:2] . وفيه أن أصاب خيراً ينبغي له أن يتحرى إصابة الغير، وأن يحب له ما يحب لنفسه، فيأخذ بالأقرب فالأقرب. وقوله: "رحم الله" تنبيه للأمة بمنزلة رش الماء على الوجه لاستيقاظ النائم، وذلك أنه - صلى الله عليه وسلم - لما نال بالتهجد ما نال من الكرامة والمقام المحمود أراد أن يحصل لأمته نصيب وافر، فحثهم على ذلك بألطف وجه. قيل: خص الوجه بالنصح؛ لأنه أفضل الأعضاء وأشرفها، وبه يذهب النوم والنعاس أكثر من بقية الأعضاء، وهو أول الأعضاء المفروضة غسلاً، وفيه العينان وهما آلة النوم. (رحم الله امرأة قامت من الليل) أي وقفت بالسبق. (فصلت) صلاة التهجد. (وأيقظت زوجها) الواو لمطلق الجمع. وفي الترتيب الذكري إشارة لا تخفى، قاله القاري. (فصلى) أي بسببها. (فإن أبى) أن يقوم لغلبة النوم. (نضحت) أي رشت. (في وجهه الماء) ليزول عنه النوم وينتبه. وفي الحديث الدعاء بالرحمة للحي كما يدعى بها للميت، وفيه فضيلة صلاة الليل وفضيلة مشروعية إيقاظ النائم للتنفل كما يشرع للفرض، وهو من المعاونة على البر والتقوى. وفيه بيان حسن المعاشرة وكمال الملاطفة والموافقة. وفيه إشارة إلى أن الرجل أحق بأن يكون مسابقاً بالقيام وإيقاظ امرأته، وإلى أن فضل الله لا يختص بأحد، فقد يكون المرأة سابقة على الرجل (مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (4/ 229-230))

([112])
رَوَاهُ أبو داود وهذا لفظه والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والحاكم وقال صحيح على شرط مُسْلِمٌ وحسنه الألباني في صحيح الترغيب (625)

([113])
رَوَاهُ أبو داود (1451) باب الحث على قيام الليل، ابن ماجه (1335) باب ما جاء فيمن أيقظ أهله من الليل، وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ في صَحِيحِ التَّرْغِيبِ (626)

([114])
رَوَاهُ مُسْلِمٌ (756) باب أفضل الصلاة طول القنوت، ابن حبان (1755)

([115])
جمع عُلّيّة أى عَظِيمة الشأن

([116])  (
أفضل الصلوات بعد المكتوبة) أي ولواحقها من الرواتب وما أشبهها مما يسن فعله جماعة إذ هي أفضل من مطلق النفل على الأصح (الصلاة في جوف الليل) فهي فيه أفضل منها في النهار لأن الخشوع فيه أوفر لاجتماع القلب والخلو بالرب {إن ناشئة الليل هي أشد وطأ} {أمن هو قانت آناء الليل} ولأن الليل وقت السكون والراحة فإذا صرف إلى العبادة كانت على النفس أشد وأشق وللبدن أتعب وأنصب فكانت أدخل في معنى التكليف وأفضل عند الله ذكره الزمخشري وبالصلاة ليلا يتوصل إلى صفاء السرور ودوام الشكر وهي بعد نوم أفضل والمراد بالجوف هنا السدس الرابع والخامس فهما أكمل من بقيته لأنه الذي واظب عليه المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولأنه أشق الأوقات استيقاظا وأحبها راحة وأولاها لصفاء القلوب (فيض القدير (2/ 41))

([117])
رَوَاهُ النسائي والطبراني بإسناد صحيح وقال الألباني في صحيح الترغيب (1016): صحيح لغيره

([118])
فَإِنْ قُلْتَ: الْمَذْكُورُ هَاهُنَا أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الرَّبُّ مِنَ الْعَبْدِ وَهُنَاكَ أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ؟ أُجِيبَ: بِأَنَّهُ قَدْ عُلِمَ مِمَّا سَبَقَ فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ مِنْ قَوْلِهِ: يَنْزِلُ رَبُّنَا إِلَخْ. أَنَّ رَحْمَتَهُ سَابِقَةٌ، فَقُرْبُ رَحْمَةِ اللَّهِ مِنَ الْمُحْسِنِينَ سَابِقٌ عَلَى إِحْسَانِهِمْ، فَإِذَا سَجَدُوا قَرُبُوا مِنْ رَبِّهِمْ بِإِحْسَانِهِمْ، كَمَا قَالَ: {وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ} [العلق: 19] وَفِيهِ أَنَّ لُطْفَ اللَّهِ وَتَوْفِيقَهُ سَابِقٌ عَلَى عَمَلِ الْعَبْدِ وَسَبَبٌ لَهُ، وَلَوْلَاهُ، لَمْ يَصْدُرْ مِنَ الْعَبْدِ خَيْرٌ قَطُّ. اهـ.

وَقَالَ مِيرَكُ: فَإِنْ قُلْتَ: مَا الْفَرْقُ بَيْنَ هَذَا الْقَوْلِ، وَقَوْلِهِ فِيمَا تَقَدَّمَ فِي بَابِ السُّجُودِ: «أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ» ؟ قُلْتُ: الْمُرَادُ هَاهُنَا بَيَانُ وَقْتِ كَوْنِ الرَّبِّ أَقْرَبَ مِنَ الْعَبْدِ، وَهُوَ جَوْفُ اللَّيْلِ، وَالْمُرَادُ هُنَا بَيَانُ أَقْرَبِيَّةِ أَحْوَالِ الْعَبْدِ مِنَ الرَّبِّ وَهُوَ حَالُ السُّجُودِ. تَأَمَّلْ. اهـ. يَعْنِي فَإِنَّهُ دَقِيقٌ وَبِالتَّأَمُّلِ حَقِيقٌ، وَتَوْضِيحُهُ أَنَّ هَذَا وَقْتُ تَجَلٍّ خَاصٌّ بِوَقْتٍ لَا يَتَوَقَّفُ عَلَى فِعْلٍ مِنَ الْعَبْدِ لِوُجُودِهِ لَا عَنْ سَبَبٍ، ثُمَّ كُلُّ مَنْ أَدْرَكَهُ أَدْرَكَ ثَمَرَتَهُ، وَمَنْ لَا فَلَا. غَايَتُهُ أَنَّهُ مَعَ الْعِبَادَةِ أَتَمُّ مَنْفَعَةً وَنَتِيجَةً، وَأَمَّا الْقُرْبُ النَّاشِئُ مِنَ السُّجُودِ فَمُتَوَقِّفٌ عَلَى فِعْلِ الْعَبْدِ وَخَاصٌّ بِهِ، فَنَاسَبَ كُلَّ مَحَلٍّ مَا ذُكِرَ فِيهِ. (" الْآخِرِ ") : صِفَةٌ لِجَوْفِ اللَّيْلِ عَلَى أَنَّهُ يُنَصِّفُ اللَّيْلَ، وَيَجْعَلُ لِكُلِّ نِصْفٍ جَوْفًا، وَالْقُرْبُ يَحْصُلُ فِي جَوْفِ النِّصْفِ الثَّانِي، فَابْتِدَاؤُهُ يَكُونُ مِنَ الثُّلُثِ الْأَخِيرِ وَهُوَ وَقْتُ الْقِيَامِ لِلتَّهَجُّدِ، قَالَهُ الطِّيبِيُّ. وَلَا يَبْعُدُ أَنْ يَكُونَ ابْتِدَاؤُهُ مِنْ أَوَّلِ النِّصْفِ الْأَخِيرِ. (" فَإِنِ اسْتَطَعْتَ ") ، أَيْ: قَدَرْتَ وَوُفِّقْتَ (" أَنْ تَكُونَ مِمَّنْ يَذْكُرُ اللَّهَ ") : فِي ضِمْنِ صَلَاةٍ أَوْ غَيْرِهَا (" فِي تِلْكَ السَّاعَةِ ") : إِشَارَةٌ إِلَى لُطْفِهَا (" فَكُنْ ") ، أَيِ: اجْتَهِدْ أَنْ تَكُونَ مِنْ جُمْلَتِهِمْ، فَلَعَلَّكَ تَتَقَرَّبُ إِلَى اللَّهِ بِبَرَكَتِهِمْ، قَالَ ابْنُ حَجَرٍ، أَيْ مِمَّنْ نُظِمَ فِي سِلْكِ الذَّاكِرِينَ لِتَقَدُّمِهِمْ، وَيُفَاضُ عَلَيْكَ مِنْ مَدَدِهِمْ، فَهُوَ أَبْلَغُ مِنْ أَنْ يُذْكَرَ. نَظِيرُ قَوْلِهِمْ: إِنَّهُ لِمَنِ الصَّالِحِينَ أَبْلَغُ مِنْ إِنَّهُ لِصَالِحٌ.( مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (3/ 928))

([119])
رَوَاهُ الترمذي، كتاب الدعوات، باب في دعاء الضيف، برقم 3579، وأبو داود بنحوه، كتاب التطوع، باب من رخص فيها إذا كانت الشمس مرتفعة، برقم 1277،والنسائي، كتاب المواقيت، باب النهي عن الصلاة بعد العصر، برقم 572،وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي،3/ 183.

([120])
رَوَاهُ مُسْلِمٌ (757) كتاب صلاة المسافرين، باب في الليل ساعة مستجاب فيها الدعاء  

([121])(
أَفْشُوا السَّلَامَ ) أَيْ أَظْهِرُوهُ وَأَكْثِرُوهُ عَلَى مَنْ تَعْرِفُونَهُ وَعَلَى مَنْ لَا تَعْرِفُونَهُ.

(
وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ ) أَيْ لِنَحْوِ الْمَسَاكِينِ وَالْأَيْتَامِ

(
وَصَلُّوا ) أَيْ بِاللَّيْلِ ( وَالنَّاسُ نِيَامٌ ) لِأَنَّهُ وَقْتُ الْغَفْلَةِ ،فَلِأَرْبَابِ الْحُضُورِ مَزِيدُ الْمَثُوبَةِ أَوْ لِبُعْدِهِ عَنِ الرِّيَاءِ وَالسُّمْعَةِ

(
تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ ) أَيْ مِنَ اللَّهِ أَوْ مِنْ مَلَائِكَتِهِ مِنْ مَكْرُوهٍ أَوْ تَعَبٍ وَمَشَقَّةٍ(تحفة الأحوذي (6 / 277))

([122])
رَوَاهُ الترمذي (2673) وقَالَ : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ  ، وَصَحَّحَهُ الألبَانِيُّ في صَحِيحِ الجَامِعِ  (2960)

([123])
أَيْ: مَائِلًا عَنِ الَّذِينَ هُمْ زُبْدَةُ الْخَلَائِقِ عِنْدَهُ إِلَى عِبَادَةِ رَبِّهِ وَخَالِقِهِ، عِلْمًا بِأَنَّهُمْ لَا يَنْفَعُونَهُ لَا فِي قَبْرِهِ وَلَا يَوْمَ حَشْرِهِ، وَإِنَّمَا تَنْفَعُهُ طَاعَتُهُ فِي أَيَّامِ عُمُرِهِ، وَلِذَا قَالَ الْجُنَيْدُ لَمَّا رُؤِيَ فِي النَّوْمِ، وَسُئِلَ عَنْ مَرَاتِبِ الْقَوْمِ: طَاشَتِ الْعِبَارَاتُ، وَتَلَاشَتِ الْإِشَارَاتُ، وَمَا نَفَعَنَا إِلَّا رُكَيْعَاتٌ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ مِنَ الْأَوْقَاتِ. (" فَيَقُولُ اللَّهُ لِمَلَائِكَتِهِ ") ، أَيْ: مُبَاهَاةً لِعَبْدِهِ الَّذِي غَلَبَتْ صِفَاتُ مَلَكِيَّتِهِ عَلَى أَحْوَالِ بَشَرِيَّتِهِ، مَعَ وُجُودِ الشَّيْطَانِ وَالْوَسَاوِسِ وَالنَّفْسِ وَطَلَبِ الشَّهْوَةِ وَالْهَوَاجِسِ، (" انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي ") ، أَيْ: نَظَرَ الرَّحْمَةِ الْمُتَرَتِّبَ عَلَيْهِ الِاسْتِغْفَارُ لَهُ وَالشَّفَاعَةُ. وَالْإِضَافَةُ لِلتَّشْرِيفِ، وَأَيُّ تَشْرِيفٍ، أَوْ تَفَكَّرُوا فِي قِيَامِهِ مِنْ مَقَامِ الرَّاحَةِ، (" ثَارَ عَنْ فِرَاشِهِ وَوِطَائِهِ ") ، أَيْ: تَبَاعَدَ عَنْهُمَا (" مِنْ بَيْنِ حِبِّهِ وَأَهْلِهِ ") ، أَيْ: مُنْفَرِدًا مِنْهُمْ وَمِنِ اتِّفَاقِهِمْ، وَمُعْتَزِلًا عَنِ اقْتِرَابِهِمْ وَاعْتِنَاقِهِمْ، (" إِلَى صَلَاتِهِ ") ، أَيِ: الَّتِي تَنْفَعُهُ فِي حَيَاتِهِ وَمَمَاتِهِ (" رَغْبَةً ") ، أَيْ: لَا رِيَاءً وَسُمْعَةً بَلْ مَيْلًا (" فِيمَا عِنْدِي ") ، أَيْ: مِنَ الْجَنَّةِ وَالثَّوَابِ، أَوْ مِنَ الرِّضَا وَاللِّقَاءِ يَوْمَ الْمَآبِ. (" وَشَفَقًا ") ، أَيْ: خَوْفًا (" مِمَّا عِنْدِي ") : مِنَ الْجَحِيمِ وَأَنْوَاعِ الْعَذَابِ، أَوْ مِنَ السُّخْطِ وَالْحِجَابِ الَّذِي هُوَ أَشَدُّ مِنَ الْعِقَابِ، وَهَذَا غَايَةُ الْجِهَادِ الْأَكْبَرِ، فَإِنَّهُ قَامَ بِالْعِبَادَةِ فِي وَقْتِ رَاحَةِ النَّاسِ فِي الْعَادَةِ مَعَ عَدَمِ التَّكْلِيفِ الْإِلَهِيِّ، فَيَكُونُ مِنْ عَلَامَةِ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ   (مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (3/ 937-938)

([124]) ("
وَرَجُلٍ ") : بِالْوَجْهَيْنِ (" غَزَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ") ، أَيْ: حَارَبَ أَعْدَاءَ اللَّهِ (" فَانْهَزَمَ ") ، أَيْ: غُلِبَ وَهَرَبَ (" مَعَ أَصْحَابِهِ فَعَلِمَ مَا عَلَيْهِ ") ، أَيْ: مِنَ الْإِثْمِ أَوْ مِنَ الْعَذَابِ (" فِي الِانْهِزَامِ ") : إِذَا كَانَ بِغَيْرِ عُذْرٍ لَهُ فِي الْمَقَامِ (" وَمَا لَهُ ") ، أَيْ: وَعَلِمَ مَا لَهُ مِنَ الثَّوَابِ وَالْجَزَاءِ (" فِي الرُّجُوعِ ") ، أَيْ: فِي الْإِقْبَالِ عَلَى مُحَارَبَةِ الْكُفَّارِ، وَلَوْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُ فِي الْعَدَدِ وَأَقْوَى مِنْهُ فِي الْعُدَدِ، (" فَرَجَعَ ") ، أَيْ: حِسْبَةً لِلَّهِ وَجَاهَدَ (" حَتَّى هُرِيقَ ") ، أَيْ: صُبَّ (" دَمُهُ ") : يَعْنِي: قُتِلَ. وَجَاءَ فِي الْحَدِيثِ: ذَاكِرُ اللَّهِ تَعَالَى فِي الْغَافِلِينَ بِمَنْزِلَةِ الصَّابِرِ فِي الْفَارِّينَ. رَوَاهُ الْبَزَّارُ وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَبِهِ يَظْهَرُ كَمَالُ الْمُنَاسَبَةِ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ، (" فَيَقُولُ اللَّهُ لِمَلَائِكَتِهِ ") ، أَيِ: الْمُقَرَّبِينَ (" انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي ") ، أَيْ: نَظَرَ تَعَجُّبٍ (" رَجَعَ رَغْبَةً فِيمَا عِنْدِي، وَشَفَقًا مِمَّا عِنْدِي ") ، أَيْ: مِنَ الْعِقَابِ (" حَتَّى هُرِيقَ دَمُهُ ") ، أَيْ: عَلَى طَرِيقِ الصَّوَابِ. (مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (3/ 938))

([125])
رَوَاهُ أحمد وأبو يعلى والطبراني وابن حبان في صحيحه وقال الألباني  في صحيح الترغيب (630): حسن لغيره

([126]) (
رؤيا) بلا تَنوينٍ كرُجْعَى، وهي مُختصَّةٌ بالمَنام كالرَّائي بالقلْب، والرُّؤية بالعَين.

(
قرنان)؛ أي: جانِبَا الرَّأْس، أو ضَفيرتان، وفي بعضها: (قَرْنيَن) على حذْفِ مضافٍ، وتَركِ المُضاف إليه على إعرابه كقراءة: {وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ} [الأنفال: 67]، أي: عَرَضَ الآخرة، أو إذا المُفاجَأَة تتضمَّن معنى الوجدان، أي: فإذا وجَدتُ له قرنيَن، يقول الكوفيِّين في مسألة الزنبُور: فإذا هو إيَّاها، أي: فإذا وجدتُه هو إياها.

(
لم تُرَعْ) بضمِّ التاء، وفتح الرَّاء، وجزْم المهملَة، أي: لا تَخَفْ، أي: لا يَلحقُك خَوْفٌ.

(
لو كان) للتمنِّي لا شَرطيَّةٌ.

قال المُهَلَّب: إنما فسَّرها بقيام الليل؛ لأنه لم يرَ شيئًا يغفُل عنه من الفرائض، فيذكِّر بالنار، وعَلِمَ مَبيتَه في المسجد، فعبَّر ذلك بأنه مُنبِّهٌ على قيام الليل فيه، ففي الحديث أن قيام الليل يُنجي من النار، وفيه تَمنِّي الخير؛ لأن الرُّؤيا الصالحة جُزءٌ من ستةٍ وأربعين جُزءًا من النبوَّة، وتفسيره - صلى الله عليه وسلم - لها من العِلْم. اللامع الصبيح بشرح الجامع الصحيح (5/ 12-13)

([127])
رَوَاهُ البُخَارِي(3530) ومُسْلِمٌ (2479)   

([128])
خَلِفَاتٍ: أَيْ جَمْعُ خَلِفَةٍ بِفَتْحٍ فَكَسَرٍ مِنْ خَلَّفَتِ النَّاقَةُ، أَيْ حَمَلَتْ يَعْنِي حَامِلَاتٍ (عِظَامٍ) فِي الْكَمِّيَّةِ وَالْمَاهِيَّةٍ (سِمَانٍ) فِي الْكَيْفِيَّةِ وَالْحَالِيَّةِ

([129])
رَوَاهُ مُسْلِمٌ (802)  كتاب صلاة المسافرين، باب فضل قراءة القرآن في الصلاة وتعلمه

([130])
رَوَاهُ أحمد (16999) ، وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ فِي  صحيح الجامع (6468) ، الصحيحة (644) .

([131])
قوله: (من قام بعشر آيات) أي أخذها بقوة وعزم من غير فتور ولا توانٍ، من قولهم قام بالأمر، فهو كناية عن حفظها والدوام على قراءتها والتفكر في معانيها والعمل بمقتضاها، وإليه الإشارة بقوله: لم يكتب من الغافلين، ولا شك أن قراءة القرآن في كل وقت لها مزايا وفضائل، وأعلاها أن يكون في الصلاة لاسيما في الليل قال تعالى: {إن ناشئة الليل هي أشد وطأ وأقوم قيلاً} [73: 6] ومن ثم أورد محي السنة الحديث في باب صلاة الليل، قاله الطيبي. وحاصله أن الحديث مطلق غير مقيد لا بصلاة ولا بليل، فينبغي أن يحمل على أدنى مراتبه، ويدل عليه قوله لم يكتب من الغافلين، وإنما ذكره البغوي في محل الأكمل. وقال ابن حجر: أي يقرأها في ركعتين أو أكثر، وظاهر السياق أن المراد غير الفاتحة- انتهى. قلت: تفسير قام يصلي أي بالقراءة في الصلاة بالليل في هذا المقام هو الظاهر بل هو المتعين، لما روى ابن خزيمة في صحيحه والحاكم (ج1 ص309) عن أبي هريرة مرفوعاً بلفظ: من صلى في ليلة بمائة آية لم يكتب من الغافلين، ومن صلى في ليلة بمائتى آية فإنه يكتب من القانتين المخلصين. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وأخرجه أيضاً البزار، لكن في سنده يوسف بن خالد السمتي، وهو ضعيف، قاله الهيثمي في مجمع الزوائد (ج2 ص267) . (لم يكتب من الغافلين) أي لم يثبت اسمه في صحيفة الغافلين. وقيل: أي خرج من زمرة الغفلة من العامة ودخل في زمرة {رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله} . (ومن قام بمائة آية كتب من القانتين) القنوت يرد بمعنان: كالطاعة والقيام والخشوع والعبادة والسكوت والصلاة، فيصرف في كل واحد من هذه المعاني إلى ما يحتمله لفظ الحديث الوارد فيه، والمراد هنا القيام أو الطاعة أي كتب عند الله من الثابتين على طاعته أو من القائمين بالليل. وقال الطيبي: أي من الذين قاموا بأمر الله ولزموا طاعته وخضعوا له. (ومن قام بألف آية) قال المنذري من الملك إلى آخر القرآن ألف آية. (كتب من المقنطرين) بكسر الطاء أي من المكثرين من الأجر والثواب، مأخوذ من القنطار، وهو المال الكثير. (مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (4/ 187))

([132]) 
رَوَاهُ أبو داود وَصَحَّحَهُ الألْبَانِيُّ في صَحِيحِ الجَامِعِ (2189-6439)

([133])
جمع عظيمة وهو ما يتضحُ من وصفها :" يُرَى ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا، وَبَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا"،

([134]) (
ان فِي الْجنَّة غرفا يرى) بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول أَي يرى أهل الْجنَّة (ظَاهرهَا من بَاطِنهَا وباطنها من ظَاهرهَا) لكَونهَا شفافة لَا تحجب مَا وَرَاءَهَا قَالُوا لمن يَا رَسُول الله قَالَ (أعدهَا الله تَعَالَى) أَي هيأها (لمن أطْعم الطَّعَام) فِي الدُّنْيَا للعيال والفقراء والاضياف وَنَحْو ذَلِك (وألان الْكَلَام) أَي تملق للنَّاس وداراهم واستعطفهم (وتابع الصّيام) أَي واصله كَمَا فِي رِوَايَة (وَصلى بِاللَّيْلِ) تهجد فِيهِ (وَالنَّاس نيام) هَذَا أثْنَاء على الْمَذْكُورَات وَبَيَان مزِيد فَضلهَا عِنْد الله تَعَالَى (التيسير بشرح الجامع الصغير (1/ 325))

 (
أعدها الله) أي هيأها. (لمن ألان) أي أطاب كما في رواية. (الكلام) أي بمداراة الناس، واستعطافهم. قال الطيبي: جعل جزاء من تلطف في الكلام الغرفة، كما في قوله تعالى: {أولئك يجزون الغرفة} [25: 75] بعد قوله: {وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً، وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً} [25: 63] . وفيه تلويح على أن لين الكلام من صفات عباد الله الصالحين الذين خضعوا لبارئهم، وعاملوا الخلق بالرفق في القول والفعل، وكذا جعلت جزاء من أطعم، كما في قوله: {والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا} [25: 67] ، وكذا جعلت جزاء من صلى بالليل، كما في قوله: {والذين يبيتون لربهم سجداً وقياماً} [25: 64] . ولم يذكر في التنزيل الصيام استغناء بقوله بما صبروا؛ لأن الصيام صبر كله. (وأطعم الطعام) للعيال والفقراء والأضياف ونحو ذلك، قاله المناوي. وقيل: يكفي في إطعام الطعام أهله ومن يمونه، وهذا إذا قصد الاحتساب. وقيل: المراد بالطعام الزائد على ما يحتاجه لنفسه وعياله. (وتابع الصيام) أي أكثر منه بعد الفريضة بحيث تابع بعضها بعضاً، ولا يقطعها رأساً، قاله ابن الملك. وقيل: يكفي في متابعة الصوم مثل حال أبي هريرة وابن عمر وغيرهما من صوم ثلاثة أيام من كل شهر أوله، ومثلها من أوسطه وآخره، والاثنين، والخميس، ويوم عرفة وعاشوراء وعشر ذي الحجة. وفي رواية: أدام الصيام. والمراد به الكثرة، لا المواصلة، ولا صوم الدهر. (وصلى بالليل) أي تهجد لله تعالى. (والناس) أي غالبهم. (نيام) بكسر النون. جمع نائم أي لا يتهجدون. وإن لم يكونوا نائمين. والأوصاف الثلاثة أي لين الكلام، وإطعام الطعام، والصلاة بالليل إشارة إلى استجماع صفة الجود والتواضع والعبادة المتعدية واللازمة. (مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (4/ 231))

([135]) 
رَوَاهُ الطبراني وحَسَّنَهُ الألْبَانِيُّ في صَحِيح الْجَامِع: 2123 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 617،

([136])
فعائشة ـ رضي الله عنها ـ من أعلم الناس بحال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يصنعه في السر؛ أي في بيته، وكذلك نساؤه ـ رضي الله عنهن ـ هن أعلم الناس بما يصنعه في بيته. ولهذا كان كبار الصحابة يأتون إلى نساء النبي صلى الله عليه وسلم يسألونهن عما كان يصنع في بيته، فكان صلى الله عليه وسلم يقوم من الليل يعني في الصلاة تهجداً. وقد قال الله تعالى في سورة المزمل: (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ) (المزمل: 20) .فكان يقوم ـ عليه الصلاة والسلام ـ أحياناً أكثر الليل، وأحياناً نصف الليل، وأحياناً ثلث الليل؛ لأنه ـ عليه الصلاة والسلام ـ يعطي نفسه حقها من الراحة مع القيام التام بعبادة ربه ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ، فكان يقوم أدنى من ثلثي الليل ـ يعني فوق النصف، ودون الثلثين -ونصفه وثلثه؛ حسب نشاطه ـ عليه الصلاة والسلام ـ؛ وكان يقوم حتى تتورم قدماه وتتفطر من طول القيام؛ أي يتحجر الدم فيها وتنشق.

وقد قام معه شباب من الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ ولكنهم تعبوا فابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ يقول: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فقام طويلاً حتى هممت بأمر سوء، قالوا: بما هممت يا أبا عبد الرحمن؟

عليه وسلم البقرة والنساء وآل عمران، الجميع خمسة أجزاء وربع تقريباً، ويقول حذيفة: كلما أتت آية رحمة سأل، وكلما أتت آية تسبيح سبح، وكلما أتت آية وعيد تعوذ، وهو معروف ـ عليه الصلاة والسلام ـ أنه يرتل القراءة.

خمسة أجزاء وربع، مع السؤال عند آيات الرحمة، والتعوذ عند آيات الوعيد، والتسبيح عن آيات التسبيح؛ فماذا يكون القيام؟ يكون طويلاً، وهكذا كان النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ يقرأ في الليل.

وإذا أطال القراءة أطال الركوع والسجود أيضاً، فكان يطيل القراءة والركوع والسجود.

فإذا كان يقوم ـ عليه الصلاة والسلام ـ مثلاً في ليلة من ليالي الشتاء وهي اثنتا عشرة ساعة، يقوم أدنى من ثلثي الليل؛ فلنقل إنه صلى الله عليه وسلم يقوم سبع ساعات تقريباً وهو يصلي ـ عليه الصلاة والسلام ـ في الليل الطويل. تصور ماذا يكون حاله ـ عليه الصلاة والسلام؟ ومع هذا فقد صبر نفسه، وجاهد نفسه، وقال: (أفلا أحب أن أكون عبداً شكوراً) (شرح رياض الصالحين لابن عثيمين (2/ 69-70))

([137])
وهو استفهام على طريق الإشفاق قيل وهو أولى من جعله للإنكار بلا شقاق أي إذا أكرمني مولاي بغفرانه أفلا أكون شكورا لإحسانه أو أنه عطف على محذوف أي أترك صلاتي لأجل تلك المغفرة فلا أكون عبدا شكورا وكيف لا أشكره وقد أنعم علي وخصني بخير الدارين فإن الشكور من أبنية المبالغة تستدعي نعمة خطيرة وذكر العبد أدعى إلى الشكر لأنه إذا لاحظ كونه عبدا أنعم عليه مالكه بمثل هذه النعمة ظهر وجوب الشكر كمال الظهور (فيض القدير (5/ 239))

([138]) 
رَوَاهُ البُخَارِي(1078) ومُسْلِمٌ (2820)

([139])
قال المهلب: كان داود - عليه السلام - يجم نفسه بنوم أول الليل , ثم يقوم في الوقت الذي ينادي الله فيه: هل من سائل فأعطيه سؤله، ثم يستدرك بالنوم ما يستريح به من نصب القيام في بقية الليل، وهذا هو النوم عند السحر كما ترجم به المصنف وإنما صارت هذه الطريقة أحب , من أجل الأخذ بالرفق للنفس التي يخشى منها السآمة، وقد قال - صلى الله عليه وسلم - " إن الله لا يمل حتى تملوا " , والله أحب أن يديم فضله ويوالي إحسانه، وإنما كان ذلك أرفق , لأن النوم بعد القيام يريح البدن , ويذهب ضرر السهر , وذبول الجسم , بخلاف السهر إلى الصباح , وفيه من المصلحة أيضا: استقبال صلاة الصبح وأذكار النهار بنشاط وإقبال، وأنه أقرب إلى عدم الرياء , لأن من نام السدس الأخير أصبح ظاهر اللون سليم القوى , فهو أقرب إلى أن يخفي عمله الماضي على من يراه , وقول عائشة - رضي الله عنها -: " ما ألفاه السحر عندي إلا نائما "، أراد البخاري بذلك بيان المراد بقوله: " وينام سدسه " , أي: السدس الأخير، وكأنه قال: يوافق ذلك حديث عائشة , أي: لم يجئ السحر والنبي - صلى الله عليه وسلم - عندي إلا وجده نائما. (فتح الباري) (ج 10 / ص 217)

([140])
رَوَاهُ البُخَارِي(3238) ومُسْلِمٌ (1159)

([141]) 
رَوَاهُ الطبراني في الأوسط وإسناده حسن وحَسَّنَهُ الألْبَانِيُّ في صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب (629)

([142])
والمعنى: أنه طالما أنك أديت الصلوات الخمس كما أمر الله فهذا أهم شيء وما بعد ذلك كلها نوافل، فإذا حافظت على الصلوات الخمس حيث ينادى بهن في بيت الله سبحانه وتعالى، وأديتها بشروطها، وأركانها، وهيئاتها، وسننها، فإنها تكون صحيحة ومقبولة عند الله ما لم تصب بمقتلة، يعني: ما لم تقع في كبيرة من الكبائر، كالسرقة، والزنا، والشرك بالله عز وجل وغير ذلك من الكبائر. فالإنسان المؤمن إذا عرف فضيلة الصلاة وفضلها عند الله عز وجل حافظ عليها كما أمره الله: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى} [البقرة:238]. نسأل الله عز وجل أن يعيننا على المحافظة على الصلوات وعلى ذكره وشكره وحسن عبادته. (شرح الترغيب والترهيب للمنذرى - حطيبة (5/ 3)

([143]) 
رَوَاهُ الطبراني في الكبير موقوفا بإسناد لا بأس به ورفعه جماعة وقال الألْبَانِيُّ في صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب (633) : صحيح لغيره موقوف

([144]) 
رَوَاهُ الطبراني في الكبير وقال الألْبَانِيُّ في صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب (634) : حسن لغيره

([145])
الحسد قال العلماء إن معناه هنا هو الغبطة يعني لا شيء فيه غبطة إلا هاتين الاثنتين وذلك لأن الناس يغبط بعضهم بعضا في أمور الدنيا وفي أمور الآخرة فتجد مثلا بعض الناس يغبط هذا الرجل حين أعطاه الله المال والأولاد والأهل والقصور والسيارات وما أشبه ذلك يقول هذا هو الحظ هذا هو المغتبط وما أشبه ذلك يحسد يغبط بعض الناس على ما آتاه الله من الصحة وسلامة البنيان وغير ذلك يغبطه على أنه له شرف وجاه في قومه إن قال سمع وإن عمل اتبع فيقول هذا هو الحظ لكن النبي صلى الله عليه وسلم بين أن الذي يغبط من حصل على هذين الاثنين الأولى آتاه الله تعالى الحكمة القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار آتاه الله القرآن حفظه وفهمه وعمل به آناء الليل والنهار يقوم به يفكر ماذا قال الله عز وجل عن الصلاة فيقول أقيموا الصلاة فيقيمها ماذا قال عن الزكاة فيقول {وءاتوا الزكاة} فيؤتيها ماذا قال عن الوالدين قال الله تعالى {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا} وماذا قال عن صلة الأرحام {والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل} فيصل رحمه ماذا قال عن الجيران قال تعالى {والجار ذي القربى والجار الجنب} إلى آخره فتجده يقوم بالقرآن آناء الليل والنهار هذه هي الغبطة وهي الغنيمة وهي الحظ والثاني رجل آتاه الله المال يعني صار غنيا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار يعني في سبيل الله فيما يرضي الله عز وجل أي شيء يرضي الله ينفق ماله فيه بناء المساجد الصدقات على الفقراء إعانة المجاهدين إعانة الملهوفين وغير ذلك المهم لا يجد شيئا يقرب إلى الله إلا بذل ماله فيه (شرح رياض الصالحين لابن عثيمين (4/ 648-649))

([146]) 
متفق عليه، رَوَاهُ البُخَارِىُّ (7091) باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به أناء الليل وآناء النهار..، واللفظ له، ومُسْلِمٌ (815) باب فضل من يقوم بالقرآن ويعلمه وفضل من تعلم حكمة من فقه أو غيره فعمل بها وعلمها.

([147]) 
رَوَاهُ الطبراني في الكبير والأوسط وحَسَّنَهُ الألْبَانِيُّ في صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب (638)

([148])  (
كفتاه) بالتخفيف أي اغتناه عن قيام تلك الليلة بالقرآن وأجزأتا عنه من ذلك. وقيل: أجزأتا عنه عن قراءة القرآن مطلقاً، سواء كان داخل الصلاة أم خارجها. وقيل: معناه كفتاه كل سوء ووقتاه من كل مكروه. وقيل كفتاه شر الشياطين. وقيل: دفعتا عنه شر الثقلين الإنس والجن أو شر آفات تلك الليلة. وقيل معناه كفتاه ما حصل له بسببهما من الثواب عن طلب ثواب شي آخر (مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (7/ 198))

عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه في الحديث المتفق عليه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه)، والآيتان هما: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ} [البقرة:285]، إلى آخر السورة.

فهاتان الآيتان يقول النبي صلى الله عليه وسلم عنهما: (من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه)، وأطلق قوله: (كفتاه) ولم يقيدها؛ لتبقى محمولة على العموم، فتكفيانه من الشرور، ومن قيام هذه الليلة، فكأنه إذا قرأ بهما فهما من أعظم ما يقرأ به في قيام الليل، فتكفيانه، فليحرص المؤمن على أن يقرأ ذلك قبل أن ينام، سواء في الصلاة، أو وهو على فراشه، ففيهما الإيمان، وأصول الاعتقاد، والدعاء: {رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [البقرة:286]، فقد جمعتا خيري الدنيا والآخرة من العقيدة الإسلامية، ومن الدعاء بخير الدنيا والآخرة، فينبغي على المسلم أن يقرأها في كل ليلة. (شرح رياض الصالحين - حطيبة (94/ 17))

([149]) 
رَوَاهُ البُخَارِىُّ ومُسْلِمٌ وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة وهو في صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب برقم (1586)

([150]) 
رَوَاهُ أحمد (6941) ، وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ فِي  صحيح الجامع (1772) .

([151])
رَوَاهُ أحمد (23902) وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ فِي  الإرواء: 423 , الصحيحة: 108 ,

وقال الألباني: يدل ظاهر الأمر في قوله - صلى الله عليه وسلم -: " فصلوها " على وجوب صلاة الوتر، وبذلك قال الحنفية خلافا للجماهير , ولولا أنه ثبت بالأدلة القاطعة حصر الصلوات المفروضات في كل يوم وليلة بخمس صلوات , لكان قول الحنفية أقرب إلى الصواب، ولذلك فلا بد من القول بأن الأمر هنا ليس للوجوب، بل لتأكيد الاستحباب , وكم من أوامر كريمة صرفت من الوجوب بأدنى من تلك الأدلة القاطعة.

وقد انفك الأحناف عنها بقولهم: إنهم لا يقولون بأن الوتر واجب كوجوب الصلوات الخمس، بل هو واسطة بينها وبين السنن، أضعف من هذه ثبوتا، وأقوى من تلك تأكيدا!.

فليعلم أن قول الحنفية هذا قائم على اصطلاح لهم خاص حادث، لا تعرفه الصحابة ولا السلف الصالح، وهو تفريقهم بين الفرض والواجب ثبوتا وجزاء , كما هو مفصل في كتبهم , وإن قولهم بهذا معناه التسليم بأن تارك الوتر معذب يوم القيامة عذابا دون عذاب تارك الفرض كما هو مذهبهم في اجتهادهم، وحينئذ يقال لهم: وكيف يصح ذلك مع قوله - صلى الله عليه وسلم - لمن عزم على أن لا يصلي غير الصلوات الخمس: " أفلح الرجل "؟! وكيف يلتقي الفلاح مع العذاب؟! , فلا شك أن قوله - صلى الله عليه وسلم - هذا وحده كاف لبيان أن صلاة الوتر ليست بواجبة , ولهذا اتفق جماهير العلماء على سنيتها وعدم وجوبها، وهو الحق.

نقول هذا مع التذكير والنصح بالاهتمام بالوتر وعدم التهاون عنه , لهذا الحديث وغيره. والله أعلم. أ. هـ

([152]) 
رَوَاهُ أبو داود والترمذي واللفظ له والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه وقال الترمذي حديث حسن وقال الألباني في صَحِيح التَّرْغِيبِ (592): صحيح لغيره

([153]) 
رَوَاهُ أبو داود (1422) باب كم الوتر، النسائي (1710) باب ذكر الاختلاف على الزهري في حديث أَبِي أيوب في الوتر، الحاكم (1128) تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"،  وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ فِي صحيح الجامع: 7147 , المشكاة: 1265

([154])
أى مَنْ يًصَلُّونَ الوتْرَ

([155])
جمع حَازِم

([156])
رَوَاهُ أحمد (1461) ، وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ فِي صحيح الجامع (5493) ، الصحيحة (2208)

([157]) 
رَوَاهُ ابن حبان (2448) وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ فِي صفة الصلاة ص 122

([158])
قوله: (من خاف أن لا يقوم من آخر الليل) قال ابن الملك: "من" فيه للتبعيض أو بمعنى في. وفي رواية: من خشي منكم أن لا يستيقظ من آخر الليل. (فليوتر أوله) أن ليصل الوتر في أول الليل. (ومن طمع أن يقوم آخره) بالنصب على نزع الخافض، أي في آخره بأن يثق بالانتباه. وفي رواية: ومن وثق بقيام من آخر الليل. (فان صلاة آخر الليل مشهودة) أي محضورة تحضره ملائكة الرحمة. وقال الطيبي: أي يشهدها ملائكة الليل والنهار. (وذلك) أي الإيتار في آخر الليل. (أفضل) فثوابه أكمل. وفي رواية: فإن قراءة القرآن في آخر الليل محضورة وهي. (أي قراءة القرآن في آخر الليل) أفضل. وفي الحديث دلالة على أن تأخير الوتر أفضل، ولكن إن خاف أن لا يقوم قدمه لئلا يفوته فعلاً، وقد ذهب جماعة من السلف إلى هذا وإلى هذا وفعل كل بالحالين، ويحمل الأحاديث المطلقة التي فيها الوصية بالوتر قبل النوم والأمر به على من خاف النوم عنه. قال النووي: فيه دليل صريح على أن تأخير الوتر إلى آخر الليل أفضل لمن وثق بالاستيقاظ آخر الليل، وأن من لا يثق بذلك فالتقديم له أفضل، وهذا هو الصواب، ويحمل باقي الأحاديث المطلقة على هذا التفصيل الصحيح الصريح-انتهى. وقد استدل بهذا الحديث على وجوب الوتر. قال القاري: أمره بالإتيان عند خوف الفوت يدل على وجوبه-انتهى. وأجيب بأنه يحتمل أن يكون أمره بالإتيان عند خوف الفوت لمزيد تأكده لا لوجوبه، وإذا جاء الاحتمال بطل الاستدلال. (مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (4/ 268))

([159]) 
رَوَاهُ مُسْلِمٌ والترمذي وابن ماجه وغيرهم وهو في صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب برقم (593)

([160])
قوله: (يرغب) أي الناس، وهو بضم الياء وفتح الراء وكسر الغين المعجمة المشددة من الترغيب. (في قيام رمضان) أي يحضهم على قيام لياليه، مصلياً أي صلاة التراويح، كما قاله النووي. (من غير أن يأمرهم فيه بعزيمة) أي بعزم وقطع وبت، يعني بفريضة، وفيه التصريح بعدم وجوب القيام. قال النووي: معناه لا يأمرهم أمر إيجاب وتحتيم بل أمر ندب وترغيب، ثم فسره بقوله فيقول الخ. وهذه الصيغة تقتضي الندب والترغيب دون الإيجاب، واجتمعت الأمة على أن قيام رمضان ليس بواجب بل هو مندوب. (من قام رمضان) أي قام لياليه مصلياً يعني صلى التراويح، وقيل: المراد ما يحصل به مطلق القيام. (إيماناً أي تصديقاً بوعد الله عليه بالثواب. (واحتساباً) أي طلبه للأجر والثواب من غير رياء وسمعة،

فنصبهما على المفعول له. وقيل: على الحال مصدران بمعنى الوصف أي مؤمناً بالله ومصدقا بأن هذا القيام حق وتقرب إليه معتقداً فضيلته ومحتسياً بما فعله عند الله أجراً، مريداً به وجه الله، لا يقصد رؤية الناس ولا غير ذلك مما يخالف الإخلاص. وقيل: منصوبان على التمييز، يقال: فلان يحتسب الإخبار أي يتطلبها، ويقال: احتسب بالشيء أي اعتد به. (غفر له ما تقدم من ذنبه) أي من الصغائر من حقوق الله. وقال الحافظ: ظاهره يتناول الصغائر والكبائر، وبه جزم ابن المنذر. وقال النووي: المعروف عند الفقهاء أنه يختص بالصغائر، وبه جزم إمام الحرمين، وعزاه عياض لأهل السنة. قال بعضهم: ويجوز أن يخفف من الكبائر إذا لم يصادف صغيرة- انتهى (مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (4/ 314-315)

([161]) 
رَوَاهُ البُخَارِىُّ ومُسْلِمٌ وأبو داود والترمذي والنسائي وهو في صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب برقم (993)

([162]) 
رَوَاهُ أبو داود وصححه الألباني في صحيح أبي داود (1245)

([163])
قولها: "إذا دخل العَشْر"؛ أي: العَشْر الأواخر من رمضان.

قولها: "شدَّ مِئْزَرَه"، (شد الإزار): عبارة عن الجد والمبالغة في الأمر، وهو عبارة أيضًا عن ترك المجامعة.

قولها: "وأَيقظَ أهلَه"؛ أي: أَيقظَ أهلَه للعبادة وطلب ليلة القَدْر في العَشْر الأواخر. (المفاتيح في شرح المصابيح (3/ 55))

([164])
متفق عليه، رَوَاهُ البُخَارِىُّ (1920) باب العمل في العشر الأواخر من رمضان، ومُسْلِمٌ (1174) باب الاجتهاد في العشر الأواخر من شهر رمضان، واللفظ له.

أحيا الليل: أي: استغرقه بالسهر في الصلاة وغيرها.

وأيقظ أهله: لصلاة الليل.

وجد وشد المئزر: أي: جد في العبادة زيادة على العادة، وشد المئزر: كناية عن اعتزال النساء.

([165])
قال العلامة ابن عثيمين:

 "
هذه الليلة خُصَّت بفضلها هذه الأمة، فكانت لها، ويذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم عُرضت عليه أعمار أمته فتقاصرها، فأعطي ليلة القدر وجعلت هذه الليلة خيرا من ألف شهر، فإذا كان الإنسان له عشرون سنة، صار له عشرون ألف سنة في ليلة القدر، وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى على هذه الأمة.

والله تعالى خص هذه الأمة وخص نبيها صلى الله عليه وسلم بخصائص لم تكن لمن سبقهم، فالحمد لله رب العالمين."  (شرح رياض الصالحين (5/222))

([166])
متفق عليه، رَوَاهُ البُخَارِىُّ (1802) باب من صام رمضان إيمانا واحتسابا ونية، مُسْلِمٌ (760) باب الترغيب في قيام رمضان وهو التراويح، واللفظ له.

([167])
أى فِيمَا بَيْنَ صَلاَةِ الْفَجْرِ وَصَلاَةَ الظُّهْرِ

([168])
قال ابن بطال:

 "
وقد جاء عن الرسول فيمن كان يعمل شيئًا من الطاعة ثم حبسه عنه مرض أو غيره أنه يكتب له ما كان يعمل وهو صحيح، وكذلك من نام عن حزبه نومًا غالبًا كتب له أجر حزبه، وكان نومه صدقة عليه، وهذا معنى قوله تعالى: (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون (أى غير مقطوع بزمانة أو كبر أو ضعف، ففى هذا أن الإنسان يبلغ بنيته أجر العامل إذا كان لا يستطيع العمل الذى ينويه" شرح صحيح البخاري(5/45)

([169]) 
رَوَاهُ مُسْلِمٌ (747) باب جامع صلاة الليل ومن نام عنه أو مرض، واللفظ له، ابن حبان (2634) تعليق الألباني "صحيح"، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم".

([170])
قال العلامة ابن عثيمين:

"
فإذا كان الإنسان لديه عادة يصليها في الليل؛ ولكنه نام عنها، أو عن شيء منها فقضاه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر؛ فكأنما صلاه في ليلته، ولكن إذا كان يوتر في الليل؛ فإنه إذا قضاه في النهر لا يوتر، ولكنه يشفع الوتر، أي يزيده ركعة، فإذا كان من عادته أن يوتر بثلاث ركعات فليقض أربعة، وإذا كان من عادته أن يوتر بخمس فليقض ستاً، وإذا كان من عادته أن يوتر بسبع فليقض ثماني وهكذا" ) شرح رياض الصالحين ( 2/243)(

وقال الألباني: وهذا التوقيت للوتر كالتوقيت للصلوات الخمس، إنما هو لغير النائم , وكذا الناسي، فإنه يصلي الوتر إذا لم يستيقظ له في الوقت، يصليه متى استيقظ ولو بعد الفجر، وعليه يحمل قوله - صلى الله عليه وسلم - للرجل في هذا الحديث: " فأوتر " بعد أن قال له: " إنما الوتر بالليل " وفي ذلك حديث صريح , فانظره في " المشكاة " (1268) و" الإرواء " (422).

([171])
رَوَاهُ النسائي (1787) باب من أتى فراشه وهو ينوي القيام فنام، ابن ماجه (1344) باب ما جاء فيمن نام عن حزبه من الليل، وقال الألباني في صَحِيح التَّرْغِيبِ (21): حسن صحيح

([172]) 
رواهُ مُسلم (385)

([173])
رواهُ مُسلم (386)

([174])
رواهُ البُخاري (614)

([175])(
صحيح: صحيح الترغيب: 265)

([176])  (
صحيح: صحيح الترغيب: 209)

([177]) (
حسن صحيح: صحيح الترغيب:215)

([178])  [
الفاتحة: 7]

([179])  (
رواه البخاري:782)‌

([180])  (
رواه البخاري:796)‌

([181])
وهي أيام الاعتكاف

([182])
‏ (‏حسن‏: صحيح الجامع"6556")

([183])
رواهُ مُسلم (597)

([184])(
صحيح: صحيح الترغيب:1594)

([185])  (
صحيح: الصحيحة: 972)

([186])
أى بهذا الذكر: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ

([187])
وهي أيام الاعتكاف

([188])  (
حسن لغيره: صحيح الترغيب:475)

([189])  (
صحيح: الصحيحة"3403")

([190])
رواهُ مُسلم (657)

([191]) (
صحيح:صحيح الجامع"1119")

([192])  (
رواه مسلم:2726)

([193])
أى بهذا الذكر: رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا

([194])  (
صحيح: الصحيحة:2686 )

([195]) 
رواهُ مُسلم (656)

([196])
وهي أيام الاعتكاف

([197])
رواهُ مُسلم (728)

([198])
وهي أيام الاعتكاف

([199]) (
حسن:الصحيحة : 2349)

([200]) 
‏(‏صحيح‏:صحيح الجامع‏: 6364)

([201])  (
حسن: المشكاة: 1170)

([202])  (
متقق عليه)

([203]) (
متقق عليه)

([204])  (
صحيح:صحيح الجامع"1615")‌.‌

([205])
مَنْ قَامَ بِمِئَةِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْقَانِتِين، وَمَنْ قَامَ بِأَلْفِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْمُقَنْطَرِين

([206])  (
حسن: المشكاة:1201)

([207])  (
حسن: صحيح يالترغيب: 638)

([208])  (
صحيح:الصحيحة : 1892)

([209])  )
صحيح‌: صحيح الجامع"‌ 3838‌")

 

([210])  (
متفق عليه, وانظر المشكاة :2086)

([211])(
متفق عليه, وانظر المشكاة :701)

([212]) (
صحيح: صحيح الجامع:4113)‌  

([213])  (
مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ)

([214])  (
مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ)

([215])  (
حسن: صحيح الترغيب: 658)

([216])  (
صحيح: الصحيحة:2578 )

([217])  (
صحيح: صحيح الترغيب: 607)

([218]) (
صحيح: المشكاة:1213)

([219])  (
حسن لغيره: صحيح الترغيب: 2042)

 

([220])  (
صحيح: صحيح الجامع:6026 )

([221]) 
صحيح : صحيح الجامع (57)

([222]) 
رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وقال الألباني فيي صحيح الترغيب (1668): حسن لغيره

([223])
أخرجه الطبرانى كما فى مجمع الزوائد (10 / 120) ، قال الهيثمى "رواه الطبرانى بإسنادين وإسناد أحدهما جيد ورجاله وثقوا"، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6357) .

([224]) 
رَوَاهُ ابْنُ مَاجَه وصححه الألباني فى المشكاة (1366)

([225]) (
حسن: الصحيحة:2342 )

([226])  (
حسن: صحيح الترغيب:1425)

([227])  (
صحيح: صحيح الترغيب:1432)

([228])  (
رواه مسلم:803)

([229])  (
صحيح: صحيح الترغيب: 736)

([230]) 
صحيح لغيره: صحيح الترغيب:1473

([231]) 
صحيح: صحيح الجامع:6471

([232]) 
حسن: المشكاة:2153

([233]) 
صحيح: صحيح الجامع : 4873

([234]) 
حسن: صحيح الجامع: 292

([235]) 
صحيح: صحيح الجامع: 4405

([236])
وهي أيام الاعتكاف

([237])  (
حسن صحيح: صحيح الترغيب: 86)

 

([238])[
القصص:68]

 ( [239]) (
أخرجه مسلم من حديث عائشة - رضي الله عنها -)

 

(( [240]))(
زاد المعاد:1/42-65 ) باختصار

( [241]) 
سورة القدر .

(( [242]))
التفسير الواضح (3/ 886-887)

 ([243])
منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري (3/ 244)

 

(( [244]))
تفسير السعدي = تيسير الكريم الرحمن (ص: 931)

(( [245]))
الظلال (6/3945)

 ([246]) (
الدخان: 3)

 ([247])
تفسير السعدي = تيسير الكريم الرحمن (ص: 771)

(( [248]))
تفسير السعدي = تيسير الكريم الرحمن (ص: 931)

( [249])
الدخان (3)

( [250])
البقرة (185)

( [251])
تفسير ابن كثير (4/598)

(( [252]))(
ليس بينها ليلة القدر)

(( [253]))
تفسير السعدي = تيسير الكريم الرحمن (ص: 931)

 ([254])
أيسر التفاسير للجزائري (5/ 598)

  ([255])
تفسير الطبرى : جـ24 صـ534 طبعة مؤسسة الرسالة بيروت0

( [256]) 
رواه النسائي في الصيام (2079) ، وأحمد (6851) ، وصححه الألباني في صحيح الجامع (55) .

( [257]) 
رواه ابن ماجه في الصيام باب ما جاء في فضل رمضان (1634) وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2247) .

( [258])
رواه ابن جرير

 ([259])
مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (6/ 415)

 ([260])
متفق عليه، رَوَاهُ البُخَارِىُّ (1802) باب من صام رمضان إيمانا واحتسابا ونية، مُسْلِمٌ (760) باب الترغيب في قيام رمضان وهو التراويح، واللفظ له.

 ([261])(
مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (4/ 314-315)

  ([262])
شرح صحيح البخاري لابن بطال (1/59).

  ([263]) 
شرح صحيح مسلم للنووي (6/39). وانظر: إكمال المعلم للقاضي عياض (3/112).

 

 ([264]) (
شرح رياض الصالحين (5/222))

 ([265])
قولها: "إذا دخل العَشْر"؛ أي: العَشْر الأواخر من رمضان.

قولها: "شدَّ مِئْزَرَه"، (شد الإزار): عبارة عن الجد والمبالغة في الأمر، وهو عبارة أيضًا عن ترك المجامعة.

قولها: "وأَيقظَ أهلَه"؛ أي: أَيقظَ أهلَه للعبادة وطلب ليلة القَدْر في العَشْر الأواخر. (المفاتيح في شرح المصابيح (3/ 55))

 ([266])
متفق عليه، رَوَاهُ البُخَارِىُّ (1920) باب العمل في العشر الأواخر من رمضان، ومُسْلِمٌ (1174) باب الاجتهاد في العشر الأواخر من شهر رمضان، واللفظ له.

أحيا الليل: أي: استغرقه بالسهر في الصلاة وغيرها.

وأيقظ أهله: لصلاة الليل.

وجد وشد المئزر: أي: جد في العبادة زيادة على العادة، وشد المئزر: كناية عن اعتزال النساء.

 ([267])
رَوَاهُ أَحْمد وَابْن مَاجَه وَالتِّرْمِذِيّ وَصَححهُالأباني في المشكاة (2091)

 ([268])
مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (7/ 134)

 ([269])
فتح المنعم شرح صحيح مسلم (5/ 63)

 ([270])
شرح رياض الصالحين (5/ 223-224)

 

 ([271])
التفسير الواضح (3/ 887)

 ([272])
أيسر التفاسير للجزائري (5/ 598)

( [273]) 
رواه أحمد (10316) ، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5472) .

 ([274])
أيسر التفاسير للجزائري (5/ 598)

 ([275])
تفسير ابن كثير : جـ4 صـ650 0

 ([276])(
الدخان: 4)

 ([277])
تفسير السعدي = تيسير الكريم الرحمن (ص: 771)

 ([278])
أيسر التفاسير للجزائري (5/ 7)

 ([279]) 
رواه ابن جرير الطبري في تفسيره (22/10) وعبد الله بن أحمد في السنة (2/407) وانظر الدرّ المنثور (5/739)

 ([280])   
رواه الطبري في تفسيره (22/9)

 ([281])  
المصدر السابق

 ([282])   
تفسير القرطبي (16/126)

 ([283])   
تفسري ابن أبي حاتم (10/3287) وانظر الدر المنثور (5/738) ومعاني القرآن للنحاس (6/396-397)

 ([284])   
تفسير الطبري (22/9)

 ([285])   
تفسير الطبري (22/9)

 ([286])  
تفسير الطبري (22/9)

 ([287])  
تفسير الطبري (22/8)

 ([288])  
انظر: الدرّ المنثور (5/740)

 ([289])  
تفسير الطبري (22/10) وابن أبي حاتم (10/3287) والبغوي (7/228)

 ([290]) 
الدخان:3  

 ([291])  
تفسير الطبري (22/10-11)

 ([292])
سورة الدخان : الآية : 4 0

 ([293]) 
رواه الطبري في تفسيره (22/10) والبيهقي في شعب الإيمان (7/422-423).

 ([294]) . 
تفسير ابن كثير (4/138).

 ([295])
أخرجه أحمد فى مسنده - مسند الأنصار-  حديث عبادة بن الصامت - حديث:‏22173‏ وحسنه الألبانى فى صحيح الجامع حديث رقم 5472 0

 ([296])
فتح القدير : للإمام الشوكانى جـ5 صـ473 طبعة دار الفكر بيروت 0

   ([297])
تفسير ابن كثير : جـ4 صـ650 0

([298])
رَوَاهُ البُخَارِيّ وهو في المشكاة برقم (2083)

([299])
صحيح أبي داود (1253)

([300])
مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (4/ 1436)

([301])
مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (7/ 122)

 

([302])
رواه مسلم:133

([303])
أى هذه الرسالة

([304])
رواه الترمذى وصححه الألباني في صحيح الجامع : 6764

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

100-مقدمة وعرض لمسار النسخ بين التشريعين

3. نزلت أحكام الطلاق في ثلاث سور قرانية أساسية تُشرِّع قواعده علي المُدرَّج الزمني بين العام 1و2هـ {عامي تنزيل أحكام طلاق سورة البقرة} ح...