حمل المصحف وورد ومصورا

القرآن الكريم وورد word doc icon تحميل سورة العاديات مكتوبة pdf

Translate

الأربعاء، 22 مارس 2023

ج1وج2. المعرفة والتاريخ المؤلف : أبو يوسف يعقوب بن سفيان الفسوي (المتوفى : 347هـ)

ج1. المعرفة والتاريخ
المؤلف : أبو يوسف يعقوب بن سفيان الفسوي
(المتوفى : 347هـ)

بسم الله الرحمن الرحيم
أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان ببغداد قال: قريء علي أبي محمود عبد الله بن درستويه وأنا حاضر أسمع قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال:
سنة خمس وثلاثين ومائة
وفي هذه السنة قفل أبو مسلم من سمرقند وقدم مرو في جمادي الآخرة.
وفي هذه السنة وجه الوفود إلى أبي العباس، فلما كان في شوال عسكر بباب كشميهن، وأعطى الجند أرزاقهم على أن يغزو الطراز وما والاها، فخلعه زياد بن صالح الخزاعي، وكتب إلى سباع بن النعمان ومحمد بن زرعة يدعوهما إلى أن يخلعاه، فأبيا وأطلعا أبا مسلم على ذلك، فتوجه أبو مسلم من معسكره متوجهاً إلى زياد، فقتل زياداً في هذه السنة.
ومات يحيى بن محمد بن عبد الله بن عباس أخو أبي العباس عبد الله ابن محمد بفارس وهو أمير عليها.
وغزا الصائفة الحارث بن عبد الرحمن الحرشي.
وأقام الحج للناس سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس.
<4> وفيها عزل زياد بن عبيد الله الحارثي عن مكة وحدها، وولي العباس ابن عبد الله بن معبد بن العباس.
سنة ست وثلاثين ومائة
وفي سنة ست وثلاثين ومائة حج بالناس أبو جعفر المنصور، وعلى مكة العباس بن عبد الله بن معبد.
حدثنا سلمة قال أحمد عن إسحق بن عيسى عن أبي معشر: توفي أبو العباس لثلاث عشر خلت من ذي الحجة، وكانت خلافته أربع سنين وعشرة أشهر، واستخلف أبو جعفر عبد الله بن محمد.
حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدنا زيد بن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم أن جده زيد بن أسلم توفي سنة استخلف أبو جعفر في ذي الحجة العشر الأول سنة ست وثلاثين ومائة، وكانت خلافة أبي العباس خمس سنين.
وسمعت إبراهيم بن المنذر وابن بكير يقولان: مات ربيعة سنة ست وثلاثين ومائة.
وبويع لأبي جعفر عبد الله بن محمد بن علي بن عباس بمكة في المحرم يوم عاشوراء من سنة ست وثلاثين ومائة، ومن بعده لعيسى بن موسى بن محمد بن علي بن العباس، وولي البيعة والارسال إلى الوجوه كلها لأبي جعفر عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس.
وغزا عبد الله بن علي الصائفة.
وعلى مكة العباس بن عبد الله بن معبد.
حدثني عبد الرحمن بن عمرو أبو زرعة الدمشقي قال: أخبرنا سليمان بن عبد الحميد <5> قال: سمعت بشر بن مسلم قال: سمعت جدي مجاهد بن سليمان: أن أسد بن وداعة قتل سنة ست وثلاثين ومائة. قال: وسمعت عبد الرحمن بن إبراهيم يقول: كان أسد بن وداعة قاضي الجند بحمص.
حدثنا أبو صالح قال: حدثنا معاوية بن صالح الحضرمي الحمصي عن أسد بن وداعة وكان أسد قديماً مرضياً. قال: وسمعت سليمان بن سلمة الخبايري الحمصي يقول: أسد بن وداعة طائي نبهاني.
أبو العلاء قال: وقلت ليزيد بن عبد ربه حدثكم بقية عن ابن أبي مريم قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى والي حمص: الظر إلى القوم الذين نصبوا نفسهم للفقه، وحبسوها في المسجد عن طلب الدنيا فأعط كل رجل منهم مائة دينار يستعينون بها على ما هم عليه من بيت مال المسلمين حين يأتيك كتابي هذا فأن خير الخير أعجله، والسلام عليك.
سمعت عبد الرحمن بن إبراهيم قال: قتل يونس بن ميسرة ها هنا.
قال: وقتل عبد الأعلى بن مسهر يوم دخل عبد الله بن علي.
وفي سنة سبع وثلاثين ومائة
حدثنا سلمة قال: وقال أحمد بن حنبل عن سحق عن أبي معشر: فحج إسماعيل بن علي سنة سبع وثلاثين ومائة.
قال: وقال ابن بكير: توفي أبو الشحماء سهل بن حسان الكلبي سنة سبع وثلاثين ومائة.

وقد قال قوم: كان ولي العهد عبد الله بن علي بن عبد الله بن عباس بعد أبي جعفر، فقدم أبو جعفر أمير المؤمنين الحيرة، وقدم أبو مسلم على أبي جعفر بالحيرة، ودخل أبو جعفر الكوفة فصل بالناس وخطبهم وأعلمهم أنه سائر، ثم شخص حتى نزل الانبار، فأقام بها، وضم إليه أطرافه، وقد كان عيسى كتب إلى عبد الله بن علي بالبيعة لأبي جعفر، فورد عليه الكتاب وهو برأس الدروب متوجهاً إلى الروم في أهل خراسان وأهل الجزيرة والشام، <6> فرجع بالناس منصرفاً حتى نزل مدينة حران، فدعا جند خراسان فالحقهم في الثمانين، وجعل لهم الخواص، وبايع لنفسه، وشخص عن حران يريد العراق ثم وثب علي أهل خراسان فقتلهم . وسار أبو مسلم وعبد الله بن علي بباب الغادر من أرض نصيبين، فاقتتلوا قتالاً شديداً، فانهزم عبد الله بن علي ومعه عبد الصمد بن علي فلحقا برصافة هشام، وأخذ عبد الصمد بن علي فوجه به إلى أبي جعفر فأمنه وعفا عنه، وقدم عبد الله بن علي البصرة على سليمان بن علي فأكرمه وتوارى عنده. وبعث أبو جعفر بيقطبن بن موسى إلى أبي مسلم يأمره بإحصاء ما في عسكر عبد الله بن علي، فغضب أبو مسلم من ذلك وأجمع على الخلاف والكر، وشخص أبو جعفر إلى المدائن، وشخص أبو مسلم فأخذ على طريق خراسان يريدها مخالفاً لأبي جعفر.
وقتل أبو مسلم يوم الأربعاء لسبع ليال خلون من شعبان في هذه السنة.
وعلى مكة العباس بن عبد الله بن معبد فمات عند انقضاء الحج، فضم إسماعيل عمله إلى زياد بن عبيد الله فأقره أبو جعفر.
وخرج في هذه السنة خارجي بنيسابور، وسار إلى الري فغلب عليها وعلى قومس، فوجه أبو جعفر جمهور بن مرار العجلي فقتله، وقتل زهاء خمسين ألف وسبى ذراريهم.
وفيها خرج حرملة الشيباني بناحية الجزيرة.
سنة ثمان وثلاثين ومائة
وفي سنة ثمان وثلاثين ومائة حج بالناس الفضل بن صالح بن علي.
حدثنا سلمة قال: وقال أحمد قال يحيى بن سعيد: مات يونس في ثمان أو تسع وثلاثين ومائة.
<7> وفيها خلع جمهور بن مرار العجلي، فتوجه إليه محمد بن الأشعث فقتله.
وفيها أغار طاغية الروم على ملطية فهدمها وعفا عمن كان فيها من المقاتلة والذرية.
وسار خزيمة بن خازم إلى حرملة الشيباني فقتله.
وعلى مكة والمدينة زياد بن عبيد الله الحارثي.
وهدم أبو جعفر في هذه السنة بعض مسجد الحرام وزاد فيه.
سنة تسع وثلاثين ومائة
وفي سنة تسع وثلاثين ومائة حج العباس بن محمد بالناس.
حدثنا حيوة قال: حدثنا بقية بن الوليد قال: مات إسماعيل بن أمية سنة تسع وثلاثين ومائة قبل أن يدخل مكة بيوم.
قال: وقال ابن بكير: مات خالد بن يزيد الجمحي سنة تسع وثلاثين ومائة، وكنيته أبو عبد الرحيم، وكان قد أقام عند عطاء سنة، فلزم الاسكندرية حتى مات.
قال ابن بكير: وكان الليث يقول: حدثني رجل رضى عن سعيد بن أبي هلال فطال عليه فضجر، فقال شعبة: كله من سعيد بن أبي هلال فشككت في شيء منها ثلاثة أو أربعة فجئت إلى خالد بن يزيد فسمعتها كلها منه.
حدثا سلمة قال أحمد: قال يحيى: قدمت مكة سنة أربع وأربعين ومائة وقد مات إسماعيل بن أمية وعبد الله بن عثمان، وقدم علينا حجاج بن أرطأة في تلك السنة، ورأيت الاوزاعي وثوراً سنة خمسين ومائة.
قال يحيى: وداؤد بن أبي هند سنة تسع وثلاثين ومائة - يعني مات.
وقال يزيد بن هارون: مات داؤد بن أبي هند سنة تسع وثلاثين، مر بنا هو وسعيد بن أبي عروبة قبل ذلك فسمعت منهما.
<8> حدثني عبد الرحمن بن عمرو قال: حدثني عمرو بن عبد العظيم بن عمرو بن مهاجر - وسألته عن تأريخ موت عمرو بن مهاجر - فقال: حدثني عمي محمد بن مهاجر: أن عمرو بن مهاجر مات سنة تسع وثلاثين ومائة.
أبو يوسف قال: وسألت عبد الرحمن بن إبراهيم عن عمرو بن مهاجر قال: سويد رآه وروى عنه.
حدثني أبو هاشم زياد بن أيوب قال: سمعت سعيد بن عامر يقول: توفي يونس بن عبيد سنة تسع وثلاثين ومائة.
حدثنا أحمد بن الخليل قال: ثنا موسى بن هلال العبدي قال: مات يونس بن عبيد سنة تسع وثلاثين ومائة.
سنة أربعين ومائة
وفي سنة أربعين ومائة حج بالناس أبو جعفر عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس.
حدثنا سلمة: قال أحمد: قال يزيد بن هارون: مات أبو العلاء القصاب سنة أربعين ومائة.

قال: وسمعت عبد الله بن أحمد بن ذكوان يذكر عن يزيد بن عبد ربه. قال: قال عمرو بن قيس: قال لي الحجاج: متى مولدك يا أبا ثور ؟ قلت: عام الجماعة سنة أربعين. قال: وهو مولدي.
قال: فتوفي الحجاج سنة خمس وتسعين، وتوفي عمرو بن قيس سنة أربعين ومائة.
قال: وسمعت أبا أيوب سليمان بن سلمة الخبايري الحمصي يقول: توفي عمرو بن قيس السكوني أبو ثور سنة أربعين ومائة، وصلى عليه جبريل بن يحيى البجلي.
حدثنا العباس بن الوليد بن صبح قال: حدثنا أبو مسهر قال: سمعت سعيد بن <9> عبد العزيز يقول: مات عروة بن رويم سنة أربعين ومائة، ومات بذي خشب، وحمل إلى المدينة فدفن بها.
قال: وقال علي: مات داود بن أبي هند سنة أربعين ومائة في طريق مكة.
وخرج أبو جعفر حاجاً، فأحرم من الحيرة، وأقام للناس الحج، وعلى المدينة ومكة زياد بن عبيد الله الحارثي، وصدر أبو جعفر مصدره عن الحج إلى المدينة، فتوجه منها إلى بيت المقدس، ووفد إليه الليث بن سعد.
وسمعت ابن بكير قال يقول: قال الليث قال لي أبو جعفر: تلي لي مصر ؟ قلت: لا يا أمير المؤمنين إني أضعف عن ذلك، إني رجل من الموالي.
فقال: ما بك ضعف معي، ولكن ضعف نيتك عن العمل في ذلك لي، أتريد قوة أقوى مني ومن عملي !! فأما إذ أبيت فدلني على رجل أقلده أمر مصر ؟ قلت: عثمان بن الحكم الجذامي، رجل صلاح وله عشيرة. قال: فبلغه ذلك، فعاهد الله عز وجل أن لا يكلم الليث بن سعد.
وكان أبو مسلم استخلفه حين شخص إلى العراق، فقتل بمرو ليلة الجمعة من شهر ربيع الأول سنة أربعين ومائة.
وولي عبد الرحمن بن سليمان بعد مقتل أبي داؤد.
حدثنا ابن فضيل عن يزيد قال: سمعت من سفيان سنة أربعين.
وفي سنة إحدى وأربعين ومائة
حج بالناس صالح بن علي بن عبد الله بن عباس.
قال ابن بكير: توفي عقيل بن خالد بمصر سنة إحدى أو اثنتين وأربعين ومائة.
<10> حدثنا أحمد ثنا يحيى بن سعيد: وعاصم الأحول في إحدى أو اثنتين وأربعين ومائة، وخالد في إحدى وأربعين ومائة.
حدثني محمد بن فضيل عن يزيد بن هارون قال: حدثنا سفيان عن خالد الحذاء، وخالد حي. قال يزيد: وسمعت من سفيان سنة أربعين ومائة.
حدثني أبو هاشم زياد بن أيوب قال: سمعت سعيد بن عامر قال: توفي أسماء بن عبيد سنة إحدى وأربعين ومائة.
وفي هذه السنة عزل زياد بن عبيد الله عن المدينة ومكة، واستعمل على المدينة محمد بن خالد بن عبد الله القسري، فقدمها في رجب، وولي مكة والطائف الهيثم بن معاوية.
سنة اثنتين وأربعين ومائة
وفي سنة اثنتين وأربعين ومائة حج بالناس إسماعيل بن علي بن عبد الله ابن عباس، وعلى مكة الهيثم بن معاوية.
حدثنا سلمة قال أحمد ثنا يحيى بن سعيد قال: مات حميد في سنة اثنين وأربعين ومائة أو في ثلاث في آخرها قبل التيمي بقليل.
ومات محمد بن أبي إسماعيل سنة اثنين وأربعين ومائة.
<11> واستعمل على خراسان أسد بن عبد الله أبو مالك الخزاعي، وعمال خراسان يومئذ من قبل المهدي، والمهدي ولي العهد، وهو مقيم بالري.
وفي هذه السنة نقض أهل طبرستان، وقتلوا من فيها من المسلمين، فتوجه إليهم خازم بن خزيمة وروح بن حاتم، ومعهم أبو الخصيب، فحاصروا طبرستان وطال مقامهم، فقال أبو الخصيب أجلدوا ظهري واحلقوا رأسي ولحيتي، ففعلوا به، ولحق باصبهبذ، فأمنه وأكرمه ووكله بحفظ الباب، ففتح للمسلمين الباب في بعض الليالي، فدخلوا المدينة فقتلوا من بها وسبوا الذرية، ومص الاصبهبذ خاتماً له فيه سم، فمات إلى النار.
وفيها توفي سليمان بن علي بالبصرة ليلة السبت لسبع بقين من جمادي الآخرة، وقد شارف الستين، وصلى عليه عبد الصمد بن علي.
وفيها صام أبو جعفر بالبصرة، وصلى بهم العيد.
وخرج محمد بن عبد الله بن حسن بالمدينة يوم الأربعاء لثلاث ليال بقين من جمادي الآخرة سنة خمس وأربعين ومائة، فأقام بها حتى قدم عليه عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس في جيش بعثه أبو جعفر من الكوفة، فقتل محمد بن عبد الله بن حسن يوم الاثنين للنصف من شهر رمضان سنة خمس وأربعين ومائة، وكان رياح بن عثمان ابن حيان على المدينة فحبسه، فلما قتل محمد بن عبد الله دخل أصحاب محمد على رياح السجن فقتلوه.

وخرج إبراهيم بن عبد الله بن حسن بالبصرة ليلة هلال شهر رمضان، وقتل لخمس ليال بقين من ذي القعدة سنة خمس وأربعين ومائة.
وعلى مكة عامئذ السري بن عبد الله بن الحارث بن عباس بن عبد المطلب.
وفيها كانت وقعة بين أهل المدينة وأهل خراسان يوم الجمعة لسبع ليال بقين من ذي الحجة، فانهزم أهل خراسان، وغلب إبراهيم بن عبد الله بن حسن على البصرة، وغلب على <12> بيت مالها وجميع ما فيها، فقسمه بين أصحابه لكل رجل مائتا درهم، ثم فرض للناس. فغلب على واسط وعلى الأهواز وكورها.
وفيها خرج يعقوب بن الفضل الهاشمي فغلب على فارس كلها، ودعا إلى إبراهيم، وتحصن إسماعيل بن علي، وكان والياً في مدينة دارا بجرد. وخرج بنو لبيد اليشكري، فغلبوا على كسكر، ودعوا لابراهيم.
ثم توجه إبراهيم إلى الكوفة، وأخذ على كسكر واستخلف على البصرة نميلة بن مرة السعدي، وقدم على أبي جعفر جنوده الذين كان وجههم إلى محمد بن عبد الله، فوجههم إلى إبراهيم، فالتقوا بقرية من قرى السواد يقال لها باخمرا، فاقتتلوا قتالاً شديداً، وانهزم عيسى بن موسى، ثم انهزم بعد ذلك أصحاب إبراهيم، وثبت إبراهيم في نحو من أربع مائة، فقتلوا جميعاً، وقتل مع إبراهيم بشر كثير.
وفيها خرجت الترك بالأبواب، فأصابوا من المسلمين.
وفيها تحول أبو جعفر إلى بغداد، فلما بلغه خروج محمد بن عبد الله رجع إلى الكوفة.
وفيها ولي عبد الله بن الربيع الحارثي بالمدينة.
وفي سنة ثلاث وأربعين ومائة
حج بالناس عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس.
حدثنا سلمة قال أحمد قال: حدثنا: يحيى بن سعيد سنة ثلاث وأربعين ومائة - يعني مات - ، والتيمي في ثلاث وأربعين ومائة.
حدثني أبو جعفر محمد بن منصور قال: حدثنا موسى بن هلال قال: مات كهمس سنة ثلاث وأربعين ومائة.
ووجه أبو جعفر في هذه السنة إلى البصرة فجعل على من كان يملك عشرة آلاف درهم فصاعداً أن يوجه رجلاً إلى قتال الديلم، وذلك أنهم نالوا من المسلمين.
<13> وعزل الهيثم بن معاوية عن مكة والطائف، وولي مكانه السري بن عبد الله بن الحارث بن العباس بن عبد المطلب.
وفي سنة أربع وأربعين ومائة
حج بالناس أبو جعفر المنصور.
قال أبو نعيم: مات عبد الله بن شبرمة وعمرو بن عبيد في سنة أربع وأربعين ومائة.
حدثني أحمد بن الخليل قال حدثنا موسى بن هلال العبدي قال: مات عمرو بن عبيد سنة أربع وأربعين ومائة في طريق مكة.
وفيها عزل محمد بن خالد بن عبد الله القسري عن المدينة، وولي مكانه رياح بن عثمان المري فأمر بأخذ محمد بن خالد وكاتبه وعماله واستخراج ما قبلهم من الأموال.
وحج بالناس أبو جعفر، وأخذ في طريقه عبد الله بن الحسن وأصحابه فيما كان اتهمهم به من أمر إبراهيم ومحمد ابني عبد الله، أخذهم من الربذة.
وفي سنة خمس وأربعين ومائة.
حج بالناس السري بن عبد الله بن الحارث بن عباس بن عبد المطلب.
قال أبو نعيم: مات هشام بن عروة وعبد الملك بن أبي سليمان في سنة خمس وأربعين ومائة.
حدثنا سلمة وقال أحمد حدثنا يحيى بن سعيد قال: مات هشام بن عروة بعد الهزيمة، هزيمة إبراهيم - كأنه في السنة التي بعدها - وكانت الهزيمة سنة خمس وأربعين ومائة.
ومات إسماعيل سنة خمس وأربعين ومائة، وأرى عبد الملك فيها مات.
وفيها قتل محمد وإبراهيم ابنا عبد الله بن حسن.
<14> وسمعت أبا أيوب سليمان بن سلمة الخبايري الحمصي يقول: قتل أسد بن وداعة سنة خمس وأربعين ومائة، طائي نبهاني.
أبو العلاء قال وسمعت عبد الرحمن بن إبراهيم قال: كان أسد بن وداعة قاضي الجند بحمص.
قال: وقتل يونس - يعني ابن ميسرة - ها هنا، وقتل عبد الأعلى بن مسهر يوم دخل عبد الله بن علي.
وحدثني عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي قال: أخبرني سليمان بن عبد الحميد قال: سمعت بشر بن مسلم قال: سمعت جدي مجاهد بن سليمان: أن أسد بن وداعة قتل سنة ست وثلاثين ومائة.
وسألت عبد الرحمن بن إبراهيم عن عمرو بن مهاجر قال: سويد قد رآه وروى عنه.
حدثني عبد الرحمن بن عمرو قال: وحدثني عمرو بن عبد العظيم بن عمرو بن مهاجر وسألته عن تاريخ موت عمرو بن مهاجر قال: حدثني عمر بن محمد بن مهاجر قال: مات عمرو بن مهاجر سنة تسع وثلاثين ومائة.

حدثني عبد الرحمن بن عمرو قال: سألت ابن يزيد بن أبي مريم عن موت أبيه فقال: بعد خمس وأربعين ومائة.
وفي سنة ست وأربعين ومائة
حج بالناس عبد الوهاب بن إبراهيم.
قال: وقال أبو نعيم: مات إسماعيل بن أبي خالد، وهشام بن حسان وعوف سنة ست وأربعين ومائة.
قال أحمد قال يحيى بن سعيد: عوف سنة ست وأربعين ومائة، واشعث قبله بقليل في سنة ست.
وفيها فراغ أبو جعفر من بناء مدينة السلام، ونزوله إياها، ونقل الخزائن وبيوت الأموال والدواوين إليها.
<15> وغزا الصائفة جعفر بن حنظلة البهراني.
وفيها ولي محمد بن سليمان البصرة، فطلب كل من كان مع إبراهيم فقتلهم، وهدم منازلهم، وعقر نخلهم.
وفيها عزل السري بن عبد الله عن مكة، واستعمل عبد الصمد بن علي. وفيها عزل عبد الله بن الربيع الحارثي عن المدينة، وولي جعفر بن سليمان، وحج بالناس عبد الوهاب بن إبراهيم بن محمد.
وتوفي السري بن عبد الله بمكة في المحرم سنة سبع وأربعين ومائة.
وسمعت ابن بكير يقول: مات يحيى بن سعيد في سنة ست وأربعين ومائة.
وفي سنة سبع وأربعين ومائة
حج بالناس أبو جعفر.
قال أحمد: قال يحيى بن سعيد: مات هشام بن حسان سنة سبع وأربعين ومائة.
وسمعت مكي بن إبراهيم قال: ضرب مالك بن أنس في سنة سبع وأربعين ومائة، ضربه سليمان بن جعفر بن سليمان بن علي، قال: ضرب سبعين سوطاً.
قال: وسمعت أبا أيوب سليمان بن سلمة الخبايري الحمصي قال: مات الزبيدي سنة سبع وأربعين ومائة.
قال: وسألت عبد الرحمن بن إبراهيم عن موت الوضين بن عطاء قال: سنة سبع وأربعين ومائة أو نحوه. قال: وسألته عن عثمان بن أبي عاتكة قال: كان معلم أهل دمشق وقاضي الجند، ومات سنة نيف وأربعين ومائة.
حدثني عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي قال: حدثني يزيد بن عبد ربه قال: مات الزبيدي سنة سبع وأربعين ومائة.
حدثني عبد الرحمن بن عمرو قال: حدثني محمد بن العلاء - شيخ من أهل المسجد - قال: رأيت عثمان بن أبي العاتكة يقص على الناس، مات وعلينا الفضل بن صالح، ولينا سنة تسع وأربعين ومائة، تسع سنين.
<16> وفيها خرج الترك وسبوا سبايا كثيرة من المسلمين وأهل الذمة، ودخلوا تفليس، وهزموا جبريل بن يحيى البجلي، وقتلوا حرب بن عبد الله.
وفيها مات عبد الله بن علي بمدينة السلام، وقد نيف على الخمسين.
وفيها عزل محمد بن سليمان عن البصرة، وولي عليها محمد بن أبي العباس.
وفيها توفي إسماعيل بن مسلم المكي، وصلى عليه محمد بن أبي العباس.
وحج بالناس أبو جعفر، وعلى مكة عبد الصمد بن علي، وعلى المدينة جعفر بن سليمان.
وبايع الناس المهدي، محمد بن عبد الله بن أبي جعفر أمير المؤمنين، وولي عهدهم من بعد أبيه أبي جعفر بمكة يوم الخميس لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول من سنة سبع وأربعين ومائة.
وفي سنة ثمان وأربعين ومائة
حج بالناس أبو جعفر عبد الله بن محمد بن علي.
حدثنا أبو يوسف قال أبو نعيم: مات الأعمش ومحمد بن عبد الرحمن ابن أبي ليلى وجعفر بن محمد وزكريا بن أبي زائدة سنة ثمان وأربعين ومائة.
حدثني حيوة بن شريح قال: قال ضمرة: مات السيباني سنة ثمان وأربعين ومائة.
قال: وقال ابن بكير: ولد عمرو بن الحارث بن يعقوب بن عبد الله الأنصاري - ويكنى أبا أمية - سنة اثنتين أو إحدى وتسعين، وتوفي سنة ثمان وأربعين ومائة.
قال أحمد: قال يحيى: مات الأعمش سنة ثمان وأربعين ومائة قال أحمد: قال يزيد بن هارون: زعموا أن العوام مات سنة ثمان وأربعين ومائة.
<17> ويقال: ولد الأعمش مقتل الحسين بن علي بن أبي طالب.
حدثنا ابن نمير قال: حدثنا يحيى قال: سمعت الأعمش يقول: ولدت قبل مقتل الحسين بن علي بيسير.
سمعت المكي بن إبراهيم قال: مات هشام بن حسان أول يوم من صفر سنة ثمان وأربعين ومائة. قال: وكان سعيد بن أبي عروبة حياً، ثم قدمت سنة خمسين ومائة وقد مات.
قال أبو يوسف: وبلغني عن عبد الله بن داؤد قال: مولد عمر بن عبد العزيز والأعمش وهشام بن عروة في سنة.
حدثنا أحمد بن الخليل قال: حدثنا أحمد بن سليمان قال: سمعت وكيعاً يقول: مات الأعمش سنة ثمان وأربعين ومائة. قال: وكتبنا عن سفيان بن عيينة قبل وفاة الأعمش بسنة، وكان يوم كتبنا عنه ابن أربعين.
وفي سنة تسع وأربعين ومائة

حج بالناس محمد بن إبراهيم.
قال: حدثني عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي قال: حدثنا محمد بن عثمان أبو الجماهر قال: رأيت الوضين بن عطاء، وكنت أمر عليه، مات سنة تسع وأربعين ومائة.
وفيها غزا العباس بن محمد الروم.
وفيها توجه المنصور إلى الحديثة من أرض الموصل.
وفيها استتم بناء سور خندق مدينة السلام وجميع أمورها.
<18> وعزل عبد الصمد بن علي عن مكة، واستعمل عليها محمد بن إبراهيم، فدخلها في شوال سنة تسع وأربعين ومائة، وعلى شرطته أبو عبد الصمد.
وأقام للناس الحج محمد بن إبراهيم.
وعلى المدينة جعفر بن سليمان.
وفي سنة خمسين ومائة
حج بالناس عبد الصمد بن علي.
قال أبو نعيم: مات أبو حنيفة في سنة خمسين ومائة، وولد سنة ثمانين، وكان له يوم مات سبعون سنة.
قال أحمد سمعت يحيى قال: ابن جريج سنة خمسين ومائة، وعثمان بن الأسود قبل ذلك، وحنظلة كان حياً في سنة إحدى وخمسين، وكان سيف بن أبي سليمان المكي سنة خمسين ومائة، وابن أبي نجيح قبل الطاعون.
حدثنا سلمة قال أحمد: وحدثنا عبد الرحمن قال: مات علي بن جريج في سنة ست وأربعين ومائة، ولم يقرأ ابن جريج على الناس.
قال: وقدمت أنا في سنة سبع وأربعين ومائة وسمعت للناس منه وكان يحدث بعشرين حديثاً بالعشي بالشفاعة، وسمعت أنا منه أيضاً المناسك سنة تسع وأربعين ومائة.
قال: ومات ابن جريج وابن عون سنة خمسين ومائة.
وخرج في هذه السنة أهل هراة وأهل باذغيس وغيرهم من أهل خراسان، وكانوا في نحو من ثلثمائة ألف مقاتل، فغلبوا على عامة خراسان، وغلبوا على مرو الروذ، وقتلوا فيها قتلاً ذريعاً، وقاتلهم عدة من القواد منهم: جبريل بن يحيى ومعاذ بن مسلم وحماد بن يحيى وأبو النجم السجستاني، فهزموا جميعاً، فوجه إليهم أبو جعفر خازم بن خزيمة، فقتلهم فأكثر فيهم القتل، وبلغ عدة من قتل منهم نحو سبعين ألفاً، ولجأ العلج إلى جبل فيمن <19> بقي من أصحابه، وقدم خازم بن خزيمة الأسرى فقتلهم، وحاصر العلج، وقدم أبو عون مدداً لخازم من قبل أبي جعفر، فقال له خازم: مكانك حتى نحتاج إليك، ونزل العلج على حكم أبي عون، فحكم باطلاق جميع من معه، وأن يوثق العلج وأهل بيته بالحديد، وكانوا ثلاثين ألفاً.
وفيها توفي جعفر بن أبي جعفر بمدينة السلام، وصلى عليه أبو جعفر ودفن في مقابر قريش.
وفيها عزل جعفر بن سليمان عن المدينة، وولي عليها الحسن بن زيد ابن الحسن بن الحسن.
وحج بالناس عبد الصمد بن علي.
وعلى مكة محمد بن إبراهيم، وأبو عبد الصمد على شرطته.
وفيها استعمل عبدة بن فرقد السعدي ثم التيمي على مرو.
وفي سنة إحدى وخمسين ومائة
حج بالناس محمد بن إبراهيم.
حدثنا أبو يوسف قال أبو نعيم: مات عبد الله بن عون سنة إحدى وخمسين ومائة.
قال أحمد حدثنا يحيى قال: مات ابن عون سنة إحدى وخمسين ومائة أولها، وهو أكبر من التميمي.
قال: وسمعت سليمان بن حرب يقول: مات ابن عون سنة إحدى وخمسين ومائة.
قال: وسمعت مكي بن إبراهيم يقول: جلست إلى محمد بن إسحق وكان يخضب بالسواد، فذكر أحاديث في الصفة، فنفرت منها، فلم أعد إليه.
حدثنا عبد الرحمن بن عمرو قال: سمعت أحمد بن خالد الوهبي يقول: مات ابن إسحق سنة إحدى وخمسين ومائة.
<20> قال: وسمعت سليمان يقول: اعقل موت ابن عون، وكنت لا أكتب عن حماد حديث ابن عون، كنت أقول رجل قد أدركت موته قال: ثم كتب بعد.
وفيها قدم المهدي من الري وذلك في شوال.
وفيا غزا الصائفة عبد الوهاب بن إبراهيم بن محمد.
وفيها جدد أبو جعفر البيعة لنفسه وابنه المهدي ولعيسى بن موسى بعد المهدي على أهل بيته بمحضر منه في مجلسه، وذلك في يوم جمعة عمهم بالاذن.
وفيها توفي جعفر الصغير بن أبي جعفر في صفر بمدينة السلام.
وفيها ولي حميد بن قحطبة على خراسان، وقدم إلى عمله يوم السبت لليلتين خلتا من شعبان، وأقام بها حتى مات سنة تسع وخمسين ومائة.
وحج بالناس محمد بن إبراهيم.
وعلى مكة وعلى المدينة الحسن بن زيد.
وفي سنة اثنتين وخمسين ومائة
حج بالناس أبو جعفر.
وحدثنا حيوة بن شريح وسعيد بن أسد قالا: حدثنا ضمرة قال: مات إبراهيم بن أبي عبلة سنة اثنين أو ثلاث وخمسين ومائة. وقال سعيد: سنة اثنين ولم يشك.

وقال أحمد بن عبد الصمد قال: مات هشام بن أبي عبد الله سنة اثنين وخمسين ومائة.
وقال يحيى: نيف وخمسين ومائة.
وقال زيد بن الحباب: دخلت على هشام الدستوائي سنة ثلاث وخمسين ومائة، ومات بعد ذلك بأيام.
حدثني سعيد بن أسد قال: حدثنا ضمرة قال: مات إبراهيم بن أبي عبلة القرشي سنة اثنين وخمسين ومائة.
<21> وسمعت زيد بن المبارك يقول: مات معمر سنة اثنين وخمسين ومائة في شهر رمضان.
وفيها توفي صالح بن علي وهو والي حمص وقنسرين، وولي ابنه الفضل بن صالح مكانه.
وفيها قتل معن بن زائدة الشيباني بأرض خراسان.
وفيها غزا محمد بن إبراهيم الصائفة ولم يدرب.
وفيها توجه أبو جعفر حاجاً بغتة فقدم الكوفة، ولم يعلم به محمد ابن سليمان - وهو والي الكوفة - وذلك في شهر رمضان، فلم يعلم به محمد بن سليمان ولا عيسى بن موسى ولا من كان بها.
وحج أبو جعفر بالناس، وعلى مكة محمد بن إبراهيم، وعلى المدينة الحسن بن زيد. وقسم أبو جعفر مالاً أصاب كل إنسان درهماً درهماً.
وفي سنة ثلاث وخمسين ومائة.
حج بالناس المهدي محمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب.
قال: وقال ابن بكير: توفي يونس بن يزيد الايلي في بضع وخمسين ومائة.
وصدر أبو جعفر من الحج إلى البصرة فبنى بها قصراً، ونزل الجسر الأكبر، وجهز جيشاً في البحر لقتال السند.
وفيها جمع أبو جعفر القضاة من الكوفة والبصرة ومدينة السلام فيما تظلم منه عيسى بن موسى بكسكر.
وفيها غزا معيوف بن يحيى الجحدري الصائفة ولم يدرب.
وفيها توفي موسى بن سليمان بن علي بمدينة السلام.
وفيها توفي خازم بن خزيمة وصلى عليه أبو جعفر.
<22> وولي مكة محمد بن إبراهيم، وعلى المدينة الحسن بن زيد.
وحج المهدي في هذه السنة إلى بئر ابن المرتفع، وصاح في أهل مكة أن يأتوه، وأقام بها ثلاثة أيام، فأتاه أهل مكة فأعطاهم عطاءاً شيئاً. وزلزلت صخرة في آخر ذي الحجة في هذه السنة.
وفي سنة أربع وخمسين ومائة
حج بالناس محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، وهو والي الكوفة.
وعلى المدينة الحسن بن زيد.
حدثني صفوان بن صالح قال: سمعت الوليد وغير واحد من أصحابنا يقولون: مات ابن جابر سنة أربع وخمسين ومائة.
وقال أبو نعيم: مات علي بن صالح بن حي سنة أربع وخمسين ومائة، ومعمر سنة أربع وخمسين ومائة وهو ابن ثمان وخمسين.
وسمعت عبد الرحمن بن إبراهيم يقول: مات ابن جابر سنة أربع وخمسين ومائة.
وسألت هشام بن عمار عن سن ابن جابر ؟ فقال: هو مسن.
حدثنا هشام قال: حدثنا الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: كنت أدخل أنا ومكحول المسجد وقد صلى الناس فيؤذن مكحول ويقيم ويتقدم فيصلي بهم، وكنت أجيء مع سليمان بن موسى وقد صلوا فيؤذن ويقيم فأتقدم فأصلي بعقال وكان أسن منه.
حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم قال: حدثنا الوليد بن مسلم عن ابن جابر قال: كنت أرتدف خلف أبي أيام الوليد بن عبد الملك، وقدم علينا سليمان بن يسار فدعا أبي إلى الحمام وصنع له طعاماً.
قال ابن جابر: وكنت ألي المقاسم في أيام هشام.
<23> قال ابن جابر: وصليت بسليمان بن موسى وكنت أسن منه.
ويقال: مات جعفر بن برقان سنة أربع وخمسين.
وفيها خرج أبو جعفر إلى بيت المقدس.
وانهدمت بيت زياد بعرفة عشية عرفة بناس من الحاج وذلك حين صلى الامام.
وفي سنة خمس وخمسين ومائة
حج بالناس عبد الصمد بن علي.
حدثني حيوة بن شريح قال: حدثنا ضمرة قال: مات عثمان بن عطاء سنة خمس وخمسين ومائة.
قال أبو نعيم: مات مسعر بن كدام بن ظهير في سنة خمس وخمسين.
قال: وسألت عبد الرحمن بن إبراهيم عن موت محمد بن عبد الله الشيعثي ؟ قال: كان قديماً وبقي وروى عنه الأوزاعي.
حدثني عبد الرحمن بن عمرو قال: سألت أبا سفيان عبيد الله بن سنان النصري عن موت محمد بن عبد الله الشعثي قال: قد رأيته وجالسته مات بعد سنة أربع وخمسين ومائة بيسير.
وفيها خرج يزيد بن حاتم إلى إفريقية ففتحها.
وفيها وجه أبو جعفر ابنه المهدي لبناء الرافقة.
وغزا الصائفة في هذه السنة يزيد بن أسد السلمي.
وفيها عزل الحسن بن زيد عن المدينة، واستعمل عبد الصمد بن علي.
وعلى مكة محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس.

وزلزلت مكة في هذه السنة ليلاً في آخر ذي القعدة.
وفي سنة ست وخمسين ومائة
حج بالناس العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس.
<24> حدثني حيوة بن شريح قال: حدثنا ضمرة قال: مات علي بن أبي حملة سنة ست وخمسين ومائة.
قال أبو نعيم: مات عمر بن ذر سنة ست وخمسين ومائة.
قال أحمد حدثنا عبد الصمد قال: مات ابن أبي عروبة سنة ست وخمسين ومائة.
قال: وسمعت عبيد الله بن معاذ قال: مات سوار سنة ست وخمسين ومائة.
وفيها زوج أبو جعفر عبيد الله بن قثم بن العباس لبابة بنت علي.
وأمير مكة عامئذ محمد بن إبراهيم وهو بمدينة السلام، وابنه إبراهيم بن محمد خليفته.
وعلى المدينة عبد الصمد بن علي.
وفي سنة سبع وخمسين ومائة
حج بالناس إبراهيم بن محمد.
حدثني العباس بن الوليد بن مزيد العدوي من أهل بيروت قال: مولد الأوزاعي في سنة فتح الطوانة، ومات سنة سبع وخمسين ومائة.
قال: وقال ابن بكير: توفي قباث بن رزين اللخمي سنة سبع أو ثمان وخمسين ومائة، ثم بلغني أنه عرض كتابي على ابن بكير فقال: سنة ست أو سبع.
حدثني سعيد بن أسد قال: حدثنا ضمرة قال: سمعت الأوزاعي يقول: كنت محتلماً أو شبيهاً بالمحتلم في ولاية عمر بن عبد العزيز، ومات الأوزاعي سنة سبع وخمسين ومائة.
وقال: وولد الأوزاعي سنة ثمان وثمانين.
حدثني العباس بن الوليد بن مزيد قال: أخبرني أبي قال: كانت وفاة الأوزاعي يوم الأحد لليلتين بقيتا من صفر سنة سبع وخمسين ومائة.
وسمعت عبد الرحمن بن إبراهيم يقول: مات الأوزاعي سنة سبع وخمسين ومائة.
حدثني عبد الرحمن بن عمرو قال: حدثنا أبو مسهر قال: حدثنا هقل بن زياد قال: أجاب الأوزاعي في سبعين ألف مسألة أو نحوها.
<25> وفيها نقل أبو جعفر الأسواق من المدينة ومدينة الشرقية إلى باب الكرخ وباب الشعير والمحول وهي السوق التي تعرف بالكرخ وأمر ببنائها من ماله على يدي الربيع مولاه.
وفيها وسع طرق المدينة وأرباضها ووضعها على مقدار أربعين ذراعاً وأمر بهدم ما شخص من الدور عن ذلك القدر.
وفيها ابتنى أبو جعفر قصره التي تعرف بالخلد.
وفيها عقد الجسر عند باب الشعير.
وأمير مكة عامئذ محمد بن إبراهيم.
وعلى شرطه خلف بن عبد ربه.
وعلى المدينة عبد الصمد بن علي.
وفي سنة ثمان وخمسين ومائة
حج بالناس إبراهيم بن يحيى بن محمد حدثنا سلمة قال أحمد عن اسحق بن عيسى عن أبي معشر قال: حج أبو جعفر في سنة ثمان وخمسين ومائة، وتوفي قبل التروية بيوم وكانت خلافته ثنتين وعشري سنة غير ثلاثة أيام، وبايع الناس محمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس.
قال ابن بكير: توفي حيوة بن شريح الكندي يكنى أبا زرعة سنة ثمان وخمسين ومائة.
وسمعت أبا عبد الله التجيبي قال: كان حيوة بن شريح يمر بنا راكباً على فرس عرى يقود فرساً آخر يذهب لسقيهما.
قال: وكانت له جمة، وافر الشعر، خفيف اللحية، قال: رأيته وأثبته، مات سنة ثمان وخمسين ومائة وأنا ابن عشر سنين.
قال ابن بكير: رأيت حيوة بن شريح على فرس أبيض اللحية أصهباً، ولم أسمع منه شيئاً.
<26> سمعت سليمان بن حرب يقول: طلبت الحديث سنة ثمان وخمسين ومائة، فاختلفت إلى شعبة، فلما مات شبع جالست حماد بن زيد ولزمته حتى مات.
قال: جالسته تسع عشرة سنة، جالسته سنة ستين، ومات سنة تسع وسبعين ومائة.
وسمعت أبا أيوب سليمان بن سلمة الخبايري الحمصي قال: صفوان ابن عمرو، مات سنة ثمان وخمسين ومائة.
حدثني إبراهيم بن المنذر قال: حدثني ابن أبي فديك قال: مات ابن أبي ذئب سنة ثمان وخمسين ومائة.
وقال إبراهيم: ولد ابن أبي ذئب سنة ثمانين سنة الجحاف.
قال إبراهيم قال محمد بن فليح: وولد أبي سنة ثلاث وسبعين، ومالك أكبر من أبي بثلاث سنين، كان مولد مالك سنة تسعين فعلى هذا ابن أبي ذئب أكبر من مالك بعشر سنين.
وفيها نزل أبو جعفر قصره الذي لم يخلد فيه، وحج من سنته، وتوفي ببئر ميمون مع طلوع الفجر يوم السبت لست خلون من ذي الحجة. ويقال: توفي وهو ابن خمس وستين.
وأمير مكة عامئذ محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس.
وعلى شرطه عامئذ يحيى بن ميمون الحذاء.
وعلى المدينة عامئذ عبد الصمد.
وفي سنة تسع وخمسين ومائة
حج بالناس يزيد بن منصور خال المهدي.

قال أبو نعيم: مات مالك بن مغول سنة تسع وخمسين ومائة، ومات ابن أبي ذئب سنة تسع وخمسين ومائة.
وفيها بنى المهدي المسجد الذي بالرصافة.
<27> وفيها عزل محمد بن عبد الله الكثيري عن المدينة، واستعمل عليها عبيد الله بن محمد بن صفوان الجمحي.
وفيها عزم المهدي بالبيعة لابنه موسى وخلع عيسى بن موسى.
وأمير مكة عامئذ محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي.
وصدر الناس عن الحج تلك السنة.
وعزل محمد بن إبراهيم واستعمل عليها الكثيري.
وفي سنة ستين ومائة.
حج بالناس المهدي محمد بن بن عبد الله.
حدثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك قال: مات شعبة سنة ستين ومائة في أول السنة.
قال أبو الوليد قال: وسمعت شعبة يقول: إن هذا الحديث يصدكم عن ذكر الله عز وجل وع الصلاة فهل أنتم منتهون.
قال أبو نعيم: مات إسرائيل بن يونس سنة ستين ومائة.
قال ابن بكير: ولد حرملة بن عمران بن مران التجيبي سنة ثمانين، وتوفي في صفر سنة ستين ومائة، يكنى أبا حفص.
قال سليمان بن حرب: مات الحسن بن أبي جعفر سنة ستين ومائة يوم الروس.
ومات المسعودي سنة ستين ومائة.
قال أحمد: قال يحيى: مات شعبة وهو ابن خمس وسبعين سنة. قال يحيى: وشعبة أكبر من سفيان بعشر سنين، وسفيان ومالك بن أنس مقاربان، وابن عيينة أصغر من الثوري بعشر سنين.
وسمعت ابن بكير يقول: مات حرملة في سنة ستين ومائة في صفر وقد رأيته وجلست في حجره ما لا أحصي. قلت: كان يخضب ؟ قال: نعم. قلت: ممن هو ؟ قال: مولى لتجيب يكنى أبا حفص.
<28> قال ابن بكير: ومات ابن شماسة بعد المائة، وحرملة ولد سنة ثمانين.
قلت لابن بكير: سمع من ابن شماسة ؟ قال: لا أشك. قلت لابن بكير: تثبت خضاب حرملة ؟ قال: نعم.
قال أبو الوليد: مات شعبة سنة ثنتين وستين ومائة.
حدثنا عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي قال: حدثني يزيد بن عبد ربه وسمعت ولد حرملة يقولون: حرملة بن عمران بن قران، قالوا: واستشهد قران في فتح المغرب سنة ستين من الهجرة.
وفي سنة إحدى وستين ومائة
حج بالناس موسى بن المهدي وهو ولي العهد.
قال أبو نعيم: مات الثوري سنة إحدى وستين ومائة.
حدثني سعيد بن أسد قال: حدثنا ضمرة قال: مات رجاء بن أبي سلمة سنة إحدى أو اثنين وستين ومائة. وسمع حماد بن سلمة من رجاء ابن أبي سلمة فقال: رجاء أبو المقدام، وروى عنه ابن عون.
قال أحمد: مات أبو المهاجر الرقي سنة إحدى وستين ومائة.
قال أحمد بن الخليل قال: حدثني يحيى بن أيوب قال: سمعت وكيعاً يقول: ولد سفيان سنة سبع وسبعين كأنه عاش أربعاً وستين سنة.
وفيها فرغ المهدي من مقصورة مدينة الرسول.
وفيها خرج المقنع بخراسان.
وفيها أمر المهدي بالزيادة في المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، ومسجد الجماعة بالبصرة فزيد فيها وعليها.
<29> وعلى مكة والمدينة جعفر بن سليمان.
وفي سنة اثنتين وستين ومائة
حج بالناس إبراهيم بن جعفر بن أبي جعفر عبد الله المنصور.
قال ابن بكير: ولد سعيد بن مقلاص - ومقلاص يكنى أبا أيوب - الخزاعي سنة مائة، وتوفي سنة إحدى أو اثنتين وستين ومائة يكنى أبا يحيى. ومات إبراهيم بن نشيط سنة إحدى أو اثنين وستين ومائة.
قال علي بن المديني: مات همام بن يحيى العوذي سنة اثنين وستين ومائة.
وقال يزيد بن إبراهيم التستري حدثنا أبو عمرو الضرير عن أبي عوانة قال: دخلت على همام وذكر قصة.
قال أبو يوسف: وكان المقريء يقول: حدثنا سعيد بن أبي أيوب مولى أبي هريرة، فسمعت عبد العزيز بن عمران وهو ابن بنت سعيد بن أبي أيوب ينكر ذلك ويقول: إنما هو مولى خزاعة، وأخرج إلي كتباً ووثائق لاسلافهم قد انتسبوا في جميع ذلك إلى خزاعة.
وفيها ولي ثمامة بن الوليد العبسي الصائفة ثم عزل وولي الحسن بن قحطبة مكانه فساح في بلاد الروم وحرق وخرب وفتح حصناً.
وعلى مكة جعفر بن سليمان، جعفر بالمدينة وعامله على مكة سعيد بن عبد الرحمن الجمحي.
حدثني الفضل قال سمعت أبا عبد الله يقول: ولد شريك سنة خمس وتسعين، وولد أبو بكر بن عياش سنة ست وتسعين، وسفيان سنة سبع وتسعين.
وفي سنة ثلاث وستين ومائة
أقام بالحج للناس علي بن المهدي.
<30> وأتى المهدي بيت المقدس فصلى فيه.

قال ابن بكير: ولد موسى بن علي بن رباح بن قصير اللخمي بالمغرب، سنة تسع وثمانين، وتوفي سنة ثلاث وستين ومائة بالاسكندرية، ويكنى أبا عبد الرحمن.
قال ابن بكير: ولد عبد الأعلى بن سعيد الجيشاني سنة مائة، وتوفي سنة ثلاث وستين ومائة.
قال ابن بكير: رأيت حميد صاحب ابن لهيعة، وقتل سنة ثلاث وستين ومائة.
حدثني عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي قال: حدثني سليمان البهراني قال: سمعت يحيى بن صالح قال: مات شعيب وحريز وأبو مهدي سنة ثلاث وستين ومائة. ومات يحيى بن أيوب المصري سنة ثلاث وستين ومائة، كنيته أبو العباس.
حدثني بعض آل أبي مريم قال: قال يحيى بن أيوب: خرجت في جنازة بمكة مع ابن جريج في يوم شديد الحر فقال: ابن جريج: استعبدك الحديث يا أبا العباس.
وعلى مكة والمدينة جعفر بن سليمان.
وعزل معاذ بن مسلم عن خراسان وولي المسيب بن زهير، فقدم المسيب عمله في جمادي الأولى سنة ثلاث وستين ومائة.
وفي سنة أربع وستين ومائة
حج بالناس صالح الفقير بن عبد الله بن محمد المنصور.
حدثني أبو عتبة الحسن بن علي بن مسلم السكوني الحمصي في سوق البز قال: غزوت جبلة سنة أربع وستين ومائة، ومات أرطأة - يعني ابن المنذر - قبل ذلك بسنة.
<31> ومات الأحموسي عمر سنة أربع وستين ومائة.
حدثني العباس بن الوليد بن صبح قال: حدثنا يحيى بن صالح قال: حدثنا عفير بن معدان قال: قدم علينا عمر بن موسى حمص، فاجتمعنا إليه في المسجد، فجعل يقول: حدثنا شيخكم الصالح، حدثنا شيخكم الصالح، فلما كثر قلت له: ومن شيخنا الصالح ؟ سمه لنا حتى نعرفه. فقال: خالد بن معدان. قلت: في أي سنة لقيته ؟ قال: لقيته سنة ثمان ومائة. قال: قلت: وأين لقيته ؟ قال: لقيته في غزاة أرمينية. قال: قلت له: اتق الله عز وجل يا شيخ لا تكذب، مات خالد بن معدان سنة أربع ومائة فأنت تزعم أنك لقيته بعد موته بأربع سنين، وأزيدك آخر أنه لم يكن يغزو أرمينية كان يغزو الروم !! وعلى مكة والمدينة جعفر بن سليمان، وكان عامله على مكة هذه السنة عثمان بن خالد التيمي.
وعزل جعفر بن سليمان.
وفي سنة خمس وستين ومائة
حج بالناس صالح الفقير بن عبد الله بن محمد.
حدثني عبد الرحمن بن عمرو قال: حدثني إبراهيم بن عبد الله بن العلاء قال: ولد أبي عبد الله بن العلاء بن زبر سنة خمس وسبعين ومات سنة خمس وستين ومائة، وصلى عليه سعيد بن عبد العزيز.
سألت عبد الرحمن بن إبراهيم عن عبد الله بن العلاء فقال: كان ثقة، روى عنه أبو مسهر قال: سمعت ابن عامر يقول: ابن ثوبان من صنف اشراف، قلت له: لم يرو عنه <32> ابن المبارك. فقال: إنما روى ابن المبارك عن أعلام من شيوخنا وكان عبد الله بن العلاء من أشراف البلد.
حدثني عبد الرحمن بن عمرو قال: حدثني معاوية بن أبي عبيد الله قال: حدثنا أبو مسهر قال: كنا مع سعيد بن عبد العزيز وابن زبر فنعي إلينا ابن ثوبان فاسترجع سعيد بن عبد العزيز.
وكان أميراً على مكة عامئذ عبيد الله بن قثم.
وفيها بنى هارون بأم جعفر زبيدة.
وفيها وجه هارون ابنه غازياً إلى بلاد الروم، وهارون ولي عهد، فوغل في بلاد الروم حتى بلغ الخليج الذي عليه القسطنطينية، وصاحب ملك الروم يومئذ امرأة أليون، وهادنها هارون بعد جهد جهد المسلمين مع خوف شديد.
وفي سنة ست وستين ومائة
حج بالناس محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي.
وسمعت يحيى بن عبد الله بن بكير يقول: توفي أبو شريح عبد الرحمن ابن شريح المعافري سنة ست أو سبع وستين ومائة.
وفيها عقد المهدي البيعة لهارون ولاية العهد بعد موسى.
وفيها خلى المهدي عن عبد الصمد بن علي.
وفيها تحول المهدي إلى عيساباذ فنزلها.
وفيها اعتمر المهدي عمرة شهر رمضان.
وكان أمير مكة أحمد بن إسماعيل.
وفيها ولي الفضل بن سليمان على خراسان، وقدم على عمله لخمس بقين من شهر ربيع الأول، وعزل المسيب بن زهير، وأقام الفضل إلى سنة سبعين ومائة.
وفي سنة سبع وستين ومائة
حج بالناس إبراهيم بن يحيى بن محمد صاحب الموصل، كان والياً على المدينة.
<33> وسمعت سليمان بن حرب يقول: مات أبو هلال الراسبي سنة سبع وستين ومائة، وحضر ابن المبارك موته في قدمته الثانية البصرة.

وحدثني صفوان بن صالح قال: سمعت الوليد وغيره يقولون: مات سعيد بن عبد العزيز التنوخي سنة سبع وستين ومائة.
قال أبو نعيم: ومات قيس بن الربيع وحسن بن صالح وجعفر الأحمر سنة سبع وستين ومائة.
وسمعت أبا أميه الفارض في مجلس سليمان بن حرب بمكة يقول : مات حماد بن سلمة سنة سبع وستين ومائة
حدثني عبد الرحمن بن عمرو قال: حدثنا أبو مسهر قال: جلست إلى سعيد بن عبد العزيز التنوخي ثنتي عشرة سنة، ومات سنة سبع وستين ومائة.
سمعت أبا النعمان يقول: أبو هلال محمد بن سليم مولى لبني سامة ولكنه كان ينزل في بني راسب.
وفيها توفي عيسى بن موسى بالكوفة فأشهد الناس على وفاته روح بن حاتم وهو واليها، وصلى عليه روح، وكان يوم مات ابن خمس وستين سنة.
سمعت أبا علي الشافعي قال لنا محمد بن داود بن عيسى: في هذه الليلة بلغت سبعين سنة ولم يبلغها أحد من آبائي.
وفيها توفي إبراهيم بن يحيى بالمدينة - وهو وال عليها - صلى عليه ابن لعبد الصمد بن علي كان قدم المدينة مجتازاً فوافق ذلك، فصلى عليه، وكانت وفاته وقت انصرافه من الموسم.
وفيها توجه المهدي إلى طبرستان.
<34> في هذه السنة هدم المسجد الحرام مما يلي الوادي وأمر المهدي بشراء الدور التي من وراء الوادي، فصير طريقاً للناس، وأدخل الطريق والوادي الذي كان طريقاً ومسيلاً للسيل في المسجد الحرام، وولي هدمه وبناءه يقطين بن موسى وإبراهيم بن صالح بأمر المهدي، فسمعت أرباب تلك الدور قالوا: عوضنا لكل ذراع ذراعاً من مكان آخر ودفع إلينا لكل ذراع مائة دينار.
وفي هذه السنة أمر المهدي بالزيارة في مسجد الرسول مما يلي الوادي وولي مكة أحمد بن إسماعيل.
ومات إبراهيم بن يحيى بعد انصرافه من مكة.
حدثنا عبد الرحمن بن عمرو قال: حدثنا أبو مسهر قال: قال سعيد ابن عبد العزيز: صلى بنا الزهري وهو نازل بالراهب على بساط حريري.
حدثنا عبد الرحمن بن عمرو قال: حدثنا أبو مسهر حدثنا سعيد قال: دهشنا عن الهرولة فسألنا عطاء بن أبي رباح، فقال: لا شيء عليكم.
قال لنا أبو مسهر: لم يسمع سعيد بن عبد العزيز من عطاء غير هذه المسألة.
وفي سنة ثمان وستين ومائة
حج بالناس علي بن ممد بن المهدي.
سمعت يحيى بن عبد الله بن بكير المخزومي يقول. توفي غوث بن سليمان بن زياد الحضرمي سنة ثمان وستين ومائة.
قال ابن بكير: وتوفي نافع بن زيد القيسي مولى أم العيناء وهو مولى لقيس سنة ثمان وستين ومائة.
وسمعت سليمان بن سلمة الحمصي الخبايري قال: مات حريز سنة ثمان وستين ومائة.
وفيها مات سعيد بن عبد العزيز.
وسمعت أبا سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم قال: مات سعيد بن عبد العزيز سنة سبع وستين ومائة.
حدثنا عبد الرحمن بن عمرو قال: حدثنا أبو مسهر قال: جلست إلى سعيد بن عبد العزيز بن أبي يحيى التنوخي ثنتي عشرة سنة، ومات سنة سبع وستين ومائة.
وفيها ارتدت أعراب بادية البصرة فتركت الصلاة، وقطعت الطرق، وانتهكت المحارم.
<35> وفيها انتقضت مصر لتعسف موسى بن مصعب إياهم؛ وضع الخراج على الدواب والمواشي.
وفيها خرج المهدي إلى ماسبذان.
وأمير مكة أحمد بن إسماعيل بن علي.
وعلى شرطه محمد بن جبير بن وهب الجمحي.
وعلى المدينة إسحق بن عيسى.
وفي سنة تسع وستين ومائة
حج بالناس سليمان بن عبد الله أبي جعفر بن محمد.
حدثنا سلمة قال أحمد عن إسحق بن عيسى عن أبي معشر قال: توفي المهدي محمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بماسبذان، ليلة الخميس لثمان بقين من المحرم، فكانت خلافته عشر سنين وخمسة وأربعين يوماً وليلة. ومعه ابنه هارون فولي الصلاة عليه، وأخذ البيعة على من كان حاضراً لموسى أخيه ولنفسه بعده، وانصرف سنة تسع وستين ومائة، ثم استخلف موسى بن محمد سنة تسع وستين ومائة.
وفيها قتل حسن وحسين بفخ.
سألت هشام بن عمار عن موت سعيد بن بشير قال: سنة تسع وستين ومائة.
حدثنا هشام: وسمعت من سعيد بن بشير مجلساً مع أصحابنا فلم أكتبه. قال هشام: ورأيت بكير بن معروف وسمعت منه الكثير ولم أكتب منه شيئاً، وكان يخضب بالصفرة. قال: وكتب إلي ابن لهيعة وإلى ابن عبد الأعلى - يعني أبا مسهر - وثالث ذكره مائة حديث وحديثين. قال: وقدمت بعد ذلك قدمتين.
<36> قال أبو يوسف: أراد هشام أن يدلس علي. قلت لهشام: وقد مات الليث وابن لهيعة ؟ قال: نعم.

وأتى - يعني المهدي - أهل مكة يوم السبت لسبع ليال بقين من صفر سنة تسع وستين ومائة.
وبايع أهل مكة لموسى وهارون من بعد موسى.
وأمير مكة عامئذ أحمد بن إسماعيل بن علي.
ثم عزل أحمد واستعمل عبيد الله بن قثم، فدخل مكة سنة تسع وستين ومائة، في جمادي الآخرة سنة تسع.
وتوفي القاضي الأوقصي قاضي مكة، وسمعت شيوخ مكة يقولون: لم يل مكة مثل الأوقص وسليمان بن حرب.
وكان موت الأوقص في جمادي الأولى فولى بعده محمد بن عبد الرحمن السفياني من بني مخزوم.
وخرج حسين بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب بالمدينة يوم السبت صبيحة ست عشرة من ذي القعدة، فتوجه إليه العباسيون مع سليمان ابن أبي جعفر حتى لقوه بفخ، وخلفوا عبيد الله بن قثم على مكة، فقتلوه في عدة من أهل بيته بفخ ببطن مكة يوم السبت، وذلك يوم التروية. وكان بين خروجه وبين قتله أحد وعشرين يوماً، وقتل معه يومئذ جبير بن محمد ابن عبد الله بن سليمان بن عبد الله بن جبير النوفلي، وقتل فيهم الحسن بن محمد أمر به موسى بن عيسى فقتل صبراً، ومضي يحيى وإدريس ابنا عبد الله، فأما إدريس فلحق بالمغرب فلم يزل بها حتى مات، وخلف ابناً له يقال له إدريس. وأما يحيى فقدم فارس ومر بفسا فأقام بها وذلك في عمل عمار ابن علي على فسا.
فسمعت حماد بن حفص يقول: كان سبب خروج يحيى بن فسا ولحوقه بالجبل أن تابعاً لعدوية بن علي جاء إليه فقال له: أخو الأمير عدوية يدعوك، فاستخف بكلامه وقال: <37> وما عدوية. فأذاه الرسول، فكأنه استعظم ذلك فكان هذا سبب خروجه من فسا ولحوقه بالجبال، فلحق بجبال الديلم - وله حديث طويل - فمنعه العلج وآواه حتى بعث إليه هارون أبا البختري القاضي فامتنع العلج حتى جعل له الأمان بأوكد ما يكون وقدم به إلى هارون.
حدثني شهاب بن عباد القيسي قال: حدثنا سفيان عن مجالد عن الشعبي قال: قال علي: من يصول بهؤلاء القوم - يعني أهل الكوفة - فقال: صال بالسهم الأخيب. قال شهاب: حدثنا هذا سفيان سنة قتل الحسين بفخ منذ إحدى وخمسين سنة. وحدثني شهاب هذا في سنة إحدى وعشرين ومائتين. وكان قد ولي سليمان بن أبي جعفر مكة وتوجه إلى عمله، وشخص معه عدد من أهل بيته فيهم العباس بن محمد وعيسى بن موسى وإسماعيل بن عيسى ومحمد وجعفر ابنا سليمان، وخرج معهم عدة من الموالي فأجمعوا عندما بلغهم من أمر الحسين الصغير فرأسوا عليهم سليمان ابن أبي جعفر حتى لقوه، وكان من أمره وأمرهم الذي كان.
وفي هذه السنة زحف طاغية الروم فهدم مدينة الحدث.
وكان على مكة عبيد الله بن قثم.
وعلى شرطه عبد الرحمن بن سعيد بن حسان المخزومي.
وعلى المدينة العمري.
وفي سنة سبعين ومائة
حج بالناس هارون.
حدثا سلمة قال أحمد عن إسحق بن عيسى عن أبي معشر: وتوفي موسى بن محمد سنة سبعين ومائة فاستخلف هارون.
قال أحمد: بلغني أن خلافة موسى كانت سنة وأربعة أشهر، واستخلف هارون في شهر ربيع الآخر سنة سبعين ومائة.
وقال أهل التاريخ: كانت خلافته سنةً وشهراً وأياماً.
<38> قال ابن بكير: توفي عبد الله بن عياش بن عباس القتباني سنة سبعين ومائة.
واستخلف هارون، وولى إسحق بن سليمان وعزل العمري.
وفيها ولد المأمون ليلة الجمعة للنصف من شهر ربيع الأول ليلة مات موسى.
وفيها ولد محمد بن هارون يوم الجمعة لست عشرة ليلة خلت من شوال.
وعلى مكة عبيد الله بن قثم.
وعلى شرطه عيسى بن عمر الركاني.
ثم عزل عبيد الله واستعمل عليها موسى بن عيسى وعلى اليمن.
وصدر هارون خلف موسى بن عيسى.
وفيها قدم جعفر بن محمد الخزاعي خراسان عاملاً بعد الفضل بن سليمان، يوم الخميس لليلة خلت من ذي القعدة سنة سبعين ومائة.
وفي سنة إحدى وسبعين ومائة
حج بالناس عبد الصمد بن علي.
وأخر من كان بالمدينة مدينة السلام من آل أبي طالب إلى المدينة ليقيموا بها.
وفيها عزل موسى بن عيسى في صفر، وولي عبيد الله بن قثم مكة، وكان بالطائف.
وفيها اعتمرت الخيزران أم هارون في شهر رمضان وجاورت إلى أن حجت.
وعلى مكة عبيد الله بن قثم.
وعلى المدينة إسحق بن سليمان.
وفي سنة اثنين وسبعين ومائة
حج بالناس سليمان بن أبي جعفر، وقد قيل بل يعقوب بن أبي جعفر وأقام بالحج.
وفيها عزل إسحق بن سليمان عن المدينة وولي عبد الملك بن صالح.

وعلى مكة عبيد الله بن قثم.
وفيها قدم جعفر بن محمد الخزاعي من مرو - وهو والي خراسان - إلى بلخ غازياً في <39> ذي القعدة سنة اثنين وسبعين ومائة وتوجه ابنه العباس ابن جعفر إلى كابل حتى دخلها وخليفته بمرو شعيب بن حازم.
وسألت ابن بكير عن عقبة بن نافع وناجية بن بكر وعثمان بن الحكم قال: لا بأس بهم هم أهل ورع، وعثمان جذامي وهو أفضلهم، ثم عقبة، ثم ناجية. قلت: محمد بن عمرو النافعي ؟ قال: هو مصري لا بأس به. قال: وقلت له: سعد بن عبد الله ؟ قال: بخ هو سعد بن عبد الله بن سعد ما ذكرت منذ اليوم مثله، كان هو أفضلهم وافقهم، وكان من أتراب ابن وهب ومات سنة ثلاث وسبعين ومائة.
وعزل عبيد الله بن قثم، واستعمل سليمان بن جعفر.
في سنة ثلاث وسبعين ومائة
حج بالناس هارون بن محمد الرشيد وهي السنة التي قسم فيها للناس عامةً صغيرهم وكبيرهم درهماً درهماً.
وعلى مكة سليمان بن جعفر، وعلى شرطه عبد الكريم بن شعيب الحجبي، وكان ابن شعيب - على ما ذكر لي بعض شيوخ مكة - يسكن طرفاً من أطراف مكة، وكان فهي أعرابية، وكان يلزم المسجد، فرآه سليمان بن جعفر فاعجب بسمته، فأراده على أن يلي له ويكون على شرطه، فامتنع، وقال: نجري عليك كل شهر خمسة عشر ديناراً وأنت بالخيار إن رأيت ما تب أقمت وإن كان غير ذلك اعتزلت. فأجابه، وولاه شرطه، وعلى سوق مكة عامل، صرف الخصم إلى صاحب السوق والتزويج إلى ابن شعيب، فكان يزوج في اليوم عدة، وكذلك أهل مكة الكبير منهم يعقد نكاح ابنته وأخته بمحضر من السلطان، قال: فدخل عليه بعد أيام فقال: يا ابن شعيب كيف ترى ما أنت فيه ؟ قال: حسن جميل أجري له خمسة عشر ديناراً وليس لنا عمل إلا أن نزوج. قال: فلما مضى نصف السنة أو نحوه جعل يأتي أولئك الذين زوجهن فيقلن: أما أن تزيح العلة في النفقة والكسوة وإما أن تطلق، وهو مذهب أهل مكة لا يختلفون أن من عجز عن نفقة أهله أما أن يزيح العلة في النفقة وأما أن يطلق، وكان يحكم فيهم بذلك، فلما انقضى الموسم استعفى، <40> قال: فقال له سليمان: ما بدا لك ؟ قال: صرت ستة أشهر أزوج وستة أشهر أفرق، ولا حاجة لي في هذا. وكان إذا أتي بمريب أو داعر - زعموا - يقول: ويحكم. ما لكم ولهؤلاء عليكم بالعراقيين تتبعوا عوراتهم، افتقدوا أمورهم، فولى بعده قضاء مكة. فقلت لهذا الشيخ: على هذا ولي القضاء وهو يحث على تتبع عورات الناس ! فقال: أخبرك؛ كان قدم حاج العراق فاكترى رجل من الحاج ممن يتجر في الموسم ويوافي للتجارة والحج فذكر له عنه ريبة، فخلط عليه وكاد يهتكه، ووقع بينه وبينه مكروه، فلما حضر خروجه جاءته بعض من في ناحيته فباتت عنده. قال أبو يوسف: زعموا أنها أخته - وهو على الخروج - فأسكرها وعراها، وتركها في البيت وأغلق عليها بقفل، وحمل القفل إلى ابن شعيب وقال: قد خلفت في البيت الذي أنا فيه حرثاً وزاداً فضل عنا وقماشاً كثيراً كففنا وتركناه، فاحتسب في ذلك، وفرق على المحاويج من الجيران وغيرهم. قال: فذهب ابن شعيب وفتح القفل فإذا امرأة عريانة متخلفة في البيت، فكان لهذا السبب يقول تتبعوا عثرات هؤلاء الفساق الذين يقدمون علينا فيفسدون علينا حشمنا واماءها ونحو هذا.
وفي سنة أربع وسبعين ومائة
حج بالناس هارون.
قال محمد بن رمح التجيبي: مات بكر بن مضر في ذي الحجة يوم عرفة سنة أربع وسبعين ومائة.
وقال: رأيت الليث بن سعد جالساً على قبره - وهو يدفن - ودموعه تسيل على لحيته.
قال محمد: ومات عبد الله بن لهيعة بن عطية الحضرمي سنة أربع وتسعين ومائة.
قال ابن بكير: ولد عبد الله بن لهيعة الحضرمي سنة ست وتسعين، وتوفي لست بقين من <41> جمادي الآخرة سنة أربع وسبعين ومائة، صلى عليه داود بن مزيد بن حاتم، ويكنى ابن لهيعة أبا عبد الرحمن.
قال ابن بكير: ولد بكر بن مضر بن محمد بن حكيم بن سلمان سنة ثلاث ومائة، وتوفي سنة أربع وسبعين ومائة. حدثني بذلك محمد بن الحارث بن محمد البزاز الحراني.
قال: وحججت في سنة ثلاث وسبعين ومائة - وأنا مدرك.
قال وسمعت محمد بن المثنى قال: مات سلام بن أبي مطيع وعبد الرحمن بن أبي الزناد وعمرو بن ثابت وداؤد العطار سنة أربع وسبعين ومائة.
وسمعت إبراهيم بن محمد الشافعي قال: وسمعت داؤد بن عبد الرحمن يقول: ولدت سنة المبارك سنة خلافة عمر بن عبد العزيز.

حدثنا أحمد بن الخليل قال: حدثني يحيى بن أيوب قال: مات سعيد بن عبد الرحمن الجمحي سنة أربع وسبعين ومائة وولي سبعة عشر سنة، وكان قاضياً لهم حين استخلف.
وكان سليمان بن جعفر على مكة، فعزل واستعمل عليها موسى بن عيسى، وكان القاضي محمد بن عبد الرحمن السفياني يصلي بالناس، حتى أرسل موسى بن عيسى بن موسى ابنه الأثرم إبراهيم بن موسى بن عيسى أميراً على مكة، فدخلها في شهر رمضان.
ووقع الوباء بمكة، وخرج أمير المؤمنين هارون حاجاً، فلما بلغه الوباء تباطا في طريقه إلى أن دخل مكة يوم التروية، فطاف وسعى، وتوجه من ساعته إلى منى ولم يترك مكة.
وفي سنة خمس وسبعين ومائة
حج هارون.
قال محمد بن رمح التجيبي: مات الليث بن سعد سنة خمس وسبعين ومائة في النصف من شعبان.
<42> قال ابن بكير: ولد الليث بن سعد الفهمي سنة أربع وتسعين، وتوفي يوم النصف من شعبان يوم الجمعة سنة خمس وسبعين ومائة، وصلى عليه موسى بن عيسى الهاشمي، ودفن بعد الجمعة، ويكنى أبا الحارث.
وقال ابن بكير: حج الليث بن سعد سنة ثلاث عشرة، فسمع من ابن شهاب بمكة، وسمع من ابن أبي مليكة وعطاء بن أبي رباح وأبي الزبير ونافع وعمران بن أبي أنس وعدة مشايخ في هذه السنة.
قال ابن بكير: وأخبرني حبيش بن سعيد عن الليث بن سعد قال: جئت أبا الزبير فأخرج إلينا كتباً فقلت: سماعك من جابر ؟ قال: ومن غيره. قلت: سماعك من جابر ؟ فأخرج إلي هذه الصحيفة.
قال ابن بكير: قال الليث: دخلت على نافع فسألني فقلت: أنا رجل من أهل مصر قال: ممن ؟ قلت: من قيس.
قال ابن رفاعة قال أو رجل من قومه قال الليث: وقرأ رجل على نافع: مثل الذي نشرت في أبيه قصة. قال: يريد الذي يشرب في آنية فضة.
قال ابن بكير: وأخبرني من سمع الليث يقول: كتبت من علم ابن شهاب علماً كثيراً وطلبت ركوب البريد إليه إلى الرصافة فخفت أن لا يكون ذلك لله عز وجل فتركت ذلك.
قال ابن بكير أخبرني شعيب بن الليث عن أبيه الليث قال: كان يقول لنا: قال لي بعض أهلي: ولدت سنة اثنتين وتسعين ولكن الذي أوقن سنة أربع وتسعين.
<43> سألت محمد بن حميد: متى مات تميم بن عبد الرحمن ؟ قال: سنة خمس وسبعين.
قال ابن بكير: سمعت الليث بن سعد كثيراً ما يقول: أنا أكبر من ابن لهيعة فالحمد لله الذي متعنا بعقلنا.
قال ابن بكير: وحدثني شعيب بن الليث عن أبيه قال: لما ودعت أبا جعفر ببيت المقدس قال: أعجبني ما رأيت من شدة عقلك والحمد لله الذي جعل في رعيتي مثلك.
قال شعيب: وكان يقول: لا تخبروا بهذا ما دمت حياً.
وفي سنة ست وسبعين ومائة
حج بالناس سليمان بن أبي جعفر.
ومات أبو عوانة سنت ست وسبعين ومائة.
وفيها ولي الفضل بن يحيى الجبال، وكاتب يحيى بن عبد الله العلوي، وكان علج الجبال قد قبله على الأمان أن لا يخذله ولا يسلمه، فوفى له بذلك، ووجه هارون أبا البختري إلى العلج: يا هذا تزعم أنه ابن نبيكم أفصادق هو ؟ قال: نعم. قال: فأني لم أكن لأخذله. فوجد هارون على أبي البختري، فقال: يا أمير المؤمنين أو كان يجوز أن أقول غير ما قلت. ثم أن يحيى بن عبد الله جنح إلى الصلح، وطلب الأمان لنفسه ولعدد غير مسمين. سمى العدد ولم يظهر.
وفي سنة سبع وسبعين ومائة
حج بالناس هارون.
ومات عبد الواحد بن زياد سنة سبع وسبعين.
حدثنا الفضل عن أحمد قال: مات شريك سنة سبع وسبعين ومائة، ومولده سنة خمس وتسعين.
قال أحمد: وأرى سلام بن أبي مطيع سنة سبع وسبعين.
قال: وسمعته يقول: شريك أكبر من سفيان بسنتين، ولد شريك سنة خمس وتسعين وسفيان سنة ست وتسعين.
<44> وعزل محمد بن إبراهيم عن مكة والمدينة، وولي المدينة علي بن عيسى بن موسى، وولي مكة عبيد الله بن قثم.
وعزل عبد الملك بن صالح عن الصائفة.
وأقام الحج للناس هارون أمير المؤمنين، وعلى المدينة علي بن عيسى، وعلى مكة عبيد الله بن قثم.
وعزل عن خراسان الغطريف.
وانصرف خليفة داؤد بن يزيد، وقدم حمزة بن مالك يوم السبت لست خلون من المحرم سنة سبع وسبعين ومائة خليفةً للفضل بن يحيى بن برمك على خراسان وسجستان.

وفيها ثار أهل دهلك بالمسلمين، وكانت بينهم وقعة بدهلك يوم عاقل يوم الأربعاء لثلاث عشرة مضت من صفر سنة سبع وسبعين ومائة، فقتلوا الوالي وعامة من كان بها من المسلمين إلا من هرب، وخربوا المساجد.
وفي سنة ثمان وسبعين ومائة
حج بالناس محمد بن إبراهيم.
مات فيها جعفر بن سليمان الضبعي وكان ثقة، متقناً، حسن الأخذ، حسن الأداء إلا أنه كان قريب الدار من أبي بكر وعمر ابني علي بن المقدمي.
وفيها عزل علي بن عيسى عن المدينة، وعبيد الله بن قثم عن مكة.
وولي محمد مكة فأقام بها.
ووجه على المدينة العباس ابنه، فأقام الحج للناس محمد بن إبراهيم وهو يومئذ عامل مكة والمدينة واليمن، وعلى شرطته عباد السهمي.
وفي سنة تسع وسبعين ومائة
حج بالناس هارون.
<45> قال سليمان بن حرب: جالست حماد بن زيد تسع عشرة سنة، جالسته سنة ستين ومائة ومات سنة تسع وسبعين ومائة.
قال سليمان: وطلبت الحديث سنة ثمان وخمسين ومائة، اختلفت إلى شعبة فمات سنة ستين ومائة، ولزمت حماداً بعد موت شعبة.
قال سليمان: إذا دخل صفر قد استكملت سبعاً وسبعين سنة، وذلك في ذي الحجة سنة ست عشرة ومائتين.
قال سليمان بن حرب: لم أر أبا الربيع عند حماد بن زيد. قال سليمان: صدق الفاسق - يعني أبا الربيع - حين قال لم أر سليمان عند حماد.
قال ابن بكير: مات مالك بن أنس سنة تسع وسبعين ومائة.
وفيها مات حماد بن زياد، ومات مالك وله أربع وثمانون سنة.
وفيها مات خالد الواسطي وأبو الأحوص سلام بن سليم.
حدثنا إبراهيم بن المنذر قال: حدثني محمد بن فليح قال: ولد أبي سنة ثلاث وتسعين، وكان مالك أكبر منه بثلاث سنين.
وفي سنة ثمانين ومائة
حج بالناس عيسى بن موسى.
ومات عبد الوارث بن سعيد سنة ثمانين ومائة، ويكنى أبا عبيدة مولى لبلعنبر.
قال: وسألت هشام بن عمار عن موت صدقة بن خالد فقال: مات سنة ثمانين ومائة.
سمعت عبد الرحمن بن إبراهيم قال: مولد صدقة سنة ثمان عشرة ومائة.
وقال علي: مات سليمان بن جعفر سنة ثمانين ومائة.
وقال أحمد بن حنبل: مات عبيد الله بن عمرو سنة ثمانين ومائة.
<46> وفي سنة إحدى وثمانين ومائة
حج هارون.
وسمعت الحسن بن الربيع يقول: شدت موت ابن المبارك، مات سنة إحدى وثمانين ومائة في رمضان لعشر مضين منه، مات سحراً ودفناه بهيت.
قال الحسن: وسألت ابن المبارك - قبل أن يموت - قال: أنا ابن ثلاث وستين.
سمعت بشر بن أبي الأزهر قال: قال ابن المبارك: ذاكرني عبد الله بن إدريس السن فقال: ابن كم أنت ؟ فقلت: إن العجم لا يكادون يحفظون ذلك ولكن أذكر أني ألبست الساد وأنا صغير عندما خرج أبو مسلم. قال: فقال لي: وقد ابتليت بلبس السواد ! قلت: إني كنت أصغر من ذلك، كان أبو مسلم أخذ الناس كلهم بلبس السواد الصغار والكبار.
ومات أبو عمر حفص بن ميسرة الصنعاني - صنعاء الشام - سنة إحدى وثمانين.
وفيها مات مصعب بن ماهان صاحب الثوري.
وفيها مات إسماعيل بن عياش.
حدثنا محمد بن فضيل سمعت أبي يقول: جاء ابن المبارك فدخل على أبي المليح الرقي فودعه، ثم كان بينهما أربعة عشر يوماً - يعني بين موت ابن المبارك وأبي المليح.
سمعت الحجاج بن محمد الخولاني قال: مات إسماعيل بن عياش سنة إحدى وثمانين ومائة يوم الثلاثاء لست مضت من جمادي.
وعزل عبد الله بن محمد بن عمران عن مكة، واستعمل عبيد الله بن قثم، فمات ابن قثم وهو وال على مكة في ذي الحجة سنة إحدى وثمانين ومائة.
وعلى المدينة عبد الله بن مصعب.
وفي سنة اثنتين وثمانين ومائة
حج بالناس موسى بن عيسى.
<47> قال ابن بكير: ولد الفضل بن فضالة بن عبيد الحميري - ويكنى أبا معاوية - سنة سبع ومائة، وتوفي في شوال سنة إحدى أو اثنتين وثمانين ومائة. وكأنه ثبت على إحدى.
قال ابن بكير: وولد أبو السمح عبد الله بن السمح بن أسامة التجيبي سنة خمس وعشرين ومائة، وتوفي سنة اثنتين وثمانين ومائة.
قال ابن بكير: ولد الليث بن عاصم - يكنى أبا الحارث الخولاني - سنة ثلاثين ومائة، وتوفي سنة اثنتين وثمانين ومائة.
قال أبو بشر بكر بن خلف وحسن: توفي يزيد بن زريع سنة اثنتين وثمانين ومائة.
وفيها توفي أبو يوسف يعقوب القاضي.
وفيها توفي علي بن يقطين، وصلى عليه محمد بن هارون أمير المؤمنين.

وفيها مات مروان بن أبي حفصة الشاعر.
وكان هارون استعمل عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن علي على مكة، وعلى المدينة عبد الله بن مصعب.
وفي سنة ثلاث وثمانين ومائة
حج بالناس العباس بن موسى.
حدثنا يعقوب قال: سمعت حسن يقول: مات هشيم بن بشير أبو معاوية السلمي سنة ثلاث وثمانين ومائة، وولد سنة أربع ومائة.
قال يعقوب: وسمعت هشام بن عمار وعبد الرحمن بن إبراهيم قالا: مات يحيى بن حمزة سنة ثلاث وثمانين - أي ومائة.
قال عبد الرحمن: سمعت أبا مسهر قال: ولد يحيى بن حمزة سنة ثلاث ومائة، ومات سنة ثلاث وثمانين.
<48> وسمعت محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي قال: مات عفيف سنة ثلاث وثمانين.
وقال علي بن المديني: مات إبراهيم بن سعد سنة ثلاث وثمانين ومائة، مات وهو ابن ثلاث وسبعين.
واستعمل حماد البربري في ذي القعدة، وعزل في المحرم.
وولي بكار بن عبد الله بن مصعب في هذه السنة المدينة. وشخص عبد الله بن مصعب أبوه إلى مدينة السلام فأقام الباب.
وفي سنة أربع وثمانين ومائة
حج بالناس إبراهيم بن محمد المهدي.
قال أبو بشر: مات بشر بن المفضل سنة أربع وثمانين ومائة.
وعزل حماد البربري في أول هذه السنة في المحرم عن مكة، واستعمل العثماني عليها في شهر ربيع.
وفيها قدم هارون مدينة السلام، وكان مسيره من الرقة في السفن في الفرات.
وفيها أخرج البقايا على عماله لما مضى من سني خلافته، وألزم بعضهم العشر، وبعضهم الخمس وترك لبعض ما عليه، وكان المتولي لذلك والناظر محمد بن جميل أبو صالح الكاتب.
وعلى مكة العثماني.
وعلى المدينة بكار بن عبد الله بن مصعب.
وفي هذه السنة أو سنة خمس حدث وكيع بن الجراح بمكة عن عن إسماعيل بن أبي خالد البهي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما مات لم يدفن حتى وجأ بطنه وانثنى خصره، وذكر غير <49> هذا. فرفع إلى العثماني فأرسل إليه فحبسه، وعزم على قتله وصلبه، وأمر بخشبة أن تنصب خارجاً من الحرم، وبلغ وكيعاً وهو في الحبس.
قال الحارث بن الصديق: فدخلت على وكيع لما بلغني - وقد سبق إليه الخير - قال: وكان بينه وبين وبين سفيان يومئذ تباعد، فقال: ما أرانا إلا وقد اضطررنا إلى هذا الرجل واحتجنا إليه - يعني سفيان. قال: قلت: يا أبا سفيان دع هذا عنك، فأنه إن لم يدركك فقد قال. فأرسل إليه وفزع إليه، فدخل سفيان على العثماني فكلمه فيه والعثماني يأبى عليه. فقال له سفيان: إني لك ناصح، إن هذا رجل من أهل العلم وله عشيرة، فإن أنت أقدمت عليه أقل ما يكون أن تقوم عليك عشيرته وولده بباب أمير المؤمنين، فيشخصك لمناظرتهم. قال: فعمل فيه كلام سفيان، وأمر بإطلاقه من الحبس.
قال الحارث بن الصديق: فرجعت إليه فأخبرته، ثم جاء الأعوان فأخرجوه من السجن، وركب حماراً، وحملنا متاعه، وخرج. قال الحارث: فدخلت على العثماني من الغد فقلت: الحمد لله الذي لم تبتل بهذا الرجل سلمك الله عز وجل. فقال: يا حارث ما ندمت على نيتي ندامتي على الذي خطر ببالي هذه الليلة حديث جابر بن عبد الله حولت أبي والشهداء بعد أربعين سنة فوجدناهم رطاباً ينشون لم يتغير منهم شيء.
فسمعت سعيد بن منصور يقول: كنا بالمدينة، فكتب أهل مكة إلى أهل المدينة بالذي كان من وكيع وابن عيينة والعثماني. وقالوا: إذا قدم المدينة فلا تتكلوا على الوالي وارجموه بالحجارة حتى تقتلوه، فعزموا على ذلك، وبلغنا الذي هم عليه، فبعثنا بريداً إلى وكيع أن لا يأتي إلى المدينة ويمضي من طريق الربذة - وقد كان جاوز مفرق الطريقين إلى المدينة - ، فلما أتاه البريد رجع راجعاً إلى الربذة ومضى إلى الكوفة.
وفي سنة خمس وثمانين ومائة
حج بالناس منصور بن محمد.
قال ابن بكير: ولد ضمام بن إسماعيل بن مالك المعافري - ويكنى أبا إسماعيل - سنة سبع وتسعين، وتوفي سنة خمس وثمانين ومائة.
<50> ومات أبو إسحق الفزاري سنة خمس وثمانين ومائة.
قال محمد بن فضيل: مات أبو إسحق الفزاري سنة ثمان وثمانين ومائة.
سمعت زيد بن المبارك قال: رأيت ابن عيينة سنة خمس وثمانين ومائة، جاء إلى أبي الدرداء ورد يسلم عليه.
حدثنا أبو يوسف قال: حدثني عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي قال: حدثني ابن سليمان بن عتبة قال: مات سليمان سنة خمس وثمانين ومائة، وسمعت أبا مسهر يوثقه.

سمعت عبد الرحمن بن إبراهيم قال: سمعت أبا مسهر يقول: ولد خالد بن يزيد بن أبي مالك سنة خمس ومائة، ومات سنة خمس وثمانين ومائة.
سمعت محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي قال: مات المعافى سنة خمس وثمانين ومائة، وولد عبد الوهاب سنة ثمان ومائة.
وفي هذه السنة قتل حاضر وصاحبه بين يدي هارون بالخيزرانية على رأيهما في الترفض، وولي قتل حاضر إبراهيم بن عثمان بن نهيك، وولى قتل صاحبه هرثمة بن أعين.
وفيها توفي عبد الصمد بن علي وهو ابن تسع وسبعين سنة، صلى عليه هارون أمير المؤمنين.
وفيها شخص هارون إلى الرقة على طريق الموصل.
وفيها وقعت صاعقة في المسجد الحرام في شهر رمضان فحرقت ظلة وقتلت رجلين.
وفيها توفي يزيد بن مزيد ببرذعة.
وأقام الحج منصور بن المهدي.
وعلى مكة العثماني، وعلى المدينة بكار بن عبد الله بن مصعب.
وفي سنة ست وثمانين ومائة
حج بالناس هارون.
وفيها كتب الكتابين.
<51> قال أبو بشر: مات المعتمر بن سليمان سنة ست وثمانين ومائة، وولد سنة ست ومائة.
سمعت أبا موسى قال: مات خالد بن الحارث سنة ست وثمانين ومائة، ومات معتمر سنة سبع وثمانين يوم قتل رمان، صلب رمان بالغداة وذهبنا في جنازة معتمر بالعشي. ومعتمر أسن من ابن عيينة وكذلك هشيم أكبر من ابن عيينة بثلاث سنين.
قال هشيم: فارقنا يعلى بن عطاء سنة عشرين ومائة وابن عيينة يومئذ ابن ثلاث عشرة سنة وهشيم ابن ست عشرة سنة.
وفي سنة سبع وثمانين ومائة
حج بالناس عبيد الله بن عباس بن محمد.
وفيها مات رباح بن زيد وهو ابن إحدى وثمانين سنة كما ذكر أحمد عن إبراهيم بن خالد الصنعاني مؤذن أهل صنعاء.
وفيها مات الفضيل بن عياض أبو علي في المحرم لإحدى عشرة مضت منه كما ذكر ابن أبي عمر.
سمعت عياضاً سنة سبع وثمانين ومائة.
قال زيد: أمسك رباح عن الحديث قبل موته بأكثر من عشر سنين.
قال زيد: وذهبت مع إبراهيم الرازي الصغير إلى رباح فدخلنا عليه فأراده إبراهيم بكل وجه أن يحدثه بشيء فأبى عليه، فقال له إبراهيم: حدثنا ابن المبارك عنك أن وهب بن منبه قال: إن للعلم طغياناً كطغيان المال. قال: فإن كان حدثك ابن المبارك بشيء فلم يحدث إلا الحق وإن كان حدثك بشيء فهو كما حدث. فلم يزدنا على هذا.
<52> قال زيد: قال ابن ثور: افرط رباح حين حدث وحين أمسك. قال: كان يكتب لهم في الرقاع فيقرأ عليهم، ثم أمسك فلم يكن يطمع فيه أحد.
وسمعت أبا موسى يقول: مات بشر بن المفضل سنة سبع وثمانين بعد معتمر بشهرين ونصف.
وفي سنة ثمان وثمانين ومائة
حج بالناس هارون.
وفيها مات رشدين بن سعد أبو الحجاج المهري.
سمعت أبا الطاهر يقول: مات في سنة تسع أو ثمان وثمانين ومائة.
سمعت محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي: مات عمر بن أيوب سنة ثمان وثمانين ومائة.
وفي سنة تسع وثمانين ومائة
حج بالناس العباس بن موسى بن عيسى.
قال محمد بن فضيل: مات عمر بن عبيد أخو يعلى سنة تسع وثمانين ومائة.
سمعت عبد الرحمن بن إبراهيم وهشام بن عمار قالا: مات شعيب سنة تسع وثمانين ومائة.
قال عبد الرحمن: في رجب.
وسمعت أبا موسى قال: مات عبد الأعلى سنة تسع وثمانين ومائة يوم قدم علينا وكيع عبادان قدمته الثانية.
حدثني عبد الرحمن بن عمر الحراني قال: وسمعت أبا مسهر يقول: كان صدقة صحيح الأخذ، صحيح الاعطاء.
<53> وفي سنة تسعين ومائة
حدثني نصر بن عبد الرحمن الكوفي قال: كتبنا عن حكام أراه سنة تسعين ومائة، ومات بمكة قبل أن يحج.
وفي سنة إحدى وتسعين ومائة
حج بالناس الفضل بن العباس بن محمد.
ومات عبد الرحمن بن القاسم المصري سنة إحدى وتسعين، ومات ليلة الخميس لتسع من صفر.
ومات مخلد بن حسين سنة إحدى وتسعين ومائة.
قال محمد: مات معتمر الرقي في شعبان سنة إحدى وتسعين ومائة.
وفي سنة اثنين وتسعين ومائة
حج بالناس العباس بن عبيد الله بن جعفر بن أبي جعفر.
ولد ابن إدريس سنة خمس عشرة ومائة، ومات سنة اثنين وتسعين ومائة.
سنة ثلاث وتسعين ومائة
حج بالناس داود بن عيسى بن موسى.
قال ابن بكير: توفي عبد الله بن كليب بن كيسان المرادي سنة ثلاث وتسعين ومائة، يكنى أبا عبد الله.

ومات ابن عليه إسماعيل بن إبراهيم مولى بني أسد سنة ثلاث وتسعين، وولد سنة عشر ومائة.
وسمعت حماد بن إسماعيل بن علية يقول: جاءنا سفيان بن وكيع سنة ثلاث وتسعين ومائة بعد موت أبي بيوم أو يومين مغرباً.
<54> وتوفي هارون أمير المؤمنين في شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وتسعين ومائة. واستخلف محمد بن هارون في سنة ثلاث وتسعين ومائة.
ومات أبو بكر بن عياش سنة ثلاث وتسعين ومائة.
سمعت سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي قال: سمعت أبا بكر بن عياش - وجاء إلى أبي يعزيه عن أخيه محمد بن سعيد وكان أكبر منه - فقال لأبي: متى ولد ؟ قال: مقتل الجراح. فقال أبو بكر: ذاك محتلمي.
وقال الحسن بن الربيع: ولد أبو بكر بن عياش سنة خمس وتسعين.
حدثني محمد بن فضيل قال: كنا بمكة سنة ثلاث وتسعين ومائة، فقدم علينا راشد الحناق فقال: دفنا إسماعيل بن علية يوم الخميس لخمس أو ست بقين من ذي القعدة. وقال: سرنا تسعة أيام.
قال أبو بشر نكر بن خلف: مات ابن علية وغندر في سنة واحدة والحق في شهر واحد.
قال محمد: أتيت مروان سنة ثلاث وتسعين ومائة فلم يحدثني، ثم قدمت سنة أربع وقد توفي.
قال: وكتبت من يحيى بن سليمان سنة ثلاث وتسعين ومائة، ثم وافيت سنة أربع وتسعين ومائة وقد مات.
قال: وحججت في هذه السنة فمررت بالكوفة وحفص بن غياث حي، ثم رجعنا إلى الكوفة وقد مات.
حدثني مجاهد بن موسى قال: حدثنا يحيى بن آدم قال: سألت أبا بكر بن عياش عن اسمه فقال: هو اسمي.
سنة أربع وتسعين ومائة
حج علي بن هارون بن محمد.
قال محمد: كتبنا من الوليد سنة أربع وتسعين بمكة، ثم خرج، فأخبرني من خرج معه أنه مات بمصدره بذي المروة.
<55> سمعت عبد الرحمن بن إبراهيم يقول: ولد سويد بن عبد العزيز سنة ثمان ومائة.
وسمعت هشام بن عمار وعبد الرحمن يقولان: مات سويد سنة أربع وتسعين ومائة.
سمعت سعيد بن يحيى الأموي قال: مات أبي في سنة أربع وتسعين ومائة.
سنة خمس وتسعين ومائة
حج بالناس داود بن عيسى بن موسى.
حدثنا محمد بن فضيل قال: مات أبو معاوية الضرير محمد بن خازم سنة خمس وتسعين ومائة في آخر صفر أو في أول شهر ربيع، وولد أبو معاوية سنة ثلاث عشرة ومائة.
سمعت عبد الرحمن بن إبراهيم قال: الوليد بن مسلم قال ابن ابنته: ولد سنة تسع عشرة ومائة.
سمعت هشام بن عمار يقول: مات الوليد سنة خمس وتسعين ومائة.
سمعت عبد الرحمن قال: الوليد في المحرم مات بذي المروة سنة خمس وتسعين ومائة.
سنة ست وتسعين ومائة
حج بالناس العباس بن موسى بن عيسى.
قال محمد بن فضيل: مات أبو سفيان وكيع بن الجراح الرؤاسي سنة ست وتسعين ومائة، وولد سنة تسع عشرة ومائة.
سنة سبع وتسعين ومائة
حج بالناس العباس بن موسى بن عيسى.
<56> وولد ابن وهب عبد الله بن وهب بن مسلم المصري في ذي القعدة سنة خمس وعشرين ومائة، ومات في شعبان لخمس بقين منه سنة سبع وتسعين ومائة.
مات بقية بن الوليد أبو يحمد الميتمي سنة سبع وتسعين ومائة.
قال ابن بكير: أخبرني ابن وهب قال: ولدت في ذي القعدة سنة خمس وعشرين ومائة.
حدثنا محمد بن المصفى قال مات بقية بن الوليد سنة سبع وتسعين.
فأخبرني عمر بن عثمان بن سعيد قال: مولد بقية سنة عشرة ومائة.
فأخبرني أبو أيوب سليمان بن سلمة الخبائري قال: بقية أبو يحمد ابن الوليد بن صائل الكلاعي الميتمي.
وقال يزيد بن عبد ربه: سمعت بقية يقول: ولدت سنة عشر ومائة.
سنة ثمان وتسعين ومائة
حج بالناس العباس بن موسى بن عيسى بن محمد أيضاً.
قال محمد بن أبي عمر: مات أبو محمد سفيان بن عيينة بن أبي عمران الهلالي - مولى لهم - سنة ثمان وتسعين ومائة، آخر يوم من جمادي الآخرة.
قال الحميدي: حدثنا سفيان قال: حدثني قاسم سنة عشرين ومائة وأنا يومئذ ابن ثلاث عشرة.
حدثنا الجعفي قال: قال سفيان: ولدت سنة سبع ومائة وحج بي أبي سنة أربع عشرة ومائة.
قال: وقدم علينا ابن شهاب سنة ثلاث وعشرين ومائة، قال: فسمعته يقول: إن أمير المؤمنين هشام بن عبد الملك بعثنا مع هذا الغلام ليقيم من أوده، ثم انتظراه من قابل فجاءنا نعيه، وحج ابنه ابن لهشام بن عبد الملك.

قال الجعفي: وسمعت سفيان بن عيينة سنة ثنتين وسبعين ومائة يقول: حدثنا أبو
<57> إسحاق منذ سبعين سنة قال: حدثنا صلة بن زفر منذ سبعين سنة قال: كنت جالساً عند عبد الله فجاءه رجل.
قال محمد بن فضيل: مات معن بن عيسى في شوال سنة ثمان وتسعين ومائة يوم الثلاثاء.
قال: ومات ابن نمير سنة ثمان وتسعين ومائة.
وفيها مات يحي بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي ومات عبد الرحمن وهو ابن ثلاث وستين، مولده سنة خمس وثلاثين ومائة.
حدثني محمد بن أبي عمر قال: قال سفيان: ربما مازحني هشام بن حجير فيقول يا أبا عبد الله أياماً حفظت وأنت غلام والغلام لا نجيز شهادته وأياماً حفظت وأنت رجل فنجيز لك.
سمعت أبا موسى يقول: مات يحيى بن سعيد سنة ثمان وتسعين ومائة، ومات عبد الرحمن بعده بأربعة أشهر.
ومات سفيان بن عيينة في هذه السنة.
وحدثنا محمد بن أبي عمر قال: قال سفيان: قدم علينا الزهري مكة في سنة ثلاث وعشرين ومائة فأقام إلى هلال المحرم ثم خرج فاعتمر من الجعرانة، وقال: لا يتبعني أحد. وأنا يومئذ ابن ست عشرة سنة وثلاثة أشهر، ولدت في النصف من شعبان سنة سبع ومائة، ومات الزهري سنة أربع وعشرين ومائة.
حدثنا محمد بن أبي عمر قال سفيان: قال الزهري: بعثنا هذا مع ابنه فنحن نقيم من أوده - يعني هشام بن عبد الملك.
وحدثنا محمد بن أبي عمر قال: قال سفيان: قلا لي مسعر: يقول فلان يحدث مسعر فلاناً ولا يحدثنا، وليس كل أحد يخف علي أن أكلمه وربما قال أنشط له.
<58> قلت له فأن جارنا خالداً قد كلمني أن أكلمك أن يأتيك فتحدثه. قال: قل له يجيء. قال: قلت له: وأنا أجيء معه ؟ قال: أما أنت فقد جئت عندنا.
قال علي بن المديني: حج سفيان ثنتين وسبعين وحجة، مات عطاء سنة خمس عشرة ومائة، وحج سفيان بعد موته بسنة وهو ابن تسع سنين، فلم يزل يحج إلى أن مات، وأقام بمكة سنة اثنتين وعشرين ومائة إلى سنة ست وعشرين ومائة، ثم خرج إلى الكوفة.
ومات يحيى بن سعيد القطان سنة ثمان وتسعين ومائة، وولد سنة عشرين ومائة.
ومات عبد الرحمن بن مهدي سنة ثمان وتسعين، وهو ابن ثلاث وستين سنة، ويكنى أبا سعيد، ولد سنة خمس وثلاثين ومائة.
قال علي: مات يحيى بن سعيد وله ثمان وسبعون، ومات سنة ثمان وتسعين في أولها، وعبد الرحمن بعده بأربعة أشهر، وابن عيينة بعد عبد الرحمن بسبعة أيام، وأبو الوليد أكبر من عبد الرحمن بثلاث سنين، وغندر أسن من يحيى بن سعيد.
سنة تسع وتسعين ومائة
حج بالناس حسين بن حسن الطالبي وجرد الكعبة.
قال ابن بكير: توفي شعيب بن الليث بن سعد ليوم بقي من شهر رمضان سنة تسع وتسعين ومائة، يكنى أبا عبد الملك.
وكان داود بن عيسى عامل مكة، واستعمل ابنه محمد بن داود على الحج سنة تسع وتسعين ومائة، فلما كان يوم سابع من ذي الحجة خطب الناس بمكة، وأخبرهم مناسكهم، ثم خرج يوم التروية إلى منى، وأمسى بالحج حتى صلى بالناس بمنى الظهر والعصر والمغرب والعشاء، ولم يصل بهم الصبح، وخرج من آخر الليل حتى لقيه بطرف الحرم، ثم توجهوا في طريق العراق هاربين، ودخل الحسين بن الحسن مكة يوم عرفة عند صلاة العصر وخطب الناس بمكة يوم عرفة، وانتظر الناس بعرفة حتى كادت العصر أن تفوت، ثم صلى الناس بعرفة بغير إمام، ثم خرجوا إلى الموقف ودفعوا بغير إمام حتى أتى حسين بن حسن عرفة إلى آخر الليل فوقف بها، ثم جاء المزدلفة من ليلته، وصلى بالناس بالمزدلفة فوقف بهم بقزح، ثم جمع <59> ثم دفع بهم حتى رمى الجمرة، وأفاض يوم النحر. ثم استمر عمله على مكة، ونزع كسوة البيت يوم هلال المحرم من سنة مائتين، وكساها ثياباً صفراء، وجعل فوق ذلك بياضاً، فلم يزل عاملاً على مكة. وبايعوا محمد بن جعفر بن محمد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب بالخلافة يوم الجمعة لثلاث خلون من شهر ربيع الأخر سنة مائتين، فلم يزل يسلم عليه بالخلافة حتى كان يوم الثلاثاء لخمس خلون من جمادي الأولى سنة مائتين.
سمعت أبا بشر بكر بن خلف قال: قد أخذ أبو شعيب المكفوف بيدي فأدخلني إلى محمد بن جعفر بن محمد فبايعته، وأمر لي بشقة ديباج مما كان نزعه عن لكعبة. قال: فتركته على أبي شعيب، وطرح من تلك الكسوة على الدواب دوابه ودواب أصحابه.
سنة مائتين
حج بالناس أبو إسحق بن هارون.

قال أبو يوسف: سمعت عبد الرحمن بن إبراهيم قال: سمعت أبا ضمرة يقول: ولدت سنة أربع ومائة. قال عبد الرحمن: ومات سنة مائتين. قال: وقال لي: من أين أنت ؟ قلت: من دمشق. قال: أعرفها والله وقد دخلتها أيام هشام. قال عبد الرحمن: وقال إنسان لأبي ضمرة: قرأت حديث جعفر عليه كما قرأت ؟ قال: مالي ولك قرأه عليه جار لنا ثم قال: حدثنا صالح بن كيسان النصري قال: سمعت محمد بن كعب يقول: ما يكذب الكذاب إلا من مهانة نفسه.
سمعت عبد الرحمن بن إبراهيم يقول: مات ابن شعيب وعمر في سنة مائتين، ومولدهما قريب بعضها من بعض، مولد ابن شعيب سنة ست عشرة ومائة، وعمر مولده سنة ثمان عشرة ومائة.
سمعت موسى بن عبد الرحمن بن مسروق الكندي قال: مات العنقزي سنة مائتين.
<60> وخرج محمد بن جعفر بن محمد يوم الثلاثاء لخمس خلون من جمادي الأولى سنة مائتين، فخرج في ذلك اليوم ومن كان معه حين ارتفع النهار ودخل ورقاء مكة بعد الظهر. ودخل إسحاق بن موسى بن عيسى مع العصر، - وكان عاملاً على صنعاء - فلما سمع بإبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد الطالبي مقبلاً يريد صنعاء خرج منها حتى قدم مكة ودخل الجلودي معه في آخر جمادي الأولى، فلم يزل عاملاً عليها وقدم نخلة جيش من صنعاء، فخرج إليهم الجلودي يوم سابع من ذي الحجة وهزمهما، وفرق جمعهم، ودخل أبو إسحق بن هارون أمير المؤمنين عاملاً على الحج سنة مائتين واستأمن محمد بن جعفر بن محمد بعد العصر...، فخرج إليه الجلودي والقاضي محمد بن عبد الرحمن، فقدموا به مكة لعشر من ذي الحجة، وألبسوه سواداً، ورقى المنبر فخلع نفسه وبايع لعبد الله. وقدم المدينة الحسين بن الحسن بن علي ومحمد بن سليمان، الذي كان عاملاً على المدينة ومكة، فخرج بهما رجاء إلى بغداد. وخرج بعد ذلك الجلودي بمحمد بن جعفر إلى عبد الله المأمون ليومين مضيا من المحرم، وخلف الجلودي ابنه عاملاً على مكة، وكان بينه وبين أهل مكة منازعة، فرموه بالحجارة حتى أدخلوه دار العجلة، وأخذ منهم أناساً فجلدهم، وقطع يد اثنين، وجلد عثمان بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر المخزومي.
وكان محمد بن علي بن عيسى بن ماهان قد استعمل على صنعاء، وخرج ابنه الأحول عليها، وكان مقيماً بمكة حتى جاءه العمل عليها.
وخرج ابن الجلودي إلى العراق.
واستمر عمل حمدويه بن علي على مكة.
سنة إحدى ومائتين
حج بالناس إسحق بن موسى بن عيسى الهاشمي.
قال: سمعت موسى بن عبد الرحمن بن مسروق الكندي قال: مات أبو أسامة سنة إحدى ومائتين.
وكان إسحق بن موسى جاء معه ببيعة علي بن موسى بن جعفر بن محمد الطالبي ولي عهد، فمنعه محمد بن علي إظهار ذلك، فلم يزل محمد بن علي عاملاً على مكة حتى خرج <61> في صفر سنة إحدى ومائتين إلى صنعاء، واستعمل يزيد بن محمد بن حنظلة على مكة، فكان يزيد عاملاً عليها حتى خرج عليه إبراهيم بن عبيد الله بن عثمان الحجبي في شهر ربيع الأول يوم الأحد لثنتي عشرة مضت من شهر ربيع الأول سنة إحدى ومائتين في جمع جمعهم إبراهيم بن عبيد الله، فاقتتلوا في المسجد الحرام، وقتل أصحاب إبراهيم بن عبيد الله النقار مولى جعفر بن سليمان...، فذكر لي بعض شيوخ مكة قال: خاف بنو مخزوم أن يدخل أصحاب إبراهيم والغوغاء دورهم، ففزعوا إلى العائذي، وكان مطاعاً في أهل مكة، فقالوا له: تركب فأنه إذا رأك الناس كفوا عنا. فركب بغلة وصار إلى المسجد ليكف الناس، فحمل عليه الغوغاء، واساؤوا له القول، وخاف على نفسه فصاح بمن كان معه فقال: شدوا على أولاد كذا، فحمل حملة وانكشف الغوغاء والناس، وأدركوا إبراهيم على باب شيبة، فضرب بالسيوف حتى حمل إلى داره بقعيقعان فجاءه يزيد بن محمد بن حنظلة في داره فأخرجه في شر محمل... السوق حتى أدخل السجن فمات إبراهيم من يومه ذلك.

واستمر عمل يزيد بن محمد على مكة حتى كان جمادي، وجاء إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد الطالبي مقبلاً من صنعاء إلى مكة، فجمعوا له وفرقوا الناس لمحاربة إبراهيم، فلما بلغهم قدومه أدام يزيد أخذ مكة وخندقوا مكة من أعلاها وأسفلها ونواحيها، واستخفى القاضي محمد بن عبد الرحمن وسهيل مولى للعباس وكثير ممن كان معهم، وخرجوا من مكة، فلم يزل يزيد بن محمد بن حنظلة في ذلك الجمع مقيماً بمكة حتى أشرف إبراهيم بن موسى بن جعفر على مكة. فسمعت أبا بشر بكر بن خلف قال: سمعت يزيد بن محمد بن حنظلة على منبر مكة يحث الناس على الاستشهاد والحركة معه، فقال: ألا إن الناس قد أجمعوا على المأمون فبايع له أهل الثغر الأكبر - أهل خراسان - وإن الله تعالى قال في كتابه: انقروا خفاقاً وثقالاً، فقدم إبراهيم بن موسى بن جعفر مكة من أعلاها يوم هلال شعبان ومعه العمري عمر بن إبراهيم وابنه، فتقدم العمري إلى يزيد بن محمد بن حنظلة وكلمهم أن يرجع عنهم، فأبى وأمر من معه بقتالهم، واقتحم القتال، وانهزم أصحاب يزيد عنه، وقتل يزيد، وقطع رأسه زياد مولى إبراهيم بن عبيد الله، فذهب به إلى أهل إبراهيم بن عبيد الله، ودخل إبراهيم بن موسى بن جعفر مكة يوماً مطيراً وأخذها، وعفا عن كل <62> من خرج عليه من الناس، فلم يزل عاملاً على مكة حتى قدم الجلودي يوم سابع من ذي الحجة عاملاً على مكة، وجاء بعمل إبراهيم من موسى بن جعفر على الحج.
سنة اثنتين ومائتين
حج بالناس إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد الطالبي، وفي سنة اثنتين ومائتين جاء بعمله الجلودي.
وولي عبيد الله بن الحسن الطالبي المدينة ومكة في شهر ربيع الأول سنة أربع ومائتين.
سنة ثلاث ومائتين
حج بالناس عبد الله بن سليمان بن علي بن عبد الله بن جعفر.
سمعت موسى بن عبد الرحمن بن مسروق قال: مات حسين الجعفي في سنة اثنتين أو أول سنة ثلاث ومائتين وزيد بن حباب العكلي ومحمد بن بشر وأبو داؤد الحفري وأبو أحمد الزبيري ويحيى بن آدم سنة ثلاث ومائتين.
وسمعت موسى بن عبد الرحمن قال: مات أبو داؤد الحفري ومحمد بن بشر والأحدب ويحيى سنة ثلاث ومائتين.
سنة أربع ومائتين
حج بالناس عبيد الله بن الحسن الطالبي.
مات أبو داود الطيالسي سنة أربع ومائتين، وهو ابن ثنتين وسبعين.
ومات أشهب بن عبد العزيز القيسي المصري في سنة أربع ومائتين، وولد سنة أربعين ومائة.
سنة خمس ومائتين
حج بالناس عبيد الله بن الحسن أيضاً.
<63> سنة ست ومائتين
حج بالناس عبيد الله بن الحسن أيضاً.
مات يزيد بن هارون، وحجاج بن محمد سنة ست ومائتين، وولد يزيد بن هارون سنة ثمان عشرة ومائة.
قال محمد: مات يزيد أول سنة ست ومائتين، وولد سنة سبع عشرة ومائة.
قال محمد بن فضيل: ومؤمل بن إسماعيل ومات المؤمل سنة ست ومائتين.
قال أبو الحسن: مات في شهر رمضان سنة ست ومائتين.
سنة سبع ومائتين
حج بالناس أبو عيسى بن هارون.
سمعت عبد الرحمن بن إبراهيم قال: الوليد بن يزيد ثقة مات سنة سبع ومائتين.
حدثنا عبد الرحمن بن عمرو قال: شهدت جنازة زيد بن عبيد بباب الصغير سنة سبع ومائتين.
سنة ثمان ومائتين
حج بالناس صالح بن هارون بن أمير المؤمنين.
قال محمد بن فضيل: مات وهب بن جرير سنة ثمان، حج علينا فسمعت منه، ثم صدر ومات في الطريق.
قال: وكان جعفر بن عون قدم في هذه السنة فصدر ومات.
وعبيد الله بن الحسن والي مكة والمدينة، فجاءه العزل في هذه الموسم مع صالح بن هارون، واستعمل صالح العباس بن محمد بن علي بن عبد الله على مكة في ذي القعدة سنة ثمان ومائتين، وقدم عبد الله بن الهجهاج بكتاب إلى عمرو بن عمر بن سعد السهمي بولاية <64> مكة، فوليها عمرو بن عمر صفر وشهر ربيع الأول وشهر ربيع الآخر، ودخل صالح بن العباس مكة آخر يوم من شهر ربيع الآخر واستعمل عمرو بن عمر على قضاء مكة.
سنة تسع ومائتين
حج بالناس صالح بن العباس بن محمد.
قال محمد بن فضيل: مات يعلى بن عبيد سنة تسع ومائتين، وولي قثم بن جعفر بن سليمان على المدينة، ثم عزل وولى بعده جعفر بن القاسم ابن جعفر بن سليمان العباسي.
سنة عشر ومائتين
حج بالناس صالح بن العباس.

وفيها مات مروان بن محمد الطاطري ومولده سنة سبع وأربعين ومائة.
سنة إحدى عشرة ومائتين
مات فيها عبد الرزاق بن همام أبو بكر، ومولده سنة ست وعشرين ومائة.
قال أبو يوسف: وحج بنا في هذه السنة صالح بن العباس.
واستقضي يوسف بن يعقوب الشافي في ذي الحجة سنة عشر ومائتين، جاءه القضاء من أمير المؤمنين.
سنة ثنتي عشرة ومائتين
حج بالناس عبد الله بن عبيد الله بن العباس بن محمد بن علي بن عبد الله ابن عباس.
مات فيها محمد بن يوسف الفاريابي مولى لبني تميم في أول هذه السنة.
وسمعت الثقة من أصحابنا قال: قال الفاريابي: ولدت سنة عشرين ومائة.
وفيها مات أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقريء في آخر السنة.
وفيها مات أبو المغيرة.
<65> سنة ثلاث عشرة ومائتين
حج بالناس عبد الله بن عبيد الله أيضاً.
ومات فيها أبو عاصم الضحاك بن مخلد الشيباني.
وحج بالناس عبد الله بن عبيد الله، واستقضي على مكة سليمان بن حرب. وفيها مات بشر بن شعيب.
وفيها مات عبد الوهاب بن سعيد بن عطية المفتي الدمشقي.
واستعمل عبيد الله بن عبد الله الحسني، وكان معه النوفلي، في مستهل ذي الحجة سنة ثلاث عشرة ومائتين، وعزل سنة أربع عشرة ومائتين.
سنة أربع عشرة ومائتين
حج بالناس إسحق بن العباس بن محمد.
مات عبيد الله بن موسى أبو محمد في هذه السنة، ومحمد بن عبد الله بن المثنى بن أنس الأنصاري، وسمعت الأنصاري سنة ثنتي عشرة ومائتين يقول قد أشرفت على أربع وتسعين سنة.
وفيها مات أحمد بن خالد الوهبي.
وفيها مات عمرو بن أبي سلمة التنيسي.
ومات سوار بن عمارة الرملي في هذه السنة أو في سنة خمس عشرة.
وعزل عبيد الله بن عبد الله الحسني عن مكة.
وولي مكة والمدينة سليمان بن عبد الله العباسي، وكان ابنه محمد على مكة يتداولان العمل مرة الأب على مكة والابن على المدينة.
وغزا المأمون الروم وفتح قرة، ودخل العباس ابنه من درب الحدث.
<66> وولي عبيد الله بن الجهم، وقدم معه بكور ومجه ملكي الحبش سنة خمس عشرة ومائتين.
سنة خمس عشرة ومائتين
حج بالناس عبد الله بن عبيد الله بن العباس بن محمد.
وفيها مات علي بن الحسن بن شقيق. وقال علي: ولدت قبل مقتل أبي مسلم.
وفيها مات محمد بن المبارك الصوري.
سمعت عبد الرحمن بن عمرو يقول: صلى على محمد بن المبارك أبو مسهر بباب الجابية، فلما فرغ أثنى عليه.
قال عبد الرحمن: وولد سنة ثلاث وخمسين ومائة.
حدثني الوليد بن عتبة عن مروان قال: ليس فينا مثله.
وسمعت عبد الله بن أحمد بن ذكوان قال: قال يحيى بن معين: محمد ابن المبارك شيخ البلد بعد أبي مسهر.
وقال عبد الله بن أحمد: وكان لا يحدث عن عمرو بن واقد حتى مات مروان بن محمد الطاطري.
قال: وكان مروان يقول: عمرو بن واقد كذاب.
سألت عبد الرحمن بن إبراهيم عن عمرو بن واقد فقال: لم يكن شيوخنا يحدثون عنه. وكأنه لم يشك أنه كان يكذب.
وغزا المأمون في هذه السنة.
سنة ست عشرة ومائتين
قال أبو يوسف: قدمت مكة في أول شهر رمضان، وسمعت مسند الحميدي ابتدأ فيه في شوال.
وحج عبد الله بن عبيد الله بن العباس بن محمد.
<67> وصدرت وأقمت بمكة إلى هلال المحرم، وخرجت عبد هلال المحرم إلى مصر، وقطع بنا مرة بالسويداء، وذلك في أول سنة سبع عشرة ومائتين.
ونعي إلينا محمد بن كثير المصيصي قبل أن يقدم مصر، على مرحلة من مصر.
سنة سبع عشرة ومائتين
سمعت من أبي صالح وسعيد بن أبي مريم وأبي الأسود النضر بن عبد الجبار وغيرهم.
وخرجت في آخر السنة إلى الشام.
وسمعت في هذه السنة أبا مسهر بدمشق يقول: كتب إلينا ابن لهيعة عن بكير بن عبد الله عن أم علقمة عن عائشة في الحامل ترى الدم ؟ قالت: لا تصلي.
وكان المأمون قدم مصر في المحرم، فأقام بها شهراً أو بعض شهر وقتل البيضاء وسباهم وخرج منها متوجهاً إلى طرسوس، وغزا أرض الروم، وأقام على لؤلؤة ولم يفتحها، ثم فتحها عجيف بعده.
وكتبت عن أبي توبة وغيره، ووافيت الحج في هذه السنة، وحج بنا سليمان بن عبد الله وهو وال على المدينة ومكة.
سنة ثمان عشرة ومائتين

وغزا المأمون الروم حتى إذا كان بالبذندون توفي عبد الله بن هارون في رجب، سنة ثمان عشرة ومائتين، فكانت خلافته إحدى وعشرين سنة إلا أياماً.
ونعاه محمد بن سليمان بمكة يوم الأربعاء لثلاث عشرة خلت من رمضان، وبايع لأبي إسحق بن هارون. فحمل إلى أذنة، ودفن بها يوم الأربعاء لثلاث وعشرين في شهر رمضان.
وحج بنا صالح بن العباس، قدم عاملاً على مكة والمدينة.
ومات أبو نعيم الفضل بن دكين سنة ثمان عشرة ومائتين، ومولده سنة ثلاثين ومائة.
<68> وفيها مات أبو مسهر، ومولده سنة أربعين ومائة.
وشهدت محمد بن عبد الرحمن القاضي المخزومي جاء إلى سليمان ابن حرب - وكان قد كتب إلى سليمان بن حرب أن يقف من القضاء - يسلم عليه ويودعه ويخرج إلى بغداد. فقال له سليمان: ما يخرجك ؟ قال: أذهب فأعزي أمير المؤمنين على القاضي، وأهنيه فيما يستقبل. فقال سليمان وضحك: إنما تخرج لعل ابن أبي دؤاد يعمل لك في قضاء مكة وهو لا يفعل، فأنه قد خرج ابن الحر فسيقضيه فيتخذه في صنيعه يذكر به، فأنت لا تكون صنيعة له أنت أجل من ذلك. وخرج فكان كما قال سليمان.
سنة تسع عشرة ومائتين
حج صالح بن العباس ووافى طاهر بن عبد الله بن طاهر - وأنا معه - بقفل الكعبة.
وهدمت زمزم في هذه السنة، وعملت بالذهب والفسيفساء وعملت القبة. وفيها مات أبو بكر الحميدي.
وفيها مات علي بن عياش الحمصي، ومولده سنة ثلاث وأربعين ومائة.
وقدم محمد بن إبراهيم مع طاهر وإبن فرج الرخجي ومعهم القفل مع ذهب مصمت، وكان بينهما وبين الحجبة منازعة حتى اصطلحوا على أن يقفل على البيت بقفلين؛ القديم، والذي قدموا به، وخرجت الحجبة إلى الخليفة، فطلبوا إليه وقالوا: هذا قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأمر برفع القفل الذي كان بعث به وأن يرد عليها القفل الأول، ووهب لهم القفل وأجازهم.
وهدمت زمزم، وعملت بالذهب والفسيفساء، وعملت القبة، وفرغ منها لخمس بقين من ذي القعدة سنة عشرين ومائة.
قال أبو يوسف: خرجت في هذه السنة سنة تسع عشرة فسمعت من آدم ومن أبي اليمان والوحاظي ومشايخ بفلسطين ودمشق وحمص.
<69> وحضرت سليمان جاءه طاهر بن عبد الله ومعه كتابه منهم: ابن شعيب مولى أبيه فقال لسليمان: تحمل كتبك وتجيئنا فتحدثنا. فأغتم سليمان لذلك، وكان ابن خاقان مجاوراً بمكة فقال سليمان: تعرف منزل ابن خاقان ؟ قال: قلت: نعم. قال: اذهب فقل له أن سليمان ينتظرك في المسجد. فدعوا به. فلما التقى مع سليمان، قال: أراك مغتماً ؟ قال: نعم قال لي هذا احمل كتبك وتجيئنا تحدثنا، ولا أفعل. فقال له ابن خاقان: لا تغتم فإن هذا أمر سهل، ومكانك حتى أرجع إليك. فدخل على طاهر، وخرج، فقال: قد كفاك الله. قال: غير رأيه ؟ قال: قلت له: أرى أن تأتي القاضي في مجلسه فإن الأمير يسر بذلك وترتفع عنده بإتيانك إلى العلماء. فراح إليه مع كاتبه ومعه ثلث مكتوب فجعل الكاتب يسأله ويحدثه.
سنة عشرين ومائتين
حج بالناس صالح بن العباس ووافى عجيف.
وفيها مات آدم بن أبي إياس.
وفيها مات عبد الله بن مسلمة بن قعنب في آخر السنة قبل هلال المحرم، أو بعد انسلاخ المحرم في صفر من سنة إحدى وعشرين ومائتين. وولي على القضاء حمد بن الحسين بن الحر، وقدم مكة وإذا في عهده: رأى أمير المؤمنين أن تولي محمد بن الحسين القضاء. فقال له صالح: إنما قال تولي فإن رضيت أن أوليك وتكون قاضياً، وإلا فأورد علي كتاباً ببيان ذلك. فقال له: - وكان منه وفيه - بل أرضى أن أكون قاضيك. فاستمر له القضاء على هذا السبيل.
سنة إحدى وعشرين ومائتين
حج بالناس محمد بن داود بن عيسى.
<70> وفيها مات أبو اليمان الحكم بن نافع، ومولده سنة ثمان وثلاثين ومائة.
وعزل صالح، وولي محمد بن داود بن عيسى.

وقدم عبد الله بن محمد العمري على شرط مكة من قبل محمد بن داؤد، ليومين خلتا من ذي الحجة سنة إحدى وعشرين ومائتين، وقبض العمل من صالح، وقدم محمد بن داود بن عيسى لسبع مضين من ذي الحجة سنة إحدى وعشرين ومائتين، وقد أعهده على الناس وحضر العرب قراءة عهده، وفي عهده أن يأخذ من الذهب الذهب ومن الفضة الفضة ومن الحب الحب ومن الغنم الحافر ومن الأبل الخف، فلما انقضى الموسم فرق عماله في عمله، وولى رجلاً من بني جمح سقعاً في عمله من سكسك وعامر فأحصى ماشيتهم وقال: هاتوا لكل فريضة ديناراً، فامتنعوا عليه وقالوا: أنت عاص خارجي تريد أن تغصبنا أموالنا، إنما في عهد صاحبك أن تأخذ من كل فريضة شاة غاية ثمنها وقيمتها سبعة دراهم إلى ثمانية دراهم، فشادهم وشادوه، وحاربهم وحاربوه حتى كان بينهم قتلى، وقتل الجمحي، ودعا ابن داؤد أخا الجمحي فولاه الناحية، فأذن له أن يسخر ويستعين بالأعراب وغيرهم، فخرج واستباح الحيين وكثر فساد جيشه. قال أبو يوسف: سمعت بعض السفهاء الذين خرجوا معه قال: افتضضنا أكثر من عشرة آلاف عذراء.
سنة اثنتين وعشرين ومائتين
حج بنا محمد بن عيسى.
وفيها مات أبو صالح يحيى بن صالح الوحاظي، ومولده سنة سبع وأربعين ومائة.
سنة ثلاث وعشرين ومائتين
حج بنا محمد بن داود، وخرج في الثمان من مكة ودخلها بعمرة، وقصر الصلاة في إقباله بمكة يخرج من داره - دار الأمارة - ويصلي بالناس ركعتين، ووقع الناس من ذلك في جهد ومكروه، كل رجل من أهل العلم ينكرون ذلك من فعله، وأنشأ الحج، وحج بنا على هذا السبيل.
<71> سنة أربع وعشرين ومائتين
حج بنا محمد بن داؤد بن عيسى.
وفيها مات محمد بن عثمان أبو الجماهر، ومولده سنة إحدى وأربعين ومائة.
وفيها مات سعيد بن الحكم بن محمد بن أبي مريم، وكان مولده سنة أربع وأربعين ومائة.
وفيها مات حيوة بن شريح، ويزيد بن عبد ربه.
سنة خمس وعشرين ومائتين
حج بنا محمد بن داؤد بن عيسى.
وفيها مات أصبغ بن نوح بن سعيد.
سنة ست وعشرين ومائتين.
لا أدري من حج بالناس لأني كنت بمصر.
سنة سبع وعشرين ومائتين
حج بالناس أمير المؤمنين جعفر بن أبي إسحق.
وفيها مات إسماعيل بن أبي أويس.
وفيها توفي أبو إسحق في شهر ربيع الأول.
وفيها خرج المبرقع بفلسطين.
وقاتل رجاء الحضاري أهل كفر بطنا.
وكانت خلافة أبي إسحق تسع سنين وشهرين وثمانية أيام.
واستخلف هارون بن أبي إسحق.
<72> سنة ثمان وعشرين ومائتين
حج بالناس محمد بن داؤد بن عيسى.
حدثني عبد الرحمن بن عمرو قال: حدثني أبو النضر الفراديسي قال: ولدت سنة إحدى وأربعين ومائة. ومات بعد أخذ المبرقع، وأخذ المبرقع بعد موت أبي إسحق أمير المؤمنين.
سنة تسع وعشرين ومائتين
حج بالناس محمد بن داؤد بن عيسى.
سنة ثلاثين ومائتين
حج بنا محمد بن داؤد بن عيسى.
قال أبو يوسف: ووافيت الموسم من مصر، وخرج ابن داؤد فتلقى إسحق بن إبراهيم، وأحرم بعمرة، ورجع إلى مكة - إلى داره ووطنه - يقصد الصلاة يخرج من الدار إلى المسجد، ويصلي ركعتين.
سنة إحدى وثلاثين ومائتين
حج بنا محمد بن داؤد بن عيسى.
وفيها مات يحيى بن عبد الله بن بكير للنصف من صفر، وخرج ابن داؤد فأحرم من خارج، وأنصرف إلى داره يقصد الصلاة في المسجد الحرام.
سنة اثنتين وثلاثين ومائتين
حج بنا محمد بن داؤد بن عيسى.
وتوفي هارون لست بقين من ذي الحجة، وكانت خلافته خمس سنين وتسعة أشهر إلا ستة أيام. واستخلف جعفر بن أبي إسحق لست ليال بقين من ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائتين، وكان جاء خبر مرض هارون قبل الموسم، ووجه إليه بماء زمزم وخلوق من خلوق الكعبة، ثم جاء نعيه يوم الخميس لست عشرة مضت من المحرم سنة ثلاث وثلاثين ومائتين.
<73> وفي سنة ثلاث وثلاثين ومائتين
حج بنا محمد بن داؤد بن عيسى، ونعى لنا هارون لست عشرة مضت من المحرم سنة ثلاث وثلاثين ومائتين، نعاه على المنبر عن كتاب وكيله إليه، وبايع جعفر، ثم جاءه الخريطة بموت هارون.
وفيها توفي إسحق بن إبراهيم البغدادي.
وفيها مات سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، وصل عليه مالك بن طوق، ومولده سنة ثلاث وخمسين ومائة.
سنة أربع وثلاثين ومائتين

حج بنا محمد بن داود بن عيسى.
وفيها مات محمد بن عبد الله بن نمير غرة شعبان وأبو خيثمة والقدميني وابن أبي عبدة العنبري في أول السنة صدر فمات قبل أن يقدم البصرة بليلة، وابن عبدة الهمداني، وابن نفيل، وعلي بن بحر البري ويحيى بن أيوب البغدادي، وأبو زيد عبد الرحمن بن أبي الغمر المصري.
وحج في هذه السنة ايتاخ، وصدر وذهب أثره إلى اليوم.
سنة خمس وثلاثين ومائتين
حج بنا محمد بن داؤد بن عيسى.
وفيها مات علي بن المديني، وأبو بكر بن أبي شيبة.
وفيها شهر أصحاب جعفر الخياط السيوف على الحاج في المسجد الحرام حتى وطيء الناس وقتل بعضهم بعضاً وذلك يوم خامس من الثمان يوم الجمعة.
وفيها عزل ابن حنظلة، قدم بكتاب عزله أبو العباس محمد بن داؤد، ورد على القضاء سنة ست وثلاثين ومائتين.
<74> سنة ست وثلاثين ومائتين
وفيها مات إبراهيم بن المنذر في المحرم صدر من الحج فمات بالمدينة.
ودعا محمد بن داؤد لمحمد وإبراهيم وأبي عبد اله ولاة العهد في صفر يوم الجعة لعشر من صفر. وقدم الشيعي من طريق البصرة فبويع لهم.
وتوفي أبو جعفر العلاف في جمادي الآخرة يوم الخميس غرة الهلال.
وتوفي محمد بن فضيل ليلة الجمعة لست مضين من شعبان.
ونعي لنا محمد بن حاتم بن ميمون، نعاه لنا العمار الذين قدموا من البصرة في جمادي الأولى.
وفيها توفي شيبان الأيلي نعاه الحاج.
قال أبو يوسف: وحججت في هذه السنة، حج بنا المنتصر، وصدرت إلى البصرة، وعزل ابن داؤد عن مكة، وولي عليها عيسى بن علي خرج من البصرة في شهر رمضان وذلك سنة سبع وثلاثين ومائتين وأنا بفارس، وحج هو بالناس، وحج معه ابن داؤد، ثم صدر، ومات في الطريق.
ومات عبد الأعلى وأنا بالبصرة.
ومات عبيد الله بن معاذ، وابن حسان، وعباس النرسي وإسحق بن إبراهيم.
سنة ثمان وثلاثين ومائتين
حج بالناس عيسى بن علي، وصدر، ومات وأنا بفارس.
ومات صفوان بن صالح الثقفي الدمشقي سنة سبع وثلاثين، مولده سنة ثمان أو تسع وستين ومائة.
سنة تسع وثلاثين ومائتين وسنة أربعين
حج بالناس محمد بن داود بن عسى، قال أبو يوسف: وأنا بالسيرجان.
<75> وحج بالناس سنة أربعين وأنا ببلخ ابن محمد بن داؤد بن عيسى.
وفيها توفي أبو بشر بكر بن خلف.
وتوفي الوليد بن عتبة سنة أربعين ومائتين، ومولده سنة ست وسبعين ومائة.
وفيها توفي أبو رجاء قتيبة بن سعيد في شعبان أو رمضان.
وفيها توفي علي بن أبي علي.
سنة إحدى وأربعين ومائتين
قال أبو يوسف: حج بنا سنة إحدى وأربعين ومائتين محمد بن داؤد ابن عيسى.
ومات أبو توبة.
ومات أبو قدامة في شهر ربيع الأول.
ومات أبو عبد الله أحمد بن حنبل في شهر ربيع الآخر يوم الجمعة.
وسار رسول من الكرخ إلى نيسابور ثمانية أيام نعاه.
وصدرت من سنة إحدى وأربعين إلى فلسطين، وقدمت عسقلان في عشرين ليلة.
وسمعت هشام بن عمار في سنة اثنتين وأربعين ومائتين يقول: سمعت من سعيد بن بشير مجلساً مع أصحابنا فلم أكتبه. قال هشام: ورأيت بكير ابن معروف، وسمعت منه الكثير ولم أكتب منه شيئاً، وكان يخضب بحمرة. قال: وكتب إلي ابن لهيعة وإلى ابن عبد الأعلى - يعني أبا مسهر - وثالثاً ذكره مائة حديث وحديثين. وقدمت مصر بعد ذاك قدمتين. قلت: وقد مات الليث بن سعد وابن لهيعة ؟ قال: نعم. قال: وأكلت عند الشافعي وكلمته وكلمني بمصر، ومولد هشام بن عمار سنة ثلاث وخمسين ومائة.
حدثنا أبو صالح عبد الله بن صالح قال: حدثني إبراهيم بن سعد عن أبيه عن جده قال: سمعت سعد بن أبي وقاص لما مات عبد الرحمن بن عوف يقول: واجبلاه.
حدثنا المكي بن إبراهيم حدثني الجعد بن عبد الرحمن عن عائشة بنت سعد أن <76> سعد بن مالك أذن بسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل - وهلك بالعقيق - فخرج إليه سعد فغسله.
حدثنا عبد الله بن عثمان قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا سيف بن أبي سليمان قال: سمعت مجاهداً يقول: توفي عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، فاصعد معه ابن عمر حتى إذا جاء الردم أعلى مكة قال: ردوا النساء.
حدثني الربيع بن يحيى المرثي قال: حدثنا شعبة قال: حدثنا عيينة عن أبي بكرة أنه كان في جنازة عثمان بن أبي العاص.

حدثنا سعيد بن منصور قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم قال: أخبرنا عيينة عن أبيه قال: شهدت جنازة عبد الرحمن بن سعرة، وخرج زياد يمشي بين يدي سريره، فلما كان ببعض الطريق لقينا أبو بكرة.
حدثني أبو بشر بكر بن خلف قال: حدثنا المعتمر عن قرة بن خالد عن أبي الضحاك قال: رأيت مصعب بن الزبير يمشي في جنازة الأحنف ابن قيس بغير رداء.
قال أبو يوسف: زعموا من الحر فعل.
حدثني عبد العزيز بن عمران قال: أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني مخرمة عن أبيه عن نافع: أنه صلى مع أبي هريرة على عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم حين صلوا الصبح.
حدثني عبد العزيز بن عمران قال: حدثنا ابن وهب قال: أخبرني أسامة: أن نافعاً مولى ابن عمر أخبره قال: وضعت جنازة أم كلثوم امرأة عمر وابن لها يقال له زيد، والامام يومئذ سعيد بن العاص، وفي الناس ابن عباس وأبو هريرة وأبو سعيد الخدري وأبو قتادة.
حدثنا سعيد بن منصور قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم قال: أخبرنا يونس بن عبيد عن عمار بن أبي عمار مولى بني هاشم قال: كنت فيمن يختلف بين أم كلثوم وابنها زيد فصلى عليهما أمير المدينة وثم الحسن والحسين.
<77> حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير قال: حدثني عبد الله بن لهيعة قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب أن عطاء بن الزيات حدثه أن الوليد بن عتبة صلى على أبي هريرة.
حدثني عبد العزيز بن عمران قال: قال ابن وهب: أخبرني عمرو بن الحارث عن ابن أبي حبيب عن عطاء بن الزيات.
حدثني عبد العزيز قال: حدثنا ابن وهب قال: أخبرنا ابن جريج قال: قلت لنافع: أكان ابن عمر يكره أن يصلي وسط القبور ؟ قال: لقد صلينا على عائشة وأم سلمة وسط البقيع، والأمام يوم صلينا على عائشة أبو هريرة، وحضر ذلك عبد الله بن عمر.
حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن أبي النضر مولى عمر بن عبد الله عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها أمرت أن يمر عليها سعد بن أبي وقاص في المسجد - حين مات - لتدعو له.
حدثنا أبو بكر الحميدي حدثنا عبد العزيز بن محمد عن عبد الواحد بن حمزة عن عباد بن عبد الله بن الزبير عن عائشة أنها أمرت بسعد بن أبي وقاص أن يمر به في المسجد لتصلي عليه.
حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسماعيل بن أبي خالد عن موسى بن عبد الله بن يزيد:: أن علياً صلى على أبي قتادة فكبر عليه سبعاً وكان بدرياً.
حدثنا الحجاج قال: ثنا أبو عوانة عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن عبد الله بن مغفل: أن علياً صلى على سهل بن حنيف فكبر عليه ستاً.
حدثنا أبو بكر الحميدي قال: حدثنا سفيان قال: سمعت الأعمش يقول: سمعت أبا وائل شقيق بن سلمة قال: لما كان يوم صفين وحكم الحكمان سمعت سهل بن حنيف يقول: حدثنا قبيصة قال: حدثنا سفيان عن سالم بن أبي حفصة عن أبي حازم قال: أنا رأيت الحسين بن علي حين مات الحسن وهو يقول بأصبعه هكذا أقدم فلولا أنها سنة ما قدمت.
<78> حدثنا سعيد عن سفيان عن سالم بن أبي حفصة عن أبي حازم الأشجعي: أن حسين بن علي قال لسعيد بن العاص: أقدم - يعني علي بن الحسين - فلولا أنها سنة ما قدمت.
حدثنا عبد الله بن عثمان عن أبي حمزة السكري عن عطاء بن السائب عن محارب بن دثار قال: ماتت أم المؤمنين - أظنها ميمونة - فأوصت أن يصلي عليها سعيد بن زيد.
حدثنا أبو عامر قبيصة وأبو نعيم قالا: حدثنا سفيان عن أبي إسحق قال: خرجنا مع جنازة الحارث الأعور فقال: فلان - لم أوع من أبي نعيم. وقال قبيصة: فقال عبد الله بن زيد الخطمي: اكشطوا الثوب - قال أبو نعيم: اكشفوا - فأنما هو رجل.
حدثنا إسماعيل بن إبراهيم قال أخبرنا شعبة عن أبي إسحق قال: أوصى الحارث أن يصلي عليه عبد الله بن يزيد الأنصاري. فقال: اكشطوا الثوب عن القبر.
حدثنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا سفيان عن أبي إسحق قال: أوصى أبو ميسرة أن يصلي عليه شريح.
حدثنا عبد الله بن عثمان قال: حدثنا عبد الله قال: شعبة: كنا في جنازة أبي معشر وعليها زحام فقلت لمنصور.

حدثنا سليمان بن حرب وعبد الله بن عثمان قالا: حدثنا حماد بن زيد عن أيوب قال: خرجنا في جنازة زرارة بن أوفى في يوم شديد الحر، فما زال محمد قائماً حتى وضع في اللحد. - هذا لفظ ابن عثمان - ولفظ سليمان قال: خرجنا في جنازة زرارة بن أوفى فانتهينا إلى القبر ولم يلحد. قال: فقام محمد حتى وضع في اللحد. قال أيوب: بلغ محمداً حديث عن ابن عمر أظنه على غير وجهه.
<79> حدثنا عبد الله بن عثمان قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا معمر عن علي بن يزيد: أن ابن عباس، لما دفن زيد بن ثابت، حثا عليه التراب.
حدثني أبو بشر قال: حدثني عبد الرحمن بن مهدي عن حماد بن سلمة عن ثابت قال: أوصى عبد الله بن مغفل أن يصلي عليه أبو برزة.
حدثنا عبد الله بن عثمان قال: أخبرنا عبد الله قال: قال سفيان: أوصى تميم بن سلمة أن يصلي عليه منصور، فحضر الأمير، فصلى عليه الأمير.
حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا خالد بن الحارث قال: حدثنا عوف عن خزاعي من ولد عبد الله بن مغفل قال: أوصى عبد الله بن مغفل قال: ليلني أصحابي ولا يصلي علي إبن زياد.
قال: فوليه أبو برزة وعائذ بن عمرو وناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حدثني ابن بكير وأبو زيد قالا: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبيه قال: رأيت علياً بن حسين يحمل جنازة عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود.
حدثنا ابن بكير قال: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن حمزة بن عبد الله بن عتبة بن مسعود قال: كان عمر بن عبد العزيز يقول: لو كان عبيد الله حياً ما صدرت إلا عن رأيه.
حدثنا ابن نمير حدثنا ابن أدريس عن أبيه وأشعث عن أبي إسحق قال: شهدت زر بن عبد السلولي فأجاز شريح شهادتي وحدي.
حدثني أبو بشر قال: حدثني أبو قتيبة عن شعبة عن نعيم بن أبي هند قال: رأيت أبا وائل في جنازة خيثمة على حمار واضعاً يده على رأيه وهو يقول: واعيناه.
حدثنا بندار قال: حدثنا عبد الرحمن وابن أبي عدي قال: حدثنا شعبة عن ابن حصين قال: أوصى عبيدة السلماني أن يصلي عليه الأسود بن يزيد. قال: وكان عند غروب الشمس، فخشي أن يصلي عليه المختار، فبادر فصلى عليه.
<80> حدثنا أبو موسى قال: حدثنا محمد بن جعفر عن شعبة عن يزيد ابن أبي زياد قال: رأيت أبا جحيفة ومروا عليه بجنازة أبي عبد الرحمن السلمي قال: مستريح ومستراح منه.
حدثني محمد بن عبد الله بن عمار قال حدثنا ابن ادريس عن شعبة عن نعيم بن أبي هند قال: رأيت أبا وائل على حمار في جنازة خيثمة وهو يقول: واحسرتاه أو كلمة نحوها.
حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا خالد بن الحارث قال: حدثنا عوف عن خزاعي من ولد عبد الله بن مغفل قال: أوصى عبد الله بن مغفل فقال: ليلني أصحابي ولا يصلي علي إبن زياد. قال: فوليه أبو برزة وعائذ ابن عمرو وناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة عن يزيد بن أبي زياد قال: مات أبو عبد الرحمن السلمي، فمروا به على أبي جحيفة فقال: مستريح ومستراح منه.
حدثنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا العلاء بن صالح عن الحكم عن حنش قال: مات سهل بن حنيف، فأتي به الرحبة، فصلى عليه علي فكبر ست تكبيرات، فكأن بعض القوم أنكر ذلك، فقلنا له فقال: أنه بدري. فلما أتينا الجبانه لحقنا قرظة بن كعب في ناس من قومه أو في ناس من الأنصار فقالوا: يا أمير المؤمنين لم نشهد الصلاة عليه. فقال: صلوا عليه. فصلوا عليه فكان امامهم قرظ بن كعب.
حدثنا عبيد الله بن عثمان قال: حدثنا عبد الله قال حدثنا سفيان عن أسلم المنقري عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه قال: لما وقع الناس بأمر عثمان لقيت أبي بن كعب.
حدثنا ابن عثمان حدثنا عبد الله حدثنا أبو عوانة عن سليمان الشيباني قال: حدثنا أسير بن عمرو قال: لما كان في الناس من القتل ما كان سمعت بأبي مسعود قد سار فلحقته بالسيلحين فقلت له: قد كان لك صاحبان كان منزعي إليهما حذيفة وأبو موسى، قال: يعني قد ماتا.

حدثنا أبو بكر الحميدي قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا عمرو بن دينار عن أبي جعفر <81> أنه أخبره قال: أخبرني حرملة مولى أسامة قال: بعثني أسامة بن زيد إلى علي بن أبي طالب، ثم قال لي: إنه سيسألك عني ويقول: ما خلفه عني ؟ فأقرئه السلام، وقل له يقول لك والله لو كنت في شدق الأسد لأحببت أن أكون معك، ولكن هذا أمر لم أره. فأتيت علياً فأخبرته.
حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع قال: قدم ابن عمر بعد وفاة عاصم بن عمر ثلاثاً، فأتى قبره فصلى عليه.
حدثنا عبد الله بن رجاء قال: أخبرنا زايد عن أبي إسحق عن علقمة ابن يزيد قال: صلى علي على مرثد بن المكفف النخعي فجاء قرظة بن كعب وأصحابه بعد الدفن فأمرهم أن يصلوا عليه.
حدثنا ابن عثمان قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا شريك عن محمد بن عبد الله الجعلي عن عمرو بن مرة عن خيثمة: أن أبا موسى صلى على الحارث بن قيس الجعفي بعدما صلي عليه أدركهم بالجبان.
حدثني عبد الحميد بن بكار قال: أخبرنا محمد بن شعيب قال: أخبرني سعيد بن بشير: أن قتادة حدثهم: أن بشير بن كعب أتى قبر عبد الله بن عبد الرحمن بعدما دفن فكبر، وصلى عليه كما يصلي على الجنائز.
حدثنا سعيد بن منصور قال: حدثنا مهدي بن سحنون عن شعيب بن الحبحاب قال: كان إبراهيم متوارياً من الحجاج، فمات فدفن ليلاً، فشهدت الصلاة عليه، ثم غدوت إلى الشعبي فجلست إليه فقال: لقد مات البارحة رجل ما ترك بعده مثله.
حدثنا أبو اليمان قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن ابن عبد ربه قال: أتى الصنابحي دمشق، فحضره الموت، فقال ليزيد بن نمران: إن أنا مكثت في هذا البيت ثلاثة أيام فالتمسوا لي قبراً سليماً.
حدثنا ابن عثمان قال: أخبرنا عبد الله قال أخبرنا ابن جريج قال: سمعت ابن أبي مليكة.
وحدثنا عبد العزيز عن ابن وهب عن ابن جريج نحوه، يقول: رأيت ابن عباس <82> لما فرغ من قبر عبد الله بن السائب، فقام الناس عليه قام ابن عباس فوقف عليه.
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا الأسود بن شيبان قال: كان الحسن في جنازة النضر بن أنس فقال الأشعث بن سليم العجلي: يا أبا سعيد إنه ليعجبني أن لا أسمع في الجنازة صوتاً. فقال: إن للخير أهلين.
قال: وصلى موسى بن أنس يومئذ في قبر النضر بن أنس.
حدثني نوح بن الهيثم العسقلاني قال: حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن جده قال: رأيت سعداً بين عمودي سرير عبد الرحمن واضعه على كاهله.
حدثنا ابن عثمان قال: أخبرني أبي عن شعبة قال: سمعت سعد بن إبراهيم يحدث عن أبيه قال: رأيت سعد بن أبي وقاص في جنازة عبد الرحمن بن ابن عوف.
حدثنا الحميدي قال: حدثنا سفيان حدثنا إسماعيل عن أبي إسحق قال: رأيت أبا جحيفة وهو آخذ بقائمة سرير أبي ميسرة.
حدثنا آدم قال: حدثنا شعبة قال: حدثنا أبو بشر: أنه سمع يوسف ابن ماهك يقول: رأيت ابن عمر في جنازة رافع بن خديج.
حدثنا ابن بكير وابن أبي الغمر قالا: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبيه قال: رأيت علي بن حسين يحمل جنازة عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ابن مسعود.
حدثنا محمد بن عبد العزيز الرملي: قال: حدثنا عبد الغني بن عبد الله بن نعيم الأردني قال: خرجت علينا جنازة سليمان بن عبد الملك ورجاء بن حيوة آخذ بمقدم السرير.
حدثنا هشام بن عمار حدثنا معن قال: حدثنا هارون مولى قريش قال: رأيت المطلب بين عمودي سرير جابر بن عبد الله كان عندنا خارجه. فقال هشام: جابر بن عبد الله.
حدثنا أبو بشر حدثنا المعتمر عن قرة بن خالد عن أبي الضحاك قال: رأيت مصعب بن الزبير يمشي في جنازة الأحنف بغير رداء، وكان سيد الناس يومئذ - يعني الأحنف.
<83> حدثني عبد العزيز بن عمران قال حدثنا ابن وهب قال: أخبرني ابن أبي الزناد عن أبيه قال: كنت جالساً مع عبد الله بن جعفر بن أبي طالب بالبقيع فاطلع علينا جنازة.
حدثنا ابن الأصبهاني قال: حدثنا شريك عن عاصم عن أبي وائل قال: أوصى أبو ميسرة: إذا أنا مت فأسرعوا بي المشي.
حدثنا ابن عثمان حدثنا عبد الله قال: أخبرنا ابن جريج وأخبرني عطاء قال: حضرنا مع ابن عباس جنازة ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم بسرف.

حدثنا أحمد بن يونس قال: حدثنا أبو شهاب عن ابن عون عن عامر عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: كنا مع عقبة بن عمرو أبي مسعود عند قنطرة السالحين فلحقنا جنازة.
حدثنا سعيد قال: ثنا إسماعيل بن إبراهيم قال: أخبرنا أيوب عن ابن أبي مليكة قال: دخلت على أسماء بنت أبي بكر بعد قتل عبد الله بن الزبير، قال: وجاء كتاب عبد الملك أن يدفع إلى أهله، فأتيت به أسماء، فغسلته وكفنته وحنطته، ثم دفنته. قال أيوب: وأحسب قال: فما عاشت بعد ذلك إلا ثلاثة أيام، ثم ماتت.
حدثنا ابن عثمان قال: أنبأنا عبد الله قال: أنبأنا داؤد بن قيس قال: حدثتني أمي قالت: مات سعد بن أبي وقاص بالعقيق، قال داؤد: وهو على نحو عشر أميال، قالت: فرأيته حمل على أعناق الرجال حتى أتي به، فدخل به المسجد من نحو باب مروان، فوضع عند بيوت النبي صلى الله عليه وسلم، بفناء الحجر، فصلى الامام عليه، ثم وصليت عليه بصلاة الامام.
حدثنا الحسن بن الربيع قال: حدثنا مهدي بن ميمون قال: رأيت الحسن في الجبان صلى على أبي نضرة.
<84> حدثنا آدم قال: حدثنا شعبة عن مسعر بن كدام عن ثابت بن عبيد قال: صليت مع زيد بن ثابت على أمه فكبر عليها أربعاً.
حدثنا عمرو بن مرزوق قال: أخبرنا شعبة عن سعيد بن إبراهيم عن طلحة بن عبد الله بن عوف قال: صليت خلف ابن عباس على جنازة وأنا غلام شاب.
حدثنا عبد الله بن يوسف قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز أظنه عن سليمان: أن حبيب بن مسلمة صلى على شرحبيل بن السمط.
حدثنا ابن عثمان قال: حدثنا عبد الله قال: قال سفيان: أوصى تميم ابن سلمة أن يصلي عليه منصور، فحضر الأمير فصلى عليه الأمير.
حدثنا عبيد الله بن موسى حدثنا سفيان عن أبي إسحق قال: أوصى أبو ميسرة أن يصلي عليه شريح.
حدثنا ابن عثمان قال: حدثنا عبد الله حدثنا المعتمر: أن الحسن دخل على أبي نضرة وهو مريض، فقال أبو نضرة: لِ الصلاة علي.
حدثنا أبو عمر النمري وسليمان بن حرب قالا: حدثنا شعبة قال: أخبرني أبو بكر بن حفص قال: رأيت ابن عمر في جنازة رافع بن خديج فسمعت ابن عمر يقول: إن لم تصلوا عليه حتى تطفل الشمس، فلا تصلوا عليه حتى تغيب.
حدثنا ابن قعنب وابن بكير عن مالك عن محمد بن أبي حرملة مولى عبد الرحمن بن أبي سفيان بن حويطب: أن زينب بنت أبي سلمة توفيت وطارق أمير المدينة. قال ابن أبي حرملة: فسمعت ابن عمر يقول لأهلها.
حدثنا أبو نعيم وقبيصة قالا: حدثنا سفيان عن إسماعيل بن أبي خالد عن حكيم بن جابر: أن الحسن بن علي وضأ الأشعث عند موته وضوء.
<85> حدثنا أبو نعيم بن دكين قال : ثنا حنش بن الحارث بن لقيط النخعي ونحن في مسجدهم قال: رأيت سويد بن غفلة يمر إلى امرأة له في بني أسد، وهو ابن سبع وعشرين ومائة.
حدثنا يحيى بن عبد الحميد قال: ثنا شريك عن عثمان بن أبي زرعة عن أبي ليلى الكندي عن سويد بن غفلة قال: أخذت بيد مصدق النبي وأتيته بناقة عظيمة فقال: أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إذا أخذت خيار مال المرء، فأتيته من الأبل فقبلها.
حدثنا سعيد قال: حدثنا هشيم قال: أخبرنا هلال بن خباب عن ميسرة أبي صالح عن سويد بن غفلة قال: أتانا مصدق النبي صلى الله عليه وسلم فأتيته، فجلست إليه فسمعته يقول: إن في عهدي أن لا نأخذ من راضع لبن، ولا نفرق بين مجتمع، ولا نجمع بين متفرق، وأتاه رجل بناقة كومة فقال: خذها. فأبى.
حدثنا أبو بكر الحميدي قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا عاصم بن كليب الجرمي قال: رأيت سويد بن غفلة يمر بنا ماشياً إلى الجمعة، وهو ابن ست عشرة ومائة، وتزج بكراً وهو ابن ست عشرة ومائة.
حدثنا سعيد بن منصور قال: حدثنا هشيم قال: حدثنا مغيرة عن أبي وائل قال: أتانا مصدق النبي صلى الله عليه وسلم، فكان يأخذ من كل خمسين ناقة ناقةً، فأتيته بكبش لي، فقلت: خذ صدقة هذا. فقال: ليس في هذا صدقة.
حدثني أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش قال: قال لي شقيق: يا سليمان لو رأيتني ونحن هراب من خالد بن الوليد يوم بزاخة فوقعت عن البعير فكادت تندق عنقي فلو مت يومئذ كانت النار. وسمعت شقيقاً يقول: كنت يومئذ ابن إحدى عشرة سنة. وفي نسخة أخرى إحدى وعشرين سنة.

حدثني ابن نمير قال: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق قال: جاءنا كتاب أبي بكر ونحن بالقادسية، وفي أسفله وكتبه عبد الله بن أرقم.
<86> حدثني أبو سعيد الأشج قال: حدثنا أحمد بن بشير عن إسماعيل بن أبي خالد عن سعيد بن جبير قال: سمعت عمرو بن ميمون يقول: عبدت اللات في الجاهلية.
وحدثنا أبو سعيد قال: حدثنا عمرو بن قيس بن يسير عن أبيه عن جده يسير بن عمرو وكان جاهلياً قال: احرم الأحمق.
حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو معاوية عن الشيباني عن يسير بن عمرو قال: كنت على عهد نبيكم ابن إحدى عشرة سنة.
حدثنا بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو بكر عن أبي إسحق قال: كان عمرو بن ميمون جاهلياً.
حدثني أبو يعقوب يوسف بن محمد الصفار قال: حدثنا أبو أسامة عن هشام بن حسان عن ابن سيرين قال: قال عبيدة: أسلمت وصليت قبل أن يقبض النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين.
حدثني محمد بن علي قال: حدثنا النضر بن شميل قال: أخبرنا ابن عون عن ابن سيرين قال: كان عبيدة عريف قومه فقال له شاب: يا أبا مسلم.
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا عيسى بن عبد الرحمن السلمي قال: سمعت أبا عمرو الشيباني يقول: أذكر أني سمعت برسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أرعى إبلاً لأهلي بكاظمة.
حدثني أبو بشر بكر بن خلف قال: حدثنا يحيى بن سعيد عن هشام ابن حسان عن محمد بن سيرين عن عبيدة قال: أسلمت قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بعامين ولكني لم أره.
حدثني إسماعيل بن الخليل قال: حدثنا حفص عن إسماعيل بن أبي خالد قال: وقف عمرو بن ميمون على أبي عمرو الشيباني قال: فرأيناه يبتسم. قال: ثم أتانا، فقلنا له: أي شيء قال لك ؟ قال: إني عبدت اللات في الجاهلية.
حدثنا أبو بكر قال: حدثنا سفيان حدثنا إسماعيل بن أبي خالد قال: سمعت أبا عمرو الشيباني - وكان قد عاش عشرين ومائة - يقول: تكامل شبابي يوم القادسية وكنت ابن أربعين سنة.
<87> حدثنا أبو النعمان قال حدثنا ثابت قال: حدثنا عاصم قال سألت أبا عثمان: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قال: لا. قلت: رأيت أبا بكر ؟ لا ولكني أتبعت عمر حين قام. قال: وقد صدقت إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات.
حدثنا عثمان بن الهيثم قال: حدثنا عمران بن حدير عن أبي عثمان وهو عبد الرحمن بن مل.
حدثني أبو بشر بكر قال: حدثنا مرحوم قال: سمعت ثابتاً يقول: قال أبو رافع: إن أطيب طعام أكلته في الجاهلية سه سلع.
حدثنا الحجاج قال: حدثنا حماد عن علي بن زيد عن الحسن: أن الأحنف بن قيس قال: بينا أنا أطوف بالبيت زمن عثمان بن عفان إذ أخذ رجل من بني ليث بيدي فقال: ألا أبشرك ؟ فقلت: بلى. فقال: هل تذكر أن بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قومك بني سعد فجعلت أعرض عليهم الاسلام وأدعوهم إليه فقلت أنت أنه يدعو إلى الجنة ويأمر بالخير مرتين، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: اللهم أغفر للأحنف. وكان الأحنف يقول: مالي عمل أرجا لي منه.
حدثنا محمد بن أبي زكير قال: أخبرنا ابن وهب قال: حدثني أبي وهب قال: بلغني أن معاوية بن أبي سفيان قال للأحنف بن قيس: بم سدت قومك وأنت ليس بأسنهم ولا أشرفهم ؟ قال: لا أتناول، أو قال أتنكب ما كفيت ولا أضع ما وليت.
حدثنا الحجاج قال: حدثنا حماد عن حميد عن أبي عثمان قال: أتت علي نحو من ثلاثين ومائة وما شيء مني إلا قد أنكرته إلا أملي فأني أجده كما هو.
حدثنا أبو بكر الحميدي قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا هلال الوزان قال: حدثنا شيخنا <88> القديم عبد الله بن عكيم - وكان قد أدرك الجاهلية - أنه أرسل إليه الحجاج بن يوسف، فقام فتوضأ، ثم صلى ركعتين، ثم قال: اللهم إنك تعلم أني لم أزن قط، ولم أسرق قط، ولم آكل مال يتيم قط، ولم أقذف محصنة قط، إن كنت صادقاً فأدرأ عني شره.
حدثنا أبو بكر قال: حدثنا سفيان قال حدثنا إسماعيل بن أبي خالد قال: سمعت أبا عمرو الشيباني - وكان قد عاش عشرين ومائة سنة - يقول: تكامل شبابي يوم القادسية، فكنت ابن أربعين سنة.
حدثنا ابن نمير قال حدثنا ابن إدريس عن محمد بن أبي أيوب عن هلال بن أبي حميد عن عبد الله بن عكيم قال: لا أعين على واحد بعد عثمان. فقيل له: يا أبا معبد وأعنت على دمه ؟ فقال: إني أعد ذكر مساوئه عوناً على دمه.

حدثني سلمة عن أحمد قيل لهشيم: فزر بن حبيش ؟ قال: مائة واثنتين وعشرين سنة. قيل له: فسويد بن غفلة ؟ قال: ثمان وعشرين ومائة. قيل له: من ذكره ؟ قال: إسماعيل بن أبي خالد.
حدثني سلمة عن أحمد قال: حدثنا حجاج قال أبو إسرائيل: ولدت بعد الجماجم، وكانت الجماجم في سنة ثلاث وثمانين، قال: ولي ثمان وسبعون سنة.
حدثنا علي عن أبي داود عن شعبة عن أبي إسحق عن حامد قال: سمعت سعداً يقول: قتل علي شيطان الردهة سئل أبو يوسف عن حامد هذا ؟ فقال: لا أعرفه.
حدثني سلمة عن أحمد قال: حدثنا أبو داود قال: أخبرنا شعبة عن أبي إسحق قال: قال حذيفة: قلت صلة من ذهب.
<89> حدثنا سلمة عن أحمد قال: حدثنا أبو داؤد قال: أخبرنا شعبة عن يعلى قال: وكان يحدثني عن أبيه فيرسله لا يرويه عن أحد، فقلت له: فأبوك عن من ؟ قال: فيقول: أنت لا تأخذ عن أبي وأدرك عثمان وأدرك كذا !!.
حدثنا سلمة قال: حدثنا أحمد قال: حدثنا مؤمل قال سمعت شعبة يقول: قلت ليونس: الحسن سمع من أبي هريرة شيئاً ؟ قال: لا، وسمعت قتادة يقول: ما شافه الحسن أحداً من البدريين بالحديث.
حدثني سلمة عن أحمد وحدثنا أمية بن خالد قال: سمعت شعبة قال: قال خالد الحذاء: كل شيء قال محمد نبئت عن ابن عباس إنما سمعه من عكرمة لقيه أيام المختار بالكوفة.
قال أحمد: حدثنا ثابت بن الوليد بن عبد الله بن جميع قال: حدثني أبي قال: قال لي أبو الطفيل: أدركت ثمان سنين من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، وولد عام أحد.
حدثنا سلمة قال: حدثنا أحمد قال: حدثنا حماد بن أسامة قال: أنبأ هشام عن أبيه قال: رددت أنا وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام من الطريق زمن الجمل أستصغرنا.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن عاصم الأحول قال: سأل صبيح أبا عثمان النهدي - وأنا أسمع - فقال له: أدركت النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قال: فقال له: نعم، أسلمت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأديت إليه ثلاث صدقات، ولم ألقه، وغزوت على عهد عمر بن الخطاب غزوات، شهدت القادسية وجلولاء وتستر ونهاوند واليرموك وأذربيجان ومهران ورستم، وكنا نأكل السمن، ونترك الودك. فسألته عن الطروف ؟ فقال: لم نكن نسأل عنها - يعني طعام المشركين.
حدثنا أبو بكر قال: حدثنا غندر عن شعبة عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب <90> قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وغزوت في خلافة أبي بكر وعمر ثلاثاً وثلاثين أو ثلاثاً وأربعين ما بين غزوة إلى سرية.
حدثني أبو سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم قال: حدثنا الوليد حدثنا الأوزاعي قال: حدثني حسان بن عطية عن عبد الرحمن بن سابط عن عمرو ابن ميمون الأودي قال: قدم علينا معاذ بن جبل اليمن رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلينا، قال: فسمعت تكبيرة مع الفجر لرجل أجش الصوت. قال: فألقيت عليه تحيتي، قال: فما فارقته حتى دفنته بالشام ميتاً، ثم نظرت إلى أفقه الناس بعده فأتيت ابن مسعود فلزمته حتى مات.
حدثني محمد بن يحيى قال: حدثنا محمد بن عيسى بن الطباع قال: حدثني ثابت بن الوليد بن جميع - على باب هشيم - عن أبيه عن أبي الطفيل قال: ولدت عام أحد، أدركت ثمان سنين من حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حدثنا محمد بن حميد قال: حدثنا إبراهيم بن المختار عن عنبسة عن عاصم قال: قلت لأبي وائل: من أدركت ؟ قال: بينما أنا أرعى غنماً لأهلي فجاء ركب ففرقوا غنمي، فوقف رجل منهم فقال: اجمعوا لهذا غنمه كما فرقتموها عليه، ثم اندفعوا فأتبعت رجلاً منهم فقلت: من هذا؟ فقال: النبي صلى الله عليه وسلم.
حدثنا محمد بن حميد حدثنا سلمة وعلي عن أبي إسحق عن سعيد بن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت عن أبيه قال: عاش حسان بن ثابت مائة سنة وأربع <91> سنين، وعاش أبوه ثابت مائة سنة وأربع سنين، وعاش منذر مائة سنة وأربع سنين، وعاش حرام جد أبيه مائة سنة وأربع سنين، وكان عبد الرحمن بن حسان إذا حدثنا بهذا الحديث أشرأب لنا وثنى رجليه على مثلها، فمات وهو ابن ثمان وأربعين سنة.
حدثنا علي عن عثمان بن نفيل حدثنا أبو مسهر حدثنا سعيد بن يونس بن ميسرة قال: قلت ليزيد بن الأسود الجرشي: يا أبا الأسود كم أتى عليه ؟ قال: أدركت العزى تعبد في قرية قومي.

حدثنا عقبة بن مكرم قال: حدثنا يعقوب بن إسحق حدثنا مهدي ابن عمران الحنفي قال : سمعت أبا الطفيل يقول: كنت يوم بدر غلاماً قد شددت علي الأزار وأنقل اللحم من الجبل إلى السهل.
حدثنا أحمد بن الخليل حدثنا يحيى بن أبي بكير قال: حدثنا نعيم ابن ميسرة عن بعضهم عن سويد بن غفلة قال: أنا لدة لرسول صلى الله عليه وسلم، ولدت عام الفيل.
حدثني أحمد بن يونس حدثنا عيسى بن عبد الرحمن عن أبي إسحق عن عمرو بن حريث قال: كنت في بطن أمي يوم بدر.
حدثنا حرملة قال: حدثنا ابن وهب قال: حدثنا ابن لهيعة قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب: أن قبيصة بن ذؤيب ولد عام الفيل.
حدثنا ابن بكير قال: حدثنا يعقوب قال: أخبرني أبي: أن حكيم ابن حزام عمر عشرين ومائة سنة، في الاسلام ستين، وستين مشركاً.
حدثني إبراهيم بن المنذر قال: حدثني زيد بن عبد الرحمن بن زيد ابن أسلم قال: حدثني أبي عبد الرحمن بن زيد عن أبيه: أن أسلم توفي وهو ابن أربع عشرة ومائة.
<92> حدثني إبراهيم بن العلاء بن الضحاك الزبيدي حدثنا إسماعيل عن عياش حدثنا عمر بن محمد عن شرحبيل وكان - فيما زعم - ابن ستين ومائة سنة.
حدثنا محمد بن أبي أسامة الحلبي حدثنا مبشر عن عبد الرحمن بن العلاء بن اللجلاج عن أبيه عن جده قال: ما ملأت بطني طعاماً منذ أسلمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، آكل حسبي وأشرب حسبي. قال: وكان عاش مائة وعشرين سنة، خمسين في الجاهلية، وسبعين في الاسلام.
حدثني أبو سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم قال: حدثنا الوليد قال حدثنا سعيد - يعني ابن عبد العزيز - : أن أبا أدريس الخولاني ولد في أيام غزوة حنين وهزيمة الله هوازن.
حدثنا سلمة عن أحمد قال يحيى بن سعيد: مطرف أكبر من الحسن بعشرين سنة، وكان أخوه أكبر من الحسن بعشرة، ومات مطرف بعد طاعون الجارف.
قال أحمد قال يحيى: مات ابن مسعود وعبد الرحمن بن عبد الله ابن ست أو نحو ذلك، وكانوا يفضلون أبا عبيدة. قال أبو يوسف: أخاف أن يكون هذا غلطاً.
قال أحمد قال يحيى: ولم يكن إبراهيم مع ابن الأشعث.
حدثنا أبو بشر حدثنا عبد الرحمن قال: حدثنا شعبة عن يزيد بن أبي زياد قال: قلت لأبي وائل: أيكا أكبر أنت أم مسروق ؟ قال: أنا أكبر من مسروق.
حدثنا أبو بشر قال: حدثنا عبد الصمد قال حدثنا همام قال: حدثنا قتادة عن أبي العالية قال: قرأت القرآن بعد وفاة نبيكم صلى الله عليه وسلم بعشر سنين.
حدثنا محمد بن إسماعيل بن سمرة حدثنا المحاربي قال: زعم أشعث بن سوار أن شريحاً مات وهو ابن مائة وعشرين سنة، وأن أبا رجاء العطاردي مات وهو ابن سبع وعشرين ومائة سنة.
<93> العبادلة من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى الله عليه وسلم، وممن رآه عبد الله بن أبي قحافة أبو بكر الصديق
أبو بكر الصديق رضوان الله عليه، واسم أبي بكر عتيق بن أبي قحافة، وأبو قحافة اسمه عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر، حدثنا بذلك الحجاج بن أبي منيع عن جده عن الزهري بذلك. وعتيق لقبه. وأسمه عبد الله، حدثنا بذلك أبو نعيم الفضل بن دكين قال: حدثنا محمد بن شريك حدثني ابن أبي ملكية عن عبد الله بن الزبير قال: سميت باسم جدي أبي بكر وكنيت بكنيته.
حدثنا ابن بكير قال: حدثنا ابن لهيعة قال: حدثني عمارة بن غزية عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه: أنه سأل عائشة عن اسم أبي بكر ؟ فقالت: عبد الله. فقلت: إن الناس يقولون عتيق ؟ قالت: إن أبا قحافة كان له ثلاثة أولاد فسمى واحداً عتيقاً ومعتقاً وعتيقاً. حدثنا عمرو بن خالد حدثنا ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة قال: اسم أبي بكر عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن تيم بن مرة. حدثنا سعيد بن سليمان حدثنا إسحق بن يحيى بن طلحة حدثنا معاوية بن إسحق عن أبيه قال: قالت عائشة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبو بكر عتيق الله من النار فمن يومئذ سماه الناس عتيقاً.

حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحق عن البراء قال: اشترى أبو بكر من عازب رحلاً بثلاثة عشر درهماً، فقال أبو بكر لعازب: مر البراء فليحمله إلى رحلي. فقال له عازب: لا حتى تحدثنا كيف صنعت أنت ورسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرجتما والمشركون يطلبونكم ؟ قال: أدلجنا من مكة ليلاً فأحيينا ليلتنا ويومنا حتى أظهرنا، فلما قام قائم الظهيرة فرميت ببصري هل أرى من ظل نأوي إليه فإذا بصخرة، فانتهيت إليها فإذا بقية ظل لها فسويته، ثم فرشت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فروة، ثم قلت: اضطجع يا رسول الله. فاضطجع، ثم ذهبت أنظر ما حولي هل أرى من الطلب أحداً فإذا أنا براعي غنم يسوق غنمه إلى الصخرة، يريد منها الذي أريد - يعني الظل - فقلت: لمن أنت يا غلام ؟ قال لرجل من قريش فسماع فعرفته، فقلت: هل في غنمه من لبن ؟ قال: نعم. <94> قال: قلت: هل أنت حالب لي ؟ قال: نعم. قال: فأمرته فأعتقل شاة من غنمه وأمرته أن ينفض ضرعها من التراب ثم أمرته أن ينفض كفيه فقال هكذا فضرب إحدى كفيه على الأخرى، فحلب لي كشبة من لبن وقد رويت معي لرسول الله صلى الله عليه وسلم اداوة على فهمها خرقة فصببت على اللبن حتى برد من أسفله، وأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فوافقته وقد استيقظ، فقلت: اشرب يا رسول الله. فشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى رضيت، ثم قلت: قد أتى الرحيل يا رسول الله. قال: بلى، فارتحلنا والقوم يطلبونا فلم يدركنا أحد منهم غير سراقة بن مالك بن جعشم على فرس له فقلت: هذا الطلب قد لحقنا يا رسول الله. فقال: لا تحزن إن الله معنا، فلما إن دنا منا وكان بيننا وبينه قيد رمحين أو ثلاثة، فقلت: هذا الطلب قد لحقنا يا رسول الله وبكيت. فقال: ما يبكيك ؟ فقلت: أما والله ما على نفسي أبكي ولكن أبكي عليك. فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فساخت به فرسه في الأرض إلى بطنها فوثب عنها، ثم قال: يا محمد قد علمت أن هذا عملك فأدع الله ينجيني مما أنا فيه فوالله لأعمين على من ورائي من الطلب وهذه كنانتي فخذ منها حاجتك فأنك ستمر بأبلي وغنمي بمكان كذا وكذا فخذ منها حاجتك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا حاجة لنا في ابلك، ودعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق راجعاً إلى أصحابه، ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا معه حتى قدمنا المدينة ليلاً.
حدثنا أبو ليمان حدثنا عطاف بن خالد عن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق عن أبيه قال: سمعت أبي يذكر أنه سمع أبا بكر الصديق وهو يقول: قلت: يا رسول الله العمل على ما قد فرغ منه أم على أمر يؤتنف ؟ قال: بلى على أمر قد فرغ منه. قلت: ففيم العمل يا رسول الله ؟ قال: كل ميسر لما خلق منه.
وأبو العباس عبد الله بن عباس
ابن عبد المطلب، وعبد المطلب اسمه شيبة بن هاشم واسم هاشم عمرو ابن <95> عبد مناف واسم عبد مناف المغيرة بن قصي بن كلاب بن مرة ابن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر.
حدثنا الربيع بن يحيى قال: حدثنا شعبة حدثنا أبو بشر جعفر بن أبي وحشية عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قرأت المحكم في القرآن، وأنا يومئذ ابن عشر سنين. وهو مختون. فسئل سعيد: ما المحكم من القرآن ؟ قال: المفصل.
وأبو محمد عبد الله بن جعفر
ابن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر.
حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين حدثنا مسعر عن رجل من فهم قال: سمعت عبد الله بن جعفر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: خير اللحم أو أطيب اللحم لحم الظهر. قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فكانوا يلقونه اللحم.
وعبد الله بن مالك بن بحينة
وهو من أزد شنوءة، وهو حليف بني عبد المطلب بن عبد مناف. حدثنا بذلك أبو اليمان الحكم بن نافع قال أخبرنا شعيب عن الزهري.
وحدثنا أبو صالح حدثني الليث قال: حدثني جعفر بن ربيعة عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج عن ابن بحينة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد فرج يديه عن ابطيه حتى إني لأرى بياض ابطيه.
وأبو بكر عبد الله بن الزبير

ابن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب ابن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر. وهم أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم من حلف الفضول.
<96> حدثني زيد بن بشر وأبو الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح قالا: أخبرنا ابن وهب قال: حدثني عبد الله بن الأسود عن عامر بن عبد الله ابن الزبير عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أعلنوا النكاح.
وعبد الله بن زمعة بن الأسود
ابن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة ابن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر.
حدثني عياش بن الوليد حدثنا عبد الأعلى حدثنا محمد بن إسحق عن الزهري قال: حدثني عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أبيه عن عبد الله بن زمعة قال: لما استعز برسول الله وأنا عنده في نفر من المسلمين، قال: دعاه بلال إلى الصلاة، فقال: مروا من يصلي بالناس. فخرجت فإذا عمر في الناس، وكان أبو بكر غائباً؛ فقلت: قم يا عمر فصل بالناس، فلما كبر عمر سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوته، وكان عمر رجلاً جهيراً. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أين أبو بكر: يأبى الله ذلك والمسلمون. قال: فبعث إلى أبي بكر، فجاء عبد أن صلى عمر تلك الصلاة فصلى بالناس. قال عبد الله بن زمعة: قال لي عمر: ويحك ما صنعت بي يا ابن زمعة، والله ما ظننت حين أمرتني إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرك بذلك، ولولا ذلك ما صليت بالناس. قال: قلت: والله ما أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، ولكني حين لم أر أبا بكر حضر رأيتك أحق من حضر بالصلاة بالناس.
وعبد الله بن الأرقم الزهري
حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه: أن عبد الله بن <97> الأرقم كان يؤم أصحابه، فحضرت الصلاة يوماً فذهب لحاجته، ثم رجع فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا وجد أحدكم الغائط فليبدأ به قبل الصلاة.
وعبد الله بن عدي
ابن الحمراء الزهري.
حدثنا أبو اليمان قال: حدثني شعيب عن الزهري قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن: أن عبد الله بن عدي بن الحمراء الزهري أخبره: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو واقف في سوق مكة: إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله لي، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت.
وأبو عبد الرحمن عبد الله بن مسعود
ابن الحارث بن شم بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث ابن سعد ابن جذيمه بن كعب بن سعد، أحد بني هذيل، حليف لبني زهرة وابن أختهم.
حدثنا الحجاج حدثنا حماد عن عاصم عن زر - عن عبد الله قال: جاءني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وقد فرا من المشركين، وأنا أرعى غنماً لابن أبي معيط.
قال أبو يوسف: وهو من مهاجرة الحبشة وقد شهد بدراً.
وعبد الله بن هشام القرشي
ثم أحد بني تيم.
حدثنا أبو الأسود النضر بن عبد الجبار وابن بكير عن ابن لهيعة عن زهرة بن معبد بن عبد الله بن هشام القرشي ثم التيمي عن جده عبد الله ابن هشام - وكان <98> رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح برأسه ودعا له وهو صغير - قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب، فقال له عمر: والله يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا نفسي. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك. قال عمر: فأنت الآن والله أحب إلي من نفسي. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الآن يا عمر.
وعبد الله بن عبد الأسد بن هلال
ابن عبد الله بن عمرو بن مخزوم، وعبد الله يكنى أبا سلمة. حدثنا بذلك حجاج عن جده عن الزهري.
حدثنا أبو صالح الحراني وابن بكير قالا: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن قال: حدثني عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قال: جاءني أبو سلمة يوماً فقال لي: سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم كلاماً لهو أحب إلي من حمر النعم. قال سمعته وهو يقول: ما من عبد مؤمن تنزل به مصيبة فيقول الذي أمره الله به، ثم يقول اللهم أجرني في مصيبتي، وعوضني عنها خيراً منها، إلا أجره الله بمصيبته وأعاضه خيراً منها.
وعبد الله بن عياش
ابن أبي ربيعة المخزومي.

يقال أنه قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم، وولد بأرض الحبشه في الهجرة.
حدثني أبو صالح قال: حدثني الليث قال: حدثني خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن أبي النضر عن زياد مولى ابن عياش عن ابن عياش: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قعد على قبر سعد بن بن معاذ، ثم استرجع فقال: لو نجا أحد من فتنة القبر أو ألمه أو ضمه لنجا سعد بن معاذ، ولد ضم ضمةً، ثم روح عنه.
<99> وعبد الله بن السائب المخزومي
ثم العائذي.
حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد عن ابن جريج عن يحيى بن عبيد عن أبيه أن عبد الله بن السائب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ربنا آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار - يعي بين الركن اليماني والحجر الأسود وهو يطوف.
وعبد الله بن أبي ربيعة المخزومي
حدثني إسماعيل بن الخليل وهشام بن عمار قالا: حدثنا حاتم بن إسماعيل عن إسماعيل بن إبراهيم المخزومي عن أبيه عن جده عبد الله بن أبي ربيعة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استسلفه مالاً بضعة عشر ألفاً، فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين قدم عليه، قال: فقال لي: أدع لي ابن أبي ربيعة. فقال له: خذ ما أسلفت بارك الله لك في مالك وولدك، إنما جزاء السلف الحمد والوفاء. قال هشام: الأجر والوفاء.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من غشنا فليس منا.
وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة
ابن عبد الله بن عمر بن مخزوم.
حدثنا عبد العزيز بن عمران قال: حدثنا أسد بن موسى - أحسبه يقال لعله من فارس - قال: حدثنا ابن أبي الزناد عن أبيه عن عروة قال: أخبرني عبد الله بن أبي أمية: أنه رأى <100> رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في ثوب واحد، مخالفاً بين طرفيه.
وأبو عبد الرحمن عبد الله بن عمر الخطاب
بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر، حدثنا بذلك الحجاج عن جده عن الزهري.
حدثنا أبو اليمان قال: أخبرنا شعيب.
وحدثنا الحجاج بن أبي منيع قال: حدثني جدي، جميعاً عن الزهري قال: أخبرني سالم بن عبد الله: أن عبد الله بن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم: انطلق ثلاثة رهط ممن كان قبلكم حتى آواهم المبيت إلى غار ودخلوه، فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار، فقالوا: إنه والله لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم فقال رجل منهم: اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران فكنت لا أغبق قبلهما أهلاً ولا مالاً فنأى بي السحر، فلم أرح عليهما حتى ناما، فحلبت لهما غبوقهما فجئتهما به فوجدتهما نائمين فتحرجت أن أوقظهما وكرهت أن أغبق قبلهما أهلاً ولا مالاً فقمت والقدح على يدي أنتظر استيقاظهما حتى يبدو الفجر فاستيقظا فشربا غبوقهما. اللهم فإن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فأفرج عنا ما نحن فيه - قال حجاج: من هم هذه الصخرة - فأنفرجت انفراجاً لا يستطيعون الخروج منه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وقال الآخر: اللهم كانت لي ابنة عم أحب الناس إلي فأردتها على نفسها فأمتنعت مني حتى ألمت منها سنة - قال حجاج: جهدت فيه من السنين - فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها، ففعلت، حتى إذا قدرت عليها قالت: لا أحل لك أن تفض الخاتم إلا بحقه. فتحرجت من الوقوع عليها، فأنصرفت عنها وهي أحب الناس إلي، وتركت الذهب الذي أعطيتها. اللهم فإن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فأفرج عنا ما نحن فيه - قال حجاج: من هم هذه الصخرة - فانفرجت الصخرة غير أنهم لا لا يستطيعون الخروج منها. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الثالث: اللهم استأجرت أجراء فأعطيتهم أجورهم إلا رجلاً واحداً منهم ترك الذي له وذهب، فثمرت أجره حتى كثرت الأموال فارتبحت، فجاءني بعد يحين فقال لي: يا أبا عبد الله أد إلي أجري. فقلت له: كل ما ترى من أجرتك من الأبل والبقر والغنم والرقيق. فقال: يا أبا عبد الله لا تستهزىء بي. فقلت له: أنا لا <101> أستهزىء بك. فأخذ ذلك كله فاستاقه فلم يترك منه شيئاً. اللهم فإن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه - قال الحجاج: من هم هذه الصخرة - فانفرجت، فخرجوا من الغار يمشون.
وعبد الله بن عامر بن ربيعة
حليف بني عدي بن كعب، وهو من اليمن.

حدثني سعيد بن أبي مريم قال: أخبرني يحيى بن أيوب قال: حدثني محمد بن عجلان عن زياد مولى عبد الله بن عامر بن ربيعة عن عبد الله بن عامر بن ربيعة أنه سمعه يقول: دخل رسول صلى الله عليه وسلم على أمي وأنا غلام فأدبرت خارجاً فنادتني أمي: يا عبد الله تعال هاك. فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ماذا تعطينه ؟ قالت: أعطيه تمراً. قال: أما أنك لو لم تفعلي كتبت عليك كذبة.
وعبد الله بن عمرو بن العاص
ابن وائل بن هاشم بن سعد بن فهم.
حدثنا أبو سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا محمد بن شعيب عن عمرو ابن يزيد البصري عن عمرو بن مهاجر عن عمر بن عبد العزيز عن يحيى ابن القاسم عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما هلكت أمة قط إلا بالشرك بالله وما كان بدء شركها إلا بالتكذيب بالقدر.
وعبد الله بن حذافة السهمي
حدثنا أبو الأسود وابن بكير عن ابن لهيعة عن أبي النضر عن سليمان بن يسار وقبيصة بن ذؤيب يحدثان عن أم الفضل امرأة عباس قالت: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى أيام التشريق، فسمعت منادياً يقول: إن هذه الأيام أيام طعام وشراب وذكر الله. قالت: فأرسلت <102> رسولاً من الرجل ؟ ومن أمره ؟ فجاءني الرسول فحدثني أنه رجل يقال له ابن حذافة يقول: أمرني بهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعبد الله بن ثعلبة بن صعير العذري
وهو حليف لبني زهرة يقال أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم أيام الفتح ومسح وجهه.
حدثنا أبو اليمان قال: أخبرني شعيب عن الزهري قال: حدثني عبد الله بن ثعلبة ابن صعير وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مسح وجهه زمن الفتح.
حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن النعمان بن راشد عن الزهري عن ابن صعير عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدقة الفطر: أدوا صاعاً من قمح أو بر على كل ذكر أو أنثى أو صغير أو فقير حر أو مملوك فأما الغني فيزكيه الله، وأما الفقير فيرد عليه أكثر مما أعطاه.
وعبد الله بن سعد بن أبي سرح
حدثنا أبو الأسود قال: أخبرنا ابن لهيعة عن عياش بن عباس القتباني عن الهيثم بن شفي أبي الحصين عن عبد الله بن سعد بن أبي سرح قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعشرة من أصحابه معه أبو بكر وعمر وعثمان والزبير وغيرهم على جبل إذ تحرك بهم الجبل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اسكن حراء فإنه ليس عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد.
وأبو سرح بن حبيب بن جذيمة بن نصر بن مالك بن حسل ابن عامر بن لؤي. مات بعسقلان بعد قتل عثمان بن عفان.
حدثني حرملة قال: أخبرنا ابن وهب عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب قال: أقام عبد الله بن سعد بعسقلان بعد قتل عثمان، وكره أن يكون مع معاوية، وقال: لم أكن لأجامع رجلاً قد عرفته أنه كان يهوى قتل عثمان، فكان بها حتى مات.
<103> عبد الله بن أم مكتوم
حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن زيد عن عاصم عن أبي رزين: أن ابن أم مكتوم سأل النبي صلى الله عليه وسلم. وهو رجل من بني عامر بن لؤي.
حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا يحيى بن حمزة قال: حدثني عطاء الخراساني عن ابن محيريز عن عبد الله بن السعدي من بني مالك ابن حسل: أنه كان يحدث أنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال أبو يوسف: لا أعلم روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحد من قريش كيف يسمى عبد الله ممن سمع منه غير هؤلاء.
عبد الله بن طهفة الغفاري
حدثنا آدم عن ابن أبي ذئب عن الحارث بن عبد الرحمن عن ابن لعبد الله بن طهفة الغفاري قال: حدثني أبي قال: رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم مستلقياً على وجهي فقال: هذه ضجعة يكرهها الله.
عبد الله بن مغفل
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا أبو جعفر الرازي عن الربيع عن أبي العالية وغيره عن عبد الله بن المغفل قال: إني لأحد الرهط الذين ذكر الله ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه. قال عبد الله بن مغفل: إني لآخذ بعض أغصان الشجرة التي بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم تحتها أظله.
عبد الله بن سرجس مزني

حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن زيد عن عاصم عن عبد الله بن سرجس قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فدرت خلفه فعلم الذي أريد، فألقى الرداء عن ظهره فإذا الخاتم على <104> نغض كتفه مثل الجمع حوله خيلان كأنها الثآليل.
وهو مزني.
عبد الله بن الشخير
أبو مطرف عامري.
حدثنا عبد الرحمن بن حماد قال: حدثنا كهمس عن أبي العلاء يزيد بن عبد الله بن الشخير عن أبيه عبد الله بن الشخير أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم فتنخع رسول الله صلى الله عليه وسلم فدلكها بنعليه. وهو عبد الله بن الشخير أبو مطرف وهو عامري.
عبد الله بن جراد
عامري.
حدثنا عمرو بن حباب البصري حدثنا يعلى بن الأشدق حدثنا عبد الله ابن جراد: أنه خرج في وقعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الآمر بالمعروف كفاعله.
وجراد عامري خفاجي، وخفاجة من بني عقيل.
عبد الله بن هلال الثقفي
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سفيان عن إبراهيم بن ميسرة عن عمان بن عبد الله بن الأسود عن عبد الله بن هلال الثقفي قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: كدت أن أقتل بعدك في عناق أو شاة من الصدقة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا أنها تعطى فقراء المهاجرين ما أخذتها.
عبد الله بن بسر
مازني.
حدثنا أبو اليمان قال: حدثنا حريز بن عثمان الرحبي قال: سألت عبد الله بن بسر <105> صاحب نبي الله صلى الله عليه وسلم وهو مازني: هل كان النبي صلى الله عليه وسلم شيخاً ؟ فقال: كان في عنفقته شعرات بيض.
حدثنا أبو اليمان قال: حدثنا صفوان عن سوادة وعبد الله بن الحجاج عن عبد الرحمن الجندي قال: قال لي عبد الله بن بسر صاحب النبي صلى الله عليه وسلم: يا أبن الجندي: فقلت له لبيك يا أبا صفوان. قال والله ليمسخن قوم وإنهم لفي شرب الخمر وضرب المعازف حتى يكونوا قردةً وخنازير.
عبد الله بن ربيعة السلمي
حدثنا أبو عمر النمري حدثنا شعبة قال: أخبرني الحكم قال: سمعت ابن أبي ليلى عن عبد الله بن ربيعة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر أو مسير فسمع رجلاً يقول الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمداً رسول الله. فقال مثل ما قال. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن هذا لراعي غنم أو عازب عن أهله، فلما هبطوا الوادي إذا هو راعي غنم وإذا شاة ميتة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ترون هذه هينةً على أهلها ؟ قالوا: أي والله يا رسول الله. قال: فوالله للدينا أهون على الله من هذه الشاة على أهلها.
قال أبو يوسف: يقال له رؤية وصحبة وهو سلمي.
قال أبو يوسف: لا أعلم روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحد من مضر وربيعة ممن رآه يسمى عبد الله غير هؤلاء.
عبد الله بن رواحة
حدثنا أبو نعيم زمعة بن صالح عن سلمة بن وهران عن عكرمة قال: قال عبد الله بن رواحة: نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقرأ أحد منا القرآن وهو جنب.
قال أبو يوسف: الجواز منقول عن ابن عباس، ورواحة بن مالك ابن امريء القيس بن <106> الحارث بن الخزرج ثم من بني امريء القيس ابن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج، نقيب بني الحارث بن الخزرج، شهد بدراً، وقتل يومئذ مؤتة مع جعفر بن أبي طالب.
عبد الله بن زيد
بن ثعلبة الأنصاري بن عبد ربه بن زيد بن الحارث ابن الخزرج، عقبي بدري.
حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع قال: حدثني شعيب عن الزهري عن سعيد بن المسيب حدثه أن عبد الله بن زيد الأنصاري ثم أجد بني الحارث بن الخزرج أري في النوم التأذين، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بما رأى من التأذين في النوم، فوجد رسول الله صلى الله قد أمر بالتأذين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قم يا بلال فأذن.
عبد الله بن زيد بن عاصم
حدثنا المعلى بن أسد حدثنا وهيب عن عمرو بن يحيى عن عباد بن تميم أن عبد الله بن زيد قيل له زمن الحرة: ها ذاك حنظلة أو ابن حنظلة يبايع الناس. قال: على أي شيء ؟ قال: على الموت. قال: على أي شيء ؟ قال: على الموت. قال: لا أبايع على هذا أحداً بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهو زيد بن عاصم المازني.
عبد الله بن عتيك الأنصاري

حدثنا أصبغ بن فرج قال أنبأ عيسى بن يونس عن محمد بن إسحق عن محمد بن إبراهيم التيمي عن محمد عن عبد الله بن عتيك الأنصاري عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من خرج من بيته مجاهداً في سبيل الله - ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصابعه الثلاث فضمهن وأين المجاهدون في سبيل الله ؟ فخر عن دابته فمات فقد وقع أجره على الله، أو لدغته <107> دابة فمات فقد وقع أجره على الله، أو مات حتف أنفه وقع أجره على الله، ومن قتل فعصا فقد استوجب المآب.
عبد الله بن يزيد
حدثنا ابن نمير قال: حدثنا أبو بكر بن عياش عن ابن حصين عن أبي بردة قال: كنت جالساً عند ابن زياد وعنده عبد الله بن يزيد فجعل يؤتى برؤوس الخوارج. قال وكانوا إذا مروا برأس قلت: إلى النار. قال: فقال لي: لا تفعل يا ابن أخي فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يكون عذاب هذه الأمة في دنياها.
عبد الله بن عدي الأنصاري
حدثنا سلمة بن شبيب وعلي بن عبد الله قالا: ثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عطاء بن يزيد الليثي عن عبيد الله بن عدي بن الخيار أن عبد الله بن عدي الأنصاري حدثه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما هو جالس بين ظهراني الناس جاءه رجل يستأذنه وأن يسار، فأذن له فساره في قتل رجل من المنافقين - يستأذنه فيه - ، فجهر النبي صلى الله عليه وسلم بكلامه فقال: أليس يشهد أن لا إله إلا الله ؟ قال: بلى، ولا شهادة له. قال: أليس يصلي ؟ قال: بلى ولا صلاة له. قال: أولئك الذين نهيت عن قتلهم.
عبد الله بن أبي حبيبة الأنصاري
حدثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثنا مجمع بن يعقوب عن محمد ابن إسماعيل عن بعض كبراء أهله أنه قال لعبد الله بن أبي حبيبة الأنصاري: ماذا أدركت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال: جاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجدنا يوماً وأنا غلام حدث، فجئت حتى جلست إلى جنبه عن يمينه، قال: وكان أبو بكر عن يساره، فأتي بشراب فشرب، ثم ناولنيه عن يمينه، ثم قام فصلى فرأيته يصلي في نعليه.
عبد الله بن حارثة
حدثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثنا محمد بن طلحة بن عبد الرحمن ابن طلحة بن <108> عبيد الله القرشي ثم التيمي قال: حدثني إسحق بن إبراهيم بن عبد الله بن حارثة بن النعمان عن أبيه عن عبد الله بن حارثه أنه قال: لما قدم صفوان ابن أمية بن خلف الجمحي قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: على من نزلت يا أبا وهب ؟ قال: نزلت على العباس بن عبد المطلب. قال: نزلت على أشد قريش لقريش حباً.
عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر
حدثنا أبو النضر إسحق بن إبراهيم القرشي الدمشقي قال: حدثنا سعيد بن يحيى اللخمي أخبرنا محمد بن إسحق عن محمد بن يحيى بن حبان عن عبيد الله بن عبد الله بن عمر قال: قلت له: أرأيت توضأ ابن عمر لكل صلاة طاهراً كان أو غير طاهر عم ذاك ؟ قال: قال حدثتنيه أسماء بنت زيد بن الخطاب: أن عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر حدثنا: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بالوضوء لكل صلاة طاهراً أو غير طاهر، فلما شق ذلك عليهم أمر بالسواك لكل صلاة. قال: وكان ابن عمر يرى أن به قوة على ذلك.
عبد الله بن عبد بن هلال
حدثني عيسى بن محمد قال: أخبرنا زيد بن الحباب عن بسر ابن عمران العتابي قال: حدثني مولاي عبد الله بن هلال قال: ذهب بي أبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله صلى الله عليه أدع الله وبارك عليه. قال: فما أنسى وضع يد رسول الله صلى الله عليه وسلم على يافوخي حتى وجدت بردها فدعا لي وبارك علي. قال: فكان يصوم النهار ويقوم الليل، وكان أبيض الرأس واللحية، وكان كثير الشعر ما يكاد يفرقه من كثرته.
عبد الله بن سلام
حدثنا معاذ بن عوذ الله البصري حدثنا عوف الأعرابي عن زرارة ابن أوفى عن عبد الله بن بن سلام قال: لما أن قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وأنجفل الناس قبله. فقالوا: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال فجئت في الناس لأنظر إلى وجهه، فلما أن رأيت وجهه عرفت أن وجهه <109> ليس بوجه كذاب، فكان أول شيء سمعته منه أنه قال يا أيها الناس أطعموا الطعام، وأفشوا السلام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالناس نيام تدخلوا الجنة بسلام.
انقضى الأنصار

عبد الله بن أبي أوفى أسلمي
حدثنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرني سليمان بن زيد أبو آدم عن عبد الله بن أبي أوفى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الرحمة لا تنزل على قوم فيهم قاطع رحم.
عبد الله بن أبي حدرد
وعبد الله بن أقرم الخزاعي.
حدثنا الحسن بن الربيع أخبرنا ابن ادريس عن ابن إسحق قال: حدثني يعقوب بن عتبة عن الزهري عن ابن حدرد أسلمي عن أبيه عبد الله بن أبي حدرد قال: كنت في خيل خالد بن الوليد يوم هوازن.
حدثنا عبد الله بن مسلم أخبرنا داود بن قيس عن عبيد الله بن عبد الله بن أقرم الخزاعي عن أبيه: أنه كان مع أبيه بالقاع من نمرة، فمر عليهم ركب فأناخوا بناحية الطريق فقال لي أبي: كن في بهمك حتى أدنو من هؤلاء الركب أسائله. قال: فدنا ودنوت حتى أقيمت الصلاة فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم، فكنت أنظر إلى عفرتي ابطي رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما سجد.
قال أبو يوسف: هكذا قال من نمرة والصحيح ثمرة أخطأ فيه كما أخطأ فيه ابن المبارك أيضاً.
عبد الله بن حوالة
حدثنا أبو صالح حدثنا معاوية بن صالح أن ضمرة بن حبيب حدثه عن ابن زغب الأيادي قال: نزل بي عبد الله بن حوالة الأزدي صاحب النبي صلى الله عليه وسلم وقد بلغنا أنه فرض له في المائتين فأبى إلا مائة. <110> قال: قلت له: أحق ما بلغنا أنه فرض لك في مائتين فأبيت إلا مائة فوالله ما منعه وهو نازل علي أن يقول: لا أم لك أو لا يكفي ابن حوالة مائة كل عام ؟ ثم أنشأ يحدثنا عن رسول صلى الله عليه وسلم قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثنا على أقدامنا حول المدينة لنغنم، فقدمنا ولم نغنم شيئاً. فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بنا من الجهد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم لا تكلهم إلي فأضعف عنهم، ولا تكلهم إلى الناس فيهونوا عليهم أو يستأثروا عليهم، ولا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا عنها، ولكن توحد بأرزاقهم، ثم قال: لتفتحن لكم الشام، لتقسمن لكم كنوز فارس والروم، وليكونن لأحدكم من المال كذا وكذا، وحتى أن أحدكم ليعطى مائة دينار فيسخطها. ثم وضع يده على رأسي فقال: يا أبن حوالة إذا رأيت الخلافة نزلت الأرض المقدس، فقد أتت الزلازل والبلابل والأمور العظام، والساعة أقرب إلى الناس من يدي هذه من رأسك.
عبد الله بن حبشي
حدثنا أبو محمد عبيد الله بن موسى أخبرنا ابن جريج عن عثمان ابن أبي سليمان عن سعيد بن محمد بن جبير بن مطعم عن عبد الله بن حبشي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قطع سدرة صوب الله رأسه في النار.
أبو موسى عبد الله بن قيس الأشعري
حدثنا أبو نعيم أخبرنا طلحة بن يحيى عن أبي بردة قال: جاء أبو موسى إلى عمر فقال: أيدخل الأشعري ؟ أيدخل عبد الله بن قيس ؟ أيدخل أبو موسى ؟ ثم انصرف، فبعث عمر على أثره، فقال أبو موسى: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ليستأذنن أحدكم ثلاثاً فإن أذن له وإلا فليرجع. قال: لئن لم تأتني على ذي بينة لأعاقبنك ولأفعلن بك كذا وكذا، فجاء <111> بأبي بن كعب فقال: يا عمر أبعثت تعذب أصحاب محمد، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ذلك.
عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي
حدثنا سعيد بن أبي مريم قال أخبرنا ابن لهيعة عن عبد الملك بن عبد العزيز بن مليل: أن أباه أخبرنه: أنه سمع عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي يذكر: أن اليهود أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيهودي ويهودية زنيا وقد أحصنا، فأمر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجما. قال عبد الله بن الحارث: فكنت أنا فيمن رجمهما.
عبد الله بن أنيس

حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال: حدثني عبد الملك بن قدامة عن عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك عن عمه معقل عن أبيه عن أمه عن أبيها قال: قالت بنو سلمة: من رجل يصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسأله عن هذه الليلة التي نتحرى ؟ قال عبد الله بن أنيس: أنا: فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم عشية اثنين وعشرين من رمضان فصليت معه المغرب ليلة ثلاث وعشرين من رمضان، ثم انصرفت معه إلى بيته، فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بطعام قليل في العين وهو كثير طيب. قال: فطفقت أحطط ليشبع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: كل يا عبد الله بن أنيس فأني قد أرى ما تصنع والله جاعل فيه بركة. قال: فقلت: يا رسول الله إن أصحابي من بني سلمة قالوا: من رجل يصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسأله عن هذه الليلة التي نتحرى فأخبرنا عنها يا رسول الله ؟ قال: اطلبوها يا عبد الله بن أنيس في هذه الليلة. فلما انصرفت قال: اطلبوها يا عبد الله بن أنيس في العشر الأواخر. قال عبد الله: فوقع في نفسي أنه لم يقل الذي قال إلا أنه خشي أن يتكل الناس عليها. قال فكان عبد الله بن أنيس إذا كانت ثلاثة وعشرين من رمضان نزل من أرض من نقم فيحييها في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ينصرف إلى أهله.
<112> عبد الله بن معاوية الغاضري
حدثنا إسحق بن إبراهيم قال: حدثني عمرو بن الحارث قال: حدثني عبد الله بن سالم عن الزبيدي قال: حدثني يحيى بن جابر: أن عبد الرحمن بن جبير حدثه: أن أباه حدثه: أن عبد الله بن معاوية الغاضري حدثهم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ثلاث من فعلهن فقد طعم طعم الأيمان، من عبد الله وحده فإنه لا إله إلا الله، وأعطى زكاة ماله طيبة بها نفسه رافدةً عليه في كل عام، ولم يعط الهرمة ولا الدرنة ولا الشرط الأيمة ولا الربضة، ولكن من أوسط أموالكم فإن الله لم يسألكم خيره ولم يأمركم بشره، وزكى عبد نفسه. فقال رجل: وما تزكية المرء نفسه يا رسول الله ؟ قال: يعلم أن الله عز وجل معه حيثما كان.
عبد الله بن قيس
أبو موسى الأشعري أيضاً.
حدثنا سليمان بن حرب وحجاج قالا: حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن يزيد عن عمارة القرشي عن أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يتجلى لنا ربنا ضحكاً يوم القيامة.
عبد الله بن عباس
عن عمر بن الخطاب.
حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد قال: حدثنا جعفر بن عمارة بن ثوبان قال: رأيت محمد بن عباد قبل الحجر وسجد عليه، فقلت ما هذا ؟ قال: رأيت عبد الله بن عباس قبله وسجد عليه وقال: رأيت عمر ابن الخطاب قبله وسجد عليه وقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل مثل ذلك.
عبد الله بن كعب الحميري
عن عمر بن أبي سلمة عن أم سلمة.
<113> حدثنا أصبغ بن فرج قال: أخبرني ابن وهب قال: أخبرني عمرو بن الحارث عن عبد ربه بن سعيد عن عبد الله بن كعب الحميري عن عمر بن أبي سلمة: أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أيقبل الصائم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سل هذه لأم سلمة. فأخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع ذلك. فقال: يا رسول الله قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أما والله إني لأتقاكم لله، وأخشاكم له، وأعلمكم بحدوده.
عثمان بن عفان رضي الله عنه
ابن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر.
قال: كان يكنى بأبي عبد الله ثم كني بأبي عمرو.
حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد عن عبد الحميد بن جعفر عن أبيه عن محمود بن لبيد عن عثمان بن عفان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من بنى لله مسجداً بنينا له مثله في الجنة.
وعثمان بن طلحة بن أبي طلحة
أسم أبي طلحة عبد الله بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي ابن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر.
حدثنا الحجاج وسليمان بن حرب قالا: ثنا حماد قال: أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عثمان بن طلحة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل البيت، فصلى ركعتين بين الساريتين وجاها.
<114> وعثمان بن مظعون

بن حبيب بن حذافه بن جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب، وقد شهد بدراً.
حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال: حدثني عبد الملك بن قدامة بن إبراهيم بن محمد بن حاطب الجمحي عن أبيه وعن عمر بن حسين أيضاً عن عائشة بنت قدامة بن مظعون عن أبيها عن أخيه عثمان بن مظعون أنه قال: يا رسول الله إني رجل يشق علي هذه العزبة في المغازي فتأذن لي يا رسول الله في الخصاء فأختصي ؟ قال: لا ولكن عليك يا أبن مظعون بالصيام فإنه محصن.
وعثمان بن أبي العاص الثقفي
حدثنا عمرو بن حفص بن غياث قال: حدثنا أبي عن عبد الرحمن ابن إسحق عن يزيد بن الحكم عن عثمان بن أبي العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد استجن بجنة كثيفة من النار من سلف بين يديه ثلاثاً من ولده في الاسلام. وذكر عنده الجبان فقال: من خس أو... فليس منا.
عثمان بن حنيف الأنصاري
حدثنا سعيد بن أبي مريم قال: حدثنا ابن لهيعة قال: حدثني الحارث بن يزيد الحضرمي: أن البراء بن عثمان الأنصاري حدثه عن هانيء بن معاوية الصدفي قال: حججت في زمان عثمان بن عفان فجلست في مجلس في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فإذا رجل يحدثهم قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فأقبل رجل فصلى إلى هذا العمود فعجل قبل أن يتم صلاته ثم خرج، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن هذا لو مات مات وليس من الدين على شيء. إن الرجل ليخف صلاته <115> ويتمها فسألت عن الرجل من هو ؟ فقيل: عثمان بن حنيف الأنصاري.
أبو الحسن علي بن أبي طالب
ابن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة ابن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر.
حدثني عبد الله بن عثمان قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك عن يونس عن الزهري قال: أخبرنا علي بن حسين بن علي: أن حسين بن علي أخبره أن علياً. وحدثني سعيد بن عفير قال حدثني ابن وهب عن يونس قال: قال ابن شهاب: أخبرني علي بن حسين بن علي عن أبيه أن علياً قال: كان لي شارف من نصيبي من المغنم يوم بدر، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاني شارفاً من الخمس يومئذ، فلما أردت أن أبني بفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، واعدت رجلاً صواغاً من بني قينقاع أن يرتحل فيأتي بأذخر أردت أن أبيغه الصواغين فأستعين به على وليمة عرسي فبينا أنا أجمع بشارفي متاعاً من الأقتاب والغرائر والحبال وشارفاي مناخان إلى جنب حجرة رجل من الأنصار، رجعت عين جمعت ما جمعت فإذا شارفاي قد أجبت أسنمتهما وبقرت خواصرهما، وأخذ من أكبادهما فلم أملك عيني حين رأيت ذلك المنظر منهما. فقلت من فعل هذا ؟ قالوا: حمزة بن عبد المطلب، وهو في هذا البيت في شرب من الأنصار، عنده قينة وأصحابه، فقالت في غنائها:
ألا يا حمز للشُرف النواء
فقام حمزة إلى السيف فأجتب أسنمتهما، وبقر خواصرهما، وأخذ أكبادهما. قال علي: فأنطلقت حتى أدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده زيد بن حارثة، فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهي الذي لقيت. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مالك ؟ فقلت: يا رسول الله والله ما رأيت كاليوم قط <116> عدا حمزة على ناقتي، فأجتب أسنمتهما وبقر خواصرهما، وها هو ذا في بيت معه شرب. فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بردائه فأرتداه، ثم انطلق يمشي، وأتبعته أنا وزيد بن حارثه حتى جئنا البيت الذي فيه حمزة، فأستأذن فأذنوا له، فإذا هم شرب، فطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يلوم حمزة فيما فعل، وإذا حمزة ثمل محمارة عيناه، فنظر حمزة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم صعد النظر فنظر إلى ركبته، ثم صعد النظر فنظر إلى سرته، ثم سعد النظر فنظر إلى وجهه، ثم قال حمزة: وهل أنتم إلا عبيد لأبي. فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ثمل فنكص رسول الله صلى الله عليه وسلم على عقبيه القهقرى، فخرج وخرجنا معه.
وعلي بن شيبان الحنفي
ثم أحد بني سحيم.

حدثنا سليمان بن حرب وأبو النعمان والحسن بن الربيع قالوا: ثنا ملازم بن عمرو أخبرنا عبد الله بن بدر عن عبد الرحمن بن علي بن شيبان عن أبيه على بن شيبان، وكان أحد الوفد الذين وفدوا إلى رسول صلى الله عليه وسلم مع بني سحيم، قال: صلينا مع نبي الله صلى الله عليه وسلم صلاة، فلمح بمؤخر عينيه فرأى رجلاً لا يقيم صلبه في الركوع والسجود، فلما سلم قال: أيها الناس لا صلاة لامريء لا يقيم صلبه في الركوع والسجود وصليت مع نبي الله صلى الله عليه وسلم يوماً آخر، فلما سلم إذا رجل خلف الصف فصلى وحده، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قضى صلاته، فلما سلم قال: أعد صلاتك، لا صلاة لفرد خلف الصف.
أبو محمد طلحة بن عبيد الله
ابن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي ابن غالب بن فهر بن مالك.
حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد عن ابن جريج قال: وحدثني ابن المنكدر عن معاذ بن عبد الرحمن بن عثمان عن أبيه قال: كنا مع طلحة ابن عبيد الله وهم حرم، فأهدي له لحم طير وطلحة راقد. فمنا من أكل ومنا من تورع، فلما استيقظ أخبر بذلك قال: فوفق من أكله وقال: أكلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
<117> وطلحة بن مالك
حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا محمد بن أبي رزين قال: حدثتني أمي قالت: كانت أم الحرير إذا مات رجل من العرب اشتد عليها، فقيل لها: يا أم الحرير إنا نراك إذا مات رجل من العرب اشتد عليك ؟ فقالت: سمعت مولاي يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من اقتراب الساعة هلاك العرب.
وطلحة النصري
حدثنا آدم بن أبي أياس قال: حدثنا سليمان بن حيان حدثنا داؤد ابن أبي هند عن أبي حرب بن أبي الأسود الديلي عن طلحة النصري قال: قدمت المدينة مهاجراً، وكان الرجل إذا قدم المدينة كان له عريف نزل عليه، وإن لم يكن له عريف نزل الصفة، فقدمتها وليس لي بها عريف، فنزلت الصفة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرافق بين الرجلين، ويقسم بينهما مداً من تمر، فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم في صلاته إذ ناداه رجل فقال: يا رسول الله أحرق بطوننا التمر، وتخرقت عنا الخنف. قال وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم حمد الله وأثنى عليه، وذكر ما لقى من قومه؛ ثم قال: لقد رأيتني وصاحبي مكثنا بضع عشرة ليلة مالنا طعام غير البرير - والبرير ثمر الأراك - حتى أتينا إخواننا من الأنصار، فآسونا من طعامهم، وكان جل طعامهم التمر، والله الذي لا إله إلا هو لو قدرت لكم على الخبز واللحم لاطعمتكوه، وسيأتي عليكم زمان أو من أدركه منكم يلبسون أمثال أستار الكعبة ويغدا ويراح عليكم بالجفان. قالوا: يا رسول الله أنحن يومئذ خير أم اليوم ؟ قال بل أنتم اليوم خير، أنتم اليوم إخوان، وأنتم يومئذ يضرب بعضكم رقاب بعض.
الزبير بن العوام
ابن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة ابن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة.
حدثنا عبد السلام بن محمد بن سعيد الحضرمي الحمصي أخبرنا بقية بن الوليد <118> حدثني نمير بن يزيد القتبي قال: سمعت قحافة بن ربيعة بن قحافة يحدث عن أبيه أنه سمع الزبير بن العوام حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم عظماً بروثة فرمى به وقال: هذا طعام الجن. قال الزبير: فلا يحل لأحد سمع هذا الحديث أن يستنجي بعظم أو روثة بعد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال عبد السلام: وجدته في ثلاثة مواضع؛ موضع نظر النبي صلى الله عليه وسلم عظماً بروثة.
الزبير الكلابي
حدثني صفوان بن صالح قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثنا سيد الكلابي أنه سمع العلاء بن الزبير الكلابي يحدث عن أبيه قال: رأيت غلبة فارس الروم ثم رأيت غلبة الروم فارساً، ثم رأيت غلبة المسلمين فارساً والروم، كل ذلك في خمس عشرة سنة.
باب سعد
سعد بن تميم السكوني
حدثني سليمان بن عبد الرحمن حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثنا عبد الله بن العلاء وغيره: أنهما سمعا بلال بن سعد يحدث عن أبيه قال: قيل يا رسول الله ما للخليفة من بعدك ؟ قال مثل الذي لي ما عدل في الحكم، وقصد في البسط ورحم ذا الرحم، فمن لم يفعل ذلك فليس مني ولست منه.
وسعد بن أبي وقاص

هو مالك بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة ابن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر.
حدثنا عبد الله بن يوسف قال: سمعت مالك بن أنس يحدث عن أبي النضر عن <119> عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه: قال ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأحد على الأرض إنه من أهل الجنة إلا لعبد الله بن سلام. قال وفيه نزلت هذه الآية: " وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله " الآية.
وسعد بن سهل الساعدي
حدثنا أبو سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا ابن أبي فديك عن ابن أبي حميد عن أبي حازم عن عباس بن سهل بن سعد قال: سمعت أبي يقول حدثني جدي: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لئن أصلي الصبح ثم أجلس مجلساً فأذكر الله حتى تطلع الشمس أحب إلي من شد على جياد الخيل في سبيل الله حتى تطلع الشمس.
وسعد بن مالك أبو سعيد الخدري
حدثني أحمد بن صالح قال: حدثنا ابن وهب قال: أخبرني عمرو ابن الحارث أن ابن شهاب حدثه: أن أبا سلمة بن عبد الرحمن حدثه عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: إنما الماء من الماء. قال ابن شهاب: وكان أبو سلمة يفعل ذلك.
قال أبو يوسف: وهذا عندنا منسوخ.
<120> وسعد بن عائذ
حدثنا أبو بكري الحمدي حدثنا عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد ابن عائذ القرظ قال: حدثني عبد الله بن محمد بن عمار، وعمار وعمر ابنا حفص بن عمر بن سعد عن عمار بن سعد عن أبيه سعد القرظ أنه سمعه يقول: إن هذا الأذان أذان بلال الذي أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم واقامته وهو: الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله. ثم يرجع فيقول: أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح حي على الفلاح، الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله.
والأقامة واحدة واحدة، ويقول قد قامت الصلاة مرة واحدة.
سعد بن الربيع بن عمرو
أحد بني الحارث بن الخزرج. نقيب شهد بدراً، وقتل يوم أحد. حدثنا عيسى بن محمد قال أخبرنا الحسن بن أعين الحراني قال: حدثنا عبد الحميد قال: حدثنا سعد بن عبد الرحمن بن أبي أيوب الأنصاري عن جدته أم سعد بنت سعد بن الربيع قالت: مسح رسول الله صلى الله عليه وسلم وجهي فكانت تقول: سمعت أبي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن العقيق لواد مبارك.
وسعد بن معاذ بن نعمان
ابن امريء القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث ابن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس، بدري. حدثنا بذلك عمرو عن ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة.
ورجل من الأنصار يقال له سعد بن زيد
حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي قال: ثنا إبراهيم بن جعفر الأنصاري من ولد محمد بن مسلمة قال: حدثني رجل منا اسمه سليمان ابن محمد بن محمود بن مسلمة عن سعد بن زيد بن سعد الأشهلي: أنه أهدى للنبي صلى الله عليه وسلم وأهدي للنبي صلى الله عليه وسلم سيفاً من <121> نجران، فلما قدم عليه أعطاه محمد بن مسلمة فقال: جاهد بهذا في سبيل الله، فإذا أختلف أعناق الناس فأضرب به الحجر، ثم أدخل بيتك، فكن جيشاً ملقى حتى تقتلك كف خاطئة أو تأتيك منية قاضية.
أبو محمد عبد الرحمن بن عوف
ابن الحارث بن زهرة بن كلاب بن كعب بن لؤي.
حدثنا عبيد الله بن موسى أبو محمد قال: أخبرنا طلحة بن جبير عن المطلب بن عبد الله عن مصعب بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن عوف قال: لما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة، انصرف إلى الطائف فحاصرهم تسع عشرة ليلة أو ثمان عشرة، فلم يفتحها، ثم أوغل غدوةً أو روحةً، ثم نزل، ثم هجر، فقال: أيها الناس إني لكم فرط أوصيكم بعثرتي خيراً، فإن موعدكم الحوض، والذي نفسي بيده لتقيمن الصلاة ولتؤتن الزكاة، أو لأبعثن إليكم رجلاً مني أو كنفسي فليضربن أعناق مقاتلتكم، وليسبين ذراريكم. قال فرأى الناس أنه أبو بكر وعمر، فأخذ بيد علي - رضي الله عنهم أجمعين - فقال: هذا.
عبد الرحمن بن سمرة
ابن حبيب بن شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة ابن كعب بن لؤي.

حدثنا مهدي بن جعفر الرملي قال: ثنا ضمرة عن عبد الله بن شوذب عن عبد الله بن القاسم عن كثير مولى عبد الرحمن بن سمرة عن عبد الرحمن ابن سمرة قال: لما جهز رسول الله صلى الله عليه وسلم جيش العسرة، جاء عثمان بن عفان بألف دينار يحملها في ثوبه فنثرها في حجر النبي صلى الله عليه وسلم، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقلب تلك الدنانير بيده ويقول: لا يضر ابن عفان ما عمل بعد اليوم.
<122> وعبد الرحمن بن أزهر الزهري
حدثنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا أسامة بن زيد عن الزهري عن عبد الرحمن بن أزهر قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح، وأنا غلام شاب، يسأل عن منزل خالد بن الوليد، فأتي بشارب، فأمرهم فضربوه بما في أيديهم، فمنهم من يضرب بالسوط، ومنهم من ضرب بالعصا، وحثا النبي صلى الله عليه وسلم عليه التراب.
حدثنا سعيد بن أبي مريم عن نافع بن يزيد قال: حدثني جعفر بن ربيعة عن عبد الله بن عبد الرحمن بن السائب: أن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن أزهر حدثه عن أبيه عبد الرحمن بن أزهر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنما مثل المؤمن حين يصيبه الوعك أو الحمى كمثل حديدة تدخل النار فيذهب خبثها ويبقى طيبها.
عبد الرحمن بن حسنة
حليف لبني زهرة.
حدثنا عبيد الله بن موسى عن الأعمش عن زيد بن وهب عن عبد الرحمن بن حسنة قال: أنطلقت أنا وعمرو بن العاص، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه درقة أو شبه الدرقة، فجلس فاستتر بها، فبال وهو جالس. فقلت أنا وصاحبي: أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يبول، كما تبول المرأة، وهو جالس، فأتانا فقال: أما علمتم ما لقي صاحب بني إسرائيل؛ كان إذا أصاب أحداً منهم شيء من البول قرضه بالمقراض، فنهاهم عن ذلك فعذب ب في قبره.
وعبد الرحمن بن أبي بكر الصديق
من حلف الفضول والمطيبين، ولهم صهر، وفيهم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم.
<123> حدثني أبو سعيد الجعفي قال: حدثني ابن وهب قال: حدثني عمر بن الحارث: أن بكيراً حدثه عن عبد الرحمن بن أبي بكر أو عن عبد الله بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن أبي بكر: ن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تحل الصدقة لغني ولا لقوي مرة سوى.
وعبد الرحمن بن عثمان التيمي
حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد عن ابن أبي ذئب عن سعيد بن خالد عن سعيد بن المسيب عن عبد الرحمن بن عثمان - رجل من بني تيم - قال: ذكروا الضفدع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فنهى عن قتلها.
عبد الرحمن بن معاذ التيمي
حدثنا أبو يوسف حدثني عبد الرحمن بن المبارك حدثنا عبد الوارث ثنا حميد الأعرج عن محمد بن إبراهيم التيمي عبد الرحمن بن معاذ التيمي - وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن بمنى، قال: ففتحت أسماعنا حتى إنا كنا لنسمع ما يقول ونحن في منازلنا، قال فطفق يعلمنا مناسكنا حتى بلغ الجمار فقال: بحصى الخذف، فوضع اصبعيه السبابتين أحدهما على الأخرى. قال: فأمر المهاجرين أن ينزلوا في مقدم المسجد، وأمر الأنصار فنزلوا من وراء المسجد، ثم نزل الناس بعد.
وعبد الرحمن بن صفوا الجمحي
حدثنا أبو يوسف حدثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك حدثنا جرير عن منصور عن مجاهد عن عبد الرحمن بن صفوان قال: لما كان يوم الفتح لبست ثيابي وذهبت <124> فصادفت النبي صلى الله عليه وسلم قد خرج من البيت فسألت عمر: ما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال: صلى ركعتين.
وعبد الرحمن بن يعمر الديلي
حدثنا أبو يوسف حدثني أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو شبابة حدثنا شعبة عن بكير بن عطاء عن عبد الرحمن بن يعمر الديلي: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الدباء والمزفت.
وعبد الرحمن المزني
حدثنا أبو يوسف حدثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك حدثنا أبو معشر حدثني يحيى بن شبل عن محمد بن عبد الرحمن عن أبيه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصحاب الأعراف ؟ فقال. قوم قتلوا في سبيل الله في معصية آبائهم، فمنعتهم من الجنة معصية آبائهم، ومنعتهم من النار قتلهم في سبيل الله.
وعبد الرحمن بن أبي عميرة المزني

حدثنا أبو يوسف حدثنا حيوة بن شريح حدثنا بقية بن الوليد عن بحير ابن سعد. عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن ابن أبي عميرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما في الناس نفس مسلمة يقبضها ربها تحب أن تعود إليكم، وأن لها الدنيا وما فيها غير الشهيد. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لئن أقتل في سبيل الله أحب إلي من أن يكون لي أهل المدر والوبر.
وعبد الرحمن بن خنبش التيمي
حدثنا أبو يوسف حدثنا علي بن عبد الله حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي حدثنا أبو التياح قال: قال رجل لعبد الرحمن بن خنبش: حدثنا كيف صنع النبي صلى الله عليه وسلم حين أرادته <125> الشياطين ؟ فقال عبد الرحمن: إن الشياطين تحدرت على رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجبال والأودية، معهم شيطان معه شعلة من نار يريد أن يحرق رسول الله صلى الله عليه وسلم بها، فلما رآهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فزع منهم، فأتاه جبريل فقال: يا محمد قل. قال: ما أقول ؟ قال: قل أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر، من شر ما خلق ودرأ وبرأ، ومن شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها ومن شر ما يلج الأرض ومن شر ما يخرج فيها، ومن شر فتن الليل والنهار وشر الطوارق إلا طارقاً يطرق بخير، يا رحمن. قال: فطفئت نار الشياطين وهزمهم الله.
وعبد الرحمن بن أبي عقيل الثقفي
حدثنا أبو يوسف حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا أبو خالد زيد الأسدي حدثنا عون بن أبي جحيفة السوائي حدثنا عبد الرحمن بن علقمة الثقفي عن عبد الرحمن بن أبي عقيل قال: أنطلقت إلى النبي صلى الله عليه وسلم في وفد فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم فأنخنا بالباب وما في الناس أبغض إلينا من رجل دخلنا عليه. قال: فقال قائل منهم: يا رسول الله ألا سألت ربك ملكاً كملك سليمان ؟ قال: فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: فلعل لصاحبكم عند الله أفضل من ملك سليمان، إن الله لم يعبث نبياً إلا أعطاه دعوةً فمنهم من اتخذها ديناً إن شاء الله فأعطيها ومنهم من دعا بها على قومه إذ عصوه فأهلكوا بها، وإن الله أعطاني دعوة فاختبأتها عند ربي شفاعةً لأمتي يوم القيامة.
وعبد الرحمن بن خباب السلمي
حدثنا أبو يوسف الحجاج بن نصير حدثنا سكن بن المغيرة القرشي عن الوليد بن زياد عن فرقد أبي طلحة عن عبد الرحمن بن خباب السلمي قال: إني بجنب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب، فحضض على جيش العسرة فلم يجبه أحد، فقام عثمان بن عفان فقال: يا رسول الله مائة بعير بأحلاسها وأقتابها عوناً في هذا الجيش. قال: ثم حضض فلم يجبه أحد، فقام عثمان بن عفان فقال: يا رسول الله مائتا بعير بأحلاسها وأقتابها عوناً في هذا الجيش. قال <126> عبد الرحمن بن خباب: فكأنما أنظر إلى يد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يذهب بها ويحركها وهو يقول: ما على عثمان ما عمل بعد اليوم.
وعبد الرحمن بن معقل السلمي
حدثنا أبو يوسف حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا الحسن بن أبي جعفر ثنا أبو محمد عن عبد الرحمن بن معقل السلمي صاحب الدثنية قال: قلت: يا رسول الله ما تقول في الضبع ؟ فقال: لا آكله ولا أنهى عنه. قلت: ما لم تنه عنه فأنا آكله قال: قلت: يا نبي الله ما تقول في الضب ؟ قال: لا آكله ولا أنهى عنه. قال: قلت: ما لم تنه عنه فإني آكله. قال: قلت يا نبي الله ما تقول في الأرنب ؟ قال لا آكلها ولا أحرمها. قال: قلت: ما لم تحرمه فإني آكله. قال: قلت: يا نبي الله ما تقول في الذئب ؟ قال: أو يأكل ذلك أحد. فقلت: يا نبي الله ما تقول في الثعلب ؟ قال أو يأكل ذلك أحد !.
وعبد الرحمن بن حبيب الخطمي
حدثنا أبو يوسف حدثنا هشام بن عمار حدثنا حاتم بن سليمان حدثنا موسى بن عبد الرحمن أنه سمع محمد بن كعب القرظي يسأل أباه عن الميسر ؟ فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من لعب بالميسر فقام يصلي فمثله كمثل الذي يتوضأ بالقيح ولحم الخنزير، ثم قام يصلي: فيقول: الله يقبل صلاته ؟!.
وعبد الرحمن بن ابزى

حدثنا أبو يوسف حدثنا سعيد بن أسد حدثنا ضمرة عن ابن شوذب عن عبد الله <127> عن هشيم قال: جلست إلى عبد الرحمن بن أبزى فقال: ألا أريكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقلنا: نعم. فقام فاستقبل القبلة، ثم قرأ، ثم ركع، حتى أخذ كل عظم مأخذه، ثم رفع حتى أخذ كل عظم مأخذه، ثم سجد حتى أخذ كل عظم مأخذه، ثم رفع، ثم صنع في الركعة الثانية مثل ذلك، ثم قال: هكذا صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعبد الرحمن بن شبل الأنصاري
حدثنا أبو يوسف حدثنا أبو اليمان حدثنا إسماعيل بن عياش عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن أبي راشد الحبراني عن عبد الرحمن بن شبل: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن أكل الضب.
أبو الأعور سعيد بن زيد
ابن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر ابن مالك بن النضر بن كنانة.
حدثنا أبو يوسف حدثنا أبو نعيم حدثنا إسرائيل عن إبراهيم بن المهاجر حدثني من سمع عمرو بن حريث يحدث عن سعيد بن زيد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يا معشر العرب أحمدوا الله الذي الذي رفع عنكم العشور.
حدثنا أبو يوسف حدثنا أبو اليمان حدثني شعيب بن أبي حمزة عن عبد الله بن أبي حسين حدثني نوفل بن مساحق عن سعيد بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من أربى الربا الأستطالة في عرض المسلم بغير حق فإن هذه الرحم شحنة من الرحمن فمن قطعها حرم الله عليه الجنة.
وسعيد بن العاص
ابن أمية بن عبد شمس.
حدثنا أبو يوسف حدثنا أبو سعيد الجعفي حدثنا عبد الله بن الأجلح ثنا هشام بن <128> عروة عن أبيه: أن سعيد بن العاص قال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من خياركم في الاسلام خياركم في الجاهلية.
وسعيد بن عامر بن حذيم الجمحي
حدثنا أبو يوسف حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن سابط عن سعيد بن عامر بن حذيم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يجمع الناس للحساب فيجيء فقراء المسلمين، فيدفون كما يدف الحمام يقول لهم: قفوا للحساب فيقولون: والله ما عندنا من حساب، ولا تركنا من شيء. قال: فيقول ربكم عز وجل: عبادي. فتفتح لهم الجنة. فيدخلونها قبل الناس بسبعين عاماً.
وسعيد بن سعد بن عبادة
الأنصاري ثم الساعدي.
حدثنا أبو يوسف حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا ابن نمير حدثنا ابن إسحق عن يعقوب بن عبد الله بن الأشج عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن سعيد بن سعد بن عبادة قال: كان بين أبياتنا رجل مخدج ضعيف، فلم نرع إلا وهو على أمة من اماء الدار يخبث بها، فرفع شأنه سعد بن عبادة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أجلدوه مائة سوط.
قالوا: يا نبي الله هو أضعف من ذاك لو ضربناه مائة سوط مات. قال: فخذوا له عثكالاً فيه مائة شراخ فأضربوه بواحد.
<129> وسعيد بن حريث المخزومي
حدثنا أبو يوسف حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر قال: سمعت عبد الملك بن عمير قال: سمعت عمرو بن حريث قال: كان لي أخ أكبر مني يقال له سعيد بن حريث - وكانت له صحبة من النبي صلى الله عليه وسلم. قال: نعم الأخ كان - فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من باع منكم داراً أو عقاراً كان قمناً أن لا يبارك له فيه إلا أن يجعله من مثله.
عامر بن عبد الله بن الجراح
ابن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر أبو عبيدة بن الجراح.
حدثنا أبو يوسف حدثنا عبد الرحمن بن عمرو الحراني حدثنا محمد بن سليمان عن ابن غنيم البعلبكي عن هشام بن الغاز عن مكحول عن أبي ثعلبة الخشني عن أبي عبيدة بن الجراح قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يزال هذا الأمر معتدلاً قائماً بالقسط حتى يثلمه رجل من بني أمية.
عامر بن واثلة أبو الطفيل البكري

حدثنا أبو يوسف حدثنا عمرو بن سهل حدثني مهدي بن عمران عن أبي الطفيل قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبد الله بن مسعود ونفراً من أصحابه دخلوا داراً بمكة فإذا فيها قطيفة مطروحة تحتها غلام أعور فرفعوه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتشهد أني رسول الله ؟ فقال الغلام: إني رسول الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تعوذوا بالله من شر هذا.
<130> أبو الفضل العباس بن عبد المطلب
حدثنا أبو يوسف حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسماعيل بن أبي خالد عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن العباس قال: قلت: يا رسول الله أن قريشاً إذا التقوا لقي بعضهم بعضاً بالبشاشة، وإذا لقونا لقونا بوجوه لا نعرفها، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك غضباً شديداً ثم قال: والذي نفس محمد بيده لا يدخل قلب رجل الايمان حتى يحبكم لله ولرسوله.
عباس بن مرداس السلمي
حدثنا أبو يوسف حدثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك حدثنا عبد القاهر بن السري السلمي حدثني ابن كنانة بن عباس بن مرداس السلمي عن أبيه عن جده عباس بن مرداس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عشية عرفة لأمته بالمغفرة والرحمة وأكثر الدعاء، فأجابه الله أني قد فعلت إلا ظلم بعضهم بعضاً، فأما ذنوبهم فيما بيني وبينهم فقد غفرتها. قال أي رب إنك قادر أن تثيب هذا المظلوم خيراً من مظلمته وتغفر لهذا الظالم، فلم يجبه تلك العشية، فلما كان غداة المزدلفة، أعاد الدعاء، فأجابه الله: أني قد غفرت لهم، ثم تبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له بعض أصحابه: يا رسول الله تبسمت في ساعة لم تكن تبتسم فيها ؟ فقال: تبسمت من عدو الله ابليس أنه لما علم أن الله قد أستجاب لي في أمتي أهوى يدعو بالويل والثبور ويحثو التراب على رأسه.
قيس بن مخرمة
حدثنا أبو يوسف حدثنا حامد بن يحيى حدثنا صدقة عن محمد بن إسحق حدثني المطلب بن عبد الله بن قيس بن مخرمة عن أبيه عن جده قيس بن مخرمة قال: ولدت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل فنحن لدان.
<131> قيس بن عاصم التميمي
ثم أحد بني منقر.
حدثنا أبو يوسف ثنا قبيصة حدثنا سفيان عن الأغر عن خليفة بن حصين عن أبيه: أن جده قيس بن عاصم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم، فأمره أن يغتسل بماء وسدر.
قيس التميمي
حدثنا أبو يوسف حدثنا أبو الوليد حدثني قيس بن الربيع عن جابر عن المغيرة بن شبل عن قيس التميمي قال: بعثني جرير وافداً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته فمر على خمس نسوة فسلم عليهن.
وقيس بن النعمان العبدي
ثم الربعي.
حدثنا أبو يوسف حدثني عثمان بن الهيثم المؤذن حدثنا عوف بن أبي جميلة عن أبي القموص زيد بن علي عن أحد الوفد الذين وفدوا إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم من وفد عبد القيس إلا أن يكون قيس بن النعمان فأني نسيت اسمه قال: وأهدينا إليه فيما أهدينا خوطاً وقربة من تعضوض فوضعناها بين يديه قال: فحسبت أنه تناول تمرة منها، ثم أعادها إلى موضعها فقال: بلغوها آل محمد. فقال رجل منا: يا رسول الله أن أرضنا أرض جادة وبيئة وأنه لا يوافقنا إلا الشراب فما الذي يحل لنا من الآنية وما الذي يحرم علينا ؟ قال: لا تشربوا في الدباء ولا النقير والمزفت وأشربوا في الحلال الموكى عليه، فإن اشتد متنه فأكسروه بالماء، فإن أعياكم فأهريقوه. قال: قلنا: يا رسول الله وما يدريك ما الدباء والنقير والمزفت ؟ قال: أنا لا أدري ! أي هجر أعز قال: قلت: المشقر. قال: فوالله لقد دخلتها وأخذت أقليدها وقمت على عين الزارة على الحجر من حيث يخرج الماء. قال: ثم ابتهل في الدعاء لعبد القيس قال <132> ووجهه عن عين القلة، ورفع يديه وهو يقول: اللهم أغفر لعبد القيس اللهم اغفر لعبد القيس رافعاً يديه وهو يستدير حتى استقبل القبلة وهو يقول اللهم اغفر لعبد القيس إذ أسلموا طائعين وغير خزايا وغير موتورين إذ بعض قوم لم يسلموا حتى يخزوا ويوتروا، خير أهل المشرق عبد القيس، خير أهل المشرق عبد القيس.
وقيس بن أبي صعصعة

واسم أبي صعصعة عمرو بن زيد بن عوف بن مبذول من بني مازن ابن النجار، ثم من بني عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن عقبي بدري. حدثنا بذلك عمرو عن ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة.
حدثنا أبو يوسف حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير حدثني عبد الله ابن لهيعة حدثني حبان بن واسع الأنصاري عن أبيه عن قيس بن أبي صعصعة أنه قال يا رسول الله في كم أقرأ القرآن؟ قال: في خمس عشرة. قال: إني أجدني أقوى من ذلك ؟ قال: في كل جمعة. قال: فإني أجدني أقوى من ذلك. قال: فمكث كذلك يقرأه زماناً حتى كبر أو كان يعصب على عينيه فكان يقرأه في كل خمس عشرة. قال: يا ليتني قبلت من رسول الله صلى الله عليه وسلم الأولى.
وقيس بن سعد بن عبادة
حدثنا أبو يوسف حدثنا أبو الأسود النضر بن عبد الجبار أخبرنا ابن لهيعة عن ابن هبيرة قال: سمعت شيخاً يحدث أبا تميم أنه سمع قيس بن سعد بن عبادة - وهو على مصر - يقول: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من كذب علي كذبة فليتبوأ مضجعه من جهنم أو بيتاً، ألا ومن شرب الخمر أتى عطشاناً يوم القيامة، وكل مسكر حرام وأياكم والغيراء.
<133> زيد بن حارثة
ابن شراحيل بن كعب بن عبد العزى بن يزيد بن امريء القيس الكلبي، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، شهد بدراً.
حدثنا أبو يوسف حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا ابن لهيعة أخبرني عقيل عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن أسامة بن زيد بن حارثة عن أبيه: أن جبريل نزل إلى النبي صلى الله عليه وسلم في أول ما أوحي إليه فعلمه الوضوء فتوضأ النبي صلى الله عليه وسلم، فلما فرغ، أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيده فأنضح به فرجه.
وزيد بن سهل
ابن الأسود بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار، يكنى أبا طلحة الأنصاري، عقبي بدري.
حدثنا أبو يوسف حدثنا أبو صالح حدثني الليث عن يحيى بن سليم بن زيد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سمع إسماعيل بن بشير مولى بني مغالة يقول: سمعت جابر بن عبد الله وأبا طلحة بن سهل الأنصاري يقولان: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من أحد يخذل مسلماً في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته، وما من أمريء ينصر مسلماً في موطن ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته.
وزيد بن ثابت الأنصاري
حدثنا أبو يوسف حدثنا أبو ثمامة أن محمد بن عجلان حدثه عن أبي الزناد عن <134> خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الحرب خدعة.
وزيد بن خارجة الأنصاري
حدثنا أبو يوسف حدثنا أبو سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا مروان ابن معاوية الفزاري حدثنا عثمان - يعني ابن حكيم - عن خالد بن سلمة عن موسى بن طلحة عن زيد بن خارج أخ لبني الحارث بن الخزرج قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف نصلي عليك ؟ قال: صلوا علي قولوا اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم أنك حميد مجيد.
وزيد بن سعنة

حدثني أبو يوسف حدثني محمد بن أبي السري حدثنا الوليد بن مسلم حدثني محمد بن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبيه عن جده قال: قال عبد الله بن سلام: أن الله لما أراد هدى زيد بن سعنه قال زيد: ما من علامات النبوة شيء إلا وقد عرفتها في محمد صلى الله عليه وسلم حين نظرت إليه إلا اثنتان لم أخبرهما منه؛ يسبق حلمه جهله، ولا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلماً، فكنت أتلطف له لأن أخالطه فأعرف حلمه من جهله، فخرج يوماً من الحجرات ومعه علي بن أبي طالب، فأتاه رجل على راحلته كالبدوي فقال: يا رسول الله أن بصرى قرية بني فلان أسلموا ودخلوا في الاسلام، وكنت حدثتهم إن أسلموا أتاهم الرزق رغداً، وقد أصابتهم سنة وشدة وقحط من الغيث، وأنا أخشى يا رسول الله أن يخرجوا من الاسلام طمعاً كما دخلوا فيه طمعاً، فإن رأيت أن ترسل بشيء تعينهم به. فقال زيد بن سعنة: فدنوت إليه فقلت: يا محمد هل لك أن تبيعني تمراً معلوماً إلى أجل معلوم ومن حائط بني فلان ؟ قال: لا يا يهودي ولكني أبيعك تمراً معلوماً إلى كذا وكذا من الأجل، ولا أسمي من حائط بني فلان. فقلت: نعم. فبايعني فأطلعت همياني فأعطيته ثمانين ديناراً في تمر معلوم إلى كذا وكذا <135> من الأجل، فأعطاها الرجل وقال: اعجل عليهم، وأغثهم بها. قال زيد بن سعنة: فلما كان قبل محل الأجل بيومين أو ثلاث، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار ومعه أبو بكر وعمر وعثمان في نفر من أصحابه، فلما صلى على الجنازة، ودنا من جدار ليجلس إليه أتيته، فنظرت إليه بوجه غليظ، ثم أخذت مجامع قميصه وردائه فقلت: أقضني يا محمد حقي فوالله ما علمتكم بنى عبد المطلب لمطلاً، لقد كان لي بمخالطتكم علم. فنظرت إلى عمر وعيناه تدوران في وجهه، كالفلك المستدير ثم رماني ببصره فقال: يا يهودي أتفعل هذا برسول الله ؟ فوالذي بعثه بالحق لولا ما أحاذر فوته لضربت بسيفي رأسك. قال: ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إلى عمر في سكون وتؤدة وتبسم، ثم قال: يا عمر أنا وهو كنا إلى غير هذا منك أحوج؛ أن تأمرني بحسن الاداء وتأمره بحسن اتباعه، اذهب به يا عمر فأقضه حقه وزده عشرين صاعاً من تمر مكان ما رعته. قال زيد بن سعنة: فذهب بي عمر فأعطاني حقي وزادني عشرين صاعاً. فقلت: ما هذه الزيادة؟ قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أزيدك مكان ما رعتك. فقلت: أتعرفني ؟ فقال: لا فمن أنت ؟ قال: أنا زيد بن سعنة. قال: الحبر ؟ قلت الحبر. قال: وقلت له ما قلت. قال: فما دعاك إلى أن فعلت برسول الله صلى الله عليه وسلم ما فعلت ؟ قلت: ما من علامات النبوة شيء إلا وقد عرفته في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نظرت إليه إلا اثنتان لم أخبرهما منه؛ يسبق حلمه جهله، ولا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلماً فقد خبرتهما، فأشهدك يا عمر أني قد رضيت بالله رباً وبالاسلام ديناً، ومحمد نبياً، وأشهدك أن شطر مالي - فإني أكثرها مالاً - صدقة على أمة محمد. فقال عمر: أو على بعضهم فأنك لا تسعهم كلهم. ورجع عمر وزيد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال زيد: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله فامن به وصدقه وبايعه، وشهد معه مشاهد كثيرة، ثم توفي في غزوة تبوك مقبلاً غير مدبر - رحم الله زيداً. قال الوليد: حدثني بهذا كله محمد بن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبيه عن جده عن عبد الله بن سلام.
وزيد بن أرقم أبو عمرو
حدثني أبو يوسف حدثني عبيد الله بن موسى أخبرنا إسرائيل عن عثمان عن اياس بن أبي رملة الشامي قال: سمعت معاوية سأل زيد بن أرقم: أشهدت مع رسول <136> الله صلى الله عليه وسلم عيدين اجتمعا في يوم واحد ؟ قال: نعم. قال: فكيف صنع ؟ قال: صلى العيد، ثم رخص في الجمعة فقال: من شاء أن يصلي فليصل.
أسامة بن زيد بن حارثة

حدثنا أبو يوسف حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا محمد بن المهاجر عن الضحاك المعافرى عن سليمان بن موسى عن كريب مولى ابن عباس حدثني أسامة بن زيد: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: ألا هل مشمر للجنة ؟ إن الجنة لا خطر لها، هي ورب الكعبة نور يتلألأ، وريحانة تهتز، وقصر مشيد، ونهر مطرد، وفاكهة كثيرة نضيجة، وزوجة حسنة جميلة في حبرة ونعمة. في مقام أبداً. في حبرة ونعمة ونضرة. في دار عالية بهية سليمة. قالوا: نحن المشمرون لها يا رسول الله. قال قولوا إن شاء الله تعالى. ثم ذكر الجهاد وحض عليه.
أسامة بن عمير الهذلي
حدثنا أبو يوسف حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا شعبة عن قتادة عن أبي المليح عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يقبل الله صلاة بغير طهر ولا صدقة من غلال.
أسامة بن شريك العامري
حدثنا أبو يوسف حدثني عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن الشيباني عن زياد بن علاقة عن أسامة بن شريك قال: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجاً، فكان الناس يأتونه، فمن قائل يا رسول الله سعيت قبل أن أطوف، أو أخرت شيئاً، أو قدمت، قال: فكان يقول: لا حرج لا حرج إلا على رجل اقترض عرض رجل مسلم وهو ظالم، فذلك حرج وهلك.
<137> معاوية بن أبي سفيان
ابن صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس، وكنية معاوية أبو عبد الرحمن.
حدثنا أبو يوسف حدثا جنادة بن محمد المزني الدمشقي حدثنا عيسى بن يونس بن أبي إسحق السبيعي عن الأوزاعي عن عبد الله ابن سعد عن الصنابحي عن معاوية بن أبي سفيان قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الأغلوطات.
ومعاوية بن الحكم السلمي
من قيس عيلان.
حدثنا أبو يوسف حدثني يحيى بن صالح الوحاظي حدثنا فليح بن سليمان عن هلال بن علي عن عطاء بن يسار عن معاوية بن الحكم السلمي قال: لما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلمت من أمور الاسلام فكان فيما علمت: أن قيل إذا عطست فأحمد الله، وإذا عطس العاطس فحمد الله فقل يرحمك الله.
ومعاوية بن حيدة القشيري
أحد بني عامر بن صعصعة من هوازن.
حدثنا أبو يوسف ثنا مكي بن إبراهيم قال بهز ذكره عن أبيه عن جده قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى بطعام سأل عنه أهدية أم صدقة ؟ فإن قالوا هدية بسط يده، وإن قالوا صدقة قال لأصحابه: كلوا.
ومحمد بن عبد الله بن جحش
من بني أسد خزيمة، حليف بني أمية بن عبد شمس.
حدثنا أبو يوسف حدثني ابن أبي مريم أخبرنا محمد بن جعفر بن أبي كثير أخبرني العلاء بن عبد الرحمن أخبرني أبو كثير مولى محمد بن عبد الله بن جحش عن مولاه محمد أنه قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمر على معمر وهو جالس عند داره بالسوق وفخذاه <138> مكشوفتان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معمر غط فخذيك فأن الفخذين عورة.
محمد بن حاطب الجمحي
حدثنا أبو يوسف حدثنا محمد بن معاوية ثنا شريك عن سماك بن حرب عن محمد بن حاطب قال: دنوت إلى قدر لنا فأحترقت يدي منه، فذهبت بي أمي إلى البطحاء فقالت: يا رسول الله إن ابني هذا احترقت يده، فجعل يتكلم بكلام لا أدري ما هو ولكنه ينفث، فسألت عنه في أمارة عثمان فقالوا: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومحمد بن مسلمة
ابن سلمة بن خالد بن عدي بن مجدعة بن الحارث، بدري. حدثنا أبو يوسف حدثني بذل عمرو عن ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة.
حدثنا أبو يوسف حدثنا عمرو بن عون حدثنا أبو شهاب عبد ربه ابن نافع عن الحجاج عن ابن أبي ملكية عن محمد بن سليمان بن أبي حثمة عن عمه سهل بن أبي حثمة قال: رأيت محمد بن مسلمة يطارد امرأة ببصره على أجاز يقال لها بثينة بنت الضحاك أخت أبي جيرة. فقالت: أتفعل هذا وأنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال: نعم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا ألقى الله في قلب رجل خطبة امرأة فلا بأس أن ينظر إليها.
ومحمد بن عبد الله بن سلام

حدثنا أبو يوسف حدثنا علي بن الحسن بن شقيق حدثنا عبد الله أخبرنا مالك بن مغول قال: سمعت سيار أبا الحكم يحدث عن شهر ابن حوشب عن محمد بن عبد الله بن سلام قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أو قال: قدم علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تعالى قد <139> أثنى عليكم في الطهور خيراً أفلا تخبروني ؟ قالوا: يا رسول الله إنا نجد علينا مكتوباً في التوراة الاستنجاء بالماء. قال مالك: يعني قوله رجال يحبون أن يتطهروا.
يعلى بن أمية التميمي
ثم أحد بني حنظلة، حليف لبني عبد شمس.
حدثنا أبو يوسف حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد حدثني محمد ابن يحيى عن صفوان عن يعلى عن يعلى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: البحر هو جهنم ثم تلا " ناراً أحاط بهم سُرادِقُها " . قال يعلى: والله لا أدخله أبداً والله لا تصيبني منه قطرة أبداً.
يعلى بن مرة الثقفي
حدثنا أبو يوسف ثنا أبو صالح حدثني معاوية بن صالح عن راشد ابن سعد عن يعلى بن مرة أنه قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم - ودعينا إلى الطعام - فإذا الحسين يلعب في الطريق، فأسرع النبي صلى الله عليه وسلم أمام القوم، ثم بسط يده فجعل الحسين يفر مرة هاهنا ومرة هاهنا - وهو يضاحكه - حتى أخذه فجعل إحدى يديه في ذقنه والأخرى بين رأسه، ثم أعتقه فقبله، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسيناً. الحسن والحسين سبطان من الأسباط.
صفوان بن أمية
ابن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر.
حدثنا أبو يوسف حدثنا أصبغ بن فرج أخبرني ابن وهب عن يونس قال: قال ابن شهاب: حدثني سعيد بن المسيب أن صفوان قال: والله لقد أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ما <140> أعطاني وإنه لأبغض الناس إلي فما برح يعطيني حتى أنه لأحب الناس إلي.
وصفوان بن المعطل السلمي
حدثنا أبو يوسف حدثني أبو محمد إسحق بن إبراهيم أخبرنا عبد الله ابن جعفر عن محمد بن يوسف الأعرج عن عبد الله بن الفضل عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن صفوان بن المعطل قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر صلى العشاء الآخرة، ثم نام حتى إذا كان نصف الليل استيقظ فتلا هؤلاء الآيات العشر الأواخر من سورة آل عمران، ثم أخذ سواكاً فتسوك به، ثم توضأ ثم قام فصلى ركعتين لا أدري أقيامه أو ركوعه أو سجوده أطول، ثم نام، ثم استيقظ فتلا الآيات ثم تسوك ثم توضأ، ثم قام ففعل كما فعل أول مرة، ثم لم يزل ينام ويصلي ركعتين ويفعل في كل ركعتين مثل ما فعل في الأوليتين حتى صلى إحدى عشر ركعة.
معقل بن يسار
حدثنا أبو يوسف حدثني أبو الوليد حدثنا أبو عزة الدباغ حدثنا أبو الرباب مولى معقل بن يسار عن معقل بن يسار قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتينا على مكان فيه الثوم، فأصاب ناس منه، ثم جاؤوا إلى المصلى فوجد النبي صلى الله عليه وسلم ريحها فقال: من أكل من هذه الشجرة فلا يقرب مصلانا.
ومعقل بن سنان الأشجعي
حدثنا أبو يوسف حدثنا أبو سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا ابن أبي فديك حدثني موسى الزمعي عن أبي الحويرث أن نافع بن جبير أخبره قال: جاءني معقل بن <141> سنان، فقام من عندي الآن فأخبرني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: غفار وأسلم وجهينة ومزينة موالي الله ورسوله.
قرة بن الأغر المزني
حدثنا أبو يوسف حدثنا محمد بن أبي السري حدثني بكر بن بشر العقيلي حدثني عبد الحميد بن أبي سوار حدثني إياس بن معاوية بن قرة المزني عن أبيه عن جده قرة المزني قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر عنده الحياء، فقالوا: يا رسول الله الحياء من الدين ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الحياء والعفاف والعي عي اللسان لا عي القلب، والعقل من الايمان، وانهن يزدن في الآخرة وينقصن من الدنيا، وما يزدن في الآخرة أكثر مما ينقصن من الدنيا، وإن الشح والفحش والبذاء من النفاق، وأنهم ينقصن من الآخرة، ويزدن في الدنيا، وما ينقصن من الآخرة أكثر مما يزدن في الدنيا. قال إياس: فحدثت به عمر بن عبد العزيز فأمرني فأمليتها عليه، ثم كتبه بخطه، ثم صلى بنا الظهر والعصر فإنها لفي كفه ما يضعها.

وقرة بن دعموص النميري
أحد بني عامر بن صعصعة من هوازن.
حدثنا أبو يوسف حدثنا سليمان بن حرب حدثنا جرير بن حازم قال: رأيت رجلاً في مكان أيوب عليه جبة صوف فلما رأى القوم يتحدثون قال حدثني مولاي قرة بن دعموص قال: أتيت المدينة، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه عنده، فأردت أن أدنو إليه فلم أستطع، فقلت: يا رسول الله استغفر للغلام النميري ؟ فقال غفر الله لك. قال: وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم الضحاك ساعياً. قال: فجاء بأبل جلة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أتيت هلال بن عامر ونمير بن عامر وعامر بن ربيعة فأخذت جلة أموالهم ؟ فقال: يا رسول الله إني سمعتك تذكر الغزو فأتيتك بأبل تركب عليها وتحم عليها أصحابك. قال والله الذي تركت أحب إلي من الذي جئت به، أذهب فردها عليهم، وخذ صدقاتهم من حواشي أموالهم.
<142> خالد بن الوليد بن المغيرة
يكنى أبا سليمان، سيف الله.
حدثنا أبو يوسف حدثنا جنادة بن محمد المزني حدثنا بقية عن ثور بن يزيد عن صالح بن يحيى بن المقدام عن أبيه عن جده عن خالد بن الوليد قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر عن أكل لحوم الخيل والبغال والحمر الأنسية وكل ذي ناب من السباع.
وخالد بن زيد
أبو أيوب الأنصاري بن كليب بن ثعلبة، وهو أحد بني النجار بن مالك ابن عمرو بن الخزرج، ثم من بني غنم بن مالك، ثم من بني ثعلبة بن عبد عوف بن غنم.
حدثنا أبو يوسف حدثني أبو عتبة الحسن بن علي بن مسلم السكوني الحمصي حدثني معاوية بن يحيى عن نصر بن علقمة عن أخيه عن أبي أيوب الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من لقي من الله وصبر حتى يقتل أو يغلب لم يفتن في قبره.
خالد بن عبد العزى
بن سلامة أحد بني حبتر الكعبي.
قال أبو يوسف حدثنا سليمان بن عثمان بن الوليد حدثني عمي أبو مصرف عن سعيد بن الوليد بن عبد الله بن مسعود بن خالد بن عبد العزى حدثني أبي عن أبيه عن خالد بن عبد العزى بن سلامة أنه أجزر للنبي صلى الله عليه وسلم شاة، وكان عيال خالد كثيراً، يذبح الشاة ولا ينال عياله عطفاً عطفاً، وأن النبي صلى الله عليه وسلم أكل منها ثم قال: أرني دلوك يا أبا خناس فصنع فيها فضلة الشاة، ثم قال: اللهم بارك لأبي خناس. فانفلت به، فبدره لهم، وقال: تواسوا فيه. فأكل منه عياله وأفضلوا.
<143> معاذ بن جبل
ابن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب بن عمرو ابن أودي بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن تزيد عن جشم. عقبي بدري.
حدثنا أبو يوسف حدثنا حيوة بن شريح ومحمد بن عبد الرحمن السلمي قالا: حدثنا بقية عن صفوان بن عمرو قال: سمعت شرحبيل بن معشر العبسي يحدث عن معاذ بن جبل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما من عبد يقوم مقام رياء وسمعة في الدنيا إلا سمع الله به. زاد حيوة: على رؤوس الخلائق يوم القيامة. وزاد محمد بن عبد الرحمن: ومن رايا بمسلم رايا الله به يوم القيامة.
ومعاذ بن الحارث
ابن رفاعة بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم، وعفراء أمه، بدرى.
حدثنا أبو يوسف حدثنا أبو عمر حدثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم قال سمعت نصر بن عبد الرحمن يحدث عن معاذ بن عفراء: أنه كان يطوف بالبيت فطاف بعد العصر ولم يصل. فقال لمعاذ رجل من قريش ما يمنعك أن تصلي ؟ قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى الصلاة بعد صلاتين: بعد الصبح حتى تطلع الشمس، وبعد العصر حتى تغرب الشمس.
حدثنا أبو يوسف حدثنا سليمان بن حرب نحوه.
أبي بن كعب
ابن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار وهم بنو حديلة، يكنى أبا المنذر، بدري.
حدثنا أبو يوسف حدثنا إسحق بن إبراهيم بن العلاء حدثني عمرو ابن الحارث حدثني عبد الله بن سالم عن الزبيدي أخبرني الزهري أخبرني إسحق مولى المغيرة بن <144> نوفل أن المغيرة بن نوفل أخبره عن أبي بن كعب الأنصاري: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن تل من ذهب، فيقتتل عليه الناس، فيقتل تسعة أعشارهم.
وأبي بن عمارة الأنصاري
ويقال عمارة - بكسر العين.

حدثنا أبو يوسف حدثنا سعيد بن عفير حدثنا يحيى بن أيوب عن عبد الرحمن بن رزين عن محمد بن يزيد بن أبي زياد عن أيوب بن قطن عن عبادة عن أبي بن عمارة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته، قل: فقلت: يا رسول الله أمسح على الخفين ؟ قال: نعم. قلت يوماً ؟ قال: ويومين. فقلت: ويومين ؟ قال: وثلاثة يا رسول الله ؟ قال: نعم، ما بدا لك.
عبادة بن الصامت
ابن قيس بن أصرم من بني غنم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج وهم القواقلة. حدثنا أبو يوسف حدثنا بذلك الحسن بن ربيع عن ابن إدريس عن ابن إسحق.
حدثنا أبو يوسف حدثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثني أبي عن الوليد بن داؤد الأنصاري عن آل عبادة بن الصامت عن عمه عبادة بن الوليد أنه حدثه عن أبيه عن جده: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قريش والأنصار وأسلم وغفار وجهينة ومزينة وأشجع موالي من دون الناس، ليس لهم من دون الله مولى.
وعبادة الزرقي
قال أبو يوسف حدثنا أبو بكر الحميدي حدثنا أبو ضمرة أنس بن عياض الليثي حدثني عبد الرحمن بن حرملة عن يعلى بن عبد الرحمن بن هرمز: أن عبد الله بن عبادة الزرقي أخبره أنه كان يصيد العصافير في بئر أهاب - وكانت لهم فرآني عبادة وقد أخذت <145> عصفوراً، فانتزعه مني فأرسله وقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرم ما بين لابتيها كما حرم إبراهيم مكة. وكان عبادة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
رفاعة بن رافع
ابن مالك بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق. ذكر ذلك عمرو عن ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة.
حدثنا أبو يوسف حدثنا عبد الله بن مسلمة وابن بكير عن مالك عن نعيم بن عبد الله بن المجمر، عن علي بن يحيى الزرقي عن أبيه عن رفاعة ابن رافع الزرقي قال: كنا نصلي وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رفع رأسه من الركوع قال: سمع الله لمن حمده. قال رجل من وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم: ولك الحمد. قال ابن بكير: ربنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من المتكلم آنفاً، فقال رجل: أنا يا رسول الله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد رأيت بضعة وثلاثين ملكاً يبتدرونها أيهم يكتبها أولاً.
رفاعة بن عرابة الجهني
وجهينة بن قضاعة.
حدثنا أبو يوسف حدثنا آدم بن أبي أياس حدثنا شيبان حدثنا يحيى بن أبي كثير حدثني هلال بن أبي ميمونة المدني عن عطاء بن يسار عن رفاعة بن عرابة الجهني قال: أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا بالكديد - أو قال بقديد - حمد الله وأثنى عليه ثم قال: أشهد عند الله أنه لا يموت رجل يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله صادقاً من قلبه، ثم سدد <146> إلا سلك في الجنة، ولقد وعدني ربي أن يدخل من أمتي سبعين ألفاً الجنة لا حساب عليه ولا عذاب، وإني لأرجو أن لا يدخلوها حتى تتبوؤأ أنتم ومن صلح من أزواجكم وذرياتكم مساكن في الجنة.
كعب بن مالك
ابن أبي كعب بن القين بن كعب بن سواد بن غنم بن ثعلبة.
حدثنا أبو يوسف حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج حدثني ابن شهاب: أن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب أخبره عن أبيه وعمه عبيد الله بن كعب عن كعب بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يقدم من سفر إلا نهاراً؛ فإذا قدم بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين، ثم جلس.
وكعب بن عجرة الأنصاري
حدثنا أبو يوسف حدثنا سعيد بن أبي مريم حدثنا محمد بن هلال حدثني سعيد بن إسحق بن كعب بن عجرة عن أبيه عن كعب بن عجرة قال: قال رسول لله صلى الله عليه وسلم: احضروا المنبر. فحضرنا فلما أرتقى درجة قال: آمين، ثم لما ارتقى الدرجة الثانية قال: آمين. ثم لما ارتقى الدرجة الثالثة قال آمين. فلما فرغ نزل عن المنبر. قال فقلنا له: يا رسول الله لقد سمعنا منك اليوم شيئاً ما كنا نسمعه ؟ قال: إن جبريل عرض لي فقال: بعد من أدرك رمضان فلم يغفر له. فقلت: آمين، فلما رقيت الثانية قال: بعداً لمن ذكرت عنده فلم يصل عليك. فقلت: آمين. فلما رقيت الثالثة قال: بعد من أدرك والديه الكبر عنده أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة.
وكعب بن عمرو بن عباد
يكنى أبا اليسر، عقبي بدري.

حدثنا مكي بن إبراهيم حدثنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن صيفي مولى أفلح مولى أبي أيوب عن أبي اليسر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهؤلاء الكلمات من التسع يقول: اللهم إني أعوذ بك من الهرم، وأعوذ بك من التردي، وأعوذ بك من الغم والغرق والحرق والهرم، وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت، وأعوذ بك من أن أموت في سبيلك مدبراً، وأعوذ بك أن أموت لديغاً.
قتادة بن النعمان
ابن زيد بن عامر بن سواد بن كعب بن الخزرج الظفري، وظفر هو كعب بن الخزرج. حدثنا أبو يوسف عمرو عن ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة بذلك.
حدثنا أبو يوسف حدثني محمد بن جهضم حدثنا إسماعيل بن جعفر عن مالك بن أنس عن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي صعصعة عن أبيه عن أبي سعيد الخدري أخبرني أخي قتادة بن النعمان قال: قام رجل في زمن النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في السحر، فجعل يقرأ ب - " قل هو اللّه أحد " السورة كلها يرددها لا يزيد عليها، فلما أصبحنا قال رجل: يا رسول الله إن رجلاً قام الليلة يقرأ في السحر فجعل يقرأ " قل هو اللّه أحد " السورة كلها يرددها لا يزيد عليها كأن الرجل يتقللها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن.
سلمان الفارسي أبو عبد الله
حدثنا أبو يوسف حدثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك حدثنا أبو عوانة عن المغيرة عن زياد بن كليب عن إبراهيم بن علقمة عن قرثع عن سلمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتدرون ما يوم الجمعة ؟ قال: قلت الله ورسوله أعلم. ثم قال: أتدرون ما <148> يوم الجمعة ؟ قال: فقلت في الثالثة أو الرابعة: هو اليوم الذي جمع فيه أبوك أو أبوكم. قال: إني أخبرك عن يوم الجمعة، ما من مسلم يتطهر، ثم يمشي إلى المسجد، ثم ينصت حتى يقضي الامام صلاته إلا كانت له كفارة ما بينه وبين الجمعة التي قبلها ما أجتنبت المقتلة.
سلمان بن عامر الضبي
حدثنا أبو يوسف حدثنا أحمد بن أبي الحجاج الدارمي أبو جعفر عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد أخبرنا أبو نعامة عمرو بن عيسى العدوي عن عبد العزيز بن بشير عن سلمان بن عامر: أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم في نساء من بني ضبة فقال: أن أبي كان يقري الضيف ويصل الرحم ويفي بالذمة ويفعل ويفعل فهل ينفعه ذلك ؟ قال: مات أبوك كافراً ؟ قال: نعم. قال: لا ينفعه فلما ولى قال: علي بالشيخ. قال: إن ذلك في ولده فلن يذلوا أبداً ولن يفتقروا أبداً ولن يخزوا أبداً.
ثابت بن صامت الأنصاري
حدثنا أبو يوسف حدثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثني إبراهيم بن إسماعيل عن عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن ثابت بن صامت عن أبيه عن جده: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام يصلي في مسجد بني عبد الأشهل وعليه كساء ملتف به يضع يديه عليه يقيه برد الحصى.
ثابت بن الضحاك الأنصاري
حدثنا أبو يوسف حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا أبان حدثنا يحيى ابن أبي كثير عن أبي قلابة عن ثابت بن الضحاك الأنصاري: أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: من حلف على ملة غير الاسلام كاذباً فهو كما قال، وليس على رجل نذر فيما لا يملك، ومن قتل نفسه بشيء في الدنيا عذب به يوم القيامة.
<149> ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري
حدثنا أبو يوسف حدثني أحمد بن عمرو بن السرح ويونس بن عبد الأعلى قالا: أخبرنا ابن وهب حدثني داود بن عبد الرحمن لمكي عن عمرو ابن يحيى المازني عن يوسف بن محمد بن ثابت بن قيس بن شماس عن أبيه عن جده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه دخل عليه فقال: اكشف الباس رب الناس عن ثابت بن قيس بن شماس، ثم أخذ تراباً من بطحان، فجعله في قدم فيه ماء فصبه عليه.
ثابت بن وديعة الأنصاري
حدثنا أبو يوسف حدثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك ومسلم بن إبراهيم قالا: حدثنا شعبة عن الحكم عن زيد بن وهب عن البراء عن ثابت ابن وديعة: أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الضب ؟ فقال أمة مسخت، والله أعلم. قال مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بضب فقال: أمة مسخت، والله أعلم.
عمرو بن العاص

ابن وائل بن سعد بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب. حثنا أبو يوسف حدثني أبو نعيم بن دكين حدثنا موسى بن علي بن رباح قال: سمعت أبي يحدث عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص أنه سمع عمرو ابن العاص قال قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن فصل ما بي صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر.
عمرو بن حريث المخزومي
حدثنا أبو يوسف حدثنا أبو نعيم حدثن مسعر عن الوليد بن سريع عن عمرو بن <150> حريث سمعت أن سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الفجر: والليل إذا عسعس.
عمرو بن قيس
ابن زائدة بن أم مكتوم الفهري. حدثنا أبو يوسف حدثنا بذلك إبراهيم عن ابن فليح عن موسى.
عمرو بن عوف
حليف بن عامر بن لؤي البدري.
حدثنا أبو يوسف حدثنا أبو اليمان حدثني شعيب عن الزهري حدثني عروة بن الزبير أن المسور بن مخرمة أخبره أن عمرو بن عوف الأنصاري - وهو حليف بني عامر بن لؤي وقد كان شهد بدراً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم - أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا عبيدة بن الجراح إلى البحرين يأتي بجزيتها، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو صالح أهل البحرين وأمر عليهم العلاء بن الحضرمي، فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين فسمعت الأنصار بقدوم أبي عبيدة، فوافت صلاة الفجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر، انصرف، فتعرضوا له، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآهم، ثم قال: أظنكم سمعتم أن أبا عبيدة قد جاء وجاء بشيء. قالوا: أجل يا رسول الله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فأبشروا وأملوا ما يسركم فوالله ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان من قبلكم فتنأفسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم.
وعمرو بن عوف المزني
حدثنا أبو يوسف حدثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثني كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف بن يزيد بن ملحة المزني عن أبيه عن جده أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من <151> أحيى سنة من سنتي قد أميتت بعدي، فإن له من الأجر مثل أجر من عمل بها في الناس، لا ينقص ذلك من أجور الناس شيئاً، ومن ابتدع بدعة لا يرضاها الله ورسوله فإن عليه مثل إثم من يعمل بها من الناس، لا ينقص ذلك من آثام الناس شيئاً.
وعمرو بن أمية الضمري
حدثنا أبو يوسف حدثني أبو سعيد يحيى بن سليمان الجعفي حدثني ابن وهب أخبري حيى بن أيوب عن يحيى بن سعيد عن جعفر بن عمرو ابن أمية الضمري عن أبيه: أن العصب بن جثامة أهدى للنبي صلى الله عليه وسلم عجز حمار وهم بالجحفة فأكل منه وأكل القوم.
عمرو بن مالك الرؤاسي
ثم أحد بني عامر بن صعصعة.
حدثنا أبو يوسف حدثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا وكيع بن الجراح عن أبيه عن شيخ يقال له طارق عن عمرو بن مالك الرواسي قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله ارض عني. قال: فأعرض عني ثلاثاً، قال: قلت يا رسول الله والله إن الرب ليرتضى فيرضى فأرض عني قال: فرضي عني.
عمرو بن أراكة الثقفي
حدثنا أبو يوسف حدثنا ابن بكير حدثني عبد الله بن لهيعة عن الوليد ابن أبي الوليد عن أبان بن عثمان عن الحسن: أن عمرو بن أراكة الثقفي صاحب النبي صلى الله عليه وسلم كان جالساً مع زياد بن أبي سفيان على سريره فأتي بشاهد فتتعتع في شهادته، فقال له زياد: والله لأقطعن لسانك. فقال له عمرو بن أراكة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن المثلة ويأمر بالصدقة.
<152> عمرو بن غيلان الثقفي
حدثنا أبو يوسف حدثنا الحكم بن موسى حدثنا صدقة بن خالد عن يزيد بن أبي مريم عن أبي عبيد الله عن عمرو بن غيلان الثقفي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم من آمن بي وصدقني وعلم أن ما جئت به الحق من عندك فأكثر ماله وولده وأطل عمره.
وعمرو بن سفيان الثقفي

حدثنا أبو يوسف حدثنا أبو سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا الوليد بن مسلم حدثني محمد - يعني ابن عبد الله الشعيثي - عن الحارث بن بدل البصري عن رجل من قومه شهد ذاك يوم حنين وعمرو بن سفيان الثقفي قال: انهزم المسلمون يوم حنين فلم يبق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا عباس بن عبد المطلب وأبو سفيان بن الحارث، قال: فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قبضة من الحصى فرمى بها وجوههم قال: فانهزمنا فما خيل إلينا إلا أن كل حجر أو شجرة فارس يطلبنا، قال الثقفي: فأعجرت عن فرسي حتى دخلت الطائف.
وعمرو بن عبسة السلمي
حدثنا أبو يوسف حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا يحيى بن حمزة عن أبي حمزة العنسي من أهل حمص أنه حدثه عن عبد الله بن جبير الحضرمي وراشد بن سعد المقرائي وشبيب الكلاعي عن جبير بن نفير عن عمرو بن عبسة قال: عرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخيل عيينة بن بدر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعيينة: أنا أفرس بالخيل منك. فقال عيينة: إن تكن أفرس بالخيل مني فأنا أفرس بالرجال منك. قال: كيف ؟ قال: إن خير الرجال رجال لبسوا البرد إذا وضعوا السيوف على عواتقهم، وعرضوا الرماح على مناسج خيولهم، رجال نجد. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كذبت بل هم أهل اليمن والأيمان يمان إلى لخم وجذام وعاملة، ومأكول حمير خير من آكلها، وحضرموت خير من بني الحارث وسمى الأقيال والأنفال. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا قايل ولا كاهن ولا ملك إلا الله. قال: فبعث السمط إلى <153> عمرو بن عبسة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: حضرموت خير من بني الحارث ؟ قال: نعم. قال السمط: آمنت بالله ورسوله. ولعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الملوك الأربعة: جمداء ومخوساء وأبضعة ومشرخاء وأختهم العمردة. قال: وكانت تأتي بالمؤمنين فتنكل بهم، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله أمرني أن ألعن قريشاً مرتين فلعنتهم مرتين، ثم أمرني أن أصلي عليهم مرتين، فصليت عليهم مرتين، أكثر القبائل في الجنة مذحج وأسلم وغفار ومزينة، وأخلاطهم من جهينة خير من بني أسد وتميم وهوازن وغطفان عند الله يوم القيامة، وما أبالي أن تهلك الحيان كلاهما، وأمرني أن ألعن قبيلتين؛ تميم بن مر سبعاً، فلعنتهم سبعاً، وبكر بن وائل خمساً فلعنتهم خمساً، وبنو عصية عصت الله ورسوله، ألا عصية وقيس جعدة قبيلتان لا يدخل الجنة منهم أحد أبداً، معاطس وملامس، وبشر القبائل نجران وبنو تغلب.
قال يحيى: وأخبرني هذا الحديث ثور بن يزيد. وقال: معادس وملادس، وزعم أنهما قبيلتان تاهتا ابتغتا البرق في عام جدب، فانقطعتا في أخبية الأرض لا يوصل إليهما، وذلك في الجاهلية.
عمرو العجلاني
حدثنا أبو يوسف حدثنا أبو سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا ابن أبي فديك حدثني عبد الله بن نافع مولى ابن عمر عن أبيه أن عبد الرحمن ابن العجلاني حدث ابن عمر عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يستقبل شيء من القبلتين في الغائط والبول.
وعمرو بن شاس الاسلمي
حدثنا أبو يوسف حدثني أحمد بن عمر أو جعفر حدثنا عبد الرحمن بن مغراء عن محمد بن إسحق عن أبان بن صالح عن الفضل بن معقل بن سنان عن عبد الله بن بيان أو نيار عن خاله عمرو بن شاس - وكان من أصحاب الحديبية - قال: خرجت مع علي بن أبي طالب في خيله التي بعثها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، فجفاني بعض الجفا فوجدت عليه، فلما قدمت المدينة أظهرت له الشكاية في مجالس المسجد، فأقبلت ذات غداة والنبي صلى الله عليه وسلم جالس في المسجد، فلما رآني أبدني عينيه - يعني لحظني - حتى أخذت حظي من المجلس، فلما جلست قال: يا عمرو بن شاس. قلت: لبيك بأبي أنت وأمي يا رسول الله. فقال: أما <154> والله لقد آذيتني. قلت: إنا لله وإنا إليه راجعون، أعوذ بالله أن أوذي رسول الله قال: بلى من آذى علياً فقد آذاني.
عمرو بن تغلب

حدثنا أبو يوسف حدثنا أبو النعمان حدثنا جرير بن حازم عن الحسن عن عمرو بن تغلب قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم مال فأعطى قوماً ومنع آخرين، فبلغه أنهم عتبوا، فقال: إني أعطي الرجل وأدع الرجل، والذي أدعه أحب إلي من الذي أعطيه، أعطي أقواماً لما في قلوبهم من الجزع والهلع وأكل أقواماً إلى ما جعل الله في قلوبهم من الغنى والخير منهم عمرو بن تغلب. فقال عمرو: ما أحب أن لي بكلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم حمر النعم.
وعمرو بن الحمق الخزاعي
حدثنا أبو يوسف ثنا أبو صالح حدثني أبو شريح عبد الرحمن بن شريح المعافري أنه سمع عميرة بن عبد الله المعافري يقول: حدثني أبي أنه سمع عمرو بن الحمق يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تكون فتنة أسلم الناس فيها أو قال خير الناس فيها الجند الغربي. قال ابن الحمق فلذلك قدمت عليكم مصر.
وعمرو بن أخطب
أبو زيد الأنصاري.
حدثنا أبو يوسف حدثنا علي بن الحسن بن شقيق أخبرنا الحسين ابن واقد عن أبي نهيك الأزدي قال: سمعت ابن أخطب يقول: نظرت إلى الخاتم الذي بين كتفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومسحته بيدي قال الحسين: وسمعته من علباء بن أحمر أنه سمعه من عمرو بن أخطب.
وعمرو بن حزم الأنصاري
حدثنا أبو يوسف حدثنا إسماعيل بن يونس حدثني قيس أبو عمارة مولى سودة بنت <155> سعيد مولاة بني ساعدة من الأنصار عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري عن أبيه عن جده أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: من عاد مريضاً فلا يزال في الرحمة حتى إذا قعد عنده استنقع فيها، ثم إذا قام من عنده ولا يزال يخوض فيها حتى يرجع من حيث خرج، ومن عزى أخاه المؤمن من مصيبة كساه الله حلل الكرامة يوم القيامة.
وعمرو بن يثربي الضمري
حدثنا أبو يوسف ثنا محمد بن بشار حدثنا أبو عامر ثنا عبد الملك ابن حسن حدثني عبد الرحمن بن أبي سعيد قال: سمعت عمارة بن حارثة الضمري يحدث عن عمرو بن يثربي الضمري قال: شهدت خطبة النبي صلى الله عليه وسلم بمنى، وكان فيما خطب به أن قال: ولا يحل لأحد من مال أخيه إلا ما طابت به نفسه، فلما سمعه قال ذلك، قال: يا رسول الله أرأيت أن لقيت غنم ابن عمي فأخذت منه شاة فأجتزرتها فعلي في ذلك شيء ؟ قال: إن لقيتها نعجة تحمل شفرة وزناداً بخبت الجميش فلا تمسها.
وعمرو بن معدي كرب
حدثنا أبو يوسف ثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثني أبي عن عمرو ابن شمر عن ابن أبي طوق عن شرحبيل بن القعقاع أنه سمع عمرو ابن معدي كرب يقول: - نحن اليوم نقول كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال فقلت له: يا أبا ثور وكيف علمكم رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال: علمنا لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك.
عمرو بن مرة الجهني
حدثنا أبو يوسف ثنا أبو اليمان أنبأ شعيب عن عبد الله بن أبي حسن حدثني عيسى بن طلحة عن عمرو بن مرة الجهني قال: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من قضاعة فقال له: <156> شهدت أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله وصليت الصلوات وصمت الشهر وقمت رمضان وآتيت الزكاة. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: من مات على هذا كان من الصديقين والشهداء.
سلمة بن المحبق الهذلي
حدثنا أبو يوسف حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج عن عبد الكريم بن أبي المخارق عن معاذ بن معاوية عن سنان بن سلمة عن سلمة بن المحبق: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث مع رجل ببدنتين، فقال لي: عرض لهما فأنحرهما، ثم أصبغ نعلهما في دمهما وأضرب به صفحتهما حتى يعلم أنهما بدنتان.
وسلمة بن قيس الأشجعي
حدثنا أبو يوسف حدثنا أبو نعيم ثنا سفيان عن منصور عن هلال بن يساق عن سلمة بن قيس قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا استنشقت فأنثر، وإذا استجمرت فأوتر.
وسلمة بن نعيم الأشجعي
حدثنا أبو يوسف حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا شيبان عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن سلمة بن نعيم الأشجعي - وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - : من لقي الله لا يشرك به شيئاً دخل الجنة. زاد حامد في الحديث: وإن زنا وإن سرق.
وسلمة بن سلامة بن وقش

أحد بني أوس بن حارثة من بني زعوراء بن عبد الأشهل، عقبي بدري، حدثنا أبو يوسف حدثنا بذلك عمرو عن ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة.
<157> وحدثنا أبو صالح حدثني الليث حدثني زيد بن جبيرة بن محمود بن أبي جبيرة الأنصاري - من بني عبد الأشهل - عن أبيه جبيرة بن محمود عن سلمة بن سلامة بن وقش صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم - وكان آخر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم موتاً لا يكون أنس بن مالك فإنه بقي بعده - أنهما دخلا إلى وليمة، وسلمة على وضوء، فأكل، ثم توضأ، فقلت له: ألم تكن على وضوء ؟ قال: بلى ولكني ورسول الله صلى الله عليه وسلم خرجنا في دعوة دعينا إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم على وضوء فأكل ثم توضأ، فقلت له: ألم تكن على وضوء ؟ قال: بلى، ولكن الأمور تحدث وهذا مما أحدث.
وسلمة بن صخر الأنصاري
ثم أحد بني بياضة.
حدثنا أبو يوسف ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا ابن نمير ثنا محمد بن إسحق عن محمد بن عطاء عن سليمان بن يسار عن سلمة بن صخر البياضي قال: كنت امرءاً استكثر من النساء لا أرى كان رجلاً يصيب من ذلك ما أصيب، فلما دخل رمضان ظاهرت من امرأتي حتى ينسلخ رمضان، فبينا هي تحدثني ذات ليلة فتكشف لي منها شيء، فوثبت عليها فواقعتها، فلما أصبحت غدوت على قومي، فأخبرتهم خبري، فقلت لهم: سلوا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقالوا: ما كنا لنفعل إذاً ينزل فينا من الله كتاب، أو يكون فينا من رسول الله صلى الله عليه وسلم قول: فيبقى عاره علينا، ولكن سوف نسلمك بجريرتك، فاذهب أنت فأذكر شأنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرجت حتى جئته فأخبرته الخبر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنت بذاك. قال: قلت: أنا بذلك وهذا أنا يا رسول الله صابر لحكم الله علي. قال: فأعتق رقبة قال: وقلت والذي بعثك بالحق أصبحت لا أملك إلا رقبتي هذه. قال: فصم شهرين متتابعين. قلت: يا رسول الله وهل دخل علي ما دخل من البلاء إلا الصوم. قل: فتصدق أطعم ستين مسكيناً. قال: ثقلت والذي بعثك بالحق لقد بتنا ليلتنا هذه مالنا من عشاء. قال فاذهب إلى صاحب صدقة زريق فقل له فليدفعها إليك فأطعم ستين مسكيناً واستنفع ببقيتها.
<158> وسلمة بن الأكوع
حدثنا أبو يوسف حدثنا محمد بن الحارث القرشي - مؤذن مسجد مصر - حدثنا يحيى بن راشد - بصري - عن يزيد مولى سلمة بن الأكوع أن سلمة بن الأكوع قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ فمسح رأسه مرة وصلى فسلم مرة.
وسلمة بن نفيل السكوني
حدثنا أبو يوسف حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا عبد الله بن سالم الحمصي حدثني إبراهيم بن سليمان بن الأفطس عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي عن جبير بن نفير أخبرني سلمة بن نفيل السكوني قال: دنوت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كادت ركبتاي تمسان فخذه، فقلت: يا رسول الله: بهي بالخيل وألقي السلاح، وزعم أقوام ألا قتال. قال: كذبوا الآن جاء القتال، لا تزال من أمتي أمة قائمة على الحق، ظاهرة على الناس، يزيغ الله قلوب قوم قاتلوهم لينالوا منهم. قال - وهو مول ظهره إلى اليمن - إني أجد نفس الرحمن من ها هنا، ولقد أوحي إلي أني مكفوف غير ملبث، ويتبعوني أقتاداً، والخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة وأهلها معانون عليها.
ابن درستويه: بهي إذا عطلت الخيل فلم تستعمل.
وسلمة بن أمية التميمي
حليف بني عبد شمس.
<159> حدثني أبو يوسف ثنا ابن نمير حدثني أبي ثنا محمد بن إسحق عن عطاء عن صفوان بن عبد الله بن صفوان عن عميه سلمة بن أمية ويعلى بن أمية قالا: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك ومعنا صاحب لنا، فاقتتل هو ورجل آخر ونحن بالطريق. قال: فعض الرجل يده، قال فأجتذب صاحبنا يده من فيه فطرح ثنيته، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم يلتمس عقل ثنيته. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يعمد أحدكم إلى أخيه فيعضه عضيض الفحل، ثم يأتي فيلتمس العقل لا عقل له، فأطلها رسول عليه السلام.
سهل بن حنيف
ابن واهب بن عكيم بن ثعلبة بن الحارث بن مجدعة بن عمرو. وزعموا أنه الذي يقال له مجدع بن عيسى بن عمرو بن عوف بدري. حدثنا بذلك عمرو عن ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة.

حدثنا أبو يوسف ثنا أبو صالح حدثني أبو شريح أنه سمع سهل ابن أبي أمامة بن سهل بن حنيف يحدث عن أبيه عن جده: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تشددوا على أنفسكم فإنما هلك من كان قبلكم بتشديدهم على أنفسهم وستجدون بقاياهم في الصوامع والديارات.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سأل الله الشهادة صادقاً من قلبه بلغه منازل الشهداء وإن مات على فراشه.
وسهل بن سعد
أبو العباس الأنصاري ثم الساعدي.
حدثنا أبو يوسف حدثني إبراهيم بن المنذر حدثنا محمد بن فليح عن موسى بن <160> عقبة عن الزهري عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد: اللهم أغفر لقومي فإنهم لا يعلمون.
وسهل بن الحنظلية الأنصاري
حدثنا أبو يوسف حدثنا العباس بن الوليد بن مزيد حدثنا أبي حدثنا ابن جابر حدثني ربيعة بن يزيد قال: قدم أبو كبشة السلولي دمشق في ولاية عبد الملك فقال له عبد الله بن عامر: ما أقدمك ؟ لعلك قدمت تسأل أمير المؤمنين شيئاً ؟ قال: وأنا أسأل أحداً شيئاً بعد الذي حدثني سهل بن الحنظلية. قال عبد الله بن عامر: وما الذي حدثك ؟ قال: سمعته يقول: قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم عيينة بن بدر والأقرع بن حابس فسألاه، فدعا معاوية فأمره بشيء لا أدري ما هو، فأنطلق معاوية فجاء بصحيفتين، فألقى إلى عيينة بن بدر إحداهما - وكان أحلم الرجلين - فربطها في يد عمامته، وألقى الأخرى إلى الأقرع بن حابس فقال لمعاوية: ما فيها ؟ فقال: فيها الذي أمر به. قال بئس وافد قومي إن أنا أتيتهم بصحيفة أحملها لا أعلم ما فيها كصحيفة المتلمس، قال: ورسول الله صلى الله عليه وسلم مقبل على رجل يحدثه فلما سمع مقالته أخذ الصحيفة ففضها فإذا فيها الذي أمر به فألقاها، ثم قام وتبعه حتى مر بباب المسجد فإذا بعير مناخ فقال: أين صاحب البعير ؟ فابتغي فلم يوجد، فقال اتقوا الله في هذه البهائم اركبوها صحاحاً وكلوها صحاحاً، ثم تبعته حتى دخل منزله فقال كالمتسخط آنفاً: أنه من يسأل الناس عن ظهر الغنى فإنما يستكثر من جمر جهنم. فقلت: يا رسول الله وما ظهر الغنى؟ قال: أن تعلم أن عند أهلك ما يغديهم أو يعشيهم. قال: فأنا أسأل أحداً شيئاً بعد هذا !
وسل بن معاذ بن أنس الجهي
حدثنا أبو يوسف حدثنا أبو عبد الرحمن المقرىء حدثنا سعيد بن ابن أبي أيوب عن أبي مرحوم عبد الرحيم بن ميمون عن سهل بن معاذ الجهني عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من ترك اللباس وهو يقدر عليه تواضعاً لله دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق يخيره من حلل الأيمان يلبس أيها شاء.
<161> عتبة بن غزوان
ابن جابر بن وهب بن نشيب بن مالك بن الحارث بن مازن بن منصور بن عكرمة، حليف بني نوفل بن عبد مناف، وأم نوفل واقدة بنت عمرو المازنية؛ مازن بن منصور بن عكرمة.
حدثنا أبو يوسف حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين حدثنا قرة بن خالد السدوسي حدثني حميد بن هلال قال: قال خالد بن عمير: خطبنا عتبة بن غزوان فقال: يا أيها الناس لقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس لنا طعام إلا ورق الشجر السمر حتى قرحت أشداقنا، ووجدت بردة فشققتها فأعطيت سعد بن مالك نصفها، وليس من أولئك السبعة رجل إلا وهو على مصر من الأمصار.
وعتبة بن عبد السلمي
حدثنا أبو يوسف حدثنا عبد الرحمن بن يحيى بن إسماعيل بن عبد الله المخزومي: وعتبة بن عبد السلمي.
حدثنا أبو يوسف حدثني حيوة بن شريح والوليد بن عتبة قالا: حدثنا بقية بن الوليد عن بحير بن سعيد عن خالد بن معدان عن عتبة بن عبد أنه قال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لو أن رجلاً يخر على وجهه من يوم ولد إلى أن يموت هرماً في مرضاة الله لحقره يوم القيامة.
عتبة بن الندر السلمي
حدثنا أبو يوسف ثنا عبد الرحمن بن يحيى بن إسماعيل بن عبد الله المخزومي حدثنا يزيد بن يحيى عن أبي وهب عن مكحول عن خالد بن معدان عن عتبة بن الندر السلمي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا تباطأ غزوكم واستحلت المعافر فخير جهادكم الرباط.
<162> فضالة الليثي

حدثنا أبو يوسف حدثنا عمرو بن عون أخبرنا خالد عن داود عن أبي حرب عن عبد الله بن فضالة عن أبيه قال: علمني رسول الله صلى الله عليه وسلمن وكان فيما علمني أن قال حافظ على الصلوات الخمس. قلت: إن هذه ساعات لي فيها اشتغال فمرني بأمر جامع إذا أنا فعلته أجزأ عني ؟ قال: حافظ على العصرين. - وما كانت من لغتنا - قلت وما العصران ؟ قال: صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها.
وفضالة بن عبيد الأنصاري
حدثنا أبو يوسف ثنا أبو صالح حدثني الليث بن سعد عن حميد بن هانىء عن أبي علي الجنبي عمرو بن مالك حدثني فضالة بن عبيد الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال في حجة الوداع: ألا أخبركم بالمؤمن ؟ من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم.
مالك بن الحويرث الليثي
حدثنا أبو يوسف حدثني عبد الله بن محمد بن حميد بن الأسود حدثنا أنيس بن سوار الجرمي حدثنا أبي عن مالك بن الحويرث صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، ذكر النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله عز وجل إذا أراد خلق عبد فجامع الرجل المرأة، فكان ماؤه في كل عرق وعضو منها، فإذا كان يوم السابع جمعه الله، ثم أحضره كل عرق له دون آدم " في أي صورة ما شاء ركبك " .
مالك بن عمرو القشيري
حدثنا أبو يوسف قال: ثنا الحجاج قال: حدثنا حماد عن علي بن زيد عن زرارة بن أوفى عن مالك بن عمرو القشيري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من أعتق رقبة مسلمة <163> فهي فداؤه في النار، عظم من عظامه يحرر بعظم من عظامه، ومن أدرك أحد والديه ثم لم يغفر له فأبعده الله، ومن ضم يتيماً بين أبوين مسلمين إلى طعامه وشرابه حتى يغنيه الله وجبت له الجنة.
مالك بن ربيعة السلوني
من قيس عيلان.
حدثنا أبو يوسف حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا أوس بن عبد الله السلولي حدثني عمي يزيد بن أبي مريم السلولي عن أبيه مالك بن ربيعة سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم اغفر للمحلقين. فقال رجل: يا رسول الله والمقصرين ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم في الثالثة أو الرابعة: والمقصرين قال مالك: ورأيتني محلوقاً وما يسرني به حمر النعم أو خطر عظيم.
مالك بن عمير الحنفي
حدثنا أبو يوسف حدثنا الحسن بن الربيع حدثنا ابن المبارك عن إسماعيل بن سميع الحنفي عن مالك بن عمير - وكان قد أدرك الجاهلية - قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني لقيت العدو ولقيت أبي فيهم فسمعت لك منه مقالة قبيحة فلم أصبر حتى طعنته بالرمح أو حتى قتلته فسكت النبي صلى الله عليه وسلم، ثم جاءه آخر فقال: إني لقيت أبي فتركته وأحببت أن يلقه غيري. فسكت عنه.
مالك بن عبد الله الأوسي
حدثنا أبو يوسف حدثنا أبو صالح وابن بكير قالا: ثنا الليث حدثني عقيل عن ابن <164> شهاب أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن شبل بن خليد المزني عن مالك بن عبد الله الأوسي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: الوليدة إذا زنت فأجلدوها، ثم إذا زنت فأجلدوها، ثم إذا زنت فأجلدوها، ثم إذا زنت فبيعوها ولو بضفير. - والضفير الحبل.
ومالك بن ربيعة
ابن البدن بن عامر بن عوف بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة، بدري، يكنى أبا أسيد الساعدي.
حدثنا أبو يوسف حدثنا عبد الله بن مسلمة ومحمد بن عثمان التنوخي قالا: ثنا عبد العزيز بن محمد عن أبي اليمان عن شداد بن أبي عمرو ابن حماس عن أبيه عن حمزة بن أبي أسيد الأنصاري عن أبيه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم - وهو خارج من المسجد فأختلط الرجال مع النساء في الطريق - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للنساء: استأخرن ليس لكن أن تحققن الطريق، عليكن بحافات الطريق. وكانت المرأة تلتصق بالجدار. حتى أن ثوبها يتعلق بالشيء في الجدار من لصوقها به.
ومالك بن عبد الله الخزاعي
حدثنا أبو يوسف ثنا أبو سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا الفزاري حدثنا منصور بن حيان الأسدي أخبرني سليمان بن بشر الخزاعي عن خاله مالك بن عبد الله قال: غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أصل خلف إمام كان أخف صلاة منه في المكتوبة.
حدثنا أبو يوسف ثنا ابن الحماني حدثنا عبد الواحد عن منصور عن سليمان بن بشر عن خاله بن عبد الله بنحوه.

عقبة بن مالك الليثي
حدثنا أبو يوسف حدثنا عمرو بن عاصم حدثنا سليمان بن المغيرة حدثنا حميد بن هلال عن نصر بن عاصم الليثي عن عقبة بن مالك الليثي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل أبى علي لمن قتل مؤمناً - قالها ثلاثاً.
وعقبة بن الحارث
ابن عامر بن نوفل بن عبد مناف.
حدثنا أبو يوسف ثنا سليمان بن حرب حدثنا وهيب بن خالد عن أيوب.
آخر تراجم الصحابة
حدثنا أبو يوسف حدثنا المعلى بن أسد عن وهيب عن النعمان بن راشد وهو لين وإسحق بن راشد صالح الحديث.
حدثنا أبو يوسف قال: سمعت عبد الله بن معاذ قال: رأيت في كتاب أبي بخطه: حاتم بن أبي صغيرة، أبو صغيرة أبو أمه، وهو حاتم بن مسلم. قال علي: اسم أبي العلانية مسلم.
حدثنا أبو يوسف قال: سمعت أبا موسى قال: أم الحسن يقال لها خيرة. وقال أبو موسى: قال لي عامر بن صالح بن رستم: الحسن ابن من ؟ قلت: ابن أبي الحسن؟ قال: الحسن بن يسار. قال داود ابن من ؟ قلت: ابن أبي هند. قال: داود بن دينار، قال: أيوب السختياني ؟ قلت: أيوب بن أبي تميمة. قال: أيوب بن كيسان. قال: أبان ؟ قلت: ابن أبي عياش. قال: أبان بن فيروز.
قال أبو موسى: ورأيت في كتاب خالد بن الحارث: حدثنا سليمان بن طرخان التيمي.
فضل المدينة المنورة
حدثنا أبو يوسف حدثنا أبو بكر عبد الله بن الزبير بن عيسى الحميدي وسعيد بن <166> منصور قالا: حدثنا سفيان أخبرنا ابن جريج عن أبي الزبير عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يوشك أن يضرب الناس أكباد الابل في طلب العلم فلا يوجد عالم أعلم من عالم المدينة.
حدثنا أبو يوسف قال: وحدثني بعض المدنيين عن معن عن زهير التميمي عن عبيد الله بن عمر عن سعيد بن أبي هند عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يخرج طالب العلم من المشرق والمغرب فلا يوجد عالم أعلم من عالم أهل المدينة أو قال: عالم المدينة.
حدثنا أبو يوسف حدثنا عبد الله بن مسلمة ويحيى بن عبد الله بن بكير عن مالك.
حدثنا أبو يوسف حدثنا أبو نعيم وقبيصة قالا: حدثنا سفيان.
وحدثنا أبو يوسف حدثنا الحميدي ثنا سفيان جميعاً عن محمد بن المنكدر عن جابر: أن أعرابياً بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الاسلام، فأصاب الأعرابي وعك المدينة فأنى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أقلني بيعتي ؟ فأبى رسول الله، ثم جاءه فقال: أقلني بيعتي. فأبى، ثم جاء فقال: أقلني فأبى، فخرج الأعرابي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنما المدينة كالكير تنفي خبثها وتنصع طيبها. وهذا لفظ حديث مالك وهو من أجود الاسناد. ابن مسلمة وابن بكير ثقتان مليان، ومالك والنوري وابن عيينة إليهم تنتهي الأمانة في العلم والاتقان والحفظ، وابن المنكدر وهو الغاية في الاتقان والحفظ والزهد، وليس منهم واحد إلا هو حجة.
حدثنا أبو يوسف يعقوب بن سفيان حدثنا عبد الله بن مسلمة وابن بكير عن مالك.
وحدثنا الحميدي حدثنا سفيان: وحدثنا أبو صالح حدثني الليث: وثنا الحجاج حدثنا حماد بن سلمة: جميعاً عن يحيى بن سعيد أنه سمع أبا الحباب سعيد بن يسار يقول: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمرت بقرية تأكل القرى <167> يقولون يثرب وهي المدينة تنفي الناس كما ينفي الكير خبث الحديد. وفي حديث أبي صالح: تنفي شرار الناس، وفي حديث حماد: تنفي الخبث. وكل واحد من المسمين في هذا الحديث حجة على الانفراد يحيى امام في العلم، وسعيد بن يسار مديني ثقة، وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم صغيرهم وكبيرهم وأعلاهم وأدناهم و - ذي الحجة.
حدثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك وسليمان بن حرب قالا: ثنا شعبة عن عدي بن ثابت الأنصاري قال: سمعت عبد الله بن يزيد الخطمي يحدث عن زيد ب ثابت قال: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أحد رجع ناس ممن خرجوا معه، قال: وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فرقتين، فرقة يقولون نقتلهم وفرقة يقولون لا نقتلهم فنزلت: " فما لكم في المنافقين فئتين واللّه أركسهم بما كسبوا " . فقال النبي صلى الله عليه وسلم إنها طيبة تنفي الخبث كما تنفي النار خبث الفضة.

حدثنا محمد بن مسلمة المكي حدثنا عبد العزيز بن محمد عن عبيد الله ابن عمر عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الايمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها. وهذا حديث صحيح جيد الاسناد.
حدثنا عبد الله بن مسلمة وسعيد بن أبي مريم قالا: أخبرنا عبد العزيز ابن محمد عن عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن حبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الايمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى حجرها. وهذا حديث صحيح جيد الاسناد.
حدثنا عبد الله بن مسلمة وسعيد بن أبي مريم قالا: أخبرنا عبد العزيز ابن محمد عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يأتي على الناس زمان يدعو الرجل ابن عمه وقريبه هلم إلى الرخاء، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، والذي نفسي بيده لا يخرج منها أحد رغبة عنها إلا أخلف الله فيها خيراً منه، ألا إن المدينة كالكير يخرج الخبث، لا <168> تقوم الساعة حتى تنفي المدينة شرارها كما ينفي الكير خبث الحديد. وهذا إسناد جيد؛ عبد العزيز عند أهل المدينة امام ثقة، والعلاء ابن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقيين ثقة هو وأبوه، ومن كان من أهل العلم ونصح نفسه علم أن كل من وضعه مالك في موطأة وأظهر اسمه ثقة، تقوم به الحجة.
حدثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثني كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني عن أبيه عن جده: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الدين ليأرز إلى الحجاز كما تأرز الحية إلى حجرها وليعقلن الدين من الحجاز معقل الأروية من رأس الجبل، إن الدين بدأ غريباً ويرجع غريباً فطوبى للغرباء الذين يصلحون ما أفسد الناس بعدي من سنتي.
وقد تكلم في كثير من لو سكت عنه كان أنفع له، وإنما تكلم فيه الجاهلون به وبأسبابه، وسمعت ابن أويس قال: سألني مالك عن حديثه، وقد روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري، ولا أشك أني سمعت إبراهيم بن المنذر - فإن لم أكن سمعت منه فقد حدثني عنه ثقة - قال: كان كثير يدعي أن النبي صلى الله عليه وسلم أقطع جده فكان ينازع الذين في ذلك الصقع وكان كثير الخصومة فذهب إلى ابن عمران يخاصم فقال له ابن عمران: يا كثير إنك رجل بطال كثير الخصومة فيما لا تعرف وتدعي ما ليس لك، وليس عندك على ما تطلب ثبت فلا تقربني ولا أرينك إلا أن تراني قد فرغت لأهل الباطل، فإذا رأيت ذلك فتعال. فبينا ابن عمران يوماً إذا هو بكثير بن عبد الله قد جاءه، فقال: ألم أقل لك لا تقربني إلا أن تراني قد فرغت لأهل الباطل. فقال كثير: صدقت أصلح الله القاضي، فإنما جئتك حيث جاءك أهل الباطل، قد جاءك فلان وفلان وهما من أهل الباطل فجئتك معهما. فكان من أمر ابن عمران إليه. قال أبو يوسف: أمر أن يشد إلى اسطوانة حتى قام من القضاء. قال أبو يوسف: وهؤلاء كانوا منقطعين إلى ابن عمران.
حدثنا عبد الله بن محمد ابن أخي جويرية حدثنا جويرية عن مالك.
حدثنا أبو بكر ومحمد بن إسماعيل عن ابن وهب عن مالك عن الزهري عن <169> عبيد الله بن عبيد الله بن مسعود أخبره: أن عبد الله بن عباس أخبره عن عبد الرحمن بن عوف: أن رجلاً أتى عمر وهو بمنى فأخبره أن رجلاً قال: والله لو قد مات عمر لقد بايعت فلاناً. فقال عمر - حين بلغه ذلك - : إني لقائم العشية في الناس ومحذرهم من هؤلاء الذين يغصبون الأمة أمرها. قال عبد الرحمن: فقلت يا أمير المؤمنين لا تفعل ذلك يومك فإن الموسم جمع رعاع الناس وغوغاءهم وإنهم هم الذين يغلبون على مجلسك فأخشى إن قلت فيهم اليوم مقالة أن يطيروا بها ولا يعوها ولا يضعوها على مواضعها، فأمهل حتى تقدم المدينة فإنها دار الهجرة والسنة، وتخلص بعلماء الناس وأشرافهم، فتقول ما قلت متمكناً، فيعوا مقالتك، ويضعوها على مواضعها. قال عمر: والله لئن قدمت المدينة صالحاً لأكملن بها الناس في أول مقام أقومه.
الطبقة الأولى من تابعي أهل المدينة
فقهاء تابعي المدينة

حدثنا أبو صالح عبد الله بن صالح حدثني الليث ابن الهاد عن المنذر ابن علي بن أبي الحكم: أن ابن أخيه خطب ابنة عم له فتشاجوا في بعض الأمر فقال الفتى: هي طالق إن نكحتها حتى آكل الغضيض - والغضيض طلع النخل الذكر - ثم ندموا على ما كان من الأمر. فقال المنذر: أنا آتيكم من ذلك بالبيان. قال: فانطلقت إلى سعيد بن المسيب فقلت له: إن رجلاً من أهلي خطب ابنة عم له، فشجر بينهم بعض الأمر فقال هي طالق إن نكحتها حتى آكل الغضيض. قال ابن المسيب: ليس عليه شيء، طلق ما لا يملك. ثم إني سألت عروة بن الزبير عن ذلك فقال: ليس عليه شيء طلق ما لا يملك. ثم سألت أبا سلمة بن عبد الرحمن فقال: ليس عليه شيء بما لا يملك ثم سألت أبا عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن ذلك فقال: ليس عليه شيء طلق ما لا يملك. ثم سألت عبيد الله بن عتبة ابن مسعود عن ذلك: فقال: ليس عليه شيء طلق ما لا يملك. ثم سألت عمر بن عبد العزيز فقال: هل سألت أحداً ؟ قال قلت: نعم، فسماهم. قال: ثم رجعت إلى القوم فأخبرتهم بما سألت عنه.
حدثني أبو محمد عبد الله بن محمد المصري أخبرنا عبد الرحمن ابن أبي الزناد <170> قال: قال أبو الزناد: أدركت من فقهاء أهل المدينة وعلمائهم ممن يرضى وينتهي إلى قولهم: سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، والقاسم بن محمد وأبا بكر بن عبد الرحمن وخارجة بن زيد وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وسليمان بن يسار في مشيخة سواهم من نظرائهم أهل فقه وفضل.
حدثنا علي بن الحسن العسقلاني حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن المبارك قال: كان فقهاء أهل المدينة الذين يصدرون عن رأيهم سبعة، فذكر هؤلاء الذين سماهم أبو الزناد إلا أنه لم يذكر أبا بكر بن عبد الرحمن، وذكر فيهم سالم بن عبد الله بن عمر.
حدثني حرملة بن يحيى بن عبد الله بن حرملة التجيبي أخبرنا ابن وهب عن ابن لهيعة أخبرني يزيد بن أبي حبيب: أن قبيصة بن ذؤيب ولد عام الفيل. قال ابن لهيعة: وإن ابن شهاب كان إذا ذكر قبيصة بن ذؤيب قال: كان من علماء هذه الأمة.
حدثني أبو عبد الرحمن عن سعيد بن أبي أيوب حدثني جعفر ابن ربيعة عن ربيعة بن يزيد عن إسماعيل بن عبيد الله قال: دخلت على أم الدرداء وعندهم قبيصة بن ذؤيب فقلت له: يا أبا سعيد.
حدثني محمد بن عبد الرحيم قال: سمعت علي بن عبد الله يقول: لم يكن من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحد له أصحاب حفظوا عنه وقاموا بقوله في الفقه إلا ثلاثة: زيد وعبد الله وابن عباس فأعلم الناس بزيد بن ثابت وقوله العشرة: سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود وعروة بن الزبير وأبو بكر بن عبد الرحمن وخارج بن زيد وسليمان بن يسار وأبان بن عثمان وقبيصة بن ذؤيب وذكر آخر، وكان أعلم الناس بقولهم وحديثهم ابن شهاب ثم بعده مالك بن أنس ثم بعد مالك عبد الرحمن بن مهدي.
حدثني ابن نمير وأبو سعيد الأشج قالا: حدثنا حفص بن غياث حدثنا الأعمش حدثنا أبو الزناد قال: كان يعد فقهاء أهل المدينة أربعة: سعيد بن المسيب وعبد الملك بن مروان وعروة بن الزبير وقبيصة بن ذؤيب.
<171> حدثني سعيد بن أسد حدثنا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة عن عبادة بن نسي قال: قيل لأبن عمر: إنكم معشر أشياخ قريش توشكوا أن تنقرضوا فمن نسأل بعدكم ؟ فقال: إن لمروان ابناً فقيهاً فسلوه.
وقال جرير عن مغيرة عن الشعبي قال: كان قبيصة بن ذؤيب من أعلم الناس بقضاء زيد بن ثابت.
حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا عبد العزيز بن عامر - شيخ من عاملة من أهل تيماء - حدثني شيخ كان يجالس سعيد بن المسيب قال: مر به يوماً ابن زمل العذري - ونحن معه - فحصبه سعيد فجاءه فقال له سعيد: بلغني أنك مدحت هذا - وأشار نحو الشام يعني عبد الملك بن مروان - قال: نعم يا أبا محمد قد مدحته أفتحب أن تسمع القصيدة ؟ قال: نعم، اجلس. قال: فأنشده حتى بلغ:
فما عاتبك في خلق قريش ... بيثرب حين أنت بها غلام
فقال له سعيد: صدقت ولكنه لما صار إلى الشام بدل.

قال أبو يوسف: فهؤلاء الذين سميناهم ثقات متقنون يقوم حديثهم مقام الحجة، وهم فقهاء تابعي المدينة وقد تقدمهم طبقة هم رواة العلم والحفظ والاتقان إلا أن ليس عندهم من الفقه ما عند أولئك، فأما الرواية والحفظ والاتقان فما شئت ولهم رواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم:
مجمع بن يزيد بن جارية الأنصاري
بقوله له رؤية.
ومحمود بن الربيع الأنصاري
حدثني عبد الله بن عثمان أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر عن الزهري أنه حدثه: أخبرني محمود بن الربيع وزعم أنه عقل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعقل مجة مجها من دلو كانت في دارهم.
<172> حدثني سليمان بن عبد الرحمن حدثنا الوليد ثنا عبد الرحمن بن نمر قال: قال الزهري: أخبرني محمود بن الربيع وزعم أنه قد عقل رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن خمس سنين.
قال ابن عثمان عن عبد الله بن المبارك عن معمر عن الزهري أخبرني محمود بن الربيع قال: سمعت عتبان بن مالك النصاري ثم أحد بني سالم وذكر حديثه. قال محمود: فحدثت بحديثه قوماً فيهم أبو أيوب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حدثنا أبو صالح حدثني الليث حدثني يونس وعقيل قال: قال ابن شهاب: سألت الحصين بن محمد الأنصاري - وهو أحد بني سالم وهو من سراتهم - عن حديث محمود بن الربيع فصدقه بذلك.
حدثنا الحميدي ثنا سفيان حدثنا الزهري قال: سمعت محمود بن الربيع يحدث عن عبادة بن الصامت: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا صلاة لمن لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب.
ومحمود بن لبيد
وهو ثقة.
حدثنا أبو صالح ثنا عبد العزيز بن أبي سلمة عن ابن شهاب عن محمود ابن لبيد عن شداد بن أوس أنه قال: يا نعايا للعرب يا نعايا للعرب يا نعايا للعرب قال: ولا أعلمه قال ولا أعلم إلا قال كلمة قال: إن أخوف ما أخاف عليكم الرياء والشهوة الخفية.
وعبد الرحمن بن أزهر
ابن عبد عوف الزهري، ابن عم عبد الرحمن بن عوف، يقولون توفي قبل الحرة بأشهر، وتوفي أزهر في زمن عمر بن الخطاب، وقد كان نيف على المائة.
حدثنا عبيد الله بن موسى أخبرنا أسامة بن زيد عن الزهري عن عبد الرحمن بن أزهر قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح وأنا غلام شاب. وروى عقيل عن ابن شهاب: أن <173> عبد الله بن عبد الرحمن بن أزهر الزهري أخبره عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم آتي بشارب وهو بحنين.
وحدثنا سعيد بن أبي مريم عن نافع بن يزيد حدثني جعفر بن ربيعة عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن السائب: أن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن أزهر حدثه عن أبيه عبد الرحمن بن أزهر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنما مثل العبد المؤمن حين يصيبه الوعك أو الحمى كمثل حديدة ندخل النار فيذهب خبثها ويبقى طيبها.
حدثني أحمد بن الخليل حدثنا إسحق حدثنا الفضل بن موسى حدثنا الجعيد بن عبد الرحمن قال: مات السائب بن يزيد وهو ابن أربع وتسعين سنة وكان جلداً معتدلاً فقال: لقد علمت أبو زرعة متعت به سمعي وبصري إلا بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم، ذهبت بي خالتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إن ابن أختي شاك فادع الله له ؟ قال: فدعا لي.
ومنهم: -
المسور بن مخرمة الزهري
وقد روى عنه الزهري، وله رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم.
حدثنا أبو اليمان أخبرني شعبة عن الزهري أخبرني علي بن حسين أن المسور بن مخرمة أخبره قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعته حين تشهد، ثم قال: أما بعد.
والسائب بن يزيد الكندي
حدثنا أبو اليمان أخبرني شعبة عن الزهري أخبرني السائب بن يزيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا عدوى ولا صفر ولا هامة.
<174> حدثنا سعيد بن منصور حدثنا سفيان قال: سمعت الزهري قال: سمعت السائب ابن يزيد يقول: إني لأعقل مقدم النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك، خرجت مع الصبيان إلى ثنية الوداع نتلقى النبي صلى الله عليه وسلم.
وعبد الله بن عامر بن ربيعة
حليف بني عدي.
حدثنا أبو صالح حدثني الليث عن يونس عن ابن شهاب أخبرني عبد الله بن عامر بن ربيعة أن أباه عامر أخبره: أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبحة الليل يسبح على ظهر راحلته حيث توجهت.
ومنهم:

عبد الله بن ثعلبة بن صعير
العذري، حليف بني زهرة.
حدثني زيد بن بشر الحضرمي أخبرني ابن وهب حدثني مالك بن أنس عن ابن شهاب الزهري: أنه كان يجالس عبد الله بن ثعلبة بن صعير وكان يتعلم منه الأنساب وغير ذلك، فسأله يوماً عن شيء من الفقه فقال: إن كنت تريد هذا فعليك بهذا الشيخ سعيد بن المسيب. قال ابن شهاب: فجالسته سبع حجج وأنا لا أظن أن أحداً عنده علم غيره. قال: إن فتيا ابن شهاب ووجهه ما كان يأخذ به إلى قول سالم بن عبد الله عن سعيد ابن المسيب.
وأبو الطفيل عامر بن واثلة البكري
حدثنا أبو اليمان أخبرني شعبة عن الزهري حدثني عامر بن واثلة الليثي قال: قدم رجل من أهل تيماء على عبد الملك بن مروان - وهو رجل من أهل الكتاب - فقال: يا أمير المؤمنين إن ابن هرمز ظلمني واعتدى علي. فلم يردد إليه عبد الملك شيئاً، ثم عاد له في الشكايه لابن هرمز فلم يرجع إليه عبد الملك شيئاً، فقال - وغضب - : يا أمير المؤمنين إنا نجد <175> في التوراة التي أنزلها الله على موسى بن عمران أنه ليس على الامام من جور العالم وظلمه شيء ما لم يبلغه ذلك من ظلمه وجوره، فإذا بلغه فأقره شركه في جوره وظلمه. فلما ذكر ذلك نزع ابن هرمز من عمله.
انقضى من كان له رؤية من تابعي المدينة
علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
حدثنا ابن قعنب وابن بكير قالا: ثنا مالك عن ابن شهاب عن علي بن حسين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه.
وأبو جعفر محمد بن علي
ابن حسين بن علي بن أبي طالب.
حدثني إسحق بن إبراهيم الزبيدي حدثنا عمرو بن الحارث حدثنا عبد الله بن سالم عن الزبيدي أخبرني الزهري عن محمد بن علي عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبي هريرة قال: كان يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يرد علي يوم القيامة رهط من أصحابي فيحلون علي الحوض فأقول: يا رب أصحابي. فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، إنهم ارتدوا على أعقابهم القهقرى.
ومعاوية بن عبد الله
ابن جعفر بن أبي طالب.
حدثنا أصبغ بن فرج أخبرني ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب قال: سمعت معاوية بن عبد الله بن جعفر يكلم الوليد بن عبد الملك على عشائه ونحن بين مكة والمدينة فقال له: يا أمير المؤمنين: إن أبان ابن عثمان نكح ابنة عبد الله بن عثمان ضراراً لأبنة عبد الله بن جعفر حين أبت أن تبيعه ميراثها منه في وجعه حين أصابه الفالج، ثم لم ينته إلي ذلك حتى <176> طلق أم كلثوم فحلت في وجعه، وهذا السائب بن يزيد ابن أخت النمر حي يشهد على قضاء عثمان في تماضر بنت الأصبغ ورثها من عبد الرحمن ابن عوف بعدما حلت، ويشهد على قضاء عثمان في أم حكيم بنت قارظ ورثها من عبد الله بن مكمل بعدما حلت، فادعه فاسأله عن شهادته. فقال الوليد حين قضى كلامه: ما أظن عثمان قضى بها.
قال معاوية: إن لم يشهد على ذلك السائب فأنا مبطل حاضره وغائبه.
وكثير بن عباس بن عبد المطلب
حدثنا الحميدي حدثنا سفيان قال: سمعت الزهري يقول: أخبرني كثير بن عباس بن عبد المطلب عن أبيه قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين ورسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلته.
وأبو رشد تمام بن عباس
حدثنا الحجاج ثنا حماد عن محمد بن عمرو عن الزهري عن تمام ابن العباس عن أمه أنها قالت: آخر ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة المغرب بالطور وكتاب مسطور. وقال يزيد بن هارون عن محمد بن عمرو: وقال ابن وهب عن أسامة عن ابن شهاب. وقالا: بالمرسلات وهذا أشبه.
ومحمد بن عبد الله
ابن عباس بن عبد المطلب.

حدثني أبو العباس حيوة بن شريح أخبرنا بقية بن الوليد عن الزبيدي عن الزهري عن محمد بن عبد الله بن عباس قال: كان ابن عباس يحدث: إن الله عز وجل أرسل إلى نبيه صلى الله عليه وسلم ملكاً من الملائكة معه جبريل عليه السلام فقال الملك لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل يخيرك بين أن تكون عبداً نبياً وبين أن تكون ملكاً نبياً. فالتفت نبي الله صلى الله عليه وسلم إلى جبريل صلى الله عليه كالمستشير له، فأشار جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده: أن تواضع. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بل أكون عبداً نبياً. فقال: فما أكل بعد تلك الكلمة طعاماً متكئاً حتى لقي ربه.
وعمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم
و:
عبد الله بن عبد الله بن الحارث
ابن نوفل بن عبد المطلب.
<177> حدثنا أبو اليمان وعلي بن عياش قالا: أخبرنا شعيب عن الزهري حدثني عبد الله بن الحارث بن نوفل عن عبد الله بن خباب بن الأرت عن أبيه - وكان قد شهد بدراً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم - أنه راقب رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم كلها حتى إذا كان مع الفجر فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلاته جاءه خباب فقال: يا رسول الله بأبي أنت لقد رأيتك صليت الليلة صلاة ما رأيتك صليت نحوها ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أجل إنها صلاة رغب ورهب سألت ربي أن لا يهلكنا بما هلك به الأمم قبلنا فأعطانيها، وسألت ربي أن لا يظهر علينا عدواً من غيرنا فأعطانيها، وسألت ربي أن لا يلبسنا شيعاً فمنعنيها.
ومحمد بن عبد الله بن الحارث بن نوفل
حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب وابن بكير وعبد الملك بن عبد العزيز ابن أبي سلمة عن مالك عن ابن شهاب عن محمد بن عبد الله بن الحارث بن عبد المطلب أنه حدثه أنه سمع سعد بن أبي وقاص والضحاك بن قيس عام حج معاوية بن أبي سفيان وهما يذكران أن التمتع بالعمرة إلى الحج. فقال الضحاك: لا يصنع ذلك إلا من جهل أمر الله تعالى. فقال سعد: بئس ما قلت يا ابن أخي. فقال الضحاك: فإن عمر بن الخطاب كان ينهى عنها. فقال سعد: فقد صنعها رسول الله صلى الله عليه وسلم وصنعناها معه.
وعبد الملك بن المغيرة بن نوفل
ابن الحارث بن عبد المطلب.
حدثنا أبو صالح حدثني الليث حدثني يونس عن ابن شهاب أنه قال: أخبرني عبد الملك بن المغيرة بن نوفل أنه سمع عبد الله بن عمر يستفتى في تحليل المرأة لزوجها. فقال عبد الله: ذلك السفاح.
ومحمد بن جبير بن مطعم
ابن عدي بن نوفل بن عبد مناف.
<178> حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة أخبرنا سفيان بن حسين ومحمد بن أبي ذئب سمعا الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه: سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يدخل الجنة قاطع.
ونافع بن جبير بن مطعم
حدثنا الأصبغ أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب أخبرني نافع بن جبير بن مطعم عن عثمان بن أبي العاص الثقفي: أنه اشتكى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعاً في جسده منذ أسلم. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ضع يدك على الذي تألم وقل بسم الله ثلاثاً، وقل سبع مرات أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر.
وعمرو بن محمد بن جبير بن مطعم
حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرني عمرو بن محمد بن جبير ابن مطعم أن محمد بن جبير قال أخبرني جبير بن مطعم: أنه بينما هو يسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أناس مقفلة من حنين، علقت الاعراب يسألونه حتى اضطروه إلى شجرة فخطف رداؤه، فوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أعطوني ردائي فلو كان لي عدد هذه العضاه لقسمته بينكم ثم لا تجدوني بخيلاً ولا كذوباً ولا جباناً.
وعروة بن الزبير
حدثني عيسى بن هلال السليحي حدثنا أبو حيوة شريح بن يزيد حدثن شعيب بن أبي حمزة عن الزهري عن عروة قال: كنت غلاماً لي ذؤابتان. قال: فقمت أركع ركعتين بعد العصر، قال: فبصر بي عمر بن الخطاب ومعه الدرة، فلما رأيته فررت منه، فأحضر في <179> طلبي حتى تعلق بذؤابتي، قال: فنهاني. فقلت: يا أمير المؤمنين لا أعود.
وعباد بن عبد الله بن الزبير

حدثنا محمد بن المثنى حدثنا يعلى بن عبيد حدثنا محمد بن إسحق عن محمد بن شهاب عن يحيى بن عباد عن عباد قال: حدثت أن عمر بن الخطاب لما دخل بيت المقدس قال: لبيت اللهم لبيك.
وأبو عبيدة بن عبد الله بن زمعة
ابن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن زمعة بن صالح عن الزهري عن وهب بن عبد بن زمعة عن أم سلمة قالت: خرج أبو بكر في تجارة إلى بصرى قبل موت النبي صلى الله عليه وسلم ومعه نعيمان وسويبط من حرملة، وكانا شهدا بدراً، وكان نعيمان على الزاد، فقال له سويبط - وكان رجلاً مزاحاً - : أطعمني ؟ فقال: حتى يجيء أبو بكر. فقال: أما أني لأغيظنك. قال فمروا بقوم، فقال لهم سويبط: أتشترون مني عبداً لي ؟ قالوا: نعم. قال: فإنه عبد وله كلام وهو قائل لكم أني حر، فإن كنتم إذا قال لكم هذه المقالة تركتموه فلا تفسدوا علي عبدي. قالوا: بل نشتريه منك. قال: فاشتروه بعشرة قلائص. قال: فجاءوا فوضعوا في عنقه عمامة أو حبلاً. فقال نعيمان: إن هذا يستهزىء بكم وإني حر لست بعبد. قالوا: قد أخبرنا بخبرك. قال: فانهضوا به. قال فجاء أبو بكر فأخبروه فأتبعهم فرد عليهم القلائص وأخذه، فلما قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم أخبروه فضحك النبي صلى الله عليه وسلم منها هو وأصحابه حولاً.
وعيسى بن طلحة بن عبيد الله
حدثنا ابن قعنب وابن بكير عن مالك عن ابن شهاب الزهري عن عيسى بن طلحة بن عبيد الله عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس في حجة الوداع بمنى يسألونه فجاء رجل فقال: يا رسول الله لم أشعر فحلقت قبل أن أذبح ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اذبح ولا حرج. فجاء رجل آخر فقال: يا رسول الله لم أشعر فنحرت قبل أن أرمي ؟ فقال: ارم ولا حرج. قال: فما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء قدم ولا أخر إلا قال: افعل ولا حرج.
<180> ومعاذ بن عبد الرحمن بن عثمان التيمي
حدثنا أبو اليمان أخبرني شعيب ح.
وحدثنا الحجاج حدثنا جدي جميعاً عن الزهري أخبرني معاذ بن عبد الرحمن التيمي أن أباه عبد الرحمن بن عثمان قال: صاحبت عمر بن الخطاب إلى مكة فأهدى له ركب من ثقيف سطيحتين من نبيذ - والسطيحة فوق الأداوة ودون المزادة - قال عبد الرحمن بن عثمان: فشرب عمر بن الخطاب أحديهما - قال حجاج: لحينه - ثم أهدي له لبن فعدله عن شرب الأخرى حتى اشتد ما فيها فذهب عمر بن الخطاب ليشرب منها فوجده اشتد فقال: اكسروه بالماء.
وإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف
حدثنا أبو اليمان أخبرني شعيب ح: وحدثنا الحجاج حدثني جدي عن الزهري أخبرني إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف أنه قال: غشي على عبد الرحمن بن عوف في وجعه غشية ظنوا أنه قد فاضت نفسه فيها، وجللوه ثوباً وخرجت أم كلثوم بنت عقبة امرأته إلى المسجد تستعين بما أمرت به أن تستعين من الصبر والصلاة، فلبثوا ساعة وهو في غشيته، ثم أفاق فكان أول ما تكلم به أن كبر، فكبر أهل البيت ومن يليهم، ثم قال: غشي علي آنفاً ؟ قالوا: نعم. قال: صدقتم فإنه انطلق بي في غشيتي رجلان أجد منهما شدة وفظاظة وغلظاً فقالا: انطلق نحاكمك إلى العزيز الأمين. فانطلقا بي حتى لقيا رجلاً فقال: أين تذهبان بهذا ؟ قالا: نحاكمه إلى العزيز الأمين. قال: ارجعا فإنه من الذين كتب لهم السعادة والمغفرة وهم في بطون أمهاتهم، وإنه سيمتع به بنوه إلى ما شاء الله. فعاش بعد ذلك شهراً ثم توفي.
وحميد بن عبد الرحمن بن عوف
حدثنا أبو اليمان أخبرني شعيب.
وحدثنا الحجاج أخبرني جدي عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف أنه <181> سمع معاوية بن أبي سفيان وهو بالمدينة يقول في خطبته: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لهذا اليوم وهذا اليوم عاشوراء ولم يكتب الله صيامه عليكم، وأنا صائم، فمن أحب أن يصوم فليصم، ومن أحب أن يفطر فليفطر.
وزرارة بن مصعب بن عبد الرحمن بن عوف

حدثنا أحمد بن أسد البجلي حدثنا ابن المبارك عن معمر عن الزهري عن زرارة بن مصعب عن المسور بن مخرمة عن عبد الرحمن بن عوف قال: حرست مع عمر ذات ليلة فشب لنا سراج فأتيناه فإذا باب مجاف وأصوات ولغط: قال فقال لي: هذا بيت ربيعة بن أمية بن خلف وهم الآن شرب فما ترى ؟ قال: أرى أن قد أتينا الذي نهينا عنه: التجسس. قال: فانصرف وأنصرفت معه.
وطلحة بن عبد الله بن عوف
حدثنا أبو عاصم وآدم وعاصم بن علي وأحمد بن يونس قالوا: حدثنا ابن أبي ذئب عن الزهري عن طلحة بن عبد الله ابن عوف عن عبد الرحمن بن أزهر عن جبير بن مطعم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن للقرشي مثلي قوة الرجل من غير قريش. قيل للزهري: وما أراد بذلك ؟ قال: نبل الرأي.
وعامر بن سعد بن أبي وقاص
حدثنا ابن قعنب وابن بكير عن مالك عن ابن شهاب عن عامر بن سعد ابن أبي وقاص عن أبيه قال: جاءني رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني عام حجة الوداع، قال وبي وجع قد اشتد بي فقلت له: يا رسول الله قد بلغ مني الوجع ما ترى وأنا ذو مال ولا يرثني إلا ابنة أفأتصدق بثلثي مالي ؟ قال: لا. قال قلت فبالشطر ؟ قال: لا. قلت: فبالثلث ؟ قال: قال: الثلث كبير أو كثير، إنك إن تدع ورثتك أغنياء خير لك من أن تدعهم عالة يتكففون الناس، وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه لله إلا أجرت فيها حتى ما تجعل في في امرأتك. <182> قال: فقلت: يا رسول الله أأخلف بعد أصحابي ؟ فقال: إنك لن تخلف فتعمل عملاً صالحاً إلا ازددت به درجة ورفعة ولعلك أن تخلف حتى ينتفع بك أقوام ويضر بك آخرون، اللهم أمض لأصحابي هجرتهم، ولا تردهم على أعقابهم، لكن البائس سعد بن خولة. يرثي له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن مات بمكة.
وإسماعيل بن محمد
ابن سعد بن أبي وقاص.
حدثنا أبو صالح حدثني الليث حدثني عبد الرحمن بن خالد قال: قال ابن شهاب وحدثني إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن حمزة بن المغيرة أنه سمع المغيرة بن شعبة يخبر: أنه سار مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك.
ومنهم:
عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة الزهري
حدثني عبد العزيز بن عمران حدثنا ابن وهب حدثني أسامة بن زيد: أن ابن شهاب حدثه: أن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة قال: خرجت مع أبي وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث الزهري عام أذرح، فوقع الوجع بالشام، فأقمنا بالسرح خمسين ليلة، ودخل علينا رمضان، فصام المسور وعبد الرحمن بن الأسود وأفطر سعد بن أبي وقاص وأبى أن يصوم، فقلت لسعد: يا أبا إسحق أنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهدت بدراً والمسور يصوم وعبد الرحمن وأنت تفطر ؟ قال سعد: إني أنا أفقه منهم.
<183> ومنهم:
عبد الله بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله
ابن شهاب بن الحارث بن زهرة.
حدثنا المعلى بن أسد حدثنا وهيب عن النعمان بن راشد عن عبد الله بن مسلم أخي الزهري عن حمزة بن عبد الله بن عمر قال: خرجنا إلى الشام نسأل، فلما قدمنا المدينة قال لنا ابن عمر: أتيتم الشام تسألون ؟ أما أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما تزال المسألة بالرجل حتى يلقى الله وما في وجهه مزعة من لحم.
ومنهم:
عبد الرحمن بن عبد الله بن مكمل الزهري
حدثنا أبو صالح حدثني الليث حدثني عبد الرحمن بن خالد عن ابن شهاب عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مكمل أنه سأل ابن عباس قال: أيقرأ الرجل من القرآن شيئاً وهو غير طاهر ؟ فقال عبد الله بن عباس: الآية والآيتين.
وعبد الرحمن بن عبد القادري
حليف بني زهرة.
حدثني الأصبغ بن فرج أخبرني ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب حدثني عبد الرحمن بن عبد القاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام ذات يوم على المنبر خطساً فحمد الله وأثنى عليه وتشهد، ثم قال: أما بعد فإني أريد أن أبعث بعضكم إلى ملوك الأعاجم.
ومنهم:
عبد الله بن عبد القاري
وأبو عبيدة
ابن محمد بن عمار بن ياسر، حليف بني زهرة.

حدثني محمد بن المنهال حدثنا يزيد بن زريع ثنا عبد الرحمن بن إسحق عن أبي <184> عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر قال: سألت جابر بن عبد الله عن المسح عن الخفين ؟ فقال: يا ابن أخي ذلك السنة، وسألته عن المسح على العمامة ؟ فقال لا أمس الشعر بالماء.
ومنهم:
محمد بن عبد الرحمن بن الحارث
ابن هشام المخزومي.
حدثنا الحجاج بن أبي منيع حدثنا جدي عن الزهري أخبرني محمد ابن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام: أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: أرسل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذنت ورسول الله صلى الله عليه وسلم مع عائشة في مرطها فأذن لها فدخلت.
ومنهم:
عكرمة بن عبد الرحمن
بن الحارث بن هشام.
حدثنا عمرو بن الربيع أخبرني يحيى بن أيوب عن يونس عن ابن شهاب أخبرني عكرمة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قال: قال عمر ابن الخطاب: لا يغرنكم ذنب سرحان هذا حتى تروه يستطير عرضاً، وأشار بأصبعه يريد الفجر في الأفق.
ومنهم:
عبد الملك بن أبي بكر
ابن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي.
حدثنا الأصبغ أخبرني ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب أخبرني عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن عن أمية بن عبد الله بن خالد ابن أسيد أنه سأل <185> ابن عمر قلت: أرأيت قصر الصلاة في السفر إنا لا نجدها في الكتاب إنما نجد ذكر صلاة الحضر ؟ قال أمية قال عبد الله بن عمر: يا ابن أخي إن الله أرسل محمداً صلى الله عليه وسلم ولا نعلم شيئاً، فإنما نفعل ما رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل، وقصر الصلاة في السفر سنة سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومنهم:
الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي
حدثنا أبو صالح حدثني الليث حدثني عقيل ت في الرجل يهب امرأته لأهلها أو يجعل أمرها بيدها أو بيد أهلها - قال: أخبرني ابن شهاب عن الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة: أن معاوية قضى أيما رجل فعل ذلك فطلقت نفسها ثلاث تطليقات فقد برئت منه.
ومنهم:
إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله
ابن أبي ربيعة المخزومي.
حدثنا الحجاج بن أبي منيع حدثنا جدي عن الزهري أخبرني إبراهيم ابن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة أن الحارث بن عبد الله بن عباس أخبره: أن عبد الله بن عباس أخبره: أنه بينما هو يسير مع عمر في طريق مكة في خلافته ومعه المهاجرون والأنصار ترنم عمر ببيت، فقال له رجل من أهل العراق - ليس معه عراقي غيره - غيرك فليقلها يا أمير المؤمنين، فاستحيا عمر من ذلك، فضرب راحلته حتى انقطع من الركب.
ومنهم:
خالد بن المهاجر بن خالد سيف الله المخزومي
حدثنا أبو صالح وابن بكير قالا: حدثنا الليث حدثني يونس عن ابن شهاب أخبره: أن خالد بن المهاجر بن خالد سيف الله أخبره أنه بينما هو جالس عند ابن عباس جاءه رجل، فاستفتاه في المتعة فأمره ابن عباس بها، فقال له ابن أبي عميرة الأنصاري: مهلاً يا ابن عباس. فقال ابن عباس: ما هي والله لقد فعل في عهد إمام المتقين. فقال ابن أبي عميرة: يا ابن عباس <186> إنما كانت رخصة في أول الاسلام لمن اضطر إليها كالدم والميتة ولحم الخنزير، ثم أحكم الله الدين ونهى عنها.
ومنهم:
المطلب بن عبد الله بن حنطب المخزومي
حدثنا أبو صالح حدثني الليث حدثني يونس عن ابن شهاب أخبرني المطلب ابن عبد الله: أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر يسير على بغلة له بيضاء في المقابر ببقيع الغرقد، فحادت به بغلته حيدةً فوثب إليها رجال من المسلمين ليأخذوا بلجامها، فقام لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعوها فإنما أنفرها عذاب سعد بن زرارة يعذب في قبره، وكان رجلاً منافقاً.
ومحمد بن عباد بن جعفر المخزومي
حدثنا أبو صالح حدثني الليث حدثني عقيل عن ابن شهاب أخبرني محمد بن عباد بن جعفر المخزومي: أنه سمع بعض علمائهم يقول: كان أول ما أنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم " اقرأ باسم ربك الذي خلق " إلى " علم الانسان ما لم يعلم " . فقالوا: هذا صدرها الذي أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حراء: ثم أنزل آخرها بعد ذلك بما شاء الله.
ومنهم: سالم بن عبد الله وعبد الله بن عبد الله بن عمر

وعبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب وحمزة بن عبد الله وحفص بن عاصم بن عمر وعبد الله بن واقد بن عبد الله وواقد بن عبد الله وأبو بكر بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر وعبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب وأبو بكر بن سليمان بن أبي حثمة <187> وعثمان بن عبد الله بن سراقة ويحيى بن عبد الله بن حاطب حليف بني عدي و:
التابعون
من بني جمح: عبد الله بن محيريز وصفوان بن عبد الله بن صفوان بن أمية.
ومن بني فهر: عبد الله بن شرحبيل بن حسنة ومحمد بن سويد ومن بني سهم: عمرو بن شعيب ومحمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص ومن بني عامر بن لؤي: محمد بن عبد الرحمن بن ماعز العامري
ومن تابعي الأنصار
ممن روى عنهم الزهري
منهم:
أبو أمامة بن سهل بن حنيف
ابن واهب بن ثعلبة بن الحارث بن عمرو بن عوف بن مجدعة بن الحارث بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس بن حارثة.
<188> حدثني أبو الوليد الطيالسي هشام بن عبد الملك حدثنا سليمان بن كثير حدثنا الزهري عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن لونين من التمر: الجعرور ولون الحبيق، وكان أناس يتيممون شرار ثمارهم فيخرجونها في الصدقة فنزلت " ولا تيمَّموا الخبيث منه تنفقون " .
ومنهم:
خارجة بن زيد
ابن ثابت الأنصاري ثم الخزرجي.
حدثنا أبو ثوابة فضالة بن المفضل حدثني أبي المفضل بن فضالة بن عبيد القتباني أن محمد بن عجلان حدثه عن أبي الزناد عن خارجة بن زيد ابن ثابت: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الحرب خدعة.
ومنهم:
عبد الله بن خارجة بن زيد
حدثني إبراهيم بن المنذر حدثني ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن عبد الله بن خارجة بن زيد عن عروة بن الزبير: أتيت عبد الله ابن عمر بن الخطاب، فقلت له: يا أبا عبد الرحمن إنا نجلس إلى أئمتنا هؤلاء فيتكلمون بالكلام نحن نعلم أن الحق غيره فنصدقهم، ويقضون بالجور فنقويهم ونحسنه لهم فكيف ترى في ذلك ؟ قال: يا ابن أخي كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نعد هذا النفاق فلا أدري كيف عندكم.
ومنهم:
سعيد بن سليمان بن زيد بن ثابت
حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا عبد الله بن يحيى عن نافع بن يزيد عن عقيل <189> عن الزهري عن ابن سليمان بن زيد بن ثابت عن أبيه عن جده.
وحدثني أبو الطاهر من كتاب خاله قال: حدثني عقيل حدثني سعيد بن سليمان أخبرنيه عن أبيه سليمان بن زيد عن جده زيد بن ثابت قال: كنت أكتب الوحي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان إذا أنزل عليه أخذته برحاء شديدة، وعرق عرقاً مثل الجمان، ثم سري عنه، فكنت أدخل عليه بقطعة القتب أو كسرة، فأكتب وهو يملي علي فما أبرح حتى أكاد تنكسر رجلي من ثقل القرآن وحتى أقول لا أمشي على رجلي أبداً، فإذا فرغت قال إقرأه فأقرأه، فإن كان فيه سقط أقامه، ثم أخرج به إلى الناس، ومنهم:
عبد الله بن كعب بن مالك
ابن أبي كعب بن القين بن كعب بن سواد بن غنم بن ثعلبة بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة.
حدثنا أبو صالح حدثني الليث حدثني عقيل، وثنا ابن عثمان أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس، وحدثنا الجعفي قال: حدثني ابن وهب أخبرني يونس، جميعاً عن ابن شهاب أخبرني عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري أن عبد الله بن عباس أخبره: أن علي بن أبي طالب خرج من عند سول الله صلى الله عليه وسلم في وجعه الذي توفي فيه، فقال الناس: يا أبا حسن كيف أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال: أصبح بحمد الله بارئاً. فأخذ بيده عباس بن عبد المطلب فقال له: ألا ترى أنك والله بعد ثلاث عبد العصا، وإني والله لأرى رسول الله صلى الله عليه وسلم سيتوفى من وجعه هذا إني أعرف وجوه بني عبد المطلب عند الموت فأذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسله فيمن هذا الأمر، فإن كان فينا علمنا، وإن كان في غيرنا كلمناه فأوصى بنا. قال علي والله لئن سألناها رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعناها لا يعطيناها الناس أبداً، وإني والله لا أسألها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومنهم:
<190> عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب

حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج حدثني ابن شهاب أن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك أخبره عن أبيه وعمه عبيد الله بن كعب بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يقدم من سفر إلا نهاراً، فإذا قدم بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين ثم يجلس.
ومنهم:
بشير بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك
حدثنا حجاج حدثني جدي عن الزهري قال: كان بشير بن عبد الرحمن بن كعب ابن مالك يحدث: أن كعب بن مالك كان يحدث: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: والذي نفسي بيده لكأنما ينضحوهم بالنبل فيما يقولون لهم من الشعر.
ومنهم:
أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم
حدثنا أبو سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا ابن أبي فديك عن موسى بن يعقوب عن عمر بن سعيد عن ابن شهاب عن أبي بكر حدثنا محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تقوم الساعة حتى يسيل واد من أودية الحجاز بالنار تضيء لها أعناق الأبل ببصرى.
ومنهم:
عبد الله بن أبي بكر بن محمد
ابن عمرو بن حزم.
حدثنا أبو اليمان حدثني شعيب ح وحدثنا الحجاج حدثنا جدي جميعاً عن الزهري عن عبد الله بن أبي بكر: أن عروة بن الزبير أخبره: أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته قالت: جاءتني امرأة معها ابنتان لها تسألني، فلم أجد عندي شيئاً غير تمرة واحدة، فأعطيتها إياها فأخذتها فقسمتها بين ابنتيها ولم تأكل منها شيئاً، ثم قامت فخرجت وابنتاها، فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فحدثته حديثها، فقال <191> رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أبتلي من البنات بشيء فأحسن إليهن كن ستراً له من النار.
ومنهم:
عمارة بن خزيمة بن ثابت
حدثنا أبو صالح ثنا الليث حدثني يونس عن ابن شهاب أخبرني عمارة ابن خزيمة بن ثابت - وخزيمة بن ثابت الذي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته شهادة رجلين - قال عمارة: أخبره عمه - وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم - أن خزيمة بن ثابت رأى في النوم أنه كان يسجد على جبهة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتى خزيمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فحدثه، قال: فاضطجع له رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: حقق رؤياك. فسجد على جبهته.
و:
نملة بن أبي نملة الأنصاري
حدثنا أبو اليمان أخبرني شعيب.
وحدثنا حجاج عن جده عن الزهري حدثني نملة بن أبي نملة الأنصاري أن أباه أبا نملة الأنصاري حدثه أنه بينما هو جالس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءه رجل من اليهود فقال: يا محمد هل تتكلم هذه الجنازة ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا أعلم. قال اليهودي: أنا أشهد أنها تتكلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم، وقولوا آمنا بالله وكتبه ورسله، فإن كان حقاً لم تكذبوا، وإن كان باطلاً لم تصدقوا به.
ومنهم:
أيوب بن بشير بن نعمان بن أكال
أحد بني معاوية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك.
حدثنا أبو اليمان أخبرني شعيب عن الزهري أخبرني أيوب بن بشير الأنصاري عن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرج تلك الخرجة استوى على المنبر، فلما قضى تشهده كان أول كلام تكلم به أن استغفر للشهداء الذين قتلوا يوم أحد.
<192> ومنهم:
عباد بن تميم
ابن زيد بن عاصم بن كعب بن عمرو المازني ثم النجاري.
حدثنا علي بن الحسين بن شقيق أخبرنا عبد الله بن المبارك أخبرنا محمد بن أبي حفصة عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عباد بن تميم عن عمه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا وضوء إلا فيما وجدت الريح أو سمعت الصوت.
و:
محمد بن النعمان بن بشير بن سعد
حدثنا أبو اليمان أخبرني شعيب عن الزهري حدثني حميد بن عبد الرحمن ومحمد بن النعمان بن بشير أنهما سمعا النعمان بن بشير يقول نحلني أبي بشير بن سعد غلاماً له، ثم مشى بي حتى أدخلني على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني نحلت ابني هذا غلاماً فإن رأيت يا رسول الله أن أجيزه أجزته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أكل بنيك قد نحلت ؟ فقال بشير: لا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرجعها.
و:
ثابت بن قيس الزرقي

حدثنا أبو صالح وابن بكير عن الليث عن يونس عن ابن شهب عن ثابت بن قيس أحد بني زريق أن أبا هريرة قال: أخذت الناس ريح بطريق مكة وعمر بن الخطاب خارج فاشتدت، فقال عمر لمن حوله: ما الريح ؟ فلم يرجعوا إلي شيئاً، فبلغني الذي سأل عنه <193> عمر فاستحثيت راحلتي حتى أدركته فقلت: يا أمير المؤمنين أخبرت أنك سألت عن الريح، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الريح من روح الله تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب، فلا تسبوها وسلوا الله خيرها، وعوذوا به من شرها.
ومنهم:
الحصين بن محمد الأنصاري
ثم السالمي من بني عمرو بن عوف.
قصة محمود بن الربيع.
ومنهم:
فضالة بن محمد الأنصاري
حدثنا أبو صالح حدثني الليث حدثني عبد الرحمن بن خالد عن ابن شهاب عن فضالة بن محمد الأنصاري أنه أخبره من لا يتهم من قومه: أن كعب ابن عجرة الأنصاري أصابه أذى في رأسه فحلق قبل أن يبلغ الهدي محله، فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بصيام ثلاثة أيام.
ومنهم:
حفص بن عمر بن سعد القرظ
حدثني حيوة بن شريح حدثنا بقية عن الزبيدي عن الزهري عن حفص بن سعد ابن قرظ: أن أباه وعمومته أخبروه عن أبيهم سعد بن قرظ أن السنة في الأضحى والفطر أن يكبر الامام في الركعة الأولى سبع تكبيرات قبل القراءة، ويكبر في الركعة الثانية خمس تكبيرات قبل القراءة.
و:حرام بن سعد بن محيصة
حدثنا آدم حدثنا ابن أبي ذئب حدثنا الزهري عن حرام بن محيصة عن أبيه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كسب الحجام ؟ فنهاني عنه، فشكوت إليه الحاجة فقال: أعلفه ناضحك.
<194> وعمر بن ثابت الأنصاري
حدثنا أبو اليمان أخبرني شعيب عن الزهري أخبرني عمر بن ثابت الأنصاري أنه أخبره بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للناس - وهو يحذرهم فتنة الدجال - : تعلمن أنه لن يرى أحد منكم ربه حتى يموت، وأنه مكتوب بين عينيه كافر يقرأه من كره عمله.
ومنهم:
يزيد بن وديعة بن حذافة الأنصاري
حدثنا أبو اليمان أخبرني شعيب عن الزهري حدثني يزيد بن وديعة بن حذافة الأنصاري أن أبا هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الأنصار أعفة صبر، وإن الناس تبع لقريش في هذا الشأن، مؤمنهم تبع مؤمنهم، وفاجرهم تبع فاجرهم.
ومنهم:
إسماعيل بن محمد بن ثابت
ابن قيس بن شماس الأنصاري.
حدثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثني أبي عن محمد بن مسلم أن إسماعيل ابن محمد بن ثابت الأنصاري أخبره: أن ثابت بن قيس الأنصاري قال: يا رسول الله لقد خشيت أن أكون قد هلكت. قال: لم ؟ قال: نهى الله المرء أن يحمد مما لم يفعل وأجدني أحب الحمد، وينهى عن الخيلاء وأجدني أحب الجمال، وينهى أن نرفع أصواتنا فوق صوتك وأنا امرؤ جهير الصوت. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا ثابت ألا ترضى أن تعيش حميداً، أو تقتل شهيداً وتدخل الجنة.
وعقبة بن سويد
حدثنا أبو اليمان أخبرني شعيب.
وحدثنا حجاج عن جده عن الزهري أخبرني عقبة بن سويد الأنصاري أنه سمع <195> أباه - وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - قال: أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة حنين، فلما بدا لنا أحد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: جبل يحبنا ونحبه.
ومنهم:
عمر بن عبد الرحمن بن خالد الأنصاري
حدثنا أبو صالح حدثني الليث حدثني عبد الرحمن بن خالد عن ابن شهاب عن عمر بن عبد الرحمن بن خالد الأنصاري: أن صدقة البقر كصدقة الأبل غير أنه لا أسنان فيها.
قال محمد: وأهل الحجاز به يعملون اليوم.
ومنهم:
محرر بن أبي هريرة
حدثنا عيسى بن محمد حدثني إسحق بن عيسى عن ابن لهيعة عن جعفر بن ربيعة عن الزهري عن محرر بن أبي هريرة عن عمر قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عزل الحرة إلا بأذنها.
و:
الحسين بن أبي السائب بن أبي لبابة
وأبو لبابة رفاعة بن المنذر رواسي.

حدثني الربيع بن روح حدثنا محمد بن حرب حدثنا الزبيدي عن الزهري عن حسين بن أبي السائب بن أبي لبابة أن جده حدثه أن أبا لبابة حين تاب الله عليه في تخلفه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيما كان سلف قبل ذلك من أمور وجد عليها فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فزعم حسين أن أبا لبابة قال حين تاب الله عليه: يا رسول الله إني أهجر دار قومي التي أصبت فيها الذنب وأنتقل وأساكنك وإن أنخلع من مالي صدقة إلى الله وإلى رسوله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم زعم حسين: يجزي عنك الثلث.
<196> ومنهم:
محمد بن عبادة بن الصامت
حدثني يوسف حدثنا إسحق بن سليمان قال: سمعت معاويه بن يحيى عن الزهري عن محمد بن بن عبادة بن الصامت عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ليلة القدر في رمضان من قامها إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، وهي ليلة وتر لثالثة أو خامسة أو سابعة أو تاسعة، ومن أمارتها أنها ليلة بلجة صافية ساكنة لا حارة ولا باردة، كأن فيها قصر، ولا يحل لنجم أن يرمى به في تلك الليلة حتى الصباح. ومن أمارتها يعني علامتها - أن الشمس تطلع صبيحتها مستوية لا شعاع لها، كأنها القمر ليلة البدر، وحرم الله على الشيطان أن يخرج معها.
ومنهم:
عبد الرحمن بن يزيد بن جارية
حدثنا أبو اليمان أخبرني شعيب عن الزهري قال: قال عبد الرحمن ابن يزيد عن جارية: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي صلاة الفجر بغلس.
ومنهم:
عبيد الله بن عبد الله بن ثعلبة الأنصاري
يروي هذا الحديث عن عبد الرحمن بن يزيد بن جارية.
ومنهم:
حمزة بن أبي أسيد
حدثنا محمد بن وهب بن عمر بن أبي كريمة حدثنا محمد بن سلمة عن محمد ابن إسحق عن الزهري عن حمزة بن أبي أسيد قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار بالبقيع فإذا الذئب مفترشاً ذراعيه على الطريق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلمك هذا أويس <197> يستقرظني فأقرظوا له. قالوا: ترى رأيك يا رسول الله ؟ قال: من كل سائمة شاة في كل عام. قالوا: كثير. قال: فأشار إلى الذئب أن خالسهم فانطلق الذئب.
و:
أسيد بن رافع بن خديج
حدثنا حرملة ثنا عبد الله بن وهب عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن ابن شهاب عن أسيد بن رافع عن أبيه قال: نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن تتكارى الأرض ببعض ما فيها.
ومنهم:
عبد الله بن أبي قتادة
حدثنا عيسى بن محمد أخبرنا عمرو بن الربيع بن طارق عن رشدين ابن سعد عن عقيل عن ابن شهاب عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه: أنه كان يضحي عن أهل بيته بشاة.
ومنهم:
سعد بن إسحق بن كعب بن عجرة
ومنهم:
خلاد
قال الزهري أخبرني خلاد أن أباه سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا تغوط أحدكم فليمسح ثلاث مرات.
ومنهم:
يحيى بن عمارة بن أبي حسن الأنصاري
حدثني عبد العزيز بن عبد الله الأويسي حدثنا إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن <198> يحيى بن عمارة بن أبي حسن المازني: بلغه أن رجالاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سألوا رسول الله صلى الله وسلم عن الوسوسة التي يوسوس بها الشيطان في أنفسهم، فقالوا: يا رسول الله أشياء نجدها في أنفسنا يسقط أحدنا من عند الثريا أحب إليه من أن يتكلم به، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أوجدتم ذلك صريح الايمان إن الشيطان يريد العبد فيما دون ذلك فإذا عصم منه رفع فيما هنالك.
و:
عبد الله بن عبيد الله بن ثعلبة
حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا الزهري حدثني عبد الله بن عبيد الله بن ثعلبة أنه سمع عبد الرحمن بن يزيد بن جارية يقول: سمعت عمي مجمع بن جارية يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وذكر الدجال فقال: والذي نفسي بيده ليقتلنه ابن مريم بباب لد.
ومنهم:
محمد بن يحيى بن حبان الأنصاري
حدثنا أبو صالح وابن بكير عن الليث عن عقيل عن ابن شهاب أخبرني محمد بن يحيى بن حبان أن رجلاً قال: يا رسول الله إني أريد أن أجعل صلاتي كلا لك. قال: إذا يكفيك الله أمر دنياك وآخرتك.
و:
أبو سفيان بن جبر بن عتيك

حدثني محمد بن يحيى حدثنا ابن أبي مريم أخبرنا ابن لهيعة عن جعفر بن ربيعة عن ابن شهاب أخبرني أبو سفيان بن جبر بن عتيك أن حفصة بنت مبشر الأنصارية عطشت فلم تستطع صوماً مع العطش، قال أبو سفيان فسألت عكرمة مولى ابن عباس فقال: تطعم ثلاثين مسكيناً مداً مداً تطحنه وتخبزه وتأدمه. قال: فانصرفت إلى سالم بن عبد الله فسألته. فقال: بئس ما قال عكرمة بل تطعم ثلاثين مسكيناً مداً مداً ولا تطحنه ولا تخبزه ولا تأدمه.
ومنهم:
نصر الأنصاري
قال الزهري أخبرني نصر الأنصاري أنه سمع كعب الأحبار قال: وأخبرني أن أبا سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا أحدكم قضى صلاته في المسجد، ثم <199> رجع إلى البيت حينئذ فليصل وليجعل لبيته نصيباً من صلاته.
و:
عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور
روى الزهري عنه عن ابن عباس سألت عمر عن.... مرتين.
ومن تابعي المدينة من مضر ممن روى عنه الزهري
ومنهم:
سنان بن أبي سنان الدؤلي
حدثنا أبو اليمان أخبرني شعيب عن الزهري حدثني سنان بن أبي سنان الدؤلي وأبو سلمة بن عبد الرحمن أن جابر بن عبد الله الأنصاري أخبرهم: أنه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة قبل نجد، فلما قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم قفل معه فأدركتهم القائلة يوماً في واد كثير العضاه، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتفرق الناس في العضاة يستظلون بالشجر، ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة فعلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها سيفه. قال جابر: فنمنا نومة فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعونا، فأجبناه، فإذا عنده أعرابي جالس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن هذا اخترط سيفي وأنا نائم فاستيقظت وهو في يده صلتا فقال: من يمنعك مني ؟ فقلت: الله. فقال ثانية: من يمنعك مني ؟ فقلت: الله. فشام السيف وجلس، فلم يعاقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد فعل ذلك.
ومنهم:
الهيثم بن أبي سنان الدؤلي
حدثنا أبو صالح وابن بكير قالا: حدثنا الليث حدثني يونس عن ابن شهاب أخبرني الهيثم بن أبي سنان أنه سمع أبا هريرة - وهو يقص - وهو يقول في قصصه وهو يذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أخاكم لا يقول الزور - يعني بذلك عبد الله بن رواحة - قال:
وفينا رسول اللّه يتلو كتابه ... إذا أنشقَّ معروف من الفجر ساطع
<200> أتانا الهدى بعد العمى فقلوبنا ... به موقنات أن ما قال واقع
يبيت يجافي جنبه عن فراشه ... إذا استثقلت بالكافرين المضاجع
ومنهم:
عكرمة بن محمد الدؤلي
حدثنا أبو اليمان أخبرني شعيب.
وثنا حجاج عن جده عن الزهري أخبرني عكرمة بن محمد الدؤلي: أن أخته أرسلته إلى أبي هريرة تسأله عن من قال لا إله إلا الله عشر مرات. فقال له أبو هريرة: كلما قالها أحدكم عشر مرات فهي عدل رقبة فلا تعجزن أن تستكثروا من الرقاب.
و:
السائب بن مالك الدؤلي
حدثنا الحجاج حدثنا جدي عن الزهري حدثني السائب بن مالك الدؤلي: أن ابن أبي عروة الدؤلي كان في خلافة عمر يختلع بعض نسائه اللائي يتزوج، فكان له في الناس من ذلك أحدوثة يكرهها، فلما علم ذلك قام بعبد الله بن الأرقم حتى أدخله بيته، فقال لأمرأته وابن الأرقم يسمع: أنشدك الله هل تبغضيني ؟ قالت امرأته: لا تنشدني. قال: بلى أنشدك الله. قالت: اللهم نعم. قال ابن أبي عروة لعبد الله بن الأرقم: اسمع. ثم انطلق ابن أبي عروة إلى عمر بن الخطاب، فقال: يا أمير المؤمنين إنكم تتحدثون أني أظلم النساء وأختلعهن فسل عبد الله بن الأرقم عما سمع من امرأتي، فأرسل عمر إلى امرأة ابن أبي عروة، فجاءته هي وعمتها. فقال: أأنت التي يحدثني زوجك أن تبغضينه ؟ قالت: يا أمير المؤمنين أنا أول من تاب وراجع أمر الله، يا أمير المؤمنين نشدن فتحرجت أن أكذب، أفأكذب يا أمير المؤمنين ؟ قال: نعم فاكذبننا، وإن كانت إحداكن لا تحب أحدنا فلا تحدثه بذلك فإنه أقل البيوت الذي بني على الحب، ولكن الناس يتعاشرون بالاسلام والأنساب والاحسان.
ومنهم:
النحام الكناني
حدثنا أبو اليمان أنبأ شعيب.

وثنا حجاج عن جده عن الزهري أخبرني رجل من بني مالك بن كنانة ممن يتبع الفقه يقال له النحام أنه سمع أبا موسى الأشعري وهو يحدثهم: أحدثكم حديث صلاتكم <201> هذه إذا اجتنبتم الكبائر، نصلي الظهر ثم نخرق على أنفسنا، فإذا صلينا العشاء نريد العتمة كفرت ما بينهما ثم نخرق على أنفسنا، فإذا صلينا الفجر كفرت ما بينهما إذا اجتنبتم الكبائر.
و:
عطاء بن يزيد الليثي
سكن فلسطين.
حدثنا المعلى بن أسد ثنا وهيب عن معمر عن الزهري عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي أيوب الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الوتر حق، ومن أحب أن يوتر لخمس فليفعل، ومن أحب أن يوتر بثلاث فليفعل، ومن أحب أن يوتر بواحدة فليفعل، ومن لم يستطع فليوميء ايماءاً.
علقمة بن وقاص الليثي
حدثني محمد بن أبي السري حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري قال: كنت عند الوليد بن عبد الملك فقال: الذي تولى كبره منهم علي بن أبي طالب، فقلت: لا حدثني سعيد بن المسيب وعروة ابن الزبير وعلقمة بن وقاص وعبيد الله بن عبد الله أنهم سمعوا عائشة تقول: الذي تولى كبره منهم عبد الله بن أبي بن سلول.
عامر بن أكيمة الليثي
و: حدثنا ابن قعنب وابن بكير عن مالك عن ابن شهاب عن ابن أكيمة الليثي عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف من صلاة جهر فيها بالقراءة فقال: هل قرأ معي أحد منكم آنفاً ؟ فقال رجل: نعم يا رسول الله. قال: إني أقول مالي أنازع القرآن. قال: فانتهى الناس عن القراءة فيما جهر فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصلاة حين سمعوا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
و:
ابن أخي أبي رهم الغفاري
حدثنا أبو اليمان أخبرني شعيب.
وحدثنا حجاج عن جده عن الزهري حدثني ابن أخي أبي رهم الغفاري أنه سمع أبا <202> رهم - وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين بايعوه تحت الشجرة - يقول: غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك، فلما قفل أسرى ليلة - وقال حجاج: سرى ليلة - بالأخصر، فسرت قريباً منه، وألقي علينا النعاس فطفقت أستيقظ، وقد دنت راحلتي من راحلته، فيفزعني دنوها خشية أن أصيب رجله في الغرز، فأوخر راحلتي حتى غلبتني عيناي في بعض الليل فزاحمت راحلتي راحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجله في الغرز فأصبت رجله، فلم أستيقظ إلا بقوله: حسن. فقلت: يا رسول الله استغفر لي فقال: سر. فطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألني عن من تخلف من بني غفار، فأخبرته. فقال - إذ هو يسألني - : - ما فعل النفر البيض ؟ - وقال حجاج: الحمر الطوال الشطاط - فحدثته بتخلفهم، فقال: ما فعل السود الجعد القطط - وقال حجاج القصار - الذين لهم نعم بشبكة شرخ وقال حجاج: بشبكة شارح - فذكرت في بني غفار فلم أذكرهم حتى ذكرت أنهم رهط من أسلم. فقلت: يا رسول الله أولئك رهط من أسلم وقد تخلفوا يا رسول الله. قال: فما يمنع أحد أولئك حين يتخلف أن يحمل على بعير من ابله أمرءاً نشيطاً في سبيل الله، فإن أعز أهلي علي أن يتخلف عني المهاجرون من قريش والأنصار وغفار وأسلم.
ومنهم:
عبد الرحمن بن مالك بن جعشم المدلجي
حدثنا الحجاج بن أبي منيع حدثني جدي عن الزهري أخبرنا عبد الرحمن بن مالك بن جعشم أن أباه أخبره أنه سمع سراقة بن مالك بن جعشم قال: جاءتنا رسل كفار قريش يجعلون في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبى بكر دية كل واحد منهما لمن قتلهما أو أسرهما.
حدثنا الحسن بن الربيع حدثنا ابن إدريس حدثنا محمد بن إسحاق عن ابن شهاب عن عبد الرحمن بن مالك بن جعشم عن أبيه أن أخاه سراقة بن جعشم قال: دنوت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على ناقة أنظر إلى ساقيه كأنهما جمارة.
ومنهم:
<203> جعفر بن عمرو بن أمية الضمري
حدثنا أبو نعيم ثنا إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع حدثني الزهري عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري عن أبيه: أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل لحماً من كتف ثم صلى ولم يتوضأ.
ومنهم:
يزيد بن الأصم الهلالي
من هوازن من بني عامر بن صعصة.

حدثنا الحميدي ثنا سفيان حدثنا عمرو بن دينار قال: قلت لابن شهاب: أخبرني أبو الشعثاء عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم نكح وهو محرم. فقال ابن شهاب: أخبرني يزيد بن الأصم: أن النبي صلى الله عليه وسلم نكح ميمونة وهو حلال وهي خالته، فقلت لابن شهاب: أتجعل أعرابياً بوالاً على عقبيه إلى ابن عباس وهي خالة ابن عباس أيضاً !.
و:
عراك بن مالك الغفاري
حدثنا ابن قعنب وابن بكير عن مالك عن ابن شهاب عن عراك بن مالك وسليمان بن يسار: أن رجلاً من بني سعد بن ليث أجرى فرساً فوطيء على اصبع رجل من جهينة فرق منها فمات. فقال عمر بن الخطاب للذي ادعى الدية عليهم: يحلفون خمسين يميناً ما مات منها. فأبوا وتحرجوا من الايمان فقال للآخرين: احلفوا أنتم. فأبوا، فقضى عمر بشطر الدية على السعديين.
ومنهم:
عمر بن محرز الأشجعي
من قيس عيلان، غطفاني.
حدثنا أبو صالح حدثني الليث حدثني عبد الرحمن بن خالد عن ابن شهاب أن عمر بن محرز الأشجعي حدثه: أنه بلغه عن بعض من يحدث أن جبريل قال: ما من الأنس <204> أهل عشرة أبيات إلا قد قبلتهم فما وجدت فيهم أحداً أشد انفاقاً للمال من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومنهم:
مالك بن الأوس بن الحدثان النصري
من هوازن ثم من قيس عيلان.
حدثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثنا أبي أخبرنا ابن شهاب الزهري محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب أن مالك بن أوس بن الحدثان أخبره قال: قال عمر بن الخطاب: قال أبو بكر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا نورث، ما تركنا صدقة.
ومنهم:
مسلم بن يزيد
أحد بني سعد بن بكر بن هوازن.
حدثنا أبو صالح وابن بكير قالا: ثنا الليث حدثني يونس عن ابن شهاب أنه قال: حدثني مسلم بن يزيد أحد بني سعد بن بكر بن قيس: أنه أخبره أبو شريح بن عمرو الخزاعي - وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم - أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قتلوا رجلاً من هذيل كانوا يطلبونه بذحل الجاهلية في الحرم يؤم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليبايعه على الاسلام، فقتلوه، فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قتله غضب أشد غضب، فسعت بنو بكر إلى أبي بكر وعمر وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يستشفعون بهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما كان العشي قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس فأثنى على الله ما هو أهله، ثم قال: أما بعد، فإن الله حرم مكة ولم يحرمها الناس، وإنما أحلها لي ساعة من النهار ثم هي حرام كما حرمها الله أول مرة وإن أعتى الناس على الله ثلاثة؛ رجل قتل فيها، ورجل قتل غير قاتله ورجل طلب بذحل الجاهلية، وإني والله لأدين هذا الرجل الذي أصبتم.
و:
عباد بن زياد بن المغيرة بن شعبة
حدثنا أبو صالح حدثني الليث حدثني يونس عن ابن شهاب حدثني عباد بن <205> زياد عن عروق وحمزة ابني المغيرة بن شعبة أنهما سمعا المغيرة بن شعبة يخبر: أنه سار مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، فلما دنا الفجر عدل رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فعدلت معه فأناخ فتبرز ومعي أداوة فيها ماء، فلما جاءني رسول الله صلى الله عليه وسلم أمزني فسكبت على يده من الأداوة ثلاث مرات، ثم غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم وجهه، ثم ذهب يحسر عن ذراعيه فضاق كما جبة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يده في جيبه فأخرجهما من تحت الجبة. فغسلهما إلى المرفقين، ثم مسح رأسه، وتوضأ على خفيه، ثم أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقبل معه المغيرة، فوجدوا الناس قد أقاموا الصلاة، وقدموا عبد الرحمن بن عوف يصلي لهم، فصلى بهم عبد الرحمن ركعة من صلاة لفجر قبل أن يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم. فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فصف مع الناس وراء عبد الرحمن في الركعة الثانية، فلما سلم عبد الرحمن قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يتم صلاته، ففزع الناس لذلك وأكثروا التسبيح، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته قال للناس: قد أصبتم أو أحسنتم.
و:
سالم بن أبي عاصم الثقفي

حدثني إبراهيم بن المنذر حدثني معن حدثني عبد الله بن يحيى بن سليمان عن ابن شهاب عن سالم بن أبي عاصم الثقفي قال: سمعت عبد الله ابن مسعود يقول: يقال من أنكر ولداً هو له عقد بين طرفيه يوم القيامة.
عمرو بن الشريد
و: حدثنا ابن قعنب وابن بكير وأبو الوليد عن مالك عن ابن شهاب عن عمرو ابن الشريد: أن عبد الله بن عباس سئل عن رجل كانت له امرأتان فأرضعت إحداهما غلاماً وأرضعت الأخرى جارية فقيل أيتزوج الغلام الجارية ؟ فقال: لا اللقاح واحد.
<206> وعمرو بن عبد الرحمن بن يعلى بن أمية
حدثنا سعيد بن أبي مريم أخبرنا يحيى بن أيوب حدثني عقيل بن خالد عن ابن شهاب أخبره أن يعلى قال: كلمت رسول الله صلى الله عليه وسلم في أبي أمية يوم الفتح فقلت: يا رسول الله بايع أبي على الهجرة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بل أبايعه على الجهاد فقد انقطعت الهجرة.
ومنهم:
عمرو بن أبي سفيان
ابن أسيد بن جارية الثقفي.
حدثنا أبو اليمان أخبرني شعيب عن الزهري عن عمرو بن أبي سفيان ابن أسيد بن جارية عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: لكل نبي دعوة فأريد دعوة إن شاء الله أن أختبيء دعوتي شفاعة لأمتي.
و:
يعقوب بن عبد الله
بن المغيرة بن الأخنس
حدثنا حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب أخبرني يحيى بن أيوب وابن لهيعة عن عقيل عن ابن شهاب عن يعقوب بن عبد الله بن المغيرة بن عبد الله ابن الأخنس عن ابن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: دخل ابليس العراق فقضى منها حاجته، ثم دخل الشام فطردوه، حتى دخل بساق، ثم دخل مصر فباض فيها وفرخ وبسط عبقريه.
ومنهم.
عثمان بن محمد بن أبي سويد
ومنهم:
محمد بن أبي سفيان الثقفي
حدثنا أبو صالح حدثني إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن ابن شهاب عن <207> محمد بن أبي سفيان بن العلاء بن جارية الثقفي عن يوسف ابن الحكم عن سعد بن أبي وقاص، وقال غيره: عن محمد بن سعد عن سعد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من يرد هوان قريش أهانه الله.
و:
داؤد بن أبي عاصم الثقفي
حدثني سعد بن كثير بن عفير حدثني ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب قال: كان ابن المسيب يقول هي تطليقة واحدة له عليها الرجعة. وكان أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام يقول مثل ما يقول سعيد بن المسيب. أخبرني ذلك عنه داؤد بن أبي عاصم بن عروة ابن مسعود الثقفي، ولم أسمع ذلك من أبي بكر ولم أسل عنه.
و:
عبد الله بن عوف القاري
حدثنا أبو صالح وابن بكير عن الليث عن عقيل عن ابن شهاب أخبرني عبد الله بن عوف القاري عامل عمر بن عبد العزيز على ديوان فلسطين أنه بلغه: أن الله أمر الأرض أن تطيع موسى في قارون، فلما لقيه موسى قال للأرض: أطيعي. فأخذته إلى الركبتين، ثم قال: أطيعي. فأخذته إلى الحقوين وهو يستغيث بموسى، ثم قال: أطيعي فوارته في جوفها، فأوحى الله إلى موسى: ما أشد قلبك أو ما أغلظ قلبك يا موسى أما وعزتي وجلالي لو استغاث بي لأغثته. قال: رب غضباً لك فعلت.
ومنهم:
عوف بن الحارث بن الطفيل الأزدي
حدثنا أبو اليمان أخبرني شعيب.

وحدثنا حجاج عن جده عن الزهري حدثني عوف بن الحارث بن طفيل - وهو <208> أخو عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم لأمها - أن عائشة حدثت: أن عبد الله بن الزبير قال في بيع أو عطاء أعطته عائشة: والله لتنهين عائشة أو لاحجزن عليها. فقالت: أهو قال هذا ؟ فقالوا: نعم. فقالت عائشة: هو لله نذر علي ألا أكلم ابن الزبير أبداً. فاستشفع ابن الزبير إليها حين طالت هجرتها إياه. فقالت: والله لا أشفع فيه أحداً أبداً ولا الحنث في نذري الذي نذرته. فلما طال ذلك على ابن الزبير كلم المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث وهما من بني زهرة، فقال لهما: أنشدكما الله لما أدخلتماني على عائشة فإنها لا يحل لها أن تنذر قطيعتي، فأقبل به المسور وعبد الرحمن مشتملين عليه بأرديتهما حتى استأذنا على عائشة فقالا: السلام عليك ورحمة الله وبركاته أندخل ؟ فقالت عائشة: ادخلوا. فقالوا كلنا ؟ قالت: نعم ادخلوا كلكم، ولا تعلم أن معهما ابن الزبير، فلما دخلوا رجل ابن الزبير الحجاب فاعتنق عائشة، فطفق يناشدها ويبكي، وطفق المسور وعبد الرحمن يناشدانها إلا ما كلته وقبلت منه ويقولان: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهى عما قد علمت من الهجرة، وأنه لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، فلما أكثرا على عائشة من التذكرة والتحريج طفقت تذكرهما وتبكي وتقول إني قد نذرت النذر شديد. فلم يزالا بها حتى كلمت ابن الزبير، ثم اعتقت في نذرها ذلك أربعين رقبة. ثم كانت تذكر ذلك بعدما أعتقت أربعين رقبة، ثم تبكي حتى تبل دموعها خمارها.
ومنهم:
المعلى بن رؤبة التميمي
حدثني الاصبغ أخبرني ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب حدثني المعلى بن رؤبة عن هاشم بن عبد الله بن الزبير أخبرني: أن عمر بن ابن الخطاب أصابته مصيبة فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكى إليه ذلك أن يأمر له بوسق من تمر. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن شئت أمرت لك بوسق وإن شئت علمتك كلمات هي خير لك منه. قال: علمنيهن ومر لي بوسق فإني ذو حاجة إليه. فقال: أفعل. وقال: قل اللهم احفظني بالاسلام قاعداً واحفظني بالاسلام <209> راقداً ولا تطع في عدواً وحاسداً، وأعوذ بك من شر ما أنت أخذ بناصيته، وأسألك من الخير الذي هو بيدك كله.
و:
سعيد بن مرجانة
حدثني عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن من حدثه عن سعيد بن مرجانة قال: جلست إلى عبد الله بن عمر فتلا هذه الآية: " للّه ما في السموات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم " إلى آخر الآية، فبكى حتى سمعت نشيجه، فقمت حتى أتيت ابن عباس، فأخبرته بما تلا ابن عمر فقال: يغفر الله لأبي عبد الرحمن قد وجد المسلمون منها حين نزلت ما وجد عبد الله، فأنزل الله عز وجل " لا يكلف اللّه نفساً إلا وسعها " الآية، فكانت الوسوسة مما لا طاقة للمسلمين به، وصار الأمر بعد إلى قضاء الله أن للنفس ما كسبت وعليها ما اكتسبت في القول والفعل.
ومن تابعي المدينة من اليمن
قبيصة بن ذؤيب
حدثنا أبو صالح حدثني الليث حدثني يونس عن ابن شهاب أخبرني قبيصة ابن ذؤيب أنه سمع أبا هريرة يقول: نهى الله صلى الله عليه وسلم أن يجمع بين المرأة وخالتها وبين المرأة وعمتها فنرى خالة أبيها وعمه أمها وما ذكرت بتلك المنزلة، وإن كان ذلك من الرضاعة فنراه يكون بتلك المنزلة.
ومنهم:
عثمان بن إسحق بن خرشة
روى الزهري عنه عن قبيصة قصة الجدة.
<210> حنظلة بن علي الأسلمي
حدثنا أبو صالح وابن بكير ومحمد بن خلاد عن الليث حدثني ابن شهاب أن حنظلة بن علي الأسلمي أخبره: أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفس محمد بيده ليهلن ابن مريم بفج الروحاء حاجاً أو معتمراً أو ليثنينهما.
ومنهم:
أبو عثمان بن سنة
وهو دمشقي.
ومنهم:
ابن أبي أنس
حدثنا حجاج حدثنا جدي عن الزهري حدثني ابن أبي أنس مولى التيميين: أن أباه حدثه: أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كان رمضان، فتحت أبواب الرحمة، وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين.
و:
ابن أبي حدرد الأسلمي

حدثنا الحسن بن الربيع ثنا ابن إدريس عن ابن إسحق يعقوب بن عتبة عن الزهري عن ابن أبي حدرد الأسلمي عن أبيه عبد الله ابن أبي حدرد قال: كنت يومئذ في خيل خالد، فقال فتى منهم، وهو يومئذ بسني، وقد جمعت يداه إلى عنقه برمة، ونسوة مجتمعات غير بعيد: يا فتى. قلت: نعم. قال: هل أنت آخذ بهذه الرمة. فقائدي إلى هذه النسوة. فأفضى إليهن حاجة، ثم تردني فتصنع بي ما بدا لك ؟ قلت: ليسير ما سألت. قال: فأخذت برمته حتى وقفته عليهن فقال: اسلم حبيش على نفد العيش:
<211> أرأيتكم إن طالبتكم فوجدتكم ... بحلية أو ألفيتكم بالخوانق
ألم يك حقاً أن ينول عاشق ... تكلف ادلاج السُّرى والودائق
فلا ذنب لي قد قلت إذ ملنا معا ... أثيبي بودٍ قبل إحدى الصفائق
أثيبي بودٍ قبل أن يشحط النّوى ... وينأى الأمير بالحبيب المفارق
قالت: وأنت فحييت عشراً وسعاً وتراً وثمانية تترى. ثم انصرفت به فضربت عنقه.
ومنهم:
ثعلبة بن مالك القرظي
حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرني ثعلبة بن مالك القرظي - وقد أدرك عمر بن الخطاب - قال: كنا نتحدث حين يجلس عمر بن الخطاب على المنبر حتى يقضي المؤذن تأذينه ويتكلم عمر، فإذا تكلم عمر انقطع حديثنا فصمتنا فلم يتكلم أحد منا حتى يقضي الامام خطبته.
ومنهم:
ضمرة بن عبد الله بن أنيس الجهني
حدثني أحمد بن عبدة حدثنا فضيل بن سليمان عن بكير بن مسمار عن الزهري قال: قلت لضمرة بن عبد الله بن أنيس: ما قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبيك في ليلة القدر ؟ قال: كان أبي صاحب بادية قال: فقلت يا رسول الله مرني بليلة أنزل فيها ؟ قال: أنزل ليلة ثلاث وعشرين. قال: فلما تولى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اطلبوها في العشر الأواخر.
ومنهم:
عياض بن صيري الكلبي
حدثنا الحجاج بن أبي منيع حدثنا جدي عن الزهري أخبرني عياض ابن صيري الكلبي - وهو ابن عم أسامة وختنه، وكان أسامة أنكحه ابنة له - أنه سمع أسامة بن زيد يحدث: <212> أنه ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجل خرج من بعض الأرياف فأصابه الوجع حين دنا من المدينة، فأفزع ذلك الناس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بلغه ذلك: إني لأرجو أن لا يطلع إلينا نقابها. - يعني نقاب المدينة.
ومنهم:
عياض بن خليفة
حدثنا سعيد بن أبي مريم أخبرنا محمد بن سالم حدثي عمرو بن دينار أخبرني ابن شهاب عن عياض بن خليفة عن علي بن أبي طالب أنه سمعه يقول وهو بصفين: إن العقل في القلب، وإن الرحمة في الكبد، وإن الرأفة في الطحال، وإن النفس في الرئة.
و:
عبيد الله بن خليفة
حدثنا الحميدي ثنا سفيان ثنا عمرو بن دينار عن ابن شهاب عن عبيد الله بن خليفة قال: رأيت الهرمزان بعرفة مع عمر بن الخطاب رافعاً يديه يهل أو يكبر.
ومنهم:
عبد الرحمن بن أنيس السلمي
قصة اسلام العباس بن مرداس السلمي ومنهم:
عبد الله بن المسيب
في شأن الاخلاف.
ومنهم:
عبد الرحمن بن سعد المقعد
حدثني أبو الأسود أخبرنا ابن وهب حدثني قرة بن عبد الرحمن عن ابن شهاب وصفوان بن سليم عن عبد الرحمن بن سعد حدثه عن أبي هريرة قال: سجدت مع رسول <213> الله صلى الله عليه وسلم في " إذا السماء انشقت " و " اقرأ باسم ربك " سجدتين.
و:
عبيد بن السباق
حدثنا أبو اليمان أخبرني شعيب عن الزهري أخبرني ابن سباق أن زيد بن ثابت الأنصاري - وكان ممن يكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم - قال: أرسل إلي أبو بكر الصديق رضي الله عنه مقتل أهل اليمامة وعنده عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال أبو بكر: إن عمر أتاني فقال إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثير من القرآن إلا أن تجمعوه، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن، قال أبو بكر: قلت لعمر كيف أفعل شيئاً لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم.
و:
عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة
حدثنا أصبغ عن ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب عن عروة عن عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة، وحاطب رجل من أهل اليمن كان حليفاً للزبير بن العوام.
ومنهم:
يحيى بن عبد الرحمن
يروى عن عمر وعثمان.

ومنهم:
عبيد الله بن عدي بن الخيار النوفلي
و:
سعد بن إبراهيم
حدثني الفضل بن زياد قال: سمعت أبا عبد الله وقيل له: لم لم يرو مالك عن سعد بن إبراهيم ؟ فقال: كان له مع سعد قصة. ثم قال: لا يبالي سعد إن لم يرو عنها مالك.
ومنهم:
<214> سعيد بن عبيد بن السباق
حدثنا أبو صالح حدثني الليث حدثني عبد الرحمن بن خالد عن ابن شهاب عن ابن عبيد بن السباق عن أبيه عبيد: أن جويرية زوج النبي صلى الله عليه وسلم كانت تحدث: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوماً فقال: هل من طعام ؟ قالت: فقلت يا رسول الله، والله ما عندنا طعام إلا عظم من لحم شاة أعطيتها مولاتنا من الصدقة. قال: قد بلغت محلها.
ومنهم:
أبو خزامة بن يعمر السعدي
سعد هذيم قضاعي.
حدثنا أبو صالح حدثني الليث حدثني يونس عن ابن شهاب حدثني أبو خزامة أحد بني الحارث بن سعد أن أباه أخبره: أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: أرأيت رقيا نسترقيها، ودواء نتداوى به، واتقاءً نتقيه هل يرد من قدر الله من شيء ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه من قدر الله.
و:
طارق بن محاسن
حدثنا ابن عثمان أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن الزهري ن طارق وهو ابن محاسن: أن أبا هريرة قال: أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بلديغ لدغته عقرب، فقال له: لو قال أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق، لم يلدغ أو لم يضره.
ومنهم:
طارق بن سعد
حدثني أبو العباس الأعرج حدثنا عباد بن موسى حدثنا طلحة بن يحيى حدثنا يونس بن يزيد عن ابن شهاب عن طارق بن سعد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة.
<215> ومنهم:
خالد بن رباح
حدثني أبو سعيد عبد الرحمن وسليمان بن عبد الرحمن قالا: ثنا الوليد بن مسلم حدثنا عبد الرحمن بن نمر عن الزهري أخبرني خالد ابن عبد الله بن رباح السلمي أنه صلى مع معاوية يوم طعن بايلياء ركعة وطعن معاوية حين قضاها فما زاد أن يرفع رأسه من سجوده فقال معاوية للناس: أتموا صلاتكم. فقام كل امرىءٍ فأتم صلاته ولم يقدم أحداً ولم يقدمه الناس.
ومنهم:
فرافصة الحنفي
ومن الموالي من أهل المدينة
ممن روى عنه الزهري.
ومنهم:
عطاء بن يسار
وعطاء مولى بني سباع.
و:
نافع مولى أبي قتادة
و:
عبد الرحمن بن هنيدة
مولى عمر بن الخطاب.
حدثني أصبغ بن فرج عن ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب عن عبد الرحمن بن هنيدة عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم: إذا أراد الله أن يخلق النسمة.
ومنهم:
<216> أبو عبيدة سعد
مولى عبد الرحمن بن أزهر.
حدثنا ابن قعنب وابن بكير عن مالك عن ابن شهاب عن أبي عبيدة مولى ابن أزهر: شهدت العيد مع عمر، وشهدت العيد مع عثمان، وشهدت العيد مع علي وعثمان محصور.
ومنهم:
أبو عبد الله سلمان الأغر
مولى جهينة.
حدثنا ابن قعنب وابن بكير عن مالك عن ابن شهاب عن أبي عبد الله الأغر عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب، ومن يسألني فأعطيه، ومن يستغفرني فأغفر له.
و:
أبو الأحوص مولى غفار
حدثنا أبو بكر الحميدي ثنا سفيان حدثنا الزهري قال: سمعت أبا الأحوص عن أبي ذر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا قام أحدكم إلى الصلاة فإن الرحمة تواجهه فلا يمسح الحصى. قال سفيان: فقال سعد بن إبراهيم للزهري: من أبو الأحوص ؟ فقال الزهري: أما رأيت الشيخ الذي يصلي في الروضة. فجعل الزهري ينعته وسعد لا يعرفه.
ومنهم:
أبو صالح السمان
مولى عمرو بن الربيع بن طارق.
حدثنا يحيى بن أيوب عن يونس عن ابن شهاب حدثني أبو صالح السمان عن <217> أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الذي يقتل في سبيل الله شهيد، والذي يموت بالبطن شهيد، والذي يموت غرقاً شهيد والنفساء شهيد.
ومنهم:
إبراهيم بن عبد الله بن حنين
مولى آل العباس.

حدثني ابن أبي أويس حدثني أخي عن سليمان بن بلال عن أسامة بن زيد عن ابن شهاب عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين: أن عبد الله بن عباس والمسور بن مخرمة اختلفا في المحرم يغسل رأسه الماء من غير جنابة، قال: فأرسلني إلى أبي أيوب وهو في بعض مياه مكة أسأله عن ذلك، قال: فجئته فوجدت أبا أيوب بين العرنين يغتسل وانسان قد ستره بثوبه، قال: فسألته، قال: فطاطا الثوب بيده حتى بدا لي رأسه، ثم حرك بيديه رأسه وشعره فأقبل بيديه في شعره وأدبر، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يغتسل وهو محرم. قال إبراهيم: فرجعت إليهم فأخبرتهم.
ومنهم:
نبهان مولى أم سلمة
حدثني سعيد بن أبي مريم أخبرنا نافع بن يزيد حدثني عقيل بن خالد أخبرنا ابن شهاب عن نبهان مولى أم سلمة عن أم سلمة قالت: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا وميمونة جالستان فجلس، واستأذن ابن أم مكتوم الأعمى. فقال احتجبا منه فقلنا: يا رسول الله أليس بأعمى لا يبصر ؟ قال فأنتما لا تبصرانه.
ومنهم:
يزيد بن هرمز
ابن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج.
<218> وإسحاق مولى المغيرة بن نوفل
حدثني إسحق بن إبراهيم حدثني عمرو بن الحارث حدثني عبد الله بن سالم عن الزبيدي أخبرني الزهري أخبرني إسحق مولى المغيرة بن نوفل أن المغيرة بن نوفل أخبره عن أبي بن كعب الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات على تل من ذهب فيقتتل الناس عليه، فيقتل تسعة أعشارهم.
و:
سحيم مولى زهرة
حدثنا أبو اليمان أخبرني شعيب وحدثنا حجاج عن قرة عن الزهري قال: وأخبرني سحيم مولى بني زهرة وسمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يغزو هذا البيت جيش فيخسف بهم بالبيداء.
ومنهم:
كريب مولى ابن عباس
حدثنا سليمان بن عبد الرحمن حدثنا عبد الرحمن بن بشر عن محمد ابن إسحق أخبرني ابن شهاب عن كريب عن ابن عباس: أن رجلاً كان يقول للنبي صلى الله عليه وسلم: إنما أهللت بالحج. قال: إنما هي عمرة.
ومنهم:
أبو حسن مولى ابن عباس
حدثنا أبو صالح وابن بكير قالا: ثنا الليث حدثني عقيل عن ابن شهاب أخبرني أبو حسن مولى عبد الله بن الحارث وكان من قدماء موالي قريش وأهل العلم منهم والصلاح أنه سمع امرأة تقول لعبد الله بن نوفل تستفتيه في غلام لها ابن زنية في رقبة كانت عليها. قال لها عبد الله بن نوفل: لا أراه يقضي الرقبة التي عليك عتق ابن زنية، قال عبد الله بن نوفل سمعت عمر يقول: لئن أحمل على نعلين في سبيل الله أحب إلي من أعتق ابن زنية.
و:
كثير بن أفلح مولى أبي أيوب
حدثنا زيد بن المبارك حدثنا ابن ثور عن معمر عن الزهري عن كثير ابن أفلح مولى <219> أبي أيوب الأنصاري - وقال عبد الرزاق عن أبيه - قال كان ابن سلام يدخل على رؤوس قريش بل أن يأتي أهل مصر فيقول لهم: لا تقتلوا هذا الرجل. فيقولون: والله ما نريد قتله. قال أفلح: فيخرج وهو متكىء على يدي فيقول: والله ليقتلنه. وقال ابن سلام حين حضر: اتركوا هذا الرجل أربعين ليلة فوالله أن تركتموه ليموتن إليها، فأبوا، ثم رجع بعد ذلك بأيام فقال: اتركوه خمس عشرة ليلة فوالله لئن تركتموه ليموتن إليها.
ومنهم:
عبيد الله بن أبي رافع
حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا سفيان بن حسين قال: سمعت الزهري يحدث عن ابن أبي رافع عن أبيه.
وحدثنا المعلى عن يزيد بن زريع عن معمر عن الزهري عن عبيد الله ابن أبي رافع عن علي: أنه كان يأمر ويحب أن يقرأ خلف الامام في الظهر والعصر في الركعتين الأولين بفاتحة الكتاب وسورة سورة، وفي الركعتين الأخريين بفاتحة الكتاب.
ومنهم:
صالح بن عبد الله بن أبي فروة
حدثنا علي بن عبيد الله وعيسى بن محمد قالا: ثنا يعقوب بن أزهر بن سعد حدثني ابن أخي ابن شهاب عن عمه أخبرني صالح بن عبد الله بن أبي فروة عن عامر بن سعد بن أبي وقاص أخبرنا أنه سمع أبان ابن عثمان قال: قال عثمان: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أرأيت لو كان بفناء أحدكم نهر يغتسل منه كل يوم خمس مرات ماذا كان مبقياً من درنه؟ قالوا لا شيء. قال فإن الصلوات تذهب الذنوب كما يذهب الماء الدرن.
<220> ومنهم:
مزاحم مولى عمر بن عبد العزيز

حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر العمري حدثنا يونس بن يزيد عن الزهري عن مزاحم قال: خرجت مع عمر بن عبد العزيز في بعض أسفاره، قال: فأمر بشاة فذبحت، قال: فجاء كلب حتى قام علينا، قال عمر: يا مزاحم ألق له بعضه فإنه المحروم.
ومنهم:
حرملة مولى أسامة
حدثنا سليمان بن عبد الرحمن وأبو سعيد وصفوان قالوا: حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا عبد الرحمن بن نمر عن الزهري حدثني حرملة مولى أسامة بن زيد أنه بينما هو جالس مع عبد الله بن عمر دخل الحجاج ابن أيمن بن أم أيمن، وهو رجل من الأنصار وكان أيمن أخاً لأسامة ابن زيد، وكان أكبر من أسامة، قال حرملة: فصلى الحجاج صلاة لم يتم ركوعه ولا سجوده، فدعاه ابن عمر حين سلم: أي ابن أخي أتحسب أنك قد صليت ؟ إنك لم تصل فعد صلاتك. فلما ولي الحجاج قال لي عبد الله ابن عمر: من هذا ؟ قلت: الحجاج بن أيمن بن أم أيمن. قال ابن عمر: لو رأى هذا رسول الله صلى الله عليه لأحبه فذكر فيه ما ولدت أم أيمن، وكانت حاضنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومنهم:
محمد بن عبد الرحمن
مولى بني عامر.
حدثني ابن قعنب وابن بكير عن مالك عن ابن شهاب عن محمد بن عبد الرحمن ابن ثوبان عن محمد بن اياس بن البكير أنه قال: طلق رجل امرأته ثلاثاً قبل أن يدخل بها، <221> ثم بدا له أن ينكحها، فجاء يستفتي، فذهبت معه أسأل له، فسأل عبد الله بن عباس وأبا هريرة فقالا: لا نرى أنها واحدة. فقال له ابن عباس: إنك أرسلت من يدك ما كان لك من فضل.
ومنهم:
حبيب مولى عروة بن الزبير
حدثنا أبو صالح وابن رمح وأحمد بن يونس وابن بكير عن الليث ابن سعد حدثني ابن شهاب عن حبيب مولى عروة عن ندبة مولى ميمونة عن ميمونة زوج النبي عليه السلام: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يباشر المرأة من نسائه وهي حائض إذا كان عليها إزار يبلغ أنصاف الفخذين أو الركبتين محتجزةً به.
و:
جرير بن أبي عطاء
مولى بني زهرة.
حدثنا أبو اليمان أخبرني شعيب عن الزهري أخبرني ابن أبي عطاء مولى لبني زهرة أنه صحب عبد الله بن عمر في الحج، فلما كان يوم عرفة أصبح ابن أبي عطاء صائماً، وأصبح عبد الله بن عمر مفطراً، فقال له عبد الله بن عمر: ترى مالك عن الغداء ؟ قال: إني صائم، فسكت عبد الله ابن عمر. فقال ابن أبي عطاء: كيف ترى يا أبا عبد الرحمن في صيام هذا اليوم ؟ فقال له عبد الله بن عمر: أما أنا فلا أصومه فقال له ابن أبي عطاء: فأفطر ؟ فقال له عبد الله بن عمر: أتريد أن تقول أن ابن عمر أمرني بالفطر ! قال ابن أبي عطاء: فأفطرت فلم ينهني ولم يعب ذلك علي.
ومنهم:
بسر بن سعيد
مولى الحضرميين.
حدثني هارون بن عبد الله حدثنا ابن أبي فديك حدثني موسى بن يعقوب بن عبد الله بن وهب بن زمعة عن عبد الرحمن بن إسحق عن ابن شهاب عن عثمان بن عبد الله بن سراقة عن بسر بن سعيد عن زيد بن خالد الجهني أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم <222> قال: من جهز غازياً فله مثل أجره، ومن خلفه في أهله فله مثل أجره، قال ابن شهاب: ثم أخبره بها بسر بن سعيد.
ومنهم:
أبو حمزة محمد بن كعب القرظي
و:
عاصم بن عمر بن قتادة الظفري
وهذه أسامي التابعين من الطبقة الثالثة
ممن روى عنهم مالك بن أنس.
ومنهم:
إسحق بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري
ثنا ابن قعنب وابن بكير عن مالك عن إسحق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اللهم بارك لهم في صاعهم وفي مدهم - يعني أهل المدينة.
و:
سهيل بن أبي صالح ذكوان السمان
مولى غطفان.
<223> حدثنا ابن قعنب وابن بكير عن مالك عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال: كان الناس إذا رأوا أول الثمرة جاءوا به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذا أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اللهم بارك لنا في ثمرنا، وبارك لنا في مدينتنا، وبارك لنا في صاعنا ومدنا، اللهم إن إبراهيم عبدك وخليلك ونبيك وإني عبدك ونبيك، وإنه دعاك لمكة، وأنا أدعوك للمدينة بمثل ما دعاك به لمكة ومثله معه، ثم يدعو أصغر وليد يراه فيعطيه ذلك الثمر.
و:
محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري

ابن الحارث بن زهرة.
حدثني ابن عفير عن عطاف عن عبد الأعلى عن ابن شهاب قال: قال لي عبد الملك أما والله إن كان لك لأب تعار في الفتنة مؤذ لنا فيها. قلت: يا أمير المؤمنين قل كما قال العبد الصالح: لا تثريب عليكم اليوم.
نافع مولى ابن عمر رضي الله عنه
حدثني عبد العزيز بن عمران قال: حدثنا ابن وهب قال: أخبرني أسامة بن زيد عن أبي بكر بن حفص بن سعد بن أبي وقاص عن سالم بن عبد الله قال: سلوا نافعاً فإنه أعلمنا بحديث ابن عمر.
و:
عبد الله بن دينار مولى ابن عمر
حدثنا أبو صالح وابن بكير قالا: ثنا الليث بن سعد قال: قال ربيعة ابن أبي عبد الرحمن حدثني عبد الله بن دينار - وكان من صالحي المسلمين صدقاً وديناً - قال: غابت الشمس ونحن مع عبد الله بن عمر فسرنا فلما رأينا قد أمسى قلنا له: الصلاة. فسكت حتى غاب الشفق وتصوبت النجوم تولى فصلى الصلاتين جميعاً ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أخذ به السير صلى صلاتي هذه يقول جمع بينهما بعد ليلة.
<224> شرط مالك في الموطأ
قال أبو يوسف: وقد تحققت من الاستقصاء وذكر الأسامي اسماً فاسماً لأن جملة الأمر أن مالك بن انس لم يضع في الموطأ اسناداً وأظهر اسماً يحدث عنه إلا وهو ثقة خلا عبد الكريم بن أمية فإنه ضعيف وكان له رأي سوء، وقد كتبت ما انتهى إلينا من مناقبهم وشمائلهم في الجزء الرابع.
حدثني محمد قال سمعت علياً:
من روى من أصحاب ابن عباس عن أبي هريرة
عطاء وطاوس ومجاهد وعكرمة، وروى عن أبي هريرة الفقهاء العشرة: سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن وسليمان بن يسار وأبو بكر بن عبد الرحمن وقبيصة بن ذؤيب وعبيد الله بن عبد الله وعروة بن الزبير وسليمان والقاسم. قال علي: وكان خارجة وأبان بن عثمان من الفقهاء ولا أحفظ منهم عن أبي هريرة شيئاً ولا عن ابن عمر.
قال: وسألت علياً: لقى محمد بن إبراهيم التيمي أحداً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قال: أنس بن مالك ورأى ابن عمر. فقلت له: جابر ؟ قال: لا، وهو حسن الحديث مستقيم الرواية ثقة إذا روى عنه ثقة، رأيت على حديثه النور، وأما رواية أهل الكوفة عن ابنه عنه فليس بشيء، ابنه ضعيف منكر الحديث.
أبو طوالة عبد الله بن عبد الرحمن
ابن معمر الأنصاري. سمع من أنس بن مالك.
صالح بن محمد بن زائدة
أبو واقد الليثي. روى عنه الدراوردي ووهيب بن خالد، وكان سليمان بن حرب سمع من وهيب أحاديث له، وكفاه وهيب، وجهله سليمان فكان لا يحدث عنه بالبصرة، فلما استقضي على مكة والتقى مع المدنيين أثنوا عليه وعرفوه حاله وقالوا: كان هذا من <225> خيارنا ومن زهادنا صاحب غزو وجهاد فحدث عنه بمكة.
حدثني الفضل بن زياد قال: سألت أبا عبد الله أو سئل عن مصعب ابن محمد فقال لا أعلم إلا خيراً.
وعمرو بن الحارث من المحدثين.
وإسحق بن عبد الله بن أبي طلحة فحل الحديث، وسئل عن عبد الحميد بن جعفر فقال: قال يحيى: كان سفيان يضعف عبد الحميد بن جعفر وما لعبد الحميد ما أقرب حديثه ليس به بأس.
وقال أحمد: هشام بن عمرو الفزاري الذي روى عنه حماد بن الثقات.
وسمعت أبا عبد الله وذكر عباد بن العوام فقال: كان يشبه أصحاب الحديث.
وسمعت أبا عبد الله يقول: بلغ عباداً أن إسماعيل خطأه في حديث فقال: قولوا له ضع القلم عن أذنك.
وسمعت أبا عبد الله يقول: شهدت هشيماً يوماً وذكر عباداً فقال: ادعوا الله عز وجل لأخينا عباد فإنه مريض.
وشهدت عباداً يوماً يقول في حديث ذكره: أخطأ هشيم. فقال أبو عبد الله فانظر هشيم يدعو له وهو يخطئه.
قال: وسألت أبا عبد الله عن يزيد بن عبد الملك النوفلي ؟ فقال: شيخ من أهل المدينة ليس به بأس.

سمعت الحميدي يقول: قدمت المدينة فبدأت بعبد العزيز بن محمد الدراوردي فجاء في جماعة من أهل المدينة يلومونني يقلون تركت شيخنا أن تبدأ به وتأتيه. قال: يلومونني فيما فعلت إنما أتيت الدراوردي لأسلم عليه واكتب عنه شيئاً، ويكون اعتمادي على ابن أبي حازم إن شاء الله. <226> وبلغ الدراوردي اجتماع من اجتمع إلي فلما رجعت إليه قال: يا قرشي قد بلغني الذي كان وقد عزمت أن أخرج إليك كتبي وأصولي لتكتبها وأقرأها عليك. قال: فأخرج إلي أصوله وإذا هو كتب صحاح وأحاديث مستقيمة. قال: وقد كان يؤتى بالأحاديث فيقرأ عليه فإن كان من حديثه الذي حملوا عنه خللاً فإنما جاء مما أعلمتكم أنه كان يقرأ من كتبه الناس، وقد كان يذاكر بالحديث مما ليس عنده فيتهانون به ويقول: هذا مما لم يكن في كتبه، ويذاكر بالشيء المرفوع فيقول هذا في أصل كتابه منقطع.
وحدثني الفضل قال: سمعت أبا عبد الله وذكر سليمان بن بلال فقال: كان ثقة وكان كاتب يحيى بن سعيد وقد كان على سوق المدينة.
وسمعت أبا عبد الله يقول: كان الدراوردي كتابه أصح من حفظه، وكان معروفاً بطلب العلم والحديث.
وسمعت أبا عبد الله وذكر له هشام عن أبيه عن عائشة: كان يستعذب للنبي صلى الله عليه وسلم الماء من بيوت السقيا. فقال: ما رواه إلا الدراوردي ولم يكن في أصل كتابه.
حدثنا أبو طالب عن أبي عبد الله وسئل عن عبد العزيز بن أبي حازم وعبد العزيز الدراوردي؟ فقال: الدراوردي معروف بالحديث والطب وإذا من كتابه فهو صحيح، وإذا حدث من كتب الناس أوهم، وكان يقرأ على الناس من كتبهم فكان يخطيء، وربما قلب حديث عبد الله العمري يرويها عن عبيد الله بن عمر، قيل له: لعل قد رواها عبيد الله ؟ قال: عبيد الله كان أثبت من ذلك. وإذا قرأ في كتابه كان صحيحاً. وابن أبي حازم لم يكن يعرف بطلب الحديث إلا كتب أبيه وكان رجلاً يتفقه، يقال لم يكن بالمدينة بعد مالك أفقه منه. ويقال أن سليمان بن بلال أوصى إليه فوقعت كتب سليمان إليه ولم يسمعها، وقد روى عن أقوام لم يعرف أنه سمع منهم ولا كاد يعرف بطلب الحديث إلا كتب أبيه فإنهم يقولون سمعها. والدراوردي هو من قرية بالاهواز. وكاو يعقوب الماجشون من أهل أصبهان وكان إذا سلم بعضهم على بعض قال: <227> شوني شوني فسمي الماجشون. قال: عبد الله بن أبي سلمة، هو يعقوب بن أبي سلمة وهذا عبد الله بن أبي سلمة أخوه. وعبد العزيز هو ابن عبد الله بن أبي سلمة، وكان عبد العزيز له لسان على مالك. قال: أي شيء كان يعمل بمالك وكان فقيهاً وكان إذا سئل عن الحديث قال: إنما نحن نفتي !!.
قال: وسألت أبا عبد الله: كيف حديث عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ؟ فقال: أخوه أثبت. يعني عبد الله بن زيد بن أسلم.
قال أبو طالب عن أبي عبد الله قال: سألته عن أسامة بن زيد بن أسلم ؟ فقال: أسامة بن زيد وعبد الرحمن بن زيد وعبد الله بن زيد هم ثلاثة بنو زيد بن أسلم، فأسامة وعبد الرحمن متقاربان ضعيفان وعبد الله ثقة.
حدثني أحمد بن بديل قال حدثنا إسحق بن سليمان قال: حدثنا موسى بن عبيد قال: حدثني أبو عبد الله القراظ قال: كنت في أول سبي فارس الذين سبوا في زمن عمر.
حدثنا أبو صالح وابن بكير قالا: حدثنا الليث قال: حدثني عقيل عن ابن شهاب قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن شبل بن خالد المزني عن عبد الله بن مالك الأوسي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: الوليدة إذا زنت فاجلدوها، ثم إذا زنت فاجلدوها، ثم إذا زنت فاجلدوها ثم إذا زنت فبيعوها ولو بضفير. والضفير الحبل.
حدثني حيوة وابن المصفى قال حدثنا بقية عن الزبيدي عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله أن شبلاً - قال حيوة: ابن خالد، وقال ابن المصفى: ابن خليد المزني - أخبره أن عبد الله بن مالك الأوسي أخبره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الوليدة إذا زنت فاجلدوها، ثم إذا زنت فاجلدوها ثم إن زنت فبيعوها ولو بضفير من شعر. وفي الثالثة أو في الرابعة.
وأخبر عبيد الله عن زيد بن خالد الجهني مثل ذلك.

حدثنا ابن قعنب وابن بكير عن مالك عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن أبي هريرة وعن زيد بن خالد الجهني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئلم سئل عن الأمة إذا زنت ولم تحصن ؟ قال: إن زنت فاجلدوها ثم إن زنت فاجلدوها. ثم إن زنت فاجلدوها، ثم بيعوها ولو بضفير. قال ابن شهاب: لا أدري أبعد الثالثة أو الرابعة، والضفير هو الحبل.
<228> حدثنا الحميدي قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا الزهري قال: حدثني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبي هريرة: وزيد بن خالد الجهني وسئل قالوا: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فسئل عن الأمة تزني بنحوه. وقال في الثالثة أو الرابعة. ومعمر يقول: عن زيد وأبي هريرة. وابن عيينة يقول: شبل بن معبد وهو وهم.
حدثنا آدم قال: حدثنا ابن أبي ذئب قال: حدثنا الزهري عن عبيد الله ابن عبد الله عن أبي هريرة وزيد بن خالد الجهني أنهما قالا: جاء أعرابي فقال: يا رسول الله اقض بيننا بكتاب الله عز وجل. فقام خصمه فقال: صدق يا رسول الله اقض بيننا بكتاب الله عز وجل. فقال الأعرابي: إن ابني كان عسيفاً على هذا فزنى بامرأته، فقالوا على ابنك الرجم، فافتديت منه بمائة من الغنم ووليدة، ثم سألت أهل العلم فقالوا: إنما على ابنك جلد مائة وتغريب عام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأقضين بكتاب الله عز وجل، أما الغنم والوليدة فرد عليك، وعلى ابنك جلد مائة وتغريب عام. وأما أنت يا أنيس - لرجل من القوم - فاغد على امرأة هذا فارجمها. فغدا أنيس فرجمها.
حدثنا ابن قعنب وابن بكير عن مالك عن ابن شهاب عن عبيد الله عن أبي هريرة وزيد بن خالد الجهني أنهما أخبراه أن رجلين اختصما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أحدهما: يا رسول الله اقض بيننا بكتاب الله عز وجل، وقال الآخر - وكان أفقههما - : أجل يا رسول الله فاقض بيننا بكتاب الله وائذن لي في أن أتكلم ؟ قال: تكلم. قال: إن ابني كان عسيفاً على هذا. والعسيف الأجير فذكر نحوه.
حدثنا أبو صالح وابن بكير وابن رمح ومحمد بن خلاد أن الليث حدثهم قال: حدثني ابن شهاب عن عبيد الله عن أبي هريرة وزيد بن خالد أنهما قالا: أن رجلاً من الأعراب أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر نحوه. وهكذا رواه أبو صالح عن الليث عن يونس عن ابن شهاب عن عبيد الله وأبي هريرة وابن خالد وسئل.
قال الحميدي: قيل لسفيان: فإن مالكاً ومعمراً يقولان فيه شك. قال: لكني أقوله قد أتقنه من الزهري في الحديثين كلاهما.
ورواه أبو اليمان عن شعيب، وحجاج عن جده عن الزهري فقال: عن أبي هريرة <229> وحده. ورواه أبو غسان عن عبد العزيز بن الماجشون فقال: عن زيد بن خالد ولم يذكر أبا هريرة، وكذلك رواه عبد الرحمن ابن خالد عن أبي هريرة وحده.
حدثنا أبو صالح وابن بكير وابن رمح قالوا: حدثنا الليث قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب عن عمار بن أبي فروة أن محمد بن مسلم حدثه أن عروة بن الزبير حدثه أن عمرة بنت عبد الرحمن حدثته أن عائشة حدثتها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا زنت الأمة فاجلدوها وإن زنت فاجلدوها وإن زنت فاجلدوها ثم بيعوها ولو بضفير. والضفير الحبل.
حدثنا أبو اليمان قال: أخبرني شعيب.
وحدثنا حجاج عن جده عن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن ابن الحارث بن هشام أنه أخبره حزن بن جابر. وقال حجاج: جزي بن جابر الخثعمي أنه سمع كعب الأحبار يقول: لما كلم الله عز وجل موسى عليه السلام بالالسنة كلها قبل لسانه طفق موسى عليه السلام يقول: يا رب لا أفقه هذا. حتى إذا كلمه الثانية بلسانه مثل صوته قال: يا رب وهل من خلقك شيء يشبه كلامك ؟ فقال: لا وأقرب شبهاً بكلامي أشد ما سمع من الصواعق.
حدثنا أصبغ بن فرج عن ابن وهب عن يونس فقال: أخبره جز بن جابر حدثنا أحمد بن شبيب عن أبيه عن يونس وقال: أخبره جز بن جابر. حدثنا زيد بن المبارك عن ابن نور عن معمر فقال: أخبره جز بن جابر، فقال أبو بكر: والصحيح جز بن جابر هكذا يقول أهل فلسطين وهم أعلم من غيرهم لأنه رجل من أهل فلسطين.
حدثني سعيد بن أسد قال: حدثنا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة أن جز بن جابر كان قاضياً على فلسطين لم يترك إلا نصف درهم وكان من البكائين، وكان ابن محيريز يقول: عليكم بجز بن جابر. يقول: لصلاحه وفضله.
ووهيب بن الورد وعبد الجبار بن الورد مكيان ثقتان.

ويقول أهل مكة: كان <230> وهيب من الأبدال ثقة مثبتاً متفقداً لطعمته يجتنب أكل طعام صوافي مكة وثمارها. وسمعت ابن نمير يقول: بلغني أن عباد ابن كثير قال لوهيب بن الورد: عندي أحاديث في الرغائب ليس يكتب عني أصحاب الحديث ولا يسمعون مني فخذها أنت وحدثهم ليعلموا بها وتؤجر. فقال له: قد فعلت بنفسك ما فعلت وتريد أن تفضحني.
حدثنا سعيد عن سفيان عن مصعب بن محمد بن شرحبيل، أحد بني عبد الدار حسن الحديث.
وإسحق بن راشد جزري حسن الحديث.
ومعمر بن راشد بصري وقع باليمن ليس بينهما قرابة.
حدثنا سعيد قال: ثنا سفيان عن عمر بن حبيب مكي ثقة.
وعمر بن حبيب البصري القاضي ضعيف لا يكتب حديثه.
وإسماعيل بن كثير أبو هاشم مكي ثقة، روى عنه ابن جريج ويحيى بن سليم وسفيان الثوري وهو ثقة.
ومحمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة مكي ثقة.
وروى ابن عيينة عن زياد بن سعد وهو ثقة أصله خراساني سكن مكة.
وشبل بن عباد مكي ثقة.
حدثنا الحجاج وابن أبي أويس عن عبد الملك بن قدامة الجمحي مديني ثقة.
حدثنا المكي عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند مديني ثقة، روى عنه مالك بن أنس وعبد الله بن جعفر وعبد الله بن المبارك وابن أبي فديك.
حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا موسى بن أبي الفرات مكي لا بأس به.
<231> ومحمد بن مسلم الطائفي وإن كان سفيان بن عيينة أثبت منه فهو أيضاً ثقة لا بأس به.
حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج عن صديق بن موسى وهو ابن عبد الله بن الزبير مديني.
وسعيد بن ميناء مكي وروى عنه أيوب السختياني.
أبو بكر بن كيسان. قال كيسان: تمتعت وأنا عبد فسألت ابن عمر ومخرمة بن بكير، كان مالك يحسن الثناء عليه.
وعبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي ثقة.
وعبد الله بن الحارث الذي يروي عنه عمرو بن مرة ثبت وهو معلم.
وعبد الله بن الحارث الذي روى عنه خلف بن خليفة صعيف.
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا محمد بن شريك أبو عثمان مكي لا بأس به.
حدثنا أبو زيد سعيد بن الربيع قال: حدثنا شعبة عن مسلم بن نياق قال: سمعت ابن عمرو ورأى رجلاً يجر إزاره قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من جر إزاره لا يريد إلا المخيلة لم ينظر الله عز وجل إليه يوم القيامة. ولم يسمع شعبة من الحسن بن مسلم، وكان الحسن مات قبل أبيه مسلم بن نياق.
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا عبد الواحد بن أيمن قال: رأيت على محمد بن الحنفية عمامة. وعبد الواحد مكي.
حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا همام بن يحيى عن القاسم بن عبد الواحد بن أيمن قال: وحدثني أو بشر قال: حدثنا عبد الملك بن إبراهيم الجدي من أهل جدة قال: حدثنا محمد بن محمد الطائفي قال: حدثني القاسم بن عبد الواحد بن أيمن قال: حدثنا عمر بن عبد الله بن عروة عن عروة عن عائشة قالت: فخرت بمال أبي في الجاهلية، وكان قدر ألف ألف أوقية فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اسكتي يا عائشة فإني كنت لك كأبي زرع لأم زرع.
<232> حدثنا أبو عاصم عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع أنه كان ينهى بنيه عن لعب أربع عشرة.
أخبرنا أبو صالح حدثني بكر بن مضر عن عمرو بن الحارث عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن يزيد مولى سلمة بن الأكوع عن سلمة بن الأكوع قال: لما نزلت هذه الآية " وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين " كان من أراد منا أن يفطر ويفتدي فعل حتى نزلت الآية التي بعدها فنسختها.
وحدثنا ابن أبي عمر قال: حدثنا سفيان قال: قلت لصدقة بن يسار: يزعمون أنك من الخوارج. قال فتبسم فقال: ما أنا منهم وقد كنت منهم. وصدقة مكي ثقة.
وعمرو بن عطاء بن وراز مكي لين الجانب.
وربيعة بن أبي عبد الرحمن، وأبو عبد الرحمن اسمه فروخ.
حدثني أحمد بن الخليل قال: حدثنا الهيثم بن جميل قال: حدثنا عطاف بن خالد عن أمه عن امرأة أبي بكر بن عمرو بن حزم أنها قالت: ما اضطجع أبو بكر على فراشه منذ أربعين سنة بالليل.
وحدثنا إبراهيم بن المنذر قال: حدثني ابن نافع قال: حدثني مكتل بن أبي سهل عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن زيد بن ثابت قال: إذا رأيت أهل المدينة على شيء فاعلم أنه السنة.

حدثنا إسماعيل قال: أخبرنا ابن عون عن إبراهيم قال: ركب علقمة إلى عمر فقالوا: تحفظ لنا منه، فلم رجع قال: كان مما حفظت أنه توضأ مرتين مرتين. وقال علي: أبو فروة نهدي ينسب إلى الجهني.
حدثني محمد بن أبي زكير الصدفي قال: أخبرنا ابن وهب عن مالك قال: سمعته <233> يحدث قال: قال ذلك الرجل: يبعث من المدينة أشراف الناس محمد وحزبه والشهداء أهل بدر وأهل أحد.
حدثنا أبو بكر الحميدي قال: حدثنا سفيان قال: ثنا مسعر قال: قلت لجندب بن أبي ثابت أيهم أعنى بالسنة أهل الحجاز أم أهل العراق ؟ قال: بل أهل الحجاز.
حدثنا محمد بن أبي السري قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا الثوري عن أبي فروة عن أبي عمرو الشيباني عن ابن مسعود: أن رجلاً من بني شمخ من فزارة تزوج امرأة، ثم رأى أمها فأعجبته فاستفتى ابن مسعود عن ذلك فأمره أن يفارقها ويتزوج أمها. فتزوجها فولدت له أولاداً ثم أتى ابن مسعود المدينة فسأل عن ذلك فأخبر أنها لا تحل فلما رجع إلى الكوفة قال للرجل: إنها عليك حرام إنها لا تنبغي لك. ففارقها.
حدثنا أبو بشر حدثنا روح قال: حدثنا شعبة قال: أخبرني أبو فروة عن أبي عمرو الشيباني قال: تزوج رجل من بني فزارة، فماتت قبل أن يدخل بها فرخص عبد الله أن يتزوج أمها، ورخص في الصرف. فلما أتى المدينة فرجع أخذ بيدي فأتى أهل البيت الذين أمرهم فنهاهم، وأتى الصيارفة فنهاهم.
حدثنا سعيد بن منصور قال: حدثنا حديج بن معاوية عن أبي إسحق عن سعيد بن إياس عن رجل تزوج امرأة من بني شمخ، فرأى بعد أمها فأعجبته، فذهب إلى ابن مسعود فقال: إني تزوجت امرأة لم أدخل بها ثم أعجبتني أمها، فاطلق المرأة وأتزوج أمها ؟ قال: نعم. فطلقها وتزوج أمها، فأتى عبد الله المدينة، فسأل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: لا يصلح. ثم قدم، فأتى بني شمخ فقال: أين الرجل الذي تزوج أم المرأة التي كانت تحته ؟ قالوا: ها هنا. قال فليفارقها. قالوا: وقد نثرت له بطنها. قال فليفارقها فإنها حرام من الله عز وجل.
حدثنا حماد قال: أخبرنا الحجاج عن أبي إسحق عن أبي عمرو الشيباني أن رجلاً سأل ابن مسعود عن رجل طلق امرأته قبل أن يدخل بها أيتزوج أمها ؟ قال: نعم. فتزوجها، فولدت له، فقدم على عمر فسأله فقال: فرق بينهما. قال: إنها قد ولدت. قال: وإن ولدت عشرةً ففرق بينهما.
<234> حدثنا عبيد الله بن موسى عن شيبان عن الأعمش عن إبراهيم قال: كان عبد الله يبيع نفاية بيت المال حتى لقي أصحابه فنهوه عن ذلك فقال: ما أرى به بأساً وما أنا بفاعل.
وحدثنا سعيد بن منصور حدثنا هشيم عن مجالد عن الشعبي أن عبد الله بن مسعود باع نفاية بيت المال زيوفاً وملساناً بدراهم دون وزنها، فذكر ذلك لعمر بن الخطاب فنهاه عن ذلك وقال: أوقد عليها حتى يذهب ما فيها من النحاس أو حديد تخلص الفضة، ثم بع الفضة بوزنها.
حدثنا أبو بكر الحميدي حدثنا سفيان حدثنا صالح بن صالح بن حي الهمداني وكان خيراً من ابنيه علي والحسن وكان علي خيرهما - يريد من الآخر - قال: جاء رجل إلى الشعبي وأنا عنده فقال: يا أبا عمرو إن ناسناً عندنا يقولون إذا أعتق الرجل أمته ثم تزوجها فهو كالراكب بدنته. قال الشعبي: حدثني أبو بردة بن أبي موسى عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين: الرجل من أهل الكتاب كان مؤمناً قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه وسلم فله أجران، ورجل كانت له جارية فعلمها فأحسن تعليمها وأدبه فأحسن تأديبها ثم أعتقها وتزوجها فله أجران، وعبد أطاع الله وأدى حق سيده فله أجران. خذها بغير شيء فلقد كان الرجل يرحل في أدنى منها إلى المدينة.

وحدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحق عن سعد بن اياس عن عبد الله بن مسعود: أن رجلاً من بني شمخ بن فزارة سأله عن رجل تزوج امرأة فرأى أمها فأعجبته فطلق امرأته أيتزوج أمها ؟ قال: لا بأس. فتزوجها الرجل. وكان عبد الله على بيت المال فكان يبيع نفاية بيت المال، يعطي الكثير ويأخذ القليل حتى قدم المدينة فسأل أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. فقالوا: لا يحل لهذا الرجل هذه المرأة، ولا تصلح الفضة إلا وزناً بوزن، فلما قدم عبد الله انطلق إلى الرجل فلم يجده ووجد قومه فقال: إن الذي افتيت به صاحبكم لا يحل. فقالوا: إنها قد نثرت له بطنها. قال: وإن كان. وأتى الصيارفة فقال: يا معشر الصيارفة إن الذي كنت أبايعكم لا يحل، لا تحل الفضة بالفضة إلا وزناً بوزن.
حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم عن أبي قطن عن أبي خلدة عن أبي العالية قال: كنا <235> نسمع بالرواية عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة والبصرة فما نرضى حتى أتيناهم فسمعنا منهم.
حدثني محمد بن أبي زكير قال: أخبرنا ابن وهب قال: سمعت مالكاً يقول: والله ما استوحش سعيد بن المسيب ولا غيره من أهل المدينة بقول قائل من الناس، ولو أن عمر بن عبد العزيز أخذ هذا العلم بالمدينة لشككه كثير من الناس.
حدثنا أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح قال: ثنا أنس بن عياض عن يحيى بن سعيد عن عبد الله بن دينار أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى أبي بكر بن عمرو بن حزم: انظر ما كان من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أو سنة أو حديث عمرة فاكتبه فإني خشيت دروس العلم وذهاب العلماء.
حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن زيد عن يزيد بن حازم عن سليمان بن يسار قال: قال أبو أسيد وقد كان عمي بصره حين قتل عثمان: الحمد لله الذي متعني ببصري حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنظر بهما إليه حتى إذا قبض الله نبيه وأراد الفتنة بعباده كف عني بصري.
حدثنا الحجاج قال: حدثنا حماد أخبرنا أيوب عن محمد بن سيرين عن عبيدة قال: قال علي: اجتمع رأيي ورأي عمر على أن أمهات الأولاد لا يبعن، قال: ثم رأيت بعد أن تباع في دين سيدها وأن تعتق من نصيب ولدها. فقلت: رأيك ورأي عمر في الجماعة أحب إلي من رأيك في الفرقة.
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا الهيثم بن المفضل قال: حدثت محمد ابن علي قلت: زعم أهل الكوفة أن عبيدة السلماني قال لعلي: رأيك ورأي عمر إذا اجتمعنا أحب إلي من رأيك إذا انفردت به، فقال رجل من بني هاشم: أو كان ذاك ؟ قال محمد: نعم قد كان ذاك.
حدثني محمد بن أبي زكير أخبرنا ابن وهب قال: حدثنا مالك قال: قال عمرو بن دينار ومجاهد وغيرهما من أهل مكة: لم يزل شأننا متشابهاً متناظرين حتى خرج عطاء بن أبي رباح إلى المدينة، فلما رجع إلينا استبان فضله علينا.
حدثني عبد العزيز بن عمران وزيد ين حريش قالا: أخبرنا ابن وهب قال: سمعت مالكاً يقول: أن عمر بن عبد العزيز كان يكتب إلى الأمصار يعلمهم السنن والفقه، ويكتب إلى أهل المدينة يسألهم عما مضى ويعملون بما عندهم، ويكتب إلى أبي بكر بن حزم أن يجمع له السنن ويكتب إليه فتوفي عمر وقد كتب ابن حزم كتباً قبل أن يبعث بها إليه.
<236> وحدثني عبد العزيز وزيد قالا: أخبرنا ابن وهب قال: حدثني مالك: أن عمر بن عبد العزيز كان يقول: يغشاني علماء أهل المدينة ويبلغني علم ابن المسيب. حدثني عبد العزيز وزيد قالا: أخبرنا ابن وهب قال: حدثني مالك قال: كان أبو بكر بن حزم على قضاء المدينة وولي المدينة أميراً قال فقال له قائل: ما أدري كيف أصنع بالاختلاف. فقال أبو بكر: يا ابن أخي إذا وجدت أهل المدينة على أمر مستجمعين عليه فلا تشك فيه أنه الحق.
حدثنا سلمة عن أحمد بن حنبل قال: حدثنا شعيب بن حرب قال: قال مالك بن أنس: لم يأخذ أولونا عن أوليك قد كان علقمة والاسود ومسروق فلم يأخذ عنهم أحد منا، فكذلك آخرونا لا يأخذون عن آخريكم. قال: ثم ذكر سفيان وقال: أما أنه قد فارقني على أن لا يشرب النبيذ.
حدثني محمد بن أبي زكير أخبرنا ابن وهب قال: حدثني مالك أن رجلاً قال لربيعة: فإن النخعي قال كذا. فقال ربيعة: لو كان النخعي ها هنا أمرنا إنساناً يأخذ بيده فيقيمه.

حدثنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا جعفر بن زياد عن منصور عن مسروق قال: انتهى العلم إلى ثلاثة عالم بالمدينة وعالم بالشام وعالم بالعراق: فعالم المدينة علي بن أبي طالب وعالم الكوفة عبد الله بن مسعود وعالم الشام أبو الدرداء، فإذا التقوا سأل عالم الشام وعالم العراق عالم المدينة ولم يسألهم.
حدثنا أبو سعيد يحيى بن سليمان قال: حدثني ابن إدريس قال: حدثنا أبو إسحق الشيباني عن عامر الشعبي قال: انتهى علم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ستة نفر عمر وعلي وعبد الله وزيد بن ثابت وأبي الدرداء وأبي موسى الاشعري.
حدثنا أبو سعيد قال: ثنا زياد البكائي وجرير الضبي عن منصور عن الشعبي عن مسروق قال: تشاممت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدت علمهم انتهى إلى هؤلاء الستة إلا أنه ذكر أبي ولم يذكر أبا موسى. قال: ثم تشاممت هؤلاء الستة فوجدت عملهم انتهى إلى عمر وعلي وعبد الله.
حدثنا أبو بكر الحميدي قال: حدثنا سفيان قال حدثني أمي الصيرفي قال: قال أبو <237> العبيدين لعبد الله: لا تختلفوا علينا يا أصحاب محمد فنختلف من بعدكم. فقال: يرحمك الله أبا العبيدين إنما أصحاب محمد الذين دفنوا معه في البرد.
حدثنا قبيصة قال: حدثنا سفيان عن منصور عن مالك بن الحارث أبو بعض أصحابه عن مسروق قال: وصرف علم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم انتهى إلى ستة: عمر وعلي وزيد بن ثابت وأبي وأبي الدرداء وعبد الله بن مسعود، ثم انتهى علم هؤلاء الستة إلى اثنين علي وعبد الله.
حدثنا العباس بن محمد الدوري قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير قال: حدثنا شعبة عن عمارة بن أبي حفصة عن أبي مجلز عن قيس بن عباد قال: قدمت المدينة التمس العلم والشرف فرأيت رجلاً عليه ثوبان اخضران وهو واضع يده على منكب رجل وله غدائر قال قلت: من هذا ؟ قالوا: هذا علي وعمر واضع يده على منكب علي.
فضائل أبي بكر الصديق رضي الله عنه
حدثنا نصر بن علي الجهضمي قال: حدثنا عبد الله بن داود قال.
سلمة بن نبيط أخبرنا عن نعيم بن أبي هند عن نبيط بن شريط عن سالم بن عبيد قال: أغمي على رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه فقال: أحضرت الصلاة ؟ قالوا: نعم. قال: مروا بلالاً فليؤذن ومروا أبا بكر فليصل بالناس أو للناس، ثم أغمي عليه فأفاق فقال: أحضرت الصلاة ؟ قالوا: نعم. قال مروا بلالاً فليؤذن ومروا أبا بكر فليصل بالناس، ثم أغمي عليه فأفاق فقال: أحضرت الصلاة ؟ قالوا: نعم قال: مروا بلالاً فليؤذن ومروا أبا بكر فليصل بالناس. فقالت عائشة: أن أبي رجل أسيف إذا قام ذلك المقام يبكي فلا يستطيع. ثم أغمي عليه فأفاق فقال: مروا بلالاً فليؤذن ومروا أبا بكر فليصل بالناس فإنكن صواحب أو صاحبات يوسف. قال: فأمر بلال فأذن وأمر أبو بكر فصلى بالناس، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجد خفةً فقال: انظروا لي <238> من اتكىء عليه فجاء بريرة ورجل آخر فاتكأ عليهما، فلما رآه أبو بكر ذهب لينكص فأومأ بيده أن يثبت مكانه، ثم جاء حتى جلس إلى جنب أبي بكر حتى قضى أبو بكر الصلاة.

حدثنا عبيد الله بن معاذ قال: حدثنا المعتمر عن أبيه، حدثنا نعيم بن أبي هند عن أبي وائل عن عائشة أنها قالت: أغمي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أفاق قال: هل نودي بالصلاة ؟ قالت: فقلنا لا، أو فقلت: لا. قال مري بلالاً فليناد بالصلاة وليصل بالناس أبو بكر. قالت: فقلت: يا نبي الله إن أبا بكر رجل أسيف وأنه لا يستطيع أن يقوم مقامك. قالت: فنظر إلي حين فرغت من كلامي، ثم أغمي عليه فلما أفاق قال: هل نودي بالصلاة ؟ قالت: فقلت: لا. قال مري بلالااً فليناد بالصلاة وليصل بالناس أبو بكر، ثم أفاق رسول الله صلى الله عليه وسلم: قالت: فأومأت إلي حفصة فقالت: يا نبي الله إن أبا بكر رجل رقيق لا يستطيع أن يقرأ يبكي. قالت: فنظر إليها حين فرغت من كلامها، ثم أغمي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أفاق قال: هل نودي بالصلاة ؟ فقالت: فقلت لا. قال: مري بلالاً فليناد بالصلاة وليصل بالناس أبو بكر، فإنكن صواحب يوسف، ثم أغمي على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالت: فأقام بلال الصلاة وصلى بالناس أبو بكر، ثم أفاق رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء نوبة وبريرة فاحتملاه قالت عائشة: فكأني أنظر إلى أصابع قدمي رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطان في الأرض أو تمشق في الأرض. قالت: فلما أحس أبو بكر بجيئة النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يستأخر فأومأ إليه أن يثبت قالت: وجيء بالنبي صلى الله عليه وسلم فوضع بحذاء أبي بكر - أو قالت في الصف.
حدثنا نعيم بن حماد ومحمد بن أبي زكير عن ابن وهب قال: أخبرنا حيوة بن شريح عن أبي صخر عن ابن قسيط عن عروة بن الزبير عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت ما مر على عيني ليلة مثل ليلة بات رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يا عائشة هل طلع الفجر ؟ وأقول لا يا رسول الله، حتى إذا أذن بلال بالصبح ثم جاء بلال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مري أباك فليصل بالناس فكان بلال يسلم على أبي بكر وعمر كما كان يسلم على النبي صلى الله عليه وسلم.
حدثنا محمد بن فضيل قال: حدثنا سنان قال حدثنا شعبة عن سعد ابن إبراهيم عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه: مروا أبا بكر فليصل بالناس. فقالت عائشة: يا رسول الله أن أبا بكر رجل أسيف ومتى يقم مقامك تدركه الرقة. قال: مروه فليصل بالناس، فأعادت عليه مثل قولها وأعاد عليها النبي صلى الله عليه وسلم مثل قوله، <239> فلما كان في الرابعة أعادت عليه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنكن صواحب يوسف، مروا أبا بكر فليصل بالناس.
حدثنا عبيد الله بن موسى عن شيبان عن الأعمش عن إسماعيل بن رجاء الزبيدي عن أوس بن ضمعج عن أبي مسعود الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يؤم القوم اقرؤهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة.
حدثنا أبو بكر الحميدي قال: حدثنا سفيان قال: حفظناه عن العمش ولم نجده ها هنا بمكة قال: سمعت إسماعيل بن رجاء يحدث عن أوس بن ضمعج الحضرمي عن أبي مسعود الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يؤم القوم اقرؤهم لكتاب الله فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة.
حدثنا عمر بن حفص بن غياث قال: حدثنا أبي قال: حدثنا الأعمش حدثنا إسماعيل بن رجاء قال: حدثنا أوس بن ضمعج عن أبي مسعود الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يؤم القوم اقرؤهم لكتاب الله فإن كانوا سواء فأعلمهم بالسنة.
حدثنا محمد بن فضيل قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا شعبة عن إسماعيل بن رجاء عن أوس بن ضمعج عن أبي مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله وأقدمهم قراءة فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة.
حدثنا سعيد بن منصور قال: حدثنا الحسين بن يزيد القرشي قال: سمعت إسماعيل بن رجاء يحدث عن أوس بن ضمعج عن أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة.
حدثنا عبيد الله بن موسى قال: حدثنا سليم مولى الشعبي عن الشعبي قال: قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: استخلف علينا ؟ قال: إني لا أستخلف عليكم إلا الله ولكن ليصل بكم أبو بكر.

حدثنا أحمد بن يونس قال: ثنا زائدة قال: حدثنا موسى بن أبي عائشة عن عبيد الله بن <240> عبد الله عن عائشة قالت: ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أصلى الناس . فقلنا: لا هم ينتظرونك يا رسول الله. قال: ضعوا لي ماءاً في المخضب. قالت ففعلنا، فاغتسل، ثم ذهب لينوء فأغمي عليه، ثم أفاق فقال: أصلى الناس ؟ فذكرت ذلك ثلاثاً قالت: والناس عكوف في المسجد ينتظرون رسول الله صلى الله عليه وسلم لصلاة العشاء الآخرة. قال: فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر بأن يصلي بالناس.
حدثنا أحمد بن يونس قال: ثنا أبو معشر عن محمد بن قيس قال: اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة عشر يوماً فكان إذا وجد خفة صلى وإذا رقد صلى أبو بكر.
حدثنا عبد الله بن رجاء قال: أخبرنا زائدة عن عبد الملك بن عمير عن أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه قال: مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: مروا أبا بكر فليصل بالناس. فقالت عائشة: يا رسول الله إن أبا بكر رجل رقيق. فقال مروا أبا بكر فليصل بالناس فإنكن صواحب يوسف. فأقام أبو بكر في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحق عن أرقم بن شرحبيل قال: سافرت مع ابن عباس من المدينة إلى الشام فسألته: رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما مرض مرضه الذي مات فيه كنا في بيت عائشة، فقال فليصل للناس أبو بكر. فقالت عائشة: يا رسول الله إن أبا بكر رجل حصر. فقال: ابعثوا إلى عمر. فقال عمر: ما كنت لأتقدم وأبو بكر حي. فقدم أبو بكر فصلى بالناس.
حدثنا عبد الله بن رجاء قال: أخبرنا قيس عن ابن أبي السفر عن ابن شرحبيل عن ابن عباس قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعنده نساؤه فاستترن مني إلا ميمونة قد وسعها ذلك. فقال: لا يبقى في البيت أحد شهد اللد إلا لد إلا أن يميني لم تصب العباس، ثم قال: مروا أبا بكر فليصل بالناس. فقالت عائشة لحفصة: قولي له: إن أبا بكر رجل إذا ذلك المقام بكى. قال: قولي لأبي بكر فليصل بالناس. فصلى أبو بكر بالناس.
<241> حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا شعبة عن سليمان الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم خلف أبي بكر.
حدثنا ابن نمير حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت: لما مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم مرضه الذي مات فيه، جاءه بلال يؤذنه بالصلاة. فقال مروا أبا بكر فليصل بالناس.
حدثنا محمد بن فضيل حدثنا شبابة قال: ثنا شعبة عن نعيم بن أبي هند عن أبي وائل عن مسروق عن عائشة قالت: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خلف أبي بكر في مرضه الذي مات فيه قاعداً.
حدثنا محمد بن فضيل قال حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عاصم عن شقيق عن مسروق عن عائشة قالت: مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشتد مرضه قال: مروا أبا بكر فليصل بالناس.
حدثنا الحجاج بن أبي منيع قال: ثنا جدي عن الزهري قال: حدثني حمزة بن عبد الله أن عبد الله بن عمر قال: لما اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم شكاته التي توفي فيها قال: ليصل للناس أبو بكر.
حدثني عباس بن الوليد حدثنا عبد الأعلى حدثنا محمد بن إسحق عن الزهري قال: حدثني عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث ابن هشام عن أبيه عن عبد الله بن زمعة قال: لما استعز برسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا عنده في نفر من المسلمين قال: ودعاه بلال إلى الصلاة فقال: مروا من يصلي بالناس. فقال: فخرجت فإذا عمر في الناس، وكان أبو بكر غائباً، فقلت قم يا عمر فصل بالناس. فلما كبر عمر سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان عمر رجلاً جهيراً، قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أين أبو بكر ؟ يأبى الله ذلك والمسلمون يأبى الله ذلك والمسلمون. قال: فبعث إلى أبي بكر فجاء بعد أن صلى عمر.

حدثنا أبو سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا ابن أبي فديك حدثني موسى الزمعي عن عبد الرحمن بن إسحق بن الحارث أن ابن شهاب حدثه أن عبيد الله بن عبد الله حدثه أن عبد الله بن زمعة حدثه: أنه عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي هلك فيه. قال عبد الله: فقال لي <242> رسول الله صلى الله عليه وسلم: مر الناس فليصلوا. قال: فخرجت فلقيت ناساً لا أكلمهم. فما لقيت عمر بن الخطاب لم أبغ من وراءه، فقلت له: صل للناس. فخرج ليصلي للناس فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم صوت عمر، قال ابن زمعة: خرج النبي صلى الله عليه وسلم حتى أطلع رأسه من حجرته ثم قال: لا لا ليصل لهم ابن أبي قحافة، يقول ذلك مغضباً.
حدثنا أبو عمر حفص بن عمر قال: حدثنا حماد بن زيد حدثنا هشام عن محمد قال: كان أبو بكر أعبد هذه الأمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم.
حدثني أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثني حسين بن علي الجعفي عن زائدة عن عاصم عن زر عن عبد الله قال: لما قبض النبي صلى الله عليه وسلم قال الأنصار: منا أمير ومنكم أمير. فأتاهم عمر فقال: يا معشر الأنصار ألستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمر أبا بكر أن يؤم الناس، فأيكم تطيب نفسه يتقدم أبا بكر. قالت الأنصار: نعوذ بالله أن نتقدم أبا بكر.
حدثني عيسى بن محمد قال: أخبرني يحيى بن آدم قال: حدثني حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي عن سلمة بن نبيط الأشجعي عن نعيم عن نبيط عن سالم بن عبيد، وكان رجلاً من أهل الصفة، قال: أغمي على النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه فأفاق، فقال: أحضرت الصلاة ؟ قالوا نعم. قال: مروا بلالاً فليؤذن ومروا أبا بكر فليصل بالناس. ثم أغمي عليه فأفاق فقال مثل ذلك فقالت عائشة: أن أبا بكر رجل أسيف. فقال: إنكن صواحب يوسف مروا بلالاً فليؤذن ومروا أبا بكر يصلي بالناس.
حدثنا أبو النعمان وسليمان بن حرب قالا: حدثنا حماد بن زيد عن أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي قال: كان قتال بين بني عمرو ابن عوف، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فصلى الظهر، ثم أتاهم يصلح بينهم فقال: يا بلال إن حضرت الصلاة ولم آتك فمر أبا بكر فليصل بالناس، فلما حضرت الصلاة صلاة العصر أذن وأقام ثم أمر أبا بكر فتقدم.
باب في عمر بن الخطاب رضي الله عنه
حدثني عبد العزيز بن عبد الله الأويسي قال: حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن ابن شهاب عن حمزة بن عبد الله بن عمر: أنه سمع عبد الله بن عمر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بينا أنا نائم أتيت بقدح لبن فشربت منه حتى إني لأرى الري يخرج من أظافري <243> قال: ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب. فقال من حوله: وما أولت ذلك يا رسول الله؟ قال: العلم.
حدثنا أبو صالح وابن بكير قالا: حدثنا الليث قال: حدثني عقيل عن ابن شهاب قال: أخبرني حمزة بن عبد الله أن عبد الله بن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: بينا أنا نائم فذكر نحوه.
حدثني سعيد بن عقبة قال: حدثنا ابن وهب عن يونس قال: قال ابن شهاب أخبرني حمزة بن عبد الله أن عبد الله بن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكر نحوه.
حدثنا أبو بكر الحميدي حدثنا معن بن عيسى القزاز قال: حدثنا الحارث بن عبد الملك بن اياس عن القاسم بن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن أبيه عن عطاء عن ابن عباس عن أخيه الفضل قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: عمر بن الخطاب معي حيث أحب وأنا معه حيث يحب والحق بعدي مع عمر بن الخطاب حيث كان.
حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا شعبة عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال: كنا نتحدث: أن عمر بن الخطاب ينطق على لسان ملك.
حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن زيد عن أيوب قال: إذا بلغك اختلاف عن النبي صلى الله عليه وسلم فوجدت في ذلك الاختلاف أبا بكر وعمر فشد يدك به فإنه الحق وهو السنة.
حدثنا سليمان قال: ثنا يحيى بن سعيد عن محمد بن العجلان عن سعيد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد كان يكون في الأمم رجال محدثون فإن يك في هذه الأمة فهو عمر.
حدثنا قبيصة قال: حدثنا سفيان عن صالح - يعني ابن حي - قال: قال الشعبي: من سره أن يأخذ بالوثيقة من القضاء فليأخذ بقضاء عمر فإنه كان يستشير.

حدثنا أبو بكر الحميدي حدثنا سفيان قال: حدثنا مجالد بن سعيد عن الشعبي قال: سمعت قبيصة بن جابر يقول: صحبت عمر بن الخطاب فما رأيت رجلاً أقرا لكتاب الله ولا أفقه في دين الله ولا أحسن لدارسه منه. وصحبت طلحة بن عبيد الله فما رأيت رجلاً أعطى لجزيل مال عن غير مسألة منه. قال سفيان: وكان يسمى الفياض.
<244> حدثنا أبو بكر الحميدي ثنا سفيان حدثنا عمرو بن دينار قال: أخبرني مولى لطلحة بن عبيد الله قال: كانت غلة طلحة كل يوم ألف واف.
حدثني أبو بكر قال: حدثنا سفيان قال: حدثني طلحة بن يحيى قال: حدثتني جديتي سعدى بنت عوف المرية قالت: دخلت على طلحة بن عبيد الله يوماً حائراً فقلت له: مالي أراك حائراً أرابك شيء من أهلك فنعتبك ؟ فقال: ما رابني منك ريب ولنعم حليلة المرء والمسلم أنت، إلا أنه اجتمع في بيت المال مال كثير غمني. قالت: فقلت: وما يمنعك منه. أرسل إلى قومك وأقسمه بينهم. قالت: فأرسل إلى قومه فقسمه بينهم. قالت سعدى: فسألت الخازن: كم كان ؟ قال أربع مائة ألف. ثم رجع إلى حديث قبيصة بن جابر قال: وصحت معاوية بن أبي سفيان فما رأيت رجلاً أثقل حلماً ولا أبطأ جهلاً ولا أبعده أناة منه. وصحبت عمرو بن العاص فما رأيت رجلاً أنصع - أو قال: أبين - طرفاً ولا أحلم جليساً منه، وصحبت زياداً فما رأيت رجلاً أخصب رفيقاً ولا أكرم جليساً ولا أشبه سريرة بعلانية منه. وصحبت المغيرة بن شعبة فلو أن مدينة لها ثمانية أبواب لا يخرج من باب منها إلا بمكر لخرج من أبوابها كلها.
قال أبو بكر وسمعت سفيان يسأل عن حديث عبد الملك هذا: أسمعته عن عبد الملك ؟ قال: لم أسمعه كله. ثم سمعت سفيان يحدث عن عبد الملك عن قبيصة بن جابر قال: صحبت طلحة بن عبيد الله فما رأيت رجلاً أعطى لجزيل مال من غير مسألة منه وذكر أنه سمعه من عبد الملك فظننت أن لم يكن سمعه كله.
حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثني سفيان عن حمزة عن كثير عن المطلب بن عبد الله قال: المغيرة بن شعبة: أنا أول من رشا في الاسلام؛ كنت آتي فأجلس بالباب فأنتظر الدخول على عمر بن الخطاب فقلت ليرفأ حاجبه: خذ هذه العمامة فإن عندي أختاً لها <245> لتلبسها، فكان يدخلني حتى أجلس وراء الباب فمن رآني قال إنه ليدخل على عمر في ساعة ما يدخل عليه فيها أحد.
حدثني أبو جعفر أحمد بن يحيى الأودي قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا يونس عن أبي إسحق عن المغيرة بن شعبة قال: قال رجل: أصلح الله الأمير إن آذنك يعرف رجالاً فيؤثرهم بالاذن. قال: عذره الله والله إن المعرفة لتنفع عند الكلب العقور والجمل الصؤول. قال: بله من الرجل الحر ذي الحسب والله إن كنا لنصانع في اذن عمر بن الخطاب.
حدثنا زيد بن نمير الصنعاني - وكان من الخيار - قال: حدثنا وكيع قال حدثنا أبو العميس عن القاسم بن عبد الرحمن عن ابن مسعود: أنه لما أتى أرض الحبشة أخذ بشيء فتعلق به، فأعطى دينارين حتى خلي سبيله.
وحدثنا وكيع قال حدثنا سفيان عن عثمان عن مجاهد قال: اجعل مالك جنة دون دينك.
حدثنا زيد ثنا عبد الملك بن عبد الرحمن عن محمد بن سعيد عن أبيه عن وهب بن منبه قال: ليست الرشوة التي يأثم فيها صاحبها بأن يرشو فيدفع عن ماله ودمه إنما الرشوة التي يأثم فيها أن ترشو لتعطى ما ليس لك.
حدثنا الحجاج ثنا حماد قال: أخبرنا زيد بن بن أسلم عن أبيه قال: كان عمر إذا بعثني إلى بعض ولده قال لا تعلمه لم أبعث إليه مخافة أن يلقنه الشيطان كذبة. قال: فجاءت امرأة لعبد الله بن عمر ذات يوم فقالت: إن أبا عيسى لا ينفق علي ولا يكسوني. فقال: ويحك من أبو عيسى ؟ قالت: ابنك عبد الرحمن. قال: وهل لعيسى من أب ! فبعثني إليه وقال: لا تخبره. قل فأتيته وعنده ديك ودجاجة هنديان، فقلت: أجب أباك أمير المؤمنين قال: وما يريد مني ؟ قلت: إنه نهاني أن أخبرك، لا أدري قال: فإني أعطيك الديك والدجاجة على أن تخبرني. قال: فاشترطت عليه أن لا يخبر عمر، فأخبرته، فأعطاني الديك والدجاجة. فلما جئت عمر قال: أخبرته ؟ فوالله ما استطعت أن أقول لا، فقلت نعم. قال: أرشاك ؟ قلت نعم. قال: وما أرشاك ؟ قلت: ديكاً ودجاجة. <246> فقبض على يدي بيساره وجعل يصعني بالدرة وجعلت أنزو. فقال: إنك لجليد. ثم قال: أيكنى بأبي عيسى وهل لعيسى من أب !!

حدثنا أحمد بن يونس قال: حدثنا زهير قال: حدثنا محمد بن إسحق قال: حدثني مكحول عن غضيف بن الحارث بن أبي ذر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله تعالى وضع الحق على لسان عمر يقول به.
حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، كوفي حدثنا مندل عن محمد بن عجلان عن سعد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله تعالى وضع الحق على لسان عمر يقول به.
حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، كوفي، حدثنا مندل عن محمد ابن عجلان عن سعد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان يكون في الأمم محدثون فإن يك في أمتي أحد منهم فعمر.
حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي أن علياً قال: ما كنا نبعد أن السكينة تنطق على لسان عمر.
حدثنا عبيد الله ثنا أبو إسرائيل، كوفي، عن الوليد بن العيزار عن عمرو بن ميمون عن علي قال: ما كنا ننكر ونحن متوافرون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن السكينة تنطق على لسان عمر.
حدثنا أبو عبد الرحمن قال :حدثنا حيوة ثنا أبو إسرائيل كوفي عن الوليد بن االعيزار عن عمرو بن ميمون عن علي قال : ما كنا ننكر ونحن متوافرون أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن السكينة تنطق على لسان عمر
حدثنا أبو عبد الرحمن قال: حدثنا حيوة عن بكر بن عمرو المعافري عن مشرح بن هاعان المعافري عن عقبة بن عامر الجهني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لو كان بعيد نبي لكان عمر ابن الخطاب.
حدثنا أحمد بن عبد الله حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر قال: كان <247> عبد الله يخطب ويقول إني لأحسب عمر بين عينيه ملك يسدده ويقومه وإني لأحسب الشيطان يفرق بين عمر أن يحدث حدثاً فيرده.
حدثنا عبيد الله بن موسى عن شيبان عن الأعمش عن شقيق قال: قال عبد الله: والله لو أن علم عمر وضع في كفة ميزان وجعل علم أحياء أهل الأرض في الكفة الأخرى لترجح علم عمر مذ ذهب - يعني يوم ذهب بتسعة أعشار العلم.
حدثنا أبو صالح قال: حدثني موسى بن علي عن أبيه: أن عمر بن الخطاب خطب الناس بالجابية فقال: من أراد أن يسأل عن القرآن فليأت أبي بن كعب، ومن أراد أن يسأل عن الفرائض فليأت زيد بن ثابت، ومن أراد أن يسأل عن الفقه فليأت معاذ بن جبل، ومن أراد أن يسأل عن المال فليأتني، فإن الله جعلني له خازناً وقاسماً وإني باديء بأزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم فمعطيهم، والمهاجرين الأولين أنا وأصحابي أخرجنا من مكة من ديارنا وأموالنا، ثم الأنصار الذين تبوءوا الدار والايمان من قبلهم، ثم قال: فمن أسرع إلى الهجرة أسرع به العطاء، ومن أبطأ عن الهجرة أبطأ به العطاء فلا يؤمني رجل إلا مناخ راحلته.
حدثنا عبد الله بن عثمان حدثنا عبد الله أخبرنا سعيد بن يزيد قال: سمعت الحارث بن يزيد الحضرمي يحدث عن علي بن رباح عن ناشرة ابن سمي اليزني قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول يوم الجابية وهو يخطب الناس: أن الله جعلني خازناً لهذا المال وقاسماً له، ثم قال: بل الله يقسمه وإني باديء بأهل النبي صلى الله عليه وسلم ثم أشرفهم ففرض لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم عشرة آلاف إلا جويرية وصفية وميمونة وقالت عائشة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعدل بيننا فعدل بينهن عمر، ثم قال: إني بادىء بأصحابي المهاجرين الأولين فإنا أخرجنا من ديارنا ظلماً وعدواناً ثم أشرفهم ففرض لأصحاب بدر منهم خمسة آلاف ولمن شهد بدراً من الأنصار أربعة آلاف، وفرض لمن شهد الحديبية ثلاثة آلاف وقال: من أسرع في الهجرة أسرع به العطاء ومن أبطأ في الهجرة أبطأ به العطاء فلا يؤمني رجلا إلا مناخ راحلته، وإني أعتذر إليكم من خالد بن الوليد إني أمرته أن يحبس هذا المال على ضعفة المهاجرين فأعطى ذا البأس وذا الشرف وذا اللسان فنزعته وأمرت أبا عبيدة بن الجراح. فقام أبو عمر بن حفص بن المغيرة فقال: والله ما اعتذرت يا عمر بن الخطاب، لقد نزعت غلاماً استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم، وغمدت سيفاً سله رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووضعت لواءاً نصبه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقطعت الرحم، وحسدت ابن العم. فقال عمر بن الخطاب: إنك قريب القرابة حديث السن تغضب في ابن عمك.

حدثني سعيد بن كثير بن عفير المصري قال: حدثني ابن لهيعة أن يزيد بن أبي حبيب حدثه: أن أباه أبا الخير حدثه: إن عبد العزيز بن مروان قال لكريب بن أبرهة: أحضرت <248> عمر بن الخطاب بالجابية ؟ قال: لا. قال: فمن يحدثنا عنها ؟ قال كريب: إن بعثت إلى سفيان بن وهب الخولاني حدثك عنها. فأرسل إليه فقال: حدثني عن خطبة عمر بن الخطاب يوم الجابية ؟ قال سفيان: إنه لما اجتمع الفيء أرسل أمراء الأجناد إلى عمر بن الخطاب أن يقدم بنفسه، فقدم، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد فإن هذا المال نقسمه على من أفاء الله عليه بالعدل إلا هذين الحيين من لخم وجذام فلا حق لهم فيه. فقام إليه أبو حديدة الأجذمي فقال: ننشدك الله يا عمر في العدل. فقال عمر: العدل أريد، أنا أجعل أقواماً أنفقوا في الظهر وشدوا العرض وساحوا في البلاد مثل قوم مقيمين في بلادهم ؟ ولو أن الهجرة كانت بصنعاء أو بعدن ما هاجر إليها من لخم ولا جذام أحد. فقام أبو حديدة فقال: إن الله وضعنا في بلاده حيث شاء وساق إلينا الهجرة في بلادنا فقبلناها ونصرناها، أفذلك يقطع حقنا يا عمر ؟ فقال: لكم حقكم مع المسلمين. ثم قسم فكان للرجل نصف دينار فإذا كانت معه امرأته أعطاه ديناراً، ثم دعا ابن قاطورا صاحب الأرض فقال: أخبرني ما يكفي الرجل من القوت في الشهر وفي اليوم ؟ فأتي بالمدي والقسط فقال: يكفيه هذا المديان في الشهر وقسط زيت وقسط خل. فأمر عمر بمدين من قمح فطحنا ثم عجنا ثم خبزا ثم أدمهما بقسطين زيت ثم أحلس عليهما ثلاثين رجلاً فكان كفاف شبعهم، ثم أخذ عمر المدين بيمينه والقسط بيساره ثم قال: اللهم لا أحل لأحد أن ينقصها بعدي، اللهم فمن نقصا فأنقص من عمره فغضب عبد العزيز وقال إنك شيخ قد خرفت. قال سفيان: قد اعتذر الله إلي في العمر، ثم قال عمر ابن الخطاب: هل من شراب ؟ فقال: عندنا العسل وعندنا شراب نشربه من العنب، فدعا به عمر فأتي به وهو مثل الطلاء - طلاء الابل - فأدخل عمر فيه اصبعه ثم قال: ما أرى بهذا بأساً.
حدثنا عبد الله بن عثمان حدثنا عبد الله بن المبارك اخبرنا عبيد الله بن موهب قال: سمعت أبا هريرة يقول: قدمت على عمر بن الخطاب من عند أبي موسى الأشعري بثمان مائة ألف درهم فقال لي: بماذا قدمت ؟ قلت: قدمت بثمان مائة ألف درهم. قال: ألم أقل أنك تهامي أحمق، إنما قدمت بثمانين ألف درهم فكم ثمان مائة ألف درهم ! فعددت مائة ألف حتى عددت ثمان مائة. فقال: أطيب ويلك ؟ قال: نعم. قال: فبات عمر ليلته أرقاً، حتى إذا نوي بصلاة الصب قالت له امرأته: يا أمير المؤمنين ما نمت الليلة ؟ قال: كيف ينام عمر بن الخطاب وقد جاء الناس ما لم يكن يأتيهم مثله منذ كان الاسلام، فما يؤمن عمر لو هلك وذلك المال عنده فلم يضعه في حقه. فلما صلى الصبح اجتمع إليه نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم: إنه قد جاء الناس الليلة ما لم يأتهم مثله منذ كان الاسلام، وقد رأيت رأياً فأشيروا علي، رأيت أن أكيل <249> للناس بالمكيال. فقالوا: لا تفعل يا أمير المؤمنين إن الناس يدخلون في الاسلام ويكثر المال ولكن أعطهم على كتاب، فكلما كثر الناس وكثر المال أعطيتهم عليه. قال فأشيروا علي بمن أبدأ منهم ؟ قالوا: بك يا أمير المؤمنين إنك ولي ذلك. ومنهم من قال: أمير المؤمنين أعلم. قال: لا. ولكني أبدأ برسول الله صلى الله عليه وسلم ثم الأقرب فالأقرب إليه فوضع الديوان على ذلك. قال عبيد الله: بدأ بهاشم والمطلب فأعطاهم جميعاً ثم أعطى بني عبد شمس ثم بني نوفل بن عبد مناف، وإنما بدأ ببني عبد شمس لأنه كان أخا هاشم لأمه. قال عبيد الله: فأول من فرق بين بني هاشم والمطلب في الدعوة عبد الملك؛ قدم عليه عبد الله بن قيس بن مخرمة أخو بني المطلب فقال له عبد الملك: أقد رضيت يا أبا عبد الله أن تدعى بغير أبيك فتجيب ؟ قال: ومن يدعوني بغير أبي ؟ قال: أليس يدعى بنو هاشم ولا يدعى بنو المطلب فتجيب. فقال: أمر صنعه رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف لي بذلك ؟ قال: تسألني أن أفرقكم على عريف فأفعل.
فلما أذن للناس قام عبد الله بن قيس فقال: يا أمير المؤمنين إنا أصبحنا ليس لنا عريف إنما يدعى بنو هاشم فنجيب، فاجعل لنا عريفاً ؟ فكتب له أن يفرقوا على عريف ويكون ذلك إلى عبد الله بن قيس يليها ويوليها من أحب.

حدثنا إبراهيم بن محمد الشافعي قال: حدثني جدي محمد بن علي عن زيد بن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هاشم والمطلب كهاتين، وضم أصابعه وشبك بين أصابعه، لعن الله من فرق بينهما ربونا صغاراً وجعلناهم كباراً.
حدثنا قبيصة بن عقبة قال: سمعت سفيان يقول: من قدم علياً على أبي بكر وعمر فقد روى على المهاجرين والأنصار وأخاف أن لا ينفعه مع ذلك عمل.
حدثنا عبد العزيز بن عمران قال: ثنا أسد بن موسى حدثنا يوسف بن عمرو قال: سئل مالك بن أنس عن علي وعثمان ؟ قال: ما أدركت أحداً أقتدي به إلا وهو يقدم أبا بكر وعمر ويمسك عن علي وعثمان.
حدثنا إبراهيم بن المنذر قال: حدثنا معن بن عيسى عن خارجة بن عبد الله بن سليمان عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله جعل الحق على قلب عمر <250> وعلى لسانه، وما نزل بالناس أمر قط فقالوا فيه بالرأي فقال فيه عمر إلا جاء القرآن بما قال فيه عمر.
حدثنا أبو صالح قال: حدثني معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن أبي أويس الخولاني عن يزيد بن عميرة الزبيدي أنه لما حضر معاذ بن جبل الموت قيل له: يا أبا عبد الرحمن أوصنا ؟ قال: أجلسوني، قال إن العلم والايمان مكانهما فمن ابتغاهما وجدهما، فالتمسوا العلم عند أربعة رهط: عند عويمر أبي الدرداء وعند سلمان الفارسي وعند عبد الله بن مسعود وعند عبد الله بن سلام الذي كان يهودياً فأسلم، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أنه عاشر عشرة في الجنة.
أخبار سعيد بن المسيب
حدثني محمد بن أبي زكير قال: أخبرنا ابن وهب قال: سمعت مالكاً وسئل عن سعيد بن المسيب هل أدرك عمر ؟ قال: لا ولكنه ولد في زمان عمر فلما كبر أكب على المسألة عن شأنه وأمره حتى كأنه رآه. قال مالك: بلغني أن عبد الله بن عمر كان يرسل إلى ابن المسيب يسأله عن بعض شأن عمر وأمره.
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا مسعر عن سعد بن إبراهيم عن أبيه عن سعيد بن المسيب قال: ما بقي أحد أعلم بقضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أبي بكر وعمر مني.
حدثني عبد العزيز بن عبد الله الاويسي قال: حدثنا مالك بن انس أنه بلغه أن سعيد بن المسيب قال: إن كنت لأسير في طلب الحديث الواحد مسيرة الليالي والأيام. قال مالك: وكان سعيد بن المسيب يختلف إلى أبي هريرة بالشجرة.
حدثني محمد بن أبي زكير قال ابن وهب وأخبرني مالك أن القاسم ابن محمد كان يسأل عن الشيء فيقول للذي يسأله: من سألت ؟ فيقول الرجل: سألت عروة بن الزبير وسألت فلاناً وسألت فلاناً فيقول له القاسم: هل سألت سعيد بن المسيب ؟ فيقول: نعم. فيقول: ما قال ؟ فيقول: قال كذا وكذا. فيقول له القاسم: فأطعمه فذلك سيدنا وأعلمنا. ثم ذكر مالك فضل القاسم فقال: وكان القاسم من فقهاء هذه الأمة.
<251> حدثنا سعيد بن منصور حدثنا عبد العزيز بن محمد قال: أخبرني موسى بن أبي معبد قال: حثت القاسم وسالم أسألهما عن شيء فقالا لي: اذهب إلى سعيد بن المسيب فسله ثم أئتنا فأخبرنا. فذهبت إلى سعيد، ثم أتيت القاسم وسالم فأخبرتهما فقالا: ذاك رأينا.
حدثنا عبد العزيز بن عمران قال: حدثنا عبد الله بن وهب قال: أخبرني أسامة بن زيد أن نافعاً حدثه: أن سعيد بن المسيب سئل عن مسألة فأجاب فيها، فأخبر ابن عمر بجوابه، فعجب ابن عمر من فتيا ابن المسيب، ثم قال ابن عمر: أليس قد أخبرتكم عن هذا الرجل - يريد ابن المسيب - وهو والله أحد المفتين.
حدثني عبد العزيز بن عمران وزيد بن بشر قالا: أنبأ ابن وهب قال: حدثني محمد بن سليمان المرادي عن شيخ من أهل المدينة يقال له أبو إسحق قال: كنت أرى الرجل في ذلك الزمان وأنه ليدخل المسجد يسأل عن الشيء من فقه، قال زيد: فيدفعه الناس من مجلس إلى مجلس حتى يرفع - قال زيد: حتى يدفع - إلى مجلس ابن المسيب.
حدثنا محمد بن أبي زكير قال: أخبرنا ابن وهب قال: حدثني مالك: أن سعيداً كان يلزم سعد بن أبي وقاص وأبا هريرة. قال ابن وهب: سمعت مالكاً يقول: بلغني أنه كان يقال لسعيد رواية ابن عمر.

حدثني محمد بن أبي زكريا قال: أخبرنا ابن وهب قال: حدثني مالك قال: كان سعيد بن المسيب رجلاً يصوم، فدخل عليه رجل وهو يأكل خبزاً وسلقاً فقال له: تعال فكل. قال: فسأله الرجل عن شيء، قال مالك: ظننت أنه من أمر القضاء. فقال له سعيد: أراك أحمق، اذهب إلى القاضي الذي أجلس لهذا أتراني كنت أشغل نفسي بهذا، أو قال: بك.
حدثني زيد بن بشر وعبد العزيز قالا: أخبرنا ابن وهب قال: حدثني ابن أبي الزناد قال: كان سعيد بن المسيب وهو مريض يقول: اقعدوني فإني أعظم أن أحدث حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مضطجع، في حديث ذكره.
حدثنا زيد بن بشر قال: أخبرني ابن وهب قال: سمعت الليث يقول: حدثني يحيى بن سعيد.
وحدثنا أبو صالح قال: حدثني الليث عن يحيى بن سعيد أن ابن المسيب يسمى رواية عمر بن الخطاب لأنه كان أحفظ الناس لأحكامه وأقضيته.
<252> حدثني ابن بكير قال: حدثني الليث عن جعفر بن ربيعة قال: قلت لعراك بن مالك: من أفقه أهل المدينة ؟ قال: أما أعلمهم بقضايا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقضايا أبي بكر وعمر وعثمان وأفقههم فقهاً. وأعلمهم بما مضى من أمر الناس فسعيد بن المسيب، وأما أغزرهم حديثاً فعروة بن الزبير ولا ينسى أن يفخر من عبيد الله بن عبد الله فخراً إلا فخر به. قال: ثم يقول لك عراك: وأعلمهم عندي جميعاً ابن شهاب فإنه جمع علمهم إلى علمه.
حدثنا علي بن الحسن العسقلاني قال: حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن المبارك قال: كان فقهاء أهل المدينة الذين كانوا يصدرون عن رأيهم سبعة: سعيد بن المسيب وسليمان بن يسار وسالم بن عبد الله والقاسم بن محمد وعروة بن الزبير وعبيد الله بن عتبة وخارجة بن زيد بن ثابت. قال: وكانوا إذا جاءتهم المسألة دخلوا جميعاً فنظروا فيها، ولا يقضي القاضي حتى ترفع إليهم فينظرون فيها فيصدرون.
حدثنا ابن بكير قال: قال الليث قال ابن شهاب: ما صبر أحد على العلم صبري ولا نشره أحد نشري، فأما عروة فكان بئراً لا تكدره الدلاء، وأما سعيد بن المسيب فنصب نفسه للناس فذهب ذكره كل مذهب.
حدثني ابن بكير قال: سمعت الليث قال: كان أبناء أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يجالسون سعيد بن المسيب فلا يسأل أحد منهم عن شيء إلا أن يسأل عن شيء فيحدثهم به.
حدثني ابن بكير قال: سمعت مالكاً يقول: سئل سعيد بن المسيب عن مسألة فقيل له: إن الحسن قال فيها كذا وكذا فقال: احتوشه نساجو أهل العراق فأفسدوه.
حدثني ابن بكير قال: سمعت الليث يقول: دخل علي بن الحسين على طارق فقال طارق: لأرسلن إلى سعيد بن المسيب فأما أن يبايع وأما أن أضرب عنقه. قال فانصرف ومر بأبي بكر بن عبد الرحمن فأخبره، فذهبا إلى سعيد بن المسيب فقالا له: تبايع ؟ قال: لا ألعب بديني كما لعبتما بدينكما. قالا له: فاخرج إلى البادية لعله ينساك. فقال: لا. فقالا: فنجلس في بيتك. فقال: أسمع المنادي يدعو إلى الفلاح فما أجيبه ! قالوا: فتحول عن موضعك فإنه <253> مقابل له فإذا خرج رآك. قال: أتحول لمكان غيره هذا موضع نحن نجلس فيه منذ كذا وكذا. فلما خرج طارق تبعه عمرو بن عثمان فقال له: جزاك الله خيراً فيما فعلت وخاصة في شيخنا سعيد. فقال: والله ما ذكرته وقال: وما انفلت مني إلا لنسيان.
حدثنا زيد بن بشر وأبو الطاهر ويونس عن عبد الأعلى قالوا: أخبرنا ابن وهب قال: حدثني مالك عن ابن شهاب أنه كان يجالس عبد الله بن ثعلبة بن صعير وكان يتعلم منه الأنساب وغير ذلك، فسأله يوماً عن شيء من الفقه فقال: إن كنت تريد هذا فعليك بهذا الشيخ سعيد بن المسيب. قال ابن شهاب: فجالسته سبع حجج وأنا لا أظن أن أحداً عنده علم غيره. وقال: أن فتيا ابن شهاب ووجهة ما كان يأخذ به إلى قول سالم بن عبد الله وسعيد بن المسيب.

حدثنا زيد بن بشر الحضرمي حدثنا ضمام عن بعض أهل المدينة قال: لما كانت بيعة سليمان بن عبد الملك مع بيعة الوليد كره سعيد بن المسيب أن يبايع بيعتين، فكتب صاحب المدينة إلى عبد الملك بن مروان يخبره أن سعيد بن المسيب كره أن يبايع لهما جميعاً. فكتب عبد الملك إلى صاحب المدينة: وما كان حاجتك إلى رفع هذا عن سعيد بن المسيب، ما كنا نخاف منه. فأما إذا ظهر ذلك وأنتشر في الناس فأدعه إلى ما دخل فيه من دخل في هذه البيعة، فإن أبي فأجلده مائة سوط، واحلق رأسه ولحيته، وألبسه ثياباً من شعر، وأوقفه على الناس في سوق المسلمين لئلا يجترىء علينا غيره فلما علم من كان من قريش سألوا الوالي أن لا يعجل عليه حتى يخوفوه بالقتل فعسى أن يجيب، فأرسلوا مولى له كان في الحرس فقالوا: اذهب فأخفه بالقتل وأخبره أنه مقتول لعل ذلك يخيفه حتى يدخل فيما دخل فيه الناس. فجاءه مولاه - وهو على مسجده يصلي - فبكى المولى، فقال له سعيد: ما يبكيك ويحك ؟ قال: يبكيني ما يراد بك قد جاء كتاب فيك إن لم تبايع قتلت فجئتك لتتطهر وتلبس ثياباً طاهرة وتفرغ من عهدك. قال: ويحك قد وجدتني أصلي على مسجدي فتراني كنت أصلي ولست بطاهر وثيابي غير طاهرة، وأما ما ذكرت من العهد فإني أضل ممن أرسلك إن كنت بت ليلةً ولم أفرغ من عهدي، فإذا شئت فإني لم أكن لأبايع بيعتين في الاسلام بعد حديث سمعته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا كانتا بيعتين فأقيلوا الحدثى منهما. فانطلق معه. فلما أتى الوالي دعوه فأبى أن يجيب. فأمره بلبس ثياب من شعر، وأمره بالتجريد فجلد مائة سوط وحلق رأسه ولحيته ووقف فقال: لو كنت أعلم أنه ليس شيء إلا هذا ما نزعت ثيابي طائعاً ولا أجبت إلى ذلك. <254> فقال ضمام: فبلغني أن هشام بن إسماعيل كان إذا خطب الناس يوم الجمعة يحول إليه سعيد بن المسيب وجهه ما دام يذكر الله حتى إذا رفع يمدح عبد الملك ويقول فيه ما يقول أعرض عنه سعيد بوجهه فلما فطن له هشام أمر حرسياً أن يخضب وجهه إذا تحول عنه، ففعل ذلك به، فقال سعيد لهشام - وأشار إليه بيده فقال - هي ثلاث. فما تمر به إلا ثلاثة أشهر حتى عزل هشام.
حدثنا محمد بن أبي زكير قال: أخبرنا ابن وهب قال: حدثني مالك قال: ضرب سعيد بن المسيب مائة وادخل في ثياب من شعر. قال مالك: وقال عمر بن عبد العزيز: ما أغبط رجلاً لم يصبه في هذا الأمر أذى. قال ابن وهب: وحدثني مالك: بلغني أن ابن المسيب لما جلس بعث إليه أهل بطعام صنعوه له قلما أتي به قال سعيد: لا أذوقه، انظروا الأقراص الأربعة التي كنت آكلهم بالزيت في البيت فابعثوا بهن إلي. قال مالك: وكان معه رجل في السجن فبعث إليه أهله بألوان من الطعام، فقال له سعيد: أرأيت تريد أن تجلس ها هنا كف هذا عنك.
حدثنا الحجاج ثنا حماد عن علي بن زيد قال: قلت لسعيد بن المسيب يزعم قومك أنه إنما منعك من الحج أنك جعلت لله عليك إذا رأيت الكعبة أن تدعو على بني مروان ؟ قال: ما فعلت وما أصلي لله صلاة إلا دعوت الله عليهم، وإني قد حججت واعتمرت بضعاً وعشرين مرة. حدثنا محمد بن أبي زكير قال: أخبرنا ابن وهب قال: سمعت مالكاً يحدث: أن غلاماً من العمال بعث إلى سعيد بن المسيب بخمسة آلف درهم، فقال له الرسول: بعث بهذا إليك - أصلحك الله - لتنفقها وتجعلها في حاجتك. قال وسعيد جاد مجد يحاسب غلاماً له في نصف درهم يدعيه قبله والغلام يقول: ليس لك عندي شيء. قال سعيد للرسول: اذهب إلى عملك، ثم عرضها عليه الرسول أيضاً، فقال: اغرب عني، وأبي أن يأخذها منه. ووكله إنسان في تركة أن يأخذها، فقال له ابن المسيب: هذا النصف درهم أحب إلي منها.
حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا سلام بن مسكين عن عمران بن عبد الله الخزاعي قال: قدم الوليد بن عبد الملك المدينة فأقام، فأرسل رسولاً إلى سعيد بن المسيب أن يأتيه، فجاءه الرسول فقال: إن أمير المؤمنين يدعوك فأجب. <255> فقال له: قل له ليس لي إليك حاجة وحاجتك عندي غير مقضية. فرجع الرسول، فقال: اذهب فقل له: إنما أكلمك في حاجة. فجاء الرسول فقال: إنما يريدك في حاجة. فقال: ليس لي إليه حاجة، وحاجته عندي غير مقضية. فقال: يرسل إليك أمير المؤمنين وتقول هذا القول فلو أنه قد تقدم إلي فيك لحملت إليه رأسك.

حدثنا أبو صالح قال: حدثني الليث بن سعد قال: قلت ليحيى بن سعيد أبن ابن شهاب قال: وجدت عروة بن الزبير بحراً لا تكدره الدلاء، وأما سعيد بن المسيب فكان ينصب نفسه للناس. فقال يحيى: أما أعلمهم بالسنن وأقضية عمر فابن المسيب وأما أكثرهم حديثاً فعروة بن الزبير.
حدثنا أبو صالح قال: حدثني الليث عن يحيى بن سعيد قال: كان عبد الله بن عمر إذا سئل عن الشيء يشكل عليه قال: سلوا سعيد بن المسيب فإنه قد جالس الصالحين.
حدثنا محمد بن أبي زكير قال: أخبرنا ابن وهب قال: حدثني مالك: أن رجلاً جاء إلى سعيد بن المسيب وهو مريض فسألته عن حديث وهو مضطجع فجلس فحدثه، فقال له الرجل: وددت أنك لم تتعن. فقال: إني كرهت أن أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مضطجع. قال: وكان سعيد لا يبالي من خالفه في الناس لعلمه.
حدثنا سعيد بن أسد قال: حدثنا ضمرة عن رجاء بن جميل الأيلي قال: قال عبد الرحمن بن عبد القاري لسعيد بن المسيب حين قدم للبيعة للوليد وسليمان المدينة من بعد أبيهما: إني مشير عليك بخصال ثلاث. قال: وما هن ؟ قال: يغير لك مقامك فأنك تقوم حيث يراك هشام بن إسماعيل. قال: ما كنت لأترك مقاماً أقومه منذ أربعين سنة. قال: أو تخرج معتمراً. قال: ما كنت لأنفق مالي وأجهد بدني في شيء ليس فيه نية. قال: فما الثالثة ؟ فقال: تبايع. قال: أرأيت أن كان الله أعمى قلبك كما أعمى بصرك فما علي. قال: وكان أعمى. قال رجاء: فدعاه هشام إلى البيعة فأبي، فكتب فيه إلى عبد الملك. فكتب إليه عبد الملك: مالك ولسعيد، ما كان علينا منه شيء نكرهه، فأما إذا فعلت فأضربه ثلاثين سوطاً وألبسه ثياباً من شعر وأوقفه للناس لئلا يقتدي به الناس. فدعاه هشام، فأبى عليه فقال: لا أبايع لأثنين. فضربه ثلاثين سوطاً وألبسه ثياباً من شعر وأوقفه للناس. قال رجاء: فحدثني بعض الأيليين الذين كانوا في الشرط بالمدينة قال: علمنا أنه لا <256> يلبس الثياب طائعاً قال فقلنا له: يا أبا محمد إنه القتل فاستر به عورتك. قال فلبسه. قال: فلما ضرب ثلاثين علم أنا خدعناه. قال فقال: يا نصحة أهلا ثلاثاً لولا ظننت أنه القتل لما لبسته.
حدثنا أبو زيد عبد الرحمن بن أبي الغمر قال: أخبرنا ابن القاسم عن مالك قال: دخل نافع بن جبير بن مطعم على سعيد بن المسيب وهو مريض ولم يطعم منذ ثلاثة أيام. قال: فكلمه. فقال له سعيد بن المسيب: وكيف يأكل إنسان هو على مثل هذه الحال. قال: إنه لا بد لصاحب الدنيا ما كان فيها أن يطعم. قال: فما ذاك حتى حسا حسواً، ثم قال له: سل العافية، فإني أظن الشيطان قد كان يغيظه مجلسك من المسجد. فقال ابن المسيب: اللهم سلمني وسلم مني.
حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال: أخبرني أشهب صاحب مالك قال: قال مالك: كان سعيد بن المسيب عالماً بالبيوع، فقيل له: فسليمان ابن يسار ؟ قال: لم أسمع. وسليمان فيما يعلم، وقد كان علم وسمع. قال مالك: ومات ابن المسيب والقاسم ولم يتركوا كتاباً. ومات أبو قلابة فبلغني أنه ترك حمل بغل كتب.
حدثني سعيد بن أسد قال: حدثنا ضمرة عن ابن شوذب عن عبد الله عن عبد الرحمن بن القاسم قال: جلست إلى سعيد بن المسيب وهو في المسجد وحده، فقال لي، إنه قد نهي عن مجالستي. قلت: إني رجل غريب. قال: إنما أخبرتك لئلا تصيبك معرة لأن يعراك ذلك.
حدثنا الريبع بن روح الحمصي ثنا إسماعيل بن عياش عن عمر بن محمد قال جاءت بيعة الوليد وسليمان هشام بن إسماعيل وهو أمير المدينة فدعا سعيد بن المسيب وهو مع قومه من بني مخزوم إلى أن يبايع لهما، فأبى أن يفعل، فجلده، وألبسه ثياب شعر. فقال: أين تريدون تذهبون بي ؟ قالوا: نقتلك. فقال: أنا إذاً لسعيد كما سمتني أمي. فلما خلوا سبيله قال: والله لو علمت إنما ألبستموني ثياباً لتضربوني ما لبسته، ولكن ظننت أنكم تقتلوني فأجبت أن أواري عورتي. قال عمر: ولم يأخذ سعيد لآل مروان عطاءاً حتى مضى لسبيله، كان يأخذه بعض أهله يجمعه فلما توفي أقتسموه.
حدثني أبو سعيد أحمد بن داؤد الحداد حدثنا خالد بن عبد الله عن داؤد بن أبي هند أن سعيد بن المسيب محا اسمه من الديوان في الفتنة.
<257> حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا سهل بن هاشم عن الأوزاعي قال: سئل الزهري ومكحول: من أفقه من أدركتما ؟ فقالا: سعيد بن المسيب.

حدثني أبو بكر بن عبد الملك قال: حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال: لقيت من قريش أربعة بحور: سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وأبا سلمة وعبيد الله بن عبد الله. قال معمر: كنا نرى أنا قد أكثرنا عن الزهري حتى قتل الوليد فأخرجت دفاتر الزهري على الدولاب.
حدثنا عمرو بن سعيد بن كثير بن دينار حدثنا بقية قال: حدثنا الحسن بن عمر الفزاري عن ميمون بن مهران عن سعيد بن المسيب: أنه مكث أربعين سنة ما لقي الناس خارجين من المسجد وهو داخل. قال: وكان يدخل بغلس.
حدثني إبراهيم بن المنذر حدثنا معن عن محمد بن هلال عن سعيد بن المسيب قال: ما لقيت المنصرفين منذ أربعين سنة.
حدثنا إبراهيم قال: حدثنا عمر بن عثمان التيمي قال: ثنا أفلح بن حميد قال: رأيت سعد بن المسيب له جميمة شيئاً قد لسعتها السياط.
فضل أبي بكر وعمر
حدثنا قبيصة قال: حدثنا سفيان عن خالد وعاصم عن أبي قلابة عن أنس. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرحم أمتي أبو بكر، وأشدهم عمر، وأصدقهم حياءاً عثمان، وأقرؤهم أبي، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، ولكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح.
حدثنا عبيد الله بن موسى وسليمان بن حرب قالا: حدثنا أبو هلال عن رجل أظنه نجيح عن أنس بن مالك قال: رحم الله أبا بكر وعمر، وأمرهما سنة.
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد قال: قال أيوب: إذا بلغك اختلاف عن النبي صلى الله عليه وسلم فوجدت في ذلك الخلاف أبا بكر وعمر فشد يداك وهو الحق وهو السنة.
<258> حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد وقبيصة عن سفيان عن عبد الملك ابن عمير عن مولى لربعي عن ربعي عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقتدوا باللذين من بعدي: أبي بكر وعمر، وأهتدوا بهدي عمار، وتمسكوا بعهد ابن مسعود.
حدثني عبد العزيز بن عبد الله قال: حدثنا إبراهيم بن سعد عن سفيان عن عبد الملك بن عمير عن هلال مولى ربعي عن ربعي عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقتدوا باللذين من بعدي - يعني أبا بكر وعمر.
حدثنا أبو النعمان قال: ثنا حماد عن خالد قال: إنا لنرى أن الناسخ من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان عليه أبو بكر وعمر.
فقهاء الصحابة
حدثنا أبو بكر الحميدي ثنا سفيان قال: حدثنا مطرف عن الشعبي عن مسروق قال: كان القضاء في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في ستة: عمر وعلي وابن مسعود وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وأبي موسى الأشعري فكان نضفهم لأهل الكوفة علي وابن مسعود وأبو موسى الأشعري.
حدثنا ابن نمير حدثنا ابن إدريس عن الشيباني عن الشعبي: أنه عد من يؤخذ عنه العلم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة. قلت: فأين معاذ ؟ قال: هلك قبل ذلك.
حدثنا أبو نعيم وقبيصة قالا: ثنا سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال عمر: علي أقضانا وأبي أقرؤنا وإنا لندع بعض ما يقول أبي. زاد قبيصة: وأبي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أدعه لشيء، والله يقول: " ما ننسخ من من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها " .
حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير قال: ثنا عبد الله بن لهيعة قال: حدثني الحارث بن <259> يزيد قال: سمعت علي بن رباح يقول: حدثني ناشرة ابن سمي اليزني قال: كنت أتبع معاذ بن جبل أتعلم منه القرآن، وآخذ منه، فلما كنت بالمدينة وصليت في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم فقرأت القرآن، فرم بي رجل فضرب كتفي قال لي: ليس كما تقرأ: فلما فرغت أتيت معاذاً فأخبرته بقول الرجل. فقال معاذ بن جبل: أنعرفه ؟ قلت: نعم. وأريته إياه، فانطلق إليه معاذ فقال: أخبرني هذا أنك رددت عليه ما قرأ. قال: نعم - وهو أبي بن كعب - نعم يا معاذ بعثك نبي الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن فأنزل بعدك قرآن ونسخ بعدك قرآن، فأتني بأصحابك يعرضون علي القرآن. فقال معاذ: يا ناشرة إن أعلم الناس بفاتحة آية وخاتمتها أبي بن كعب، وإن أقدر الناس على كلمة حكمة أبو الدرداء، وإن أعلم الناس بفريضة وأقسمه لها عمر بن الخطاب.

حدثنا أبو غسان قال: حدثنا إسحق بن سعيد قال: أخبرني أبي عن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة: كانت ابنته تحت واقد بن عبد الله بن عمر فدخل عبد الله بن عياش على ابنته فقلت له: يا أبا الحارث ألا تخبرني عن علي بن أبي طالب ؟ قال: أما والله يا ابن أخي إني له لحايد. قلت: وحيدك ذاك ما هو ؟ قال: كان رجلاً تلعابة وكان إذا شاء أن يقطع وله ضرس قاطع قطع. قلت: وضرسه ذاك ما هو ؟ قال: قراءة القرآن وعلم بالقضاء وبأس وجود لا ينكث.
حدثنا محمد بن عثمان الدمشقي التنويخ حدثنا ابن أبي الرجال عن إسحق بن يحيى بن طلحة قال: أخبرني عمي طلحة قال: سألت ابن عياش قلت: يا أبا عباس أخبرني عن سلفنا حتى كأني عاينتهم ؟ قال: تسألني عن أبي بكر كان والله يا ابن أخي تقياً نقياً سرياً، الخير كله فيه، من رجل تصادى منه عرقاً - يعني الحدة. تسألني عن عمر، كان والله في علمي قوياً نقياً قد وضعت له الحبائل بكل مرصد فهو لها حذر من رجل في سوقه عنف. تسألني عن عثمان كان والله في علمي صواماً قواماً من رجل يحب قومه، تسألني عن علي كان والله في علمي حليماً عليماً ما رأيته يقول قولاً إلا أحسنه من رجل ما اتكل على موضعه، ولم <260> أره أشرف على شيء يقول أنا آخذه إلا أصرف عنه. قال: كنتم تعدونه محدوداً. قال: أنتم تقولون ذلك.
حدثنا أبو غسان قال: حدثنا عمر بن زياد عن الأسود بن قيس: وقلت له: ما تلعابه ؟ قال: فيه مضاحكة.
حدثنا إبراهيم بن المنذر قال: حدثني محمد بن طلحة بن إسحق ابن يحيى بن طلحة عن موسى بن طلحة قال: كان علي بن أبي طالب والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص وطلحة بن عبيد الله عذار عام واحد - يعني ولدوا في عام واحد.
حدثني أحمد بن الخليل قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري قال: حدثنا شريك عن إسماعيل بن أبي خالد قال: سمعت الشعبي يحلف بالله لقد دخل علي وما قرأ القرآن.
زيد بن ثابت
حدثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك قال: حدثنا جرير عن الأعمش عن ثابت بن عبيد عن زيد بن ثابت قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: تأتيني كتب لا أحب أن يقرأها أحد فتحسن السريانية ؟ قلت: لا. قال: فتعلمها. فتعلمتها في سبعة عشر يوماً.
حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا شعبة عن أبي إسحق عن مسروق قال: أتيت المدينة فسألت عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فإذا زيد من الراسخين في العلم.
حدثنا عبد الله بن رجاء قال: أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحق عن مسروق قال: قدمت المدينة فسألت عن الراسخين في العلم فوجدت منهم زيد بن ثابت.
حدثنا ابن نمير قال: حدثنا أبو معاوية قال: حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن مسروق قال: لقيت زيد بن ثابت فوجدته من الراسخين في العلم.
حدثنا عبيد الله بن موسى وأبو نعيم قالا: حدثنا رزين عن الشعبي قال: ذهب <261> زيد بن ثابت ليركب ووضع رجله في الركاب فأمسك ابن عباس بالركاب فقال تنح يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: لا هكذا نفعل بالعلماء والكبراء.
حدثنا أبو النعمان قال: حدثنا حماد بن زيد عن أيوب قال: قال ابن عباس: وزيد بدفن ! ألا من سره أن يعلم كيف يذهب العلم، ألا فهكذا يذهب العلم. قال: وقال لقد فقد بك اليوم علم كبير.
حدثنا عبد الله بن عثمان قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا معمر عن علي بن زيد أن ابن عباس لما دفن زيد بن ثابت حثا عليه التراب. ثم قال: هكذا يدفن العلم. فحدثت به علي بن حسين فقال: وابن عباس والله قد دفن به علم كثير.
وحدثنا أبو اليمان قال: أخبرني شعيب.
وحدثنا طلحة قال: حدثني جدي. جميعاً عن الزهري قال أخبرني ابن السباق أن زيد بن ثابت الأنصاري قال: قال لي أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك وكنت تكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتتبع القرآن فاجمعه.
حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا حماد بن سلمة عن عمار بن أبي عمار قال: لما مات زيد بن ثابت قعدت إلى ابن عباس في ظل قصر فقال: هكذا ذهاب العلم، لقد دفن اليوم علم كثير.
حدثنا أبو النعمان قال: ثنا حماد بن زيد عن أيوب قال: قال ابن عباس: وزيد يدفن ! ألا سره أن يعلم كيف يذهب العلم ألا فهكذا يذهب العلم. قال: وقال: ليدفنن اليوم بك علم كثير.

حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي إسحق عن مسروق قال: أتيت المدينة فسألت عن أصحاب محمد فأخبروني أن زيد بن ثابت من الراسخين في العلم.
حدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب قال: حدثنا سعيد بن عامر قال: حدثنا حميد بن الأسود عن مالك بن أنس قال: كان امام الناس عندنا بعد عمر زيد بن ثابت، وكان امام الناس عندنا بعد زيد عبد الله بن عمر.
حدثنا أبو بكر بن عبد الملك قال: حدثنا كثير بن هشام قال: حدثنا جعفر بن برقان قال: سمعت الزهري يقول: لولا أن زيد بن ثابت كتب الفرائض لرأيت أنها ستذهب من الناس.
<262> حدثنا محمد بن أبي عمر قال: حدثنا سفيان عن ابن جدعان عن من سمع ابن عباس يقول: لما جاء نعي زيد بن ثابت قال: هكذا يذهب العلم. قال ابن جدعان: فذكرت ذلك لسعيد بن المسيب. قال: وأنا أقول الذي قال ذلك - يعني ابن عباس - هكذا يذهب العلم. قال ابن جدعان: وأنا أقول كسعيد بن المسيب: هكذا يذهب العلم.
أبو هريرة
حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا أبو هلال عن الحسن قال: قال أبو هريرة: لو حدثتكم كل ما في كيسي هذا لرميتموني بالبعر. قال الحسن: صدق والله لو حدثهم أن بيت الله يهدم أو يحرق ما صدقه الناس.
حدثنا أبو هلال عن قتادة قال: قال حذيفة: لو كنت على شاطىء نهر وقد مددت يدي لأغرف فحدثتكم بكل ما أعلم ما وصلت يدي إلى فمي حتى أقتل.
حدثنا أحمد بن محمد الزرقي قال: سمعت عمرو بن يحيى السعيدي عن جده سعيد بن عمرو عن عائشة أنها قالت لأبي هريرة: أنك تحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأشياء ما سمعتها منه. فقال لها: إنه كان يشغلك عن تلك الأحاديث المرآة والمكحلة.
من جمع القرآن من الصحابة
حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي قال: جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة نفر من الأنصار: أبي بن كعب وزيد بن ثابت ومعاذ بن جبل وأبو الدرداء وسعد ابن عبيد وأبو زيد، ومجمع بن جارية قد أخذه إلا سورتين أو ثلاثة. قال: ولم يجمعه أحد من الخلفاء من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم غير عثمان.
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد عن أيوب وهشام عن محمد قال: جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة لا يختلف فيهم: معاذ بن جبل وأبي بن كعب وزيد وأبو زيد، واختلفوا في رجلين من ثلاثة، قالوا: عثمان وأبو الدرداء، وقالوا عثمان وتميم الداري.
<263> أبو عبيدة بن الجراح
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس: أن أهل اليمن أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: أبعث معنا رجلاً يعلمنا القرآن. فأخذ بيد أبي عبيدة فأرسله معهم وقال: هذا أمين هذه الأمة.
حدثنا علي وحجاج قالا: ثنا شعبة عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح.
حدثنا حجاج حدثنا حماد عن زياد الأعلم عن الحسن: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من أحد من أصحابي إلا لو شئت آخذ عليه في خلقه ليس أبا عبيدة بن الجراح.
حدثنا أبو صالح الحراني عبد الغفار بن داؤد قال: حدثنا عبد الرزاق ابن عمر عن الزهري عن سالم عن أبيه قال: قال عمر: ما تعرضت لأمارة قط أحب إلي أن أكون عليها إلا مرة واحدة فإن قوماً أتوا النبي صلى الله عليه وسلم يشكون عاملهم فقال: لأبعثن إليكم رجلاً أميناً حق أمين. قال: فتعرضت أن تدركني دعوة النبي صلى الله عليه وسلم فأمر أبا عبيدة وتركني.
حدثنا أبو صالح حدثنا عبد الرزاق عن الزهري عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لكل أمة أمين وهذا أميننا، وأخذ بيد أبي عبيدة بن الجراح.
حدثنا عبيد الله عن إسرائيل عن أبي إسحق عن صلة عن ابن مسعود: أن العاقب والسيد أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرادا أن يلاعنهما فقال أحدهما لصاحبه: لا تلاعنه فوالله لئن كان نبياً <264> فلاعناه لا نفلح نحن ولا عقبنا من بعدنا، قالوا: نعطيك ما سألت فأبعث معنا رجلاً أميناً، ولا تبعث معنا إلا أميناً. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأبعثن معكم رجلاً أميناً حق أمين. فاستشرف لها أصحابه، فقال: قم يا أبا عبيدة بن الجراح. فلما أن قفا، قال: هذا أمين هذه الأمة.
عائشة

حدثنا أبو بكر الحميدي حدثنا سفيان عن سليمان عن مسلم عن مسروق قال يحلف: لقد رأيت الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألون عائشة عن الفرائض.
حدثنا عمرو بن حفص قال: ثنا أبي قال: حدثنا الأعمش حدثنا مسلم عن مسروق أنه سئل عن عائشة كانت تحسن الفرائض ؟ فقال: لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم الأكابر يسألونها عن الفرائض.
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد عن هشام بن عروة: أن أباه ذكر عائشة فقال: كانت أعلم الناس بالحديث، وأعلم الناس بالقرآن، وأعلم الناس بالشعر. قال: ولقد قلت قبل أن تموت بأربع سنين: لو ماتت عائشة لما ندمت على شيء ألا كنت سألتها عنه.
عبد الله بن عمر بن الخطاب
حدثنا عبد الله بن عثمان قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك أخبرنا محمد بن عجلان عن نافع عن ابن عمر: أنه سئل عن أمر فقال: لا أعلمه. ثم قال: نعم ما قال ابن عمر سئل عن أمر لا يعلمه فقال لا أعلمه.
حدثنا ابن عثمان حدثنا عبد الله ابنا حيوة بن شريح أخبرني عقبة بن مسلم أن ابن عمر سئل عن شيء فقال: لا أدري، ثم أتبعها فقال: أتريدون أن تجعلوا ظهورنا لكم جسوراً في جهنم أن تقولوا أفتانا ابن عمر بهذا.
حدثنا ابن عثمان حدثنا عبد الله أخبرنا المعتمر بن سليمان عن أبي مخزوم النهشلي عن سيار أبي الحكم قال: قال ابن عمر: أنكم تستفتونا استفتاء قوم كأننا لا نسأل عما نفتيكم.
حدثنا ابن نمير حدثنا ابن ادريس عن حصين عن سالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبد الله قال: ما أدركنا أحداً وما رأينا أحداً إلا قد مالت به الدنيا، ومال بها إلا عبد الله بن عمر.
<265> حدثنا عمرو بن عاصم حدثنا سليمان بن المغيرة حدثنا علي بن زيد عن يوسف بن مهران قال: كنا عند عبد الله بن جابر الأنصاري في الحجر فعبر عليه عبد الله بن عمر يطوف بالبيت. قال فقال جابر بن عبد الله: من سره أن ينظر إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين مضوا قبله وبعده لوم يغيروا ولم يبدلوا - أو كلمة شبيهة بهذه ت فلينظر إلى هذا - يعني ابن عمر - قال جابر: ما منهم أحد إلا وقد. وأومأ يرنو عبد الله بيده - أي تناول.
حدثنا محمد بن أبي زكير أخبرنا ابن وهب أخبرني مالك أن رجلاً حدثه عن عبد الله بن عمر أنه كان يتبع أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وآثاره وحاله ويهتم به، وكان له حيف على عقله من اهتمامه بذلك.
أخبرني محمد أخبرنا ابن وهب قال: حدثني مالك عن يحيى بن سعيد قال: قلت لسالم أسمعت أباك يقول كذا وكذا ؟ فقال: ربما سمعته يقول في الشيء أكثر من مائة مرة. قلت لمالك: مائة مرة ! قال: نعم وألف مرة لكثرة السنين قد أقام ابن عمر بعد النبي صلى الله عليه وسلم ستين سنة يفتي الناس في الموسم وغير ذلك. قال: وكان ابن عمر من أئمة الدين.
حدثنا قبيصة ثنا سفيان عن ابن جريج عن طاوس قال: ما رأيت رجلاً أورع من ابن عمر.
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن واصل مولى أبي عيينة عن حفص عن عامر العتكي قال: سألت سعيد بن المسيب عن العلم في العمامة ؟ فقال: كان ابن عمر يكرهه، ولو كنت شاهداً لأحد من أهل الأرض أنه من أهل الجنة لشهدت لعبد الله بن عمر.
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد عن أيوب عن نافع: أن معاوية بعث إلى ابن عمر بمائة ألف درهم، فلما دعا معاوية إلى بيعة يزيد ابن معاوية قال: أترون هذا أراد. إن ديني إذاً عندي لرخيص.
حدثني سعيد بن أسد قال: حدثنا ضمرة عن ابن شوذب قال: قال معاوية لعبد الله بن جعفر: بلغني أن ابن عمر يريد هذا الأمر وفيه ثلاث خصال لا يصلحن في خليفة؛ هو رجل غيور، وهو رجل عيي، وهو رجل بخيل. <266> قال: فذهب ابن جعفر فأخبر ابن عمر، فقال ابن عمر: أما قوله إني رجل غيور فإني كنت أغلق بابي على أهلي فما حاجة الناس إلى ما وراء ذلك. وأما قوله إني رجل عيي فإني كنت أعلم الناس بكتاب الله عز وجل ولا كلام أبلغ منه، وأما قوله أني رجل بخيل فإني كنت أقسم على الناس فيهم فإذا فعلت ذلك فما حاجة الناس إلى ما أورثني ابن الخطاب. قال: فأخبر ابن جعفر معاوية بها. فقال معاوية: عزمت عليك أن يسمع هذا منك أحد.

حدثنا عبد الله بن مسلمة قال: حدثنا عبد الله العمري عن نافع قال: جاء رجل إلى ابن عمر يسأله عن شيء. قال: لا علم لي بها، ثم التفت بعد أن قفا الرجل فقال: نعم ما قال ابن عمر سئل عما لا يعلم فقال لا أعلم.
حدثنا أبو الوليد خلف بن الوليد قال: حدثنا ابن المبارك عن حيوة ابن شريح قال: سمعت عقبة بن مسلم أو حدثني عقبة بن مسلم: أن ابن عمر سئل عن شيء فقال: لا أدري. ثم قال: أتريدون أن تجعلوا ظهورنا جسوراً لكم في نار جهنم أن تقولوا أفتانا ابن عمر بهذا ! حدثنا سعيد بن منصور قال: حدثنا سفيان عن عاصم بن محمد عن أبيه قال: ما سمعت ابن عمر يذكر النبي صلى الله عليه وسلم إلا بكى.
حدثنا أبو بكر قال: ثنا سفيان قال: حدثنا مالك بن مغول عن أبي إسحق الهمذاني قال: كنا عند ابن أبي ليلى في بيته وكانوا يجتمعون إليه فجاءه أبو سلمة بن عبد الرحمن فقال: عمر كان عندكم أفضل أم ابنه ؟ فقالوا: لا بل عمر. فقال أبو سلمة: إن عمر كان في زمان له فيه نظير، وإن ابن عمر كان في زمان ليس له فيه نظير.
أخبار عبد الله بن عباس
وأخبار أبيه العباس بن عبد المطلب
حدثنا الحجاج قال: حدثنا حماد قال: حدثنا عبد الله بن عثمان ابن خثيم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كنت في بيت ميمونة بنت الحارث فوضعت للنبي صلى الله عليه وسلم وضوءه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من وضع هذا ؟ فقالت ميمونة: وضعه عبد الله. فقال: اللهم علمه التأويل وفقهه في الدين.
<267> حدثنا أحمد بن يونس وأبو غسان قالا: ثنا زهير قال: حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس سمعه يقول: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وضع يده فوق كتفي أو على منكبي أو منكبي - قال أحمد: شك سعيد - فقال: اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل.
حدثنا أحمد بن عبد الله قال: حدثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن زياد بن حصين عن أبي العالية عن ابن عباس قال: قرأت المحكم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم - يعني المفصل. قال: وهو يومئذ ابن اثني عشرة سنة.
حدثنا أبو بكر قال: ثنا سفيان قال: حدثنا عبد الله بن أبي يزيد قال: حدثني ابن أبي مليكة قال: دخلنا على ابن عباس فقال: سلوني عن سورة البقرة وسورة يوسف فإني قرأت القرآن وأنا صغير.
حدثني سعيد بن أبي مريم قال: أخبرنا نافع بن عمر الجمحي قال: حدثني ابن أبي مليكة قال: دخلت على ابن عباس فقال: إني أصبحت طيب النفس فسلوني عن أشياء من سورة البقرة وسورة يوسف. يخصهما من بين السور قال: فولينا المسألة رجلاً فلم يكن عنده شيء.
حدثني ابن نمير قال: ثنا محمد بن بشر قال: حدثنا إسماعيل عن شعيب بن يسار عن عكرمة قال: دعا النبي صلى الله عليه وسلم ابن عباس فأجلسه في حجره ومسح على رأسه ودعا له بالعلم.
حدثنا قبيصة قال: حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل قال: قرأ ابن عباس سورة النور، ثم يفسرها. فقال رجل: لو سمعت هذا الديلم لأسلمت.
حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد عن الزبير بن الخريت قال قال: عكرمة: كان ابن عباس أعلم بالقرآن من علي وكان علي أعلم بالمبهمات من ابن عباس.
حدثنا أبو نعيم قال: ثنا سفيان عن أبي إسحق عن عبد الله بن سيف قال: قالت عائشة: من جعل على الموسم العام ؟ قالوا: ابن عباس. قالت: هو أعلم الناس بالحج.
حدثنا عمر بن حفص بن غياث قال: حدثنا أبي قال: حدثنا الأعمش قال: ثنا <268> مسلم عن مسروق عن عبد الله قال : لو أن ابن عباس أدرك أسناننا ما عشره منا رجل.
حدثني إسماعيل بن الخليل قال: أخبرنا علي بن مسهر قال: أخبرنا الأعمش عن مسلم عن مسروق عن عبد الله قال: لو أدرك ابن عباس أسناننا ما عشره منا رجل. قال الأعمش: وسمعتهم يتحدثون أن عبد الله قال: ولنعم ترجمان القرآن ابن عباس.
حدثنا ابن نمير قال: حدثنا حفص عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال: قال عبد الله: نعم ترجمان القرآن ابن عباس.
حدثنا محمد بن أبي السري قال: حدثنا عبد الرزاق قال: حدثنا الثوري عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن عبد الله قال: لو أدرك ابن عباس أسناننا ما عشره منا رجل، نعم الترجمان ابن عباس للقرآن.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو أسامة عن الأعمش عن مجاهد قال: كان ابن عباس يسمى البحر من كثرة علمه.

حدثنا أبو بكر الحميدي قال: حدثنا عمرو بن دينار قال: قلت لجابر بن زيد: إنهم يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن لحوم الحمر الأهلية ؟ قال: أين ذلك البحر - يعني ابن عباس - ، وقرأ: " قل لا أجد في ما أُوحي إليّ محرماً... " الآية.
حدثنا قبيصة قال: حدثنا سفيان عن ابن جريج عن طاوس قال: ما رأيت رجلاً أورع من ابن عمر ولا رأيت رجلاً أعلم من ابن عباس.
حدثنا ابن نمير قال: حدثنا أبي قال: ثنا الأعمش عن إبراهيم عن مسروق قال: أرسل ابن عباس إلى علقمة وأصحاب عبد الله فجعل يسأل فيخطىء ويصيب فتفحش في أنفسنا أن نرد عليه ونحن على طعامه.
حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسماعيل بن أبي خالد عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن عبد العزى عن العباس قال: قلت يا رسول الله أن قريشاً إذا التقوا لقي بعضهم بعضاً بالبشاشة، وإذا لقونا لقونا بوجوه لا نعرفها. فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك غضباً شديداً، ثم قال: والذي نفس محمد بيده لا يدخل قلب رجل الايمان حتى يحبكم لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم.
<269> حدثنا زياد بن أيوب قال: ثنا يحيى قال: حدثنا هشام بن يوسف الصنعاني عن عبد الله بن سليمان النوفلي قاضي صنعاء عن محمد بن علي ابن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحبوا الله عز وجل لما يغذوكم به من نعمة وأحبوني لحب الله عز وجل وأحبوا أهل بيتي لحبي.
حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسماعيل بن أبي خالد عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن العباس قال: قلت يا رسول الله أن قريشاً جلسوا فتذاكروا أحسابهم فجعلوا مثلك مثل نخلة في كبوة من الأرض. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل يوم خلق الخلق جعلني في خيرهم، ثم حين فرقهم جعلني في خير الفريقين، ثم حين جعل القبائل جعلني في خير قبيلة، ثم حين جعل البيوت جعلني في خير بيوتهم فأنا خيرهم نفساً وخيرهم بيتاً.
حدثنا عبيد الله بن موسى وسليمان بن حرب وحجاج بن منهال قالوا: حدثنا حماد بن زيد عن عمرو بن دينار عن محمد بن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل اختار العرب فاختار منهم كنانة أو قال النضر بن كنانة - شك حاد - ثم اختار منهم قريشاً ثم اختار منهم بني هاشم.
حدثني يحيى بن عبد الحميد قال: حدثنا قيس عن الأعمش عن عبابة بن ربعي الأسدي عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله عز وجل خلق الخلق قسمين فجعلني في خيرهما قسماً وذلك قول الله عز وجل " وأصحاب اليمين وأصحاب الشمال " فأنا من أصحاب اليمين، وأنا خير أصحاب اليمين، ثم جعل القسمين أثلاثاً فجعلي في خيرها ثلثاً فذلك قوله " وأصحاب الميمنة " " والسابقون السابقون " فأنا خير السابقين، ثم جعل الأثلاث قبائل فجعلني في خيرها قبيلة وذلك قوله " وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند اللّه أتقاكم، إن اللّه عليم خبير " ، وأنا أتى ولد آدم وأكرمهم على الله عز وجل. ثم جعل القبائل بيوتاً فجعلني في خيرها بيتاً وذلك قوله " إنما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " ، وأنا وأهل بيتي مطهرون من الذنوب.
<270> حدثنا أبو نعيم قال: ثنا سفيان عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن المطلب بن أبي وداعة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - وبلغه بعض ما يقول الناس، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه - قال: من أنا ؟ قالوا: أنت رسول الله. قال: أنا محمد بن عبد الله ابن عبد المطلب. قال: إن الله عز وجل خلق الخلق فجعلني في خير خلقه، ثم جعلهم فرقتين فجعلني في خيرهم قبيلة، وجعلهم بيوتاً فجعلني في خيركم بيتاً، وأنا خيركم بيتاً وخيركم نفساً.

حدثني علي بن المنذر قال: حدثنا ابن فضيل قال. حدثنا يزيد بن ابن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث قال: حدثني المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب: أن العباس دخل على نبي الله صلى الله عليه وسلم وهو عنده فقال: ما أغضبك ؟ قال: يا رسول الله ما لنا ولقريش، إذا تلاقوا تلاقوا بوجوه مبشرة، وإذا لقونا بغير ذلك، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى احمر وجهه وحتى استدر عرق بين عينيه - كان إذا غضب استدر - فلما سري عنه قال: والذي نفس محمد بيده لا يدخل قلب رجل الايمان حتى يحبكم لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم. ثم قال: أيها الناس من آذى العباس فقد آذاني إنما عم الرجل صنو أبيه. وهكذا رواه خالد الطحان وجرير الرازي.
حدثنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا إسرائيل عن عبد الأعلى أنه سمع سعيد بن جبير يقول: أخبرني ابن عباس: أن رجلاً وقع في أب كان له في الجاهلية فلطمه العباس، فجاء قومه فقالوا: والله لنلطمنه كما لطمه، ولبسوا السلاح، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصعد المنبر، ثم قال: يا أيها الناس أي الناس تعلمون أكرم على الله عز وجل ؟ قالوا: أنت. قال: فإن العباس مني وأنا منه لا تسبوا أمواتنا فتؤذوا أحياءنا. قال فجاء القوم فقالوا: يا رسول الله نعوذ بالله من غضبك استغفر لنا.
<271> حدثنا عبيد الله قال ثنا أبو إسرائيل عن الحكم قال: استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب على السعاية، فأتى العباس يطلب صدقته، فأغلظ له العباس، فأتى عمر علياً وذكر ذلك له ليذكره للنبي صلى الله عليه وسلم، فأتاه علي فأخبره، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر: تربت يداك أما علمت أن عم الرجل صنو أبيه، إن العباس أسلفنا زكاة العام عام الأول.
حدثنا عبيد الله قال: حدثنا عبد العزيز بن سياه عن حبيب بن أبي ثابت: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث عمر على الصدقة، فمنعه العباس. فقال عمر: يا رسول الله إن العباس منع الصدقة. فقال: يا ابن الخطاب أليس قد علمت أن عم الرجل صنو أبيه. قال: صدقت.
حدثنا عيسى بن محمد قال: حدثنا وهب بن جرير قال: حدثنا أبي قال سمعت الأعمش يحدث عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن علي: أن عمر استشار الناس فقال: ما تقولون في فضل عندنا من هذا المال ؟ قالوا: يا أمير المؤمنين قد شغلنك أو شغلناك عن أهلك وضيعتك وتجارتك فهو لك. قال: لي ! ما تقول أنت ؟ فقلت: قد أشاروا عليك. قال: قل. قال: قلت يا أمير المؤمنين لم تجعل يقينك ظناً وحلمك جهلاً. قال: لتخرجن مما قلت أو لأعاقبنك. قلت: أجل إذاً والله لأخرجن منه، أما تذكر إذ بعثك رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعياً، فأتيت العباس فمنعك صدقته، فكان بينكما فأتيتني فقلت انطلق معي إلى النبي صلى الله عليه وسلم حتى أخبره بما صنع العباس، فأتيانه فوجدناه خائراً.، فرجعنا ثم أتيناه الغد فوجدنا طيب النفس، فذكرت له الذي صنع العباس، فقال: أما علمت يا عمر أن عم الرجل صنو أبيه، وقال إنا كنا احتجنا فاستسلفنا العباس صدقة عامين. قال: وذكرنا الذي رأينا من خثوره في اليوم والذي رأينا من طيب نفسه في اليوم الثاني. فقال: إنكما أتيتماني في اليوم الأول وقد بقي عندي من الصدقة ديناران، فكان الذي رأيتما من خثوري لذلك ثم أتيتماني اليوم وقد وجهتهما وكان الذي رأيتما من طيب نفسي لذلك. قال عمر: صدقت والله، أما والله لأشكرن لك الأولى والآخرة. قلت: يا أمير المؤمنين فلم تعجل العقوبة وتؤخر الشكر.
حدثنا سفيان بن أويس قال: حدثني أبي عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بصدقة، فقيل منع ابن جميل وخالد بن الوليد وعباس بن عبد المطلب. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما نقم ابن جميل إلا أن كان فقيراً فأغناه الله عز وجل ورسوله، <272> وأما خالد فإنكم تظلمون خالداً إن خالداً قد حبس أدراعه وأعبده في سبيل الله وأما العباس بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي عليه ومثلها معها.

حدثنا يحيى قال ثنا ابن أبي الزناد عن أبيه عن الأعرج عن أبي هريرة قال: أمر النبي صلى الله عليه وسلم بصدقة، فقال بعض من يلمز: منع ابن جميل وخالد بن الوليد والعباس بن عبد المطلب أن يتصدقوا، فخطب النبي صلى الله عليه وسلم فكفف عن اثنين عن العباس وعن خالد، وتصدق عن ابن جميل، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما نقم ابن جميل إلا أنه كان فقيراً فأغناه الله عز وجل من فضله ورسوله، وأما خالد بن الوليد فإنكم تظلمون خالداً إن خالداً قد حبس أدراعه وأعبده في سبيل الله عز وجل وأما العباس بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي عليه ومثلها معها.
حدثنا أبو بكر الحميدي وإبراهيم بن المنذر ونعيم بن حماد قالوا: أخبرنا محمد بن طلحة قال: حدثنا أبو سهيل بن مالك أنه سمع سعيد بن المسيب يحدث عن سعد بن أبي وقاص قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهز بعثاً في سوق الخيل بالمدينة إذ طلع العباس بن عبد المطلب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا العباس بن عبد المطلب عم نبيكم أجود قريش كفاً وأوصلها. قال إبراهيم في حديثه: سمعت سعد بن أبي وقاص يقول: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سوق الخيل فطلع العباس فقال: أوصلها لها. وقال نعيم: قلت لمحمد: وأخاها. قال وأخاها وأوصلها سواء، وربما قلت وأخاها.
حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال: حدثني محمد بن طلحة بن عبد الرحمن بن طلحة بن عبيد الله القرشي ثم التيمي قال: حدثني إسحق ابن إبراهيم بن عبد الله بن حارثة بن النعمان عن أبيه عن عبد الله بن حارثة أنه قال: لما قدم صفوان بن أمية بن خلف الجمحي قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: على من نزلت يا أبا وهب ؟ قال: نزلت على العباس بن عبد المطلب. قال: نزلت على أشد قريش لقريش حباً.
<273> حدثنا عمرو بن عاصم قال سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال قال: بعث ابن الحضرمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من البحرين بثمانين ألفاً ما أتاه مال أكثر منه لا قبل ولا بعد. قال: قال: فنثرت على حصير ونودي بالصلاة، قال: وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فشد قائماً على المال. قال: وجاء أهل المسجد. قال: فما كان يومئذ عدد ولا وزن ما كان إلا قبضاً. قال: فجاء العباس بن عبد المطلب فجاء بخميصة عليه، فذهب يقوم فلم يستطع. قال: فرفع رأسه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أرفع علي، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى خرج ضاحكه أو نابه، فقال له: أعد في المال طائفةً وقم بما تطيق. قال: ففعل، قال: فجعل العباس يقول وهو منطلق أما إحدى اللتين وعدنا الله عز وجل فقد أنجزنا، وما ندري ما يصنع في الأخرى " يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى أن يعلم اللّه في قلوبكم خيراً " الآية. قال: فهذا خير ما أخذ مني ولا أدري ما يصنع الله عز وجل في الآخرة. فما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم مائلاً على ذلك المال حتى ما بقي منه درهم، وما بعث إلى أهله بدرهم. قال: ثم أتى الصلاة فصلى.
حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال: حدثني أبي عن عمه ثمامة عن أنس قال: كان عمر إذا قحطوا خرج فاستسقى وأخرج معه العباس وقال: اللهم إنا قد قحطنا نتوسل بنبينا صلى الله عليه وسلم وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا. قال: فيسقون.
حدثنا إسحق بن حاتم قال: حدثنا عبد الوهاب عن ثور بن يزيد عن مكحول عن كريب مولى ابن عباس عن ابن عباس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم للعباس: إذا كان غداة الاثنين فأتني أنت وولدك. قال: فغدا وغدونا فألبسنا كساءً له، ثم قال: اللهم اغفر للعباس وولده مغفرة ظاهرة باطنة لا تغادر ذنباً، اللهم أخلفه في ولده.
حدثنا إبراهيم بن سعيد قال: حدثنا إسماعيل بن قيس بن سعد بن زيد بن ثابت الأنصاري قال: حدثني أبو حازم عن سهل قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام العباس بن عبد المطلب فستره. قال: فرآه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: اللهم استر العباس وولده من النار.
حدثنا عبيد الله بن موسى قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد عن مغيرة عن أبي رزين قال: سئل العباس: أنت أكبر أو النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قال: هو أكبر مني، وأنا ولدت قبله.

حدثنا عبيد الله بن موسى وعبد الله بن رجاء عن إسرائيل عن أبي إسحق عن حارثة عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر: انظروا من استطعتم أن تأسروا من بني عبد المطلب فإنما أخرجوا كرها.
حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال: حدثني أبي عن حميد بن قيس المكي مولى بني أسد بن عبد العزى عن عطاء بن أبي رباح وغيره من أصحاب ابن عباس عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا بني عبد المطلب إني سألت الله عز وجل لكم ثلاثاً؛ أن يثبت قائمكم، وأن يهدي ضالكم، وأن يعلم جاهلكم، وسألت الله عز وجل أن يجعلكم جوداً رحماً نجداً ولو أن رجلاً مر بين الركن والمقام فصلى وصام ثم لقي الله عز وجل وهو مبغض لأهل بيت محمد صلى الله عليه وسلم دخل النار.
حدثنا الحسن بن الربيع قال: ثنا ابن إدريس عن ابن إسحق. وحدثني عمار بن الحسن قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحق عن العباس بن عبد الله بن معبد أنه حدثه بعض أهله عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يوم بدر: من لقي منكم العباس فليكف فإنه أخرج مستكرها. قال: فقال أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة: أيقتل آباؤنا وأبناؤنا وإخواننا ونترك العباس والله إن لقيته لألجمنه السيف - قال عمار: لألحمنه بالحاء. وقال الحسن بالجيم - فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لعمر: يا أبا حفص - قال عمر: إنه أول يوم كناني فيه بأبي حفص - أيضرب وجه عم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسيف ؟ حدثني عمار بن الحسن قال: ثنا سلمة قال: حدثني محمد عن العباس بن عبد الله بن معبد عن بعض أهله عن ابن عباس.
وحدثني محمد بن وهب قال: حدثنا محمد بن سلمة عن محمد ابن إسحاق قال: حدثني العباس بن عبد الله بن معبد بن عباس عن بعض أهله عن ابن عباس قال: لما <275> أمسى القوم من يوم بدر والاسارى محبوسون - قال عمار: محبوسون في الوثاق - بات رسول الله صلى الله عليه وسلم ساهراً أول ليلة فقال له أصحابه: يا رسول الله مالك لا تنام ؟ قال: سمعت حس العباس في وثاقه، فقاموا إلى العباس فأطلقوه، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حدثنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا إسرائيل عن إبراهيم عن المهاجر عن مجاهد عن أنس: أنه لما أسر الأسارى يوم بدر أسر العباس، أسره رجل من الأنصار قد أوعدوه أن يقتلوه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني لم أنم الليل من أجل العباس، وقد زعمت الأنصار أنهم قاتلوه فقال عمر: آتهم يا رسول الله ؟ فأتى الأنصار فقال: أرسلوا العباس. قالوا: إن كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم رضى فخذه.
حدثنا الحسن بن الربيع قال: حدثنا ابن إدريس عن محمد بن إسحق قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس: يا عباس أفد نفسك وابن أخيك عقيل بن أبي طالب ونوفل بن عبد الحارث وحليفك عتبة بن جحدم أخا بني الحارث بن فهر فإنك ذو مال. فقال: يا رسول الله إني قد كنت مسلماً ولكن القوم استكرهوني. قال: الله أعلم باسلامك، إن يك كما تذكر فالله يجزيك بذلك، فافد نفسك.
حدثنا الحسن قال: فحدثنا ابن إدريس قال: قال ابن إسحق فحدثني عبد الله بن أبي نجيح عن عطاء عن عبد الله بن عباس قال: افترض الله عز وجل عليهم أن يقاتل واحد عشرة وذكر القصة إلى " فيما أخذتم عذاب عظيم " . وقال: " يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم اللّه في قلوبكم خيراً يُؤتكم خيراً مما أُخذ منكم " . قال: فكان العباس يقول: في والله نزلت هذه الآية حين أخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سألني وسألته أن يحاسبني بالعشرين أوقية الذي أخذ مني، فأبى أن يحاسبني بها. فأعطاني الله عز وجل بالعشرين أوقية عشرين عبداً كلهم تاجر بمال في يده مع ما أرجو من مغفرة الله عز وجل.
حدثني عمار قال: ثنا سلمة عن ابن إسحق عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: كان العباس بن عبد المطلب يقول: في والله نزلت حين ذكرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم اسلامي وسألته أن يقاضيني، ذكر القصة.

حدثنا زيد بن المبارك قال: حدثنا محمد بن ثور عن معمر قال: سمعت ثابت البناني عن أنس قال: لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر قال الحجاج بن علاط: يا رسول الله إن لي بمكة مالاً وإن لي بها أهلاً وأنا أريد اتيانهم فأنا في حل إن أنا نلت منك وقلت شيئاً. فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول ما شاء. فقال لامرأته حين قدم: أخفي علي واجمعي ما كان عندك لي فإني أريد أن أشتري من غنائم محمد وأصحابه فإنهم قد استبيحوا وأصيبت أموالهم، ففشا ذلك بمكة، فاشتد على المسلمين وأبلغ، وأظهر المشركون فرحاً وسروراً وبلغ الخبر العباس فعقر وجهد لا يستطيع أن يقوم. قال معمر: فأخبرني عثمان الجزري عن مقسم قال: فأخذ العباس ابناً له يقال له قثم واستلقى ووضعه على صدره وهو يقول:
قُثم شبه ذي الأنف الأشمّ ... فبادر بالنعم رغم من رغم
قال: معمر في حديث أنس: فأرسل العباس غلاماً له إلى الحجاج: أن ويلك ما جئت به وما تقول فالذي وعد الله خير مما جئت به. فقال الحجاج: يا غلام أقر أبا الفضل السلام، وقال له فليخل لي في بعض بيوته فآتيه فإن الخبر على ما يسره. فلما بلغ العبد باب الدار قال: انشرح يا أبا الفضل، فوثب العباس فرحاً حتى قبل ما بين عينيه، فأخبره بقول الحجاج، فأعتقه، ثم جاء الحجاج فأخبره بافتتاح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر وغنم أموالهم وإن سهام الله عز جل قد جرت فيها وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم اصطفى صفية بنت حيي لنفسه وخيرها أن يعتقها فتكون زوجته أو يلحقها بأهلها. فاختارت أن يعتقها وتكون زوجته، ولكن جئت لمال لي كان ها هنا أن أجمعه فأذهب به وإني استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقول فأذن لي أن أقول ما شئت فأخف علي يا أبا الفضل ثلاثاً، ثم اذكر ما شئت. قال: فجمعت به امرأته متاعه، ثم استمر، فلما كان بعد ثلاث أتى العباس امرأة الحجاج، فقال: ما فعل زوجك ؟ قالت: ذهب. وقالت: لا يحزنك الله تعالى يا أبا الفضل، لقد شق علينا الذي بلغك. فقال: أجل فلا يحزنني الله عز وجل ولم يكن بحمد الله إلا ما أحب، فتح الله عز وجل على رسوله وجرت سهام الله عز وجل في خيبر واصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية لنفسه فإن كان لك في زوجك حاجة فالحقي به - قالت: أظنك والله صادقاً. قال: فإنني والله صادق والأمر على ما أقول لك. ثم ذهب حتى أتى مجالس قريش وهم يقولون: أما وربك لا يصيبك إلا خير يا أبا الفضل. قال: لم يصبني إلا خير والحمد لله خبرني الحجاج بكذا وكذا وقد سألني أن أكتم عليه ثلاثاً لحاجته، فرد الله عز وجل ما كان بالمسلمين من كآبة وجزع على المشركين، وخرج <277> المسلمون من مواضعهم حتى دخلوا على العباس حين أخبرهم بالخبر.
حدثنا الحجاج قال: حدثنا حماد عن علي بن زيد عن الحسن: أنه بقي في بيت المال بقية فقال العباس لعمر بن الخطاب والناس: أرأيتم أن لو كان فيكم عم موسى أكنتم تكرمونه وتعرفون حقه ؟ قالوا: نعم. قال: فأنا عم نبيكم أحق أن تكرموني، فكلم عمر الناس، فأعطوه.
حدثنا عبدا لله بن رجاء قال أخبرنا قيس بن الربيع عن ابن أبي السفر عن ابن شرحبيل وهو أرقم عن ابن عباس عن العباس قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وعنده نساؤه فاستترن مني إلا ميمونة قد وسعها ذلك، فقال: لا يبقى في البيت أحد شهد اللد إلا لد، إن يميني لم تصب العباس.
حدثنا أبو اليمان قال أخبرني شعيب بن أبي حمزة عن الزهري.
وحدثنا الحجاج حدثنا جدي عن الزهري.
وحدثنا علي بن الحسن بن شقيق قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا معمر ويونس عن الزهري.

وحدثنا أبو صالح ويحيى بن عبد الله بن بكير قالا: ثنا الليث قال: حدثني عقيل عن ابن شهاب قال: أخبرني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اشتكى أوله شكوته الذي توفي فيه وهو في بيت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فاشتد وجعه حتى غمر من شدة الوجع، فاجتمع عنده نساء من أزواجه منهم أم سلمة وعمه العباس وأسماء بنت عميس، فتشاوروا في لد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين غمر فلدوه وهو مغمور، فلما أفاق قال: من فعل هذا بي هذا عمل نساء جئن من ها هنا، وأشار إلى أرض الحبشة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يبقى في البيت أحد إلا لد - كالعقوبة لهم - إلا عم رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال أبو بكر: فالتدت ميمونة يومئذ وهي صائمة من أجل قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حدثنا سليمان بن حرب قال: ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن الحسن عن الأحنف بن قيس سمع عمر بن الخطاب يقول: إن قريشاً رؤوس الناس ليس أحد منهم يدخل من باب إلا دخل معه طائفة من الناس، فلما طعن عمر أمر صهيباً أن يصلي بالناس ويطعمهم ثلاثة أيام حتى يجتمعوا على رجل، فلما وضعت الموائد كف الناس عن الطعام، فقال <278> العباس: يا أيها الناس إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات فأكلنا بعده وشربنا، ومات أبو بكر فأكلنا، وأنه لا بد للناس من الأكل، فمد يده فأكل وأكل الناس، فعرفت قول عمر.
حدثنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا موسى بن عبيدة عن يعقوب بن زيد أن عمر خرج في يوم جمعة فقطر عليه ميزاب العباس، فأمر به فقلع، فقال العباس: قلعت ميزابي ما وضعه حيث كان إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده. فقال عمر: والله لا يضعه إلا أنت بيدك ثم لا يكون لك سلم إلا عمر. قال: فوضع العباس رجليه على عاتقي عمر، ثم أعاده حيث كان.
حدثني محمد بن وهب قال: حدثني محمد بن سلمة عن ابن إسحق قال: حدثني حسين بن عبد الله بن عبيد الله ابن عباس عن عكرمة مولى ابن عباس قال: قال أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم: كنت غلاماً للعباس بن عبد المطلب، وكان الاسلام قد دخلنا أهل البيت، فأسلم العباس وأم الفضل وأسلمت، وكان العباس يهاب قومه ويكره خلافهم، فكان يكتم اسلامه.
حدثنا الحسن بن الربيع قال: حدثنا ابن ادريس عن ابن إسحق قال: حدثني حسين ب عبد الله بن عبيد الله بن عباس عن عكرمة قال: قال أبو رافع، فذكر مثله سواء حدثنا يحيى بن يحيى قال: حدثنا عبد الجبار بن ورد المكي قال: سمعت عطاء يقول: ما رأيت مجلساً قط أكرم من مجلس ابن عباس أكثر فقهاً وأعظم جفنةً منه إن أصحاب القرآن يسألونه، وعنده أصحاب الشعر يسألونه وعنده أصحاب النحو يسألونه، كلهم يصدر في واد واسع.
حدثنا يوسف بن كامل العطار قال: حدثنا حماد قال: ثنا علي ابن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس قال: كان للعباس دار إلى جنب المسجد في المدينة، فقال له عمر بن الخطاب: بعنيها أو هبها لي حتى أدخلها في المسجد فأبى. فقال: اجعل بيني وبينك رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فجعلا بينهما أبي بن كعب، فقضى للعباس على عمر. فقال عمر: ما أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أجرأ علي منك. فقال أبي بن كعب: أو أنصح لك مني، ثم قال: يا أمير المؤمنين أما بلغك حديث داؤد أن الله عز وجل أمره ببناء بيت المقدس، فأدخل فيه بيت امرأة بغير اذنها، <279> فلما بلغ حجر الرجال منعه الله عز وجل بناءه، قال داؤد: أي رب إن منعتني بناءه فاجعله في خلفي. فقال العباس: أليس قد قضيت لي بها وصارت لي. قال: بلى. فإني أشهدك أني قد جعلتها لله عز وجل.

حدثنا محمد بن وهب قال: حدثنا محمد بن سلمة عن ابن إسحق قال: حدثني العباس بن عبد الله بن معبد عن بعض أهله عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأصحابه: إني قد عرفت أن رجالاً من بني هاشم وغيرهم قد خرجوا كرهاً لا حاجة لهم في قتالنا، فمن لقي منكم أحداً من بني هاشم فلا يقتله، ومن لقي منكم أبا البختري بن هشام ابن الحارث بن أسد فلا يقتله، ومن لقي العباس بن عبد المطلب فلا يقتله، فإنه إنما أخرج مستكرهاً. فقال أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة: أيقتل آباؤنا وأبناؤنا واخواننا وعشائرنا ونترك العباس ! والله لئن لقيته لألحمنه السيف. فبلغت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لعمر بن الخطاب: يا أبا حفص - فقال عمر: إنه لأول يوم كناني فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي حفص - أيضرب وجه عم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسيف. قال عمر: يا نبي الله دعني فأضرب عنقه بالسيف فوالله لقد نافق. فكان أبو حذيفة يقول: ما أنا بآمن من تلك الكلمة التي قلت يومئذ، ولا أزال منها خائفاً إلا أن يكفرها الله عني بشهادة، فقتل يوم اليمامة شهيداً.
حدثني عبد الوهاب بن الضحاك قال: حدثنا إسماعيل بن عياش قال حدثنا صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن كثير بن مرة الحضرمي عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله عز وجل اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً، منزلتي ومنزلة إبراهيم في الجنة يوم القيامة تجاهان والعباس بيننا مؤمن بين خليلين.
حدثنا الحميدي قال: حدثنا أنس بن عياض عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر: أن العباس استأذن النبي صلى الله عليه وسلم أن يبيت بمكة ليالي منى من أجل سقايته، فأذن له.
<280> حدثنا قبيصة قال: ثنا سفيان عن موسى بن أبي عائشة عن عبد الله ابن أبي رزين عن علي قال: قلت للعباس: سل رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعملنا على الصدقة ؟ فقال: ما كنت لأستعملك على غسالة ذنوب الناس. وقال: قلت للعباس: سل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحجابة ؟ فقال: أعطيكم ما هو خير لكم منها السقاية بروائكم ولا تزروا بها.
حدثنا ابن أبي أويس قال: حدثني أبي قال: أخبرني محمد ابن مسلم أن عبد الله بن عبد الله بن الحارث حدثه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الصدقة لا تنبغي لآل محمد إنما هي أوساخ الناس.
حدثنا عبد الرحمن بن المبارك قال: حدثنا سفيان بن حبيب قال: حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن ذكوان أبي صالح عن صهيب مولى العباس قال: رأيت علياً يقبل يد العباس ويقول: يا عم ارض عني.
حدثنا عبيد الله بن موسى وعبد الله بن رجاء عن إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم حين فرغ من بدر: عليك بالعير ليس دونها شيء، فناداه العباس: ألا أنه لا يصلح لك. قال: لمه ؟ قال لأن الله عز وجل قد وعدك إحدى الطائفتين وقد أعطاك الله عز وجل ما وعدك.
حدثنا عبيد الله بن موسى قال: حدثنا هشيم عن أبي بشر عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس قال: أحكمت المحكم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فقلت فما المحكم ؟ قال: المفصل. وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابن عشر.
حدثنا الربيع بن يحيى قال: حدثنا شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن الجبير عن ابن عباس قال: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قرأت المحكم من القرآن وأنا ابن عشر سنين - وهو مختون - فسئل سعيد بما المحكم من القرآن ؟ قال: المفصل.
حدثنا عبيد الله بن معاذ قال: حدثنا أبي قال: حدثنا شعبة عن أبي إسحق السبيعي <281> عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابن خمس عشرة.

حدثنا أحمد بن منيع قال: حدثنا هشيم قال: أخبرنا أبو بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كان عمر يأذن لأهل بدر ويأذن لي معهم، فقال بعضهم: أتأذن لهذا الفتى ومن أبنائنا من هو مثله ؟ فقال: فيه ممن قد علمتم. فأذن لهم يوماً وأذن لي معهم، فسألهم عن هذه السورة " إذا جاء نصر اللّه والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين اللّه أفواجاً " فقالوا: أمر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم إذا فتح الله عز وجل عليه أن يستغفر، وأن يتوب عليه. فقال لي: ما تقول يا ابن عباس ؟ فقلت: ليس كذلك ولكنه أخبر نبيه صلى الله عليه وسلم بحضور أجله. فقال " إذا جاء نصر اللّه والفتح " فتح مكة " ورأيت الناس يدخلون في دين اللّه أفواجاً " أي فعند ذلك علامة موتك " فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً " فقال لهم: كيف تلوموني عليه بعد ما ترون.
حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة أن علياً أتي بقوم من الزنادقة أو مرتدين، فأمر بهم، فحرقوا، فبلغ ذلك ابن عباس فقال: لو كنت أنا لقتلتهم لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ولما حرقتهم لنهي رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من بدل دينه فاقتلوه، وقال: لا تعذبوا بعذاب الله عز وجل.
حدثنا سليمان بن حرب وأخبرنا جرير عن أيوب بمثل ذلك، وزاد فيه: فبلغ قول ابن عباس علياً فقال: ويح ابن أم الفضل أنه لغواص على الهنات.
حدثنا علي بن الحسن بن شقيق قال: وأنبأ عبد الله قال: أنبأ معمر عن علي بن بذيمة الجزري أنه حدثه عن يزيد بن الأصم عن ابن عباس قال: قدم على عمر بن الخطاب رجل، فجعل عمر يسأله عن الناس. فقال: يا أمير المؤمنين قرأ منهم القرآن كذا وكذا. فقال ابن عباس: والله ما أحب أن يسارعوا يومهم هذا في القرآن هذه المسارعة. قال: فزبرني عمر ثم <282> قال: مه. قال: فانطلقت إلى منزلي مكتئباً حزيناً. فقلت: قد كنت نزلت من هذا الرجل بمنزلة ما أرى إلا أني قد سقطت من نفسه. قال: فرجعت إلى منزلي فاضطجعت على فراشي حتى عادني نسوة أهلي وما بي من وجع وما هو إلا الذي نقلني به عمر. قال: فبينا أنا كذلك إذ أتاني رجل فقال: أجب أمير المؤمنين. قال: فخرجت فإذا هو قائم قريباً ينتظرني فأخذ بيدي ثم خلا بي فقال: ما كرهت مما قال الرجل. قال: قلت يا أمير المؤمنين إن كنت أسأت فاستغفر الله عز وجل وأتوب إليه فانزل حيث أحببت. قال: لتحدثني ما الذي كرهت مما قال الرجل. فقلت: يا أمير المؤمنين إنهم متى ما يسارعوا هذه المسارعة تحنفوا ومتى تحنفوا اختلفوا ومتى اختلفوا يفشلوا. قال: لله أبوك ! والله لقد كنت أكاتمها الناس حتى جئت بها.
حدثنا الحميدي قال: حدثنا سفيان قال: حدثني سالم عن منذر قال: لما مات ابن عباس قال ابن الحنفية: اليوم مات رباني هذه الأمة.
حدثنا حسان وابن قعنب وابن بكير عن مالك عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بنا - قال ابن بكير في الحديث: إلى غير جدار - فجئت إلى حمار لي وقد ناهزت الحلم - وهي موضع: ناهزت الاحتلام - فمررت بين يدي بعض الصفوف فنزلت فأرسلت الأتان يرتع، ودخلت في الصف فلم يعب ذلك علي أحد.
حدثنا الحميدي قال: حدثنا سفيان قال: حفظته من الزهري وحدثناه عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس قال: جئت أنا والفضل على أتان، وقال ابن المبارك عن معمر: جئت أنا والفضل مرتدفين.
حدثنا سعيد بن منصور قال: حدثنا هشيم قال: أنبأ أبو حمزة عمران ابن أبي عطاء القصاب قال: شهدت موت ابن عباس بالطائف، فوليه محمد ابن الحنفية وكبر عليه أربعاً.
قال أبو نعيم: ومات ابن عباس سنة ثمان وستين.
حدثنا هدبة بن عبد الوهاب المروزي الكتاني قال: حدثنا الفضل بن موسى قال: <283> حدثنا محمد بن عطاء عن ابن عباس قال: أجلسني رسول الله صلى الله عليه وسلم قريباً منه ومسح برأسي ووضع يده على صدري وقال: اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل.
حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا وهيب عن خالد عن عكرمة عن ابن عباس قال: ضمني رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه وقال: اللهم علمه الحكمة.
حدثنا أبو بشر قال: حدثنا عبد الوهاب عن خالد عن عكرمة عن ابن عباس مثله بنحوه.

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الرحيم قالا: حدثنا عبد الله بن بكير عن حاتم بن أبي صغيرة عن عمرو بن دينار أن كريباً أخبره عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: دعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يزيدني الله عز وجل فهماً وعلماً.
حدثنا سفيان بن وكيع عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن كريب عن ابن عباس قال: دعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يزيدني الله علما وفهماً.
حدثني أحمد بن منيع قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري قال: حدثنا سفيان عن ليث عن أبي الجهضم عن ابن عباس قال: دعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين، ورأيت جبريل مرتين.
أخبرنا الحسن بن الربيع قال: حدثنا ابن إدريس عن عاصم بن كليب عن أبيه عن ابن عباس قال: دعاني عمر وكان يدعوني مع أشياخ أصحاب محمد حتى كان بعضهم يجد من ذلك في نفسه، وقد كان يأمرني أن لا أتكلم حتى يتكلموا، قال فدعاني وهم عنده، قال: فقال إنكم قد علمتم ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر اطلبوها في العشر الأواخر وتراً ففي أي العشر ترونها ؟ قال: فلم يتركوا شيئاً في وتر العشر إلا ذكروه، فقال لي: مالك لا تتكلم يا ابن عباس ؟ قال قلت: إن شئت تكلمت. قال: ما دعوتك إلا لتتكلم. قال: قلت إني أقول برأيي. قال: عن رأيك أسألك. قال: قلت: إني سمعت الله عز وجل أكثر السبع في <284> القرآن قال: فعد السموات والأرض والطواف وأشياء كلها أعرف حتى قال وجعل ما بين الأرض سبعاً.
حدثنا يوسف بن كامل قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد قال: حدثنا عاصم بن كليب قال: حدثني أبي عن ابن عباس قال: كان عمر بن الخطاب إذا دعا الاشياخ من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم دعاني معهم وقال: لا تتكلم حتى يتكلموا. قال فدعاني ذات يوم أو قال ذات ليلة فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في ليلة القدر ما قد علمتم " التمسوها في العشر الأواخر وتراً " ففي أي الوتر ترونها ؟ فقال بعضهم تاسعه، سابعه، خامسه ثالثه، فقال لي: يا ابن عباس مالك لا تتكلم ؟ فقلت: إن شئت تكلمت. قال: ما دعوتك إلا لتتكلم. فقلت: أقول فيها برأيي ؟ قال: عن رأيك أسألك. فقلت: إني سمعت الله عز وجل أكثر ذكر السبع، فقال السموات سبع والأرضين سبع حتى قال " ثم شققنا الأرض شقاً. فأنبتنا فيها حباً. وعنباً وقضباً. وزيتوناً ونخلاً. وحدائق غُلباً. وفاكهة وأبَّا " فالحدائق كل ملتف وكل ملتف حديقة، والأب ما تنبت الأرض مما لا يأكل الناس. فقال عمر: أعجزتم أن تقولوا مثل ما قال هذا الغلام الذي لم تستو شؤون رأسه، ثم قال إني كنت نهيتك أن تتكلم فإذا دعوتك معهم فتكلم.
حدثنا يحيى بن قال: حدثنا عبد الجبار بن الورد المكي قال: سمعت عطاءاً يقول: ما رأيت مجلساً قط أكرم من مجلس ابن عباس أكثر فقهاً وأعظم جفنة منه، إن عنده أصحاب القرآن يسألونه وعنده أصحاب الشعر يسألونه وعنده أصحاب النحو يسألونه كلهم يصدر في واد واسع.
حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد عن أيوب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: بت في بيت خالتي ميمونة، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في الليل فجئت فقمت عن يساره، فأقامني عن يمينه، فصلى، ثم نام حتى سمعت نفخه، ثم خرج إلى الصلاة. قال أيوب: وبلغني أنه دعا له تلك الليلة: اللهم آته الحكمة، أو قال: اللهم زده علماً.
حدثنا الحجاج قال حدثنا حماد قال: حدثنا عمار بن أبي عمار عن ابن عباس قال: كنت مع أبي عند النبي صلى الله عليه وسلم ومع النبي صلى الله عليه وسلم رجل يناجيه، وكان كالمعرض عن أبي، فخرجنا <285> من عنده. فقال: ألم تر إلى ابن عمك كالمعرض عني. قلت له: يا أبه كان عنده رجل يناجيه. قال: وكان عنده أحد ؟ قلت: نعم. فرجعنا، فقال: يا رسول الله إني قلت لعبد الله كذا وكذا فقال لي كذا وكذا وهل كان عندك أحد ؟ قال: ورأيته يا عبد الله ؟ قلت: نعم. قال: ذاك جبريل هو الذي شغلني عنك.

حدثني الحميدي وابن أبي عمر قالا: حدثنا سفيان قال: حدثنا عاصم بن كليب قال أخبرني أبي أنه سمع ابن عباس يقول: كان عمر بن الخطاب إذا صلى صلاة جلس للناس فمن كان له حاجة كلمه وإن لم تكن لأحد حاجة قام ودخل فصلى صلوات لا يجلس للناس فيهن. قاب ابن عباس: فحضرت الباب فقلت يا يرفأ أتى أمير المؤمنين شكاة ؟ فقال: ما بأمير المؤمنين من شكاة، قال: فجلست فجاء عثمان بن عفان فجلس، فخرج يرفأ فقال: قم يا ابن عفان قم يا ابن عباس، قال: فدخلنا على عمر فإذا بين يديه صبر من مال على كل صبرة منها كرفة. فقال عمر: إني نظرت في أهل المدينة فوجدتكما من أكثر أهلها عشيرةً فخذا هذا المال فاقسماه فما كان من فضل فرداً. قال: فأما عثمان فحثا، وأما أنا فحبوت على ركبتي وقلت: وإن كان نقصاناً رددت علينا. فقال عمر: شنشنة أعرفها من أخشن - قال سفيان: يعني حجراً من جبل - أما كان هذا عند الله ومحمد وأصحابه يأكلون القد. فقلت: بلى والله لقد كان هذا عند الله عز وجل ومحمد حي ولو عليه فتح صنع فيه غير الذي تصنع. قال: فغضب عمر وقال: إذاً صنع ماذا ؟ قال قلت. إذاً أكل وأطعمنا. قال: فشج عمر حتى اختلفت أضلاعه، ثم قال: وددت أني خرجت منها كفافاً لا علي ولا لي.

حدثني موسى بن مسعود قال: حدثنا عكرمة بن عمار عن سماك أبي زميل الدؤلي - وقد كان هوى نجدة - قال: قال ابن عباس: أنه لما اعتزلت الخوارج دخلوا رأياً وهم ستة ألف وأجمعوا أن يخرجوا على علي بن أبي طالب وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم معه. قال: وكان لا يزال يجيء إنسان فيقول: يا أمير المؤمنين إن القوم خارجون عليك - يعني علياً - فيقول: دعوهم فإني لا أقاتلهم حتى يقاتلوني وسوف يفعلون. فلما كان ذات يوم، أتيته قبل صلاة الظهر فقلت له: يا أمير المؤمنين أبردنا بصلاة لعلي أدخل على هؤلاء القوم فأكلمهم. فقال: إني أخاف <286> عليك. فقلت: كلا وكنت رجلاً حسن الخلق لا أوذي أحداً، فأذن لي، فلبست حلةً من أحسن ما يكون من اليمن، وترجلت، ودخلت عليهم نصف النهار، فدخل على قوم لم أر قوماً قط أشد منهم اجتهاداً، جباهم قرحت من السجود، وأيديهم كأنها بقر الأبل، وعليهم قمص مرحضة، مشمرين، مسهمة وجوههم من السهر، فسلمت عليهم. فقالوا: مرحباً يا ابن عباس ما جاء بك ؟ قال: قلت: أتيتكم من عند المهاجرين والأنصار ومن عند صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم، علي وعليهم نزل القرآن، وهم أعلم بتأويله. فقالت طائفة منهم: لا تخاصموا قريشاً فإن الله قال " بل هم قوم خَصِمون " فقال اثنان أو ثلاثة: لو كلمتهم، فقلت لهم: ترى ما نقمتهم على صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم والمهاجرين والأنصار وعليهم نزل القرآن وليس فيكم منهم أحد وهم أعلم بتأويله منكم ؟ قالوا: ثلاثاً. قلت: ماذا ؟ قالوا: أما إحداهن فإنه حكم الرجال في أمر الله عز وجل وقد قال الله عز وجل " إن الحُكمُ إلا للّه " فما شأن الرجال والحكم بعد قول الله عز وجل ؟ فقلت: هذه واحدة وماذا ؟ قالوا: وأما الثانية فإنه قاتل ولم يسب ولم يغنم فلئن كانوا مؤمنين ما حل لنا قتالهم وسباهم. وماذا الثالثة ؟ قالوا: إنه محى نفسه من أمير المؤمنين، إن لم يكن أمير المؤمنين فإنه لأمير الكافرين قلت: هل عندكم غير هذا ؟ قالوا: كفانا هذا. قلت لهم: أما قولكم حكم الرجال في أمر الله عز وجل أنا أقرأ عليكم في كتاب الله عز وجل ما ينقض قولكم أفترجعون ؟ قالوا: نعم. قلت: فإن الله عز وجل قد صير من حكمه إلى الرجال في ربع درهم ثمن أرنب وتلا هذه الآية " ولا تقتلوا الصيد وأنتم حُرُم " إلى آخر الآية، وفي المرأة وزوجها " وإن خفتم شِقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها " إلى آخر الآية فنشدتكم بالله هل تعلمون حكم الرجال في إصلاح ذات بينهم وحقن دمائهم أفضل أم حكمهم في أرنب وبضع امرأة. فأيهما ترون أفض ؟ قالوا: بل هذه. قال: خرجت من هذه ؟ قالوا: نعم. قلت: وأما قولكم قاتل ولم يسب ولم يغنم فتسبون أمكم عائشة، فوالله لئن قلتم ليست بأمنا لقد خرجتم من الاسلام ووالله لئن قلتم نسبيا نستحل منها ما نستحل من غيرها لقد خرجتم من الاسلام، فأنتم بين الضلالتين إن الله عز وجل قال " النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجُه أمهاتهم " ، فإن قلتم ليست بأمنا لقد خرجتم من الاسلام. أخرجت من هذه ؟ قالوا: نعم. وأما قولكم محا نفسه من أمير المؤمنين فأنا آتيكم بمن ترضون، يوم الحديبية، كاتب المشركين أبا سفيان بن حرب وسهيل بن عمرو فقال: يا علي أكتب هذا ما اصطلح عليه محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال المشركون: والله لو نعلم أنك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما قاتلناك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: <287> اللهم إنك تعلم أني رسولك. امح يا علي اكتب: هذا ما كاتب عليه محمد بن عبد الله. فوالله لرسول الله صلى الله عليه وسلم خير من علي؛ فقد محا نفسه. قال: فرجع منهم ألفان وخرج سائرهم فقتلوا.

حدثنا أحمد بن يونس قال: حدثنا المعافى بن عمران الموصلي قال: حدثنا إدريس بن سنان أو الياس ابن بنت وهب قال: حدثني وهب بن منبه أن عباس طاف بالبيت حين أصبح أسبوعاً. قال وهب: وأنا وطاووس معه وعكرمة مولاه، وكان قد رق بصره فكان يتوكأ على العصا، فلما فرغ من طوافه انصرف إلى الحطيم، فصلى ركعتين، ثم نهض فنهضنا معه، فدفع عصاه إلى عكرمة مولاه، وتوكأ علي وعلى طاووس، ثم انطلق بنا إلى غربي الكعبة بين باب بني سهم وباب بني جمح، فوقفنا على قوم بلغ ابن عباس أنهم يخوضون في حديث القدر وغيره مما يختلف الناس فيه، فلما وقف عليهم سلم عليهم فأجابوه فرحبوا به وأوسعوا له، فكره أن يجلس إليهم، ثم قال: يا معشر المتكلمين فيما لا يعنيهم ولا يزيد عليهم ألم تعلموا أن لله عز وجل عباداً قد أسكنتهم خشية من غير عي ولا بكم وإنهم لهم الفصحاء النطقاء النبلاء الألباء والعالمون بالله عز وجل وبآياته ولكنهم إذا ذكروا عظمة الله عز وجل انقطعت ألسنتهم وكسرت قلوبهم وطاشت عقولهم اعظاماً لله عز وجل واعزازاً وإجلالاً فإذا استفاقوا من ذلك استبقوا إلى الله عز وجل بالأعمال الزكية يعدون أنفسهم مع الظالمين الخاطئين وأنهم لأنزاه أبرار، أو مع المقصرين والمفرطين وإنهم لأكياس أقوياء، ولكنهم لا يرضون لله عز وجل بالقليل، ولا يستكثرون له الكثير ولا يدلون عليه بالأعمال، متى ما لقيتهم فهم مهتمون مخوفون مروعون خائفون مشفقون وجلون، فأين أنتم منهم، يا معشر المبتدعين اعلموا أن أعلم الناس بالقدر أسكتهم عنه، وإن أجهل الناس بالقدر أنطقهم فيه. قال وهب: ثم انصرف عنهم وتركهم، فبلغ ابن عباس أنهم تفرقوا عن مجلسهم ذلك، ثم لم يعودوا إليه حتى هلك ابن عباس.
حدثنا عبد الأعلى بن حماد بن نصر النرسي قال: حدثنا هارون بن عبد الواحد أبو الحكم عن موسى بن أبي درم عن وهب بن منبه قال: بلغ ابن عباس عن مجلس كان في <288> المسجد الحرام مما يلي باب بني سهم يجلس فيه ناس من قريش يختصمون ترتفع أصواتهم. فقال ابن عباس: انطلق بنا إليهم، فانطلقنا حتى وقفنا عليهم، فقال ابن عباس أخبرهم بما كلم به الفتى أيوب وهو في بلائه قال الفتى يا أيوب أما كان في عظمة الله عز وجل وذكر الموت ما يكل لسانك ويكسر قلبك ويقطع حجتك، يا أيوب أما علمت أن لله عز وجل عباداً أسكنتهم خشية الله عز وجل من غير عي ولا بكم وإنهم النطقاء الفصحاء الألباء الطلقاء، العالمون بالله عز وجل وآياته ولكنهم إذا ذكروا عظمة الله عز وجل تقطعت قلوبهم وكلت ألسنتهم وطاشت عقولهم وأحلامهم، فإذا استفاقوا من ذلك استبقوا إلى الله عز وجل بالأعمال الزكية لا يستكثرون لله عز وجل الكثير، ولا يرضون له بالقليل يعدون أنفسهم من الظالمين والخاطئين وإنهم لأنزاه أبرار، ومع المضيعين والمفرطين وإنهم لأكياس أقوياء ناحلون دائبون، يراهم الجاهل يقول من مرض وقد خالط القوم أمر عظيم. قال مروان: فكتب إلي رجل أن ابن عباس قال على أثر كلام وهب: وكفى بك ظالماً أن لا تزال مخاصماً، وكفى بك آثماً أن لا تزال ممارياً، وكفى بك كاذباً أن لا تزال محدثاً في غير ذات الله عز وجل.
حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد وعبد الرحمن بن حماد الشعيثي عن كهمس بن عبد الله عن عبد الله بن بريدة قال: شتم رجل ابن عباس. فقال: إنك تشتمني في ثلاث خصال: إني لآتي الآية من كتاب الله عز وجل فلوددت أن جميع الناس علموا منه مثل الذي أعلم، وإني لأسمع بالحكم من حكام المسلمين يقضي بالعدل فأفرح به ولعلي لا أقاضي إليه أبداً، وإني لأسمع بالغيث يصيب الأرض من أرض المسلمين فأفرح به وما لي بها من سائمة.
حدثنا أبو النعمان قال: حدثنا حماد بن زيد عن الزبير بن خريت عن عكرمة قال: كان ابن عباس أعلمها بالقرآن وكان علي أعلمهما بالمبهمات.
<289> حدثنا يحيى بن يحيى قال: حدثنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت أبي يحدث عن طاووس قال: كنا عند ابن عباس، قال: وكان سعيد بن جبير يكتب، قال: فقيل لابن عباس: إنهم يكتبون. قال: أيكتبون ! ثم قام، وكان حسن الخلق، قال ولولا حسن خلقه لغير بأشد من القيام.
حدثنا أبو النعمان ويحيى بن يحيى عن حماد بن زيد عن الزبير بن خريت عن عكرمة قال: كان ابن عباس يجعل الكبل في رجلي على تعليم القرآن والفقه. قال أبو النعمان: على تعليم القرآن والسنة.

حدثني يوسف بن عدي قال: حدثنا عبيد الله بن عمر عن زيد بن أبي أنيسة عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. قال سعيد: جاء رجل فقال: يا ابن عباس إني أجد في القرآن أشياء تختلف علي فقد وقع ذلك في صدري. فقال ابن عباس: أتكذيب ؟ فقال: ما تكذيب ولكن اختلاف. قال فهلم ما وقع في نفسك. قال له الرجل: أسمع الله عز وجل يقول " فلا أنساب بينهم يومئذٍ ولا يتساءلون " وقال في آية أخرى " وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون " وقال في آية أخرى " ولا يكتمون اللّه حديثاً " ، وقال في آية أخرى " واللّه ربِّنا ما كنا مشركين " فقد كتموا في هذه الآية، وفي قوله " أم السماء بناها. رفع سمكها فسواها. وأغطش ليلها وأخرج ضحاها. والأرض بعد ذلك دحاها " فذكر في هذه الآية خلق السماء قبل الأرض، ثم قال في هذه الآية الأخرى " أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أنداداً ذلك رب العالمين " وقال " وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواءً للسائلين " إلى آخر الآية قوله " طائعين " فذكر في هذه الآية خلق الأرض قبل السماء. وقوله " وكان اللّه غفوراً رحيماً " " وكان اللّه عزيزاً حكيماً " " وكان اللّه سميعاً بصيراً " فكأنه كان ثم مضى ؟ قال ابن عباس: هات ما وقع في نفسك من هذا. قال السائل: إذا أنت أنبأتني بهذا فحسبي. قال ابن عباس: قوله " فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون " فهذا في النفخة الأولى " ونفخ في الصور فصُعِق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء اللّه " فلا أنساب بينهم عند ذلك ولا يتساءلون. ثم إذا كان في النفخة الأخرى قاموا فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون، وأما قوله عز وجل " ربنا ما كنا مشركين " وقوله عز وجل " ولا يكتمون اللّه حديثاً " فإن الله عز وجل <290> يغفر يوم القيامة لأهل الاخلاص ذنوبهم، ولا يتعاظم عليه ذنب أن يغفره ولا يغفر الشرك، فلما رأى المشركون ذلك قالوا إن ربنا يغفر الذنوب ولا يغفر الشرك، فتعالوا نقول إنما كنا أهل ذنوب ولم نكن مشركين، فقال الله عز وجل إذا كتمتم الشرك فأختموا على أفواههم وتنطق أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون. فعند ذلك عرف المشركون أن الله عز وجل لا يكتم حديثاً فعند قوله عز وجل " يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تشوى بهم الأرض ولا يكتمون اللّه حديثاً " وأما قوله " السماءُ بناها رفع سمكها فسواها وأغطش ليلها وأخرج ضحاها والأرض بعد ذلك دحاها " فإنه خلق الأرض في يومين قبل السماء ثم استوى إلى السماء فسواهن في يومين آخرين، ثم نزل إلى الأرض فدحاها، ودحيها أن أخرج منها الماء والمرعى وشق فيها الأنهار وجعل السبل، وخلق الجبال والرمال والأكوام وما بينهما في يومين آخرين فذلك قوله " والأرض بعد ذلك دحاها " وقوله " أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أنداداً ذلك ربُّ العالمين. جعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواءاً للسائلين " فجعل الأرض وما فيها من شيء في أربعة أيام، وجعلت السموات في يومين. وأما قوله " وكان اللّه غفوراً رحيماً " " وكان اللّه عزيزاً حكيماً " " وكان اللّه سميعاً بصيراً " فإن الله عز وجل جعل نفسه ذلك، سمى نفسه ذلك، ولم يجعله غيره، فذلك قوله " وكان اللّه " أي لم يزل كذلك. قال ابن عباس للرجل: احفظ عني ما حدثتك واعلم أن ما أختلف عليك في القرآن أشباه ما حدثتك، وأن الله عز وجل لم يترك شيئاً إلا أصاب الذي أراد به، ولكن الناس لا يعلمون فلا يختلفن عليك القرآن، فإن كلاً من عند الله عز وجل.

حدثني المعلى بن أسد قال: حدثنا عبد الوارث عن علي بن زيد قال: حدثني يوسف بن مهران عن ابن عباس قال: كتب قيصر إلى معاوية بن أبي سفيان: سلام عليك أما بعد: فأتني بأحب كلمة إلى الله عز وجل والثاني والثالث والرابع والخامس وبأكرم عباده عليه، وأكرم إمائه عليه، وبأربعة أشياء فيهم الروح لم يركضوا في رحم، وبقبر يسير بصاحبه، وبمكان لم تصبه الشمس إلا مرة وبالمجرة ما موضعها من السماء، وبقوس قزح وما بدء أمره. <291> فلما قرأ كتابه قال: اللهم العنه وما يدريني ما هذا. قال: فأرسل إلي يسألني عن ذلك، فقلت: أما أحب كلمة إلى الله عز وجل فلا إله إلا الله لا يقبل عمل إلا بها، والثانية التحية سبحان الله وصلاة الخلق، والثالثة الحمد كلمة الشكر، والرابعة الله أكبر فواتح الصلاة والركوع والسجود، والخامسة لا حول ولا قوة إلا بالله فأكتب إليه بذلك فإنهم سيعرفون. فأما لا إله إلا الله فإذا قالها العبد يقول الله عز وجل: أخلص عبدي، وإذا قال سبحان الله، قال عبدني عبدي، وإذا قال الحمد لله، قال: شكرني عبدي، وإذا قال الله أكبر، قال صدق عبدي أنا أكبر، وإذا قال لا حول ولا قوة إلا بالله، قال ألقى إلي عبدي السلم. فأما أكرم عباده عليه فآدم الذي خلقه بيده وعلمه الاسماء كلها، وأما أكرم إمائه فمريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها، وأما الأربعة الذين فيهم الروح لم يركضوا في رحم فآدم وحواء وعصا موسى حين ألقاها وكانت ثعباناً مبيناً، والكبش الذي ذبح عن إسماعيل وأما مكان لم تصبه الشمس إلا مرة فالبحر حين انفل عن بني إسرائيل وأما القبر الذي يسير بصاحبه فبطن الحوت الذي كان فيه يونس، وأما المجرة فباب من أبواب السماء، وأما قوس قزح فأمان من الغرق بعد قوم نوح، فلما قرأ قيصر كتابه قال: أيم الله ما علمتها وما كنت تعلمها إلا من رجل من أهل بيت نبي.

حدثنا عبد الوهاب بن الضحاك قال: حدثنا عيسى بن يونس عن الأعمش عن شقيق بن سلمة قال: لما قتل الحسين بن علي بن أبي طالب ثار عبد الله بن الزبير، فدعا ابن عباس إلى بيعته، فامتنع ابن عباس، وظن يزيد بن معاوية أن امتناع ابن عباس تمسكاً منه ببيعته، فكتب إليه: أما بعد فقد بلغني أن الملحد ابن الزبير دعاك إلى بيعته، والدخول في طاعته، لتكون له على الباطل ظهيراً، وفي المآثم شريكاً، وإنك اعتصمت ببيعتنا وفاءً منك لنا وطاعةً لله عز وجل لما عرفك من حقنا فجزاك الله عن ذي رحم خير ما يجزي الواصلين أرحامهم الموفين بعهودهم فما أنس من الأشياء فلست بناس برك وتعجيل صلتك بالذي أنت له أهل من القرابة من الرسول فانظر من طلع عليك من الآفاق ممن سحرهم ابن الزبير بلسانه وزخرف قوله فأعلمهم رأيك فإنهم منك أسمع ولك أطوع منهم للمخل المجرم المارق. فكتب إليه ابن عباس: أما بعد فقد جاءني كتابك تذكر دعاء ابن الزبير إياي إلى بيعته والدخول في طاعته فإن يك ذلك كذلك فإني والله ما أرجو بذلك برك ولا حمدك، ولكن الله عز وجل بالذي أنوي به عليم، وزعمت أنك غير ناس بري وتعجيل صلتي، فاحبس أيها الانسان برك وتعجيل صلتك فإني حابس عنك ودي فلعمري ما تؤتينا مما لنا قبلك من حقنا إلا اليسير، وإنك لتحبس منه العريض الطويل، وسألت أن أحث الناس عليك وأن أخذلهم <292> عن ابن الزبير فلا ولا سروراً ولا حباً، إنك تسألني نصرتك وتحثني على ودك وقد قتلت حسيناً رضي الله عنه وفتيان عبد المطلب مصابيح الهدى ونجوم الاعلام غادرتهم خيولك بأمرك في صعيد واحد مزملين بالدماء مسلوبين بالعراء، لا مكفيين ولا موسدين، تسفوا عليهم الرياح وتنتابهم عرج الضباع، حتى أتاحا لله عز وجل لهم بقوم لم يشركوا في دمائهم، كفنوهم وأجنوهم، وبي وبهم والله غررت وجلست مجلسك الذي جلست فما أنسى من الأشياء فلست بناس اطرادك حسيناً رضي الله عنه من حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حرم الله عز وجل وتسييرك إليه الرجال لتقتله في الحرم فما زلت بذلك وعلى ذلك حتى أشخصته من مكة إلى العراق، فخرج خالفاً يترقب، فتزلزلت به خيلك عداوة منك لله عز وجل ولرسوله ولأهل بيته الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً أولئك لا كآبائك الجلاف الحافة أكباد الحمير، فطلب إليكم الموادعة وسألكم الرجعة، فاغتنمتم قلة أنصاره واستئصال أهل بيته فتعاونتم عليه كأنكم قتلتم أهل بيت من الترك، فلا شيء أعجب عندي من طلبتك ودي وقد قتلت ولداي وسيفك يقطر من دمي وأنت آخذ ثأري، فإن شاء الله لا يطل لديك دمي ولا تسبقني بثأري، وإن سبقتني في الدنيا فقبل ذلك ما قتل النبيون، وإن النبيين فيطلب الله عز وجل بدمائهم، فكفى بالله عز وجل للمظلومين ناصراً ومن الظالمين منتقماً فلا يعجبنك إن ظفرت بنا اليوم فلنظفرن بك يوماً، وذكرت وفائي وما عرفتني من حقك فإن يك ذلك كذلك فقد والله بايعتك ومن قبلك، وإنك لتعلم أبي وولد أبي أحق بهذا الأمر منكم، ولكنكم معشر قريش كاثرتمونا حتى دفعتمونا عن حقنا، ووليتم الأمر دوننا، فبعداً لمن تجرأ ظلماً واستغوى السفهاء علينا كما بعدت ثمود وقوم لوط وأصحاب مدين، ألا وإن من أعجب الأعجايب - وما عسى أن أعجب - حملك بنات عبد المطلب وأطفالاً صغاراً من ولده إليك بالشام كالسبي المجلوبين تري الناس أنك قد قهرتنا، وأنك تمن علينا، وبنا من الله عز وجل عليك، ولعمر الله لئن كنت تصبح آمناً من جراحة يدي إني لأرجوا أن يعظم الله عز وجل جرحك من لساني ونقضي وإبرامي. والله ما أنا بآيس من بعد قتلك ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأخذك أخذاً أليماً، ويخرجك من الدنيا مذموماً مدحوراً. فعش لا أبا لك ما استطعت فقد والله ازددت عند الله أضعافاً واقترفت مأثماً والسلام على من اتبع الهدى.

حدثني أحمد بن سعيد قال: حدثنا وهب بن جرير قال: حدثنا أبي قال: سمعت محمد بن إسحق يحدث عن عثمان بن أبي سليمان بن جبير ابن مطعم عن نافع بن جبير <293> قال: سمعت ابن الزبير يخطب الناس بمكة وهو يقول: إن ها هنا رجلاً أعمى الله عز وجل قلبه كما أعمى بصره يفتي الناس بالمتعة وأيم الله لا أوتى برجل عمل بها إلا رجمتهما بالحجارة، فأشخص له ابن عباس صدره فقال: إنك تخرف إنما أمركم بهذا الأمر ابن صفوان، لعلي بعمة الجعيد حين يجيء بأمرأته وبطنها إلى فيها وأنفها. فسكت ابن الزبير. قال نافع: فحدثت بهذا الحديث عمر بن عبد العزيز فقال: لعمرك إن كان ابن عباس لعربياً.
حدثنا سعيد بن منصور قال: حدثنا سفيان عن عبد الكريم الجزري عن سعيد بن جبير قال: كنت أسمع الحديث من ابن عباس فلو يأذن لي لقبلت رأسه.
حدثنا أبو النعمان قال: حدثنا حماد بن زيد عن مجالد عن الشعبي أنا لعباس قال لأبنه عبد الله: إني أرى هذا الرجل قد أكرمك - يعني عمر بن الخطاب - وأدنى مجلسك وألحقك بقوم لست مثلهم، فأحفظ علي ثلاثاً: لا يجربن عليك كذباً، ولا تفشين عليه سراً، ولا تغتابن عنده أحداً.
حدثنا أبو نعيم عبد الرحمن بن هانيء النخعي قال: حدثنا عبد الله ابن المؤمل عن عبد الله بن أبي مليكة قال: قيل لابن عباس من أكرم الناس عليك ؟ قال: جليس الذي يتخطى الناس حتى يجلس إلي لو استطعت أن لا يقع الذباب على وجهه لفعلت.
حدثنا أبو نعيم قال: ثنا صالح بن رستم عن ابن أبي مليكة قال: صحبت ابن عباس من مكة إلى المدينة - أو من المدينة إلى مكة - فكان يصلي ركعتين، فإذا نزل قام شطر الليل ويرتل القرآن يقرأ حرفاً حرفاً، ويكثر في ذلكم من التسبيح والنحيب ويقرأ " وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد " .
حدثنا علي بن عثمان بن نفيل قال: حدثنا أبو مسهر قال: حدثني بعض أصحاب الأوزاعي وليد بن يزيد أنه سمع الأوزاعي يقول: قال عمر بن الخطاب لعبد الله بن العباس: والله إنك لأصبح فتياننا وجهاً، وأحسنهم عقلاً وأفقههم في كتاب الله عز وجل.
حدثنا محدث عن أبي المغيرة عبد القدوس عن ابن عياش عن من حدثه عن كعب <294> قال: تظهر رايات سود لبني العباس حتى ينزلوا الشام ويقتل الله عز وجل على أيديهم كل جبار وعدو لهم.
حدثنا الحجاج قال ثنا حماد عن عطاء بن السائب قال: سمعت عبد الرحمن بن العلاء الحضرمي قال: حدثني مع سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إنه سيكون في آخر هذه الأمة قوم لهم مثل أجر أولهم، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقاتلون أهل الفتن.
حدثني محمد بن خالد بن العباس قال: حدثنا الوليد قال: حدثني أبو عبد الله عن الوليد بن هشام المعيطي عن أبان بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط قال: قدم عبد الله بن عباس على معاوية - وأنا حاضر - فأجازه فأحسن جائزته، ثم قال: يا أبا العباس هل تكون لكم دولة ؟ قال: أعفني يا أمير المؤمنين. قال: لتخبرني. قال: نعم. قال: فمن أنصاركم ؟ قال: أهل خراسان، ولبني أمية من بني هاشم نطحات.
حدثنا محمد بن عبد العزيز الرملي قال: حدثنا الوليد بن مسلم عن علي بن حوشب عن مكحول قال: إذا رأيت راية هاشمية فلا تعرض لها فإن دولتها طويلة.
حدثني إبراهيم بن أيوب الدمشقي قال: حدثنا الوليد قال: حدثني أبو عمرو صدقة بن عمرو الجمحي عن رجل من ذي يمن من ذي عصيان أنه قال له مقدم ابن داود بن علي بمكة: يا أبا عمرو والله لأزالة جبل من مكانه أهون من إزالة ملك مؤجل من ملك بني العباس.
حدثني إبراهيم بن أيوب قال ثنا الوليد قال: حدثنا عبد الملك بن حميد بن أبي غنية عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير قال: سمعنا عبد الله بن عباس ونحن نقول: اثني عشر أميراً ثم لا أمير واثني عشر أميراً ثم هي الساعة. فقال ابن عباس ما أحمقكم إن منا أهل البيت بعد ذلك المنصور والسفاح والمهدي يدفعها إلى عيسى بن مريم.

حدثنا أبو بكر بن أبي شبة وعلي بن المنذر قالا: حدثنا ابن فضيل عن أبي حيان عن يزيد بن حيان قال: انطلقت أنا وحصين بن عقبة إلى زيد بن أرقم فقال زيد: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه ووعظ، ثم قال: أما بعد أيها الناس إني أنتظر أن <295> يأتيني رسول ربي فأجيب، وإني تارك فيكم الثقلين: أحدهما كتاب الله عز وجل فيه النور والهدى فاستمسكوا بكتاب الله عز وجل فحث عليه، ثم قال: وأهل بيتي أذكركم الله عز وجل في أهل بيتي. ثلاث مرات. فقال له يزيد وحصين: من أهل بيته أليس نساؤه من أهل بيته ؟ قال: إن نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة عليهم بعده. قال حصين: فمن هم يا يزيد ؟ قال: هم أهل العباس وآل علي وآل جعفر وآل عقيل.
حدثنا يحيى قال: حدثنا جرير عن الحسن بن عبيد الله عن أبي الضحى عن زيد بن أرقم قال: النبي صلى الله عليه وسلم : إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله عز وجل وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض.
حدثني أحمد بن يحيى قال: حدثنا عبد الرحمن بن شريك قال: ثنا أبي عن الأعمش عن حبيب بن أي ثابت عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم عن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: إني تركت فيكم الثقلين كتاب الله عز وجل حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي. فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.
حدثنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا إسرائيل عن عثمان بن المغيرة عن علي بن ربيعة قال: لقيت زيد بن أرقم وهو يريد الدخول على المختار فقلت له: بلغني عنك حديث. قال: ما هو ؟ قلت: أسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله عز وجل وعترتي ؟ قال: نعم.
حدثنا عبيد الله قال: أنبأ فضيل بن مرزوق عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله عز وجل حبل ممدود من السماء إلى الأرض طرف في يد الله عز وجل وطرف في أيديكم فاستمسكوا به، ألا وعترتي. قال فضيل: سألت عطية عن عترته ؟ قال: أهل بيته.
<296> حدثنا عبيد الله قال: أخبرا شريك عن الركين عن قاسم بن حسان عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني تارك فيكم خليفتي كتاب الله عز وجل وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض.
حدثنا عبيد الله قال: حدثنا أبو إسرائيل عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله عز وجل سبب موصول من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يتفرقا حتى يدرا علي الحوض.
حدثنا عبيد الله قال: حدثنا موسى بن عبيدة عن اياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لأمتي.
حدثني العباس بن الوليد بن صالح قال: حدثنا إسحق بن سعيد أبو سلمة قال: حدثني خليد بن دعلج عن عطاء بن أبي رباح عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمان الأرض من الغرق القوس، وأمان أهل الأرض من الاختلاف الموالاة لقريش فإذا خالفتهم قبيلة صاروا حزب إبليس.
حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا الحسن بن أبي جعفر قال: حدثنا علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركب فيها نجا، ومن تخلف عنها غرق، ومن قاتلنا في آخر الزمان فإنما قاتل مع الدجال.
حدثنا عبيد الله عن إسرائيل عن أبي إسحق عن رجل حدثه عن حنش قال: رأيت أبا ذر آخذاً بحلقة باب الكعبة وهو يقول: يا أيها الناس أنا أبو ذر فمن عرفني ألا وأنا أبو ذر الغفاري لا أحدثكم إلا ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سمعت وهو يقول: أيها الناس إني قد تركت فيكم الثقلين كتاب الله عز وجل وعترتي أهل بيتي، وأحدهما أفضل من الآخر كتاب الله عز وجل، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض وإن مثلهما كمثل سفينة نوح من ركبها نجا، ومن تركها غرق.
حدثنا عبيد الله عن إسرائيل عن سالم عن سعيد في قوله " قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى " قال أن تصلوا قرابة ما بيني وبينكم.

حدثنا عبيد الله قال: حدثنا إسرائيل عن جابر عن محمد ابن علي عن أبي مسعود قال: لو صليت صلاة لا أصلي على آل محمد لرأيت أن صلاتي لا تتم.
حدثنا إبراهيم بن المنذر قال: حدثني محمد بن صدقة عن ابن أبي الزناد عن هشام بن <297> عروة قال: سألت أبي عن عبد الله بن عباس وعن فقهه ؟ فقال: ما رأيت مثل ابن عباس قط.
حدثنا الحجاج قال: حدثنا حماد عن يعلى بن عطاء عن بجير أبي عبد الله: أن ابن عباس لما احتملت جنازته جاء طير عظيم حتى خالط أكفانه.
حدثني سعيد بن أبي مريم قال: أخبرنا نافع بن عمر الجمحي قال: حدثني عبد الله بن يامين: أن طيراً دخل في ثياب عبد الله بن عباس وهو على سريره منعوش، فلم يزحزح حتى دفن. قال: لا أدري عبد الله رآه أو يامين.
حدثنا أبو نعيم قال: ثنا بسام الصيرفي قال: حدثني عبد الله بن يامين قال: أخبرني أبي: أنه لما مر بجنازة ابن عباس بالجيرة - وهو واد - جاء طير أبيض يقال له الغرنوق فدخل في النعش فلم ير بعد.
حدثنا محمد بن عبد الله بن المثنى بن أنس الأنصاري قال: حدثني محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن ابن عباس قال: وجدت عامة علم رسول الله صلى الله عليه وسلم عند هذا الحي من الأنصار وإني كنت لآتي باب أحدهم فأقيل بابه ولو شئت أن يؤذن لي عليه لأذن لقرابتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكني كنت أبتغي بذلك طيب نفسه.
حدثنا أبو بكر الحميدي قال: ثنا سفيان قال: ثنا سالم عن منذر قال: لما مات ابن عباس قال ابن الحنفية: اليوم مات رباني هذه الأمة.
حدثنا سعيد قال: ثنا سفيان عن عبد الكريم الجزري عن سعيد بن جبير قال: كنت أسمع الحديث من ابن عباس فلو يأذن لي لقبلت رأسه.
حدثنا الحميدي قال: حدثنا سفيان قال ابن أبجر: لم يفقه أهل مكة حتى أتاهم ابن عباس.
حدثنا سفيان قال: ثنا ابن أبي نجيح قال: سمعت مجاهداً يقول: ما رأيت أحداً قط مثل ابن عباس إلا أن يقول قائل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد مات يوم وإنه لحبر هذه الأمة.
حدثنا أبو بكر قال: ثنا سفيان قال: ثنا إبراهيم بن ميسرة قال: سمعت طاووساً يقول: سمعت ابن عباس يقول: استشارتي حسين بن علي في الخروج. فقلت: لولا أن يزري ذلك <298> بي أو بك لنشبت يدي في رأسك، فكان الذي رد علي أن قال: لئن أقتل بمكان كذا وكذا أحب إلي من أن تنجدني - يعني مكة - قال ابن عباس: فذلك الذي سلا بنفسي عنه. ثم يقول طاووس: ما رأيت أحداً أشد تعظيماً للمحارم من ابن عباس، لو شاء أني أبكي لبكيت.
حدثنا سلمة قال: حدثنا أحمد بن حنبل قال: حدثنا عبد الرزاق قال: قال معمر: عامة علم ابن عباس من ثلاثة عمر وعلي وأبي بن كعب.
حدثني عبد الرزاق قال: سمعت معمراً قال: كان ابن عباس يقول لأخ له من الأنصار: اذهب بنا إلى أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فلعله أن يحتاج إلينا. قال: وكان إذا صلى جلس غلمانه خلفه فإذا مر بآية لم يسمع فيها شيئاً رددها فكتبوها فإذا خرج سأل عنها.
حدثنا نوح بن الهيثم العسقلاني قال: حدثنا الوليد عن سعيد بن عبد العزيز عن داود بن علي: أنهم قالوا: يا رسول الله إن أم الفضل لحامل. قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلمك عسى الله عز وجل أن يبيض وجوهنا بغلام. فولد عبد الله بن عباس.
حدثنا قطبة بن العلاء بن المنهال الغنوي قال: حدثنا سفيان عن سالم عن محمد بن علي أنه قال يوم مات ابن عباس: اليوم مات رباني قريش.
حدثنا أحمد بن منيع قال: ثنا ابن علية قال: ثنا أيوب قال: نبئت عن طاووس قال: ما رأيت أحداً أشد تعظيماً لحرمات الله عز وجل من ابن عباس لو شاء إذا ذكرته أن أبكي لبكيت.

حدثنا أحمد بن منيع قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا جرير بن حازم عن يعلى بن حكيم عن عكرمة عن ابن عباس قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت لرجل من الأنصار: هلم فلنسأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنهم اليوم كثير. فقال: واعجبا لك يا ابن عباس أترى الناس يفتقرون إليك وفي الناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من فيهم ؟ قال: فترك ذلك وأقبلت أسأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحديث، فإن كان ليبلغني الحديث عن الرجل فآتي بابه وهو قائل فأتوسد ردائي على بابه تسفي علي الرياح من التراب، فيخرج فيراني فيقول: يا ابن عم رسول الله ما جاء بك ألا أرسلت إلي فآتيك ؟ فأقول: أنا أحق أن آتيك، فأسأله عن الحديث. فعاش ذلك الرجل الأنصاري حتى رآني وقد اجتمع الناس حولي يسألوني. قال: هذا الفتى كان أعقل مني.
سمرة
حدثني سلمة قال: ثنا أحمد بن حنبل قال: حدثنا عبد الصمد قال: حدثنا أبو هلال <299> قال: ثنا عبد الله بن صبيح عن محمد بن سيرين قال: كان سمرة ما علمت عظيم الامانة صدوق الحديث محب للاسلام وأهله.
عبد الله بن الزبير
حدثنا سعيد بن أبي مريم قال: حدثنا نافع عن ابن كميل قال: جلست إلى عمر بن عبد العزيز فقال: أكان ابن الزبير يصلي الصبح بغلس ؟ قلت: نعم. قال: وما يريد بذلك ؟ قلت: سنة أبيك عمر. قال: إن ابن الزبير لم يكن للصلاة له غشاً، لم نر رجلاً أطول قياماً وأطول ركوعاً وأطول سجوداً وأتم جلسة وأقل التفاتاً وأكمل صلاة من ابن الزبير ولم نر من الناس أكيس خطيباً وأكيس مخاصماً حتى إذا ولي أنكر منه ما كانوا يعرفون.
عبيد الله بن عمير الليثي
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا عبد الواحد بن أيمن قال: رأيت عبيد الله بن عمير الليثي يقص حين يصلي الصبح حتى تطلع الشمس، وحين يصلي العصر حتى تغيب الشمس، وكانت له جمة إلى قفاه أو نحو ذلك، ورأيت لحيته صفراء.
الحسن بن محمد
حدثنا الحميدي قال: ثنا سفيان قال: حدثنا عمرو بن دينار قال: ما رأيت واحداً أعلم بما اختلف الناس فيه من الحسن بن محمد ما كان زهريكم هذا إلا غلاماً من غلمانه - يعني ابن شهاب - حدثنا الحميدي قال: ثنا سفيان قال: سمعت عمرو بن دينار قال: خرجت عامداً إلى المدينة إلى الحسن بن محمد.
حدثنا ابن أبي عمر قال: حدثنا سفيان قال حدثنا عبد الواحد بن أيمن قال: كان الحسن بن محمد ينزل علينا فكنا ننفق عليه ثلاثة أيام، فإذا مضت ثلاثة لم يقبل منا شيئاً.
<300> محمد بن علي بن أبي طالب
وبعثني أبي إلى محمد بن علي فرأيته مكحول العينين فجئت فقلت لأبي بعثتني إلى رجل كذا وكذا - وقعت فيه - فقال: يا بني ذاك خير الناس.
حدثنا أبو نعيم قال: ثنا عبد الرحمن بن أيمن قال: جئت إلى محمد ابن الحنفية وهو مكحول العينين مصبوغ اللحية بحمرة، ورأيت عليه قلنسوة ملصقة برأسه ورأيت عليه عمامة سوداء.
حدثنا الحميدي وابن أبي عمر قالا: ثنا سفيان عن عمرو قال: قال لي محمد بن علي: أعطيك ألف دينار وتعمل فيها ؟ قلت : ليس لي بها حاجة.
علي بن الحسين
حدثنا محمد بن أبي عمر قال: حدثنا سفيان قال: قال الزهري: ما رأيت هاشمياً أفضل من علي بن حسين. وقال الزهري: ما كان أكثر مجالس علي بن حسين وما رأيت أحداً كان أفقه منه، ولكنه كان قليل الحديث.
حدثنا إبراهيم بن المنذر قال: ثنا سفيان عن ابن شهاب قال: ما رأيت قرشياً أفضل من علي بن حسين.
حدثنا زيد بن بشر قال: أخبرني ابن وهب قال: حدثنا ابن زيد قال: كان أبي يقول: ما رأيت مثل علي بن الحسين منهم قط.

حدثني محمد بن أبي زكير قال: أخبرنا ابن وهب قال: حدثني مالك قال: قال نافع بن جبير لعلي بن الحسين أنك تجالس أقواماً دوناً. فقال له علي بن الحسين: إني أجالس من أنتفع بمجالسته في ديني. قال: وكان نافع يجد في نفسه وكان علي بن الحسين رجلاً له فضل في الدين. قال مالك: كان عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود من علماء الناس، وكان إذا دخل في صلاته فقعد إليه إنسان لم يقبل عليه حتى يفرغ من صلاته نحو ما كان يرى من طولها، قال مالك وإن علي بن حسين كان من أهل الفضل، وكان يأتيه فيجلس إليه، ويطول عبيد الله في صلاته ولا يلتفت إليه. <301> فقال له علي بن الحسين وهو ممن هو منه، فقال: لا بد لمن طلب هذا الأمر تعني به. قال مالك: وكان ابن شهاب يصحب عبيد الله بن عبد الله ابن عتبة بن مسعود حتى أنه كان ينتزع له الماء.
القاسم بن محمد
حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن زيد عن أيوب قال: رأيت على القاسم قلنسوة خز ورداء سابري معلم ملون قد صبغ بشيء من زعفران، ويدع مائة ألف يتخلج في نفسه منه.
حدثنا سليمان قال: ثنا وهيب قال: سمعت أيوب وذكر القاسم بن محمد قال: رأيت عليه قلنسوة خز ما رأيت رجلاً أفضل منه، ولقد ترك مائة ألف وهو له حلال.
حدثنا محمد بن أبي زكير قال: أخبرنا ابن وهب عن مالك قال: ذكر فضل القاسم بن محمد فقال: وكان القاسم من فقهاء هذه الأمة. وقال ابن وهب: وحدثني مالك أن محمد بن سيرين قد ثقل وتخلف عن الحج، فكان يأمر من يحج أن ينظر إلى هدي القاسم ولبوسه وناحيته فيبلغوه ذلك فيقتدي بالقاسم قال ابن وهب: وحدثني مالك أن عمر بن عبد العزيز قال: لو كان لي من الأمر شيء لوليت القاسم الخلافة. قال وكان القاسم قليل الحديث قليل الفتيا.
حدثني علي بن الحسن العسقلاني قال: ثنا ابن المبارك عن عبيد الله ابن موهب قال: سمعت القاسم بن محمد سأله رجل عن مسائل، فلما قدم الرجل قال له القاسم: لا تذهبن فتقول أن القاسم قال هذا هو الحق ولكن إذا اضطررت إليه عملت به.
حدثني أبو صالح قال: حدثني الليث عن يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد أنه قال: يا أهل العراق إنا والله لا نعلم كثيراً مما تسألونا عنه، ولئن يعيش الرجل جاهلاً إلا أنه يعلم ما فرض الله عز وجل عليه خير له من أن يقول على الله عز وجل ورسوله ما لا يعلم.
<302> حدثني محمد بن أبي زكير قال: أخبرني ابن وهب قال: سمعت مالكاً وذكر قول القاسم لئن يعيش المرء جاهلاً خير له من أن يقول على الله عز وجل ما لا يعلم. فقال مالك: هذا كلام يقبل، ثم ذكر أبا بكر الصديق وما خصه الله عز وجل به من الفضل وآتاه إياه. قال مالك: يقول أبو بكر في ذلك الزمان: لا أدري. قال مالك: ولا يقول هذا لا أدري.
حدثني زيد بن بشر وعبد العزيز قالا: أخبرنا ابن وهب قال: سمعت مالكاً وغيره من أهل العلم يحدثوه عن يحيى بن سعيد أنه سمع القاسم بن محمد يقول: يا أهل العراق إنا والله ما نعلم كل الذي تسألونا عنه، ولئن يعيش المرء جاهلاً إلا أنه يعرف ما افترض الله عز وجل عليه خير له من أن يقول على الله عز وجل ما لا يعلم.
حدثني محمد بن أبي زكير قال: حدثنا ابن وهب عن مالك قال: سمعته يحدث أن عمر بن عبد العزيز قال: لو كان إلي من هذا الأمر شيء ما عصبته إلا بالقاسم بن محمد. قال مالك: وكان يزيد بن عبد الملك قد ولي العهد قبل ذلك.
قال: وحدثنا ابن وهب قال: حين التقى القاسم وعمر وكان عمر يومئذ على المدينة فقال عمر للقاسم: إن معنا فضولاً من طعام ومتاع فخذ ذلك. فقال القاسم: إني لا أرزأ أحداً شيئاً. فقلت لمالك: أكان عمر يومئذ أميراً ؟ قال: نعم.
حدثنا محمد بن أبي زكير قال: أخبرنا ابن وهب قال: حدثنا مالك عن يحيى بن سعيد قال: كان القاسم لا يكاد يرد على أحد شيئاً في مجلسه، ولا يعيب عليه، قال: فتكلم ربيعة يوماً في مجلس القاسم فأكثر، فلما انصرف القاسم وهو متكيء علي فالتفت إلي فقال: لا آبا لغيرك أترى الناس كانوا غافلين عما يقول صاحبنا هذا.
حدثنا ابن بكير قال: حدثني الليث عن يحيى بن سعيد قال: كان ربيعة بن أبي عبد الرحمن ربما تكلم بشيء من الفتيا في مجلس القاسم ابن محمد. قال: فيلتفت إلي القاسم فيقول لي: أفضل الناس إن كان ما يقول ربيعة حقاً.

حدثنا سعيد بن أسد قال: حدثنا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة عن ابن عون قال: ما لقيت أكفأ من ثلاثة رجاء بن حيوة بالشام، والقاسم بن محمد بالحجاز، وابن سيرين بالعراق، يقول: لم يجاوزوا ما علموا، ولم يتكلفوا أن يقولوا برأيهم.
<303> حدثنا محمد بن عبد الله بن عمار قال: ثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: سمعت مالك بن أنس قال: ما حدث القاسم بن محمد مائة حديث.
حدثني سعيد بن أسد قال: حدثنا ضمرة عن ابن شوذب عن يحيى ابن سعيد قال: ما أدركنا بالمدينة أحداً نفضله على القاسم بن محمد.
حدثني ابن أبي زكير قال: ثنا ابن وهب قال: حدثني مالك: أن القاسم بن محمد كان يكون بينه وبين الرجل المداراة في الشيء فيقول له القاسم: هذا الذي تريد أن تخاصمني فيه هو لك، فإن كان حقاً هو لك فخذه ولا تحدثني فيه، وإن كان لي فأنت منه في حل وهو لك.
حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد قال: سئل القاسم يوماً. فقال: لا أعلم. ثم قال: والله لئن يعيش المرء جاهلاً بعد أن يعلم حق الله عز وجل عليه خير له من أن يقول ما لا يعلم. وعن أيوب قال: سئل القاسم يوماً عن مسألة فقال: لا أدري. ثم قال: ما كل ما تسألونا عنه نعلم، ولو علمنا ما كتمناكم ولا حل لنا أن نكتمكم.
سليمان بن يسار
حدثنا محمد بن أبي زكير قال: أخبرنا ابن وهب قال: حدثنا مالك قال كان سليمان بن يسار من أعلم هذه البلدة بالسنن، وكان من علماء الناس، وكان يقول في مجلسه فإذا كثر فيه الكلام وسمع اللغط أخذ نعليه ثم قام عنهم. فقلت لمالك: وهو في مجلسه ؟ قال: نعم. قال: وكان ابن المسيب رجلاً شديداً يحصب الناس بالحصا. قال ابن وهب: وحدثني مالك قال: كان سليمان بن يسار من علماء الناس بعد سعيد بن المسيب، وكان كثيراً ما يوفق سعيداً. قال: وكان سعيد لا يجترأ عليه.
حدثنا أبو بكر الحميدي قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا عمرو بن دينار قال: أخبرني الحسن بن محمد قال: سليمان بن يسار أفهم عندنا من سعيد بن المسيب ولم يقل أفقه.
حدثنا ابن بكير قال: حدثني الليث عن يزيد بن أبي حبيب أن رجلاً سأل سعيد بن المسيب عن شيء. فقال: سألت أحداً غيري ؟ قال: نعم. قال: من هو ؟ قال: عطاء بن يسار. قال: فما قال لك ؟ قال: كذا وكذا. قال: فأذهب إلى سليمان بن يسار فسله ثم أخبرني ما قال لك. <304> قال: فسأله، فقال: الأمر فيه كذا وكذا، وأخبرت ابن المسيب. فقال ابن المسيب: عطاء قاض وسليمان مفت.
حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن يحيى بن سعيد عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن النعمان بن أبي عياش عن عطاء بن يسار قال: قال لي عبد الله بن عمرو بن العاص: إنما أنت قاض.
حدثنا عبد الله بن عثمان قال: حدثنا عبد الله قال: حدثنا يحيى بن سعيد عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن عطاء بن يسار: إن عبد الله بن عمر قال لي: إنما أنت قاض ولست بمفت.
عروة بن الزبير
حدثنا زبد بن بشر الحضرمي وعبد العزيز بن عمران الخزاعي قالا: أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني ابن أبي الزناد عن هشام بن عروة قال: ما سمعت أبي يقول في شيء قط برأيه. قال: وربما سئل عن الشيء من ذلك فيقول هذا من خالص السلطان. قال: وقال أبي: ما حدثت - وقال زيد: ما أخبرت - أحداً بشيء من العلم قط لا يبلغه عقله إلا كان ذلك ضلالة عليه.
حدثني زيد بن بشر وعبد العزيز ويونس قالوا: أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني يحيى بن أيوب عن هشام بن عروة: أن عون بن عبد الله قال: حدثني عن أبيك ؟ قال: فذهبت أحدثه عن السنن. فقال لا غرائب حديثه، فإن عبد الله بن عروة حدثني عن عروة عن عائشة: أنها كتبت إلى معاوية بن أبي سفيان: إنك إن اتقيت الله عز وجل كفاك، وإن اتقيت الناس لم يغنوا عنك من الله عز وجل شيئاً فاتق الله. قال هشام: حدثني عتبة ابن عبد الله قال: حبست مع أبيك فضحك فقال: ما يضحكك ؟ فقال: إنك تحيلنا على الأملياء. قال هشام: فإنما كان يحدث عن عائشة. قال هشام: وكان أبي يقول: إنا كنا أصاغر قوم، ثم نحن اليوم كبار، وإنكم اليوم أصاغر وستكونون كباراً، فتعلموا العلم تسودوا به قومكم ويحتاجوا إليكم. فوالله ما يسألني الناس حتى لقد نسيت.

قال هشام. وكان أبي يدعوني وعبد الله بن عروة وعثمان وإسماعيل إخوتي - وآخر قد سماه هشام - فيقول: لا تعنتوني مع الناس إذا خلوت فسلوني، فكان يحدثنا يأخذ في <305> الطلاق ثم الخلع ثم الحج ثم الهدي ثم كذا ثم يقول: كروا علي فكان يعجب من حفظي. قال هشام: فوالله ما تعلمنا منه جزءاً من ألف جزء من أحاديثه.
حدثني حرملة قال: أخبرنا ابن وهب قال: حدثني ابن لهيعة عن عقيل ابن خالد قال: سمعت ابن شهاب يقول: قدمت مصر على عبد العزيز بن مروان وأنا أحدث عن سعيد بن المسيب قال: فقال لي إبراهيم ابن عبد الله بن قارظ: ما أسمعك تحدث إلا عن ابن المسيب ؟ فقلت: أجل. فقال: لقد تركت رجلين من قومك لا أعلم أحداً أكثر حديثاً منهما: عروة بن الزبير وأبو سلمة بن عبد الرحمن. قال: فلما رجعت إلى المدينة وجدت عروة بئراً لا تكدره الدلاء.
حدثنا حرملة قال: أخبرنا ابن وهب عن ابن لهيعة عن أبي الأسود قال: أتى عبيد الله بن عبد الله ذات ليلة إلى عروة بن الزبير، فجعل عروة يحدثه وجعل عبيد الله يضحك، فظن عروة إنما ذلك من عبيد الله استهزاءً، فقال: ما يضحكك ؟ فقال: إنك تحدثني عن عائشة وتحملني على الملأ، وإن غيرك يحيلنا على المغاليس.
حدثنا سعيد بن عفير قال: حدثني يعقوب بن عبد الرحمن عن أبيه عن ابن شهاب قال: كنت أطلب العلم من ثلاثة: سعيد بن المسيب وكان أفقه الناس وعروة بن الزبير وكان بحراً لا تكدره الدلاء، وعبيد الله بن عبد الله وكنت لا أشأ أن أقع منه على علم ما لا أجد عند غيره إلا وقعت.
حدثني حسن الحلواني قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري قال: أدركت من بحور قريش أربعة: عروة بن الزبير وعبيد الله بن عبد الله وأبا سلمة بن عبد الرحمن وسعيد بن المسيب، فأما أبو سلمة بن عبد الرحمن فكان يماري ابن عباس فجرب بذلك علماً كثيراً.
حدثنا أبو بكر الحميدي قال: حدثنا سفيان عن الزهري قال: كان عروة يتآلف الناس على حديثه. قال سفيان: فأما عمر فحدثنا قال: أتينا عروة فقال: أتيتوني فتلقوا مني.
حدثني سعيد بن أسد قال: حدثنا ضمرة عن ابن شوذب قال: كان عروة بن الزبير إذا كان أيام الرطب ثلم حائط فيدخل الناس فيأكلون ويحملون، وكان إذا دخله ردد هذه الآية فيه حتى يخرج منه ولولا إذا دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله حتى يخرج. وكان عروة يقرأ ربع القرآن كل يوم نظراً في المصحف ويقوم به الليل فما تركه إلا ليلة قطعت رجله، ثم عاوده من الليلة المقبلة.
<306> حدثنا أبو النعمان قال: حدثنا حماد بن زيد عن هشام بن عروة عن أبيه قال: يا بني سلوني فلقد تركت حتى كدت أن أنسى وإني لأسأل عن الحديث فيقيم لي حديث يومي.
حدثني العباس بن الوليد بن مزيد قال: أخبرني أبي قال: قال أبو عمرو: خرجت في بطن قدمه - يعني عروة - بثرة فتأخر ما به ذلك إلى أن نشرت ساقه. قال: وقال عروة لما نشرت ساقه: اللهم إنك تعلم أني لم أمش بها إلى سوء قط.
حدثنا نوح بن الهيثم العسقلاني قال: حدثنا الوليد بن عبد الله بن رافع بن دريد عن أبيه قال: قدم عروة بن الزبير على الوليد بن عبد الملك فخرجت برجله قرحة الآكلة، فاجتمع رأي الأطباء على نشرها وإن لم يفعل قتلته، قال: فأرسل إلى الوليد يسأله أن يبعث إليه الأطباء. قال: فأرسلني بهم إليه، فقالا: نسقيك مرقداً. قال: ولم ؟ قالوا: لئلا تحس بما نصنع بك. قال: بل شأنكم بها. قال: فنشروا ساقه بالمنشار. قال: فما زال عضواً عن عضو حتى فرغوا منها، ثم حسموها. قال: فلما نظر إليها في أيديهم تناولها وقال: الحمد لله، أما والذي حملني عليك إنه ليعلم أني ما مشيت بك إلى حرام قط. قال عبد الله بن رافع بن دريد أو غيره من شيوخنا: أن عروة أمر بها فغسلت وحنطت وكفنت ولفت بقطيفة، ثم أرسل بها إلى المقابر.

حدثني ابن عبد الرحيم قال: سمعت علياً قال: سمعت سفيان قال: قتل ابن الزبير وهو ابن ثلاث وسبعين، قال: وقتل معه ابن صفوان وابن مطيع بن الأسود. قيل له: فأين كان عروة ؟ قال: بمكة فلما قتل خرج إلى المدينة بالاموال فاستودعها وخرج إلى عبد الملك فقدم عليه قبل البريد وقبل أن يصل إليه الخبر، فما انتهى إلى الباب قال للبواب: قل لأمير المؤمنين أبو عبد الله على الباب. فقال: من أبو عبد الله ؟ فقال قل له أبو عبد الله. فدخل، فقال: ها هنا رجل عليه أثر سفر يقول قل لأمير المؤمنين أبو عبد الله على الباب، فقلت له من أبو عبد الله، قال قل له أبو عبد الله. فقال: ذاك عروة بن الزبير، فأذن له فلما رآه زال له عن موضعه، قال: فجعل يسأله فقال: كيف أبو بكر - يعني عبد الله بن الزبير - ؟ فقال: قتل رحمه الله. قال: فنزل عبد الملك عن السرير فسجد. فكتب إليه الحجاج أن عروة قد خرج والأموال عنده. فقال له عبد الملك في ذلك فقال: ما تدعون الرجل حتى يأخذ سيفه فيموت كريماً. قال: فلما رأى ذلك كتب إلى الحجاج: أن أعرض عن ذلك.
<307> سالم بن عبد الله بن عمر
حدثني زيد بن بشر وعبد العزيز قالا: أخبرنا ابن وهب قال: حدثني مالك عن يحيى بن سعيد قال: قلت لسالم بن عبد الله في شيء سمعت منه: أسمعته من ابن عمر ؟ قال: مرة واحدة نعم وأكثر من مائة مرة.
حدثني عبد العزيز قال: حدثنا ابن وهب قال: حدثني يعقوب قال: بلغني أن الوليد بن عبد الملك كتب إلى زيد بن حسن بن علي يسأله أن يبايع لعبد العزيز بن الوليد ويخلع سليمان بن عبد الملك، ففرق زيد بن حسن من الوليد فأجابه، فلما استخلف سليمان وجد كتاب زيد ابن حسن إلى الوليد بذلك، فكتب إلى أبي بكر بن حزم - وهو أمير المدينة - : ادع زيد بن حسن فأخبره بهذا الكتاب، فإن عرفه اكتب إلي بذلك، وإن هو نكل فقدمه فاظهر يمينه على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كتب بهذا الكتاب ولا أمر به. قال: فأرسل إليه أبو بكر بن حزم فأقرأه الكتاب. فقال: انظرني ما بيني وبين العشاء استخير الله عز وجل. قال: فيرسل زيد بن الحسن إلى القاسم بن محمد وسالم بن عبد الله يستشيرها. قال: فأقاما ربيعة معهم فذكر لهما ذلك وقال: إني لم أكن آمن من الوليد على دمي لو لم أجبه، فقد كتبت هذا الكتاب فترون أن أحلف. قالوا: لا تحلف ولا تبادر الله عز وجل عند منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنا نرجو أن ينجيك الله عز وجل بالصدق. فأقر بالكتاب ولم يحلف، فكتب بذلك أبو بكر. فكتب سليمان إلى أبي بكر أن يضربه مائة سوط، ويدر عنه عباءة ويمشيه حافياً. قال: فحس عمر بن عبد العزيز الرسول من عسكر سليمان وقال: لا تخرج حتى أكلم أمير المؤمنين فيما كتب في زيد بن حسن لعلي استطيب نفسه فيترك هذا الكتاب. قال: فجلس الرسول، ومرض سليمان. فقال للرسول: لا تخرج فإن أمير المؤمنين مريض. قال: إن رمي بجنازة سليمان، وأفضى الأمر إلى عمر بن عبد العزيز، فدعا بالكتاب فخرقه.
حدثنا أبو بكر الحميدي قال: حدثنا سفيان عن يحيى ابن سعيد قال: سئل ابن لعبد الله بن عمر عن شيء فلم يكن عنده منه شيء. فقال له رجل إني لأعظم أن أكون مثلك ابن إمام هدى تسأل عن شيء لا يكون عندك منه علم. قال: أعظم من ذلك والله عند الله <308> وعند من تحمل عن الله عز وجل أن أقول بغير علم أو أحدث عن غير ثقة.
حدثني يونس بن عبد الأعلى قال أخبرني أشهب عن مالك قال: قال سعيد بن المسيب: كان عبد الله بن عمر أشبه ولد عمر به، وكان سالم ابن عبد الله أشبه ولد عبد الله به قال مالك: ولم يكن أحد في زمان سالم بن عبد الله أشبه بمن مضى من الصالحين في الزهد والقصد في العيش منه، كان يلبس الثوب بدرهمين ويشتري الشمال بحملها. وقال سليمان بن عبد الملك لسالم، ورآه حسن السحنة، أي شيء تأكل ؟ قال: الخبز والزيت، وإذا وجدت اللحم أكلته. فقال له: أتشتهيه ؟ قال: إن لم أشتهه تركته حتى أشتهيه.
حدثني سعيد بن منصور قال: حدثنا سفيان عن عبد الله بن عبد العزيز العمري قال: كان سالم إذا خرج عطاؤه فإن كان عليه دين قضاه، ثم ينيل منه ويتصدق منه ثم يحبس لعياله نفقتهم، ويمسك على ما بقي للحج إن شاء الله وللعمرة إن شاء الله.
حدثني سعيد قال: حدثني سفيان عن شيخ من أهل المدينة قال: قال سالم: لو لم أجد للحج إلا حماراً أبتر لحججت عليه.

عمر بن خلدة الزرقي
حدثنا هشام بن خالد السلامي قال: حدثنا أبو مسهر قال: حدثنا مالك بن أنس قال: حدثني ربيعة بن أبي عبد الرحمن قال: قال لي ابن خلدة - وكان نعم القاضي - : يا ربيعة أراك تفتي الناس فإذا جاءك الرجل يسألك فلا تكن همتك أن تخرجه مما وقع فيه ولتكن همتك أن تتخلص مما سألك عنه.
قبيصة بن ذؤيب
قرأت على محمد بن حميد قال: حدثني سلمة وعلي بن إسحق قالا: عن عمران بن أبي كثير قال: قدمت الشام فإذا قبيصة بن ذؤيب قد جاء برجل من أهل العراق فأدخل على عبد الملك بن مروان فحدثه عن أبيه عن المغيرة بن شعبة أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن الخليفة لا يناشد. <309> قال: فكسي وأعطي وحبي. قال فحك في نفسي شيء، فقدمت المدينة، فلقيت سعيد بن المسيب، فحدثته فضرب يده بيدي ثم قال: قاتل الله قبيصة كيف باع دينه بدنيا فانية ! والله ما من امرأة من خزاعة قعيدة في بيتها إلا قد حفظت قول عمرو بن سالم الخزاعي لرسول الله صلى الله عليه وسلم:
اللهم إني ناشد محمداً ... حلفَ أبينا وأبيه الأتلدا
أفيناشد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يناشد الخليفة ! قاتل الله قبيصة كيف باع دينه بدنيا فانية !.
حدثنا عبد الرحمن عن سعيد بن أبي أيوب قال: حدثني جعفر ابن ربيع عن ربيعة بن زيد عن إسماعيل بن عبد الله قال: دخلت على أم الدرداء وعندها قبيصة بن ذؤيب فقلت له: يا أبا سعيد.
حدثني حرملة بن يحيى قال: حدثنا ابن وهب عن ابن لهيعة قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب: أن قبيصة بن ذؤيب ولد عام الفيل. قال ابن لهيعة: وإن ابن شهاب كان إذا ذكر قبيصة بن ذؤيب قال: كان من علماء هذه الأمة.
أبو سلمة بن عبد الرحمن
حدثنا أبو صالح قال: حدثني الليث بن سعد قال: حدثني ابن الهاد عن المنذر بن علي بن أبي الحكم: أن ابن أخيه خطب ابنة عم له، فتشاجروا في بعض الأمر، فقال الفتى: هي طالق إن نكحتها حتى آكل الغضيض - والغضيض طلع النخل الذكر - ثم ندموا على ما كان من الأمر فقال المنذر أنا آتيكم من ذلك بالبيان. قال: فانطلقت إلى سعيد بن المسيب فقلت له: إن رجلاً خطب ابنة عم له فشجر بينهم بعض الأمر فقال: هي طالق إن نكحتها حتى آكل الغضيض ؟ قال ابن المسيب: ليس عليه شيء طلق ما لا يملك. ثم إني سألت عروة بن الزبير فقال: ليس عليه شيء طلق ما لا يملك. ثم سألت أبا سلمة بن عبد الرحمن عن ذلك فقال: ليس عليه شيء طلق ما لا يملك. ثم سألت أبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام فقال: ليس عليه شيء طلق ما لا يملك. ثم سألت عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ذلك فقال: ليس عليه شيء طلق طلق ما لا يملك. ثم رجعت إلى القوم فأخبرتهم بما سألت عنه.
حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد المصري قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد قال: قال <310> أبو الزناد: أدركت من فقهاء أهل المدينة وعلمائهم ممن نرضى وينتهون إلى قولهم منهم: سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير والقاسم بن محمد وأبو بكر بن عبد الرحمن وخارجة بن زيد وعبيد الله ابن عبد الله بن عتبة وسليمان بن يسار في مشيخة سواهم من نظرائهم أهل فقه وفضل.
حدثني حرملة قال: أخبرنا ابن وهب قال: حدثني ابن لهيعة أن عمارة بن غزية حدثه أن ابن شهاب حدثه قال: قال القاسم بن محمد: إن كنت تريد حديث عائشة فعليم بعمرة بنت عبد الرحمن فإنها من أعلم الناس بحديث عائشة كانت في حجرها.
حدثنا أبو بكر الحميدي قال: حدثنا سفيان قال: سمعت الزهري يحدث عن أبي سلمة قال: لو وقفت بابن عباس لاستخرجت منه علماً كثيراً. وقال سفيان، مرة: علماً جماً.
حدثني أبو سعيد يحيى بن سليمان قال: حدثني أحمد بن بشير قال: ثنا إسماعيل بن أبي خالد قال: مشى أبو سلمة بن عبد الرحمن يوماً بيني وبين الشعبي فقال له الشعبي: من أعلم أهل المدينة ؟ قال: رجل يمشي بينكما.
حدثنا أبو بكر قال ثنا سفيان قال حدثنا عمرو قال قال أبو سلمة بن عبد الرحمن: أنا أفقه من بال. فقال ابن عباس: في المباول.
حدثنا عمرو بن خالد عن ابن لهيعة عن ابن الأسود قال: كان أبو سلمة مع قوم فرأوا قطيعاً من غنم، فقال: اللهم إن كان في سابق علمك أن أكون خليفة فاسقنا من لبنها، فانتهى إليها فإذا هي تيوس كلها.
عبيد الله بن عبد الله بن عتبة

حدثنا ابن بكير قال: حدثنا يعقوب قال: سمعت أبي يقول: سمعت عمر بن عبد العزيز يقول: لما رويت عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أكثر مما رويت عن جميع الناس.
حدثنا ابن بكير قال حدثني يعقوب عن حمزة بن عبد الله بن عتبة بن مسعود قال: كان عمر بن عبد العزيز يقول: لو كان عبيد الله حياً ما صدرت إلا عن رأيه، ولوددت أن لي يوماً من عبيد الله بكذا وكذا.
حدثني عبد العزيز بن عمران قال: حدثنا ابن وهب قال: حدثني يعقوب عن أبيه قال: كنت أسمع عبيد الله بن عبد الله بن عتبة يقول: ما سمعت حديثاً قط فأشا أن أعيه إلا وعيته.
حدثني محمد بن أبي زكير قال: أخبرني ابن وهب عن مالك قال: سمعته يحدث <311> قال: كان عبيد الله بن عبد الله بن عتبة من علماء الناس كثير العلم، وكان ابن شهاب يخدمه حتى إن كان ليناوله الشيء، وكان ابن شهاب يصحب عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود حتى إن كان لينزع له الماء.
حدثنا أبو بكر الحميدي قال: حدثنا سفيان قال: سمعت الزهري يقول: لما جالست عبيد الله بن عبد الله بن عتبة صرت كأني أصحب بحراً.
قال الحميدي: وحدثنا سفيان قال: جاء أخ لعبيد الله بن عبد الله إلى الزهري ونحن عنده فتذاكروا أن عبيد الله كان يقول الشعر فقال الزهري: إن عبيد الله كان يقول فهل يستطيع الذي به الصدر أن لا ينفث. قال سفيان: ثم ذكر الزهري هذه الأبيات من قول عبيد الله:
ألا أبلغا عني عراك بن مالك ... فإن أنتما لم تفعلا فأبا بكر
فماذا تريدان ابن ستين حجةً ... على ما أتى وهو ابن عشرين أو عش
ولو شئت أدلى فيكما غير واحد ... علانية أو قال عندي في السرِّ
فإن أنا لم آمر ولم أنه عنكما ... ضحكت له حتى يلج ويستشري
فمسا تراب الأرض منها خلقتما ... فما خشي الأقوام شراً من الكبر
فلولا اتقاء اللّه بقياً عليكما ... للمتكما لوماً أمرً من الجمر
حدثني سعيد بن كثير بن عفير قال حدثني يعقوب بن عبد الرحمن عن أبيه: أن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة دخل على عمر بن عبد العزيز - وهو أمير المدينة - فسل وعمر مقبل على عبد الله بن عمرو بن عثمان، فلم يردا عليه فقال:
فمسا تراب الأرض منها خلقتما ... وفيها المعاد والمصير إلى الحشر
ولا تعجبا أن تؤتيا فتكلما ... فما مليء الأقوام شرٌ من الكبر
فلو شئت أدلى فيكما غير واحد ... علانية أو قال عندي في السرّ
فإن أنا لم آمر ولم أنه عنكما ... ضحكت له حتى يلج ويستشري
فأقبلا عليه واعتذرا إليه.
<312> حدثنا أبو زيد عبد الرحمن بن أبي الغمر قال: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن الزهري عن أبيه عن عمر بن عبد العزيز أنه قال: لو كان عبيد الله حياً لما صدرت إلا عن رأيه.
حدثني أبو زيد قال: حدثني يعقوب عن أبيه أن عمر بن عبد العزيز قال يوماً: وددت أن لي من عبيد الله يوماً بكذا وبكذا، ولو كان عبيد الله حياً لما صدرت إلا عن رأيه.
وبه: أن عمر بن عبد العزيز قال: ما سمعت أو ما رويت عن عبيد الله وحده أكثر مما سمعت من سائر الناس.
عبد الملك بن مروان
حدثنا ابن نمير قال: حدثنا حفص قال: ثنا الأعمش قال: ثنا أبو الزناد قال: كان يعد فقهاء أهل المدينة أربعاً سعيد بن المسيب وعبد الملك بن مروان وعروة بن الزبير وقبيصة بن ذؤيب.
حدثنا سعيد بن أسد قال: حدثنا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة عن عبادة بن نسي قال: قيل لابن عمر أنكم معاشر أشياخ قريش توشكوا أن تنقرضوا فمن نسأل بعدكم ؟ قال: إن لمروان ابناً فقيهاً فسلوه.
محمد بن كعب القرظي
حدثنا سعيد بن أبي مريم قال: أخبرنا نافع بن يزيد قال: حدثنا أبو صخر عن عبد الله بن معتب أو مغث بن أبي برده عن أبيه عن جده قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سيخرج من أحد الكاهنين رجل يدرس القرآن لا يدرسه أحد بعده. حدثنا سعيد بن منصور قال: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبيه قال: سمعت عون بن عبد الله يقول: ما رأيت أعلم بتأويل القرآن من القرظي.

حدثنا زيد بن بشر قال: أخبرني ابن وهب قال: سمعت ابن زيد يقول: كان أبي يقول: ليت أن محمد بن كعب القرظي يرفق قليلاً يخفف عن نفسه.
<313> سمعت محمد بن فضيل يقول: كان لمحمد بن كعب جلساء كانوا من أعلم الناس بتفسير القرآن، وكانوا مجتمعين في مسجد الربذة، فأصابتهم زلزلة، فسقط عليهم المسجد فماتوا جميعاً تحته.
عطاء بن يسار
حدثنا زيد بن بشر قال: حدثني ابن وهب قال: حدثني ابن زيد عن أبيه قال: كنا نجالس عطاء بن يسار، فقال أبي وأبو حازم ما رأينا رجلاً قط كان أزين لمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من عطاء بن يسار. وكان أبي يقول: لو قيل لي من أحب الناس أن يحي لك ممن أدركت؟ - قال: وكان قد أدرك عبد الله بن عمر وغيره - قلت: عطاء بن يسار قال: وكان أبي يقول: لم أر إنساناً قط أحسن رؤيا منه. قال لي: يا أبا أسامة قيل لي إنا جابذوك بثلاث جبذات، فجاعلوك في الفرقة العليا. قال: فأخذته الخاصرة بالاسكندرية، ثم أخذته مرة أخرى، ثم أخذته الثالثة، وكان فيها موته.
حدثنا زيد قال: أخبرني ابن وهب قال: حدثني ابن زيد عن أبيه قال: ما رأيت عطاء بن يسار في مجلس قط ولي حاجة من حوائج الدنيا إلا آثرت مجالسته على حاجتي.
حدثنا أبو يوسف يعقوب بن سفيان قال: حدثنا زيد قال: حدثنا ابن وهب قال: حدثني ابن زيد قال: كان أبو حازم يقول: ما رأيت رجلاً قط كان ألزم لمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من عطاء بن يسار، وكان عطاء بن يسار ومحمد بن كعب لا يلون النفقات على شيء، كل شيء يريدونه يطرحونه في أيدي نسائهم، ويقولان: اتق الله وأصلح معاشك وأهل بيتك.
حدثنا أبو بكر الحميدي قال حدثنا سفيان قال: كان عطاء بن يسار من أصحاب أبي هريرة المعروفين.
نافع بن جبير
حدثنا أبو بكر الحميدي قال: حدثنا سفيان عن مسعر قال: ذكر شوى لنافع بن جبير دجاجة، فجاء سائل فأعطاها إياه. فقال له إنسان في ذلك فقال: إني أبتغي ما هو خير منها.
<314> حدثنا أبو بكر قال: حدثنا سفيان عن مسعر قال: قال الحجاج لنافع بن جبير وذكر ابن عمر، فقال الحجاج: أهو الذي قال كذا وكذا إلا أن أكون ضربت عنقه. فقال له نافع: أراد الله بك خيراً من الذي أردت بنفسك قال الحجاج: صدقت.
قال الحجاج: وعمر الذي يقول أنه سيكون للناس نفرة من سلطانهم فأعوذ بالله أن لا يدركني وإياكم ذلك أهو وما كان عليه لو أدرك ذلك قال بالسيف هكذا وهكذا، وأشأر سفيان عن يمينه وعن شماله، فقال نافع: أما أنه كان من خير أمرائكم. قال: صدقت.
نعيم المجمر
حدثنا سعيد بن أبي مريم أخبرنا مالك قال: جالس نعيم المجمر أبا هريرة عشرين سنة.
حدثنا ابن بكير قال: حدثنا الليث عن يحيى بن سعيد قال: إذا وجدت المدني مجتهداً والعراقي مقتصداً لم يتقدمهما رجلان.
يزيد بن عبد الله بن قسيط
حدثنا عبد العزيز بن عمران وأصبغ بن الفرج قالا: ثنا ابن وهب قال: حدثني أبو صخر: أن ابن قسيط حدثه: أنه سمع أبا هريرة يقول: ما أحب أن لي مائة ناقة كلهم سود الحدق - يعني الأبل - وأني أترك الغسل يوم الجمعة. - وهذا لفظ عبد العزيز.
حدثني أبو بشر قال: حدثني سعيد بن عامر عن شعبة عن أبي عبد الله العسقلاني قال: سمعت يزيد بن قسيط يقول: سمعت ابن عمر يقول: إن الصلاة لا يقطعها شيء وادرؤا عنها.
حدثنا علي بن الحسن بن شقيق حدثنا عبد الله قال: أخبرنا حيوة ابن شريح قال: أخبرني أبو صخر أنه سمع يزيد بن قسيط يقول: أنه سمع أبا هريرة يقول: ليس على المحتبي النائم ولا على القائم النائم ولا على المساجد النائم وضوء حتى يضطجع، فإذا اضطجع توضأ.
خارجة بن زيد بن ثابت
حدثنا عبيد الله بن سعد حدثنا عمي حدثنا أبي عن ابن إسحق قال: حدثني <315> يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري قال: سمعت خارجة بن زيد بن ثابت يقول: والله لقد رأيتني ونحن غلمان شباب في زمن عثمان بن عفان.
العباس بن سهل بن سعد
حدثنا عبيد الله حدثنا عمي حدثنا أبي عن ابن إسحق قال: حدثني العباس بن سهل بن سعد أخو بني ساعدة سمعته يقول: كنت رجلاً في زمان عثمان بن عفان.
هرمي بن عبد الله الواقفي

حدثنا عبيد الله ثنا عمي حدثنا أبي عن ابن إسحق قال: ولد هرمي ابن عبد الله الواقفي في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأدرك الصحابة متوافرين.
ريحان بن يزيد العامري
حدثنا محمد بن عبد الله المخرمي حدثنا أبو داود شعبة عن سعد ابن إبراهيم قال: سمعت أعرابياً بدوياً ما رأيت أعرابياً له شبيه يقال له ريحان عن عبد الله بن عمرو.
أخبار عمر بن عبد العزيز
حدثنا محمد بن أبي عمر حدثني سفيان قال: سمعت أيوب يقول: قال الوليد بن عبد الملك لعروة بن الزبير: كيف عمر بن عبد العزيز فيما بينك وبينه ؟ قال - وكأنه لم يحمده ذلك الحمد - قال: هو رجل صالح وأنا أحب الصالحين.
حدثنا سعيد بن عفير حدثني يعقوب عن أبيه أن عبد العزيز بن مروان بعث ابنه عمر بن عبد العزيز إلى المدينة يتأدب بها فكتب إلى صالح ابن كيسان يتعاهده، فكان عمر يختلف إلى عبيد الله بن عبد الله يسمع منه العلم، فبلغ عبيد الله أن عمر ينتقص علي بن أبي <316> طالب، فأتاه عمر فقام يصلي، فجلس عمر فلم يبرح حتى سلم من ركعتين، ثم أقبل على عمر بن عبد العزيز فقال: متى بلغك أن الله سخط على أهل بدر بعد أن رضي عنهم ؟ قال: فعرف عمر ما أراد، فقال: معذرة إليك والله لا أعود. قال: فما سمع عمر بن عبد العزيز بعد ذلك ذاكراً علياً إلا بخير.
حدثني سعيد قال: حدثني يعقوب عن أبيه: أن عبد العزيز بن مروان بعث ابنه عمر إلى المدينة يتأدب بها، وكتب إلى صالح بن كيسان يتعاهده فكان يلزمه الصلوات، فأبطأ يوماً عن الصلاة. فقال: ما حبسك ؟ قال: كانت مرجلتي تسكن شعري. قال: بلغ منك حبك تسكين شعرك أن تؤثره على الصلاة ! فكتب إلى عبد العزيز يذكر ذلك. فبعث إليه عبد العزيز رسولاً فلم يكلمه حتى حلق شعره.
حدثني سعيد قال: حدثني يعقوب عن أبيه قال: لما كان عمر ابن عبد العزيز يذيل ثيابه ويسرف في عطره، فلقد كان يدخل في طيبه حمل القرنفل، ولقد رأيت العنبر على لحيته كالملح، فلما أفضت إليه الخلافة ترك ذلك وتبذل.
قال: فأخبرني رياح بن عبيدة - وكان تاجراً من أهل البصرة يعامل عمر بن عبد العزيز - فأمره وهو بالمدينة أن يشتري له جبة خز منصوب. قال: فاشتريتها بعشرة دنانير ثم أتيته بها فمسها فقال: إني لأستخشنها، فلما ولي الخلافة، أمرني فاشتريت له جبة صوف بدينار، ففعلت وأتيته بها، فجعل يدخل يده فيها ويقول: ما ألينها ! فقلت: عجباً تستخشن الخز المنصوب أمس وتستلين الصوفي اليوم ! قال: تلك حال وهذه حال.
حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال: أخبرني أشهب قال: قال مالك: دخل عمر بن عبد العزيز على فاطمة امرأته في كنيسة بالشام، فطرح عليها خلق ساج عليه، ثم ضرب على فخذها فقال: يا فاطم لنحن ليالي دابق أنعم منا اليوم - فذكرها ما قد نسيت من عيشها - فضربت يده ضربة فيها عنف تنحيها عنها وقالت: لعمري لأنك اليوم أقدر منك يومئذ. فاكتنفه ذلك - أي عبس - وتحرى مقام يزيد آخر الكنيسة وهو يقول بصوت حزين: يا فاطم إني أخاف النار يا فاطم إني أخاف النار يا فاطم أني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم بصوت حزين، فبكت فاطمة فقالت: اللهم أعذه من النار.
<317> حدثنا محمد بن أبي زكير قال: أنبأ ابن وهب قال: حدثني مالك قال: بلغني أن عمر بن عبد العزيز قال: لقد أصبحت ومالي في هذه الأمور سوى مواقع قضى الله لي فيها.
وحدثني محمد بن أبي زكير أخبرني ابن وهب حدثني مالك: أن عمر لما ولي جاءه الناس فلما رأوه لا يعطيهم إلا ما يعطي العامة تفرقوا عنه، ثم قرب إليه العلماء الذين ارتضاهم.

حدثني سعيد حدثني يعقوب عن أبيه قال: لما ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة خرج مما كان في يده من القطائع، وكان في يديه المكيدس وجبل الورس باليمن، وفدك وقطائع باليمامة، فخرج من ذلك كله ورده إلى المسلمين إلا أنه ترك عيناً بالسويداء كان استنبطها بعطائه، فكانت تأتيه غلتها كل سنة مائة وخمسين ديناراً وأقل وأكثر، فذكر له يوماً مزاحم أن نفقة أهله قد فنيت. فقال: حتى تأتينا غلتنا. قال: فلم ينشب أن قدم قيمه بغلته وبجراب تمر صيحاني وبجراب تمر عجوة فنثره بين يديه، وسمع أهله بذلك، فأرسلوا ابناً له صغيراً فحفن له من التمر فانصرف، ولم ينشب أن سمعنا بكاءه قد ضرب، ثم أقبل يؤم الدنانير، فقال امسكوا يديه، ثم رفع يديه فقال: اللهم بغضها إليه كما حببتها إلى موسى بن نصير. ثم قال: خلوه. فكأنما رأى بها عقارباً. ثم قال: انظروا الشيخ الجزري المكفوف الذي يعدو إلى المسجد بالأسحار فخذوا له ثمن قائد لا كبير فيقهره ولا صغير يضعف عنه. ففعلوا، ثم قال لمزاحم: شأنك بما بقي فأنفقه على أهلك.
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا جرير بن حازم حدثنا المغيرة بن حكيم قالت لي فاطمة ابنة عبد الملك امرأة عمر بن عبد العزيز: يا مغيرة إنه يكون في الناس ما هو أكثر صلاة وصياماً من عمر وما رأيت أحداً قط أشد فرقاً من ربه عز وجل من عمر، كان إذا صلى العشاء قعد في مسجده ثم رفع يديه فلم يزل يبكي حتى تغلبه عيناه ثم ينتبه فلم يزل رافعاً يديه يبكي حتى تغلبه عيناه.
حدثنا سعيد بن أسد قال: حدثني ضمرة عن علي بن أبي حملة عن أبي الأخنس قال: كنت واقفاً مع خالد بن يزيد بن معاوية في مسجد بيت المقدس إذ جاء فتى شاب عليه <318> مقطعات فأخذ بيده فأقبل عليه، وقال الفتى لخالد: هل علينا من عين ؟ قال فقلت أنا: نعم عليكما من الله عين. قال: فترقرقت عينا الفتى ونزع يده من يد خالد ثم ولى. قال: قلت لخالد: من هذا ؟ قال: هذا عمر بن عبد العزيز ابن أخي أمير المؤمنين. قال: وكان عبد الملك بن مروان ببيت المقدس فقال: والله إن طال بك حياة لترينه امام هدى.
حدثنا عبد الله بن عثمان قال: حدثنا عبد الله حدثا الاوزاعي عن أبي الأخنس قال: كنت مع خالد بن يزيد بن معاوية في صحن بيت المقدس قال: فاستقبله رجل فأخذ بيد خالد فقال: يا خالد هل علينا من عين ؟ قال: فاستكثرت من قوله يا خالد، فقلت: نعم، عليكما من الله أذن سميعة وعين بصيرة. قال: فاستل يده من يد خالد وأرعد. فقلت: يا خالد من هذا ؟ قال: هذا عمر بن عبد العزيز يوشك إن طال بك عمر أن تراه إماماً عدلاً أو إماماً مهتدياً.
حدثنا أبو بكر الحميدي قال: حدثنا سفيان عن رجل قال: حدث عمر بن عبد العزيز الوليد بن عبد الملك. فقال له: كذبت. فقال: ما كذبت منذ علمت أن الكذب يضر أهله.
حدثنا زيد بن بشر أخبرني ابن وهب قال: حدثني الليث بن سعد عن أبي النضر المديني أنه قال: لقيت سليمان بن يسار خارجاً من عند عمر بن عبد العزيز فقلت له: من عند عمر خرجت ؟ قال: فقلت تعلمونه ؟ قال: نعم. قال: قلت: هو والله أعلمكم.
حدثنا زيد حدثنا ابن وهب قال: حدثني الليث أن إبراهيم بن عمر بن عبد العزيز حدثه أنه سمع أباه يقول لابن شهاب: ما أعلمك تعرض علي شيئاً إلا شيئاً قد مر على مسامعي إلا أنك أوعى له مني.
حدثني ابن بكير قال: حدثني الليث بن سعد عن عبد العزيز ابن أبي سلمة عن طلحة بن عبد الملك الأيلي أنه قال: دخل عمر بن عبد العزيز على سليمان بن عبد الملك وهو خليفة، وعنده أيوب ابنه وهو ولي عهد المسلمين وقد عقد له من بعده، فجاء إنسان يطلب ميراناً من بعض نساء الخلفاء. فقال سليمان: ما أخال النساء يرثن في العقار شيئاً. فقال عمر بن عبد العزيز: سبحان الله فأين كتاب الله ! قال: يا غلام اذهب فأتني بسجل عبد الملك بن مروان الذي كتب في ذلك. فقال له عمر لكأنك أرسلت إلي بالمصحف فقال أيوب: والله ليوشكن الرجل يتكلم بمثل هذا عند أمير المؤمنين ثم لا يشعر حتى يفارقه رأسه. فقال له عمر: إذا كان ذلك إليك أو أفضى ذلك إليك وإلى مثلك فما يدخل على أولئك أشد مما خشيت أن يصيبهم من هذا. <319> قال سليمان لأيوب: سبحان الله من لأبي حفص يقول هذا ! فقال عمر: والله يا أمير المؤمنين لئن كان جهل هذا علينا ما حلمنا عنه.

حدثنا ابن بكير قال: حدثني الليث عن عبد العزيز بن أبي سلمة عن عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب عن عبد الله ابن أبي سلمة أنه قال: قال عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز قلت لأبي عمر بن عبد العزيز في بعض ما رأيته يتردد عنه من أموال أهل بيته. فقلت له: يا أبه امض لما تريد، فوالله ما أبالي أن يغلي بي وبك القدر في ذلك. فقال: أي بني والله ما أروض الناس إلا رياضة الصعب إني لأريد أبدأ بخطة من الحق فأخشى أن ترد علي حتى أظهر معها طمعاً في الدنيا، فإن تغيروا عن هذه لا ينوا في هذه، فإن أعش أمضي لما أريد وإن أمت فقد علم الله نيتي.
حدثنا ابن بكير قال: حدثني الليث قال: حدثني عبد العزيز عن عبيد الله بن عمر عن عبد الله بن عبيد الله بن عاصم خال عمر بن عبد العزيز أنه قال: قدمنا على عمر بن عبد العزيز حين استخلف، قال: وجاءه الناس من كل مكان، قال: فجلس على المنبر فحمد الله وأثنى عليه، قال: أما بعد أيها الناس فالحقوا ببلادكم، فإني أنساكم ها هنا وأذكركم في بلادكم. فإني قد استعملت عليكم عمالاً لا أقول هم خياركم، فمن ظلم عامله بمظلمة لا أذن له علي، ومن لا فلا أرينه، وأيم الله لئن كنت منعت نفسي وأهل بيتي هذا المال ثم ضننت به عليكم إني إذاً لضنين، والله لولا أن أنعش سنة وأسير بحق ما أحببت أن أعيش فواقاً.
حدثنا ابن بكير قال: حدثني الليث عن عبد العزيز عن عبيد الله بن عمر بن حفص عن رجل من أهل واسط يقال له شيبة بن مساور أنه قال: سمعت عمر بن عبد العزيز يحدثنا، لما استخلف، وجلس على المنبر فحمد الله وأثني عليه ثم قال: أما بعد أيها الناس إن الله لم يرسل رسولاً بعد رسولكم، ولم ينزل بعد الكتاب الذي أنزل عليه كتاباً، فما أحل الله على لسان رسوله فهو حلال إلى يوم القيامة، وما حرم الله على لسان رسوله فهو حرام إلى يوم القيامة، ألا وأني لست بمبتدع ولكني متبع، ولست بقاضي ولكني منفذ، ولست بخير من واحد منكم ولكني أثقكم حملاً، إلا أنه ليس لأحد أن يطاع في معاصي الله. ألا هل أسمعت ألا هل أسمعت.
<320> حدثنا سعيد بن أسد حدثنا ضمرة عن علي بن أبي حملة وابن شوذب قالا: كتب عمر بن الوليد بن عبد الملك إلى عمر بن عبد العزيز كتاباً يغلظ فيه، فكتب إليه عمر: إن أظلم مني وأجور من ولى عبد ثقيف العراق فحكم في دمائهم وأموالهم، إن أظلم مني وأجور وأترك لعهد الله من ولي قرة مصر جلفاً جافياً. إن أظلم مني وأجور وأترك لعهد الله من ولى عثمان بن حيان الحجاز ينشد الأشعار على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما أمك كانت تختلف إلى حوانيت حمص فاشتراها دينار بن دينار فبعث بها إلى أبيك فحملت، فبئس الجنين وبئس المولود، ثم وضعتك جباراً شقياً، لقد هممت أن أبعث إليك من يحلق جمتك فبئس الجمة.
حدثنا سعيد قال: حدثنا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة قال: قال عنبسة بن سعيد بن العاص لعمر بن عبد العزيز - حين قطع الرزق عن الصحابة صحابة بني أمية - : يا أمير المؤمنين إني أرى أمراً لا يصلحه إلا النظر في الضيعة. قال: على الرشاد يا أبا خالد ولكن أكثر ذكر الموت فإنك لن تجعله في كثير إلا قل ولا في قليل إلا كثر، على الرشاد يا أبا خالد.
حدثنا سعيد حدثنا ضمرة عن رجاء عن الوليد بن هشام قال: قدم عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية على عمر بن عبد العزيز، فرفع إليه ديناً عليه أربعة آلف دينار، فوعده بقضاء ذلك عنه، فقال له: وكل أخاك الوليد بن هشام وانصرف إلى أهلك. قال الوليد: فتقاضيته ذلك. قال: فقال لي: قد بدا لي أن أقضي على رجل واحد أربعة آلف دينار، ولئن كنت أعلم أنه إنما أنفقها في خير. قال: قلت يا أمير المؤمنين فأين ما كنا نتحدث أن من أخلاق المؤمن أن ينجز ما وعد. فقال لي: ويحك يا ابن هشام وقد وضعتني بهذا الموضع.

حدثني محمد بن عبد العزيز الذهلي حدثنا ضمرة عن عبد العزيز ابن أبي الخطاب عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز قال: قال لي رجاء بن حيوة: ما أكمل مروءة أبيك؛ سمرت عنده ذات ليلة فعشى السراج، فقال لي: ما ترى السراج قد عشى. قلت: بلي. قال - وإلى جانبه وصيف راقد - قال قلت: أنبهه ؟ قال: لا، دعه يرقد. قلت: أفلا أقوم أنا ؟ قال: لا، ليس من مروءة الرجل استخدام ضيفه. قال: فوضع رداءه، ثم قام إلى بطة زيت معلقة فأخذها فأصلح السراج، ثم ردها فوضعها، ثم رجع إلي، قال: قمت وأنا عمر بن عبد العزيز ورجعت وأنا عمر بن عبد العزيز.
حدثني محمد بن عبد العزيز قال: حدثنا ضمرة عن السري بن يحيى عن رياح بن <321> عبيدة قال: رأيت رجلاً يماشي عمر بن عبد العزيز معتمداً على يديه فقلت في نفسي إن هذا الرجل جاف. قال: فلما انصرف من الصلاة قلت: من الرجل الذي كان معتمداً على يدك آنفاً ؟ قال: وهل رأيته يا رياح ؟ قلت: نعم. ما أحسبك إلا رجلاً صالحاً. قال: ذاك أخي الخضر بشرني أني سألي وأعدل.
حدثني أبو عمير قال: حدثنا ضمرة عن عبد العزيز بن أبي الخطاب عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز قال: قال لي رجاء بن حيوة: ما رأيت رجلاً أكمل مروءة من أبيك، سمرت معه ذات ليلة والسراج يزهر فعشي السراج. فقال لي: يا رجاء إن السراج قد عشى ووصيف إلى جانبنا نائم قال: فقلت أنبه الوصيف ؟ قال: قد نام. فقلت: فأقوم أنا فأصلح. قال: ليس من مروءة الرجل استخدامه ضيفه. فوضع ساجاً عليه وقام إلى بطة فيها زيت فصب في السراج وأصلحه ثم عاد. قال: قمت وأنا عمر بن عبد العزيز ورجعت وأنا عمر بن عبد العزيز. قال ضمرة: المروءة التنزه عن كل خلق دنيء.
حدثني أبو عمير حدثنا ضمرة عن ابن أبي حملة عن أبي الأخنس قال: كنت جالساً مع خالد بن يزيد في صحن بيت المقدس فأقبل شاب عليه مقطعات فأخذ بيد خال فقال: هل من عين ؟ فقال أبو الأخنس: فبدرت أنا فقلت عليكما من الله عين سميعة بصيرة. قال: فترقرقت عينا الفتى فأرسل يده من يد خالد وولى. فقلت: من هذا ؟ قال: هذا عمر بن العزيز ابن أخي أمير المؤمنين ولئن طالت بك وبه حياه لترينه إمام هدى.
حدثني هشام بن عمار حدثنا يحيى بن حمزة حدثنا سليمان: أن عمر بن عبد العزيز قال لبنيه: أتحبون أن أولي كل رجل منكم جنداً فينطلق تصلصل به جلاجل البريد ؟ قال له ابنه ابن الحارثية: لم تعرض علينا أما لست صانعه. فقال عمر: إني لأعلم أن بساطي هذا يصير إلى البلاء، وأني لأكره أن تدنسوه بخفافكم أقلدكم ديني تدنسوه في كل جند !!.
حدثني هشام بن عمار حدثنا يحيى بن حمزة حدثنا عمرو بن مهاجر أن عمر كان تسرج له الشمعة ما كان في حوائج المسلمين، فإذا فرغ من حوائجهم أطفاها، ثم أسرج عليه سراجه.
حدثني عبد العزيز بن عمران حدثنا ابن وهب قال: أخبرني ابن ابن أبي الزناد عن أبيه قال: <322> سمعت مسلمة بن عبد الملك يقول: رحم الله عمي والله لقد هلك وما بلغ ما ناله قط شرف العطاء، إنه والله عض على مقدم قميصه، ثم شقي في الدنيا حتى خرج منها. ثم قال رافعاً صوته " تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون عُلواً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين " .
حدثنا ابن بكير قال: حدثنا يعقوب قال: سمعت أبي يقول: قال عمر بن عبد العزيز: أسخنوا لي ما أغتسل به للجمعة. قال: قيل يا أمير المؤمنين لا والله ما عندنا عود حطب نوقد به. قال: فذهبوا بالقمقم إلى المطبخ - مطبخ المسلمين - قال: ثم جاءوه بالقمقم، وقالوا هذا القمقم يا أمير المؤمنين وهو يفور. قال: ألم تخبروني أنه ليس عندكم عود حطب لعلكم ذهبتم به إلى مطبخ المسلمين ؟ قالوا: نعم. قال: ادعو إلي صاحب المطبخ، فلما جاءه قال له: قيل لك هذا قمقم أمير المؤمنين فأوقدت تحته ؟ قال: لا والله يا أمير المؤمنين لا أوقدت عليه عوداً واحداً وإن هو إلا جمر لو تركته لخمد حتى يصير رماداً. قال: بكم أخذت الحطب ؟ قال: بكذا وكذا. قال: أدوا إليه ثمنه.

حدثنا ابن بكير: قال: حدثني يعقوب قال: سمعت أبي يقول: قال عمر بن عبد العزيز يوماً: وددت أن عندي عسلاً من عسل سينين أو لبنان. قال: فسمعت فاطمة بنت عبد الملك امرأتهن فحملت بعض غلمانها أو بعض مواليها إلى ابن معدي كرب - وهو عامل ذلك المكان - أن أمير المؤمنين قد تشهى من عسل سينين أو لبنان. فأرسل إليها بعسل كثير، فلما انتهى بالعسل إليها أرسلت به إلى عمر، فقالت: هذا الذي تشهيت يا أمير المؤمنين يوم الأول. قال: كأني بك يا فاطمة لما بلغك ما تشهيت هذا العسل فبعثت بعض مواليك أو بعض غلمانك إلى ابن معدي كرب. فأمر بذلك العسل فأخرج إلى السوق فبيع وادخل ثمنه بيت مال المسلمين، ثم كتب إلى ابن معدي كرب أن فاطمة بنت عبد الملك بعثت إليك تخبرك بأني تشهيت عسلاً من عسل سينين أو لبنان فبعثت إليها، وأيم الله لئن عدت لمثلها لا تعمل لي عملاً أبداً ولا أنظر إلى وجهك.
حدثنا ابن بكير وأبو زيد نحوه، قالا: حدثنا يعقوب عن أبيه: أن عبد الله بن عمر بن عبد العزيز أتى إلى أبيه - وهو خليفة - يستكسي أباه فقال: يا أبه اكسني. فقال: اذهب إلى الخيار بن رياح البصري فإن لي عنده ثياباً فخذ منها ما بدا لك. قال: فذهب إلى الخيار بن <323> رياح، فقال: أني أستكسيت أبي فأرسلني إليك وقال إن لي عند الخيار بن رياح ثياباً سنبلانية أو قطرية. فقال: هذا مالأمير المؤمنين عندي فخذ منها، فرجع عبد الله بن عمر إلى أبيه عمر بن عبد العزيز فقال: يا أبتاه استكسيتك فأرسلتني إلى الخيار بن رياح، فأخرج لي ثياباً ليست من ثيابي ولا من ثياب قومي. قال: فذاك مالنا عند الرجل. فانصرف عبد الله بن عمر حتى إذا كاد أن يخرج ناداه فقال: مالك أن أسلفك من عطائك مائة درهم ؟ قال: نعم يا أبتاه. فأسلفه مائة درهم، فلما خرج عطاؤه حوسب بها فأخذت منه.
حدثنا حرملة حدثنا ابن وهب حدثني الليث عن يحيى ابن سعيد وغيره: أن عمر بن عبد العزيز قدم عليه بعض أهل المدينة، فجعل يسائله عن أهل المدينة. فقال: ما فعل المساكين الذين كانوا يجلسون في مكان كذا وكذا ؟ قال قد قاموا منه يا أمير المؤمنين. قال: فما فعل المساكين الذين كانوا يجلسون مكان كذا وكذا ؟ قال: قد قاموا منه وأغناهم الله. قال: وكان من أولئك المساكين من يبيع كبب الخيط للمسافرين، فالتمس ذلك منهم بعد، فقالوا: قد أغنانا الله عن بيعه بما يعطينا عمر. قال يحيى بن سعيد: فقال عمر: فما فعل بسر ابن سعيد ؟ فقال: صلح يا أمير المؤمنين قال عمر: أفي ثوبيه الذين كنت أعرف. قال: نعم في ثوبيه. فقال عمر: والله لئن كان بسر بن سعيد وعبد الله بن عبد الملك في الجنة في درجة واحدة لأن أعيش بعيش عبد الله ابن عبد الملك وأكون معه في درجته أحب إلي أن أعيش بعيش بسر بن سعيد وأكون معه في درجته.
حدثني حرملة أخبرنا ابن وهب قال: حدثني الليث: أن أبا النضر حدثه قال: دسست إلى عمر بن عبد العزيز بعض أهله أن قل له أن فيك كبراً وأنه يتكبر. فقيل ذلك. فقال عمر: قل له لبئس ما ظننت أن تراني أتوقى الدينار والدرهم مراقبة الله فانطلق إلى أعظم الذنوب فأركبه؛ الكبرياء إنما هو رداء الرحمن فأنازعه إياه، ولكن كنت غلاماً بين ظهري قومي يدخلون علي بغير إذن، ويتوطئون فرشي ويتناولون مني ما يتناول القوم من أخيهم الذي لا سلطان له عليهم، فلما أن وليت خيرت نفسي في أن أمكنهم مني حالتهم التي كنت لهم عليها، وأخالفهم فيما خالف الحق، أو أتمنع عنهم في بابي ووجهي ليكفوا عني أنفسهم وعن الذي أحذر عليهم لو كنت جرأتهم على نفسي من العقوبة والأدب، فهو الذي دعاني إلى هذا.

حدثني حرملة قال: حدثنا ابن وهب قال: حدثني الليث قال: أخبرني شيخ عن عبد الله بن أبي زكريا: أنه دخل على عمر بن عبد العزيز - وقد توج له مما بلغه بما خلص إلى <324> أهل عمر بن عبد العزيز من الحاجة - فتحدثا، ثم قال: يا أمير المؤمنين أرأيتك شيئاً تعمل بأي شيء استحللته ؟ قال: وما هو ؟ قال: ترزق الرجل من عمالك مائة دينار في الشهر ومائتي دينار في الشهر وأكثر من ذلك. قال: أراه لهم يسيراً أن عملوا بكتاب الله وسنة نبي وأحب أن أفرغ قلوبهم من الهم بمعاشهم وأهليهم. قال ابن أبي زكريا: فأنك قد أصبت وقد ذكر لي أنه قد خلص إلى أهلك حاجة وأنت أعظمهم عملاً فانظر ما قد رأيته حلالاً لرجل منهم فارتزق مثله، فوسع به على أهلك. قال: يرحمك الله قد عرفت أنك لم ترد إلا خيراً وأنك توجعت من بعض ما يبلغك من حالنا، ثم قال بيده اليمنى على ذراعه اليسرى فقال: إن هذا العظم إنما نبت من مال الله وأني والله إن استطعت لا أعيد فيه منه شيئاً أبداً.
حدثني حرملة قال: أخبرنا ابن وهب قال: حدثني الليث عن سعيد بن عبد الرحمن الجمحي عن محمد بن قيس قاص عمر بن عبد العزيز قال: خرج علينا يوماً مزاحم فقال: لقد احتاج أهل أمير المؤمنين إلى نفقة ولا أدري من أين آخذها ولا أدري ممن أسلفها. قال: قلت لولا قلة ما عندي لعرضته عليك. قال: وكم عندك ؟ قلت: خمسة دنانير. قال: والله إن في خمسة دنانير لبلاغاً، فدفعتها إليه، ثم أتاه رجال من أرض عمر بالتمر. قال: فمر علي مزاحم مسروراً، قال: جاءنا مال من أرض لنا نقضيك الآن تلك الخمسة دنانير. قال: دخل ثم خرج وإحدى يديه على رأسه أعظم الله أجر أمير المؤمنين أعظم الله أجر أمير المؤمنين أعظم الله أجر أمير المؤمنين قال: قلنا: أجل فأعظم الله أجره وما ذاك ؟ قال: أمر بهذا المال الذي جاء من أرضه أن يدخل بيت المال. فلا أدري كيف تحيل لي في الخمسة حتى قضاني.
حدثني عبد العزيز ثنا ابن وهب قال: حدثني يعقوب بن عبد الرحمن عن أبيه عن زياد مولى ابن عياش قال: لو رأيتني ودخلت على عمر بن عبد العزيز في ليلة شاتية وفي بيته كانون وعمر على كتابه، فجلست اصطلي على الكانون، فلما فرغ من كتابه مشى إلي عمر حتى جلس معي على الكانون - وهو خليفة - فقال: زياد بن أبي زياد. قلت: نعم يا أمير المؤمنين. قال: قص علي. قلت: يا أمير المؤمنين ما أنا بقاص. قال: فتكلم. قلت: زياد. قال: وماله ؟ قلت: لا ينفعه من دخل الجنة غداً إذاً دخل النار، ولا يضره من دخل غداً النار إذا دخل الجنة. قال: صدقت والله ما ينفعك من دخل الجنة إذا دخلت النار، ولا يضرك من دخل النار إذا أنت دخلت الجنة. قال: فلقد رأيت عمر يبكي حتى طفيء بعض ذلك الجمر الذي على الكانون.
<325> حدثنا عبد الله بن عثمان حدثنا عبد الله ثنا محمد بن أبي حميد المديني عن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة قال: شهدت عمر بن عبد العزيز ومحمد ابن قيس يحدثه، فرأيت عمر يبكي حتى اختلفت أضلاعه.
حدثنا عبد الله بن عثمان قال: ثنا عبد الله حدثنا أبو الصباح حدثني سهل بن صدقة مولى عمر بن عبد العزيز بن مروان قد حدثني بعض خاصة آل عمر بن عبد العزيز أنه قال: - حين أفضت إليه الخلافة سمعوا في منزله بكاءً عالياً فسئل عن ذلك البكاء، فقيل أن عمر قد خير جواريه - قال: قد نزل بي أمر قد شغلني عنكن، فمن أحبت أن أعتقها أعتقتها، ومن أمسكتها لم يكن لها منه شيء، فبكوا أياساً منه.
حدثنا ابن عثمان قال: ثنا عبد الله قال: أخبرنا إبراهيم بن نشيط حدثنا سليم بن حميد المزني عن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع القرشي: أنه دخل على فاطمة بنت عبد الملك وخال لها: ألا تخبريني عن عمر ؟ فقالت: ما أعلم أنه اغتسل من جنابة ولا من احتلام منذ استخلفه الله حتى قبضه.
حدثنا ابن عثمان قال: حدثنا عبد الله عن ميمون بن مهران: أن عمر بن عبد العزيز أتي بسلق وأقراص فأكل، ثم اضطجع على فراشه وغطى وجهه بطرف ردائه وجعل يبكي ويقول: عبد بطيء بطين يتباطأ ويتمنى على الله منازل الصالحين.

حدثني محمد بن رمح حدثني الليث بن سعد أنه بلغه: أن مسلمة بن عبد الملك لما رأى عمر بن عبد العزيز اشتد وجعه وظن أنه ميت قال: يا أمير المؤمنين إنك قد تركت بنيك عالة لا شيء لهم ولا بد لهم مما لا بد لهم منه، فلو أوصيت بهم إلي وإلى ضربائي من قومي فكفوك مؤونتهم ؟ فقال: أجلسوني: فأجلسوه فقال: ما ذكرت من فاقة ولدي وحاجتهم فوالله ما منعتهم حقاً هو لهم، وما كنت لأعطيهم حق غيرهم، وأما ما ذكرت من استخلافك ونظرائك عليهم ليكفوني مؤونتهم فإن خليفتي عليهم الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين ادعهم لي. فدعوتهم وهم اثنا عشر، فاغرورقت عيناه وقال: بأي نفس تركتهم عالة، وإنما هم أحد رجلين؛ إما رجل يتقي الله ويراقبه فسيرزقه الله، وإما رجل وقع في <326> غير ذلك فلست أحب أن أكون قويته على خلاف أمر الله، وقد تركتهم بخير لن يلقوا أحداً من المسلمين ولا أهل الذمة إلا سيرى لكم حقاً انصرفوا عصمكم الله وأحسن الخلافة عليكم - رحمة الله على عمر.
حدثنا عبد الله بن عثمان حدثنا محمد بن مروان حدثنا عمارة بن أبي حفصة أن مسلمة بن عبد الملك دخل على عمر بن عبد العزيز في مرضه الذي مات فيه فقال: من توصي بأهلك ؟ قال: إذا نسيت الله فذكرني. قال: فعاد فقال: من توصي بأهلك ؟ فقال: إن ولي فيهم الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين.
حدثنا عبد الله بن عثمان أخبرنا عبد الله قال: قال عمر بن عبد العزيز لمزاحم مولاه - وكان فاضلاً - قال: إن هؤلاء القوم - يعني أهله - اقطعوني ما لم يكن لي أن آخذه، ولا لهم أن يعطوني، وإني قد هممت بردها على أربابها. قال: فقال مزاحم: فكيف تصنع بولدك ؟ قال: فخرت دموعه على وجنتيه. قال فجعل يمسحها باصبعه الوسطى ويقول: أكلهم إلى الله. قال عبد الله: فيعرف أنه كان يجد بولده ما يجد القوم بأولادهم. قال عبد الله: وكأن مزاحم مع فضله لم يقنع بقوله، فخر مزاحم، فدخل عبد الملك بن عمر فقال: إن أمير المؤمنين قد هم بأمر لهو أضر عليك وعلى ولد أبيك من كذا وكذا إنه قد هم برد البسيطة - قال عبد الله: وهي باليمامة وهي أمر عظيم. قال: وكان عيش ولده منها. قال عبد الملك: فماذا قلت له ؟ قال: كذا وكذا. لبئس لعمر الله وزير الخليفة أنت. قال: ثم قام ليدخل على عمر وقد تبوأ مقيله. قال: فأستأذن. قال: فقال له البواب إنه قد تبوأ مقيله. قال: ما منه بد. قال: سبحان الله ألا ترحموه إنما هي ساعته. قال: فسمع عمر صوته فقال: أعبد الملك ؟ قال: نعم. قال: ادخل. قال: فدخل. قال: ما جاء بك ؟ قال: إن مزاحماً أخبرني بكذا وكذا وقال: فما رأيك فإني أريد أن أقوم به العشية. قال: أرى أن تعجله فما يأمنك أن يحدث بك حدث أو يحدث بقلبك حدث. قال فرفع يديه فقال: الحمد لله الذي جعل لي من ذريتي من يعينني على ديني. قال: ثم قام من ساعته فجمع الناس وأمر بردها.
<327> حدثنا هشام بن عمار حدثنا يحيى بن حمزة حدثني سليمان: أن عمر نظر في مزارعه فخرق سجلاتها غير مزرعتي خيبر والسويداء. فسأل عمر: خيبر من أين كانت لأبيه ؟ قيل: كانت فيئاً على رسول الله صلى الله عليه وسلم فتركها رسول الله صلى الله عليه وسلم فيئاً على المسلمين حتى كان عثمان بن عفان فأعطاها مروان بن الحكم، وأعطاها مروان بن عبد العزيز أبا عمر، وأعطاها عبد العزيز عمر، فخرق سجلتها وقال: أنا أتركها حيث تركها رسول الله صلى الله عليه وسلم. وبلغني أنها فدك.
حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا يحيى بن حمزة قال: حدثنا سليمان بن داؤد الخولاني: إن رجلاً بايع عمر بن عبد العزيز فمد يده إليه، ثم قال: بايعني بلا عهد ولا ميثاق تطيعني ما أطعت الله فإن عصيت الله فلا طاعة لي عليك فبايعه.
حدثني هشام قال: ثنا يحيى عن سليمان بن داؤد: أن عبدة بن أبي لبابة بعث معه الخمسين ومائة يفرقها في فقراء الأمصار، فأتيت الماجشون فسألته فقال: ما أعلم أن فيهم اليوم محتاج، لقد أغناهم عمر بن عبد العزيز، فدفع إليهم فلم يترك منهم أحداً إلا الجند.
حدثنا هشام حدثنا يحيى حدثنا سليمان: أن عمر بن عبد العزيز كان كثيراً ما يردد هذا القول ما يرد علي نفسي من نفس إن أنا قتلتها، وإنما هي في كتاب الله النفس بالنفس، من قتل نفساً فقد أغلق رهنه، فلو كان لي نفسان فأعذر بأحدهما وأمسك بالأخرى.

حدثني هشام حدثنا عبد الحميد بن أبي العشرين قال: حدثني: محمد بن كثير قال: قال عمر بن عبد العزيز يوماً - وهو لائم لنفسه - : -
أيقظان أنت اليوم أم أنت نائمُ ... وكيف يُطيق النوم حيران هائمُ
فلو كنت يقظان الغداة لحرّقت ... مدامع عينيك الدموعُ السواجمُ
نهارك يا مغرور لهوٌ وغفلة ... وليلُك نومٌ والردى لك لازمُ
وتشغل فيما سوف تكره غبّه ... كذلك في الدنيا تعيش البهائمُ
حدثنا عبد الله بن عثمان أخبرنا عبد الله أخبرنا هشام بن الغاز قال: نزلنا منزلاً مرجعنا من دابق، فلما ارتحلنا مضى مكحول ولم يعلمنا أين ذهب، فسرنا كثيراً حتى رأيناه فقلت: أين ذهبت ؟ فقال: أتيت قبر عمر ابن عبد العزيز - وهو على خمسة أميال من المنزل - فدعوت له، ثم قال: لو حلفت ما استثنيت ما كان في زمانه أحد أخوف لله من عمر، ولو حلفت ما استثنيت ما كان في زمانه أحد أزهد في الدنيا من عمر.
<328> حدثنا ابن عثمان أخبرنا عبد الله أخبرنا عمر بن سعيد بن أبي حسين عن مجاهد: أنه شهد وفاة عمر بن عبد العزيز فمر بعبادي أو نبطي - وهو يثير على ثورين له - فقام حين مررت به، فقال له العبادي أو النبطي: من أين أقبلت ؟ أشهدت وفاة هذا الرجل ؟ فقال: قلت نعم. فذرفت عيناه وترحم عليه، فقلت له: تترحم عليه وليس على دينك ؟ فقال: إني لا أبكي مليككم ولكن أبكي على نور كان في الأرض فطفيء.
حدثني محمد بن أبي زكير أخبرنا ابن وهب حدثني مالك عن ابن أبي صعصعة: أنه كان يحدث عمر بن عبد العزيز عن مغازي القسطنطينية. قال: فبكى عمر بكاءً شديداً. قال: فقال مالك: إن عمر ابن عبد العزيز قال ذات ليلة ومعه مزاحم ورجل يقال له ابن مافنة. قال: فدخل عمر بيته، ثم قال لمزاحم: ائذن لابن مافنة. قال: فأذن له. قال: فدخلت عليه فإذا بمائدة عليها صحفة مخمرة بمنديل وعمر قائم يركع. قال: فركع ركعتين ثم أقبل فجلس، فاجتبذ المائدة بيده، ثم قال لي: كل، أين عيشنا اليوم من عيشنا إذ كنا بمصر. قال: فقلت لأي شيء يا أمير المؤمنين ؟ فقال عمر: لقد رأيتني وكنا لو ضافني أهل قرية لوجدت ما يعمهم. ثم قال: أين عيشنا هذا من عيشنا بالمدينة. ثم استبكى. قال: فناداه مزاحم أن قم. قال: فقمت. قال: فأخبرني من الغد أنه إذا أصابه مثل هذا لم يعد إلى طعامه. قال مالك وهذا يعجبني من فعل عمر أن يخدم الانسان نفسه.
حدثنا محمد حدثنا ابن وهب حدثني مالك قال: كان عثمان بن حياني أميراً على المدينة في خلافة الوليد بن عبد الملك. قال: وكان ابن حزم يومئذ قاضياً، قال: فعزل عثمان بن حيان بعد ذلك، وولى أبا بكر بن حزم بعده. قال: وكان رياح بن حيان على المدينة بعد ذلك. قال مالك: فحدثني رياح قال: ما قدم علينا بريد لعمر بن عبد العزيز بالشام إلا بأحياء سنة أو قسم مال أو أمر فيه خير.
حدثنا عبد الله بن عثمان أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا حرملة بن عمران حدثني سليمان بن حميد: أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى عبد الملك بن عمر: أنه ليس من أحد <329> رشده وصلاحه أحب إلي من رشدك وصلاحك إلا أن يكون والي عصابة من المسلمين أو من أهل العهد، يكون لهم في صلاحه ما لا يكون لهم في غيره، أو يكون عليهم من فساده ما لا يكون عليهم في غيره.
حدثنا ابن عثمان حدثنا عبد الله حدثنا جرير بن حازم حدثنا المغيرة بن حكيم قال: قالت لي فاطمة: كنت أسمع عمر في مرضه الذي مات فيه: اللهم أخف عليهم موتي ولو ساعة من نهار. قالت: فقلت له يوماً: يا أمير المؤمنين ألا أخرج عنك عسى أن تغفي شيئاً فأنك لم تتم. قالت: فخرجت عنه إلى بيت إلى جنب البيت الذي هو فيه. قالت: فجعلت أسمعه يقول " تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون عُلُواً في الأرض ولا فساداً والعاقة للمتقين " يرددها مراراً. ثم أطرق فلبث طويلاً لا أسمع له حساً فقلت لوصيف له كان يخدمه: ويحك ادخل فانظر. فلما دخل صاح، فدخلت علي فوجدته ميتاً قد أقبل وجهه إلى القبلة ووضع إحدى يديه على فيه والأخرى على عينيه.

حدثنا ابن عثمان قال: قال عبد الله: قال عمر بن عبد العزيز: أني فكرت في أمري وأمر الناس فلم أر شيئاً خيراً من الموت - قال عبد الله: يعني لفساد الناس وما دخلهم - فقال لقاصه محمد بن قيس: ادع لي بالموت فأبيت وأبى علي. فدعوت له وعمر رافع يديه يؤمن على دعائي وهو يبكي. قال: وحضر ابن له صغير فلما رأى عمر يبكي بكى، قال: فقال عمر: وهذا معنا. قال: فدعوت بذلك أيضاً. يقول محمد بن قيس: واستحيت فدعوت لنفسي أيضاً معهم. قال: فعرف الله الصدق من عمر، فلم يلبث قليلاً حتى مات، ومات ابنه ذلك، وبقي محمد بن قيس حتى كان بعد.
حدثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرني أشهب عن مالك قال: اقتتل غلمان لسليمان بن عبد الملك وغلمان لعمر بن عبد العزيز فضرب غلمان سليمان فحمل سليمان وقل: هذا ما صنعت سيرته وفعلت به، فدخلي عليه عمر فقال له سليمان: ما هذا ضرب غلمانك غلماني. فقال عمر: ما علمت هذا قبل مقالتك الآن. فقال له: كذبت. فقال له عمر: تقول لي كذبت ! ما كذبت منذ شددت علي إزاري، وإن في الأرض عن مجلسك هذا لسعة. ثم خرج من عنده، فلم يأته وتجهز يريد الخروج يريد مصر، فسأل عنه سليمان حين استبطأه، فقالوا: إنه يريد الخروج إلى مصر وقد تجهز، فأرسل إليه سليمان: أن ارجع وادخل علي، فقال للرسول إذا جاءني لا يعاتبني فإن في <330> المعاتبة حقداً فجاء عمر فقال له سليمان: ما همني أمر قط إلا خطرت فيه على بالي. وقال: قام عمر بن عبد العزيز من مجلسه إلى مصلاه، فذكر سهل بن عبد العزيز وعبد الملك ومزاحم، فقال: اللهم إنك قد علمت ما كان من عونهم أو معونتهم إياي فاحد بهم، فلم تزدني من ذلك إلا حباً ولا إلى ما عندك إلا شوقاً، ثم رجع إلى مجلسه.
حدثن يونس بن عبد الأعلى أخبرني أشهب عن مالك قال: سأل عمر بن عبد العزيز رجلاً عن أمر الناس وعن القاضي. ثم قال: إنه ينبغي أن تؤدي الرعية إلى الراعي حقه، وينبغي للراعي أن يؤدي إلى الرعية حقهم عليه غير مسول لذلك ولا مسرور به.
حدثني يونس ثناه أشهب عن مالك قال: لما ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة كتب إليه بعض ولاته: إن الناس لما سمعوا بولايتك تسارعوا إلى أداء زكاة الفطر، فقد اجتمع من ذلك شيء كثير، ولم أحب أن أحدث فيها شيئاً حتى تكتب إلي برأيك. فكتب إليه عمر بقبض كتابه ويقول: لعمري ما وجدي ولا أبالي على ما ظنوه، وما حبسك إياها إلى اليوم ! فأخرجها حين تنظر في كتابي.
حدثني إبراهيم بن محمد الشافعي قال: سمعت جدي محمد بن علي بن شافع يقول: إني لأرجو أن يدخل الله سليمان بن عبد الملك الجنة باستعماله عمر بن عبد العزيز.
حدثنا إبراهيم بن محمد حدثنا عبد الرحمن بن حسن الزرقي عن أبيه - وكان عند الجراح بن عبد الله عامل عمر بن عبد العزيز على خراسان كلها حربها وصلاتها ومالها - قال: فكتب عمر إلى ابن الجراح: أنه بلغني أنك استعملت عبد الله بن الأهتم وإن الله لما يبارك لعبد الله بن الأهتم في العمل فاعزله وإنه على ذلك لذو قرابة لأمير المؤمنين. وبلغني أنك استعملت عمارة ولا حاجة لي بعمارة ولا بضرب عمارة، ولا برجل قد صبغ يده في دماء المسلمين فاعزله.
حدثني إبراهيم بن محمد حدثنا عبد الرحمن بن حسن عن أبيه: أن الجراح كتب إلى عمر بن عبد العزيز: أما بعد يا أمير المؤمنين فأنك كتبت إلي في عهدك الذي عهدت إلي تأمرني أن لا أبسط على أحد من خلق الله عذاباً، ولا أوثق أحداً من خلق الله وثاقاً يمنع صلاة وذلك في معاتبة عاتبه.
<331> حدثني إبراهيم حدثنا عبد الرحمن بن حسن حدثني أبي: أن عمر ابن عبد العزيز كتب إلى عامله إلى اليمن إلى عروة بن محمد السعدي: إني أكتب إليك آمرك أن ترد إلى المسلمين مظالمهم، فتكتب إلي تراجعني ولا تعرف مسافة ما بيني وبينك، ولا تعرف أخذات الموت، حتى لو كتبت إليك أن ترد على رجل مظلمة شاة لكتبت إلي أردها عفراء أم سوداء فاردد على المسلمين مظالمهم ولا تراجعني والسلام.

حدثني إبراهيم قال: حدثنا عبد الرحمن بن حسن أخبرني أبي قال: بلغني أن الوليد بن عبد الملك استعمل عمر بن عبد العزيز على الحجاز، المدينة ومكة والطائف، فأبطأ عن الخروج، فقال الوليد لحاجبه: ويكل ما بال عمر لا يخرج إلى عمله ؟ قال: زعم أن له إليك ثلاث حوائج. قال: فعجله علي. فجاء به الوليد، فقال له عمر: أنك قد استعملت من كان قبلي فأنا لا أحب أن تأخذني بعمل أهل العداء والظلم والجور. فقال له الوليد: اعمل بالحق وإن لم ترفع إلينا درهماً واحداً. قال: والحج قد بلغت ما ترى من السن والحال. وأشك في العطاء أن يكون سأله إياه فخرجه للناس.
حدثنا عبد الله بن عثمان أخبرنا عون عن معمر قال: حدثني إسماعيل ابن قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى بعض أهل الشام - قال: فلم يحفظه غير مكحول والاوزاعي - : أما بعد من أكثر ذكر الموت كفاه القليل، ومن علم أن كلامه عمل قل كلامه إلا فيما ينفعه.
حدثنا ابن عثمان أخبرنا عون عن معمر قال: كتب الحسن إلى عمر بن عبد العزيز: أما بعد فكان من كان آخر علت الموت قد مات. قال: فكتب إليه عمر بن عبد العزيز: أما بعد فكأنك بالدنيا لم تكن، وكأنك بالآخرة لم تزل، والسلام عليك.
حدثنا ابن عثمان حدثنا عمر بن علي أخبرنا عبد رب بن هلال بن أبي هلال قال: أنبأني ميمون بن مهران قال: إني لعند عمر بن عبد العزيز إذ فتح له منطق حسن حتى رق له أصحابه. قال: ففطن لرجل منهم وهو يجرف دمعته. قال: فقطع منطقه: قال ميمون: فقلت: امض في منطقك يا أمير المؤمنين فإني أرجو أن يمن الله بك على من سمعه وانتهى إليه. فقال بيده: إليك عني فإن في القول فتنة والفعل أولى بالمرء من القول.
حدثنا ابن بكير وأبو زيد قالا: حدثنا يعقوب قال: سمعت أبي يحدث: أن عمر بن عبد العزيز جاءه ثلاثون ألف درهم من مال البحرين، فجاءه الذي كان يقوم على طعام أهله <332> فقال: يا أمير المؤمنين قد جاءك الله بنفقة. قال: من أين ؟ قال: من مالك الذي بالبحرين جاءتك ثلاثون ألفاً. قال: فاسترجع عمر وقال: ادع لي مزاحماً، فلما جاءه مزاحم قال: أي مزاحم ما زدت ذلك المال الذي جاءنا من البحرين في مال الله فيما أحسب - شك ابن بكير - قال مزاحم: سقط علي يا أمير المؤمنين قال: فاردده وصل بهذا المال في بيت مال المسلمين. قال: فدخل عليه قيم ذلك المال فقال: يا أمير المؤمنين اعتق رقبتي من الرق اعتقك الله من النار. قال: فنظر إليه وقال: إنما أنت وذاك المال من مال الله فلا سبيل إلى عتقك. فقال: يا أمير المؤمنين جرة زنجبيل مربت كنت أهديها لك كل عام وقد جئت بها. قال: ائت بها. فأخرج منها عوداً فوضعه على شفتيه ثم قال: مه إذا شككت في الشيء فدعه. لا حاجة لي بجرتك.
حدثني عبد العزيز حدثنا ابن وهب حدثني يعقوب أراه عن أبيه قال: أذن عمر بن عبد العزيز لزياد بن أبي زياد، والأمويون هناك ينتظرون الدخول عليه، قال هشام: أما رضي ابن عبد العزيز أن يصنع ما صنع حتى أذن لعبد عبد الله بن عياش يتخطى رقابنا ! فقال للفرزدق: من هذا ؟ قال: رجل من أهل المدينة من القراء عبد مملوك. فقال الفرزدق:
أيها القاريء المقضيَ حاجته ... هذا زمانك إني قد خلا زمني
حدثنا عبد العزيز حدثنا ابن وهب حدثني يعقوب عن أبيه قال: دخل على عمر بن عبد العزيز من أهل الشام شيخ جليل فقال: يا أمير المؤمنين إني دخلت مصر مع مروان وغزوت دير الجماجم وغزوة كذا وكذا فتأمر لي بشيء ؟ فقال: اجلس أيها الشيخ. قال : و . . . . عند الشيخ. فكلمه غلام من الأنصار فقال: يا أمير المؤمنين أنا فلان بن فلان أبي ممن شهد العقبة وشهد بدراً وشهد أحداً حتى ذكر مغازياً. فقال عمر: أيها الشيخ الذي ما ذكر. قال: فجثا الشيخ على ركبتيه أو قام. فقال: ها هو ذا يا أمير المؤمنين. فقال: هذه المكارم لا ما تعدد أيها الشيخ منذ اليوم:
<333> تلك المكارم لا قعبان من لبن ... شيباً بماء فصارا بعدُ أبوالاً
خذوا حاجة الفتى.
حدثنا محمد بن أبي زكير أخبرنا ابن وهب حدثنا مالك عن عبد اله بن سعيد عن مريد حدثني عمر بن عبد العزيز: أنه كان ربما خرج بالصك الصغير مثل هذا - وأشار مالك ببعض أصابعه - فيه أربعون ألف دينار جائزة لعمر بن عبد العزيز فما يدري أحد حيث مسلكها.

حدثني محمد وزيد بن بشر قالا: أخبرنا ابن وهب قال: حدثني مالك: أن عمر بن عبد العزيز حين ولي جاءه الناس فلم يقبل إلا رجلاً فيه خير أو تقوى، فأنه كلم في صديق له فقال: تركناه كما تركنا الخز والموشى.
حدثنا محمد أخبرنا ابن وهب قال: سمعت مالكاً يحدث: أن صالح ابن علي حين قدم الشام سأل عن قبر عمر بن عبد العزيز فلم يجد أحداً يخبره حتى دل على راهب، فأتى فسأل عنه. فقال: قبر الصديق تريدون هو في تلك المزرعة.
قال ابن وهب وحدثني مالك: أن عمر بن عبد العزيز ذكر يوماً ما مضى من العدل والجور وعنده هشام بن عبد الملك، فقال هشام: إنا والله لا نعيب آباءنا، ولا نضع شرفنا في قومنا. فقال عمر: وأي العيب أعيب ممن عابه القرآن.
قال ابن وهب: وحدثني مالك: أن عمر بن عبد العزيز قام في الناس - وهو خليفة - على المنبر يوم الجمعة فقال: يا أيها الناس إني أنساكم ها هنا وأذكركم في بلادكم، فمن أصابه مظلمة من عامله فلا اذن له علي ومن لا فلا أرينه، وإني والله لئن منعت نفسي وأهل بيتي هذا المال وضننت به عنكم إني إذاً لضنين، ولولا أنعش سنة أو أعمل بحق ما أحببت أن أعيش فواقاً.
حدثني محمد قال: أخبرني مالك عن يحيى بن سعيد وربيعة بن أبي عبد الرحمن قالا: كان عمر بن عبد العزيز يقول: ما من طينة أهون علي فتاً، ولا من كتاب أيسر علي رداً من كتاب قضيت ثم أبصرت أن الحق في غيره ففتتها.
حدثني محمد قال: أخبرنا ابن وهب حدثني مالك: أن عمر بن عبد العزيز كان عند سليمان بن عبد الملك وهو بمنزله - وكان سليمان يقول: ما هو إلا أن يغيب عني هذا الرجل <334> فما أجد أحداً يفقه عني - فقال له عمر بن عبد العزيز: ما حق هذه المرأة ألا تدفعه إليها ؟ قال: وأي امرأة ؟ قال: فاطمة بنت عبد الملك. فقال سليمان: أو ما علمت وصية أمير المؤمنين عبد الملك. قم يا فلان فأتني بكتاب أمير المؤمنين - وكان كتب أنه ليس للبنات شيء - فقال له عمر: إلى المصحف أرسلته. فقال ابن لسليمان عنده: ما يزال من رجال يعيبون كتب الخلفاء وأميرهم حتى تضرب وجوههم. فقال عمر: إذا كان هذا الأمر إليك وإلى ضربائك كان ما يدخل على العامة من ضرر ذلك أشد مما يدخل على ذلك الرجل من ضرب وجهه. فغضب عند ذلك سليمان، فسب ابنه ذلك. قال: أتستقبل أبا حفص بهذا ! فقال عمر: إن كان عجل علينا فقد استوفينا.
حدثنا زيد بن بشر حدثنا ابن وهب قال: حدثني ابن زيد عن عمر ابن أسيل بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب قال: إنما ولي عمر بن عبد العزيز سنتين ونصفاً ثلاثين شهراً. لا والله ما مات عمر بن عبد العزيز حتى جعل الرجل يأتينا بالمال العظيم فيقول: اجعلوا هذا حيث ترون من الفقراء، فما يبرح حتى يرجع بماله، يتذكر من يضعه فيهم فلا يجده، فيرجع بماله. قد أغنى عمر بن عبد العزيز الناس.
حدثني أبو إسحق إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني حدثني أبي عن جدي قال: دخل جعونة بن الحارث على عمر بن عبد العزيز فقال: يا جعونة إني قد ومقتك فأياك أن أمقتك أتدري ما يحب أهلك منك ؟ قال: نعم، يحبون صلاحي، قال: لا، ولكنهم يحبون ما قام لهم سوادك وأكلوا في غمادك وتزودوا على ظهرك، فاتق الله ولا تطعمهم إلا طيباً.
حدثني إبراهيم بن هشام حدثني أبي عن جدي قال: سمرنا ليلة مع عمر فتناول قلنسوة عن رأسه بيضاء مضاربة. فقال: كم ترونها تسوى ؟ قلنا: درهم يا أمير المؤمنين. قال: والله ما أظنها من حلال.
حدثني إبراهيم حدثني أبي عن جدي عن ميمون بن مهران قال: قال لي عمر بن عبد العزيز: حدثني. قال: فحدثته حديثاً بكى منه بكاءً شديداً. فقلت: يا أمير المؤمنين لو علمت أنك تبكي هذا البكاء لحدثتك حديثاً ألين من هذا. قال: يا ميمون إنا نأكل هذه الشجرة العدس وهي ما علمت مرقة للقلب مغرزة للدمع مذلة للجسد.
وعن جدي عن مسلمة بن عبد الملك قال: دخلت على عمر بن عبد العزيز أعوده في <335> مرضه، فإذا عليه قميص وسخ، فقلت لأمرأته فاطمة: اغسلوا قميص أمير المؤمنين. فقالت: نفعل ذلك إن شاء الله، ثم عدت فإذا القميص عليه على حالته. فقلت: يا فاطمة ألم آمركم أن تغسلوا قميص أمير المؤمنين ؟ قالت: والله ما له قميص غيره.

حدثني إبراهيم حدثني أبي عن جدي قال: كنت أنا وابن أبي زكريا بأبيات عمر بن عبد العزيز، فسمعنا بكاءاً في داره فسألنا عنه، فقالوا: خير أمير المؤمنين امرأته أن تقيم في منزلنا على حالها وأعلمها أنه قد شغل بما في عنقه عن النساء وبين أن تلحق بمنزل أبيها. فبكت وبكى جواريها لبكائها.
حدثني حرملة قال أخبرنا ابن وهب قال حدثني الليث عن بعض أخوانه عن حري بن عبد العزيز أن ريان بن عبد العزيز قال لعمر بن عبد العزيز: يا أمير المؤمنين لو ركبت فتروحت. قال عمر: فمن يجزي عمل ذلك اليوم ؟ قال: تجزيه من الغد. قال: لقد فدحني عمل يوم واحد فكيف إذا اجتمع علي عمل يومين في يوم واحد ؟ قال زياد: فإن سليمان بن عبد الملك كان يركب ويعيش ويجزي عمله. قال عمر: ولا يوماً واحداً من الدنيا ما أجزاه سليمان.
حدثني إبراهيم بن هشام بن يحيى قال: حدثني أبي عن جدي قال: كانت لفاطمة بنت عبد الملك جارية تعجب عمر، فلما صار على ما صار إليه، زينتها وطيبتها وبعثت بها إلى عمر وقالت: إني قد كنت أعلم أنها تعجبك وقد وهبتها لك، فتنال منها حاجتك. فلما دخلت عليه قال لها عمر: اجلسي يا جارية فوالله ما شيء من الدنيا كان أعجب إلي منك أن آناله حدثيني بقصتك وما سبيك ؟ قالت: كنت جارية من البربر فجنى أبي جناية، فهرب من موسى بن نصير عامل عبد الملك على أفريقية، فأخذني موسى بن نصير فبعث بي إلى عبد الملك، فوهبني عبد الملك لفاطمة فبعثت بي فاطمة إليك. فقال: كدنا نفتضخ فجهزها وبعث بها إلى أهلها.
حدثني إبراهيم حدثني أبي عن جدي قال: كان عمر بن عبد العزيز ينهى سليمان عن قتل الحرورية، ويقول: ضمنهم الحبوس حتى يحدثوا توبة، فأتي سليمان بحروري مستقتل فقال لسليمان: ايه نزع لحيتك يا فاسق ابن الفاسق ؟ قال سليمان: علي بعمر بن عبد العزيز. فلما أتاه عمر عاود سليمان الحروري فقال له: ما تقول ؟ قال: وماذا أقول يا فاسق ابن الفاسق. قال سليمان لعمر: يا أبا حفص ماذا نرى عليه ؟ فسكت عمر، فقال: عزمت عليك لتخبرني ماذا ترى عليه قال: أرى أن تشتمه كما شتمك. قال سليمان: ليس إلا ! فأمر به فضربت عنقه، وقام سليمان وخرج عمر، فتبعه خالد بن الريان صاحب حرس سليمان فقال: يا أبا حفص <336> تقول لأمير المؤمنين ما أرى إلا أن تشتمه كما شتمك، والله لقد كنت متوقعاً أن يأمرني بضرب عنقك. قال لو أمرك لفعلت ؟ قال: أي والله لو أمرني لفعلت، فلما أفضت الخلافة إلى عمر جاء خالد بن الريان وقام مقام الحرس - وكان قبل ذلك على حرس الوليد وعبد الملك - فنظر إليه فقال: يا خالد ضع هذا السيف عنك اللهم إني قد وضعت لك خالد بن الريان اللهم لا ترفعه أبداً. ثم نظر عمر في وجوه الحرس فدعا عمرو بن المهاجر الأنصاري فقال: والله إنك لتعلم يا عمرو أنه ما بيني وبينك قرابة إلا الاسلام ولكني قد سمعتك تكثر تلاوة القرآن ورأيتك تصلي في موضع تظن أن لا يراك أحد فرأيتك تحسن الصلاة، خذ هذا السيف قد وليتك حرسي.
حدثني حرملة قال: أخبرنا ابن وهب حدثني الليث عن عقيل عن ابن شهاب: أن عمر بن عبد العزيز أخبره أن الوليد بن عبد الملك أرسل إليه بالظهيرة في ساعة لم يكن يرسل إليه في مثلها، فوجده في قيطون صغير له بابان؛ باب يدخل عليه منه، وباب خلفه ينحرف منه إلى أهله. قال: فدخلت عليه فإذا هو قاطب بين عينيه، فأشار إلي أن أجلس، فجلست بين يديه مجلس الخصم وليس عنده إلا ابن الريان قائماً بسيفه. فقال: ما تقول فيمن يسب الخلفاء أترى أن يقتل ؟ قال: فسكت. قال: فانتهرني وقال: مالك لا تتكلم ؟ فسكت. فعاد لمثلها. فقلت أقتل يا أمير المؤمنين ؟ قال: لا، ولكنه سب الخلفاء. قال: فقلت فإني أرى أن ينكل به فيما انتهك من جهة الخلفاء قال: فرفع رأسه إلى ابن الريان قال: وما أظن إلا أنه يقول اضربوا رقبته. فقال: إنه فيهم لتائه، ثم حول وركه فدخل إلى أهله. فقال لي ابن الريان بيده انقلب. قال: وكان ابن الريان لعمر بن عبد العزيز حافظاً. قال: فانقلبت وما تهب ريح من ورائي إلا وأنا أظنه رسولاً يردني إليه.

حدثني حرملة قال: أخبرنا ابن وهب حدثني الليث: أن خالد ابن الريان حين استخلف عمر بن عبد العزيز عزله عن موضعه الذي كان عليه - وكان سيافاً يقوم على رؤوس الخلفاء - وقال عمر: إني أذكر بأوه وهيئته، اللهم إني أضعه لك فلا ترفعه أبداً. قال: فحدثني نوفل بن الفرات قال: ما رأيت شريفاً خمد ذكره حتى لا يذكر مثله، حتى أن كان الناس يقولون: ما فعل خالد أحي هو أو قد مات.
حدثني إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني حدثني أبي عن جدي: أن عمر بن <337> عبد العزيز كتب إلى عامل له يشترى له عسلاً وقال: لا تخسر فيه شيئاً، وأن العامل حمله على مركبه من البريد، فلما أتى عمر قال: علام حمله ؟ قال: على البريد. فأمر بذلك العسل فبيع، وجعل ثمنه في بيت مال المسلمين، وقال: أفسدت علينا عسلك.
وعن جدي قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلي أن قد وقع البرد فارفع السوط.
وعن جدي قال: كنت عند هشام بن عبد الملك جالساً فأتاه رجل فقال: يا أمير المؤمنين إن عبد الملك أقطع جدي قطيعة فأقرها الوليد وسليمان حتى إذا استخلف عمر - رحم الله عمر - نزعها. قال له هشام: أعد مقالتك. قال: يا أمير المؤمنين إن عبد الملك أقطع جدي قطعية فأقرها الوليد وسليمان حتى إذا استخلف عمر - رحم الله عمر - نزعها. قال: والله إن فيك لعجباً إنك تذكر من أقطع جدك ومن أقرها في يده فلا ترحم عليه، وتذكر من نزعها فتترحم عليه فأنا قد أمضينا ما صنع عمر - رحم الله عمر - قم.
حدثني إبراهيم حدثني أبي عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز قال: دعاني أبو جعفر فقال: كم كانت غلة عمر حين أفضت إليه الخلافة ؟ قلت: ما زال يردها حتى كانت غلته مائة دينار ولو بقي لردها.
حدثني إبراهيم قال: حدثني أبي عن جدي قال: بينما عمر بن عبد العزيز بعرفات مع سليمان أبرقت وأرعدت رعداً شديداً أفزع سليمان، فنظر إلى عمر وهو يضحك فقال: يا عمر أتضحك وأنت تسمع ما تسمع ؟ قال: يا أمير المؤمنين هذه رحمة الله قد أفزعتك فكيف لو جاء عذابه ! حدثني أبو عمر قال: حدثنا ضمرة عن ابن أبي حملة عن عمرو بن مهاجر قال: لقيني يهودي فقال لي: إن صاحبك سيلي هذا الأمر ويعدل فيه، فلما ولي لقيته فقال: أليس أعلمتك مرة فليتدارك نفسه فأنه قد سقي. فقلت له: يا أمير المؤمنين إن اليهودي الذي أخبرني أنك ستلي وتعدل أخبرني أنك قد سقيت فيها. فقال قاتله الله ما أعلمه ! لقد علمت الساعة التي سقيت فيها لو أن شفائي في أن أمد يدي إلى شحمة اذني ما فعلت، أو أوتى بطيب فأرفعه إلى أنفي ما فعلت.
حدثني سعيد بن أسد حدثنا ضمرة عن ابن شوذب قال: كتب صالح بن عبد الرحمن وصاحبه إلى عمر بن عبد العزيز يعرضان له بدماء المسلمين، وكانا عامليه على شيء من العراق، فكتبا: إن الناس لا يصلحهم إلا السيف: فكتب إليهما عمر: خبيثين من الخبث ربذتين من الربذ يعرضان لي بدماء المسلمين ! ما أحد من المسلمين إلا ودمكما أهون علي من دمه.
<338> قال: وأراد الوليد بن عبد الملك عمر بن عبد العزيز على أن يخلع سليمان فقال: يا أمير المؤمنين إنما بايعنا لكما في عقدة واحدة فكيف نخلعه ونتركك ! وقال: عرض على عمر بن عبد العزيز جوار، وعنده العباس بن الوليد بن عبد الملك، قال: فجعل كلما مرت به جارية تعجبه قال: يا أمير المؤمنين اتخذ هذه. قال: فلما أكثر قال له عمر بن عبد العزيز: أتأمرني بالزنا ! قال: فخرج العباس فمر بأناس من أهل بيته، فقال: ما يجلسكم بباب رجل يزعم أن آباءكم كانوا زناة.
حدثني أبو سعيد عبد الله بن إبراهيم حدثنا الوليد حدثنا عبد الله ابن يزيد بن أبي مسلم الثقفي: أن أباه خرج في بعث الصائفة على ديوانه، قال: وخرجت معه. قال: فلما كان بمرج اللاج لقيه كتاب عمر بن عبد العزيز انصرف من حيث يلقاك كتاب أمير المؤمنين، فإن الله لا ينصر جيشاً أنت فيهم. قال الوليد: فذكرته لابن المبارك فحدثني عن معمر أو غيره: أن عمر كتب إلى صاحب الصائفة: أنه بلغني أن ابن أبي مسلم اكتتب في بعض الصائفة، فاردده خاسئاً فإني أكره أن أدعو للقوم في أمر وفيهم ابن أبي مسلم، قال: فرده من الدرب.
حدثنا قبيصة بن عقبة حدثنا سفيان عن عمرو بن ميمون قال: كانت العلماء مع عمر بن عبد العزيز تلامذة.

حدثنا محمد بن عبد العزيز الرملي حدثنا ضمرة عن كريز بن سليم قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى عبد الله بن عوف القاري: أن اركب إلى البيت الذي برفح الذي يقال له بيت المكس فاهدمه، ثم احمله إلى البحر ثم انسفه نسفاً.
حدثنا محمد بن عبد العزيز حدثنا النعمان بن بشير الرملي قال: حدثني زكري بن شداد قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى عبد الله بن عوف القاريء: إذا أتاك كتابي هذا فاركب أنت ومن معك إلى البيت النجس الذي برفح فأقلعه من أساسه، ثم اذره في البحر.
حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن أيوب قال: قيل لعمر ابن عبد العزيز: يا أمير المؤمنين لو أتيت المدينة فإن قضى الله موتاً دفنت موضع القبر الرابع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم <339> وأبي بكر وعمر. قال: والله لئن يعذبني الله بكل عذاب إلا النار - فإنه لا صبر عليها - أحب إلي من أن يعلم الله من قلبي أني أرى أني لذلك الموضع أهلاً.
حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا جرير حدثنا زياد بن مخراق قال: سمعت عمر بن عبد العزيز وهو يخطب الناس يقول: لولا سنة أحييها أو بدعة أمتها لما باليت أن أعيش فواقاً.
حدثنا مسلم ثنا علي بن سعد حدثنا رياح بن عبيدة قال: أخرج مسك من الخزائن فوضع بين يدي عمر بن عبد العزيز فأمسك بأنفه مخافة أن يجد ريحه. قال: فقال له رجل من أصحابه: يا أمير المؤمنين ما ضرك إن وجدت ريحه ؟ قال: وهل ينتفع من هذا إلا بريحه.
حدثني سعيد بن أسد قال: حدثنا ضمرة عن رجاء قال: استعمل عمر بن عبد العزيز رجلاً، فبلغه أنه كان عاملاً للحجاج فعزله، فجاءه يعتذر إليه ويعلل ما عمل، فقال له عمر: حسبك من صحبة هذا شر وشؤم يوم أو بعض يوم.
حدثني سعيد قال حدثنا ضمرة عن رجاء قال: سأل عمر بن عبد العزيز عن يزيد بن أبي مسلم خليفة الحجاج ما فعل ؟ قيل: يا أمير المؤمنين غزا الصائفة. فكتب برده، وقال: لا أنتصر بجيش هو فيهم. قال: فرده من الدرب.
وعن رجاء قال: اختصم رجلان عند عمر بن عبد العزيز وعنده رجل جالس فقال لأحد الخصمين: أصدق أمير المؤمنين. فغضب عمر ابن عبد العزيز وقال: عندي يزور قم لقد أنكرت هذا وما اتصلت هذه - وأشار إلى لحيته.
وبه عن رجاء قال: قدم عبد الله بن الحسن - وهو إذ ذاك فتى شاب - على سليمان بن بن عبد الملك، فكان يختلف إلى عمر يستعين به على سليمان في حوائجه، فقال له عمر: إن رأيت أن لا تقف ببابي إلا في الساعة التي ترى أنه يؤذن لك فيها علي، فإني أكره أن تقف ببابي فلا يؤذن لك علي. قال فجاءه ذات يوم فقال: أن أمير المؤمنين قد بلغه أن في العسكر مطعوناً فالحق بأهلك فأني أضن بك.
حدثنا سعيد حدثنا ضمرة عن ابن شوذب قال: قال عمر بن عمر بن عبد العزيز: الوليد بن عبد الملك بالشام والحجاج بالعراق ومحمد ابن يوسف باليمن وعثمان بن حيان بالحجاز وقرة بن شريك بمصر، امتلأت الأرض والله جوراً.
حدثنا الربيع بن روح حدثنا حنظلة بن عبد العزيز بن ربيع بن سبرة بن معبد الجهني قال: حدثني أبي عن أبيه قال: قلت لعمر بن عبد العزيز - وقد هلك ابنه وأخوه ومولاه <340> مزاحم في أيام - يا أمير المؤمنين ما رأيت رجلاً أصيب في أيام متوالية بأعظم من مصيبتك، ما رأيت مثل ابنك ابناً، ولا مثل أخيك أخاً، ولا مثل مولاك مولى. قال: فنكس ساعة ثم قال لي: كيف قلت يا ربيع ؟ فأعدتها عليه. فقال: لا والذي قضى عليهم الموت ما أحب أن شيئاً من ذلك كان لم يكن من الذي أرجو من الله فيهم.
حدثني الربيع بن روح حدثنا حنظلة بن عبد العزيز بن ربيع بن سبرة عن أبيه عن ابن لعمر بن عبد العزيز: أن عمر بن عبد العزيز قال حين اشتكى شكواه الذي هلك فيه: اشتروا من الراهب موضع قبري، فأشتري منه موضع قبره بستة دنانير. فقال الشاعر - وهو يذكر عمر - :
قد غادر القوم في اللحد الذي لحدوا ... بدير سمعان جريان الموازين
أقول لما نعى لي ناعياً عمراً ... لا يبعدن قضاء العدل والدين
حدثنا الربيع بن روح حدثنا عثمان بن عبد الرحمن عن يعقوب بن جعة عن حماد العدوي قال: سمعت صوتاً عند وفاة سليمان بن عبد الملك يقول:
اليوم حلّت واستقر قرارها ... على عُمر المهديّ قام عمودها

حدثنا المسيب بن واضح قال: حدثنا بقية عن سعيد بن علي قال: مات ابن لعمر بن عبد العزيز صغير فغشي عليه، فلما أفاق قلنا له: على مثل هذا ! قال: ليس ذا بي، ولكنه بضعة مني فأوشك أن أتبعه.
حدثنا أبو النضر إسحق بن إبراهيم بن يزيد الدمشقي حدثنا معاوية ابن يحيى قال: حدثنا أرطأة قال: قلت لعمر بن عبد العزيز: لو جعلت على طعامك أميناً لا تغتال، وحرساً إذا صليت لا تغتال، وتنح عن الطاعون. قال: اللهم إن كنت تعلم أني أخاف يوماً دون يوم القيامة فلا تؤمن خوفي.
حدثني سعيد بن أسد ثنا ضمرة عن عبد الحميد بن عبد الله أبي الأخثم عن سعيد بن عبد الملك قال: بت عند أختي فاطمة امرأة عمر بن عبد العزيز، فلما أمسينا دخل <341> البيت وإن في البيت تابوتاً، قال: ففتحته فأخرج ثوبي شعر ووضع ثيابه، ثم لبسهما ثم قام يصلي.
حدثني أبو زيد عبد الرحمن بن أبي الغمر حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبيه قال: خطب عمر بن عبد العزيز هذه الخطبة - وكانت آخر خطبة خطبها - فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أنكم لم تخلقوا عبثاً، ولن تتركوا سدى، وإن لكم معاداً ينزل الله ليحكم فيكم، ويفصل بينكم، وخاب وخسر من خرج من رحمة الله وحرم جنة عرضها السموات والأرض، ألم تعلموا أن لا يؤمن غداً إلا من حذر الله اليوم وخافه، وباع نافداً بباق، وقليلاً بكثير، وخوفاً بأمان، ألا ترون أنكم في أسلاب الهالكين وستصير من بعدكم للباقين، وكذلك حتى تردون إلى خير الوارثين، ثم أنكم تشيعون كل يوم إلى الله غادياً ورائحاً قد انقضى نحبه وانقضى أجله حتى تغيبوه في صدع من الأرض في شق صدع، ثم تتركوه غير ممهد ولا موسد، قد فارق الأحباب، وباشر التراب ووجه للحساب، مرتهناً بما عمل غنياً عما ترك، فقيراً إلى ما قدم، فاتقوا الله قبل موافاته وحلول الموت بكم، وأيم الله إني لأقول هذا وما أعلم أن عند أحد من الذنوب أكثر مما عندي، فأستغفر الله. وما منكم أحد يبلغنا حاجة لا يسع له ما عندنا إلا حرصنا أن نسد من حاجته ما استطعنا، وما منكم من أحد يعنى حاجة لا يسع له ما عندنا إلا تمنيت أن يبدأ بي وبخاصتي حتى يكون عيشنا وعيشه عيشاً واحداً وأيم الله لو أردت غير هذا من غضارة عيش لكان اللسان به ذلولا وكنت بأسبابه عالماً، ولكن سبق من الله كتاب ناطق وسنة عادلة، دل فيها على طاعته، ونهى فيها عن معصيته. ثم رفع طرف ردائه فبكى، وأبكى من حوله.
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا عمر بن علي بن مقدم عن عبد ربه عن ميمون بن مهران قال: كنت بالليل في سمر عمر بن عبد العزيز فوعظ، ففطن لرجل قد أحسر بدمعته. قال فسكت. فقلت: يا أمير المؤمنين عد لمنطقك لعل الله ينفع به من سمعه ومن بلغه. فقال: يا ميمون إن الكلام فتنة وإن الفعال أولى بالمرء من القول.
حدثني سلمة حدثنا أحمد حدثنا عبد الرزاق أخبرني أبي قال: قال وهب: إن كان في هذه الأمة مهدي فهو عمر بن عبد العزيز.
حدثني سعيد بن أسد حدثنا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة قال: قال عنبسة بن <342> سعيد بن العاص لعمر بن عبد العزيز - حين قطع الرزق عن أصحابه - : يا أمير المؤمنين إني أرى أمراً لا يصلحه إلا النظر في الضيعة. قال على الرشاد يا أبا خالد، ولكن أكثر من ذكر الموت فإنك لن تجعله في كثير إلا قل، ولا في قليل إلا كثر، على الرشاد يا أبا خالد.
حدثني أبو بشر حدثنا سعيد بن عامر قال: سمعت جدي أسماء ابن عبيد قال: دخل عنبسه بن سعيد على عمر بن عبد العزيز فقال: يا أمير المؤمنين إن من كان قبلك من الخلفاء كانوا يعطونا عطايا وأنك قد منعتناها، وإن لي عيالاً وضيعة وقد أحببت أن أتعاهد ضيعتي وما يصلح عيالي. فقال عمر: أحبكم إلينا من فعل ذاك. قال: فلما ولي قال عمر: أبا خالد أبا خالد، فأقبل، فقال: أكثر ذكر الموت فإنك لا تذكره وأنت في ضيق من العيش إلا وسعه عليك، ولا تذكره في سعة من العيش إلا ضيقه عليك.
حدثنا أبو بشر قال: حدثني سعيد بن عامر قال: حدثني جويرية ابن أسماء: أن عمر بن عبد العزيز بلغه أن يزيد بن أبي مسلم في جيش من من جيوش المسلمين فكتب إلى عامل الجيش أن يرده وقال: لأكره أن استنصر بجيش هو فيهم.
وعن جويرية بن أسماء عن إسماعيل بن أبي حكيم قال: كان عمر ابن عبد العزيز قلما يدع يقرأ في المصحف بالغداة ولا يطيل.

قال جويرية: ولا أدري من حدث إسماعيل أو غيره قال: قال لمزاحم: أبغني رجلاً لمصحفي. قال: فأتاه برجل فأعجبه. قال: من أين أصبت ؟ قال: يا أمير المؤمنين دخلت بعض الخزائن فأصبت هذه الخشبة فأتخذت منها رجلاً. قال: ويحك انطلق فأقمه في السوق. قال: وجاء به قومه في السوق فقومه نصف دينار فرجع فقال: يا أمير المؤمنين قوموه نصف دينار. قال: ترى أن تضع في بيت المال ديناراً أتسلم منه. قال مزاحم: إنما قوموا نصف دينار. قال: ضع في بيت المال دينارين.
وعن جويرية بن أسماء عن إسماعيل بن أبي حكيم - فيما أعلم - قال: قال عمر بن عبد العزيز لأذنه: لا يدخلن علي اليوم إلا مرواني. قال: فلما اجتمعوا عنده تكلم فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد فإنكم يا بني مروان قد أعطيتم في الدنيا حظاً وشرفاً وأموالاً إني <343> لأحسب شطر مال هذه الأمة أو ثلثيه في أيديكم، فردوا ما في أيديكم من هذا المال. قال: فسكتوا. قال: ألا تجيبوني ؟ فسكتوا. قال: ألا تجيبوني ؟ فتكلم رجل من القوم قال: لا والله لا يكونن ذلك أبداً حتى يحال بين رؤوسنا وأجسادنا، والله لا نكفر آباءنا ونفقر أبناءنا. قال عمر: أما لولا أن تستعينوا علي بمن أطلب هذا الحق له لأضرعت خدودكم قوموا عني.
حدثني أبو بشر حدثنا سعيد عن جويرية بن أسماء عن إسماعيل بن أبي حكيم قال: كنا عند عمر بن عبد العزيز حتى تفرق الناس ودخل أهله للقائلة. قال: فإذا مناد ينادي الصلاة جامعة. قال: ففزعنا فزعاً شديداً مخافة أن يكون قد جاء فتق من وجه من الوجوه أو حدث حدث. قال جويرية: وإنما كان دعا مزاحماً فقال: يا مزاحم إن هؤلاء القوم قد أعطونا عطايا والله ما كان لنا أن نقبلها، وإن ذاك قد صار إلي فليس علي فيه دون الله محاسب. فقال له مزاحم: يا أمير المؤمنين هل تدري كم ولدك ؟ هم كذا وكذا. فذرفت عيناه فجعل يستدمع ويقول: أكلهم إلى الله. ثم انطلق مزاحم من وجهه ذلك حتى استأذن على عبد الملك. فأذن له وقد اضطجع للقائلة. فقال له عبد الملك ما جاء بك يا مزاحم هذه الساعة هل حدث من حدث ؟ قال: نعم أشد الحدث عليك وعلى أبيك. قال: وما ذاك ؟ قال: دعاني أمير المؤمنين فذكر له ما نال عمر. فقال عبد الملك: فما قلت له ؟ قال: قلت له يا أمير المؤمنين تدري كم ولدك ؟ هم كذا وكذا. قال: فما قال لك: قال: جعل يستدمع ويقول: أكلهم إلى الله أكلهم إلى الله. قال عبد الملك: بئس وزير الدين أنت يا مزاحم. ثم وثب فانطلق إلى باب عمر، فاستأذن عليه، فقال الآذن: إن أمير المؤمنين قد وضع رأسه للقائلة. قال: استأذن لي. قال الآذن: أما ترحمونه ليس له من الليل والنهار إلا هذه الوقعة. قال عبد الملك: استأذن لي لا أم لك. فسمع عمر الكلام فقال: من هذا ؟ قال: هذا عبد الملك. قال: ائذن له. فدخل عليه وقد اضطجع عمر للقائلة. فقال: ما حاجتك تأتي هذه الساعة ؟ قال: حديث حدثنيه مزاحم. قال: فأين وقع رأيك من ذلك ؟ قال: وقع رأيي على أنفاذه. قال: فرفع عمر يده وقال: الحمد لله الذي جعل لي من ذريتي من يعينني على أمر ديني. نعم يا بني أصلي الظهر ثم أصعد المنبر فأدرها علانية على رؤوس الناس. فقال عبد الملك: يا أمير المؤمنين من لك بالظهر يا أمير المؤمنين ومن لك إن بقيت إلى الظهر أن تسلم لك نيتك إلى الظهر ؟ قال: فقال عمر: قد تفرق الناس ورجعوا للقائله. فقال عبد الملك: تأمر مناديك فينادي الصلاة جامعة فتجمع الناس. قال إسماعيل: فخرجت فأتيت المسجد، وجاء عمر فصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد فإن هؤلاء <344> القوم قد كانوا أعطونا عطايا، والله ما كان لهم أن يعطوناها، وما كان لنا أن نقبلها، وأرى الذي قد صار إلي ليس علي فيه دون الله محاسب، ألا وأني قد رددتها وبدأت بنفسي وأهل بيتي، اقرأ يا مزاحم. قال: وقد جيء بسفط قبل ذلك - أو قال جونة - فيها تلك الكتب قال: وقرأ مزاحم كتاباً منها فلما فرغ من قراءته ناوله عمر وهو قاعد على المنبر وفي يده جام، قال: فجعل يقصه بالجام واستأنف مزاحم كتاباً آخر فجعل يقرأه، فلما فرغ منه دفعه إلى عمر فقصه، ثم استأنف كتاباً آخر فما زال كذلك حتى نودي بصلاة الظهر.

حدثني أبو بشر حدثنا سعيد أخبرنا جويرية بن أسماء قال: قال عبد الملك بن عمر: يا أمير المؤمنين ما يمنعك أن تنفذ رأيك في هذا الأمر، فوالله ما كنت أبالي أن تغلي بي وبك القدور في نفاذ هذا الأمر. قال: فقال له عمر: يا بني إني أروض الناس رياضة الصعب، فأن الله أبقاني مضيت لنيتي ورأيي، وإن عجلت على منيتي لقد علم الله نيتي، إني أخاف إن بادهت الناس بالتي نقول أن يلجؤوني إلى السيف، ولا خير في خير لا يجيء إلا بالسيف، ولا خير في خير لا يجيء إلا بالسيف. وجعل يرددها مراراً.
حدثنا أبو بشر حدثنا سعيد أخبرنا جويرية عن إسماعيل بن أبي حكيم قال: لما مات سليمان بن عبد الملك صفق أهل الشام. قال: فانطلقت أنا ومزاحم إلى نفقة كانت لعمر في رحله فحملتها، ثم أقبلت أريد المسجد. قال: فلقيني رجل فقال: هذا صاحبك يخطب الناس. فقلت: خليفة ؟ قال: خليفة. فانتهيت إليه وهو على المنبر، فكان أول ما سمعته يقول: أيها الناس إني والله ما سألتها الله في سر ولا علانية قط، فمن كره منكم فأمره إليه. قال: فقال رجل من الأنصار: يا أمير المؤمنين ذاك والله أسرع مما نكره ابسط يديك فلنبايعك. قال: فكان أول من بايعه الأنصاري هذا. ولا أدري عن إسماعيل هو أو عن غيره. قال: وأظنه عن إسماعيل قال: ومشى عمر في جنازة سليمان. قال: ودخل قبره فلما أن فرغ من دفنه قال: وقد جيء بمراكب الخلفاء فلم يركب شيئاً منها، وقال: بغلتي. فركض إنسان إلى العسكر وقعد حتى جيء ببغلته. قال: وقد ضربت ابنية الخلفاء قال: فأحسبه أنه لم يستظل في شيء منها حتى جيء ببغلته فركبها ثم رجع.
قال: وقد كان سليمان أمر أهل مملكته أن يقودوا الخيل سبق سهم فما من قدمة من المسلمين إلا كان قد أخذهم ليعودوا إليه بالخيل، فمات من قبل أن تجري الحلبة.
<345> قال: فلما ولي عمر أبى أن يجريها. فقيل له: يا أمير المؤمنين: تكلف الناس مؤونات عظاماً، وقادوها من بلاد بعيدة وفي ذلك غيظ للعدو. قال: فلم يزالوا يكلمونه حتى أجرى الحلبة، وأعطى الذين سبقوا، ولم يخيب الذين لم يسبقوا أعطاهم دون ذلك. قال: وقد كان الناس لقو جهداً شديداً من القسطنطينية من الجوع وأقفل الناس وبعث إليهم بالطعام.
حدثنا سعيد بن أسد قال: حدثنا ضمرة عن الريان بن مسلم قال: بعث عمر بن عبد العزيز بآل أبي عقيل - أهل بيت الحجاج - إلى صاحب اليمن وكتب إليه: أما بعد فأني قد بعثت بآل أبي عقيل وهم شر بيت في العرب ففرقهم في عملك على قدر هوانهم على الله. وعلينا وعليكم السلام - وإنما نفاهم.
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا عمر بن علي عن عبد ربه عن ميمون ابن مهران قال: كنت في سمر عمر بن عبد العزيز ذات ليلة فقلت: يا أمير المؤمنين ما بقاؤك على ما أرى ؟ أنت بالنهار مشغول في حوائج الناس، وبالليل أنت معنا ها هنا ثم الله أعلم بما تخلو به. قال: فعدل عن جوابي، ثم قال: إليك عني يا ميمون فإني وجدت لقاء الرجال تلقيحاً لألبابهم.
حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا أيوب - يعني ابن سويد - عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز: ما كان أبي يعدل بعراك بن مالك.
حدثني أبو هاشم زياد بن أيوب حدثنا سعيد بن عامر عن أحمد بن الأشعث عن سعيد بن أبي عروبة قال: قال له رجل: رأيت فلاناً لم يقبل الحجر. فقال: قد رأيت من هو خير منه يقبله. قيل له: من يا أبا النضر ؟ قتادة ؟ قال: خير منه. قيل: الحسن ؟ قال: خير منه. قال: رأيت عمر بن عبد العزيز يقبل الحجر.
حدثنا محمد بن أبي عمر حدثنا سفيان قال: سألت عبد العزيز ابن عمر بن عبد العزيز: ما آخر شيء تكلم به أبوك عند موته ؟ قال: كان له من الولد عبد العزيز وعبد الله وعاصم وإبراهيم. قال عبد العزيز: وكنا أغيلمة فجئنا له كالمسلمين عليه والمودعين له، وكان الذي ولي ذلك منه مولى له. فقيل له: تركت ولدك هؤلاء ليس لهم مال، ولم تولهم إلى أحد. فقال: ما كنت لأعطيهم شيئاً ليس لهم، وما كنت لأخذ منهم حقاً <346> لهم، أولي فيهم الذي يتولى الصالحين، إنما هؤلاء أحد رجلين؛ أطاع الله عز وجل، ورجل ترك أمر الله وضيعه.
آخر أخبار عمر بن عبد العزيز
أول أخبار الزهري

ابن شهاب واسمه محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري. حدثنا محمد بن أبي عمر قال: قال سفيان: رأيت الزهري أحمر الرأس واللحية وفي حمرتها انكفاء قليل كأنه يجعل فيه كتماً. قال سفيان: كان الزهري أعيمش وعليه جميمة.
قال سفيان: رأيت ابن جدعان جلس عند الزهري، وكان ابن جدعان يعجبه الطيب، فقال: يا أبا بكر ألا أمرت بثوبيك هذين فأجمرا. وكان الزهري قد غسلهما فوجد ابن جدعان ريح الغسالة - وربما قال ريح الحوض.
قال سفيان: وسمعت الزهري إذا حدث عن الرجل قال: حدثني فلان وكان واعياً، وحدثني فلان وكان من أوعية العلم - ولا يقول كان عالماً.
حدثني العباس بن عبد العظيم قال: حدثنا عبد الرزاق قال: قال مالك مر بنا ابن شهاب على برذون. قال: فقمت إليه فسألته عن أحاديث فحدثني بها. قال: فقال لي: قد حدثتك إن حفظت. قال: قلت: أعيد عليك ؟ قال: هات. قال: فأعدت عليه. قال: ثم قلت له: يا أبا بكر: طلبت العلم حتى إذا كنت وعاء من أوعيته تركت المدينة وخرجت عنها. قال: إنما كنت أنزل المدينة والناس إذ ذاك ناس.
قال علي بن المديني: كان هؤلاء السنة ممن اعتمد عليهم الناس في الحديث: الزهري لأهل المدينة وعمرو بن دينار لأهل مكة وأبو إسحق والأعمش لأهل الكوفة ويحيى بن أبي كثير وقتادة لأهل البصرة.
وقال علي عن ابن عيينة قال قال أيوب: ما أجد بعد الزهري ابن شهاب أعلم بحديث المدينة والحجازيين من يحيى بن أبي كثير. قال: يحيى من أهل البصرة سكن اليمامة.
حدثنا محمد بن أبي عمر حدثنا سفيان عن الهذلي قال: جالست الحسن وابن <347> سيرين فما رأيت مثل هذا الرجل بقول الزهري: قال الهذلي: لا يزال بالمدينة علم ما بقي هذا الرجل - يعني ابن إسحق وهو صاحب السيرة.
حدثنا ابن أبي عمر قال: قال سفيان: كان يرون الزهري مات يوم مات وليس أحد أعلم بالسنة منه.
حدثني عبد العزيز بن عبد الله الأويسي حدثنا مالك قال: حدثني ابن شهاب بحديث فيه طول، وأنا آخذ بلجام دابته، فقلت له: أعد علي. فقال: لا قلت له: أرأيت أنت أما كنت تحب أن يعاد عليك ؟ قال: لا. فقلت له: كنت تكتب ؟ قال: لا.
حدثني محمد بن أبي زكير قال: أخبرنا ابن وهب عن مالك قال: لقد أخذت بلجام ابن شهاب وهو على بغلته، فسألته عن حديث. فقال الذي أعجبني منه: قد حدثتكه. قلت: أجل. قال مالك: وأعجبني منه ما قال. قلت له: فأعده علي. قال: لا. فقلت - وأنا أريد أن أخصمه - : أما كنت تكتب ؟ قال: لا. فقلت: ولا تسأل أن يعاد عليك الحديث ؟ فقال: لا فأرسلت الحديدة.
حدثنا ابن بكير وعبد الله بن صالح أبو صالح قالا: أنا الليث عن جعفر بن ربيعة قال: قلت لعراك بن مالك: من أفقه أهل المدينة ؟ قال: أما أعلمهم بقضايا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقضايا أبي بكر وعمر وعثمان وأفقههم فقهاً وأعلمهم بما مضى من أمر الناس فسعيد بن المسيب، وأما أغزرهم حديثاً فعروة بن الزبير، ولا تشأ أن تفجر من عبيد الله بن عبد الله بحراً إلا فجرته، قال: ثم يقول لي عراك بن مالك: وأعلمهم عندي جميعاً ابن شهاب فإنه جمع علمهم جميعاً إلى علمه.
حدثنا ابن بكير قال: حدثنا الليث قال ابن شهاب: ما صبر أحد على العلم صبري، ولا نشره أحد نشري.
قال أبو صالح عبد الله بن صالح: وسمعت الليث بن سعد يقول: ما رأيت عالماً قط <348> أجمع من ابن شهاب، ولا أكثر علماً منه، ولو سمعت من ابن شهاب يحدث في الترغيب فتقول لا يحسن إلا هذا، وإن حدث عن العرب والأنساب قلت: لا يحسن إلا هذا فإن حدث عن الأنبياء وأهل الكتاب قلت لا يحسن إلا هذا. قال: وإن حدث عن القرآن والسنة كان حديثه. ثم يتلوه بدعاء جامع يقول: اللهم إني أسألك من كل خير أحاط به علمك في الدنيا والآخرة، وأعوذ بك من كل شر أحاط به علمك في الدنيا والآخرة.

قال الليث: وكان ابن شهاب من أسخى من رأيت، كان يعطي كل من جاء وسأله حتى إذا لم يبق معه شيء فيستلف من عبيده، فيقول لأحدهم: يا فلان أسلفني كما تعرف، وأضعف لك كما تعلم، فيسلفونه ولا يرى بذلك بأساً. قال: وربما جاءه سائل فلا يجد ما يعطيه فيتغير عند ذلك وجهه ويقول للسائل أبشر فسوف يأتي الله بخير. قال: فقضى الله لابن شهاب على قدر صبره واحتماله رجلاً يهدي له ما يسعهم وأما رجلاً يبيعه فينظره. قال: وكان يطعم الناس بالثريد في الخصب وغيره، ويسقيهم العسل، وكان ابن شهاب يسهر على العسل كما يسهر أصحاب الشراب على شرابهم ويقول: اسقونا وحدثونا، فإذا رأى بعض أصحابه قد نعس قال له: ما أنت من سمار قريش الذين قال الله " سامراً تهجرون " . قال: وكانت له قبة معصفرة وعليه ملحفة معصفرة وتحته مجلس معصفر.
قال: سمعته يبكي على العلم بلسانه ويقول: يذهب العلم وكثير ممن كان يعمل به، فقلت له: ووضعت من علمك عند من ترجو أن يكون خلفاً في الناس بعدك ؟ قال: والله ما نشر أحد العلم نشري، ولا صبر عليه صبري، ولقد كنا نجلس إلى ابن المسيب فما يستطيع أحد منا أن يسأله عن شيء إلا أن يبتدي الحديث أو يأتي رجل فيسأله عن أمر قد نزل به، قد طالت مجالستنا إياه حتى ما كنا نسمع منه إلا الجواب.
قال الليث: وسمعته يقول: ما استودعت قلبي شيئاً قط فنسيته. قال: وكره التفاح وسؤر النار، وقال إنه ينسي، وكان يشرب العسل ويقول إنه يذكر.
حدثنا ابن بكير قال: حدثني الليث قال: جئت ابن شهاب يوماً بشيء من الرأي، فقبض وجهه وقال: الرأي ! - كالكاره له - ثم جئته بعد ذلك يوماً آخر بأحاديث من السنن فتهلل وجهه وقال: إذا جئتني فأتني بمثل هذا.
<349> حدثنا عبد العزيز بن عمران حدثنا ابن وهب حدثني الليث عن ابن شهاب: أنه كان يقول: ما استودعت قلبي شيئاً قط فنسيته. قال: كان يكره التفاح وسؤر النار ويقول أنه ينسي. قال: وقد كان يشرب العسل ويقول أنه يذكر.
وحدثني الليث قال: جئت ابن شهاب يوماً بشيء من الرأي فقبض وجهه وقال: الرأي ! - كالكاره له - ، ثم جئته بعد ذلك يوماً آخر بأحاديث من السنن فتهلل وجهه وقال: إذا جئتني فإتني بمثل هذا.
حدثنا ابن بكير حدثني الليث حدثني عقيل بن خالد عن ابن شهاب أنه كان يكون معه في السفر قال: فكان يعطي من جاءه وسأله حتى إذا لم يبق معه شيء تسلف من أصحابه فلا يزالون يسلفونه حتى لا يبقى معهم شيء، فيحلفون أنه لم يبق معهم شيء فيستسلف من عبيده، فيقول: أي فلان أسلفني فأضعف لك كما تعلم، فيسلفونه ولا يرى بذلك بأساً، فربما جاءه السائل فلا يجد له شيئاً يعطيه فيتغير وجهه عند ذلك ويقول للسائل: أبشر فسيأتي الله بخير، فيقضي الله لابن شهاب أحد رجلين، أما رجل يهدي له ما يسعهم، وأما رجل يبيعه وينظره. قال: وكان يطعمهم الثريد ويسقيهم العسل مع ذلك قال: وكان ابن شهاب يسهر على العسل كما يسهر أهل الخمر.
قال: فكان يحدثنا ثم يقول اسقونا حدثونا.
قال عقيل: وكان إذا رآني قد نعست قال: ما أنت من سمار قريش الذين قال الله " سامراً تهجرون " ، وكانت له قبة معصفرة، وعليه ملحفة معصفرة، وتحته مجلس معصفر.
حدثنا ابن بكير قال الليث: قال ابن شهاب: ذانيك العجلين أفسدا أهل تلك النجدة - يعني أهل المدينة - كأنه يقول من قبل الرأي.

حدثني سعيد بن عفير قال: حدثني عطاف بن خالد عن عبد الأعلى ابن عبد الله بن أبي فروة عن ابن شهاب أنه قال: أصاب أهل المدينة حاجة زمان فتنة عبد الملك بن مروان، فعمت أهل البلد، فقد خيل إلي أنه قد أصابنا من ذلك - أهل البيت - ما لم يصب أحداً من أهل البلد لخبرتي بأهلي، فتذكرت هل من أجد أمت إليه برحم أو مودة أرجو إن خرجت إليه أن أصيب منه شيئاً، فما علمت أحداً أخرج إليه، ثم قلت: إنما الرزق بيد الله، ثم خرجت حتى <350> قدمت دمشق، فوضعت رحلي، ثم غدوت إلى المسجد فاعتمدت إلى أعظم مجلس رأيته في المسجد وأكثره أهلاً، فجلست إليهم فبينا نحن على ذلك خرج من عند عبد الملك بن مروان، كأحشم الرجال وأجمله وأحسنه هيئة، فأقبل إلى المجلس الذي أنا فيه فتحثحثوا له حتى أوسعوا له، فجلس ثم قال: لقد جاء أمير المؤمنين اليوم كتاب ما جاءه مثله منذ استخلفه الله. قالوا: وما هو؟ قال: كتب إليه عامله بالمدينة هشام بن إسماعيل يذكر أن ابناً لمصعب بن الزبير من أم ولد مات، فأرادت أمه أن تأخذ ميراثها منه فمنها عروة بن الزبير، وزعم أن لا ميراث لها، فتوهم أمير المؤمنين في ذلك حديثاً سمعه من سعيد بن المسيب يذكر عن عمر بن الخطاب في أمهات الأولاد، لا يحفظ أمير المؤمنين ذلك الحديث. قال ابن شهاب: فقلت: أنا أحدثكه. فقام إلي قبيصة حتى أخذ بيدي، ثم خرج بي معه حتى دخل بي الدار على عبد الملك، ثم جاء البيت الذي فيه عبد الملك فقال: السلام عليك، فقال له عبد الملك مجيباً: وعليكم السلام. فقال: أدخل ؟ قال ادخل. فدخل وهو آخذ بيدي. فقال: هذا يا أمير المؤمنين يحدثك الحديث الذي سمعت من سعيد بن المسيب في أمهات الأولاد. قال: ايه. قال: قلت: سمعت سعيد بن المسيب يذكر: أن عمر بن الخطاب أمر بأمهات الأولاد أن يقومن في أموال أبنائهن بقيمة عدل ثم يعتقن، فمكث بذلك صدراً من خلافته، ثم توفي رجل من قريش كان له ابن لأم ولد، قد كان عمر يعجب بذلك الغلام، فمر ذلك الغلام على عمر في المسجد بعد وفاة أبيه بليال، فقال له عمر: ما فعلت يا ابن أخي في أمك ؟ قال: قد فعلت يا أمير المؤمنين خيراً، خيرني أخوتي أن يسترقوا أمي أو يخرجوني من ميراثي من أبي، وكان ميراثي من أبي أهون علي من أن تسترق أمي. قال عمر: أولست إنما أمرت في ذلك بقيمة عدل ؟ ما أرى رأياً أو آمر بشيء إلا قلتم به، ثم قام فجلس على المنبر، فاجتمع إليه الناس حتى إذا رضي جماعتهم قال: يا أيها الناس إني قد كنت أمرت في أمهات الأولاد بأمر قد عملتموه، ثم قد حدث لي رأي غير ذلك، فأيما امرىء كانت عنده أم ولد فملكها بيمينه ما عاش، فإذا مات فهي حرة لا سبيل له عليها. ثم قال: من أنت ؟ قلت: أنا محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب. قال: أما والله إن كان لك لأب نعار في الفتنة مؤذ لنا فيها. قال: قلت: يا أمير المؤمنين قل كما قال العبد <351> الصالح. قال: أجل " لا تثريب اليوم عليكم " . قال: قلت: يا أمير المؤمنين افرض لي فإني منقطع من الديوان. قال: إن بلدك لبلد ما فرضت لأحد فيها منذ كان الأمر ثم نظر إلى قبيصة وأنا وهو قائمان بين يديه، فكأنه أومأ إليه أن افرض له. قال: قد فرض لك أمير المؤمنين. قلت: وصلة يا أمير المؤمنين وصلك الله تصلنا بها، فإني والله لقد خرجت من أهلي وأن فيهم لحاجة ما يعلمها إلا الله، ولقد علمت الحاجة أهل البلد، قال: وقد وصلك أمير المؤمنين. قلت: وخادم يا أمير المؤمنين يخدمنا فإني والله لقد تركت أهلي ومالهم من خادم إلا أختي إنها التي تخبز لهم وتعجن وتطبخ لهم. قال: وقد أخدمك أمير المؤمنين. قال: ثم كتب إلى هشام بن إسماعيل: أن ابعث إلى ابن المسيب سله عن الحديث الذي سمعه يحدث في أمهات الأولاد عن عمر بن الخطاب. فكتب إليه هشام مثل حديث ما زاد حرفاً ولا نقص حرفاً.
حدثنا أحمد بن شبيب بن سعيد مصري حدثنا أبي عن يونس قال: قال ابن شهاب: قدمت دمشق زمان تجري ابن الأشعث. قال: وعبد الملك يومئذ مشغول بشأنه، فجلست في مجلس لا أعرفهم، وذكر نحواً من قصة أم الولد. فقال عبد الملك: ما مات رجل ترك مثلك.

حدثني سعيد بن عفير قال: حدثنا حفص بن عمران بن الوسام عن السري بن يحيى عن ابن شهاب قال: قدمت دمشق وأنا أريد الغزو، فأتيت عبد الملك لأسلم عليه، فوجدته في قبة على فرش تفوت القائم والناس تحته سماطان فسلمت وجلست، فقال: يا ابن شهاب أتعلم ما كان في بيت المقدس صباح قتل ابن أبي طالب ؟ قلت: نعم. قال: هلم. فقمت من وراء الناس حتى أتيت خلف القبة، وحول وجهه فأحنى علي فقال: ما كان ؟ قال فقلت: لم ترفع حجر في بيت المقدس إلا وجد تحته دم. قال: لم يبق أحد يعلم هذا غيري وغيرك ولا يسمعن منك. قال: فما تحدثت به حتى توفي.
حدثني عبد العزيز بن عبد الله الأويسي ثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه: إن هشام بن عبد الملك قضى دين ابن شهاب ثمانين ألف درهم. وسمعت أبي وهو يعاتب ابن شهاب في الدين ويقول: قد قضى عنك هشام بن عبد الملك ثمانين ألفاً، وقد عرفت ما قال رسول <352> الله صلى الله عليه وسلم في الدين. فقال ابن شهاب لأبي: إني أعتمد على مال الله لو بقيت لي هذه المشربة ثم ملئت لي أسفلها ذهباً أو ورقاً - قال إبراهيم أنا أشك أي ذلك قال - ما رأيته عوضاً من مالي. قال إبراهيم: وهو إذ ذاك في مشربة.
حدثني محمد بن أبي أسامة الحلبي حدثنا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة قال: قضى هشام بن عبد الملك عن الزهري أربعة آلاف دينار ثم قال: لعلك عائداً للدين يا ابن شهاب ؟ قال: لا يا أمير المؤمنين سمعت سعيد ابن المسيب يقول: لا يلدغ المؤمن من حجر مرتين. قال رجاء: فحدثني يونس عن الزهري: أنه عاد إلى الدين، ولكن كانت له عقدة وفاء لدينه.
حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا داؤد بن عبد الله بن أبي الكرام الجعفري قال: سمعت مالك بن أنس يقول: كان ابن شهاب من أسخى الناس، فلما أصاب تلك الأموال قال له مولى له - وهو يعظه - : قد رأيت ما مر عليك من الضيق والشدة فانظر كيف تكون وأمسك عليك مالك. فقال ابن شهاب: ويحك إني لم أر الكريم تحكمه التجارب.
حدثنا محمد بن أبي زكير أخبرنا ابن وهب حدثني مالك عن ابن شهاب: أنه كان يشق الزق الذي فيه العسل فيلعق الناس.
قال مالك ولم يكن ابن المسيب ولا غيره يفعل مثل هذا.
حدثنا الحسين بن الحسن المروزي حدثنا سعيد بن عامر عن سلام ابن أبي مطيع قال: سمعت أيوب يقول: لو كنت كاتباً عن أحد لكتبت عن ابن شهاب.
حدثنا الحسين بن الحسن حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري قال: مست ركبتي ركبة ابن المسيب ثمان سنين.
حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير حدثني الليث قال: قال يحيى بن سعيد: ما بقي عند أحد من العلم ما بقي عند ابن شهاب.
<353> حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي حدثنا إبراهيم بن سعد قال: سمعت ابن شهاب يحدث أبي قال: أرسل إلي هشام بن عبد الملك: أن أكتب لبني بعض أحاديثك. فقلت: لو سألتني عن حديثين ما تابعت بينها، ولكن إن كنت تريده فادع كاتباً فإذا اجتمع إلي الناس يسألوني كتبت لهم ما تريد. قال: فأرسل كاتباً ومكث سنة، ما يأتي يوم إلا ملأته. قال: فلقيني بعض بني هشام فقال لي: يا أبا بكر ما أرانا إلا قد أنقصناك. قال ابن شهاب: فقلت له: إنما كنت في عزاز الأرض إنما هبطت بطون الأودية اليوم.
حدثنا أبو عمير ثنا ضمرة عن ابن أبي سلمة. قال: قضى هشام ابن عبد الملك عن الزهري أربعة آلاف دينار، ثم قال له: ويحك يا ابن شهاب أتراك عائداً في الدين ؟ قال: لا يا أمير المؤمنين سمعت سعيد بن المسيب يقول لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين.
قال رجاء: حدثني يونس: أن الزهري عاد. قال: فكان في ضياعه ما قضى دينه قال ضمرة: كان يشتري تمر الصدقة، ثم يدعوا إليه الأعراب فيقسمه بينهم. قال ضمرة: أصحب هشام عقيلاً ابن شهاب أربع سنين.
حدثني عبد العزيز بن عبد الله الأويسي حدثنا إبراهيم بن سعد عن عكرمة قال: كنا نأتي الأعرج ويأتيه ابن شهاب، قال: فنكتب ولا يكتب ابن شهاب. قال: فربما كان الحديث فيه طول. قال: فيأخذ ابن شهاب ورقة من ورق الأعرج - وكان الأعرج يكتب المصاحف، فيكتب ابن شهاب ذلك الحديث في تلك القطعة، ثم يقرأه ثم يمحو مكانه، وربما قام بها معه فيقرأها ثم يمحوها.
حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثني معن عن ابن أخي ابن شهاب قال: جمع ابن شهاب القرآن في ثمانين يوماً.

حدثنا إبراهيم بن المنذر قال: قال ابن شهاب: كنا لا نرى الكتاب شيئاً فأكرهتنا عليه الأمراء فأحببنا أن نواسي بين الناس.
حدثني عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد: أن أول من وضع للناس هذه الأحاديث ابن شهاب.
حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثني عبد العزيز بن أبي ثابت عن محمد ابن عبد الله بن <354> عبيد بن عمير قال: سمعت ابن شهاب يقول: ما أكلت تفاحاً ولا أكلت الخل منذ عالجت الحفظ.
حدثني عبد العزيز بن عمران قال: حدثنا ابن وهب حدثني يعقوب ابن عبد الرحمن قال: رأيت ابن شهاب رجلاً فقراً قليل اللحية له شعيرات طوال خفيف العارضين.
حدثنا محمد بن أبي زكير حدثنا ابن وهب حدثني مالك عن ابن شهاب قال: كنا نأتيه في بيته من بني الديل وكان يشتكي عينيه، قال: وكان ناس يأتونه بأكحال في أصداف. قال ويحدثونه عن تلك الأكحال. قال: فكان يشتهي الحديث ويربك منه فشق ذلك عليه.
حدثني زيد بن بشر وعبد العزيز بن عمران قالا: حدثنا ابن وهب عن موسى بن علي: أنه سأل ابن شهاب عن شيء ؟ فقال ابن شهاب: ما سمعت فيه بشيء وما نزل بنا فقلت: إنه قد نزل ببعض إخوانك. فقال: ما سمعت فيه بشيء وما نزل بنا وما أنا بقائل فيه شيئاً.
حدثنا محمد بن أبي زكير أخبرنا ابن وهب حدثني مالك قال: قال لي ربيعة قلت لابن شهاب: اجلس للناس في المسجد - كأنه يقول: لتفتيهم. قال: وقال ربيعة لابن شهاب: إذا أخبرت الناس بشيء من رأيك فأخبرهم أنه من رأيك.
حدثني زيد بن بشر وعبد العزيز بن عمران قالا: أخبرنا ابن وهب حدثني يونس عن ابن شهاب أنه قال: إنما هذا العلم خزائن وتفتحها المسألة.
حدثنا أبو بكر الحميدي حدثنا سفيان حدثنا عمرو قال: ما رأيت أحداً أنس للحديث من ابن شهاب، وما رأيت الدينار والدرهم أهون منه على ابن شهاب.
حدثني محمد بن يحيى عن سفيان قال: قال ربيعة للزهري في آخر زمانه: لو أنك سكنت المدينة وجلست في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأفتيت الناس. فقال: إني لو فعلت ذلك لوطيء الناس عقبي، ولا ينبغي لي أن أفعل ذلك حتى أزهد في الدنيا وأرغب في الآخرة.
قال: وقال سفيان: مات الزهري يوم مات وليس أحد أعلم بالسنة منه. قال: وسئل الزهري عن الزهد في الدنيا ؟ فقال: هو من لم يمنع الحلال شكره، ولم يغلب الحرام صبره.
قال: وقال سفيان: قالوا للزهري في حديث ذكره: أعده علينا. قال: إعادة الحديث أشد من نقل الصخر.
حدثنا زيد بن بشر أخبرنا ابن وهب قال: سمعت الليث يحدث: أن ابن شهاب كان يقول: ما استودعت قلبي شيئاً قط فنسيته.
<355> قال: وكان يكره أكل التفاح وسؤر الفأر ويقول أنه ينسي. قال: وكان يشرب العسل ويقول أنه يذكر.
وأخبرني الليث عن الجمحي قال: ما رأيت أحداً أقرب شيئاً من ابن شهاب من يحيى بن سعيد ولولا ابن شهاب لذهب كثير من السنن.
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد عن رجل عن الزهري قال: كان يقول لأصحابه: هاتوا من أشعاركم هاتوا من حديثكم فإن الأذن مجت والقلب حمض.
حدثني حيوة بن شريح حدثنا بقية عن شعيب بن أبي حمزة قال: قيل لمكحول: من أعلم من لقيت يا أبا عبد الله ؟ قال: ابن شهاب: قيل: ثم من ؟ قال: ابن شهاب. قيل: ثم من ؟ فقال: ابن شهاب.
حدثنا حيوة حدثنا أبي عن شعيب عن الزهري قال: مكثت خمساً وأربعين سنة أختلف من الحجاز إلى الشام ومن الشام إلى الحجاز فما كنت أسمع حديثاً أستطرفه.
قال: وسمعت الحجاج بن أبي منيع الرصافي يقول: أقام الزهري بالرصافة عشرين سنة إلا أربعة أشهر خلافة هشام كلها إلا أن يكون حج فاستمكنوا منه.
حدثني سلمة بن شبيب حدثنا عبد الرزاق عن معمر قال: قلت للزهري: أنهم ليقولون لم ترو عن أحد من الموالي. قال: بلى قد رويت عنهم، ثم ذكر سليمان بن يسار وعبد الرحمن الأعرج وأبا عبيدة مولى عبد الرحمن بن عوف وندبة مولاة لميمونة وعطاء مولى سباع. ثم قال: لم أرو عنهم وأنا أجد أبناء المهاجرين والأنصار أتكيء على أيهم شئت فما حاجتي إلى غيرهم.
حدثنا محمد بن عبد الله بن عمار حدثنا عبد الرحمن بن منذر عن وهيب قال: سمعت أيوب يقول: ما رأيت أحداً أعلم من الزهري. قال: فقال صخر بن جويرية: يا أبا بكر ولا الحسن ؟ قال: ما رأيت أعلم من الزهري.

حدثني سلمة حدثني عبد الرزاق حدثنا معمر عن صالح بن كيسان قال: اجتمعت <356> أنا والزهري - ونحن نطلب العلم - فقلنا: نكتب السنن، فكتبت ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم. ثم قال: نكتب ما جاء عن أصحابه فإنه سنة. قال: قلت أنا: ليس بسنة فلا نكتبه. قال: فكتب ولم أكتب فأنجح وضيعت.
حدثنا أبو بكر بن عبد الملك حدثنا عبد الرزاق عن معمر قال: لم أر مثل الزهري في الوجه الذي كان فيه - يعني في الحديث - ولم أر مثل حماد بن أبي سليمان في وجهه - يعني في الفتيا.
حدثني العباس بن عبد العظيم حدثنا أبو أيوب سليمان الهاشمي عن إبراهيم بن سعد عن ابن أخي الزهري قال: سمعته - يعني الزهري - يقول: لولا أحاديث تأتينا من قبل المشرق ننكرها لا نعرفها ما كتبت حرفاً، ولا أذنت في كتابته.
حدثني أبو بكر بن عبد الملك حدثنا عبد الرزاق قال: قال معمر: كنا نرى أنا قد أكثر عن الزهري حتى قتل الوليد، فأخرجت دفاتر الزهري قد حملت على الدواب.
حدثني سلمة حدثنا عبد الرزاق قال: سمعت عبيد الله بن عمر قال له: نشأت فأردت أن أطلب العلم جعلت آتي أشياخ آل عمر رجلاً رجلاً فأقول: ما سمعت من سالم، فكلما أتيت رجلاً منهم قال: عليك بابن شهاب فإن ابن شهاب كان يلزمه، وكان ابن شهاب بالشام حينئذ، فلزمت نافعاً فجعل الله في ذلك خيراً كثيراً.
حدثني سلمة بن شبيب حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري قال: إن كنت لآتي باب عروة فأرجع إعظاماً له، ولو شئت أن أدخل عليه لدخلت.
حدثني سلمة حدثنا أحمد حدثنا يعقوب قال: وقال - يعني أباه قال - قال لي أبي: ما سبقنا ابن شهاب من العلم إلا أنا كنا نأتي المجلس فيستقبل ويشد ثوبه عند صدره ويسأل عما يريد وكنا تمنعنا الحداثة.
حدثنا العباس بن عبد العظيم حدثنا عبد الرزاق قال: قال معمر: كان الزهري في أصحابه مثل الحكم بن عتيبة في أصحابه ينقل حديث بعضهم إلى بعض. وقال معمر: أتيت <357> الزهري بالرصافة، قال: فلم يكن أحد يسأله عن الحديث. قال: فكان يلقي علي.
حدثنا أبو بشر حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن رجل من قريش قال: قال لنا عمر بن عبد العزيز: أتأتون الزهري ؟ قلنا: نعم. قال: فأتوه فإني لا أعلم أحداً أعلم بسنة ماضية منه. قال معمر: والحسن ونظراءه يومئذ آحياء.
حدثنا سلمة عن أحمد بن حنبل حدثنا أبو القاسم بن أبي الزناد قال: قدم علينا ها هنا عبد الرحمن بن أبي الزناد أخبرني أبي قال: كنت أطوف أنا وابن شهاب ومع ابن شهاب الألواح والصحف. قال فكنا نضحك به.
حدثنا أبو سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا أيوب بن سويد قال: سمعت الأوزاعي يقول: ما أدهن ابن شهاب لملك قط دخل عليه، ولا أدرك أحد خلافة هشام من التابعين أفقه منه.
حدثني أبو سعيد حدثنا عبد الرحمن بن بشير عن ابن إسحق عن الزهري قال: حدثنا هشام بحديث النبي صلى الله عليه وسلم نضر الله امرءاً فوضع عني به مائة ألف وأيم الله ما هو المعني به.
حدثنا هشام بن خالد السلامي قال: سمعت الوليد بن مسلم يحدث عن سعيد بن عبد العزيز قال: ما ابن شهاب إلا بحر.
قال سعيد: وسمعت مكحولاً يقول: ابن شهاب أعلم الناس بسنة ماضية.
حدثنا هشام قال: وسمعت مروان بن محمد يحدث عن سعيد: أن مكحولاً أفقه من الزهري. وسمعته يقول: كان مكحول أفقه أهل الشام.
حدثنا هشام حدثنا الوليد بن مسلم عن سعيد: أن هشام بن عبد الملك سأل الزهري أن يملي على بعض ولده، فدعا بكاتب فأملى عليه أربع مائة حديث، ثم خرج الزهري من عند هشام قال: أين أنتم يا أصحاب الحديث: فحدثهم بتلك الاربع مائة حديث، ثم أقام هشام شهراً أو نحوه، ثم قال للزهري: إن ذلك الكتاب الذي أمليت علينا قد ضاع. قال: فلا عليك ادع بكاتب. فدعا بكاتب فحدثه بالاربع مائة حديث، ثم قابل هشام بالكتاب الأول فإذا هو لا يغادر حرفاً واحداً.
<358> حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا أبو حفص عن سعيد بن بشير عن قتادة قال: ما بقي أحد أعلم بالسنة من الزهري ورجل آخر - يعني نفسه.
حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا الوليد حدثنا القاسم بن هزان قال: سمعت الزهري يقول: لا يوثق للناس عمل عامل لا يعلم، ولا يرضى بقول عامل لا يعمل.
حدثنا أبو بكر بن عبد الملك حدثنا عبد الرزاق عن معمر قال: سمعت الزهري يقول: كنا نكره الكتاب حتى أكرهنا عليه الأمراء، فرأيت أن لا أمنعه مسلماً.

وأخبرني صالح بن كيسان قال: كنت أطلب العلم أنا والزهري فقال لي: تعال حتى نكتب السنن. فكتبنا كلما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال: تعالى نكتب كل ما جاء عن الصحابة. قال: فكتب ولم أكتب. قال: فانجح وضيعت.
حدثنا أبو بكر حدثنا عبد الرزاق عن معمر قال: سمعت الزهري، وقيل له أنهم يقولون أنك لم تحدث عن الموالي ؟ قال وما أصنع بالموالي وأنا أجد أبناء المهاجرين والأنصار أتكيء على أيهم شئت.
قال معمر: وروى عن عبيد الله بن أبي رافع وعن أبي عبيد مولى أبي قتادة وعن نافع مولى ابن عمر بن الخطاب وعن عطاء مولى ابن سباع وعن الأعرج وعن حبيب مولى عروة وعن كثير بن أفلح ونبهان وندبة.
حدثنا العباس بن الوليد بن الصبح حدثنا أبو مسهر حدثني يزيد بن السمط قال: سمعت قرة بن عبد الرحمن بن حيوئيل قال: لم يكن للزهري كتاب إلا كتاب فيه نسب قومه.
قال يزيد بن السمط وكان الأوزاعي يقول: ما أحد أعلم بالزهري من ابن حيوئيل.
حدثنا العباس حدثنا مروان حدثنا سعيد بن عبد العزيز قال: سمعت مكحولاً يقول: ما بقي أحد أعلم بسنة ماضية من ابن شهاب الزهري. قال مروان: فحدثت به سعيد بن بشير، <359> فقال سعيد: سمعت قتادة يقول: ما بقي أحد أعلم بسنة ماضية من ابن شهاب الزهري ورج آخر. قال سعيد: كنا نرى أنه يعني نفسه.
حدثنا العباس حدثنا زيد بن يحيى حدثنا علي بن حوشب الفزاري قال: سمعت مكحولاً وذكر الزهري فقال: كل كليلة - وكانت به لكنة - فقال يزيد: قل قليلة أي رجل هو لولا أفسد نفسه بصحبة الملوك.
حدثنا عبيد الله بن سعد قال: سمعت عمي يذكر عن أبيه قال: كان صالح بن كيسان مؤدب ابن شهاب، فربما ذكر صالح الشيء فيرد عليه ابن شهاب ولا يقول حدثنا فلان وحدثنا فلان يخالف ما قال. قال: فيقول له صالح: تكلمني وأنا أقمت أود لسانك.
حدثنا أحمد بن حفص حدثني أبي حدثني إبراهيم بن طهمان عن مطر عن قتادة أنه قال: إن أعلم من بقي بالقرآن مجاهد - يعني التفسير.
حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا سفيان قال: قيل للزهري: لولا أنك الآن في آخر عمرك أقمت بالمدينة، ولزمت مسجد رسول صلى الله عليه وسلم، وقعدت إلى عمود من عمده، وعلمت الناس. فقال ابن شهاب: إني لن أفعل ذلك حتى أزهد في الدنيا وأرغب في الآخرة إني إن فعلت ذلك وطيء الناس عقبي.
حدثنا العباس بن عبد العظيم قال: سمعت عبد الرزاق يقول: قال زياد بن سعد للزهري: أن حديثك ليعجبني ولكن ليست معي نفقة فأنبعك. قال: اتبعني أحدثك وأنفق عليك.
حدثنا العباس حدثني علي بن المديني قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: أخبرني ابن سعد قال: سمعت الزهري يقول: عندي ثلاثون حديثاً في الخلع ما حدثت به ولا سئلت عن شيء منه.
قال وسمعت عبد الله بن عثمان يذكر عن ابن المبارك عن يونس قال: للزهري: أخرج إلي كتبك. فقال: يا جارية هات ذاك السفط. قال: فجاءت بسفط فإذا فيه شيء من نسب قومه وشعر. وقال: ليس عندي مكتوب أو نحو هذا.
أخبار أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم
حدثني محمد بن أبي زكير أخبرنا ابن وهب حدثني مالك قال: لم يكن عند أحد <360> بالمدينة من علم القضاء ما كان عند أبي بكر. إن أبا بكر ابن محمد بن عمرو بن حزم كان يتعلم القضاء من أبان بن عثمان. قال مالك وكان أبان بن عثمان قد علم أشياء من القضاء من أبيه عثمان بن عفان.
قال: وكان أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قاضياً لعمر ابن عبد العزيز إذ كان عمر أمير المدينة في خلافة سليمان بن عبد الملك وعمر بن عبد العزيز. قال: وكان عمر بن عبد العزيز استقضى ابن مجمع الأنصاري، وكان إذا اختصم إليه الرجلان فقضى على أحدهما باليمين فأبي أن يحلف غرم ذلك الحق عنه فعزله عمر عن القضاء.
حدثني إبراهيم بن محمد حدثني محمد بن علي قال: قالوا لعمر: استعملت أبا بكر بن حزم عدل بصلاته كامل، إذا لم يقتد به المصلون فمن يقتدى ؟ قال: وكانت سجدته قد أخذت جبهته وأنفه.
حدثني محمد بن أبي زكير أخبرنا ابن وهب حدثنا مالك: أن محمد ابن هشام استقضى محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم وكان أيما قاضياً زكياً.
حدثني يونس بن عبد الأعلى أخبرنا شهاب عن مالك أخبرني ابن غزية قال: قال لي ابن شهاب: من بالمدينة ؟ فأجابه: حبيب. فقال ابن شهاب ما ثم مثل عبد الله بن أبي بكر، ولكن إنما يمنعه أن يرتفع ذكره مكان أبيه حي.

حدثني محمد بن أبي زكير أخبرنا ابن وهب حدثني مالك: أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى أبي بكر بن عمرو بن حزم وكان عمر قد أمره على المدينة بعد أن كان قاضياً. قال مالك: وقد ولي أبو بكر بن حزم المدينة مرتين أميراً، فكتب إليه عمر أن يكتب له العلم من عند ضمرة بنت عبد الرحمن والقاسم بن محمد. فقلت لمالك: السنن ؟ قال: نعم. قال: فكتبها له. قال مالك: فسألت ابنه عبد الله بن أبي بكر عن تلك الكتب فقال: ضاعت. وكان أبو بكر عزل عزلاً قبيحاً.
<361> حدثني حرملة أخبرنا ابن وهب عن ابن لهيعة حدثه أن عمارة بن غزية حدثه: أن ابن شهاب قال: قال القاسم بن محمد: إن كنت تريد حديث عائشة فعليك بعمرة بنت عبد الرحمن، فإنها من أعلم الناس بحديث عائشة كانت في حجرها.
حدثني زيد بن بشر وعبد العزيز بن عمران قالا: انبأ ابن وهب قال: سمعت مالكاً يقول: لم يكن على المدينة أنصاري أميراً غير أبي بكر ابن عمرو بن حزم وكان قاضياً.
أخبار نافع مولى ابن عمر
حدثنا أصبغ بن فرج أخبرني عبد الله بن رجاء عن يونس بن يزيد قال: قال: نافع من يعذرني من زهريكم هذا - يعني ابن شهاب - يأتيني وأحدثه عن ابن عمر، ثم يذهب إلى سالم بن عبد الله فيقول هل سمعت هذا من ابن عمر فيقول له نعم، فيحدث عن سالم ويدعني والسياق من عندي.
حدثني عبد العزيز بن عمران حدثنا ابن وهب أخبرني أسامة بن زيد أن أبا بكر بن حفص بن سعد بن أبي وقاص حدثه: أنه سأله سالم بن عبد الله: من أين كان ابن عمر يشعر البدن ؟ قال: من الشق الأيمن. قال: ثم سألت نافعاً فقال: من الشق الأيسر. فقلت لنافع: إن سالماً أخبرني أنه كان يشعر من الشق اليمن. فقال: وهل سالم إنما رأى ابن عمر يوماً وأتى ببدنتين معردتين طعينتين فلم يستطع أن يقوم بينهما، فأشعر هذه من الشق الأيمن وهذه من الشق الأيسر. قال فرجعت إلى سالم، فأخبرته. فقال: صدق نافع هو كما قال. قال: وقال: سلوه فإنه أعلمنا بحديث ابن عمر.
حدثني محمد بن أبي زكير أخبرنا ابن وهب حدثني مالك قال: بلغني أن عبد الله بن عمر دخل على عبد الله بن جعفر ومع ابن عمر نافع مولاه قال له: بعني هذا. قال: فكان ابن عمر إذا جاءه بعد ذلك يقول لنافع: لا تأت معي. قال مالك: يخاف أن يفتنه بما يعطيه به فيبيعه منه. قال: وقال مالك: فكنت آتي نافعاً مولى ابن عمر وأنا يومئذ غلام حديث السن ومعي غلام لي فينزل إلي فيقعد معي ويحدثني. قال: وكان يجلس بعد صلاة الصبح في المسجد لا يكاد يأتيه أحد. قال: وكان يلبس كساءه، وكأن قال: فربما يضعه على فمه لا يكلم أحداً. قال: وكان يجلس حتى إذا طلعت الشمس خرج قبل أن يركع.
قال: وإنما يحدث نافع بعد ما مات سالم بن عبد الله، وكان في حياة سالم لا يفتي أحداً شيئاً. قال ابن وهب: وسمعت مالكاً يقول: كان سعيد بن أبي هند ونافع مولى ابن عمر <362> وموسى بن ميسرة يجلسون بعد صلاة الصبح حتى يرتفع النهار، ثم يتفرقون فما يكلم بعضهم بعضاً، فقلنا له: اشتغالاً بذكر الله ؟ قال: كل ذلك.
قال: وسمعت مالكاً يقول: كنت أرى نافعاً بعد صلاة الصبح يلتف بكساء له أسود فيضعه على في وما يكلم أحداً، وكان صغير السن.
قال: قال ابن أبي أويس عن أبيه: كنا نختلف إليه - يعني نافعاً - وكان سيء الخلق. فقلت: ما أصنع بهذا العبد ؟ قال: فتركته ولزمه غيري فانتفع به.
أخبار زياد بن سعد الخراساني
حدثنا أبو بكر الحميدي قال: قال سفيان: قال لي زياد بن سعد: هذا احفظ من نافع - يعني عمر بن نافع.
قال: وكان خرج زياد بن سعد الخراساني قبلي إلى المدينة.
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن أيوب قال: كتبت إلى نافع أسأله عن قول عبد الله في الجراح ؟ فكتب إلي: إني لم أسمع من عبد الله فيها بشيء.
حدثنا أصحابنا عن علي قال: سمعت سفيان يقول: زياد بن سعد لم يرتض برضا إلا بحديث قصير يحفظ أو بحديث يملى عليه.
قال: وقال علي: قال عبد الرزاق: شهدت زمعة يعرض كتب زياد على معمر بجعل.
قال علي سمعت سفيان يقول: حدث زياد بن سعد عن هلال بن أبي ميمونة، فقال له أيوب: ما كنت أرى أنك جالست هذا، هذا يروي عنه يحيى بن أبي كثير. قال: يا أبا بكر قد جالسته.
أخبار يحيى بن سعيد الأنصاري
حدثني عبد العزيز بن عمران حدثنا ابن وهب حدثني الليث.==

ج2. المعرفة والتاريخ
المؤلف : أبو يوسف يعقوب بن سفيان الفسوي (المتوفى : 347هـ)

وقال: سمعت ابن بكير يحدث عن الليث عن عبيد الله بن عمر قال: كان يحيى بن سعيد يحدثنا فيسيح علينا مثل اللؤلؤ - ويشير عبيد الله بيده إحداهما على الأخرى.
قال عبيد الله: فإذا طلع ربيعة قطع يحيى حديثه إجلالاً لربيعة وإعظاماً له.
<363> قال عبد الله: فتلا يحيى بن سعيد هذه الآية يوماً " وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما نُنزِّلُهُ إلا بقدر معلوم " فقال جميل بن نباتة العراقي: يا أبا سعيد أرأيت السحر من خزائن الله التي تنزل ؟ فقال يحيى: مه ما هذا من مسائل المسلمين، وأفحم القوم. فقال عبد الله بن أبي حبيبة: إن أبا سعيد ليس من أصحاب الخصومة إنما هو إمام من أئمة المسلمين، ولكن علي فأقبل، أما أنا فأقول: إن السحر لا يضر إلا بأذن الله، فتقول أنت غير ذلك ؟ قال: فسكت ولم يقل شيئاً. قال عبيد الله: فكأنما كان علينا جبل فوضع عنا. - وزاد ابن بكير فيه كلاماً أكثر من هذا لم أتقن حفظه.
حدثنا أبو صالح وابن بكير قالا: حدثنا الليث بن سعد عن يحيى بن سعيد قال: أدركت الناس يعيبون الكتب حتى لو كان حديثاً، ولو كنا نكتب يومئذ لكتبنا من علم سعيد بن المسيب ورأيه شيئاً كثيراً.
قال أبو صالح: حدثني الليث قال: إن أول ما أتي يحيى بن سعيد بكتب علمه يعرض عليه، استكثر كثرته لأنه لم يكن له كتاب، وكان يجحده، حتى قيل له: نعرضه عليك فما عرفت أجزته وما لم تعرف رددته. قال: فعرفه كله.
حدثني زيد بن بشر وعبد العزيز بن عمران حدثنا ابن وهب قال: قال مالك: سمعت يحيى بن سعيد يقول: لئن أكون كتبت ما كنت أسمع أحب إلي من أن يكون لي مثل مالي.
حدثني ابن بكير سمعت الليث يقول: كتب ربيعة، فجاءه رجل فقال: يا أبا عثمان إن رجالاً من أهل أفريقية أمروني أن أسألك وأسأل يحيى بن سعيد وأبا الزناد. قال: إذا يحيى بن سعيد خارج من خوخة عمر. فقال: هذا يحيى بن سعيد فدونك فسله عم شئت، وأما أبو الزناد فهو غير رضي ولا فقيه. قال الليث: فظننت أنه إنما عرض به لكي لا آتيه. قال ابن بكير: فلم يكثر منه.
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زياد قال: قدم علينا أيوب مرة من المدينة فقلنا: يا أبا بكر من تركت بها أفقه ؟ قال: ما تركت بها أفقه من يحيى بن سعيد.
وسمعت أصحابنا يقولون: إن عبد الوهاب بن عبد المجيد كتب عن يحيى بن سعيد، فذهبت كتبه، فخرج إليه قاصداً فكتب عنه.
<364> قال علي بن المديني: ليس في الدنيا كتاب عن يحيى أصح من كتاب عبد الوهاب، وكل كتاب عن يحيى هو عليه كل - يعني كتاب عبد الوهاب.
حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن هشام بن عروة حدثني العدل الرضي الأمين على ما نعت عليه يحيى بن سعيد عن أبي - ولم أسمعه من أبي - قال: يقطع الذي يسرق في أمانة.
عبيد الله بن عمر بن حفص
حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا أبو ضمرة قال: أرسل زياد بن عبيد الله - من بني عبد الدار وكان أبو العباس استعمله على المدينة - فأرسل إلى عبيد الله بن عمر بن حفص يستعمله على بعض أعماله فأبى عليه عبيد الله، فلم يزل به حتى أكرهه. فقال: إذ أكرهتني على عملك فخيرني. قال: فأختر. قال: فاختار الراغبة. قال: فقيل: يا أبا عثمان اخترت شر أعماله وأقلها اصابة. قال: هو أمير وأكرهني فاخترت أخفها وأقلها تعباً.
قال أبو ضمرة: قال عبيد الله: وخرجت حتى نزلت قديداً، فآمر صائحاً فقال: من كان لله عنده حق فليأتنا به. قال: فقال شيخ كبير من خزاعة: ما يقول هذا ؟ قالوا: هذا رسول العامل يقول: من كان لله عند حق فليأتنا به. قال: فقال الشيخ: ما سمعت هذا الكلام بعد رسول أرسله إلينا عثمان بن عفان إلى اليوم.
أخبار عبد الله بن يزيد بن هرمز
حدثني محمد بن أبي زكير أخبرنا ابن وهب قال: سمعت مالكاً يحدث: أن محمد بن عجلان سأل عن شيء فلم يعجبه ذلك، فلم يزل ابن هرمز يخبره حتى فهم. قال: فقام إليه ابن عجلان فقبل رأسه.
قال مالك: وبلغني أن ابن شهاب قال لابن هرمز وهو يكلمه فقال له ابن شهاب: نشدتك بالله ما علمت أن الناس كانوا يصلون فيما مضى ولم يكونوا يستنجون بالماء ؟ قال: فصمت ابن هرمز فلم يجبه بشيء. فقلت لمالك: ولم صمت عنه ؟ قال: لم يحب أن يقول له نعم وهو أمر قد ترك فتركه فلم يجبه.

حدثنا زيد بن بشر وعبد العزيز بن عمران ويونس قالوا: حدثنا ابن وهب قال: قال بكر بن مضر قال عبد الله بن يزيد بن هرمز: ما تعلمت العلم يوم تعلمته إلا لنفسي.
حدثنا يونس وحرملة قالا: أخبرنا ابن وهب حدثني محمد بن دينار، أن عبد الله بن <365> يزيد بن هرمز كان يقول: إني لأحب للرجل أن لا يحوط رأي نفسه كما يحوط السنة.
حدثنا محمد بن أبي زكير أخبرنا ابن وهب قال: قال مالك: كان ابن هرمز رجلاً كنت أحب أن أقتدي به، وكان قليل الكلام قليل الفتيا، شديد التحفظ وكان كثيراً ما يفتي الرجل، ثم يبعث في أثره من يرده إليه حتى يخبره بغير ما أفتاه. قال: وكان بصيراً بالكلام، وكان يرد على أهل الأهواء وكان من أعلم الناس بما اختلف فيه من هذه الأهواء.
قال ابن وهب: فحدثنا مالك: أنه دخل يوماً على عبد الله بن يزيد بن هرمز، فوجده جالساً على سرير له وهو مخلى ليس عنده أحد، فذكر شرائع الاسلام وما انتقض منه وما يخاف من ضيعته وأن دموعه لتنسكب.
وقال: وقتل أبوه يوم الحرة وكان ابن شهاب يحدث عن أبيه.
حدثني زيد بن بشر أخبرني ابن وهب حدثني محمد بن إبراهيم ابن دينار: أن عبد الله بن يزيد بن هرمز كان يقول: إني لأكره للرجل أن يحوط رأي نفسه كما تحاط السنة.
حدثني زيد بن بشر وعبد العزيز قالا: أخبرنا ابن وهب حدثني مالك عن عبد الله بن يزيد بن هرمز: أنه كان يسأل عن الشيء فيقول: إن في هذا نظراً وتفكراً. فيقال: أجل فأفعل. فيقول: إن له فيه شغلاً وتفكراً - قال عبد العزيز: وما أحب أن أشغل نفسي في ذلك - قالا جميعاً: متى أصلي ؟ متى أذكر ؟ قال ابن وهب: حدثني مالك عن عبد الله بن يزيد بن هرمز قال: إني لأحب أن يكون من بقايا العالم بعده لا أدري ليأخذ بذلك من بعده.
حدثني محمد بن أبي زكير أخبرنا ابن وهب حدثني مالك عن ابن هرمز: أنه كان يأتيه الرجل فيسأله عن الشيء، فيخبره، ثم يبعث في أثره من يرده إليه فيقول له: إني قد عجلت فلا تقبل شيئاً مما قلت لك حتى ترجع إلي. قال: وكان قليلاً من يفتي من أهل المدينة. قال مالك: وليس من يخشى الله كمن لا يخشاه.
حدثنا محمد بن أبي زكير أخبرنا ابن وهب حدثني مالك عن ابن هرمز: أنه كان إذا <366> جاءه الرجل يسأله أيرى له أن يطلب العلم ؟ فيقول له: إن كنت ترى نفسك لذلك أهلاً فاطلبه. قال: وكان ابن هرمز إذا جاءه الرجل فسأله عن الأمر يقول: هل سألت أحداً ؟ فيقول: نعم. فيقول من هو ؟ فإن سمى له من لا يرضاه قال قال لا أعرفه، ولا يسأله أن يخبره ما قال، وأن أخبره برجل يرضاه سأله ما قال له فيخبره.
قال ابن وهب حدثني مالك قال: لم يكن بالمدينة أحد له شرف من قريش وغيرهم إذا حزبه الأمر إلا وهو يرجع إلى ابن يزيد بن هرمز.
قال ابن وهب حدثني مالك قال: وكان عبد الله بن يزيد بن هرمز إذا قدمت المدينة غنم الصدقة وابلها ترك اللحم فلم يشتره ولم يأكله، فقيل له: لم ؟ قال: لأنهم كانوا يقدمون بها إلى الأمراء فلا يضعونها في حقها. قال: وسمعت مالكاً يحدث عن عبد الله بن يزيد بن هرمز أنه كان يقول: إني لأعجب للانسان يرزق الرزق الحلاف فيرغب في الربح فيدخل فيه الشيء اليسير من الحرام فيفسد المال كله.
حدثني محمد أخبرنا ابن وهب حدثني مالك عن ابن هرمز قال: ما طلبت هذا الأمر حق طلبه - إذ أسقني. قال مالك: وهذا يفتي وهو لا يعلم ولم يطلبه حق طلبه ولم يطلب هذا الأمر ممن يعرفه - فأنكر على مثل هؤلاء أن يفتوا.
حدثنا ابن زيد بن بشر أخبرني ابن وهب حدثنا زيد عن عبد الله بن هرمز أنه قال - حين كف عن الكلام - : ما كنا إلا قضاة، ولكن لم نكن نعرف ما نحن فيه، فكانت الفروج تستحل بكلامنا وتقطع الأموال بكلامنا، فما كنا إلا قضاة.

وقال ابن هرم: أدركنا من كان قبلنا من أهل العلم إذا سئلوا عن الشيء قال بعضهم لبعض: انظروا فيما يقول صاحبكم. فيقولون: كأنا نشبه هذا الأمر بالأمر الذي كان في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم، كأنه الذي كان في زمان أبي بكر في فلان، وفي زمان عمر بن الخطاب مثل ذلك فقالوا مثله. وقالوا: لا ليس عندنا شيء غير هذا. ثم قال: اجتمعنا أنا وربيعة وأبو الزناد فقلنا: أي شيء يلبس على الناس فكأنه وشبهه ! قال: فاجترأنا وأبى القوم. فقلنا نحن: هو مثله. قال: سئلنا عن أشياء فقلنا نكرهها. فجاء آخرون كانوا معنا وتحتنا فقالوا: لا لأي شيء نكرهها. فجاء آخرون كانوا معنا وتحتنا فقالوا: لأي شيء نكرهها ما هو إلا حلال وحرام فاجترؤا على التي هبناها أنا وأصحابي كما أجترأنا على التي هابها من كان قبلنا.
<367> حدثنا زيد بن بشر أخبرنا ابن وهب أخبرني مالك بن أنس: أنه سمع عبد الله بن يزيد بن هرمز يقول: ينبغي للعالم أن يورث جلساءه من بعده لا أدري، حتى يكون ذلك أصلاً في أيديهم يفزعون إليه إذا سئل أحدهم عما لا يدري قال: لا أدري.
حدثنا أبو الحسن أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت مروان عن مالك قال: جلست إلى ابن هرمز ثلاث عشرة سنة. قال: وكنت في الشتاء قد اتخذت سراويل محشواً كنا نجلس معه في الصحن في الشتاء. قال: فاستحلفني أن لا أذكر اسمه في الحديث.
حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثني مطرف عن مالك قال: قال يزيد ابن عبد الله بن هرمز: يا مالك لا تمسك بشيء من هذا الرأي الذي أخذت عني فإني والله فجرت ذلك وربيعة.
قال ابن أبي سلمة لعبد الله بن يزيد بن هرمز: الرجل يستفتيني فأفتيه برأيي وأقول هذا رأيي يسعني ذلك ؟ فقال: لا والله حتى تعلم لو كان جاز هذا لك لجاز للسقائين الذين على ظهورهم القرب.
أخبار محمد بن المنكدر
حدثني إبراهيم بن محمد قال: سمعت سفيان قال: قيل لابن المنكدر: ما أفضل الأشياء ؟ قال: ادخال السرور على المؤمن، قيل: فما بقي مما يستلذ به. قال: الافضال على الاخوان.
حدثني زيد بن بشر أخبرنا ابن وهب حدثني ابن زيد قال: أتى صفوان إلى محمد بن المنكدر وهو في الموت فما زال يهون عليه ويتجلى عنه حتى لكأن في وجهه المصابيح. ثم قال له محمد: لو ترى ما أنا فيه لقرأت عينك. ثم قضى.
<368> حدثنا زيد أخبرنا ابن وهب حدثنا ابن زيد - وذكر محمد وأبا بكر ابني المنكدر - قال: لما حضر أحدهما الوفاة بكى، فقيل له: ما يبكيك ؟ إنا كنا لنغبطك لهذا اليوم. قال: أما والله ما يبكيني أن أكون أتيت شيئاً تركته من معاصي الله اجتراءً على الله، ولكني أخاف أن أكون أتيت شيئاً أحسبه هيناً وهو عند الله عظيم. قال: وبكى الآخر عند الموت، فقيل له مثل ذلك. فقال: إني سمعت الله عز وجل يقول: " وبدا لهم من اللّه ما لم يكونوا يحتسبون " فأنا أنتظر ما ترون، والله ما أدري ما يبدو لي. قال: كان يقال محمد أخوهم أدناهم في العبادة وأي شيء كان محمد في زمانه !.
حدثنا زيد بن بشر أخبرنا ابن وهب حدثني ابن زيد قال: خرج ناس في غزاة فيهم محمد بن المنكدر في الصائفة، فبينما هم يسيرون في الساقة قال رجل من القوم: أشتهي جبناً رطباً. فقال محمد بن المنكدر: فاستطعمه الله فإن الله قادر على أن يطعمكموه. فدعا القوم، فلم يسيروا إلا شيئاً حتى وجدوا مكتلاً مخيطاً كأنما أتي به من السيالة أو الروحاء، فإذا هو جبن رطب. قال بعض القوم: لو كان لهذا عسل. فقال: الذي أطعمكموه قادر على أن يطعمكم العسل فاستطعموه يطعمكم العسل، فدعوا الله، فساروا قليلاً فوجدوا قاقرة عسل على الطريق، فنزلوا فأكلوا الجبن والعسل، ثم ركبوا.
حدثنا ابن زيد قال: حدثنا محمد بن المنكدر: استودعني رجل مائة دينار فقلت: أي أخي إن احتجنا إليها أنفقناها حتى نقضيك ؟ قال: نعم. قال: فاحتجنا إليها فأنفقناها، فأتى رسوله: إنا قد احتجنا إليها. قال: وليس في بيتي شيء. قال: فكان ذلك اليوم يدعو: اللهم لا تخرب أمانتي وأدها. قال: فخرجت ثم رجعت لأدخل إذا رجل يأخذ بمنكبي لا أعرفه، فدفع إلي صرة فإذا فيها مائة دينار، فأصبح الناس لا يدرون من أين ذلك، فما علموا من أين ذلك حتى مات عامر وابن المنكدر، فإذا رجل يخبره قال: بعثني بها عامر. ادفعها إليه ولا تذكرني حتى أموت أنا أو يموت ابن المنكدر. قال: فما ذكرها حتى ماتا جميعاً.

حدثنا زيد أخبرنا ابن وهب حدثني ابن زيد: قيل لمحمد بن المنكدر: ما بقي من لذة الدنيا ؟ قال: مواساة الاخوان والافضال عليهم.
حدثنا زيد أخبرني ابن وهب حدثني ابن زيد قال: كان الذئب الخبيث يتبدا لابن المنكدر فيما بينه وبين المنبر في المسجد ويرعبه. قال: فأصبح ذات يوم فأتى إلى أبي فقال: يا أبا أسامة ألا أخبرك خبراً، إني رأيت الخبيث أتاني في النوم فقاتلني فقاتلته، ثم إني أخذت فشقها الله شقين فرميت شقة ها هنا وشقة ها هنا فأرجوا إن الله قد أعانني عليه. قال فما رآه ابن المنكدر بعد ذلك.
حدثنا زيد أخبرنا ابن وهب حدثني ابن زيد قال: أغمي على امرأة فجعلت تتكلم وهي مغمى عليها، فقيل لها أن زيد بن مسلم ومحمد بن المنكدر وأبا حازم وربيعة بن أبي عبد الرحمن من أهل الجنة وهم مخلدون فيها بألفتهم.
حدثنا زيد أخبرني ابن وهب حدثني ابن زيد عن محمد بن المنكدر قال: يا رب أرني كيف الدنيا عندك حتى أعرفها ؟ قال: فأتي في منامه، فقيل له: ابن المنكدر سألت الله أن يريك الدنيا كيف هي عنده، وإن هذا شيء لا يكون أبداً.
حدثنا أبو بكر الحميدي حدثنا سفيان حدثنا عمرو عن محمد بن المنكدر قال: مر عثمان بقاص يقص بعد العشاء، فقال له عثمان: ويحك لا تحبس هؤلاء عن عشيهم.
حدثنا سفيان ثنا عمرو قال: رأيت ابن المنكدر بالمدينة غلاماً عليه أوضاح.
حدثني أبو بشر حدثنا سعيد بن عامر عن عبد الله بن المبارك قال: قال محمد بن المنكدر: بات عمر - أخوه - يصلي وبت أغمز رجلي أمي وما أحب أن ليلتي بليلته.
حدثني أبو بشر حدثني سعيد بن عامر عن عبد الله بن المبارك قال: جمع أبو حازم ناساً من أهل المسجد، فانطلق بهم إلى محمد بن المنكدر يكلمونه في أن يخفف عن نفسه مما حمل عليها من العبادة. قال: فلما كلموه قال: إني لأستقبل الليل فيهولني، فإذا دخلت الصلاة وقرأت القرآن إنه لينقضي وما بلغت حاجتي.
<370> حدثني محمد بن يحيى وحرملة قالا: أنا ابن وهب حدثنا مالك عن ابن حيان المري إذ كان أميراً على المدينة: وعظ محمد بن المنكدر وأصحابه نفراً في شيء بلغهم من أمر الحمامات، وكان فيهم مولى لابن حيان، فرفع ذلك إلى ابن حيان، فبعث إلى محمد بن المنكدر وأصحابه فضربهم لما كان من كلامهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر وقال: تتكلمون في مثل هذا ! فقلت لمالك: وضرب ابن المنكدر ؟ فقال أي والله وربيعة أيضاً، وكان أحد المقنتين، ضرب وحلق رأسه ولحيته ولكن في شيء غير هذا. قال: وضرب سعيد بن المسيب مائة وأدخل في تبان.
وقال مالك: قال عمر بن عبد العزيز: ما أغبط رجلاً لم يصبه في هذا الأمر أذى.
وسمعت إبراهيم بن المنذر يقول: كان سبب جلد ربيعة سعاية أبي الزناد فولي بعد فلان التيمي، فأرسل إلى أبي الزناد فأدخله بيتاً وسد باب البيت ليقتله جوعاً وعطشاً، فبلغ ذلك ربيعة فجاء إلى الوالي فكمله وأنكر ما فعل، فقال: وهل فعلت به إلا لما كان منه إليك، دعه يموت. فأبى عليه حتى أخرجه وقال: سأحاكمه إلى الله عز وجل - هذا أو نحوه.
أخبار صفوان بن سليم
سمعت الحميدي يحدث عن سفيان قال: حج صفوان بن سليم، فذهبت أما فسألته عنه، فقيل لي: إذا دخلت مسجد خيف، فأت المنارة المنارة فانظر أمامها قليلاً شيخاً إذا رأيته علمت بأنه يخشى الله فهو صفوان. فما سألت عنه أحداً حتى جئت كما قيل لي، فإذا أنا بشيخ لما رأيته عملت أنه يخشى الله، فجلست إليه فقلت: أنت صفوان ؟ قال: نعم فسألته.
حدثنا أبو بكر ثنا سفيان قال: حج صفوان بن سليم وليس معه إلا سبعة دنانير، فاشترى بها بدنة، فقيل له في ذلك. فقال: إني سمعت الله يقول " والبُدْنَ جعلناها لكم من شعائر اللّه لكم فيها خير " .
مسلم بن أبي مريم
سمعت ابن قعنب قال: ذكر مالك بن أنس مسلم بن أبي مريم فأحسن الثناء عليه.
<371> يعقوب بن عبد الله الأشج
وبكير بن عبد الله الأشج ومخرمة بن بكير

حدثنا زيد بن بشر ثنا شعيب بن يحيى قال: قدم يعقوب بن الأشج فدخل على عيسى بن أبي عطاء فسلم عليه، - وكان على مصر وكان من أهل المدينة - فقال له عيسى بن أبي عطاء: هنيئاً لم تغزون وترابطون، ولا نقدر نغزو ولا نرابط. فقال له يعقوب بن الأشج: وأنت في خير. فلما خرج قال: ما صنعت ! لقد تكلمت بكلمة ما أراها يكفرها إلا الشهادة، فتجهز وخرج إلى العدو، فقعد له رجل على سرية فلبس سلاحه وربط وسطه وجلس ينتظر خروج القوم. فقال لهم: من ولي علينا ؟ قالوا: فلان البري. فقال: البري يطير فلا يرجع، - وكأنه تطير باسمه - قال: وما علي من ولي علينا. فنام - وهو جالس ينتظرهم - ثم انتبه فقال لمن حوله: رأيت والله الساعة كأني أدخلت الجنة وشربت فيه لبناً، قالوا: فأنا نعزم عليك إلا استقيت فاستقاء فقاء لبناً. ثم خرج مع السرية، فأصيبت السرية بموضع يقال له بحيرة الطير، فقدم بكير بن الأشج بعده فقيل له: ألا تدخل نسلم على عيسى بن أبي عطاء فقال: إنه لرجل لا نظرت إلى وجهه أبداً، أخاف أن أزل كما زل أخي.
حدثني زيد بن بشر أخبرني ابن وهب أخبرنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب أنه قال: قال بعض من أدرك الصحابة والتابعين: ما ترك بكير من سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً. فقال الليث: وذلك للبثه وقصده. قال: وكان بكير يشبه بهم من حسن سمته وحاله.
حدثني زيد بن بشر أخبرني ابن وهب قال: قال لي ابن زيد: وقال أسامة بن زيد: انقلب معنا يعقوب بن عبد الله ليلة فتخلف عنا لسائل وحدة، فإذا هو قد سئل ازاره، فأعطاه إياه، وتلفف بكسائه، وانقلب إلى أهله متلففاً بكسائه.
حدثني إبراهيم بن المنذر حدثني عيسى بن المغيرة بن الضحاك الجذامي قال: سمعت مخرمة بن بكير قال: قتل عمي يعقوب بن عبد الله بن الأشج في غزوة البحر. قال عيسى: وكان له فضل وعبادة وهو أخو بكير بن عبد الله وكانت له ابنة يقال لها أم عمرو وكانت تصرع، فلما قتل قالت أم عمرو: رأيت أبي فيما يرى النائم أتاني فقال يا بنية ما يصيبك فأخبرته. فقال: هل تعرفينه إذا أتيته. قلت نعم. فجاء كلب أسود فقال: هذا هو ؟ قلت: نعم. فأخذه فذبحه.
<372> فقالت أم عمرو: أنا رأيت أم عمرو بنت يعقوب وهي عجوز بنت بضع وتسعين سنة من أعقل الناس وأجزلهن.
قال إبراهيم بن المنذر وحدثني ابن أبي أويس قال: قرأت في كتاب مالك بن أنس بخط مالك قال: وصلت الصفوف حتى قمت إلى جنب مخرمة بن بكير في الروضة فقلت له: إن الناس يقولون إنك لم تسمع هذه الأحاديث التي نروي عن أبيك من أبيك. فقال: ورب هذا المنبر والقبر لقد سمعتها من أبي ورب هذا المنبر والقبر لقد سمعتها من أبي - ثلاثاً.
قال إبراهيم بن المنذر حدثني ابن أبي أويس قال: قرأت في كتاب مالك بن أنس: ودخل جعفر بن سليمان على مخرمة بن بكير - قال: وكان مخرمة ترباً لجدي وكان جارنا وكان صديق جدي - فدخل عليه جعفر بن سليمان، فأراده على العمل، فلما خرج وقف على جدي وأبي - وكان أبي صديقاً لجعفر - فقال: ما بد لهذا الشيخ أن يلي لنا. ثم مضى. قال: فجاء مخرمة حتى وقف على جدي وأبي فقال: يا منذر قد عرفت ما بينك وبين هذا الرجل، والله إن لم يعفني من عمله وكلفني أن أليه لم أكلم أباك حتى أخرج من الدنيا. فقال جدي لأبي: إن هذا مجنون فخلصني منه. وذهب أبي إلى جعفر فقال: إن مخرمة لنا جار فظن أني أنا الذي كلمتك فيه، وقال لأبي كذا وكذا فأحب أن تعفيه. قال: فضحك وقال: قد أعفيناه.
قال إبراهيم: حدثنا بذلك أشياخنا.
سالم أبو النضر
حدثني محمد بن أبي زكير أخبرنا ابن وهب حدثني مالك قال: كان الناس الذين مضوا يحبون العزلة والانفراد عن الناس، ولقد كان سالم أبو النضر يفعل ذلك، وكان يأتي إلى مجلس ربيعة فيجلس فيه، فكانوا يحبون ذلك منه، فكان أبو النضر إذا كثر فيه الكلام - كثر فيه الناس - قام عنهم. قال مالك: وكان الناس أصحاب عزلة.
قال: وكان ابن الأسود محمد بن عبد الرحمن يتيم عروة بن الزبير صاحب عزلة وغزو وحج.
<373> عمر بن حسين
حدثني يحيى بن عبد الله بن بكير قال: سمعت مالكاً يقول: إن عمر ابن حسين حين حضره الموت قال: لمثل هذا فليعمل العاملون.

حدثني محمد بن أبي زكير أخبرنا ابن وهب حدثني مالك عن عمر ابن حسين أنه كان من أهل الفضل والعفة والمشورة في الأمور والعبادة. قال: كان أشد ابتذالاً لنفسه يخرج إلى السوق ومعه الثوب يحمله يبيعه أو يكون قد اشتراه. قال: وكانت القضاة تستشيره. قال مالك: ولقد أخبرني من حضره عند الموت فسمعه يقول: لمثل هذا فليعمل العاملون. قال: فقلت لمالك: أترى هذا القول لشيء عاينه ؟ قال: نعم في رأيي.
قيل لمالك: الرجل يختم القرآن في ليلة ؟ قال: ما أجود ذلك إن القرآن امام لكل خير.
قال مالك: ولقد أخبرني من كان يصلي إلى جنب عمر بن حسين في رمضان قال: فكنت أسمعه يستفتح القرآن في كل ليلة. فقلت لمالك: أفي ليلة ؟ قال: بل نسمعه في الليل حتى إذا كان من الليلة الأخرى يستفتح في أول القرآن. قال مالك: يختمه في ليلة ويوم.
قال مالك: كان عمر بن حسين يصلي العتمة ثم ينصرف إلى منزله كل ليلة، فإذا كانت ليلة ثلاث وعشرين صلى العتمة فقام القيام مع الناس، ثم قام ليلته.
أخبار عامر بن عبد الله بن الزبير
حدثني محمد بن أبي زكير أخبرنا ابن وهب حدثني مالك: عن عامر بن عبد الله بن الزبير: أنه دعا لأبيه سنة.
قال: وكنت أراه في الشتاء يأتي المسجد عليه قطيفة رجل وازار، فكان يدعو حتى تسقط عن ظهره القطيفة.
قال: وكان عامر بن عبد الله يواصل ليله سبع ليال من رمضان وليلة سبع عشرة وليلة سبع وعشرين. فقلت لمالك: وكان وصاله ذلك يومين وليلة ؟ فقال: نعم. قال: وكان ربيعة وغيره إذا أصبح من تلك الليالي يأتون إليه يسألونه عن حاله وكيف أصبح. قال: فيخبرهم.
<374> قال: كانت ابنته قد صنعت له سويفاً من لوز، فكان يشربه فأعجبه، ثم تركه بعد ذلك. فقال: إني وجدته يحرك علي البول.
قال: فكان قد ذهب له قال: فلم يطلبه ولم يرسل فيه رسولاً حتى جاءه الله به، وكان لا ينصرف من صلاته للنافلة لأحد يجلس إليه حتى يفرغ مما أراد من صلاته. قال: ولقد جاء إنسان لعامر بن عبد الله ابن الزبير يحمل كتاباً ودراهماً، فجلس إليه ليدفع ذلك إليه فطول عامر في دعائه. فلما رأى ذلك عامر أخذها من الرجل فجعلها تحت رجله أو فخذه وأقبل كما هو على صلاته، حتى إذا فرغ قال له الرجل: لو كنت انصرفت إلي ففرغت ثم أقبلت على دعائك. فقال له عامر: إني قد جربت هذا، إن هذا آخره من الشيطان أن يأتي الرجل إلى الرجل وهو في دعائه فيكلمه حتى يقطع عليه ما هو فيه. قال: ولو فعلت هذا بك لجاء غيرك - أو نحو هذا من الكلام. فقيل له: أيستحب للرجل أن يفعل هذا ؟ قال: نعم إلا أن يأتيه الرجل للحاجة الخفيفة تكون له إليه، ثم يقوم عنه، أو الرجل يسأل الرجل عن المسألة تنزل به فهذا وما أشبهه أرى أن ينصرف به وأما غيره وليس هذا مثل المطول.
حدثني محمد بن أبي زكير قال: قال سفيان: اشترى عامر بن عبد الله ابن الزبير نفسه من الله ست مرات. وقال: ما سألت الله بعد وفاة أبي بسنة إلا شيئاً واحداً ما سألته غيره: أن يغفر لأبي.
أخبار زياد مولى ابن عياش
حدثني محمد بن أبي زكير أخبرنا ابن وهب حدثنا مالك قال: وكان زياد مولى ابن عياش يمر بي وأنا جالس، فربما أفزعني حسه من خلفي، فيضع يده بين كتفي فيقول: إن عليك بالحذر، فإن كان ما يقول أصحابك هؤلاء من الرخص حقاً لم يضر، وإن كان الأمر على غير ذلك كنت قد أخذت بالحذر - يريد ما يقول ربيعة وزيد بن أسلم.
قال مالك: وكان زياد قد أعانه الناس على فكاك رقبته، وأسرع إليه في ذلك، ففضل بعد الذي قوطع عليه مال كثير، فرده زياد إلى من كان أعانه بالحصص، وكتبهم زياد عنده فلم يزل يدعو لهم حتى مات.
<375> قال: وكان زياد رجلاً معتزلاً لا يكاد يجلس معه أحد إنما هو أبداً يخلو لوحده بعد العصر وبعد الصبح.
وحدثني مالك: أن زياد مولى ابن عياش قدم على عمر بن عبد العزيز وهو خليفة. فقلت لمالك: وزياد يومئذ عبد ؟ قال: نعم. فعرض عليه عمر بن عبد العزيز أن يشتريه من الفيء فيعتقه، فأبى ذلك زياد. قال مالك: فلا أدري لأي شيء ترك ذلك زياد مولى ابن عياش.
عراك بن مالك
حدثني سعيد بن أنس حدثنا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة قال: قال عمر بن عبد العزيز: ما أعلم أحداً أكثر صلاة من عراك بن مالك، وذلك أنه يركع في كل عشر ويسجد.

حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثني محمد بن معن أخبرني أبي عن أمه عن عمها معن بن نضلة قالت: قال لي: واعجبا لبني مالك ما التفت إلى حلقة من حلقات المسجد فيها مشيخة إلا رأيته مع ذوي الاسنان منهم. قال إبراهيم: قال لي محمد بن معن: يعني عراك بن مالك.
أخبار ربيعة بن أبي عبد الرحمن
حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير حدثني الليث عن يحيى بن سعيد قال: قال لي: ما رأيت أحداً أفطن من ربيعة بن أبي عبد الرحمن.
قال الليث: وقال لي عبيد الله بن عمر في ربيعة: هو صاحب معضلاتنا وافضلنا.
حدثني محمد بن أبي زكير أخبرنا ابن وهب حدثني مالك قال: كان يحيى بن سعيد أعرف شيء بحق ربيعة. قال: وكان ربيعة يقول له وهو يمازحه في الشيء من الفتيا - فسمع ذلك يحيى بن سعيد - هذا خير لك مما تحوز من الدنيا.
حدثنا زيد بن بشر أخبرني ابن وهب حدثني ابن زيد قال: مكث ربيعة بن أبي عبد الرحمن دهراً طويلاً عابداً يصلي الليل والنهار، صاحب عبادة، ثم نزع ذلك إلى أن جالس القوم، فجالس القاسم فنطق بلب وعقل، وكان القاسم إذا سل عن شيء قال: سلوا هذا - لربيعة - ، قال: فإن كان شيئاً في كتاب الله أخبرهم به القاسم، أو في سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وإلا قال: <376> سلوا هذا - لربيعة أو سالم. قال: وصار ربيعة إلى فقه وفضل وعفاف، وما كان بالمدينة رجل واحد كان أسخى نفساً بما في يده لصديق أو لأبن صديق أو لباغ يبتغيه منه، كان يستصحبه القوم فيأبى صحبة أحد إلا أحد لا يتزود معه، ولم يكن في يده ما يحمل ذلك.
حدثني محمد بن أبي زكير أخبرني ابن وهب حدثني مالك عن ربيعة قال: كان يقول: إنما الناس مع علمائهم مثل الصبيان في حجور من يربيهم. قال: يريد آباءهم.
قال: قال مالك: لما قدم ربيعة بن أبي عبد الرحمن على أمير المؤمنين أبي العباس أمر له بجائزة فأبى أن يقبلها، فأعطاه خمسة آلاف درهم يشتري بها جارية حين أبى أن يقبلها، فأبى أن يقبلها.
قال ابن وهب وحدثني مالك عن ربيعة قال: قال لي حين أراد الخروج إلى العراق أن سمعت أني حدثتهم شيئاً أو أفتيتهم فلا تعدني شيئاً. قال: فكان كما قال لما قدمها لزم بيته، فلم يخرج إليهم ولم يحدثهم بشيء حتى رجع.
قال ابن وهب وحدثني مالك: أن ربيعة قال لابن شهاب - وكلمه في شيء من العلم - فقال: يا ابن شهاب تحدث الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أخبرهم برأيي فإن شاءوا أخذوه وإن شاءوا تركوه، فانظر ما تحدث الناس به.
حدثني زيد بن بشر وعبد العزيز قالا: أخبرنا ابن وهب حدثني بكر بن مضر قال: قال الوليد بن يزيد لربيعة: لم تركت الرواية ؟ فقال: يا أمير المؤمنين تقادم الزمان وقل أهل القناعة.
حدثني محمد بن أبي زكير أخبرنا ابن وهب حدثني مالك أخبرني رجل: أنه دخل على ربيعة فوجده يبكي فقال: ما يبكيك ؟ - وارتاع لبكائه - فقال له: أدخلت عليك مصيبة ؟ قال: لا ولكن استفتي من لا علم له وظهر في الاسلام أمر عظيم.
قال: وسمعت مالكاً يقول: كنا نجلس إلى ربيعة وغيره فإذا أتى ذو السن والفضل قالوا له: ها هنا يجلس قريباً منهم. قال: وكان ربيعة ربما أتاه الرجل ليس له ذلك السن فنقول له: ها هنا. فلا يرضى ربيعة حتى يجلسه إلى جنبه كأنه يفعل ذلك لفضله عنده.
قال ابن وهب وحدثني مالك قال: كان ابن خلدة الأنصاري قاضياً - وكان يجلس معه ربيعة في أناس من أهل العلم - يأتونه الخصماء يختصمون إليه، فيقولون له: قد آذيتنا بخصمائك هؤلاء فيقول لهم: دعوني أتحدث معكم، فإذا جاءني الخصم حولت وجهي إليه. <377> قال مالك: وكان إذا جاءه الخصم - وهو معهم في المجلس - حول وجهه عنهم حتى يفرغ. قال مالك: وكان الناس يومئذ أيسر شأناً. قال مالك: ومن كان في مجلس ربيعة يومئذ ومن حوله !! كأنه يرفع به ومن يجلس فيه.
حدثنا أبو صالح حدثني الليث عن يحيى بن سعيد أنه قال: ما رأيت أحداً أسد عقلاً من ربيعة. وقال الليث: وكان صاحب معضلات أهل المدينة ورئيسهم في الفتيا.
أخبرني ابن بكير عن الليث بن سعد قال: كتب مالك بن أنس: حضرتهم بالمدينة وغيرها ورأسهم في الفتيا يومئذ ابن شهاب وربيعة بن أبي عبد الرحمن.

حدثني سعيد بن أنس حدثنا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة عن ابن عون قال: جلست إلى القاسم بن محمد، وكان من لا يعرف القاسم يظن أن ربيعة صاحب المجلس يغلب عليه الكلام، فجاء ذات يوم فقال: لي وقلت له - يعني قتادة - فقال القاسم: يكفيكم أن تنتهوا إلى ما انتهى الله إليه.
حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثني مطرف عن ابن أخي يزيد بن عبد الله ابن هرمز قال: رأيت ربيعة جلد وحلق رأسه ولحيته، فنبتت لحيته مختلفاً بشق أطول من الآخر، فقيل له: يا أبا عثمان لو سويته. قال: لا حتى التقي معهم بين يدي الله عز وجل.
حدثنا إبراهيم حدثنا مطرف حدثني ابن أخي يزيد بن هرمز قال: جاء ابن هرمز رجل يسأله عن بول الحمار ؟ فقال ابن هرمز: نحبس. قال: فإن ربيعة لا يرى به بأساً - أو هذا من ربيعة - قال: لا عليك أن لا تذكر مساويء ربيعة، فلربما تكلمنا في المسألة فخالفنا فيها ربيعة، ثم لعلنا نرجع إلى قوله بعد سنة.
حدثنا إبراهيم حدثني ابن وهب حدثني عبد العزيز بن أبي سلمة قال: لما جئت العراق جاءني أهل العراق فقالوا: حدثنا عن ربيعة الرأي. قال: فقلت: يا أهل العراق تقولون ربيعة الرأي ! لا والله ما رأيت أحداً أحوط لسنة منه.
قال علي: قال سفيان: قال ربيعة بن أبي عبد الرحمن: إذا بشع القياس فدعه - يعني إذا شنع.
قال وكيع: قال أصحابنا: قرأت على سفيان: قال ربيعة بن أبي عبد الرحمن: إذا بشع القياس فدعه - يعني إذا شنع.
<378> قال وكيع: قال أبو حنيفة: من القياس قياس أقبح من البول في المسجد.
ابن أبي هردة
حدثنا محمد بن أبي زكير أخبرنا ابن وهب حدثني مالك: أن ابن أبي هردة حدثه: أن أباه كان رجلاً قد سرد الصيام، وكان يؤتي بسحور في سكرجة صغيرة، فكانت امرأته ربما كلمته في ذلك فيقول: اللهم أرحني منها. - قال: يريد أن يستريح من الدنيا، قال: ويريد الموت، وكان من العباد.
أخبار عبد الوهاب بن بخت
حدثنا محمد بن أبي زكير أخبرنا ابن وهب حدثنا مالك: عن عبد الوهاب بن بخت أنه لم يكن هو أحق بما في رحله في السفر من رفقائه. قال: وكان كثير الحج والعمرة والغزو حتى استشهد.
حدثني محمد بن أبي زكير أخبرنا ابن وهب حدثني مالك: عن عبد الوهاب بن بخت قال: وقد كان تزوج عندنا بالمدينة وأقام بها. قال: فخرج إلى العراق، فلما ركب راحلته من السقاية والحرب توجه قال: عسى ربي أن يهديني سواء السبيل. قال مالك: فلا أراه أخذ ذلك إلا من موسى حين توجه تلقاء مدين قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل. وقد قال مالك: وأن عبد الوهاب بن بخت مر بالسعيا وهو يريد الغزو، فرأى الرماح في حديدها. قال: فرفع يده ثم قال: الحمد لله الذي لم يجعلك لي.
حدثنا زيد بن بشر أخبرني ابن وهب قال: قال الليث: حدثني أبو هارون المسكين عن عبد الوهاب بن بخت أنه كان يغلب أهل المسجد إلى ذكر الله عز وجل.
<379> عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر الأنصاري
حدثني محمد بن أبي زكير أخبرنا ابن وهب حدثني مالك عنه قال: وكان قاضياً، وكان يسرد الصوم، وكان يحدث حديثاً حسناً.
حدثنا محمد أخبرنا ابن وهب حدثني مالك عن عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري وكان رجلاً صالحاً يدخل على الوالي فيكلمه في الأمر وينصحه في المشورة، ولا يرفق له ولا يكف عنه شيئاً من الحق يكلمه. قال مالك: وغيره من الناس يفرق أن يضرب.
زيد بن أسلم
حدثني محمد بن أبي زكير أخبرنا ابن وهب حدثني مالك قال: سمعته وسئل هل كنتم تقايسون في مجلس ربيعة ويحيى بن سعيد ويكثر بعض على بعض ؟ قال: لا والله. قال مالك: وأما مجلس زيد بن أسلم فلم يكن منه شيء من هذا إلا أن يكون يبتدىء هو شيئاً يذكره.
قال ابن وهب حدثني مالك قال: قال زيد بن أسلم لمحمد ابن عجلان: اذهب فتعلم كيف يسأل ثم تعال. قال: وكان ابن عجلان يقول: ما هبت أحداً هيبتي زيد بن أسلم.
قال ابن وهب وحدثني مالك قال: أدركت بهذا البلد رجالاً بني المائة ونحواً منها يحدثون الأحاديث لا يؤخذ منهم ليسوا بأئمة. فقلت لمالك: وغيرهم دونهم في السن يؤخذ ذلك منهم ؟ قال: نعم.
أخبار أبي جعفر القاريء

حدثنا زيد أخبرني ابن وهب حدثني ابن زيد: أن أبا جعفر القاريء كان مع ابن عياش مولاه في الدرب، وإنه إذا أتى أبا جعفر بعض الناس، فأتوا إلى مولاه يعتذرون إليه من ذلك، فقال: لا يرضى حتى يرض ذلك ربنا وسيدنا.
<380> وبه قال: قال ابن زيد: وكان صفوان يقول: اللهم رب إني أحببت لقاءك فأحب لقائي.
حدثنا زيد عن ابن وهب حدثني ابن زيد عن سليمان بن سليمان العصري قال: رأيت أبا جعفر القاريء على الكعبة فقلت له: أبو جعفر ؟ قال: نعم، أقر إخواني مني السلام وأخبرهم أن الله جعلني مع الشهداء الأحياء المرزوقين، وأقر أبا حازم السلام، وقل يقول لك أبو جعفر الكيس الكيس فإن الله وملائكته يتراءون مجلسك بالعشيات.
أبو حازم وأخباره
حدثنا سعيد بن منصور حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبيه قال: سمعت عون بن عبد الله يقول: ما رأيت أحداً يقرقر الدنيا قرقرة هذا الأعرج - يعني أبا حازم.
حدثنا سعيد بن منصور حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم قال: كل عمل تكره الموت من أجله فاتركه، ثم لا يضرك متى مت.
حدثنا زيد بن بشر أخبرني ابن وهب حدثني ابن زيد قال: قال لي أبو حازم: لقد رأيتنا في مجلس أبيك أربعين حبراً فقيهاً أدنى فصلة فينا التواسي بما في أيدينا، فما رئي فيها متماديين ولا متنازعين في حديث لا ينفعهما قط. قال أبو حازم: كم بين قوم كانوا يفتحوني وأنا منغلق، وبين قوم يغلقوني وأنا منفتح.
حدثنا زيد أخبرنا ابن وهب حدثني ابن زيد قال: قال رجل: رأيت الناس في أزقة ضيقة وغبار، ورأيت قصراً مرشوشاً حوله، لا يقربه من العباد قليل ولا كثير، فقلت: ما منع الناس أن يمروا في تلك الطريق ؟ فقيل لي: ليست لهم. فقلت: لمن هي ؟ فقالوا: لذلك الرجل الذي يصلي إلى جانب القصر. قلت: من ذاك ؟ قالوا: زيد بن أسلم. قلت: بأي شيء عطي ذلك ؟ قال: لأن الناس سلموا منه وسلم منهم.
حدثني زيد أخبرني ابن وهب حدثني ابن زيد قال: كان أبو حازم يقول لهم: لا يريني الله يوم زيد وقدمني بين يدي زيد بن أسلم، اللهم إنه لم يبق أحد أرضى لنفسي وديني غير ذلك. قال: فأتاه - يعني زيد - فعقر، فما قام وما شهده فيمن شهده. قال: وكان أبو حازم يقول: اللهم إنك تعلم أني أنظر إلى زيد، وأذكر بالنظر إليه القوة على عبادتك فكيف بملاقاته ومحادثته.
<381> حدثنا زيد أخبرني ابن وهب حدثني ابن زيد قال: كان أبي له جلساء، فربما أرسلني إلى الرجل منهم. قال: فيقبل رأسي ويمسح ويقول: والله لأبوك أحب إلي من ولدي وأهلي، والله لو خيرني الله أن يذهب به أو بهم لاخترت أن يذهب بهم ويبقي لي زيد.
حدثنا زيد أخبرني ابن وهب حدثني ابن زيد قال: قال أبو حازم: أتني رجل فقال لي: إني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر خرجوا من هذا الباب. فقالوا إلى أين يا رسول الله؟ قال: إلى أبي حازم نذهب به معنا. قال ثم يقول أبو حازم: الله حقق وعجل.
حدثنا زيد أخبرني ابن وهب حدثنا ابن زيد أن أبا حازم حدثه قال: والله إن كنا في مجلس أبيك لأربعين حبراً فقيهاً ما منهم إلا معدود، والله إن أدنى خصلة فينا التواسي بما في أيدينا لئن أفاد الرجل فائدة ليلاً ليغدون بها، ولئن أفادها بكراً ليروحن بها.
حدثنا سعيد بن منصور حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن قال: سمعت أبا حازم يقول: يسير الدنيا يشغل عن كثير من الآخرة. وقال: إنك لتجد الرجل يهتم بهم غيره حتى أنه أشد هماً من صاحب الهم بهم نفسه.
وقال: ما أحببت أن يكون معك في الآخرة فقدمه اليوم، وما كرهت أن يكون معك في الآخرة فاتركه اليوم. وقال: كل عمل تكره الموت من أجله فاتركه ثم لا يضرك متى مت، وذلك أنك لتجد الرجل يعمل بالمعاصي، فإذا قيل له: أتحب أن تموت ؟ قال يقول: وكيف وعندي ما عندي ؟ فيقال له: أفر تترك ما تعمل من المعاصي ؟ فيقول: ما أريد تركه وما أحب أن أموت حتى أتركه. وقال: شيئان إذا عملت بهما أصبت بهما خير الدنيا والآخرة لا أطول عليك. قيل وما هما يا أبا حازم ؟ قال: تعمل ما تكره إذا أحبه الله وتترك ما تحب إذا كرهه الله.

حدثنا محمد بن أبي عمر قال: قال سفيان: قال أبو حازم: إني لأعظ وما أرى موضعاً وما أريد إلا نفسي. وقال: اكتم حسناتك أفد مما تكتم سيئاتك. وقال سفيان: قيل لأبي حازم: ما مالك ؟ قال: خير مالي ثقتي بالله، واياسي مما في أيدي الناس. قال سفيان: قال أبو حازم: يكون لي عدو صالح أحب إلي من أن يكون لي صديق فاسد. قال سفيان: قال أبو حازم لأناس: أن أمنع الدعاء أخوف إلي من أن أمنع الاجابة. قال سفيان: قال هشام بن عبد الملك لأبي حازم: يا أبا حازم ما النجاة من هذا الأمر ؟ قال: يسير. قال: وما ذاك ؟ قال: لا تأخذن شيئاً إلا من حله، ولا تضعن شيئاً إلا في حقه. قال: ومن يطيق ذلك يا أبا حازم ؟ قال: من طلب الجنة وهرب من النار.
<382> حدثنا ابن أبي عمر قال: قال سفيان: قال بعض الأمراء لابي حازم: ارفع إلي حاجتك. قال: هيهات هيهات رفعتها رفعتها إلى من لا تختزل الحوائج دونه. فما أعطاني منها قنعت، وما زوى عني منها رضيت. قال: فقال ابن شهاب: إنه لجاري وما علمت أن هذا عنده. قال أبو حازم: فقلت لو كنت غنياً لعرفتني ثم قلت في نفسي لا ينجو مني. فقلت: كان العلماء فيما مضى يطلبهم السلطان وهم يفرون منهم، وإن العلماء اليوم طلبوا العلم حتى إذا جمعوه بحذافيره أتوا به أبواب السلاطين والسلاطين يفرون منهم وهم يطلبونهم. قال سفيان: قال أبو حازم: وجدت الدنيا شيئين شيء هو لي وشيء هو لغيري، فأما الذي هو لي فلو طلبته قبل حله بحيلة السموات والأرض لم أقدر عليه، وأما الذي هو لغيري فلم أصبه فيما مضى ولا أرجوه فيما بقي، ويمنع رزقي من غيري كما يمنع رزق غيري مني، ففي أي هذين أفني عمري !!.
عمارة بن أكيمة الليثي
حدثنا أبو بكر الحميدي عن سفيان عن الزهري عن ابن أكيمة.
قال: وسمعت الحميدي أو أخبرت عنه قال: لما قدم عبد الرزاق علينا حدثنا عن معمر عن الزهري عن ابن أكيمة فقال عن ابن أكيمة.
وحدثنا عبيد الله بن معاذ حدثنا أبي ثنا محمد بن عمر حدثنا عمر ابن مسلم بن عمارة بن أكيمة الليثي قال: سمعت سعيد بن المسيب يقول: سمعت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كان ذبح يذبحه فإذا أهل هلال ذي الحجة فلا يأخذن من شعره ولا من أظفاره شيئاً حتى يضحي.
حدثني أبو صالح حدثني الليث حدثني خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن عمر بن مسلم الجندعي أخبرني ابن المسيب: أن أم سلمة أخبرته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أراد أن يضحي فلا يقلم أظفاره ولا يحلق شيئاً من شعره في العشر الأول من ذي الحجة.
أبو صالح
حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير وأحمد بن أشكاب قالا: حدثنا يحيى بن اليمان <383> حدثنا الأعمش عن أبي صالح قال: ما كنت أتمنى من الدنيا إلا ثوبين أبيضين أجالس فيهما أبا هريرة.
سعد بن إبراهيم
حدثنا أبو بكر الحميدي حدثنا سفيان حدثنا الزهري قال: سمعت أبا الأحوص قال سفيان: فقال سعد بن إبراهيم: من أبو الأحوص ؟ فقال الزهري: أما رأيت الشيخ الذي، فجعل الزهري ينعته وسعد لا يعرفه. وقال سفيان مرة أخرى: فقال سعد: من أبو الأحوص ؟ - كالمغضب حين حدث الزهري عن رجل مجهول لا نعرفه - فقال الزهري: أما رأيت الشيخ الذي كان يصلي في الروضة مولى بني غفار، فجعل الزهري ينعته له. قال: فما رأيت سعداً أثبته.
حدثنا أبو بكر حدثنا سفيان حدثنا مسعر قال: قال سعد بن إبراهيم: لا يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا الثقات. ثم قال سفيان: كان سعد شديد الأخذ ومن يأخذ عنه، وكنت عند الزهري يوماً وأتاه ابن جريج فقال له: يا أبا بكر إني أريد أن أعرض عليك كتاباً. فقال الزهري: إن سعداً قد كلمني في ابنيه وهو سعد - وربما قال سفيان: وسعد بن سعد - ، فلما خرجت من عند الزهري، قال ابن جريج: أما رأيته يفرق من سعد.
قال سفيان: وكان مع سعد يومئذ ابناه. قال سفيان: فلما لقيت إبراهيم بن سعد قلت له: رأيتك وأخاً لك عند الزهري وأخبرته بكلام الزهري لابن جريج. فقال: مات أخي ذاك الذي كان معي.
قال سفيان: وأتيت الزهري يوماً وعنده سعد، فسألته فكانه. فقال له سعد: اجب الغلام وفرق سعد أن يكون الزهري حقرني حين لم يجبني. فقال الزهري إني لأعطيه حقه. فقال: أجل. فاشتهى ذلك الزهري.
أخبار مالك

حدثني محمد بن عبد الرحيم حدثنا علي عن الأصمعي عن شعبة قال: قدمت المدينة بعد موت نافع بسنة والحلقة لمالك. قال الأصمعي: فسألت أهل المدينة، فقالوا: كانت لنافع ثم بعده لعبيد الله ثم بعده لمالك. فقال علي: كان عبد الرحمن حدثنا عن <384> الأصمعي عن شعبة، فلما سألت الأصمعي عنه قلت: سمعت من شعبة ؟ قال: لا أدري.
حدثني يحيى بن عبد الله بن بكير حدثني إبراهيم بن صالح - وكان ثقة - عن ابن لهيعة قال: قدم علينا أبو الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل سنة - قال ابن بكير أظنه - أربع وثلاثين ومائة أو نحو ذلك، فقلنا له: هذا يحيى بن سعيد بالعراق فمن يعدونه للفتيا بعد ربيعة ؟ قالوا: شاب من ذي أصبح يقال له مالك بن أنس.
حدثني عباس بن عبد العظيم قال: قيل ليحيى بن سعيد القطان: أمالك كان أحفظ أم سفيان ؟ قال: مالك، ما سألت مالكاً عن حديث فقال أنظر. قال: وقد كنت أسأل سفيان فيقول حتى أنظر.
حدثني محمد بن أبي زكير أخبرنا ابن وهب حدثني مالك قال: كان لي يحيى بن سعيد: اكتب لي مائة حديث من حديث ابن شهاب انتقاها له، وأعطاني رقاً قديماً قد اصفر. قال: أراه كان عنده وهو شاب. قال: فكتبت له تلك الأحاديث حتى ملأته وبينته له. قال مالك: رجل كنت أتعلم منه ما مات حتى كان يجيئني فيستفتيني.
حدثني ابن بكير قال: قال مالك: كان طلبة هذا الشأن ببلدنا أربعة؛ كثير بن فرقد عاجلته المنايا، وعبد الرحمن بن عطاء غرر بنفسه وآخر وقع في الأغاليط - قال ابن بكير يريد الماجشون - وسكت عن نفسه.
سمعت شيخاً من شيوخنا من أهل القناعة والرضا والفضل والمعرفة والغاية في الثقة يذكر عن ابن الماجشون عبد العزيز بن أبي سلمة قال: كنا نجالس ربيعة، فلما اعتزل مالك ولزم بيته بلغني أنه يضع شيئاً من الكتب، فكتب إذا لقيته امزح معه فأقول: قد خلال لك الجو. قال: فوالله ما زال يوماً بيوم يعلو ويعلو أمره وذكر حتى ساد ورأس. ثم يقول: ومن ساده ومن رأسه ! - يريد أنه ساد أهل المدينة أبناء المهاجرين من قريش وغيرهم والأنصار.
حدثني ابن بكير قال: سألت الدراوردي عن فقه مالك بن أنس: فقال: أخبرني أبو سهيل بن مالك: قال: إنا قوم من ذي أصبح، قدم جدنا المدينة وحاله خفيف فتزوج مولاة للتيميين، فكان يحفظه ويكون معهم، فنسبنا إليهم وليس لهم علينا نعم ولا غيرها.
حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثني معن بن عيسى: كان مالك بن أنس يقول: لا تأخذ العلم من أربعة، وخذ ممن سوى ذلك، لا تأخذ من سفيه معلن بالسفه وإن كان أروى الناس، <385> ولا تأخذ من كذاب يكذب في أحاديث الناس إذا جرب ذلك عليه وإن كان لا يتهم أن يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا من صاحب هوى يدعو الناس إلى هواه، ولا من شيخ له فضل وعبادة إذا كان لا يعرف ما يحدث.
قال إبراهيم بن المنذر: فذكرت هذا الحديث لمطرف بن عبد الله اليساري مولى زيد بن أسلم فقال: ما أدري ما هذا، ولكني أشهد لسمعت مالك بن أنس يقول: لقد أدركت بهذا البلد - يعني المدينة - مشيخة لهم فضل وصلاح وعبادة يحدثون ما سمعت من واحد منهم حديثاً قط. قيل: ولم يا أبا عبد الله ؟ قال: لم يكونوا يعرفون ما يحدثون.
قال إسماعيل بن عبد الله: مالك بن أنس بن أبي عامر الأصبحي.
حدثني إبراهيم بن المنذر قال: قال محمد بن فليح: انتقل مالك عن حلقة ربيعة، فأمرني أبي فانتقلت معه.
حدثني إبراهيم حدثني يحيى بن الزبير بن عباد بن عبد الله بن الزبير قال: قال لي مالك: اعتزلت أنت وعبد الله بن عبد العزيز. قال: قلت: نعم قال: عجلتهم ليس هذا أوانه. قال: ثم لقيت مالكاً بعد عشرين سنة فقال: يا أبا محمد اعتزلتم ؟ قلت: نعم. قال: هذا أوانه. قال: فلزم مالك بيته واعتزل.

حدثنا إبراهيم حدثنا مطرف قال كان ابن أبي حازم من جلساء ابن أبي سلمة وكان منقطعاً إليه. قال: فلما أرسل إلى ابن أبي سلمة فرفع إلى العراق. قال عبد العزيز بن أبي حازم قلت لعبد العزيز بن أبي سلمة: قد علمت ودي لك وانقطاعي إلى ناحيتك، وأنا أحب أن تأمرني برجل أتعلم منه وألزمه وأنت شاخص خارج من المدينة. قال لي: ما أعلم أحداً أمرك به تعلم منه إلا هذا الأصبحي مالك ابن أنس. قلت: كيف تأمرني به وبيننا وبينه ما قد علمت من التباعد وإنما ذلك قبل ؟ قال ابن أبي سلمة: إن كنت إنما تلزمه لنفسه فلا ولا كرامة، وإن كنت إنما تلزمه لنفسك لتنتفع به في دينك وتعلم منه فألزمه. قال ابن أبي حازم: فلما خرج ابن أبي سلمة ودعته وشهدت الصبح وصليت إلى جنب مالك، فلما أن اسفر - وأنا عن يمينه - نظر في وجهي فرآني فقال: خرج صاحبك ؟ فقلت: نعم يا أبا عبد الله. قال: فسكت ما زادني.
حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثني معن عن مالك قال: لما لقيت أبا جعفر قال لي: يا <386> مالك من بقي بالمدينة من المشيخة ؟ قلت: يا أمير المؤمنين ابن أبي ذئب وابن أبي سلمة وابن أبي سبرة.
حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثني مطرف عن مالك قال: كنا نأتي عبد الله بن يزيد بن هرمز فيلقي بعضنا على بعض ونتكلم، ومعنا ربيعة وابن أبي سلمة، فجئنا يوماً فكثر كلامنا - وداود بن قيس الفراء صامت لا يتكلم - فقلت لابن هرمز: يا أبا بكر ما تقول ؟ قال: ما أدري ما يقولون أما أنا فأحب أن أكون مثل هذا - وأشار إلى داؤد بن قيس كأنه أعجبه صمته.
قال: قال ابن المديني: سمعت يحيى بن سعيد يقول: مرسل مالك أحب إلي من مرسل سفيان.
وسمعت جعفر بن عبد الواحد الهاشمي يقول لأحمد بن صالح: قال يحيى بن سعيد: مرسل الزهري يشبه لا شيء. فغضب أحمد وقال ماليحي ومعرفة علم الزهري، ليس كما قال يحيى.
حدثني الفضل بن زياد عن أحمد بن حنبل قال: بلغ ابن أبي ذئب أن مالكاً لم يأخذ بحديث البيعين بالخيار فقال: يستتاب وإلا ضربت عنقه - ومالك لم يرد الحديث ولكن تأوله على غير ذلك - فقال له...... من أعلم مالك أو ابن أبي ذئب ؟ قال: ابن أبي ذئب في هذا أكثر من مالك، وابن أبي ذئب أصلح في بدنه وأورع ورعاً وأقوم بالحق من مالك عند السلاطين. وقد دخل ابن أبي ذئب على أبي جعفر فلم يهوله أن قال له الحق. قال: الظلم فاش ببابك وأبو جعفر أبو جعفر !!.
وقال حماد بن خالد: كان يشبه ابن أبي ذئب سعيد بن المسيب في زمانه، وما كان ابن أبي ذئب ومالك في موضع عند سلطان ألا تكلم ابن أبي ذئب بالحق والأمر والنهي ومالك ساكت، وإنما كان يقال ابن أبي ذئب وسعد بن إبراهيم أصحاب أمر ونهي فقيل له: ما تقول في حديثه ؟ قال: كان ثقة في حديثه صدوقاً رجلاً صالحاً ورعاً.
<387> قال أبو يوسف: ابن أبي ذئب قرشي، ومالك عماني.
رسالة الليث بن سعد إلى مالك بن أنس رحمهما الله
حدثنا أبو يوسف حدثني يحيى بن عبد الله بن بكير المخزومي قال: هذه رسالة الليث بن سعد إلى مالك بن أنس.

سلام عليك، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد - عافانا الله وإياك، وأحسن لنا العاقبة في الدنيا والآخرة - فقد بلغني كتابك تذكر فيه من صلاح حالكم الذي يسرني، فأدام الله ذلك لكم وأتمه بالعون على شكره والزيادة من احسانه، وذكرت نظرك في الكتب التي بعثت بها إليك وإقامتك إياها وختمك عليها بخاتمك، وقد أتتنا فجزاك الله عما قدمت منها خيراً، فإنها كتب انتهت إلينا عنك فأحببت أن أبلغ حقيقتها بنظرك فيها، وذكرت أنه قد انشطك ما كتبت إليك فيه من تقويم ما أتاني عنك إلى ابتدائي بالنصيحة، ورجوت أن يكون لها موضع، وأنه لم يمنعك من ذلك فيما خلا إلا أن يكون رأيك فينا جميلاً، إلا لأني لم أذاكرك مثل هذا، وأنه بلغك أني أفتي بأشياء مخالفة لما عليه جماعة الناس عندكم، وأني يحق علي الخوف على نفسي لاعتماد بن قبلي على ما افتيتهم به، وأن الناس تبع لأهل المدينة التي إليها كانت الهجرة وبها نزل القرآن، وقد أصبت بالذي كتبت به من ذلك إن شاء الله، ووقع مني بالموقع الذي تحب، وما أعد أحداً قد ينسب إليه العلم أكره لشواذ الفتيا ولا أشد تفضيلاً لعلماء أهل المدينة الذين مضوا ولا آخذ لفتياهم فيما اتفقوا عليه مني والحمد لله رب العالمين ولا شريك له. وأما ما ذكرت من مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة ونزول القرآن بها عليه بين ظهري أصحابه وما علمهم الله منه وأن الناس صاروا به تبعاً لهم فيه فكما ذكرت وأما ما ذكرت من قول الله عز وجل " والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بأحسان رضي اللّه عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم " . فإن كثيراً من أولئك السابقين الأولين خرجوا إلى الجهاد في سبيل الله ابتغاء مرضاة الله فجندوا الأجناد واجتمع إليهم الناس فأظهروا بين ظهرانيهم كتاب الله وسنة نبيهم ولم يكتموهم شيئاً علموه، وكان في كل جند منهم طائفة يعلمون - لله - كتاب الله وسنة نبيه ويجتهدون برأيهم فيما لم يفسره لهم القرآن والسنة، ويقوموهم عليه أبو بكر وعمر <388> وعثمان الذين اختارهم المسلمون لأنفسهم، ولم يكن أولئك الثلاثة مضيعين لأجناد المسلمين ولا غافلين عنهم، بل كانوا يكتبون في الأمر اليسير لأقامة الدين والحذر من الاختلاف بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فلم يتركوا أمراً فسره القرآن أو عمل به النبي صلى الله عليه وسلم أو ائتمروا فيه بعده إلا أعلموهموه، فإذا جاء أمر عملوا به أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بمصر والشام والعراق على عهد أبي بكر وعمر وعثمان ولم يزالوا عليه حتى قبضوا لم يأمروهم بغيره، فلا نراه يجوز للأجناد المسلمين أن يحدثوا اليوم أمراً لم يعمل به سلفهم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين لهم حين ذهب العلماء وبقي منهم من لا يشبه من مضى، مع أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اختلفوا بعهده في الفتيا في أشياء كثيرة، ولولا أني قد عرفت أن قد علمتها لكتبت بها إليك، ثم اختلف التابعون في أشياء بعد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سعيد بن المسيب ونظراؤه أشد الاختلاف، ثم اختلف الذين كانوا بعدهم فحضرتهم بالمدينة وغيرها ورايتهم يومئذ في الفتيا ابن شهاب وربيعة بن أبي عبد الرحمن، فكان من خلاف ربيعة لبعض ما مضى ما عرفت وحضرت، وسمعت قولك فيه وقول ذوي الرأي من أهل المدينة يحيى بن سعيد وعبيد الله بن عمر وكثير بن فرقد وغير كثير ممن هو أسن منه حتى اضطرك ما كرهت من ذلك إلى فراق مجلسه. وذاكرتك أنت وعبد العزيز بن عبد الله بعض ما نعيب على ربيعة من ذلك فكنتما لي موافقين فيما أنكرت، تكرهان منه ما أكره، ومع ذلك بحمد الله عند ربيعة خير كثير، وعقل أصيل، ولسان بليغ، وفضل مستبين، وطريقة حسنة في الاسلام، ومودة صادقة لأخوانه عامة ولنا خاصة، رحمة الله عليه وغفر له وجزاه بأحسن من عمله. وكان يكون من ابن شهاب اختلاف كثير إذا لقيانه، وإذا كاتبه بعضنا فربما كتب إليه في الشيء الواحد على فضل رأيه وعلمه - بثلاثة أنواع ينقض بعضها بعضاً، ولا يشعر بالذي مضى من رأيه في ذلك، فهذا الذي يدعوني إلى ترك ما أنكرت تركني إياه. وقد عرفت مما عبت انكاري إياه أن يجمع أحد من أجناد المسلمين بين الصلاتين ليلة المطر، ومطر الشام أكثر من مطر

المدينة بما لا يعلمه إلا الله لم يجمع منهم امام قط في ليلة مطر، وفيهم أبو عبيدة بن الجراح وخالد بن الوليد ويزيد بن أبي سفيان وعمرو بن العاص ومعاذ بن جبل، وقد بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل. وقال يأتي معاذ يوم القيامة بين يدي العلماء برتوة. وشرحبيل بن حسنة وأبو الدرداء وبلال بن رباح، وكان أبو ذر بمصر والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص، وبحمص سبعون من أهل بدر وبأجناد <389> المسلمين كلها والعراق ابن مسعود وحذيفة بن اليمان وعمران بن الحصين، ونزلها علي بن أبي طالب سنين بمن كان معه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يجمعوا بين المغرب والعشاء قط. بما لا يعلمه إلا الله لم يجمع منهم امام قط في ليلة مطر، وفيهم أبو عبيدة بن الجراح وخالد بن الوليد ويزيد بن أبي سفيان وعمرو بن العاص ومعاذ بن جبل، وقد بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل. وقال يأتي معاذ يوم القيامة بين يدي العلماء برتوة. وشرحبيل بن حسنة وأبو الدرداء وبلال بن رباح، وكان أبو ذر بمصر والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص، وبحمص سبعون من أهل بدر وبأجناد المسلمين كلها والعراق ابن مسعود وحذيفة بن اليمان وعمران بن الحصين، ونزلها علي بن أبي طالب سنين بمن كان معه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يجمعوا بين المغرب والعشاء قط.
ومن ذلك القضاء بشهادة الشاهد ويمين صاحب الحق، وقد عرفت أنه لم يزل يقضى بالمدينة به، ولم يقض به أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشام وبحمص ولا مصر ولا العراق، ولم يكتب به إليهم الخلفاء الراشدون أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، ثم ولي عمر بن عبد العزيز فكان كما علمت في احياء السنن، وقطع اليد، والجد في إقامة الدين، والاصابة في الرأي، والعلم بما مضى من أمر الناس، فكتب إليه زريق بن الحكم: أنك كنت تقضي بالمدينة بشهادة الشاهد الواحد ويمين صاحب الحق، وكتب إليه عمر بن عبد العزيز: إنا كنا نقضي بذلك بالمدينة، فوجدنا أهل الشام على غير ذلك، فلا نقض إلا بشهادة رجلين عدلين أو رجل وامرأتين، ولم يجمع بين المغرب والعشاء قط ليلة لمطر، والسماء تسكب عليه في منزله الذي كان فيه بخناصرة ساكناً.
ومن ذلك أن أهل المدينة يقضون في صدقات النساء أنها متى شاءت أن تتكلم في مؤخر صداقها تكلمت فدفع إليها، وقد وافق أهل العراق أهل المدينة على ذلك وأهل الشام وأهل مصر، ولم يقض أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا من بعدهم لامرأة بصداقها إلا أن يفرق بينهما موت أو طلاق فتقوم على حقها.
ومن ذلك قولهم في الايلاء أن لا يكون عليه طلاق حتى يوقف وأن مرت الأربعة أشهر، وقد حدثني نافع عن عبد الله بن عمر - وعبد الله بن عمر الذي كان يروى عنه ذلك التوقيف بعد الأشهر - أنه كان يقول في الايلاء الذي ذكر الله في كتابه: لا يحل للمولي إذا بلغ الأجل إلا أن يفيء كما أمره الله أو يعزم الطلاق. وأنتم تقولون: إن لبث بعد الأربعة أشهر التي سمى في كتابه ولم يوقف لم يكن عليه طلاق، وقد بلغنا عن عثمان بن عفان وزيد بن ثابت وقبيصة بن ذؤيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف أنهم قالوا في الايلاء: إذا مضت الأربعة أشهر فهي تطليقة ثانية، وقال <390> سعيد بن المسيب وأبو بكر بن عبد الرحمن بن هشام وابن شهاب: إذا مضت الأربعة أشهر فهي تطليقة وله الرجعة في العدة.
ومن ذلك أن زيد بن ثابت كان كان يقول: إذا ملك الرجل امرأته أمره فاختارت زوجها فهي تطليقة، وإن طلقت نفسها ثلاثاً فهي تطليقة، وقضى بذلك عبد الملك بن مروان، وكان ربيعة بن أبي عبد الرحمن يقوله، وقد كاد الناس يجتمعون على أنها اختارت زوجها لم يكن فيه طلاق، وإن اختارت نفسها واحد أو اثنتين كانت له عليها رجعة، وإن طلقت نفسها ثلاثاً بانت فيه، ولم تحل له حتى تنكح زوجاً غيره فيدخل بها ثم يموت أو يطلقها، إلا أن يرد عليها في مجلسه فيقول: إنما ملكتك واحدة، فيستخلف ويخلى بينه وبين امرأته.
ومن ذلك أن عبد الله بن مسعود كان يقول: أيما رجل تزوج أمة ثم اشتراها زوجها فاشتراؤه إياها ثلاث تطليقات، وكان ربيعة يقول ذلك وإن تزوجت المرأة الحرة عبداً فاشترته فمثل ذلك.

وقد بلغنا عنكم أشياء من الفتيا مستكرهاً، وقد كنت كتبت إليك في بعضها فلم تجبني في كتابي، فتخوفت أن تكون استثقلت ذلك، فتركت الكتاب إليك في شيء مما أنكرت وفيما أوردت فيه على رأيك، وذلك أنه بلغني أنك أمرت زفر بن عاصم الهلالي - حين أراد أن يستسقي - أن يقدم الصلاة قبل الخطبة، فاعظمت ذلك، لأن الخطبة والاستسقاء كهيئة يوم الجمعة إلا أن الامام إذا دنا فراغه من الخطبة حول وجهه إلى القبلة فدعا، وحول رداءه ثم نزل فصلى، وقد استسقى عمر بن عبد العزيز وأبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم وغيرهما، فكلهم يقدم الخطبة والدعاء قبل الصلاة، فأشهر الناس فعل زفر بن عاصم من ذلك واستنكروه.
ومن ذلك أنه بلغني أنك تقول في الخليطين في المال: أنه لا تجب عليهما الصدقة حتى يكون لكل واحد منهما ما تجب فيه الصدقة، وفي كتاب عمر بن الخطاب أنه يجب عليهما الصدقة ويتردان بالسوية، وقد كان ذلك يعمل به في ولاية عمر بن عبد العزيز قبلكم وغيره، والذي حدثنا به يحيى بن سعيد ولم يكن بدون أفاضل العلماء في زمانه فرحمه الله وغفر له وجعل الجنة مصيره.
ومن ذلك أنه بلغني أنك تقول: إذا أفلس الرجل وقد باعه رجل سلعة فتقاضى طائفة من <391> ثمنها أو أنفق المشتري طائفة منها أنه يأخذ ما وجد من متاعه، وكان الناس على أن البائع إذا تقاضى من ثمنها شيئاً أو أنفق المشتري منها شيئاً فليست بعينها.
ومن ذلك أنك تذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعط الزبير ابن العوام إلا لفرس واجد، والناس كلهم يحدثون أنه أعطاه أربعة أسهم بفرسين ومنعه الفرس الثالث، والأمة كلهم على هذا الحديث أهل الشام وأهل مصر وأهل العراق وأهل افريقية، لا يختلف فيه اثنان؛ فلم يكن ينبغي لك - وإن كنت سمعته من رجل مرضي - أن تخالف الأمة أجمعين. وقد تركت أشياء كثيرة من أشباه هذا، وأنا أحب توفيق الله إياك وطول بقائك؛ لما أرجو للناس في ذلك من المنفعة، وما أخاف من الضيعة إذا ذهب مثلك مع استئناس بمكانك، وإن نأت الدار؛ فهذه منزلتك عندي ورأيي فيه فاستيقنه، ولا تترك الكتاب إلي بخبرك وحالك وحال ولدك وأهلك وحاجة إن كانت له أو لأحد يوصل بك، فإني أسر بذلك، كتبت إليك ونحن صالحون معافون والحمد لله، نسأل الله أن يرزقنا وإياكم شكر ما أولانا وتمام ما أنعم به علينا، والسلام عليك ورحمة الله.
رسالة مالك
بسم الله الرحمن الرحيم
حدثنا أبو يوسف حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير قال: هذه رسالة مالك بن أنس إلى الليث بن سعد: سلام عليك، فإني أحمد الله إليك الذي لا إله إلا هو، أما بعد، عصمنا الله وأياك بطاعته في السر والعلانية، وعافنا وأياك من كل مكروه: كتبت إليك وأنا من قبلي من الولدان والأهل على ما تحب والله محمود. جاءني كتابك تذكر من حالك ونعم الله عليك الذي أنا به مسرور، وأسأل الله أن يستمر علينا وعليك صالح ما أنعم به علينا وعليك وأن يجعلنا له شاكرين. وفهمت ما ذكرت في كتب بعثت بها لأعرضها لك وأبعث بها إليك، فقد فعلت ذلك وغيرت منها حتى صح أمرها على ما تحب، وختمت على كل فنداق منها بخاتمي ونقشه: حسبي الله ونعم الوكيل. وكان حبيب إلي حفظك وقضاء حاجتك وأنت لذلك أهل، وصبرت لك نفسي في ساعات لم أكن أعرض فيها لأن الحج فيها فتاتيك مع الذي جاءني بها حيث دفعتها إليه وبلغت من ذلك الذي رأيت أنه يلزمني في حقك وحرمتك وقد نشطني ما <392> استطلعت مما قبلي من ذلك في ابتدائك بالنصيحة لك، ورجوت لك أن يكون لها عندك موضع، ولم يكن يمنعني من ذلك قبل اليوم أن لا يكون رأيي لم يزل فيك جميلاً إلا أنك لم تكن تذاكرني شيئاً من هذا الأمر ولا تكتب فيه إلي.
واعلم - رحمك الله - أنه بلغني أنك تفتي بأشاء مخالفة لما عليه جماعة الناس عندنا، وببلدنا الذي نحن فيه، وأنت في أمانتك وفضلك، ومنزلتك من أهل بلدك، وحاجة من قبلك إليك، واعتمادهم على ما جاءهم منك حقيق بأن تخاف على نفسك، وتتبع ما ترجو النجاة باتباعه، فإن الله عز وجل يقول في كتابه " والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بأحسان رضي اللّه عنه وأعد له جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم " .
وقال الله عز وجل " الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم اللّه وأولئك هم أُولوا الألباب " .

وإنما الناس تبع لأهل المدينة: إليها كانت الهجرة، وبها تنزل القرآن، وأحل الحلال وحرم الحرام، إذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرهم، يحضرون الوحي والتنزيل، ويأمرهم فيطيعونه، ويبين لهم فيتبعونه، حتى توفاه الله، واختار له ما عنده، صلوات الله وسلامه عليه ورحمته وبركاته، ثم قام من بعده أتبع الناس له من أمته، فما نزل بهم مما علموا أنفذوه وما لم يكن عندهم في علم سألوا عنه، ثم أخذوا بأقوى ما وجدوا في ذلك، في اجتهادهم، وحداثة عهدهم، فإن خالفهم مخالف، أو قال امرؤ غيره ما هو أقوى منه وأولى، ترك قوله، وعمل بغيره.
ثم كان التابعون من بعدهم يسلكون ذلك السبيل ويتبعون تلك السنن، فإذا كان الأمر بالمدينة ظاهراً معمولاً به، لم أر لأحد خلافه؛ للذي في أيديهم من تلك الوراثة التي لا يجوز انتحالها ولا ادعاؤها، ولو ذهب كل أهل الأمصار يقولون: هذا العمل ببلدنا، وهو الذي مضى عليه من مضى منا لم يكونوا فيه من ذلك على ثقة، ولم يجز لهم من ذلك مثل الذي جاز لهم.
فأنظر - رحمك الله - فيما كتبت إليك فيه لنفسك، وأعلم أني أرجو أن لا يكون دعاني إلى ما كتبت به إليك إلا النصيحة لله وحده والنظر لك والضن بك، فأنزل كتابي منك منزله، <393> فأنك إن تفعل تعلم أني لم آلك نصحاً، وفقنا الله وإياك لطاعته وطاعة رسوله في كل أمر، وعلى كل حال، والسلام عليك ورحمة الله.
وكتب يوم الأحد لسبع مضين من صفر.
عبيد الله بن عمر
حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير قال: قال الليث بن سعد: لما أخرج يحيى بن سعيد من المدينة إلى أبي العباس، كتبت إلى عبد الله بن عمر اسأله. قال: فكتب إلي عبيد الله: أنك كتبت إلي تسألني فيما لا يبلغه رأيي ولا يسعه عقلي. قال: فكففت عنه.
حدثنا أبو بكر الحميدي قال: قال سفيان: رأيت عبيد الله بن عمر ومالك بن أنس أتيا الزهري بمكة وكلماه. فاقل: إني أريد المدينة وطريقي عليكما، فأتياني إن شاء الله. قال سفيان: فكان عبيد الله هو المتكلم ومالك معه لم يسمعا بمكة منه شيئاً.
حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا سفيان بن عيينة قال: قال لنا عبيد الله ابن عمر وجئناه نطلب الحديث منه - : قد اشننتم الحديث وأذهبتم نوره، لو رآني عمر وإياكم لأوجعنا بالدرة.
حدثنا محمد بن يحيى حدثنا سفيان قال: كان محمد بن عجلان ثقة مأموناً عالماً بالحديث.
حدثني سعيد بن أسد حدثنا ضمرة حدثنا سليمان بن عبد العزيز ابن أخي رزيق بن حكيم الأيلي قال: مر بنا ربيعة وأبو الزناد وصفوان بن سليم وزيد بن أسلم ومحمد بن المنكدر في أشياخ من أهل المدينة، وأرسل إليهم الوليد بن يزيد يسألهم عن يمين حلف بها.
حدثني سعيد حدثنا ضمرة حدثنا ثابت بن كثير الأيلي قال: أول ما عرفت أبا حازم، رأيت رجاء بن بن حيوة قام إليه، فقلت من هذا الذي قام إليه رجاء بن حيوة حتى جلس إليه ؟ قالوا: هذا أبو حازم.
حدثنا سعيد ثنا ضمرة حدثنا عمر بن سعيد الأيلي قال: سمعت حسين ابن رستم قال: إن هذه الأمة حيس أولها على آخرها ونودي فيها بالرحيل.
<394> خبر ابن سمعان ويزيد بن عياض وغيرهم من الكذابين
حدثنا عبد العزيز بن عمران حدثنا أبو زيد عبد الحميد بن الوليد ابن المغيرة حدثني ابن القاسم: قال سألت مالكاً عن ابن سمعان. قال: كذاب. قلت: فيزيد بن عياض ؟ قال أكذب وأكذب.
حدثنا ابن بكير حدثني ابن وهب حدثني مالك قال: دخلت على عائشة بنت سعد بن أبي وقاص فسألتها عن بعض الحديث فلم أرض أن آخذ عنها شيئاً لضعفها.
قال مالك: وقد أدركت رجالاً كثيراً منهم من قد أدرك الصحابة فلم أسألهم عن شيء. - كأنه يضعف أمرهم.
حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال: سمعت المؤمل بن إسماعيل قال: سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول: اشهد على إبراهيم بن أبي يحيى أنه يكذب.
قال: وسمعت حماد بن حفص قال: شهدت يحيى بن سعيد وجاء إليه شيخ من أهل البصرة فتذاكرا الحديث فقال الشيخ ليحيى: حدثنا ابن أبي رواد بكذا وكذا. فقال يحيى: عرف عليه كذاب. فقال: فلما كان بعد ساعة قال: الأب حدثك أو الابن ؟ فقال: لا بل الأب. فقال: الأب لا بأس به، إنما ظننت أنك تعني الابن.
حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا خالد بن يزيد الأزرق سمع محمد بن سعيد يقول إني لأسمع الكلمة الحسنة فلا أرى بأساً أن أجعل لها اسناداً.

حدثنا محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي حدثنا القاسم عن إسرائيل عن عمرو بن خالد مولى عقيل بن أبي طالب. قال محمد بن عمار فسألت عنه وكيعاً فقال: كان كذاباً فلما عرفناه بالكذب تحول إلى مكان آخر، حدث يعني عن حبيب بن أبي ثابت عن عاصم بن ضمرة عن علي أنه صلى بهم وهو على غير طهارة، فأعاد وأمرهم بالأعادة.
حدثنا محمد ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان الثوري قال: سمعته يقول أن حبيب بن أبي ثابت لم يرو عن عاصم بن ضمرة شيئاً قط.
<395> حدثنا العباس بن الوليد بن صبح حدثنا يحيى بن صالح حدثنا عفير بن معدان الكلاعي قال: قدم علينا عمر بن موسى حمص، فاجتمعنا إليه في المسجد فجعل يقول: حدثنا شيخكم الصالح حدثنا شيخكم الصالح. فلما أكثر قلت: من شيخنا هذا الصالح ؟ سمه لنا حتى نعرفه. قال: فقال: خالد بن معدان. قلت له: في أي سنة لقيته ؟ قال: لقيته سنة ثمان ومائة. قال: قلت: وأين لقيته؟ قال: لقيته في غزاة أرمينية. قال: قلت له: اتق الله يا شيخ ولا تكذب، مات خالد بن معدان سنة أربع ومائة، وأنت تزعم أنه لقيته بعد موته بأربع سنين. وأزيدك أخرى لم يغز أرمينية قط. كان يغزو الروم.
حدثنا العباس حدثنا ابن مسهر حدثنا عمر بن عبد الواحد قال: قلت لمالك ابن أنس: يا أبا عبد الله سمعان تعرفه ؟ قال: نعم أعرفه كان كذاباً.
الوليد بن كثير
حدثني أحمد بن الخليل حدثنا إسحق بن إبراهيم حدثنا عيسى بن يونس حدثنا الوليد بن كثير وكان مثبتاً في الحديث.
عطاء بن أبي رباح
حدثني أحمد بن الخليل حدثنا يحيى بن أبي بكير حدثنا أيوب بن ثابت قال: رأيت عطاء وكان أشل أفزر.
حدثنا الفضل بن زياد قال: سمعت أبا عبد الله يقول: العلم خزائن يقسم الله لمن أحب، لو كان يخص بالعلم أحداً كان أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم أولى، كان عطاء بن أبي رباح - واسم أبي رباح أسلم - حبشياً، وكان يزيد بن أبي حبيب نوبياً أسوداً، وكان الحسن البصري مولى للأنصار، وكان ابن سيرين مولى للانصار.
حدثنا أحمد وحدثنا عبد الصمد حدثنا سلام قال: سمعت قتادة يقول: أعلم الناس بالحلال والحرام الحسن، وأعلمهم بالمناسك عطاء بن أبي رباح، وأعلمهم بالتفسير عكرمة.
حدثنا سلمة بن شبيب حدثنا عبد الله بن إبراهيم بن عمر بن كيسان أخبرني أبي <396> قال: اذكرهم في زمان بني أمية يأمرون في الحاج صائحاً يصيح: لا يفت الناس إلا عطاء بن أبي رباح، وإن لم يكن عطاء فعبد الله ابن أبي نجيح.
حدثنا سلمة ثنا عبد الله بن إبراهيم حدثني عمي وهب بن عمر قال: أذكر وسادة تثنى لابن أبي نجيح في مسجد الحرام يفتي الناس، كان ذلك أمراً من الوالي.
حدثنا يوسف بن محمد المكي حدثنا أصحابنا: أن مفتي مكة بعد عطاء كان ابن أبي نجيح. قال يوسف: وكان أفقه أصحابنا في زمانه، وكان ابن جريج لم يكن فقه بدنه على قدر كتبه.
حدثنا أبو بكر الحميدي حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم قال: سمعت أبي يقول: ما أدركت أحداً أعلم بالحج من عطاء بن أبي رباح.
حدثني أبو سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا أبو مسعود قال: قال: سمعت الاوزاعي يقول: مات عطاء بن أبي رباح يوم مات وهو أرضى أهل الأرض عند الناس، وما كان أكثرهم من يتهدى إليه.
حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن سلمة بن كهيل قال: ما رأيت أحداً يريد بهذا العلم وجه الله إلا هؤلاء الثلاث عطاء وطاووس ومجاهد.
حدثنا قبيصة بن عقبة حدثنا سفيان عن أسلم المنقري عن أبي جعفر قال: ما بقي أحد أعلم بالحج من عطاء.
حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن عمر بن سعيد عن أمه قال: قدم ابن عمر مكة فسألوه فقال: أتجمعون لي يا أهل مكة المسائل وفيكم ابن أبي رباح.
حدثنا قبيصة ثنا سفيان عن أسلم المنقري قال: جاء أعرابي فسأل، فأشاروا إلى سعيد بن جبير، فجعل الأعرابي يقول: أين أبو محمد ؟ فقال له سعيد: مالنا ها هنا مع عطاء شيء.
حدثنا محمد بن يحيى عن سفيان قال: كان ابن أبي نجيح يفتي الناس.
<397> حدثنا أبو بكر الحميدي حدثنا سفيان قال: اجتمع ابن أبي نجيح وابن شبرمة عند بعض الأمراء، فسألهما عن مسألة، فقال فيها ابن أبي نجيح بقوله، وقال فيها ابن شبرمة بقوله، فقال ابن شبرمة لابن أبي نجيح: قد قولك يا أبا بشار. فقال له ابن أبي نجيح: أنا لا أقود ولا أسوق.

حدثنا سلمة حدثنا أحمد حدثنا عبد الرزاق عن ابن جريج قال: كان عطاء بعد ما كبر وضعف يقوم إلى الصلاة فيقرأ مائتي آية من البقرة وهو قائم ما يوزل منه شيء ولا يتحرك.
عبد الله بن أبي نجيح
حدثني أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن أبي برده قال: سمعت جدتي أم أبي أم يعلى بنت مطهر بن علي بن عبد الله بن باذان تقول: سمعت أبي مطهر بن علي وهو يقول لأمي قسمة بنت يعلى بن موسى بن باذان - وهي بنت عم عثمان بن الأسود بن موسى بن باذان - قال: رأيت عمرو بن دينار مع عبد الله بن أبي نجيح فلقيته فقلت له: يا أبا عمرو جمعت القرآن مع ..... . فقال لي: لا والله. قلت له: ألم أرك مع ابن أبي نجيح ؟ قال: بلى كنت أنا وهو نتطارح شيئاً ولست أجالسه بعد. ثم قال: قال أبي: كان والله بعيداً من القدرية - يعني عمرو - لأنه قد كان صديقاً لمحمد بن علي.
حدثني أحمد بن محمد أخبرني أبي: أن أبا برزة واسمه ابن بشار قال أبي وقد قال بعض أهلنا: هو بشار مولى عبد الله بن السائب بن صيفي بن أبي رفاعة المخزومي وابنه نافع بن أبي برزة مولى عبد الرحمن بن سراقة بن مالك بن جعشم بن مراح بن مرة بن عبد مناف ابن كنانة اشتراه من فاطمة بنت عبد الله بن السائب وأعتقه في الحجة، وخرج عبد الرحمن إلى مصر وكانت مساكن بني مدلج. قال أحمد: وكان عبد الله بن السائق قد أعتق أبا برزة قبل أن يبيع نافع. قال أحمد: وولاء باذان في بني جمح قال: وأم عبد الله بن القاسم فاطمة بنت أبي نجيح، وعبد الله بن أبي نجيح قال عبد الله بن القاسم: وهو مولى لثقيف، وكان مسكنه على الصفا، وورث جدي عبد الله بن القاسم أمه حصتها من أبيها أبي نجيح، ووهب له عبد الله بن أبي نجيح حصته الباقية فتوفى عبد الله بن أبي نجيح ولم يترك إلا صبية هلكت فصارت مسكنه لعبد الله ونافع ابني القاسم بن نافع من أخته، وكانا في حجر عثمان بن الأسود تيتما في حجر القاسم.
<398> أخبار طاوس
حدثنا سعيد بن منصور حدثنا سفيان عن إبراهيم بن ميسرة قال: ما رأيت أحداً الشريف عنده والوضيع بمنزلة واحدة إلا طاوس.
حدثنا محمد بن المكي أخبرنا عبد الله عن معمر أخبرني الزهري حدثنا طاوس: أن ابن عمر كان يفتي المرأة إذا حاضت وقد زارت أن لا تنفر حتى يكون آخر عهدها بالبيت فسمعته يقول: - قبل أن يموت بعام أو اثنين وسئل عن ذلك فقال: أما النساء فقد رخص لهن.
قال الزهري: فحدثت به سالماً. فقال: ما علمنا ذلك.
وقال الزهري: لو رأيت طاوساً لعلمت أنه لم يكذب.
حدثنا محمد ابن أبي زكير أخبرنا ابن وهب قال: قال مالك: بلغني عن طاوس أنه بعث مصدقاً وأنه أعطي دنانير نفقة ليتجهز بها لخروجه - وكان ذلك مما يفعل أن يعط من خرج على الصدقات ما يتجهزون به - فأخذها طاوس فوضعها في كوة له، ثم خرج فقسم كل شيء أخذه هناك، ولم يرجع منه بشيء، فلما رجع سألوه عما جاء به فقال لهم: إني قسمتها عليهم. فكأنهم كرهوا ما صنع، فقالوا له: أردد علينا الدنانير التي أعطينا. قال: هي في الكوة ولم آخذ منها شيئاً. قال: فوجدوها فأخذوها.
حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن ليث عن طاوس قال: ما تعلمت فتعلم لنفسك فإن الناس قد ذهبت منهم الامانة. قال: وكم كان يعد الحديث حرفاً حرفاً.
حدثنا أبو عمير عيسى بن محمد الرملي حدثنا ضمرة عن ابن شوذب قال: شهدت جنازة طاوس بمكة سنة ست ومائة فسمعتهم يقولون: رحمك الله أبا عبد الرحمن حج أربعين حجة.
حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن حبيب بن أبي ثابت قال: قال لي طاوس: إذا حدثتك حديثاً قد أثبته لك فلا تسأل عن أحداً.
<399> حدثنا أبو بكر الحميدي قال: قيل لسفيان: أن عبد الرزاق يحدث عنك عن عمرو عن طاوس أنه قال: إذا حدثتك شيئاً فاختم عليه. قال: فقال سفيان: لا يشبه هذا كلام طاوس.
حدثنا عمرو قال: قال لي طاوس: إذا حدثتك شيئاً فشد به يديك.
حدثنا أبو بكر حدثنا سفيان حدثنا عمرو قال: ما رأيت أحداً أشد تنزهاً عما في أيدي الناس من طاوس.
حدثني محمد بن يحيى حدثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: قال طاوس: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم على باب الكعبة وكنت في الكعبة. فقال: اكشف قناعك وبين قراءتك. قال: فقال طاوس: دع هذا هذا حلم. قال: فخيل إلينا أنه انبسط في حديثه وكان كثيراً ما يتقنع.

حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن محمد بن سعيد أو سعيد بن محمد - قال أبو نعيم كذا قال ت قال: كان من دعاء طاوس: اللهم امنعني المال والولد، وارزقني الأيمان والعمل.
حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن أبي أمية عن داؤد بن سابور قال: قيل لطاوس: ادع لنا بدعوات. قال: ما أجد بقلبي خشية الآن.
حدثنا عبد الله بن عثمان حدثنا عبد الله أخبرنا وهيب بن الورد حدثني داؤد بن سابور قال: قلنا لطاوس: - أو قيل لطاوس - : ادع لنا بدعوات. قال: لا أجد لذلك حسبة.
حدثني سلمة حدثنا أحمد ثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر قال: سمعت أيوباً يقول لليث: انظر ما سمعت من هذين الرجلين فاشدد يديك - يريد به طاوس ومجاهداً.
حدثنا سلمة عن أحمد حدثنا عبد الرزاق عن أبيه قال: قال وهب: لا يزال في صنعاء حلم ما دام سماك بن الفضل.
حدثنا أبو بكر بن عبد الملك ثنا عبد الرزاق قال: سمعت النعمان بن الزبير يحدث أن محمد بن يوسف - أو أيوب بن يحيى - بعث إلى طاوس بخمسمائة دينار وقال للرسول: إن أخذها منك فإن الأمير سيكسوك ويحسن إليك. فخرج بها حتى قدم على طاوس الجند، فقال: يا أبا عبد الرحمن نفقة بعث بها إليك الأمير. قال: مالي بها حاجة. قال: فأراده على قبضها فأبى، فغفل طاوس فرمى بها في كوة البيت ثم ذهب، فقال لهم: أخذها، فلبثوا حيناً، ثم بلغهم عن طاوس شيء كرهوه. قال: ابعثوا إليه فليبعث إلينا بمالنا. فجاءه الرسول فقال: المال الذي بعث به إليك الأمير. قال ما <400> قبضت منه شيئاً. فرجع الرسول فأخبرهم، فعرفوا أنه صادق. فقيل: انظروا الرجل الذي ذهب بها فابعثوه إليه. فجاءه فقال: المال الذي جئتك به يا أبا عبد الرحمن ؟ قال: هل قبضت منك شيئاً ؟ قال: لا. قال: فهل تدري أين وضعته ؟ قال: نعم في تلك الكوة. قال: فأبصره حيث وضعته. قال: فمد يده فإذا هو بالصرة قد نبت عليها العنكبوت. قال: فأخذها فذهب بها إليهم.
قال علي بن المديني: كان سفيان لا يعدل من أصحاب ابن عباس بطاوس أحداً.
حدثنا سلمة عن أحمد حدثنا عبد الرزاق أخبرني أبي قال: كان طاوس يصلي في غداة باردة معتمة، فمر محمد بن يوسف أخو الحجاج أو أيوب بن يحيى - وهو ساجد - في موكبه، فأمر بساج أو طيلسان فطرح عليه، فلم يرفع رأسه حتى فرغ من حاجته، فلما سلم نظر فإذا الساج عليه فانتفض وألقاه عنه ولم ينظر إليه ومضى إلى منزله.
حدثنا سلمة حدثنا أحمد عن عبد الرزاق أخبرنا معمر: أن طاوس أقام على رفيق له مريض حتى فإنه الحج - وقال مرة على رجل.
حدثنا سلمة عن أحمد حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا حماد ابن زيد عن سعيد بن أبي صدقة قال: سمعت قيس بن سعد يقول: كان طاوس فينا مثل ابن سيرين فيكم.
حدثني أبو بشر حدثنا المعتمر عن هشام عن قيس بن سعد قال ما أفضل عليه أحداً من أصحابي - يعني طاوس.
أخبار عبد الله بن طاوس
حدثنا سلمة عن أحمد ثنا عبد الرزاق أنبأ عبد الله بن عيسى بن بجير ريسان قال: قلت لعبد الله بن طاوس: ممن أنتم ؟ فأنه بلغني أنكم إلى همدان. فقال: لا ولكن إلى خولان.
قال عبد الرزاق عن معمر قال: قيل لابن طاوس في دين أبيه: لو استظهرت الغرماء. <401> قال: فقال استظهرهم وأبو عبد الرحمن عن منزله محبوس. قال: فباع مالاً ثمن ألف وخمسمائة.
حدثنا سلمة عن أحمد ثنا عبد الرزاق بن همام بن نافع عن معمر قال: قال أيوب: إن كنت راحلاً إلى أحد فعليك بابن طاوس.
حدثنا سلمة حدثنا أحمد حدثنا عبد الرزاق عن نعمان قال: ما رأيت ابن فقيه قط مثل ابن طاوس. قلت: هشام بن عروة ؟ قال: ما كان أفضله، ولم يكن مثله.
حدثني سلمة عن أحمد حدثنا عبد الملك بن عبد الرحمن الذماري قال: كان طاوس ينزل الجند وطاوس بن كيسان. قال: فأخبرني هشام بن يوسف أخبرني ابن عبد الله بن طاوس أنه قال: نحن قوم من فارس، وليس لأحد علينا عقد ولاء إلا أن كيسان ولاؤه لآل هود الحميري فهي لأم طاوس.
حدثنا عبد الرزاق قال: سمعت معمر يقول: ما ذكرت ابن فقيه مثل ابن طاوس. قلت: ولا هشام بن عروة ؟ قال: حسبك به.
حدثني أبو بكر بن عبد الملك حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر قال لي أيوب: إن كنت راحلاً إلى أحد فأرحل إلى ابن طاوس، وإلا فالزم تجارتك.
حدثنا أبو بشر حدثنا المعتمر عن هشام عن قيس بن سعد قال: ما أفضل عليه أحداً من أصحابي - يعني طاووس.

قال: وقال ابن المديني: ليس في الأبناء مثل ابن طاووس.
قال لنا سفيان: كان ابن جريج يفرقنا يقول: إن قدم عليكم تجدونه شيخاً خشناً. قال: فقدم علينا فأتيته وهو جالس مع إبراهيم ابن ميسرة، فجعلت أسأله. فقال: ما هذا ؟ فقال له إبراهيم بن ميسرة: هذا أشد عليك من يوسف بن عمران هذا يلزمك. قال: فاتبعته إلى منى فنزل قرن الثعالب، وضرب حباله، فعلمت موضعه بصخرة في الجبل، فغدوت عليه وعنده <402> سفيان بن سعيد وقد سأله عن حديث أبي ذر عثمان قصة طويلة حدثت ردفي فلم يضبطه. فقال سفيان: رده علي، فقال: لا والله لا رددته أبداً.
حدثنا سلمة حدثنا أحمد حدثنا عبد الرزاق عن أمية بن شبل قال: قدم علينا ابن طاووس فجلس فقال له إنسان: ألا تحدثنا ؟ فقال: إن سألتموني عن شيء ذكرته، وإلا فأهدي عليكم.
أخبار مجاهد بن جبر
حدثنا ابن نمير يونس بن بكير عن الأعمش قال: شهد مجاهد الجماجم فقالوا له في ذلك فقال: ..... من الخير تخلفت عنها.
حدثا ابن نمير حدثنا أبي حدثنا الأعمش قال: كنت إذا رأيت مجاهداً ظننت أنه خربندج ضل حماره فهو مهتم.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة حدثنا الأعمش قال: كنت إذا رأيت مجاهداً ازدريته متبذل وذكر كأنه خربندج، فإذا تكلم رجل عربي.
حدثني أبو سعيد عبد الله بن سعيد الأشج حدثنا عبد الله بن الأجلح الكندي عن أبيه عن مجاهد قال: طلبنا هذا العلم ومالنا فيه نية، ثم رزق الله بعد النية.
قال: وقال أبو بكر الحميدي: مجاهد بن جبر مولى قيس بن السائب المخزومي.
حدثني سعيد بن أسد حدثنا ضمرة بن ربيعة حدثنا رجاء بن أبي سلمة عن يزيد بن يزيد قال: قلت لمجاهد: يا أبا الحجاج.
حدثنا محمد بن المصفى حدثنا بقية عن حبيب بن صالح قال: سمعت مجاهداً يقول: استفرغ علمي القرآن.
خبر سعيد والحجاج
حدثنا أبو نعيم حدثنا عبد الواحد بن أيمن قال: قلت لسعيد بن جبير: إنك قادم <403> على الحجاج فانظر ما تقول له، لا تقل ما يستحل به دمك. قال: إن سألني أكافر أنا أو مؤمن فوالله ما أشهد على نفسي بالكفر وأنا لا أدري أنجو منه أم لا.
حدثنا قبيصة ثنا سفيان عن عطاء بن السائب قال: قال سعيد بن جبير: ما يأتيني أحد يسألني.
حدثني أبو بشر ثنا عبد الرحمن عن سفيان عن عمرو بن ميمون بن مهران عن أبيه قال: لقد مات سعيد بن جبير وما على الأرض أحد إلا وهو محتاج إلى علمه. قال: أرى في التفسير.
حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد عن عبد الله بن مسلم قال: كان سعيد بن جبير إذا قام في الصلاة كأنه وتد.
حدثنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد ثنا الفضل بن سويد الضبي قال: مات أبي فأوصى إلى الحجاج، وكنت في حجره، فإذا قد جيء بسعيد بن جبير - وأنا شاهد - فأقبل الحجاج يعاتبه كما يعاتب الرجل ولده، قال: ألم أشركك في أمانتي ؟ ألم أفعل بك ؟ ألم أفعل بك ؟ قال: فانفلتت من سعيد بن جبير كلمة. فقال: إنه عزم علي فغضب وقال: رأيت بعزمة عدو الله عليك حقاً، ولم تر لأمير المؤمنين ولا لي عليك حقاً، اضربا عنقه.
حدثنا سلمة عن أحمد بن حنبل حدثنا يحيى بن آدم حدثنا مفضل عن مغيرة قال: ما كان مفتي الناس بالكوفة قبل الجماجم إلا سعيد بن جبير كان قبل إبراهيم.
حدثنا زيد وابن حسان قالا: حدثنا ابن ثور عن معمر عن أيوب وكثير بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة عن سعيد بن جبير قال: سلوني يا معشر الشباب فأني قد أوشكت أن أذهب من بين أظهركم.
<404> سفيان الثوري

قال: وقال علي بن المديني: كان أصحاب ابن عباس ستة: عطاء وطاوس ومجاهد وسعيد بن جبير وجابر بن زيد وعكرمة، فكان أعلم الناس بهؤلاء عمرو بن دينار ولقيهم كلهم، وأعلم الناس بعمرو وهؤلاء سفيان بن عيينة وابن جريج. ولم يكن من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحد له أصحاب حفظوا منه وقاموا بقوله في الفقه إلا ثلاثة زيد بن ثابت وعبد الله بن مسعود وابن عباس، وأعلم الناس بزيد بن ثابت وقوله العشرة سعيد بن المسيب، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وعروة بن الزبير، وأبو بكر بن عبد الرحمن. وقال علي: قال معن بن عيسى عن عبد الملك بن سمي قال: اسم أبي بكر ابن عبد الرحمن أبو بكر وكنيته أبو عبد الرحمن. قال علي: وخارجة ابن زيد، وسليمان بن يسار وأبان بن عثمان، وقبيصة بن ذؤيب - وذكر مروان آخر - ، فكان أعلم الناس بقولهم وحديثهم ابن شهاب ثم بعده مالك، ثم بعد مالك عبد الرحمن بن مهدي. قال: وأعلم الناس بعبد الله علقمة والأسود وعبيدة والحارث بن قيس وعمرو بن شرحبيل وآخر ذكره، فكان علم هؤلاء وحديثهم انتهى إلى سفيان بن سعيد، وكان يحيى بن سعيد بعد سفيان يعجبه هذا الطريق ويسلكه.
قال علي: قال عبد الرحمن: أي شيء تحفظ في الشرب في الطواف ؟ فقلت له: عبد المؤمن عن سعيد بن جبير. قال: ليس من ذا شيء. فقلت له: بل حدثني به ثقة. قال: من هو ؟ فكرهت أن أخبره، فلما رجعت إلى البيت نظرت فإذا قبله حديث في هذه المسألة وبعده عبد المؤمن رأيت سعيداً يتكلم في الطواف.
قال علي: وحدثنا روح بن عبادة يوماً عن هشام بن حسان حديثين عن محمد عن شريح في الموضحة وشيء آخر، فانكرناهما على روح وقلت فيها، فانصرفت إلى عبد الرحمن، فذكرتها له فقال لأنسان: مسه أمحموم هو ؟ فقال: ليس من ذا شيء. قال: فلما رجعت إلى روح قال: اضرب على الحديثين اللذين حدثتك فإنهما خطأ، إنهما هما عن الحسن ومحمد. وقلت له حين رجعنا من عند جرير: ليس أحد يفيدنا عن الأعمش ؟ فقال: لا تقل ذا. قال: فاتكأ فحدثني بثلاثين حديثاً ما عرفت منها شيئاً على الناس تتبعها.
قال علي: وحدث عبد الرحمن يوماً وأنا عنده عن سفيان عن منصور عن أبي الضحى إنما أنت منذر ولكل قوم هاد فقلت للذي حدثه: إنما هو عن <405> أمية: فسمع عبد الرحمن فقال: أي شيء يقوله ؟ فأخبرته. فقال: من حدثك ؟ فقلت يحيى حدثنا به عن سفيان عن أمية عن أبي الضحى. فقال: الله المستعان. فقلت: ووكيع. فقال: ليس من هذا شيء. قال علي: فرجعت إلى البيت فأخرجت حديث يحيى فكان عن أبيه عن أبي الضحى، وأخرجت حديث وكيع فكان عن منصور عن أبي الضحى، وكأنه بأسفل منه عن سفيان عن أبيه عن أبي الضحى. مهطعني إلى الداع فذهب وهمي إليه، فأتيت يحيى فذكرت ذلك له فقال: لولا أنه مساء أخرجت الكتاب ولكن غدوة، فغدوت عليه فأخرج الأصل. فقال: ظفر بنا الرجل. وهو عن منصور عن أبي الضحى.
وسمعت حسين بن حسن المروزي قال: قال عبد الرحمن: خرجت في جنازة وفيها عبيد الله بن الحسن فجلست إليه - وهو قاض يومئذ - فسألته عن مسألة فأخطأ فيها، فقلت: هذا خطأ ولم أرد لهذا إنما أردت أرفعك إلى ما بعد. قال: فأطرق ساعة فقال: كيف هو ؟ فقلت: كذا وكذا. فأطرق ثم رفع رأسه فقال: صدقت أخطأت والصواب ما قلت.
قال: قال عبد الرحمن: لو أراد أن يتمادى في الخطأ ويخطئني لأمكنه وأعانه من حوله فصوبوه وخطؤوني.
قال علي: أصحاب سفيان الثوري يحيى وعبد الرحمن ووكيع وأبو نعيم والأشجعي وعبد الله بن المبارك.
قال: بلغني عن ابن معين قال: سمعت وكيعاً يقول: ما كتبت عن الثوري حديثاً قط. كنت أحفظه فإذا رجعت إلى المنزل كتبته.
قال: وبلغني عن ابن معين قال: ليس أحد في حديث سفيان الثوري يشبه هو إلا ابن المبارك ويحيى بن سعيد القطان ووكيع وعبد الرحمن بن مهدي وأبو نعيم. فقيل له: الأشجعي ؟ قال: الأشجعي ثقة مأمون ولكن هاتوا من يروي عنه.
قال يحيى وبعد هؤلاء في سفيان يحيى بن آدم وعبيد الله بن موسى وأبو أحمد الزبيري وأبو حذيفة وقبيصة ومعاوية القصار والفريابي. قيل ليحيى: فأبو داود الحفري ؟ قال: أبو داؤد الحفري رجل صالح. وقال يحيى: قبيصة أكبر من يحيى بن آدم بشهرين.

قال: وسمعت قبيصة يقول: شهدت عند شريك، فامتحنني في شهادتي، فذكرت ذلك لسفيان، فأنكر على شريك ما فعل وقال لم يكن له أن يمتحنه. قال: وصليت بسفيان الفريضة - ذكر أي صلاة كانت فذهب علي.
قال: وسمعت ابن عبد الوهاب الثقفي صاحب الرأي قال: كان أبو حنيفة تابعاً لأبي، وسمع من سفيان مع أبي، وأخذ سماعه مني بعد موت أبي قال: وبلغني عن يحيى بن معين قال: كان سفيان لا يملي الحديث إنما أملي عليهم حديثين حديث الدجال وحديث خطبة ابن مسعود. قيل له فأهل اليمن ؟ قال: قد أملى على أهل اليمن كانوا عنده ضعافاً - أو قال ضعفى - فأملى عليهم.
قال: وسمعت بكر بن خلف قال: لم يكتب عبد الله بن الوليد العدني بذلك ولكنه كتب عن سفيان أملى عليه املاءً. فلا أدري حكى أبو بشر عن العدني أو من كلامه.
قال: كان سفيان أقام بمكة هارباً شيبه التواري، فأنزله المخزومي داراً له كثير الغلة أنزله بلا كراء، فكلم سفيان أن يحدثه وأنه لا يقوى على الحفظ والضبط إلا أن يكتب املاءً، فقال له: التمس رجلاً خفيف اليد أملي عليه ثم أقرأه عليك. قال: وكان العدني معلماً يعلم بمكة جيد الخط خفيفي اليد، فاستعان به المخزومي وذهب به إلى سفيان، فأملى عليه هذه الأحاديث التي يسمونها الجامع، ثم قرأه سفيان على المخزومي وجماعة حضروا قراءته وسمعوه، منهم عثمان بن اليمان بصري الأصل تحول هو وأهل بيته إلى مكة، يرون أن محمد بن كثير العبدي البصري قد حضر قراءة بعض ذلك وسمع بمكة من سفيان، وكذلك يزيد بن أبي حكيم المدني.
حدثني أبو بشر عن بشر بن السري قال: قدم عبد الرحمن بن مهدي مكة فسألني سماعي من سفيان، فكان هو ممن حضر قراءة سفيان على المخزومي. قال: فكرهت أن يطلع على كتبي فاستعرت كتب عبيد الله ابن الوليد ودفعت إليه. قال: فأخبرني عبد الرحمن قال: فنظرت فيه فما رأيت سماعاً سمع من سفيان أقل خطأ وسقطاً منه.
قال: وسمعت عيسى بن محمد قال: قال الفريابي: كنت بمكة فجئت إلى سفيان <407> أستشيره في أمري - وكان يعنى بأمري للولاء - فقد ضاقت بي مكة وعزمت أن أرجع إلى فرياب. قال: ويحك لا تفعل وتعال نشتري لك سفطاً وفارزين ونتوجه إلى الشامات. فقلت: يا أبا عبد الله لو رأيت أن أخرج معك إلى الكوفة على أنك تحدثني كان أحب إلي. قال لي فاخرج. قال: فخرجت معه ونزلت معه أبو بقربه، فكان يملي علي، وربما قال: أريد أن أذهب إلى شيخ فتعال معي. فأقول له: اذهب فاسمع وإذا رجعت فحدثني أنت عنه. قال: فكان يفعل ذلك.
قال: وقال لي عيسى: فكان الفريابي يرى أن سماعه أصح من سماع أصحاب سفيان.
قال: وقال عيسى: وكان قدومي عليه أيام الفتن قبل خروج عبد الله ابن طاهر إلى الشام ومصر، فلما قدمت عليه جعل يتعجب ويقول: غررت بنفسك. قال ورأيت هيأته لا تشبه هيأة المحدثين فندمت على خروجي إليه، فلما خبرته وخضت معه وفاتحته وجدت الخبر غير النظر.
حدثني محمد بن بن عبد الرحيم صاعقة قال: سمعت علي: قال لي يحيى: كتب لي شعبة إلى سفيان حين خرجت إلى الكوفة. قال: فاحتبست نحواً من شهر وأكثر لم أذهب إليه حين قدمت إلا بعد، فلما قرأه قال: أنت ها هنا منذ كذا وكذا، وكتب إليه: اكتب إلي بحديث عمرو بن مرة في الدعاء، فأملاه علي. فلما قدم علينا البصرة سكت في حرف منه فسألته عنه فقال: أليس قد أمليته عليك. قال يحيى: لما قدم نزل بجنبي وبعث إلي فلما رآني قبل أن يسلم علي قال: كنت تطمع أن تراني ها هنا. قال: فسألني عن الشيوخ ابن الأشهب وسليمان ابن المغيرة وغيرهما. قال: ثم تحول فكان عبد الرحمن يدخل عليه. قال: فما شاهد عبد الرحمن يحيى عنده قط إلا مجلساً، ثم حجب بعد يحيى فلم يدخل عليه حتى مات.
قال: وأدخل عليه يحيى معاذ بن معاذ وخالد بن الحارث.
قال وقال علي قال عبد الرحمن: لقيت سفيان عشر مرات قبل أن يأتي البصرة.
حدثني أبو سفيان محمد من أصحابنا عن عبد الرحمن بن مهدي قال: تحول فنزل بالقرب منا على عجوز، فكنت أدخل عليه - وهو مضطجع - فأذاكره ويحدثني، فكنت أقول له: يا أبا عبد الله تخالفنا في هذا الحديث. فيجلس فزعاً فيقول: من يخالفني ؟ فأقول فلان. فيقول يحيى حتى قلت له مراراً فقال لي يوماً: انظر ما خالفني فيه مسعر أو شعبة فأخبرني <408> وأما سواهما فلا تخبرني. قال: وكان كثيراً ما يقول: أشتهي أن أطالع كثيراً.

حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد قال: دخلت على سفيان فقلت له: أما تخاف أن تموت وليس عليك امام ؟ أما تخاف أن ينظر إليك الجاهل فيقتدي بك. فقال لم يكن لي ناصح جهزوني حتى أخرج.
حدثنا أبو نعيم وقبيصة قالا: ثنا سفيان عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال: دخلت على الحاج فما سلمت عليه.
حدثني عيسى عن الفريابي عن سفيان بهذا الحديث وزاد قال: ودخلت على المهدي - أو سماه - فلم أسلم عليه.
قال الفريابي قال سفيان: وجاءت جارية فوقفت على رأسي فظننت أنهم أرادوا أن ننغوي بها يا محمد فلو رأيتها ! فلو رأيتها !.
حدثنا أبو العباس الفضل بن زياد قال: سمعت أبا عبد الله يقول: قال عبد الرحمن بن مهدي: وحججت سنة إحدى وخمسين وسنة اثنتين وخمسين وسنة ثلاث، وتزوجت سنة أربع، وحججت سنة خمس وست وسبع وثمان وتسع، كلها ألقى سفيان.
قال: وسمعت أبا عبد الله يقول: كان سفيان يحدث بالكوفة ثلاثمائة حديث في اليوم من حفظه، ولم يكن له كتاب، فكان الحفاظ يحفظون ثم يقومون فيكتبون، وكان يحيى بن يمان يأخذ حفظاً، فإذا حدث بحديث عقد في الخيط عقدة، فإذا قام من عند سفيان حل عقدة وكتب حديثاً، وحل عقدة وكتب حديثاً. وكان أبو نعيم يكتب في الألواح، فكان يحمل عنه ما وقع في ألواحه. وكان الأشجعي لا يحمل عنه إلا أن يكتب كتاباً فهو أصح ما يكون.
حدثنا الفضل بن زياد قال: وسمعت أبا عبد الله يقول: قال عبد الرزاق: لما قدم علينا سفيان قال لنا: ائتوني برجل يكتب خفيف الكتاب. فأتيناه بهشام بن يوسف فكان هو يكتب ونحن ننظر في الكتاب، فإذا فرغ ختمنا الكتاب حتى ننسخه.
حدثني زيد بن المبارك قال: قيل لأبي ثور: ابن همام يقول: كنا نختم على املاء سفيان حتى كتبناه. قال: قال إبراهيم: ما رأيته عند سفيان ولقد رأيته بعدما خرج سفيان ورأيته محلوقاً. فقلت: ما لابن همام محلوق ؟ فقالوا: كان مريضاً فنقه من مرضه فلذلك حلق <409> رأسه. وهكذا يفعل أهل تلك الناحية إذا مرض الرجل فيرى حلق رأسه ثم يخرج.
وسألت ابن نمير أن يخرج إلي حديث يحيى بن اليمان فأخرج إلي أجزاء ثم رأيته يتثاقل فقلت له ما هذا ؟ قال: تخفف، فإن حديثه لا يشبه حديث أصحابنا يتوهم الشيء فيحدث به وخاصة لما افلج، فامتنع على أن يخرج إلي بقية سماعه منه.
قال: وبلغني عن يحيى بن معين قال: قال لي وكيع: إن كان سفيان الذي يحدث عنه يحيى بن يمان الذي لقيناه نحن فليس هو ذاك.
قال: وسمعت قبيصة يقول: قال ابن أبي ذئب لمالك وسفيان: ما يقدم علينا أحد من المشرق ونشبهه لمالك وسفيان.
حدثني أبو العباس الفضل بن زياد حدثنا أبو طالب عن أبي عبد الله قال: قيل لمالك: إن سفيان يفتي. قال: أو يفعل ! فبلغ قول مالك ابن أبي ذئب فقال: ماله وله والله ما قدم علينا مشرقي قط خيراً منه.
قال: وكان سفيان صديقاً له. قال: ودخل سفيان والأوزاعي على مالك، فلما خرجا قال: أحدهما أكثر علماً من صاحبه ولا يصلح للامامة، والآخر يصلح للأمامة - يعني الاوزاعي للامامة ولا يصلح سفيان. قال: ولم يكن لمالك في سفيان رأي.
حدثنا سلمة بن شبيب حدثني أحمد بن حنبل حدثنا شعيب بن حرب قال: قال مالك: ودعت سفيان فقال: أما أنه قد فارقني على أن لا يشرب النبيذ.
فسمعت الحسين بن الحسن قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: الناس يقولون: كان سفيان يرخص في شرب النبيذ وأشهد له لقد رأيته لا يأخذه ووصف له دواء فقيل له: نعمل لك نبيذاً قال: لا ائتوني بعسل.
وما قال عبد الرحمن بن مهدي: كنت أسأل سفيان فيقول: أخر هذا أخر هذا لم أطالع كتبي منذ أربع سنين جهزني فجهزته وطمعت أن يمكني من كتبه فمات.
قال عبد الرحمن: لو رأى إنسان سفيان يحدث فقال: ليس هذا من أهل العلم يقدم ويؤخر ويصح لو جهدت جهدك أن تزيله عن المعنى لن يفعل.
قال: وذهبت مع سفيان إلى عكرمة بن عمار فإذا هو ثقيل الكتاب رديء، فقال: اكتبه <410> لك يا أبا عبد الله ؟ قال: لا، أحب أن يكون بخطي. وسمعت عبد الرحمن: يقول الناس كان سفيان يحب تأخير العصر، وأشهد لقد رأيت تأخره عندنا تتبع المسجد الذي تعجل فيه العصر.

قال عبد الرحمن: وكان يتمنى الموت فقلت له في ذلك. قال: أحب أن أموت على السلامة من هؤلاء. قال: فلما مرض إذا هو قد كره ما كان يتمنى. قال: فكان يقول لي: كيف تراني اليوم ؟ فأقول: صالحاً. فلما كان اليوم الذي مات فيه، ذهبت لأخرج لصلاة العصر. فقال: تدعني على هذه الحال وتخرج. قال: فصليت عند رأسه، فقال لي: أقرأ علي يس فإنه يقال تخفف عن المريض. قال: فقرأت عليه فما فرغت حتى طفيء.
حدثني الحسين بن الحسن قال: سمعت الهيثم بن جميل قال سمعت مهلهلاً يقول: خرجت مع سفيان إلى مكة. قال: وحج الأوزاعي، فترافقنا في بيت، فبينما نحن ذات يوم جلوس دخل خصي فقال: الأمير جاء إليكم، وعلى الناس عبد الصمد بن علي. قال: فأما أنا والاوزاعي فثبتنا، وأما سفيان فدخل....، فما كان بأسرع من أن جاء عبد الصمد فدخل، فأما الاوزاعي فسلم عليه فقال: أين عبد الله ؟ قال مهلهل: فقلنا: دخل لحاجته. فقمت إليه فقلت: إن الرجل ليس ببارح أن تخرج. قال: فألقى رداءه وخرج في ازار وليس عليه رداء ولا قميص. وكان عظيم البطن فسلم ورمى بنفسه وسط البيت. فقال عبد الصمد: يا أبا عبد الله إنك رجل أهل المشرق وعالمهم بلغني قدومك فأحببت الاقتداء بك. قال: فأطرق سفيان ثم قال: ألا أدلك على خير مما جئت له. قال: وما هو ؟ قال: تعتزل ما أنت فيه. قال: فقلت إنا لله وإنا إليه راجعون تستقبل عبد الصمد بهذا ؟ قال: فتغير لونه وقال: يا أبا عبد الله إن أبا جعفر لا يرضى حتى بهذا. وقام فخرج مغضباً. قال: فقلنا: الآن يرسل إلينا من يقرننا في القران. قال: فلم يكن شيء.
حدثنا حسين قال: سمعت مؤمل بن إسماعيل قال: كنا عند سفيان فأقبل بشر بن السري فقال سفيان: إن جلس إلينا قمت، فقام إليه بعض من كان معنا، فأخبره، فجلس في ناحية، فقال مؤمل: وقد كان قبل ذلك يكرمه ويدنيه. قال: فلما قام سفيان قمت إليه، فسألني فقلت: نعم. قال: إن جلس إلينا قمت. قل: إن رأيت أن تمضي معي إليه فعلت. قال: فذهبت إليه <411> فدخلنا عليه. قال: فاقبل علي واعرض عنه وجعل يكلمني وهو معرض عنه، فقال له: يا أبا عبد الله أي شيء رأيت مني ؟ ما بلغك عني ؟. قال: فقال ولم يكلمه، قل له: أليس مررت بك أمس وأنت قاعد مع القداح ؟ فقال له: يا أبا عبد الله والله ما جلست إليه لأسأله ولا لأتعلم منه ولا لأسمع منه شيئاً إنما كلمني رجل في حاجة فجلست إليه لأكلمه في حاجة الرجل. قال المؤمل: أرأيت رجلاً قال أشهد إن لله بيتاً قد أمر الناس بالصلاة إليه فلا أدري هذا بمكة أو غيره ؟ قال: هو مؤمن.
حدثنا ابن أبي عمر قال: قال سفيان: أترون أي الناس أحرص على العلم ؟ فسكتوا. فقال: أعلمهم. ثم قال: ما رأيت أحداً أحرص على العلم من سفيان، لو سئل أي الناس أعلم ؟ لقالوا: سفيان الثوري.
قال سفيان بن عيينة قال سفيان الثوري: وقع عندنا من هذا الأمر شيء - يعني العلم - وددنا أنا وجدنا من يدخل فنرمي به إليه.
حدثني أبو بكر الحميدي عن سفيان قال: قدم الثوري مكة، فلقيته فقال لي: يا ابن عيينة وعبد العزيز بن أبي رواد يفتي !.
قال علي بن المديني: أقام سفيان الثوري في اختفائه بالبصرة سنة أو نحواً من سنة. قال يحيى: أوصلت إليه معتمراً، فقال لي سفيان: يا يحيى صاحبك مسلم أي بذا السبب. قال: وبلغني عن غير علي قال قال يحيى: كلمني المعتمر أن أكلم له سفيان يحدثه ففعل وإذا هو قد أخرج أحاديث الليث بن أبي سليم يسأله عنها. قال: فقده سفيان عن سماعه فإذا المعتمر أروى عن الليث من سفيان، فإنما قال ليحيى صاحبك مسلم - أي بهذا السبب.
قال علي: وسمعت عبد الرزاق قال: مكث سفيان يمي علينا ثمانية وأربعين يوماً.
حدثني حسين بن حسن عن الهيثم بن جميل عن ابن أخي سفيان قال: لما تعبد سفيان سقم، فكنا نعرض نفسه على المتطببين فلا يعرفون ما به، حتى جئنا إلى راهب من ناحية الحيرة. قال: فلما نظر إلى تعسرته قال: ليس بصاحبكم مرض إنما الذي به لما داخله من الخوف أو نحو هذا.
حدثني محمد بن عبد الله المخرمي حدثني أبو السري قال: حدثت عن عامر بن صالح <412> ابن رستم قال: كنت عند يونس بن عبيد فأتاه سفيان الثوري فسأله عن أحاديث. قال: ثم قام، فقال يونس: ما رأيت كوفياً أفضل منه.

حدثني محمد بن عبد الرحيم عن زكريا عن حفص بن غياث قال: قلت لسفيان: ما تقول في المهدي فقد أكثر الناس ؟ قال: إن مر على بابك فلا تكن منه شيئاً حتى يجتمع الناس عليه.
وقيل لعلي تقدم على سفيان أحداً ومنصور والأعمش ؟ قال: لا. قال: قال أحمد: دخل سفيان والاوزاعي على مالك، فلما خرجا قال مالك: أحدهما أكثر علماً من صاحبه ولا يصلح للامامة - يعني الاوزاعي ولا يصلح سفيان، لم يكن لمالك في سفيان رأي.
حدثنا الفضل بن زياد صاحب أحمد بن حنبل عن أبي طالب قال أحمد: ولقي سفيان حماد بن سلمة بالموسم فقال: يا أبا سلمة كتبت عن سلمة بن كهيل شيئاً ؟ قال: نعم. قال شيخ كيس. قلت: حماد قال شيخ كيس ؟ قال: لا، ليس هذا من كلام حماد كان حماد أوقر من ذلك أن يتكلم بمثل هذا، ولكن سفيان قال لحماد هو شيخ كيس.
حدثني أبو سعيد الأشج حدثنا ابن يمان قال: سمعت سفياناً يقول: فتنة الحديث أشد من فتنة الذهب والفضة.
حدثني أبو سعيد الأشج حدثنا أبو خالد قال: أكل سفيان ليلة، فشبع، فقال: إن الحمار إذا زيد في علفه زيد في عمله فقام حتى أصبح.
حدثني أحمد بن الخليل حدثنا الفضل قال: سمعت الثوري غير مرة يقول: لوددت أنجو من هذا الحديث كفافاً لا أجر ولا وزر.
حدثني أحمد بن الخليل حدثني مسعود بن خلف حدثني حجاج بن محمد حدثني فضيل بن مرزوق قال: سمعت أبا إسحق يقول للشعبي: وددت أني أنجو من عملي كفافاً.
حدثني أحمد حدثني مسعود بن خلف قال: سمعت يوسف بن أسباط يقول قال لي شعبة: ما جاء بك ؟ قلت: جئت أطلب العلم. قال: اجلس حتى أخبرك بما هو خير لك. فحلف بالله ايماناً يجتهد فيها أن الذي تطلب شر، وأنه يشغل عن ذكر الله وعن الصلاة.
بلغني عن ابن معين أنه قيل له يوماً: يقدمون عبد الرحمن بن مهدي على وكيع. فقال <413> ابن معين: من قدم عبد الرحمن على وكيع فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
قال أبو يوسف: وكان غير هذا أشبه بكلام أهل العلم، ومن حاسب نفسه وعلم أن كلامه من عمله لم يقل مثل هذا، وكيع خير فاضل حافظ.
وقد سئل أحمد بن حنبل: إذا اختلف وكيع وعبد الرحمن بن مهدي بقول من تأخذ ؟ فقال: عبد الرحمن يوافق أكثر وخاصة سفيان، كان معنياً بحديث سفيان، وعبد الرحمن يسلم عليه السلف ويجتنب شرب المسكر وكان لا يرى أن يزرع في أرض الفرات.
حدثنا أحمد بن الخليل حدثنا عبد الرحمن بن عثمان قال: حدثنا أبو قطن قال: قال لي شعبة: يا أبا قطن إن سفيان الثوري ساد الناس في الورع والعلم حدثنا أحمد بن الخليل حدثنا الفضل بن دكين قال: جالست سفيان الثوري سنة سبع وأربعين ومائة، جالسته ثماني سنين حتى خرج من الكوفة سنة خمس وخمسين ومائة فلا والله ما عاد إلى الكوفة حتى مات، ما سمعته قائلاً في عثمان حسنة ولا سيئة.
حدثني أحمد بن الخليل قال: سمعت أبا نوح قراداً يقول: قال شعبة: نعم الرجل سفيان لولا أنه يقمش - يعني يأخذ من الناس كلهم.

المجلد الثاني
<3> بسم الله الرحمن الرحيم
سنة
عكرمة مولى ابن عباس
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد عن الزبير بن الخريت عن عكرمة قال: كان ابن عباس يضع الكبل في رجلي على تعليم القرآن والسنة.
حدثنا سعيد بن أسد حدثنا ضمرة عن رجال قال: سمعت ابن عون يقول: ما تركوا أيوب حتى استخرجوا منه ما لم يكن يريد - يعني الحديث عن عكرمة - .
حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن سعيد بن المسيب إنه كان يقول لبرد مولاه: يا برد لا تكذب علي كما كذب عكرمة على ابن عباس.
حدثني محمد بن يحيى حدثنا سفيان عن أيوب السختياني قال: قال لنا عكرمة أول ما جالسناه: أيحسن حسنكم مثل هذا.
حدثنا أبو بكر حدثنا سفيان حدثنا عمرو قال: كنت إذا سمعت عكرمة يحدث عنهم كأنه مشرف عليهم ينظر إليهم.
<4> حدثني سلمة حدثنا إبراهيم بن خالد عن أمية بن شبل حدثني رجل من أهل المدينة قال: مات عكرمة وكثير عزة في يوم، فأخرجت جنازتهما في يوم واحد، فقال الناس - أهل المدينة - مات أفقه الناس وأشعر الناس.
قال علي بن المديني: مات عكرمة سنة أربع ومائة فما حمله أحد اكتروا له أربعة - فيما بلغني - ، مات بالمدينة.

وسمعت ابن بكير يقول: قدم عكرمة مصر وهو يريد المغرب وترك هذه الدار - وأومأ إلى دار إلى جانب دار ابن بكير - ، وخرج إلى المغرب، فالخوارج الذين هم بالمغرب عنه أخذوا.
قال علي بن المديني: كان عكرمة يرى رأي نجدة الحروري.
حدثنا المعلى بن أسد حدثنا حاتم بن وردان حدثنا أيوب قال: اجتمع حفاظ ابن عباس فيهم سعيد بن جبير وطاوس وعطاء على عكرمة فأقعدوه، فجعلوا يسألونه عن حديث ابن عباس، قال: فكلما حدثهم حديثاً قال سعيد بن جبير بيده هكذا - فعقد ثلاثين - ، حتى سئل عن الحوت فقال عكرمة: كان يسايرهما في ضحضاح من الماء. قال فقال سعيد: أشهد على ابن عباس إنه قال: كانا يحملانه في مكتل. فقال أيوب: كان يقول القولين جميعاً.
حدثني سلمة حدثنا أحمد بن حنبل ثنا إبراهيم بن خالد الصنعاني المؤذن عن أمية بن <5> شبل عن معمر عن أيوب قال: قدم علينا عكرمة فاجتمع الناس عليه حتى أصعد فوق ظهر البيت.
حدثنا سلمة ثنا أحمد بن حنبل حدثنا إبراهيم بن خالد عن أمية بن شبل عن عمرو بن مسلم قال: قدم عكرمة على طاوس، فحمله على نجيب ثمن ستين ديناراً فقال: ألا أشتري علم هذا العبد بستين ديناراً.
حدثنا الوليد بن عتبة حدثنا أبو مسهر حدثنا سعيد بن عبد العزيز قال: قال خالد بن يزيد بن معاوية في عكرمة مولى ابن عباس: نعم صاحب رجل عالم، وبئس صاحب رجل جاهل، أما العالم فيأخذ ما يعرف، وأما الجاهل فيأخذ كل ما سمع. قال سعيد: وكان عكرمة يحدث بالحديث، ثم قال في نفسه: إن كان كذاك.
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد قال: قيل لأيوب: أكنتم أو كانوا يتهمون عكرمة ؟ قال: أما أنا فلم أكن أتهمه.
حدثنا أبو عمير ثنا ضمرة قال: قيل لداؤد بن أبي هند: تروي عن عكرمة ؟ قال: هذا عمل أيوب قال عكرمة فقلنا عكرمة.
حدثنا أبو بكر الحميدي حدثنا سفيان ثنا عمرو قال: دفع إلي جابر بن زيد صحيفة فيها مسائل أسأل عنها عكرمة، فكأني توقفت، فأخذها مني فقال عمرو وقال جابر: وهذا عكرمة مولى ابن عباس هذا علم الناس.
حدثني سلمة عن أحمد ثنا عبد الرزاق قال: سمعت معمراً يقول: سمعت أيوب <6> يقول: كنت أريد أن أرحل إلى عكرمة إلى أفق من لآفاق، قال: فأني لفي السوق في البصرة فإذا رجل على حمار. قال: فقالوا عكرمة. واجتمع الناس إليه، قال: فقمت إليه فما قدرت على شيء أسأله، ذهبت المسائل مني، فقمت إلى جنب حماره. قال: فجعل الناس يسألونه وأنا أحفظ.
حدثنا سلمة ثنا أحمد ثنا حجاج قال: سمعت شعبة يحدث عن خالد الحذاء قال: قال عكرمة لرجل وهو يسأله: مالك أجبلت ؟ قال شعبة: ثم حدثني أيوب قال: كان خالد الحذاء يسأل عكرمة، فسكت خالد. فقال عكرمة: مالك أجبلت أي أكديت.
حدثنا أبو بكر الحميدي ثنا سفيان حدثنا عمرو عن أبي الشعثاء أخبرني عين عن ابن عباس قال: إذا ذبح المسلم، ونسي أن يذكر اسم الله فليأكل فإن المسلم فيه إسم من أسماء الله. - يعني بعين عكرمة - .
حدثنا أبو بكر ثنا سفيان ثنا عمرو قال: رأيت أبا الشعثاء يسأل عكرمة وهو يقول: هذا مولى ابن عباس، هذا أعلم الناس، قال عمرو: ودفع إلي صحيفة فجعلت أسأله، فكأني تلكأت، فجبذ الصحيفة من يدي وجعل يسأله.
حدثني سليمان بن حرب حدثنا حماد عن أيوب قال: قال عكرمة: ما قلت برأيي إلا في ثنتين: سئلت عن دجاجة وقعت في قدر فماتت ؟ فقلت: يهرقون المرق ويأكلون اللحم. وقلت في رجل قضى المناسك إلا الطواف فوقع على أهله، قال فقلت: لم يبق إلا أن يطوف بالبيت يخرج إلى الحرم فيهل بعمرة فيجيء فيكون طواف مكان طواف واحرام مكان احرام.
<7> حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن من مشى بين سعيد بن المسيب وعكرمة في رجل نذر نذراً في معصية الله. فقال سعيد: يوفي به. وقال عكرمة: لا يوفي به. قال: فجاء الرجل إلى سعيد فأخبره بقول عكرمة. فقال سعيد: لا ينتهي عبد ابن عباس حتى يلقى في عنقه حبل ويطاف به. قال: فجاء الرجل إلى عكرمة فأخبره بقول سعيد، قال فقال عكرمة: أنت رجل شر كما أبلغتني عنه فأبلغه عني قل له هذا النذر لله أم للشيطان ؟ والله لئن قال لله ليكذبن، وإن قال للشيطان ليكفرن.

حدثنا سلمة عن أحمد حدثنا عبد الرزاق قال: سمعت أبي يذكر قال: لما قدم عكرمة الجند حمله طاوس على نجيب. فقيل له: أعطيته جملاً وإنما كان يكفيه الشيء اليسير. فقال: إني ابتعت علم هذا العبد بهذا الجمل.
وقال محمد: سمعت علياً وحكى عن يعقوب الحضرمي عن جده قال: وقف عكرمة على باب المسجد فقال: ما فيه إلا كافر. قال: وكان عكرمة يرى رأي الأباضية.
قال: وقال قتادة: لا تسألوا العبد إلا عن القرآن.
جابر بن زيد
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن أيوب قال: ذكر جابر بن زيد فجعل يتعجب من فقهه.
حدثنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد قال: قيل لأيوب: رأيت جابر بن زيد ؟ قال: نعم والله كان لبيباً لبيباً.
حدثنا أبو بكر الحميدي ثنا سفيان ثنا عمرو قال: سمعت ابن عباس يقول: لو ترك أهل البصرة على قول جابر بن زيد لأوسعهم عما في كتاب الله علماً.
حدثنا أبو بكر حدثنا سفيان حدثنا عمرو: أن أيوب السختياني أخبره قال: ذكر جابر بن زيد عن ابن سيرين، فقال محمد بن سيرين: كان جابر بن زيد مسلماً عند الدرهم.
<8> حدثنا أبو بكر الحميدي حدثنا سفيان حدثنا عمرو قال: ما علمت من جابر بن زيد رأي الأباضية قط ولا سمعته منه، لقد قرأت عليه رسالة الحسن بن محمد فقال: ما أحببت شيئاً كرهه، ولا كرهت شيئاً أحبه.
حدثنا أبو بكر حدثنا سفيان حدثنا عمرو قال: جاء رجل إلى أبي الشعثاء فسلم عليه وأثنى عليه ودعا له، فلما ولي قلت: أتعرف هذا يا أبا الشعثاء ؟ قال: لا إلا أني أظنه من صفريتكم هذه.
وبه: حدثنا عمرو قال: ما رأيت أحداً أعلم بالفتيا من جابر بن ريد.
قال عمرو: وكنت إذا رأيته قلت لا يحسن شيئاً، لم تكن له تلك الهيئة.
وبه: حدثنا عمرو بن دينار قال: قال لي جابر بن زيد: أي عمرو كتب الحكم بن أيوب نفراً للقضاء وكنت فيهم، أي عمرو فلو كان من ذلك شيء لركبت راحلتي ثم هربت في الأرض.
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن يحيى بن عتيق قال: ذكر جابر عند محمد فقال: رحم الله جابراً كان مسلماً عند الدرهم.
قال: وحدثنا حماد عن هشام عن محمد قال: كان يقال المسلم المسلم عند الدرهم.
حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد عن أيوب فذكره - يعني جابر بن زيد - قال: كان والله لبيباً لبيباً لبيباً من رجل فيه حد إلى الله.
<9> حدثنا أبو النعمان وسليمان نحوه قالا: حدثنا حماد عن عمرو بن دينار قال: قيل لجابر بن زيد: يا أبا الشعثاء انهم يكتبون عنك ؟ قال: أنا لله يكتبون عني رأيي أرجع عنه غداً.
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد عن حبيب عن ثابت البناني قال: قلت لجابر بن زيد: ما تشتهي ؟ قال: نظرة من الحسن. قال: فأتيته فجاءه فسلم عليه.
حدثنا أبو بكر حدثنا سفيان قال: سمعنا عمراً يحدث قال: قال لي أبو الشعثاء: أي عمرو لي ناقة أقف عليها بعرفة اسمها جزة ما أحب أن لي بها بعيراً أقف عليه بعرفة أعطيت بها مائتي دينار. قال عمرو: فقلت له: يا أبا الشعثاء لو كنت عندك لبعتها عليك.
حدثنا أبو عمر حفص بن عمر حدثنا زياد بن الربيع اليحمدي حدثنا صالح ت يعني الدهان - قال: ما سمعت جابراً - يعني ابن زيد - قط يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصبيان ها هنا يقولون قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الساعة عشرين مرة، وما علمت جابراً روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من خمسة عشر أو ستة عشر حديثاً أو نحو ذلك.
حدثنا أبو بكر الحميدي حدثنا سفيان أخبرني عمرو بن دينار أخبرني أبو معبد وكان من أصدق موالي ابن عباس.
وقال: حدثنا سفيان حدثنا عمار الدهني عن مسلم البطين قال: رأيت أبا يحيى الأعرج - وكان عالماً بحديث ابن عباس - اجتمع هو وسعيد بن جبير في مسجد بالكوفة فتذاكرا حديث ابن عباس.
وقال سفيان قال: سمعت عطاء بن السائب يذكر أنه شهد مشهداً - ثم تنفس عطاء يبكي - فيه فلان وفلان ومقسم وذكر ناساً فقال فيهم سعيد بن جبير.
<10> قال علي: أبو معبد اسمه نافذ، وأبو يحيى اسمه مصدع مولى معاذ بن عفراء.
حدثنا أحمد بن الخليل حدثنا الخليل بن زكريا حدثنا سعيد بن أبي عروبة.

حدثني قتادة قال: كان أعلم التابعين أربعة قال: عطاء بن أبي رباح أعلمهم بالمناسك، وكان عكرمة مولى ابن عباس أعلمهم بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وكان سعيد بن جبير أعلمهم بتفسير القرآن، وكان الحسن ابن أبي الحسن أعلمهم بالحلال والحرام.
حدثنا أحمد بن الخليل حدثنا مسعود بن خلف حدثنا الحجاج قال: سألت شعبة عن الحكم وحماد فقال: كان أكثرهما حديثا الحكم، وكان حماد أجودهما رأياً.
قال أبو يوسف: وبقول أبي بسطام الحكم أعلى من حماد في جميع أحواله.
قال: وقال حجاج: ورآني شعبة عند الحسن بن ينار، فجعلت أتوارى منه، فلما أتيته قال لي: أما إني قد رأيتك. قال: ثم قال لي: أما على ذلك فقد جالس الأشياخ.
قال: قال حجاج: وحثني شعبة على المبارك بن فضالة وعلى أبي عوانة وقال لي: الزم أبا عوانة.
حدثنا أحمد بن الخليل ثنا هارون بن معروف ثنا ضمرة بن ربيعة عن عثمان بن عطاء قال: كان مكحول لا يستطيع أن يقول قل كان يقول كل.
<11> قال: وما قال مكحول بالشام قبل منه. وكان عطاء بن أبي رباح أسود شديد السواد ليس في رأسه شعر إلا شعيرات في مقدم رأسه فيصيح إذا تكلم فما قال شيئاً بالحجاز إلا قبل منه.
قال ضمرة: سمعت إنساناً يقول: أم عطاء بركة وأبوه أبو رباح أسودان.
قال ضمرة: يزيد أبي حبيب أسود.
حدثني أحمد بن الخليل حدثنا إسحق ثنا سعيد بن عامر أخبرنا همام. ابن يحيى قال: جاء شعبة إلى قتادة فحدث قتادة بحديث فقال شعبة: ممن سمعت هذا ؟ قال قتادة: والله إن كنا لنهابهم أن نسألهم ممن سمعت، فذكر الحسن وسعيداً، فلم يبرح حتى حدث شعبة بحديث فقال له قتادة: ممن سمعت هذا ؟ فقال شعبة: أسألك فلا تجيبني وتسألني ! حدثني أحمد حدثنا إسحق حدثنا الفضل بن موسى قال: سمعت الأعمش قال: سئل إبراهيم عن سعيد بن المسيب. قال: ذاك رجل ارتفع ببيعته. وسئل عن شريح فقال: ذاك رجل يحب الأمراء، أما إني رأيت منه شيئاً أعجبني قال لابن له: يا غلام قم فأذن، فأذن له.
عمرو بن دينار
حدثنا أبو بكر الحميدي ثنا سفيان قال سمعت عمراً يقول: لما مات عطاء قال لي ابن هشام: لو جلست للناس فأفتيتهم وجعلت لك رزقاً ؟ فقلت: ليس هذا من حاجتي وأبيت عليه.
حدثنا أبو بكر الحميدي ثنا سفيان قال: سمعت عمراً والزهري يتمثلان بالشعر في مجالسهما في المسجد الحرام، ورأيت عمرو بن دينار يسمر إلى قريب من ربع الليل، ورأيت أيوب السختياني يسمر معه إلى قريب من ربع الليل، فإذا ذهبوا دخل أيوب الطواف فربما دخلت معه فيقول: لولا أنا أكنت تطوف ؟ فأقول: لا تجدني. ثم يقول لي: اذهب.
قال: وكان عمرو بن دينار يحدث بالحديث على المعنى، وكان إبراهيم بن ميسرة لا <12> يحدثه إلا على ما سمع، ورأيت عمراً يخضب بالحناء.
قال: وسمعت عمراً قال له رجل من أهل مكة: إن سفيان بن عيينة إذا ذهب البيت يكتب عنك. فاستلقى عمرو على فراشه في المسجد فبكى فقال: أحرج بالله على كل مسلم يكتب عني شيئاً. وقال لي عمرو: يا غلام أنا حين كنت مثلك لا أنسى شيئاً أسمعه.
حدثنا أبو بكر حدثنا سفيان قال: ذكر لي إن عمراً قال يكتبون عني خطايا.
حدثنا أبو بكر حدثنا سفيان حدثنا عمرو قال: جئت إلى محمد بن علي أبي جعفر فقال لأخويه زيد وعمر: قوما إلى عمكما فأنزلاه.
قال سفيان: ورأيت عمراً يخضب بالحناء.
قال عمرو: جمعت بين الجعد وبين الهيصم ابني بشر فتكلما عندي في شيء.
حدثني محمد قال: قال سفيان: قال لي عمرو بن دينار: ما كنت أجلس عند ابن عباس، ما كنت عنده إلا قائماً.
قال: وقال علي قال عبد الرحمن قال شعبة: ما رأيت أثبت من عمرو بن دينار فظن أني أعني المشيخة فقال: ولا الحكم ولا قتادة.
حدثنا محمد بن أبي عمر قال: قال سفيان: خرج عمرو بن دينار إلى المدينة فلم يسمع بها شيئاً.
وقال عمرو بن قيس: يا سفيان ما صنع عمرو بالمدينة ألهاه قضم العجوة.
<13> قال سفيان: قلت لعمرو بن دينار: رأيت الأسود بن يزيد ؟ قال: نعم.
قلت: حفظت منه ؟ قال: لا.
حدثني ابن أبي عمر قال: قال سفيان: قال ابن أبي نجيح: لم يكن عندنا أحد أعلم من عمرو بن دينار.
قال: قال علي عن بشر بن السري عن إبراهيم بن نافع قال: مات حسن بن مسلم قبل طاوس.
قال وقال علي: حدثنا يحيى بن آدم عن ابن المبارك عن ابن جريج عن مجاهد سمعه يقرأ والمخلصين.

حدثنا سعيد بن منصور والحميدي قالا: ثنا سفيان حدثنا ابن جريج قال: سمعت مجاهد يقرأ فطلقوهن لقبل عدتهن.
حدثنا أبو يوسف قال: قال سفيان بن عيينة: ما سمعت ابن جريج في شيء قال سمعت مجاهداً إلا في هذا.
حدثني الفضل بن زياد قال: سمعت أبا عبد الله وقيل له: من أثبت الناس في عطاء ؟ قال: عمرو وابن جريج. قيل له: فمن تقدم منهما ؟ قال: عمرو بن دينار، قال شعبة: ما رأيت مثل عمرو بن دينار ولا الحكم ولا قتادة. وقيل له: من أثبت الناس في عمرو بن دينار ؟ قال: ليس أحد أثبت من سفيان بن عيينة. قيل له: فحماد بن يزيد ؟ قال: لا وكم روى حماد بن زيد لعلها أن تبلغ خمسين ومائة.
أبو الزبير محمد بن مسلم بن تدرس وآخرون
حدثنا أحمد بن منيع ثنا هشيم أنبأ ابن أبي ليلى والحجاج عن عطاء قال: كنا إذا خرجنا من عند جابر بن عبد الله تذاكرنا حديثه، فكان أبو الزبير من أحفظنا للحديث.
<14> حدثنا أبو بكر الحميدي حدثنا سفيان حدثنا سليمان بن أبي مسلم الأحوال خال ابن أبي نجيح وكان ثقة.
حدثنا الحميدي ثنا سفيان ثنا عمرو وأخبرنا مسلم المصبح، قال عمرو: وكان مسلم رجلاً صالحاً يصبح في المسجد الحرام، وذكر عنه خيراً.
حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا الوليد بن كثير عن ابن تدرس مولى حكيم بن حزام.
قال أبو بكر الحميدي: تدرس بن موسى، وأبو الزبير محمد بن مسلم بن تدرس.
حدثني محمد بن يحيى حدثنا سفيان عن داؤد بن شابور عن مجاهد قال: نفخر على الناس بأربعة: بفقيهنا ابن عباس ومؤذننا أبي محذورة وقارئنا عبد الله بن السائب وقاصنا عبيد بن عمير.
حدثني محمد بن يحيى حدثنا سفيان قال: سمعت أيوب إذا ذكر أبا الزبير يقول: أبو الزبير أبو الزبير أبو الزبير وقال يكفه فقيهنا.
قال محمد: أبي يوثقه.
حدثني محمد بن يحيى حدثنا سفيان قال: سمعت أبا الزبير يقول: كان عطاء يقدمني إلى جابر أحفظ لهم الحديث.
حدثني محمد قال: قال سفيان: ما نازع أبو الزبير عمرو بن دينار في حديث جابر إلا زاد عليه.
حدثنا سلمة عن أحمد حدثنا هشيم ثنا حجاج وابن أبي ليلى عن عطاء قال: كنا نكون عند جابر بن عبد الله فيحدثنا، فإذا خرجنا من عنده تداكرنا حديثه، قال: وكان أبو الزبير أحفظنا للحديث.
عبيد بن عمير
حدثنا أبو بكر الحميدي حدثنا سفيان أنبأ عمرو قال: رأيت عبيد ابن عمير يقص في المسجد.
<15> قال سفيان: وأنبأ عمرو قال: حملنا حب عبيد بن عمير والاعجاب به أن تبعناه حتى فاتتنا ركعة من المغرب.
حدثنا ابن نمير ثنا ابن أدريس وحفص بن غياث عن الأعمش عن أبي راشد قال: جاء قوم من أهل البصرة إلى عبيد بن عمير، فقال: ما جاء بكم ؟ قالوا: بعثنا اخوانك نسألك عن علي وعثمان.
قال ابن نمير: أبو راشد اسمه سعد وهو مولى عبيد بن عمير.
هشام بن حجير
حدثني محمد بن يحيى ثنا سفيان قال: سمعت ابن شبرمة يقول: ما بمكة أفضل من هشام بن حجير.
طلق بن حبيب
حدثنا أبو بكر الحميدي حدثنا سفيان ثنا مسعر عن سعد بن إبراهيم قال: كان طلق بن حبيب يلقانا فقلما نفترق حتى نقول اللهم اسم للمسلمين أمراً رشداً يعز فيه وليك، ويذل فيه عدوك، ويعمل فيه لطاعتك، ويتناهى عن سخطك.
حدثنا الحميدي ثنا سفيان ثنا مسعر عن سعد قال: كان طلق بن حبيب إذا لقينا يقول: إن نعم الله أكثر من أن تحصى، وأن حقوقه أعظم من أن يقوم بها العباد لكن أمسوا تائبين وأصبحوا تائبين.
حدثنا محمد بن أبي عمر حدثنا سفيان عن ابن أبي نجيح قال: ما رأينا ببلدنا أشد مداراة على صلاته من طلق بن حبيب.
ابن جريج
حدثنا محمد بن أبي عمر ثنا سفيان قال: سمعت ابن جريج يقول: ما دون العلم تدويني أحد.
<16> وقال: جالست عمرو بن دينار بعد ما فرغت من عطاء سبع سنين.
سمعت يوسف بن محمد يقول: كان ابن أبي نجيح أفقه من ابن جريج، ولم يكن فقهه على قدر تصنيفه، وكان مفتي مكة بعد عطاء وابن أبي نجيح.
قال: وسمعت يوسف أو غيره من المكيين قال: خرج ابن جريج إلى باديتهم طرف مكة، فصنف كتبه على ورق العشر ثم حولها في البياض، فكان إذا قدم محدث حمل إليه كتابه فيقول افدني ما كان في هذه الأبواب.

حدثنا سلمة عن أحمد حدثنا عبد الرزاق قال: قال أبي: ألم ... بابن إسحق فأني قد رأيته عند ابن أبي نجيح بمكان. قال: فأتيته فأذا هو قد نسي، وقال ائتني بالبادية، فبلغني إن المبارك أتاه فأخرج إليه كتابه.
وقال حدثنا عبد الرزاق عن ابن جريج: إذا قلت لكم قلت فأنما أعني عطاء.
قال سندل: لو كان عطاء ابن جارية ابن جريج ما حمل له. وسندل عمر بن قيس أخو حميد بن قيس.
قال عبد الرزاق عن ابن جريج: كنت إذا رددت على عطاء وضع يده على رأسه ثم قال: نعم - مد بها صوته - .
قال: وسمعت زيد بن المبارك يقول: قدم ابن جريج ضيفاً تعرض لمعن بن زائدة الشيباني - وكان وعده حين مر به أن يقضي دينه - فلم يصل إلى شيء حتى جمعوا له من الناس الدينار والدينارين فرحل به.
عبد الله بن باباه
حدثنا عبيد الله بن سعد حدثنا عمر حدثني عبد الله بن أبي نجيح عن عبد الله بن باباه مولى آل حجير بن أبي أهاب.
محمد بن إسحق
حدثني سلمة قال: قال علي سمعت سفيان يقول: رأيت أبا بكر الهذلي وإبن إسحق <17> في ظل الكعبة - قبل أن يقدم علينا ابن شهاب بسنة - فجلست إليهما، فجلسا يتذاكران، فلما قام ابن إسحق تبعه أبو بكر فقال: سمعت ابن شهاب يقول: لا يزال بالمدينة علم ما كان بها مولى مخرمة.
قال سفيان: لم يحمل عليه أحد في الحديث إنما كان أهل المدينة حملوا عليه من أجل القدر.
قال: وسمعت بعض ولد جويرية بن أسماء وكان ملازماً لعلي قال: سمعت علياً يقول: دفع إلي من حديث ابن إسحق ستين فما أنكرت منه إلا أربعة أحاديث ظننت أن بعضه منه وبعضه ليس منه.
قال: قال علي: لم أجد لابن إسحق إلا حديثين منكرين: نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم: إذا نعس أحدكم يوم الجمعة، والزهري عن عروة عن زيد بن خالد: إذا مس أحدكم فرجه، هذين لم يروهما عن أحد والباقين يقول: ذكر فلان ولكن هذا فيه حدثنا.
حدثنا محمد بن أبي عمر حدثنا سفيان قال: قال الهذلي: لا يزال بالمدينة علم ما بقي هذا الرجل - يعني ابن إسحق - .
خلاد بن عبد الرحمن
حدثنا الفضل بن زياد حدثنا أحمد ثنا عبد الرزاق قال طلب داود بن علي خلاداً - يعني ابن عبد الرحمن بن جندة. قال أحمد: وكان من الأبناء - أن يستعمله على اليمن فذهب عقله أياماً.
حدثنا سلمة عن أحمد بن حنبل قال عبد الرزاق: وكان وهب بن منبه والمغيرة بن حكيم وخلاد بن عبد الرحمن من الأبناء.
قال عبد الرزاق قال معمر: ما رأيت أحداً بصنعاء إلا وهو يثبج الحديث إلا خلاد بن عبد الرحمن.
المغيرة بن حكيم
حدثنا أبو بشر حدثنا وهب بن جرير عن أبيه قال: ما رأيت البيت بغير طائفين إلا يوم مات المغيرة بن حكيم فإني رأيته بقي بغير طائفين.
<18> وهب بن منبه
حدثنا سلمة عن أحمد حدثنا عبد الرزاق قال: سمعت أبي يقول: حج عامه عام المائة وحج وهب، فلما صلوا العشاء، أتاهم نفر فيهم عطاء والحسن وهم يريدون أن يذاكروه القدر، قال: فافتن في باب من الجد فلم يزل فيه حتى مطلع الفجر فانصرفوا ولم يسألوه عن شيء.
قال: قال أحمد حدثنا يونس بن عبد الصمد بن معقل قال: سمعت أمي تقول: سمعت النساء يقلنه أن أم وهب قالت رأيت في الحلم: ولدك ابن من طيب، والطيب: الذهب بالحميرية.
قال أحمد: قالت: رأيت كأني ولدت ابناً من ذهب.
حدثنا أبو يوسف قال أحمد ثنا غوث بن جابر بن غيلان بن منبه قال: كانوا اخوة أربعة أكبرهم وهب ومعقل أبو عقيل وهمام وغيلان وكان أصغرهم وهو جد غوث. وهو وهب بن منبه بن كامل بن سيج وهو الأسوار.
قال غوث: ومات وهب سنة أربع عشرة ومائة.
قال غوث: ومات همام آخرهم قبل موت أبي جعفر بقليل. مات وهب ثم معقل ثم غيلان ثم همام.
عروة بن محمد السعدي
قال علي: ولي عروة بن محمد اليمن عشرين سنة وخرج حين خرج ومعه سيف ومصحف.
<19> البصرة
حدثني أبو عثمان سعيد بن يحيى الأموي حدثنا عمي محمد بن سعيد حدثنا المجالد عن الشعبي قال: كنت أجالس الأحنف فأفاخر جلساءه من أهل البصرة بأهل الكوفة فقال لنا: أنتم خول لنا استنقذناكم من عبيدكم فذكرته كلمة قالها أعشى همدان:
أفخرتم أن قتلتم أعبداً ... أو هزمتم مرة آل رغل
ثم قدناكم إليهم عنوةً ... وجمعنا أمركم بعد الفشل

فإذا فاخرتمونا فاذكروا ... ما فعلنا بكم يوم الجمل
بين شيخ خاضب عثنونه ... أو فتى وضاح رفل
جاءنا يهدر في سابغة ... فذبحناه كما ذبح الحمل
وعفونا فنسيتم عفونا ... وكفرتم نعمة اللّه الأجل
وقال الأحنف: يا جارية هات تلك الصحيفة الصفراء.
حدثني أبو عثمان حدثنا أبي حدثنا مجالد عن عامر قال: كنت أجالس الأحنف بن قيس فأفاخر أهل البصرة بأهل الكوفة، فبلغ منه كلامي ذات يوم وأنا لا أدري، فقال: يا جارية هات ذلك الكتاب. فجاءت به، فقال: اقرأوا - وما يدري أحد من القوم ما فيه - ، قال: فقرأته فإذا فيه: بسم الله الرحمن الرحيم من المختار بن أبي عبيد إلى الأحنف بن قيس ومن قبله من ربيعة ومضر أسلم أنتم ؟ فأني أحمد إليكم لله الذي لا إله إلا هو، أما بعد: فويل لأم ربيعة ومضر، وإن الأحنف مورد قومه سقر حيث لا يستطيع بهم الصدر، وإني لا أملك لكم ما خط في القدر، وإنه بلغني إنكم تكذبوني وتؤذون رسلي، وقد كذبت الأنبياء وأوذوا من قبلي ولست بخير من كثير منهم والسلام.
فلما قرأته، قال: أخبرني عن هذا من أهل البصرة أو من أهل الكوفة ؟ قلت: يغفر الله لك أبا بحر إنما كنا نمزح ونضحك. قال: لتخبرني ممن هو قلت: يغفر الله لك. قال: لتخبرني. قلت: من أهل الكوفة.
<30> قال: فكيف تفاخر أهل البصرة وهذا منكم.
حدثنا أبو بكر الحميدي حدثنا سفيان عن مجالد عن الشعبي قال: فاخرت أهل البصرة فغلبتهم بأهل الكوفة والأحنف ساكت لا يتكلم، فلما رآني غلبتهم أرسل غلاماً له فجاء بكتاب، فقال: هاك اقرأ. فقرأته فإذا فيه من المختار إليه يذكر أنه نبي. قال فيقول الأحنف: أنى فينا مثل هذا.
حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا شعبة بن الحجاج قال: قيل للحسن: أيهما خير أهل الكوفة أم أهل البصرة ؟ فقال الحسن: كان يبدأ أهل الكوفة.
حدثني المكي بن إبراهيم عن عبد ربه بن راشد قال: كنت بمكة في المسجد فإذا حلقة، فدنوت منهم فإذا ابن عمر فيهم فقال لي: من أين أنت ؟ قلت: من أهل البصرة. قال: أهل البصرة خير من أهل الكوفة.
حدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب حدثنا سعيد بن عامر قال: قال يونس ابن عبيد: إني لأعدها من نعم الله علي أني لم أنشأ بالكوفة. قيل لسعيد: سمعت من يونس ؟ قال: لا ولكن أخبرني عنه رجل.
الحسن البصري
حدثنا الحجاج بن المنهال حدثنا حماد أخبرنا علي بن زيد قال: أدركت عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب ويحيى بن جعدة والقاسم بن محمد وسالم في آخرين فلم أر مثل الحسن. ولو أن الحسن أدرك صحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهو رجل لاحتاجوا إلى رأيه.
حدثنا عمرو بن عاصم الكلابي حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت قال: قال مطرف: ما أحب أن أؤمن على دعاء أحد حتى أسمع ما يقول غير الحسن بن أبي الحسن.
حدثنا عمرو ثنا سليمان بن المغيرة حدثنا ثابت قال: قال ابن الحسن ابن أبي الحسن لأبيه الحسن: يا أبه بيتنا يكف فلو طيناه. قال: اطرح ثم شيئاً من رماد، ثم أعرض عنه.
حدثنا عمرو بن عون حدثنا هشيم عن منصور قال: كان ابن سيرين يضحك حتى تدمع عيناه، وكان الحسن يحدثنا ويبكي.
<21> حدثنا عمرو بن الربيع بن طارق أخبرنا السري أن العلاء بن أبي هلال الباهلي قال للحسن يوماً: يا أبا سعيد إنك حدثتني بحديث فنسيته فأعد علي فقال الحسن: لولا النسيان لكان الفقهاء كثيراً.
حدثنا محمد بن عبد العزيز الرملي وسعيد قالا: حدثنا ضمرة عن ابن شوذب قال: قال ابن سيرين لأصحابه مرحباً بالمدرفشين.
حدثنا محمد بن عبد العزيز وسعيد بن أسد قالا: حدثنا ضمرة عن جابر بن أبي سلمة قال: وصف يونس بن عبيد الحسن وابن سيرين قال: أما الحسن فلم أر رجلاً أقرب قولاً من فعل منه، وأما ابن سيرين فإنه لم يعرض له أمران في دينه إلا أخذ بأوثقهما.
حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن أيوب قال: كذب على الحسن ضربان من الناس؛ قوم القدر رأيهم فينحلونه الحسن لينفقوه في الناس، وقوم في صدورهم شنآن من بغض الحسن فيقولون أليس يقول كذا أليس يقول كذا.
حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن أيوب قال: قيل لابن الأشعث: إن سرك أن يقتلوا حولك كما قتلوا حول جمل عائشة فأخرج الحسن. فأرسل إليه فأكرهه.

حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن أيوب قال: أنا نازلت الحسن في القدر غير مرة حتى خوفته بالسلطان. فقال: لا أعود فيه بعد اليوم.
قال أيوب: ولا أعلم أحداً يستطيع أن يعيب الحسن إلا به، وأدركت الحسن والله ما يقوله.
حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن الحسن قال: إن الله لو شاء وكل هذا الأمر إلى العباد أو إلى الناس فقال من اجتهد لي جزيته، ولكن أمر بأمر ونهى عن أمر ثم قال اجتهدوا لي فيما أمرتكم به.
حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن أيوب قال: سمعت الحسن يقول: ألا تعجب من سعيد بن جبير إنه دخل علي البيضاء في الطاعون وهو يشاورني في قتال هؤلاء.
<22> ثم قال قتادة حدثنا الحسن أنه ما لقي أحداً من البدريين شافهه بالحديث ولا سعيد بن المسيب ولا سعد بن أبي وقاص.
حدثني عثمان بن أبي شيبة حدثنا ابن ادريس عن شعبة عن عبد الله بن صبيح عن محمد بن سيرين قال: ثلاثة كانوا يصدقون من حدثهم أنس وأبو العالية والحسن البصري.
حدثنا عثمان حدثنا جرير عن رجل عن عاصم الأحول عن ابن سيرين قال: لا تحدثني عن الحسن ولا عن أبي العالية بشيء فإنهما لا يباليان عمن أخذا الحديث.
حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا حماد بن سلمة أخبرنا علي بن زيد قال حدثت الحسن بحديث وهو عندي متوار في منزلي فاستعاده ست مرات فلما أن ظهر جعل يحدث بذاك الحديث. فقلت: يا أبا سعيد من حدثك بهذا ؟ قال: دعنا منك. فلما أكثرت عليه قال: أنت حدثتنيه.
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا أبو هلال قال: دخلت أنا ونصر أبو خزيمة على الحسن وذلك يوم جمعة ولم يكن جمع. فقلت يا أبا سعيد أما جمعت ؟ فقال: أردت ذلك ولكن منعني قضاء الله.
حدثني سليمان بن حرب حدثني حماد بن زيد عن ابن عون عن الحسن: أن عمر لقي علقمة بن علاثة في جوف الليل وكان عمر يشبه خالد بن الوليد. قال فقال له علقمة: يا خالد أعز لك هذا الرجل أبى هؤلاء القوم إلا شحاً، قد جئت وأنا أريد أن أسأله حاجتين ها هنا لنا هلكت فأردت أن أسأله، وابن عم لي أردت أن أسأله أن يفرض له، فأما إذا فعل بك هذا <23> فلن أسأله شيئاً. فقال له عمر: قليلاً قليلاً هيه فما عندك ؟ قال: نعم قوم لهم علينا حق فنؤدي حقهم وأجرنا على الله. قال: فلما أصبحوا دخل الناس على عمر ودخل عليه علقمة وخالد بن الوليد. قال: فأقبل عمر على خالد فقال: هيه ما يقول لك علقمة منذ الليلة ؟ قال ما قال لي شيئاً. قال: هيه ما يقول لك علقمة منذ الليلة ؟ قال: والله ما قال لي شيئاً. قال: وتحلف أيضاً ! قال: قيل للحسن: فما كان يقول علقمة ؟ قال: كان والله يفرق.
حدثنا سليمان ثنا حماد بن سلمة عن حميد عن أبي نضرة بمثله في هذا الحديث. قال: جعل علقمة يقول لخالد: خل يا خالد خل يا خالد. قال قال عمر: أما إنه قد قال كلمة لئن تكون في كل مسلم أحب إلي من حمر النعم.
قال: قال: هم قوم لهم علينا حق فنؤدي حقهم وأجرنا على الله.
حدثنا سليمان حدثنا حماد بن سلمة عن حميد قال: ذهبت مع الحسن إلى أبي نضرة فحدثنا هذا الحديث. قال: وما سمعت الحسن قبل ذلك. قال: ثم سمعت الحسن بعد ذلك يحدثه. قال: فكان الحسن أحسن سياقاً له من أبي نضرة.
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد عن ابن عون قال: ذكرت رجالاً لابن سيرين فقال لي ذات يوم: يا أبا عون أشعرت أن فلاناً أتانا ؟ قال: قلت يا أبا بكر كيف رأيته ؟ قال: رأيت رجلاً يرى أنه يعلم ما لا نعلم.
قال سليمان: قال الخليل بن أحمد: الناس ثلاثة؛ فأثنان يعلمان، وواحد لا يعلم، رجل عالم يعلم إنه عالم هذا يعلم، ورجل عالم لا يعلم إنه عالم فهذا يعلم، ورجل لا يعلم وهو يرى أنه يعلم فهذا لا يعلم.
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد عن ابن عون قال: لو علمنا أنهم ينتحلوا بها الحسن لقلنا فيهم قولاً قلدهم بقلادة ولا يفكونها.
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن خالد الحذاء: أن رجلاً من أهل الكوفة <24> كان يقدم البصرة، فكان لا يأتي الحسن من أجل القدر، فلقيه يوماً في الطريق فسأله فقال: يا أبا سعيد ولا يزالون مختلفين. إلا من رحم بك. قال: نعم أهل رحمته لا يختلفون. قال فقوله: ولذلك خلقهم ؟ قال: خلق هؤلاء للجنة وهؤلاء للنار. قال: فقال الرجل: لا أسأل عن الحسن بعد اليوم.

حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد عن خالد الحذاء قال: غبت غيبة لي فقدمت فأخبروني إن الحسن تكلم في القدر. فأتيته فقلت: يا أبا سعيد آدم خلق للجنة أم للأرض ؟ قال: فقال يا أبا منازل ما كان هذا من مسائلك. قال قلت: إني أحببت أن أعلم. قال: لا بل للأرض. قلت: أرأيت لو اعتصم فلم يأكل من الشجرة ؟ قال: لم يكن ليعتصم فلا يأكل من الشجرة إنما خلق للأرض. أرأيت قول الله عز وجل " ما أنتم عليه بفاتنين. إلا من هو صال الجحيم " . قال: الشياطين لم يكونوا يفتنون بضلالتهم إلا من أوجب الله له أن يصلى الجحيم.
حدثنا سليمان بن حرب والحجاج بن المنهال قالا: ثنا أبو الأشهب عن الحسن في قوله عز وجل " وحيل بينهم وبين ما يشتهون " . قال: الايمان.
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد عن حبيب بن الشهيد ومنصور ابن زاذان قال: سألنا الحسن عما بين " الحمد للّه رب العالمين " إلى " قل أعوذ برب الناس " ففسره على الاثبات.
الفسطاط ومعه فلان يذاكر أمر القتال ومعه فلان.
قال أبو النعمان: هذا حين أرسل إليه ابن الأشعث فأكرهه.
حدثنا الحجاج ثنا حماد عن حميد قال: قدم الحسن مكة فكلمني فقهاء أهل مكة أن اكلمه، فجلس لهم يوماً فكلمته. فقال: نعم. فاجتمعوا وهو على سرير فخطب يومئذ. فوالله ما رأيته قبل ذلك اليوم ولا بعد ذلك اليوم ما بلغ منه يومئذ، فسألوه عن صحيفة طويلة من هنا إلى ثم. قال: فما أخطأ يومئذ إلا في شيء واحد أربعين مشاه بين رجلين فقال فيها مشاه. قال له رجل: يا أبا سعيد من خلق الشيطان ؟ قال: سبحان الله وهل من خالق غير الله خلق الشيطان <25> وخلق الخير وخلق الشر. قال الرجل: مالهم قاتلهم الله كيف يكذبون على هذا الشيخ.
حدثنا الحجاج بن المنهال وسليمان بن حرب قالا: ثنا أبو الأشهب عن الحسن في هذه الآية " وحيل بينهم وبين ما يشتهون " . قال: حيل بينهم وبين الأيمان.
حدثنا الحجاج ثنا حماد عن حميد قال: قرأت القرآن كله على الحسن في بيت أبي خليفة، ففسره لي اجمع على الاثبات. فسألته عن قوله كذلك سلكناه في قلوب المجرمين. قال: الشرك سلكه الله في قلوبهم. وسألته عن قوله " ولهم أعمال مندون ذلك هم لها عاملون " . قال: أعمال سيعملوها لم يعملوها. قال: فسألته عن قول الله " ما أنتم عليه بفاتنين. إلا من هو صال الجحيم " .
حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن خالد الحذاء قال: سأل رجل الحسن فقال ولا يزالون مختلفين. إلا من رحم ربك. قال: أهل رحمته لا يختلفون. ولذلك خلقهم. قال: خلق هؤلاء لجنته وخلق هؤلاء لناره.
حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد عن خالد قال: قلت للحسن: يا أبا سعيد أخبرني عن آدم خلق للسماء أم للأرض ؟ قال: للأرض خلق. قال قلت: أرأيت لو اعتصم فلم يأكل من الشجرة. قال: لم يكن بد من أن يأكل منها لأنه للأرض خلق. قال: وسألت الحسن قلت: يا أبا سعيد ما أنتم عليه بفاتنين. إلا من هو صال الجحيم. قال: نعم الشياطين لا يضلون بضلالهم إلا من أوجب الله له أن يصلى الجحيم.
حدثنا الحجاج حدثنا حماد عن خالد الحذاء قال: قلت للحسن: يا أبا سعيد آدم خلق للأرض أم للسماء ؟ قال: للأرض. قال قلت له: أكان له أن يستعصم ؟ قال: لا.
حدثنا الحجاج قال: حدثنا حماد بن زيد عن خالد قال: قلت للحسن: يا أبا سعيد آدم خلق للأرض أم للسماء ؟ قال: ما هذا يا أبا منازل ؟ قال فقال: خلق للأرض. قال فقلت: أرأيت لو أنه استعصم فلم يأكل من الشجرة ؟ قال: لم يكن بد من أن يأكل منها لأنه خلق للأرض.
<26> حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن محمد بن الزبير قال: قيل للحسن: لو صليت إن أهل السوق قد صلوا قال: إن أهل السوق لا خير فيهم، بلغني أن أحدهم يرد أخاه من أجل الدرهم.
حدثنا عبد الله بن عثمان أخبرنا عبد الله أخبرنا سفيان قال: ذكروا عند الحسن زيادة دانق أو نقصان دانق. فقال الحسن: لا دين إلا بالمروة.
حدثنا عبد الله بن عثمان أخبرنا المبارك بن سعيد عن صالح بن حي ابن مسلم عن عبد الأعلى وكان سمساراً قال: قال لي الحسن: أيولي أحدكم أخاه الثوب فيه رخص درهمين أو ثلاثة ؟ قال: قلت: لا والله ولا دانق. قال فقال الحسن: أف أف فماذا بقي من المروة إذاً !!

حدثنا محمد بن أبي أسامة الحلبي حدثنا ضمرة عن السري بن يحيى قال: ما رأيت الحسن مبتسماً قط إلا مرة، فأنه شكى إلينا طعاماً أكله. فقال رجل في المجلس: ما آذاني طعام قط. فقال له الآخر: أنت لو كانت في معدتك الحجارة لطحنتها. فتبسم الحسن.
حدثنا سعيد بن أسد حدثنا ضمرة عن رجاء عن عثمان البتي قال: قلت للحسن: إن لي إليك حاجة. قال: وما هي ؟ قال: لا.
وبه عن رجاء عن ابن عون قال: ما رأيت رجلاً ليس من العرب أشبه بالعرب من الحسن.
حدثني سعيد بن أسد حدثنا ضمرة عن ابن شوذب عن مطر قال: كان الحسن صاحب ليل.
حدثنا سعيد ثنا ضمرة عن رجاء عن ابن عون قال: كنت عند الحسن جالساً إذ جاءه رجل فقال: يا أبا سعيد عمن تحدث ؟ قال: عنك وعن هذا وعن هذا.
حدثنا عمرو بن عاصم حدثنا سليمان بن المغيرة حدثنا ثابت قال: ذهبت مع الحسن بن أبي الحسن إلى حاجة فأتينا على السوق. قال فقال: ما من بقعة أبغض إلى الله منها. قال: ثم <27> ذهبنا حتى أتينا على قصر أوس. فقال الحسن: قصر أوس قصر أوس قصر أوس من يعطي رجلاً مسكيناً كفا من تمر خير له من أن يدع مثل هذا.
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد عن ابن عون عن محمد قال: كان ها هنا ثلاثة يصدقون كل من حدثهم. قال سليمان: كأنه كره ذلك لهم.
حدثنا محمد بن منصور الطوسي حدثنا يحيى بن أبي بكير حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد قال: كان ثلاثة من أصحابنا إذا سمعوا الحديث رفعوه: الحسن وأبو العالية وآخر.
حدثنا محمد أخبرنا علي عن خالد بن الحارث عن عمران بن حدير عن صالح عن أرتبيل قال: حدثنا سليمان التيمي إن محمد بن سيرين كره أن يعلم القدر وكنا في بيت أبي مخلد، فدخل علينا محمد فسألوه فقال: ما قلت وكذب من قال ذاك. قال: فجئنا إلى سليمان التيمي فقلت له. فقال: حدثني مؤذننا هذا ولم أر أنه يكذب.
حدثني سعيد بن أسد حدثنا ضمرة - صاحب ليل - عن ابن شوذب قال خرج ثابت البناني بشيء. قال: فغضب محمد بن واسع فقال: يا أعمش لقد أدركنا أقواماً ما مجالستك معهم إلا ذا القدر ليتنا ننتظر الحسن يخرج إلينا، فيخرج إلينا كأنما عاين الآخرة ثم جاءنا يخبرنا عنها.
وبه عن ابن شوذب قال مطرف بن الشخير لا أؤمن على دعاء لا أعرفه إلا دعاء الحسن فأني أثق به.
حدثنا سعيد حدثنا ضمرة عن رجاء عن ابن عون عن الحسن قال: من كذب بالقدر فقد كفر.
حدثني سعيد ثنا ضمرة عن ابن شوذب قال: رأى رجل من أهل البصرة ابن سيرين في الجنة في منامه فقال له: ما فعل الحسن ؟ قال: هو فيها. قال: فبأي شيء ؟ قال: بتوسعه.
حدثنا أبو بكر الحميدي حدثنا سفيان ثنا الأعمش قال: ما زال الحسن يعي الحكمة حتى نطق بها.
<28> حدثنا أبو نعيم ثنا سفيان قال: سمعت شيخاً قال: ذكرت لطاوس الحسن أو ذكره فقال: ذاك رجل جريء.
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد عن ابن عون قال: لما ولي الحسن القضاء كلمني رجل أن أكلمه في مال يتيم يدفع إليه ويضمنه. قال: فكلمته فقال: أتعرفه ؟ قلت: نعم. قال: فدفعه إليه. فذكرت ذلك لمحمد بن سيرين فقال: وكذا أنت جريء على رأيك.
حدثني أبو بكر الحميدي حدثنا سفيان ثنا مساور - يعني الوراق - عن أخيه سيار قال: قيل للحسن: يا أبا سعيد عمن هذه الأحاديث التي تحدثنا ؟ قال: صحيفة وجدناها.
حدثنا أبو بكر ثنا سفيان عن ابن شبرمة عن الحسن أنه قال: دخلت علي فاغتممت فخرجت فلم أزدد إلا غماً، اللهم فأليك هذا الفتى الذي كنا نحدث عنه مالي أسمع صوتاً ولا أرى أنيساً أُغيلمة حيارى مالهم تفاقدوا أن أنبأناهم لم يفقهوا، وإن سكتنا عنهم وكلناهم إلى غي شديد، والله لولا ما أخذ الله على أهل العلم في علمهم ما أنبأناهم بشيء.
حدثنا ابن نمير ثنا أبو بكر عن مغيرة بن حفص قال: سئل ابن سيرين فقال: رأيت كأن الجوزاء تقدمت الثريا فقال: هذا الحسن يموت قبلي، ثم أتبعه وهو أرفع مني.
حدثنا سلمة ثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر قال: قال عمرو بن دينار: أبو الشعثاء أعلم عندكم أو الحسن ؟ قال قلت: ما تقول إن بعض من عندنا ليزعم أن الحسن أعلم من ابن عباس ! فقال لي: وهل كان الحسن إلا من صبيان ابن عباس ؟ قال فقلت له: وهل كان أبو الشعثاء إلا من صبيان الحسن ؟ قال: ما هو عندنا بأعلم منه. فقلت لمعمر: يا أبا عروة أفرطت. قال: إنه أفرط.

حدثنا أبو بشر حدثنا سعيد بن عامر قال: سمعت جدي أسماء يحدث قال: قال الحسن: إن المؤمن يموت بكل ميتة. فلبس ثيابه وتعلق سوطه ووضع رجله في ركابه ووضع يده على قربوس سرجه فمات.
حدثنا أبو بشر ثنا سعيد بن عامر قال: سمعت يونس بن عبيد وقال له الحسن بن أبي جعفر وذكر عنده الحسن ومحمد فقال: إن الحسن كان ما جرى بينه وبن أبي العالية إنه جاء <29> إلى السوق يطلب ثوباً، فأتاني فأخرجت له ثوباً صالحاً وأخذت الدراهم، فذهب فأراه فقالوا: هذا خير من دراهمك. قال: فجاء فقال: رد علينا دراهمنا بارك الله فيك فرددت عليه الدراهم وأخذت الثوب.
حدثني أبو بشر ثنا سعيد بن عامر عن أسماء بن عبيدة قال: جالست الحسن في مجلسه، وجالسته خالياً، وجالسته في الجماعة، فما رأيته يرغب في الدنيا قط، وما رأيته ضاحكاً قط إلا متبسماً غير يوم واحد فأنه جاء رجل فقال: يا أبا سعيد إن امرأتي طلبت أن أكسوها خماراً من قز، وأنا أكره أن أكسوها القز، فأعطيتها ثمنه. فقال الحسن: تكره أن تكسوها وتعطيها ثمنه ! وضحك.
حدثنا سعيد بن أسد ثنا ضمرة عن رجل عن ابن عون عن ابن سيرين قال قيل له في الحسن وما كان ينحل إليه أهل القدر ؟ فقال: كانوا يأتون الشيخ بكلام مجمل لو فسروه له لساءهم.
حدثني أبو بشر حدثنا سعيد بن عامر حدثنا الخزاز أبو عامر عن الحسن قال: من كفر بالقدر فقد كفر بالاسلام، إن الله قدر قدراً، إن الله خلق الخلق بقدر، وقسم الآجال بقدر، وقسم الأرزاق بقدر، وقسم العافية بقدر، وأمر ونهى.
حدثنا أبو بشر حدثنا سعيد عن عوف عن الحسن مثل هذا سواء إلا أنه قال: وأمر الله ونهى.
حدثني أبو بشر ثنا وهب بن جرير ثنا أبي قال: سمعت حميد بن هلال قال قال لنا أبو قتادة: عليكم بهذا الشيخ - يعني الحسن بن أبي الحسن - فأني والله ما رأيت رجلاً قط أشبه رأياً بعمر بن الخطاب منه.
<30> حدثنا أبو بشر حدثنا سعيد بن عامر ثنا سعيد قال: كلمت مطر الوراق في بيع المصاحف فقال: اتنهوني عن بيع المصاحف وقد كان حبرا هذه الأمة - أو قال فقيها هذه الأمة - لا يريان به بأساً: الحسن والشعبي.
حدثني أبو بشر حدثنا سعيد قال: سمعت هماماً يحدث عن مطر الوراق قال: كان رجل أهل البصرة جابر بن زيد، فلما ظهر الحسن جاء رجل كأنما كان في الآخرة فهو يخبر عما رأى أو عاين.
حدثني سعيد بن أسد ثنا ضمرة عن ابن شوذب عن مطر قال: دخلنا على الحسن نعوده فما كان في البيت شيء لا فراش ولا بساط ولا وسادة ولا حصير إلا سرير مرمول هو عليه.
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد عن أيوب قال: قال لي الحسن: ألا تعجب من رأي سعيد بن جبير دخل علي فسطاطي مع فلان وهو يشاورني في قتل هؤلاء ! حدثنا سليمان حدثنا حماد عن ابن عون قال: سألت محمداً: عن شيء من أمر الطعام في الغزو. فقال: سل الحسن فأنه كان يغزو.
حدثنا سلمة قال أحمد بن حنبل قال أظنه عن عبد الرحمن بن مهدي حدثنا حماد بن زيد قال سمعت يحيى بن عتيق يقول لأيوب وذكر الحسن قال: يا أبا بكر هل تجد شيئاً كنا نجده إن ازدرانا علماء الناس ازدريناهم بالحسن.
حدثني أبو بكر بن عبد الملك حدثنا عبد الرزاق قال: قلت لمعمر: إن أبي أخبرني أن وهباً ولي القضاء في زمن عمر بن عبد العزيز قال فلم يحمد فهمه. فتبسم، ثم قال لي قولاً كأنه لا يرفع صوته: فأن الحسن ولي القضاء في زمن عمر فلم يحمد فهمه.
حدثنا أبو بكر ثنا عبد الرزاق عن جعفر بن سليمان قال: كان الحسن من أشد الناس إذا <31> حضر الناس، وكان أجمل الناس وأروى الناس وأسخى الناس وأفصح الناس. قال: وكان المهلب إذا قاتل المشركين فكان الحسن من الفرسان الذين يقدمون.
حدثنا أبو بكر ثنا عبد الرزاق عن معمر قال: قال رجل للحسن: يا أبا سعيد ما تلحن ؟ قال: سبقت اللحن.
حدثنا محمد بن منصور الطوسي حدثنا يحيى بن أبي بكير أخبرنا حماد بن سلمة عن حميد قال: سألت الحسن عن الشيء فيقول برأسه كأنه نعم وليس يقوله.
حدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب حدثنا سعيد بن عامر عن جعفر بن سليمان عن عوف قال: كان محمد حسن العلم حسن القضاء حسن العلم بالفرائض حسن العلم بالتجارة غير أني والله ما رأيت رجلاً كان أدل بطريق الجنة من الحسن.

حدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب حدثنا سعيد ثنا حميد بن الأسود قال: سمعت ابن عون يقول: إنما بز الناس الحسن بالزهادة في الدنيا، فأما العلم فقد شاركه فيه الناس.
حدثنا أبو هاشم ثنا سعيد بن عامر عن معتمر بن سليمان عن يونس قال: أمرني الحسن أن أشتري له ازاراً فدخلت السوق فرأيت ازاراً مع رجل فقلت: بكم ؟ قال: بثمانية دراهم. قلت: لا سبعة دراهم. قال: ثمانية. قلت: لا سبعة قال: سبعة ونصف. قلت: لا سبعة. فأبى أن يبيعني، فدخلت السوق فلم أر شيئاً كان أمثل منه عندي فرجعت إليه وقلت: هات ميزانك. قال: فوضعت له ثمانية. فقال: سبعة ونصف. فقلت: إن الذي أمرنا أن نشتري له هذا الازار قال: إن اشتريتم لي شيئاً من السوق فكان فيه كسر فأجبروه لصاحبه. قال الرجل: هو الحسن إذاً.
حدثنا أبو هاشم ثنا سعيد بن عامر عن صاحب له قال: حبس عطاء الحسن فجاءه رجل بأربعمائة درهم فردها عليه وقال: ليس عندي مكافأتها. قال: ثم قال: من قعد مقعدي هذا ثم أصاب من الناس ما يعلمون لم يرجو من الله وقاراً.
<32> ابن أبي عمر حدثنا سفيان عن أيوب قال: ما سمع كلام الحسن أحد إلا ثقل عليه كلام الرجال بعده.
حدثنا محمد بن عبد الرحيم حدثنا علي حدثنا الأصمعي عن سليم ابن أخضر عن ابن عون قال: كنت أشبه لغة الحسن أو كلام الحسن لغة أو كلام رؤبة بن العجاج - يعني في الفصاحة.
حدثنا أحمد بن الخليل ثنا شريح بن النعمان حدثنا مهدي بن ميمون عن محمد بن أبي يعقوب عن مورق العجلي قال: قال لي أبو قتادة: الزم هذا الشيخ وخذ عنه والله ما رأيت رجلاً أشبه رأياً بعمر بن الخطاب منه - يعني الحسن البصري - .
حدثنا عبد الله بن بكير السهمي حدثني محمد بن ذكوان عن خالد ابن صفوان قال: لقيت مسلمة بن عبد الملك بالحيرة بعد هلاك ابن المهلب، فقال: يا خالد أخبرني عن حسن أهل البصرة ؟ قال: قلت: أنا جاره إلى جنبه، وجليسه في حلقته وحديثه، وأعلم من قبلي به، كان أشبه الناس سريرة بعلانية، وأشبه قولاً بفعل، إن قعد على أمر قام به، وإن قام بأمر قعد عليه، وإن أمر بأمر كان أعمل الناس به، وإن نهى عن شيء كان أترك الناس له، وجدته مستغنياً عن الناس، ووجدت الناس محتاجين إليه. قال حسبك حسبك كيف ضل قوم كان هذا فيهم - يعني اتباعهم ابن المهلب - .
حدثنا أبو نعيم حدثنا أبو خالد قال: ذكر لأبي العالية الحسن، فقال: رجل مسلم يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وأدركنا الخير وتعلمنا قبل أن يولد الحسن.
حدثنا أبو نعيم حدثنا أبو خلدة قال: أهدى أنس لأبي العالية مسحتجاً فكان يقطعه بالسكين يأكله بالخبز.
<33> قال ابن المديني: لم يسمع الحسن من مجاشع بن مسعود السلمي وليس عن الحسن مروية صحيحة عن عمران بن حصين من وجه صحيح أما أحاديث سمرة فهي صحاح، وقد سمع عبد الله بن المغفل ولم يسمع من عبد الله بن عباس.
قال علي: ولا من أحد في المدينة إلا من عثمان بن عفان، ولم يسمع من جابر.
قال علي: كان يحدثني عن الشيخ فيقول: قال حدثني قال أخبرني فافرح به فيقول: تفرح بهذا لم يكن ممن يعتمد عليه في هذا قرة. سمعت الحسن قال: سمعت صعصعة يقول ها كذا هو.
قال علي: أصحاب الحسن حفص المنقري ثم قتادة، وحفص فوقه ثم قتادة بعده، ويونس وزياد الأعلم.
قال علي: وكان حفص في الحسن مثل ابن جريج في عطاء، وكان قيس بن سعد في عطاء مثل زياد الأعلم في الحسن، وبعد هؤلاء أشعث بن عبد الملك، ويزيد بن إبراهيم وقرة طبقة ما أقربهما، وأبو الأشهب وجرير بن حازم طبقة. وأبو حرة وهشام بن حسان في الحسن طبقة، وسلام بن مسكين والسري بن يحيى طبقة، أبو هلال فوق مبارك ومبارك أحب إلي من الربيع.
قال علي: ضرب عبد الرحمن على حديث مبارك بن فضالة.
قال علي: قال بعضهم: كتب هشام بن حسان أخذها من حوشب، وأحاديث عطاء في المناسك عن قيس بن سعد.
قال علي: وهو عندي في ابن سيرين ثبت كان أصحابنا لا يختلفون فيه في ابن سيرين. وإسماعيل بن عليه يروي عنه - يعني عن هشام - عن الحسن حديثين. وعوف سمع من الحسن من قبل فتنة ابن الأشعث.
<34> قال: وبلغني أن الحسن كان فيها.
قال علي: الأسود بن سريع قبل أيام الجمل، وإنما قدم الحسن البصرة بعد ذلك. ومات جابر بن زيد قبل الحسن بنحو من عشرين سنة.

حدثني العباس بن محمد حدثنا سعيد بن عامر الضبعي عن يونس ابن عبيد قال: ذكر عنده الحسن وابن سيرين فقال رجل عند يونس: كان ابن سيرين كان ابن سيرين. فقال يونس: كان والله الحسن أفضلهما في كل شيء.
محمد بن سيرين
قال علي بن المديني: أتاني رجل من ولد محمد بن سيرين بكتاب محمد بن سيرين عن أبي هريرة فكانت هذه الأحاديث يحدث بها هشام مرفوعة كانت عنده مرفوعة كان أولها: هذا ما حدثنا أبو هريرة قال أبو القاسم كذا، وقال أبو القاسم كذا، وكان فيه. قال: كان كتاب في رق عتيق، وكان عند يحيى بن سيرين، كان محمد لا يرى أن يكون عنده كتاب، وكان في أسفل حديث النبي صلى الله عليه وسلم حين فرغ منه: هذا حديث أبي هريرة، بينهما فصل، قال أبو هريرة كذا، وقال: في فصل كل حديث عاشرة حوله نقط كما تدور، وكان محمد لا يدلس.
قال سفيان عن عاصم قال: أتيت ابن سيرين بكتاب فقلت: انظر فيه، فقلت: يبيت عندك ؟ فأبى، كأنه كان يكره أن يكون عنده كتاب.
قال علي: وأخبرنا أمية بن خالد عن شعبة قال: قال خالد الحذاء: هذه الأحاديث التي يرويها محمد عن ابن عباس إنما لقي عكرمة بالكوفة أيام المختار.
حدثني أبو بشر حدثنا سعيد بن عامر عن أسماء عن أنس بن سيرين قال: لما ولدت انطلق بي إلى أنس بن مالك فسماني باسمه وكناني بكنيته.
<35> وبه عن سعيد بن عامر حدثنا مهدي بن ميمون قال: مكثت حفصة ثلاثين سنة لا تخرج من مصلاها إلا القائلة أو قضاء الحاجة.
حدثني سليمان بن حرب ثنا حماد عن شعيب قال لي الشعبي: عليك بذاك الأصم.
حدثنا سلمة عن أحمد بن حنبل حدثنا عفان بن مسلم حدثنا حماد ابن زيد عن يونس قال: قال الحسن احتساباً، وسكت محمد احتساباً.
وبه عن عفان حدثنا حماد بن زيد حدثنا عاصم الأحول قال: سمعت مورقاً العجلي يقول: ما رأيت رجلاً أفقه في ورعه، ولا أروع في فقهه من محمد بن سيرين.
قال: وقال أبو قلابة: اصرفوه حيث شئتم فلتجدنه أشدكم ورعاً وأملككم لنفسه.
حدثنا سليمان بن حرب ثنا سليم بن أخضر عن ابن عون قال: قال لي عمرو بن سعيد - وجعل يتعجب من فقه ابن سيرين - قال: اليوم الشفعة لا تورث.
حدثنا سلمة عن أحمد حدثنا عفان حدثنا حماد بن زيد عن هشام قال. سمعت محمداً يقول: ما حسدت أحداً شيئاً قط براً ولا فاجراً.
حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد عن أيوب قال: قال أبو قلابة: وأينا يطيق ما يطيق محمد يركب مثل حد السنان.
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد عن ابن عون حدثني أبي عن جدي أرطبان قال: أعتقت واكتسبت مالاً فأتيت عمر بن الخطاب بزكاته فقال: ما هذا ؟ قلت: زكاة مالي. فقال: أو لك مال! قلت: نعم. قال: بارك الله لك مالك. قال قلت: يا أمير المؤمنين وولدي. قال: ولك ولد ؟ قلت: يكون. قال: بارك الله لك في مالك وولدك.
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن عبيد الله بن أبي بكر بن أنس بن مالك <36> قال: هذه مكاتبة سيرين عندنا: هذا ما كاتب عليه أنس بن مالك فتاه سيرين على كذا وكذا ألفاً وعلى غلامين يعملان عمله.
حدثنا سليمان ثنا سليم بن أخضر التقي النقي. - قال سليمان: كان في ابن عون كحماد في أيوب - قال: وسمعت ابن عون يقول: لم يكن بالبصرة واحد من الموالي له حظ إلا أرطأة وسيرين. قال سليمان: فذهبت استفهمه. فقال: يا سليمان تتعصب للموالي ! حدثنا سليمان بن حرب ثنا عمارة بن مهران قال: قال إسماعيل المعولي لمحمد بن سيرين وأنا شاهد يأمرنا بالصلاة في جماعة ولا يصلي في جماعة. قال فقال: ما كل امرئ أحمده.
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا عمارة بن مهران قال: كنا في جنازة حفصة بنت سيرين فوضعت الجنازة ودخل محمد صهريج ابن برثم يتوضأ. فقال الحسن: أين هو ؟ قالوا: يتوضأ قال: صباً صباً دلكاً دلكاً عذاب على نفسه وعلى أهله.
حدثنا سليمان حدثنا حماد عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين قال: حج بنا أبو الوليد ونحن سبعة ولد سيرين، فمر بنا على المدينة، فأدخلنا على زيد بن ثابت فقال له: هؤلاء بنو سيرين. قال: فقال زيد: هذان لام، وهذان لام، وهذان لام، وهذان لام. قال: فما أخطأ. وكان يحيى بن سيرين أخا محمد لأمه.

حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن أيوب وابن عون قال: أوصى يعلى بن خالد بن سيرين إلى محمد وترك أم ولد حاملاً، فأرسل محمد إلى عبد الملك بن يعلى يسأله عن نفقتها. فقال: من نصيب ولدها. وكان رأي محمد من جميع المال.
حدثنا محمد بن أبي عمر حدثنا سفيان قال: سمعت عاصماً يقول: أردت أن أضع عند ابن سيرين كتاباً من كتب العلم فأبى أن يقبله وقال لا يبيت عندي كتاب.
حدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان قال: قال أيوب كان ابن سيرين إذا أخبر بموت أحد من أخوانه كأنه سقط منه عضو من أعضائه وركن من أركانه أو نحو ذا.
<37> قال سفيان: قال زهير: كان ابن سيرين إذا ذكر عنده الموت مات كل عضو منه على حياله أو على حدته.
حدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان عن عاصم قال: كان ابن سيرين إذا اتبعه الرجل قام حتى يقضي حاجته ثم يمشي.
حدثني العباس بن محمد ثنا عون بن عمارة ثنا هشام بن حسان حدثني أصدق من أدركت من البشر محمد بن سيرين.
حدثني محمد بن عبد الرحمن قال: سألت علياً: من أثبت الناس في محمد بن سيرين ؟ فقال: أيوب ثم ابن عون ثم سلمة بن علقمة ثم حبيب بن الشهيد ثم يحيى بن عتيق ثم هشام بن حسان، وما قال يزيد بن إبراهيم التستري سمعت محمد بن سيرين أثبت عندي من خالد الحذاء، ألفاظ عاصم الأحول وخالد الحذاء في محمد واحدة لا تشبه ألفاظهما ألفاظ أصحابهم.
قال: وسمعت سليمان بن حرب يقوي يزيد بن إبراهيم ويثبت حديثه ويقربه بأيوب.
قال علي: سمع ابن سيرين من أبي هريرة وابن عمر وجندب وأنس. فقلت له: رافع ؟ فقال: لا ولا من زيد بن ثابت سماع شيء - إلا أنه قد رآه حين دخلوا عله، فقال هذا وهذا لام - قط ولم يحفظ عنه شيئاً.
حدثني الفضل بن زياد حدثنا أحمد ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري ثنا أبو سفيان عن محمد قال: كان إذا سئل عن شيء من الفقه الحلال والحرام تغير لونه وتبدل كأنه ليس بالذي كان.
قال أحمد ثنا موسى بن هلال حدثنا هشام بن حسان عن العلاء بن زياد قال: كان يقول: لو كنت متمنياً لتمنيت فقه الحسن وورع ابن سيرين وصواب مطرف وصلاة مسلم بن يسار.
حدثني أحمد بن الخليل حدثنا روح بن عبادة حدثنا الحجاج الأسود قال: تمنى رجل فقال: ليتني بزهد الحسن وورع ابن سيرين وعبادة عامر بن عبد قيس وفقه سعيد بن المسيب وذكر مطرفاً بشيء - قال روح: لا أدري ما هو - قال: فنظروا في ذلك ووجدوه كاملاً كله في الحسن.
<38> حدثنا أحمد ثنا أبو الحسن الفساييقي قال: سمعت إسماعيل بن عليه يقول: كنا نرى أن يونس سمعها من أشعث وأشعث من حفص.
حدثني أحمد ثنا الحسن بن موسى الأشيب حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت قال: قال لي محمد بن سيرين: إنه لم يكن يمنعني من مجالستكم إلا مخافة الشهرة فلم يزل بي البلاء حتى أُخذ بلحيتي فأقمت على المصطبة فقيل هذا محمد بن سيرين أكل أموال الناس، وكان عليه دبن كثير.
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد حدثنا طوق بن وهب قال: دخلت على محمد بن سيرين وقد اشتكيت فقال: كأني أراك شاكياً ؟ قال قلت: أجل. قال اذهب إلى فلان الطبيب فاستوصفه. ثم قال لي: اذهب إلى فلان فأنه أطب منه، ثم قال: استغفر الله أراني قد اغتته.
حدثني سعيد بن أسد حدثنا ضمرة عن رجاء عن ابن عون قال: شهدت ابن سيرين يطلب ثوباً فسافرت سفراً ثم رجعت وما اشتراه كان ينظر في العقدة والشيء، ولم يكن الحسن هكذا كان يضع يديه على الثوب ثم يقول: ما أحسن هذا.
حدثني سعيد ثنا ضمرة عن رجاء عن ابن عون قال: أرسل ابن هبيرة إلى ابن سيرين، فأتاه، فقال له: كيف تركت أهل مصرك ؟ قال: تركتهم والظلم فيهم فاش. قال ابن عون: كأن محمداً رأى أنها شهادة يسأل عنها فكره أن يكتمها.
حدثني سعيد حدثنا ضمرة عن ابن شوذب عن أيوب قال: جاء رجل إلى ابن سيرين فقال: يا أبا بكر إني اغتبتك فاجعلني في حل ؟ قال: إني أكره أن أُحل ما حرم.
حدثنا المعلى بن أسد حدثنا أبو عوانة قال: رأيت محمد بن سيرين مر في السوق عند أصحاب السكر، فجعل لا يمر بقوم إلا سبحوا الله وذكروا الله.
حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا أبو عوانة قال: رأيت الحسن خرج يوم عرفة من المقصورة بعد العصر فقعد فعرف.
<39> حدثنا سليمان بن حرب ثنا حماد عن أيوب قال: قال محمد: أرى أقواماً يجترئون على أن يفتوا برأيهم إني لأحسب القرآن لو كان ينزل نزل بخلاف ما يفتون.

حدثنا محمد بن أبي أسامة الحلبي حدثنا ضمرة عن السري بن يحيى قال: كان ابن سيرين يضحك حتى يستلقي.
حدثنا سعيد بن أسد حدثنا ضمرة عن ابن شوذب قال: تزوج ابن سيرين عربية وكره الموالي لما يدخلهم من السبي. قال: فذهب ابن عون يتشبه به فلم يحمل له العرب ذلك، فرفعوه إلى بلال بن أبي بردة ابن أبي موسى الأشعري فضربه وفرق بينهما، قال له: طلقها. قال: هي طالق. قال: ثلاثاً قال: واحدة تبتها. قال: أقول له ثلاثاً وهو يبتها. وقال له: طلقها. قال: هي طالق ثلاثاً. قال: واحدة. قال: أقول له ثلاثاً وهو يفتيني بطلاقها.
حدثنا سعيد حدثنا ضمرة عن ابن شوذب قال: كان ابن سيرين يضحك حتى يستلقي.
حدثنا يونس بن عبد الرحيم الديلي ثنا ضمرة حدثنا السري قال: ترك ابن سيرين أربعين ألف درهم ربح شك فيها فتركها.
قال: فسمعت سليمان التيمي يقول: ما سمعت أحداً من أهل العلم شك فيها.
حدثنا سلمة حدثنا أحمد حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن محمد قال: كنت أسمع الحديث من عشرة المعنى والحد واللفظ مختلف.
حدثني أبو بشر حدثنا معاذ أخبرنا ابن عون قال: كانت لمحمد سومة واحدة.
حدثنا أبو بشر حدثنا سعيد بن عامر قال: سمعت هشام بن حسان يقول: ترك محمد بن سيرين أربعين ألف درهم في شيء ما يرون به اليوم بأساً.
حدثنا سعيد بن أسد حدثنا ضمرة عن رجاء قال: كان الحسن يجيء إلى السلطان ويعيبهم، وكان ابن سيرين لا يجيء إلى السلطان ولا يعيبهم.
أبو قلابة الجرمي
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد عن أيوب عن مسلم بن يسار قال: لو كان أبو قلابة من العجم لكان موبذ موبذان.
<40> حدثنا سليمان بن حرب ثنا حماد عن أيوب عن أبي رجاء مولى أبي قلابة قال: كان أبو قلابة عند عمر بن عبد العزيز فسألهم عن القسامة، فذكر حديثاً طويلاً. قال فقال عنبسة بن سعيد: سبحان الله. قال فقال أبو قلابة: أتتهمني يا عنبسة ؟ قال: لا ولكن هذا الجند لا يزال بخير ما أبقاك الله بين أظهرهم.
حدثني سعيد بن أسد ثنا ضمرة عن علي بن أبي حملة قال: قدم علينا مسلم بن يسار دمشق فقالوا له: يا أبا عبد الله لو علم الله إن بالعراق من هو أفضل منك لأتانابه، فجعل يقول: كيف لو رأيتم عبد الله بن زيد الجرمي أبا قلابة، فما ذهبت الأيام والليالي حتى أتانا الله بأبي قلابة.
حدثنا إبراهيم بن محمد حدثنا الحارث بن عمير عن أيوب عن أبي قلابة قال: مثل القاضي كمثل رجل يسبح في البحر فكم عسى يسبح حتى يغرق. وقال: فطلب أبو قلابة للقضاء فهرب.
حدثنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة قال: أقمت بالمدينة ثلاثة ومالي بها حاجة إلا رجل كان في ضيعة له وبلغني عنه حديث انتظرته أن يقدم فأسأله عنه.
حدثنا سليمان ثنا حماد عن أيوب عن أبي قلابة: بعد منا شباب قبل الطاعون فقال لي أهاليهم: لو كلمتهم. قال: فقلت: دعهم عسى أن يموتوا بخلاتهم، فجاء الطاعون فماتوا جميعاً.
قال: قال علي بن المديني: اسم أبي المهلب عمرو بن معاوية.
حدثني أبو بشر حدثنا سعيد بن عامر حدثنا صالح بن رستم قال: قال أبو قلابة لأيوب إذا أحدث الله لك علماً فأحدث لله عبادة، ولا تكونن إنما همك أن تحدث به الناس.
حدثنا سليمان بن حرب ثنا حماد عن أيوب عن أبي قلابة حدثتني أم الدرداء أن أبا الدرداء كان يجيء بعدما يصبح فيقول أعندكم غداء، فأن لم يجد قال فأنا إذاً صائم.
وبه عن أيوب قال: كان أبو قلابة يعتكف في مسجد قومه، وكان لا يلقى له فيه <41> حصير ولا شيء، وكان يجلس ناحية، وكان يبيت ليلة الفطر حتى يغدو إلى مصلاه من موضع اعتكافه.
قال أيوب: وغدوت عليه يوم أفطر وفي حجره جويرية مزينة ظننت أنها ابنته فاعتنقها ثم مضى إلى المصلى.
حدثنا أبو عمر النمري حدثنا حماد قال أيوب: وجدت أعلم الناس بالقضاء أشد الناس منه فرارا وأشدهم منه فرقاً، ثم قال: وما أدركت أحداً كان أعلم بالقضاء من أبي قلابة لا أدري ما محمد بن سيرين. فكان يراد على القضاء فيفر إلى الشام مرة ويفر إلى اليمامة مرة، وكان إذا قدم البصرة كان كالمستخفي حتى يخرج.
حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد قال: زعم أيوب قال: مرض أبو قلابة بالشام فأتاه عمر بن عبد العزيز يعوده فقال: يا أبا قلابة تشدد لا تشمت بنا المنافقين.
حميد بن عبد الرحمن الحميري

حدثنا عمرو بن مرزوق أخبرنا شعبة عن قتادة قال: كان حميد بن عبد الرحمن عند الحسن، فسئل الحسن عن قوله قد جعل ربك تحتك سرياً قال: فقال الحسن: سرياً نبياً. فقال حميد: يا أبا سعيد إنما هو الجدول. فقال الحسن: تغلبنا عليك الأمراء.
حدثنا سعيد حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن الحسن أنه قرأ قد جعل ربك تحتك سرياً قال قد كان سرياً وكان وكان. فقال له حميد بن عبد الرحمن الحميري: يا أبا سعيد إنما هو جدول. قال غلبنا عليك الأمراء.
حدثنا عيسى بن محمد أخبرنا أزهر عن ابن عون عن محمد قال: قال حميد بن عبد الرحمن: اردده بعيه أحب إلي من أن أتكلف له ما لا أعلم.
حدثنا سلمة عن أحمد حدثنا حجاج حدثنا شعبة عن منصور بن زاذان عن ابن سيرين <42> قال: كان حميد بن عبد الرحمن الحميري أفقه أهل البصرة قبل أن يموت بعشر سنين.
حسان بن أبي سنان
حدثني سعيد بن أسد حدثنا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة قال: قلت لحسان بن أبي سنان: أما تحدث نفسك بالفاقة ؟ قال: بلى. قال: فأقول لها يا نفس إذا كان ذلك أخذت المسحاة فجلست مع الفعلة فأصبت دانقاً أو دانقين فتعيشين به فتسكن.
قال ابن شوذب: كان حسان بن أبي سنان رجلاً من تجار أهل البصرة له شريك بالبصرة وهو مقيم بالأهواز يجهز على شريكه بالبصرة، ثم يجتمعان على رأس كل سنة يتحاسبان، ثم يقتسمان الربح فكان يأخذ قوته من ربحه ويتصدق بما بقي، وكان صاحبه يبني الدار ويتخذ الأرضين. قال: فقدم حسان قدمة البصرة ففرق ما أراد أن يفرق، فذكر له أهل بيت لم تكن حاجتهم ظهرت. فقال: أما كنتم تخبرونا. قال: فاستقرض لهم ثلثمائة درهم فبعث بها إليهم.
عامر بن عبد الله بن عبد قيس العنبري
حدثنا سعيد ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة عن ابن عون وابن سيرين قال: حمل حمران مولى عثمان بن عفان بعامر بن عبد الله الذي يقال له ابن عبد قيس إلى زياد فقال: إنه لا يأكل اللحم ولا ينكح النساء، وقيل له يا شبيه إبراهيم فسكت، فنازعه حمران بين يدي زياد، فقال له حمران: لا أكثر الله فينا ضربك. فقال له عامر: بل أكثر الله فينا ضربك حتى تكونوا خياطين ودباغين واساكفين. قال ابن سيرين: وذاك ضرب إذا تكلموا جاء منهم هذا - يعني إذا غضبوا.
حدثنا عمرو بن عاصم حدثنا همام عن قتادة قال: سأل عامر ابن عبد الله ربه أن يهون عليه الطهور في الشتاء، فكان يؤتى بالماء له بخار، وسأل ربه أن ينزع شهوة النساء من قبله، <43> فكان لا يبالي رجلاً لقي أم انثى، وسأل ربه أن يحول بين الشيطان وبين قلبه في الصلاة فلم يقدر على ذلك، وكان إذا غزا فيقال له: إن هذه الأجمة يخاف عليك فيها الأسد. قال: إني لأستحي من ربي أن أخشى غيره.
حدثنا عبد الله بن عثمان أنبأ عبد الله أخبرنا جعفر بن حيان عن طريف ابن شهاب قال: ذكرت للحسن قول عامر: لئن تختلف في الأسنة أحب إلي من أن أجد ما تذكرون - أي في الصلاة - . فقال الحسن: ما اصطنع الله ذلك عندنا.
حدثنا عبد الله بن عثمان أخبرنا عبد الله أخبرنا ابن عون عن محمد عن معقل بن يسار قال: كان أول ما عرفت به عامر بن عبد الله العنبري أني رأيته - فوصف قريباً من رحبة سليم - وهو على دابة ورجل من أهل الدمة يظلم، فنهى عنه فلما أبوا قال: كذبتم والله لا تكلم ذمة الله اليوم وأنا شاهد فنزل فخلصه. قال: فلما كان بعد ذلك أتيته في منزله وكان الناس يقولون إن عامراً لا يأكل اللحم ولا يتزوج النساء ولا يمس بشرة أحد ويقول إني مثل إبراهيم، فلما دخلت عليه أخرج يده من تحت البرنس حتى أخذ بيدي، فقلت: هذه واحدة. فلما تحدثنا قلت: إن الناس يقولون إنك لا تأكل اللحم ولا تأكل السمن، ولا تتزوج النساء، وتقول إني مثل إبراهيم ؟ قال: أما قولهم إني لا آكل اللحم فأن هؤلاء قد صنعوا في الذبائح شيئاً لا أدري ما هو، فإذا اشتهيت اللحم أخذنا شاه فاشتريت لنا فذبحناها فأكلنا من لحمها. وأما قولهم إني لا آكل السمن فأني لا آكل ما يجيء من ها هنا وآكل ما يجيء من ها هنا. وأما قولهم أني لا أتزوج النساء فأنما هي نفس واحدة فقد كادت تغلبني. وأما قولهم أني قلت إني مثل إبراهيم، فإني قد قلت: إني لأرجو أن يجعلني الله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.

حدثني عيسى بن محمد حدثنا أزهر عن ابن عون عن محمد عن معقل بن يسار قال: أول ما عرف بيني وبين عامر بن عبد الله لقيته عند نصارى الذمة، وقد جلس رجل من أهل الكوفة يكلمهم فيه أن يخلوا عنه فمال برحله فنزل فقال: كذبتم والله لا تظلم ذمة الله اليوم وأنا شاهد. قال: فلم يزل بهم حتى أفلته. ورماه الناس بتلك الخصال فقالوا إنه لا يأكل <44> السمن ولا يأكل اللحم ولا يمس ببشرته أحد، ولا يصلي في المساجد ولا يتزوج النساء ويقول إني مثل إبراهيم. فأتيته وهو قاعد في المسجد فأخذ بيدي وصافحني، فذكر نحوه. وزاد: وأما قولهم إني لا أصلي في المساجد فأني إذا كان يوم الجمعة انطلقت وصليت مع الناس الجمعة، ثم أحب أن أصلي بعد ها هنا.
حدثنا عبد الله بن عثمان أخبرنا عبد الله بن المبارك أخبرنا عبد الرحمن ابن يزيد حدثني بلال بن سعد أن عامر بن عبد قيس وشي به إلى زياد - وقال غيره: ابن عامر - فقالوا: إن ها هنا رجلاً يقال له: ما إبراهيم خير منك فيسكت، وقد ترك النساء، فكتب فيه إلى عثمان، فكتب إليه أن أنفه إلى الشام على قتب، فلما جاءه الكتاب أرسل إلى عامر فقال له: أنت الذي قيل لك: ما إبراهيم خير منك فسكت ؟ قال: والله ما سكوتي إلا تعجباً لوددت أني كنت غباراً على قدميه يدخل بي الجنة. قال: ولم تركت النساء ؟ قال: أما والله ما تركتهن إلا إني قد علمت أنه متى تكن أمرأة فعسى أن يكون ولد، ومتى يكون ولد تشعب الدنيا قلبي، فأحببت التخلي من ذلك. فأجلاه على قتب إلى الشام، فلما قدم أنزله معاوية معه الخضراء، وبعث إليه جارية فأمرها أن تعلمه ما حاله، فكان يخرج في السحر فلا تراه إلا بعد العتمة، ويبعث إليه معاوية بطعامه فلا يعرض لشيء منه ويجيء معه بكسر فيجعلها في ماء، ثم يأكل منها ويشرب من الماء، ثم يقوم فلا يزال ذلك مقامه حتى يسمع النداء فيخرج فلا تراه إلى مثلها فكتب معاوية إلى عثمان يذكر له حاله، فكتب إليه: أن أجعله أول داخل وآخر خارج، ومر له بعشرة من الرقيق وعشرة من الظهر. فلما أُتي معاوية بالكتاب أرسل إليه فقال: إن أمير المؤمنين كتب إلي آمر لك بعشرة من الرقيق. فقال: إن علي شيطاناً فقد غلبني فكيف أجمع علي عشرة ! قال: وأمر لك بعشرة من الظهر. قال: أن معي لبغلة واحدة وإني لمشفق أن يسألني الله عز وجل فضل ظهرها يوم القيامة. قال: وأمرني أن أجعلك أول داخل وآخر خارج قال: لا أرب لي في ذلك.
قال: فحدثنا بلال بن سعد عمن رأى عامراً بأرض الروم على بغلته تلك يركبها عقبةً ويحمل المهاجرين عقبة.
<45> قال: وحدثنا بلال بن سعد أنه كان إذا قفل غازياً يتوسم الرفاق فإذا رأى رفقة توافقه قال: يا هؤلاء إني أريد أن أصحبكم على أن تعطوني من أنفسكم ثلاث خلال. فيقولون: ما هن ؟ قال: أكون لكم خادماً لا ينازعني أحد منكم الخدمة، وأكون مؤذناً لا ينازعني أحد منكم الآذان، وأنفق عليكم بقدر طاقتي. فإذا قالوا نعم انضم إليهم، فأن نازعه أحد منهم شيئاً من ذلك رحل عنهم إلى غيرهم.

حدثنا سعيد بن منصور حدثنا خلف بن خليفة حدثني رجل من أهل البصرة يقال له إسحق عن عنبسة الخواص قال: لما قدم عبد الله بن عامر على البصرة أميراً قال: يا أهل البصرة اكتبوا لي في كل خمسة رجلاً من القراء أشاورهم في أمري، وأستعين بهم على ما ولاني الله، وأطلعهم على سري. فكتب له أبان بن مطر العدوي وكان قد بكى حتى ذهب بصره، وكتب له غزوان - رجل من بني رقاش - وكان قد حلف أن لا يضحك حتى يعلم حيث يصيره الله، وكتب له جابر بن أسيد من غطفان، وكتب له عامر بن عبد قيس العنبري، وكتب له النعمان بن شوال العبدي. فلما دخلوا عليه قال لهم: أنتم القراء قد أمرت لكم بألفين ألفين وكذا وكذا من جريب. فأجابه النعمان بن شوال - وخلوه والجواب وكان من أسن القوم - فقال: يا أيها الأمير ألنا خاصة أم لأهل البصرة عامة ؟ قال: بل لكم خاصة لا يسع هذا المال أهل البصرة. قال: فتقول صدقة فأن كانت صدقة لا تدخل لنا بطوننا ولا تعلولنا جلودنا، وإنما يأخذ العامل ثمن عمله، ولا حاجة لنا فيها. قال: ألا أراني طعاناً أخرج من عندي. فقال له: إنك ما عهدتني للأمراء زواراً، ثم أقبل على عامر فقال: قد أمرت لك بألفين وكذا وكذا من جريب. فقال: انظر إلى الكاتبين الذين على باب المسجد فهم أفقر مني. قال: فأني قد أخذت ألا يحجب لي عن باب. قال: عليك بسعد بن قرحاء فأنه أغشى للأمراء به مني. قال: انظر أي امرأة شئت حتى ازوجكها. قال: أيها الأمير الرجل إذا كانت له المرأة وولد شغل ذلك قلبه. قال: نعم. قال: فلا حاجة لي فيها اجعل الهم هماً واحداً حتى ألقى ربي.
حدثنا سعيد حدثنا خلف بن خليفة ثنا أبو هاشم عن عامر بن عبد قيس قال: <46> وجدت أمر الدنيا يصير إلى أربع، إلى المال والنساء ولا حاجة بالمال والنساء، والنوم والأكل وأيم الله لو استطعت لأضرن بهما.
حدثنا عبد الله بن عثمان أخبرنا عبد الله أنبأ السري بن يحيى عن الحسن قال: قال عامر لقوم ذكروا الدنيا قال: وإنكم لتهتمون أما والله لئن استطعت لأجعلنها هماً واحداً. قال: ففعل ذلك والله حتى لحق بالله.
قال: وأخبرنا عبد الله أنبأ معمر حدثني محمد بن واسع عن أبي العلاء يزيد بن عبد الله بن الشخير أخبرني ابن عامر بن عبد قيس أن عامراً كان يأخذ العطاء فيجعله في طرف ثوبه ولا يلقاه أحد من المساكين إلا أعطاه، فأذا دخل بيته رمى به إليهم فيعدونها فيجدونها سواء كما أُعطاها.
حدثنا عيسى بن محمد أخبرنا أزهر عن ابن عون عن محمد قال: كتب أبو موسى الأشعري إلى عامر بن عبد قيس: بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله إلى عامر بن عبد الله الذي يدعى عبد قيس. أما بعد فأني عهدتك على أمر فأن كنت على الذي عهدت فاتق الله ودم، وإن كنت تغيرت فاتق الله وعد.
حدثنا عبد الله بن عثمان أخبرنا عبد الله ثنا جعفر بن سليمان عن الجريري قال: أتى رجل إلى عامر بن عبد قيس فقال: ادع الله لي ؟ فقال: أتيت رجلاً قد عجز عن نفسه، ولكن أطع الله يا ابن أخي يغفر الله لك.
حدثنا سليمان بن حرب ثنا حماد عن هشام عن الحسن قال: قال عامر بن عبد الله: وجدت الدنيا أربع خصال، النساء واللباس والطعام والنوم، فأما النساء فوالله ما أبالي امرأة رأيت أو جداراً، وأما اللباس فوالله ما أبالي ما واريت به عورتي، وأما الطعام والنوم فقد غلباني إلا أن أصيب منهما والله لأضرن بهما ما استطعت. قال: قال الحسن: ففعل والله.
<47> أبو داؤد الأعمى
حدثنا عمرو بن عاصم ثنا همام قال: كنا عند قتادة، فدخل نفيع أبو داؤد الأعمى، فلما خرج من عنده قال له بعض من حضره: إن هذا يزعم أنه لقي ثمانين رجلاً ممن بايع تحت الشجرة، وكذا وكذا بدرياً. قال: فقال قتادة: أدركت هذا وهو لغلام يسأل عبد بن عامر، وكان يجالسه ألقى بيده إلى التهلكة فأخبره، فقال أبو هريرة: كلا لكنه التمس هذه الآية " ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة اللّه واللّه رؤوف بالعباد " .
صلة بن أشيم
حدثنا عبد الله بن عثمان أخبرنا عبد الله أخبرنا عبد الرحمن بن يزيد ابن جابر قال: بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: يكون في أمتي رجل يقال له صلة بن أشيم يدخل الجنة بشفاعته كذا وكذا.

حدثنا عبد الله بن عثمان أخبرنا عبد الله ثنا جرير بن حازم ثنا حميد بن هلال عن صلة بن أشيم العدوي قال: خرجت في بعض قرى نهر تيري أسير على دابتي في زمان فيوض الماء؛ فأنا أسير على مسناة الماء على حى، فسرت يوماً لا أجد شيئاً آكله فاشتد جوعي. قال: فلقيني علج يحمل على عنقه شيئاً. فقلت: ضعه. فوضعه فإذا خبز، فقلت: أطعمني منه. قال: نعم إن شئت ولكنه شحم خنزير. قال: فلما قال ذلك تركته ومضيت، ثم لقيت آخر يحمل على عنقه طعاماً فقلت: أطعمني ؟ قال: تزودت هذا لكذا وكذا من يوم فأن أخذت منه شيئاً أضررت بي وأجعتني. فتركته، ثم مضيت فوالله إني لأسير إذ سمعت خلفي وجبة كخواته الطير - يعني صوت طيرانه - فالتفت فأذا شيء ملفوف في سب أبيض - أي خمار - فنزلت إليه فإذا دوخلة من رطب في زمان ليس في الأرض رطبة. فأكلت منه فلم آكل رطباً أطيب <48> منه، وشربت من الماء ثم لففت ما بقي منه وركبت الفرس وحملت نواهن معي.
قال: حدثني أوفى بن دلهم قال: رأيت ذلك السب مع امرأته ملفوفاً فيه مصحفها. ثم فقد بعد ذلك فلا يدرى أسرق أو ذهب أو ما صنع به.
فحدثني سعيد بن أسد حدثنا ضمرة عن ابن شوذب قال: كان صلة ابن أشيم يخرج بالنهار إلى الجبانة يصلي فيها، وكان يمر بأهل مجلس ينتقلون من فيء إلى ف - ء، فلما طال ذلك به وبهم وقف عليهم، فسلم عليهم، ثم قال: ما تقولون رحمكم الله في قوم سفر جازوا بالنهار وناموا بالليل متى يبلغ هؤلاء ؟ قالوا: لا، متى ! ثم مضى، فقال رجل منهم: ويحكم ما عنى بهذا أحداً غيرنا لا يرانا الله في هذا المجلس أبداً.
حدثني سعيد بن أسد حدثنا ضمرة عن ابن شوذب قال: قالت معاذة العدوية: ما كان صلة يجيء من مسجد بيته إلى فراشه إلا حبواً يقوم حتى ما يقر في الصلاة.
حدثنا عبد الله بن عثمان أخبرنا عبد الله أنبأ المستلم بن سعيد الواسطي أخبرنا حماد بن جعفر بن زيد العبدي: أن أباه أخبره قال: خرجنا في غزوة إلى كابل وفي الجيش صلة بن أشيم، قال: فترك الناس عند العتمة، فقلت: لأرمقن عمله فانظر ما يذكر الناس من عبادته، فصلى العثمة ثم اضطجع فالتمس غفلة الناس حتى إذا قلت - هدأت - العيون وثب فدخل غيضة قريباً منه، ودخلت في أثره، فتوضأ، ثم قام يصلي فافتتح الصلاة. قال: وجاء أسد حتى دنا منه فصعدت إلى شجرة قال: فتراه التفت إليه أو عدل به جرذاً حتى سجد، <49> فقلت: الآن يفترسه. فلا شيء. فجلس، ثم سلم، فقال: أيها السبع اطلب الرزق من مكان آخر. فولي وإن له زئيراً أقول تصدع الجبال منه. فما زال كذلك يصلي حتى إذا كان الصبح جلس فحمد الله بمحامد لم أسمع مثلها إلا ما شاء الله. قال: ثم قال: اللهم إني أسألك أن تجيرني من النار أو مثلي يجترئ أن يسألك الجنة. ثم رجع، فأصبح كأنه بات على الحشايا، وأصبحت في من الفترة شيء الله به عليم. قال: فلما دنونا من أرض العدو قال الأمير: لا يشذن أحد من العسكر. قال: فذهبت بغلته بثقلها، فأخذ يصلي، فقالوا له: إن الناس قد ذهبوا، فمضى ثم قال: دعوني أصلي ركعتين. قالوا: إن الناس قد ذهبوا، فمضى ثم قال: دعوني أصلي ركعتين. قالوا: إن الناس قد ذهبوا. قال: إنما هي خفيفتان. قال: فدعا ثم قال: اللهم إني أقسم عليك أن ترد علي بغلتي وثقلها. قال: فجاءت حتى قامت بين يديه. قال: فلما لقينا العدو حمل هو وهشام ابن عامر فشقا بهم طعناً وضرباً وقتلاً. قال: فكسر ذلك العدو وقالوا: إن رجلين من العرب صنعا بنا هذا فكيف لو قاتلونا ! فأعطوا المسلمين حاجتهم. فقيل لأبي هريرة: إن هشام.
مطرف بن عبد الله بن الشخير
حدثنا أبو النعمان محمد بن الفضل قال: ثنا مهدي بن ميمون حدثنا غيلان قال: سمعت مطرفاً يقول: كأن القلوب ليست معنا وكأن الحديث يعني به غيرنا.
حدثنا أبو النعمان ثنا مهدي بن ميمون حدثنا غيلان قال: كان مطرف يلبس البرانس ويلبس المطارف ويركب الخيل ويغشى السلطان، غير إنك كنت إذا أفضيت إليه أفضيت إلى قرة العين.
حدثنا الحجاج بن المنهال حدثنا مهدي حدثنا غيلان قال مطرف: لقد كاد خوف النار يحول بيني وبين أن أسأل الله الجنة.
حدثنا أبو النعمان وسعيد قالا: حدثنا مهدي حدثنا غيلان قال: كان مطرف يقول: صلاح قلب وصلاح عمل وصلاح نية.

حدثنا أبو النعمان ثنا مهدي حدثنا غيلان قال: سمعت مطرفاً يقول: إني إنما وجدت ابن <50> آدم كالشيء الملقى بين الله وبين الشيطان فأن أراد الله أن ينعشه احتزه إليه وأن أراد به غير ذلك خلى بينه وبين عدوه.
وبه عن مطرف قال: لو أتاني آت من ربي فخيرني بين أن يخبرني أفي الجنة أنا أم في النار وبين أن أصير تراباً لاخترت أن أصير تراباً.
حدثنا الحجاج ثنا مهدي ثنا غيلان عن مطرف قال: سمعته يقول: لئن أعافى فأكشر أحب إلي من أن ابتلى فأصبر. قال: نظرت في العافية فوجدت فيها خير الدنيا والآخرة.
حدثنا عمرو بن عاصم حدثنا سليمان بن المغيرة حدثنا حميد بن هلال قال: قال مطرف: ما خير لا شر فيه ولا آفة، ولكل شيء آفة، فإذا هو أن يعافى عبد فيشكر.
حدثنا سليمان بن حرب قال: قال مطرف: أتى على الناس زمان وأفضلهم المسارع وإن أفضل أهل زمانكم هذا المتئدين.
وحدثني سليمان وحدثني صاحب لي قال: قال مطرف: الناس كلهم أحمق فيما بينهم وبين الله ولكن بعض الحمق أهون من بعض.
قال: قال سليمان: وحدثنا صاحب لنا قال: قال مطرف: لو أن لي نفسين فأعتبر باحديهما ولكنها نفس واحدة.
حدثنا سعيد بن منصور حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن مطرف بن عبد الله بن الشخير قال: فضل العلم أحب إلي من فضل العبادة، وخير دينكم الورع.
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا أبو هلال حدثنا أبو صالح العقيلي قال: كان أبو العلاء يقرأ في المصحف حتى يغشى عليه.
حدثنا سليمان حدثنا حماد عن سعيد الجريري قال: كان أبو العلاء يقرأ في المصحف، قال: فكان مطرف يقول أحياناً: اغن غناء مصحفك هذا سائر اليوم.
قال: وسمعت أبا النعمان يقول: كان مطرف يقول لئن أعافى فأشكر أحب إلي أن ابتلى فأصبر.
قال: وكان أبو العلاء يقول: اللهم إن كان شيء فعجل.
قال أبو النعمان: وحدثنا حماد بن زيد حدثنا أيوب عن أبي العلاء قال: خرجت معتمراً حتى إذا كنت بالدثنومة، وقعت عن راحلتي فكسرت فبعثت لي ابن عمر وابن عباس فسئلا <51> فقالا: ليس له وقت كوقت الحج، يكون على احرامه حتى يصل إلى البيت. قال: فبقيت بتلك الهيأة ستة أشهر أو سبعة أشهر حتى وصلت إلى البيت.
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن سعيد الجريري عن أبي العلاء قال: لما كسرت بعثت مطرفاً إلى ابن عمر فسأله فقال: ما تقول في أخي ؟ قال: ما أقول إنه إن مات من وجهه هذا دخل الجنة.
صفوان بن محرز
حدثنا المكي بن إبراهيم حدثنا هشام عن الحسن قال: قال صفوان بن محرز: إذا رجعت إلى أهلي فأتيت برغيف فأكلته فقارب شبعي ثم شربت عليه من الماء حتى أروى فجزى الله الدنيا عن أهلها شراً.
حدثنا المعلى بن أسد ثنا جعفر ثنا هشام بن حسان عن الحسن عن صفوان قال: إذا أكلت رغيفاً أشد به صلبي وشربت كوز ماء فعلى الدنيا وأهلها العفاء.
حدثنا المعلى ومحمد بن عبد الله الرقاشي قالا: حدثنا جعفر حدثنا المعلى ابن زياد الفردوسي قال: كان لصفوان سرب يبكي فيه، وكان صفوان يقول: قد أرى مكان الشهادة أو تشايعني نفسي.
مسلم بن يسار
حدثنا عيسى بن محمد أخبرنا أزهر عن ابن عون قال: كان مسلم ابن يسار لا يفضل عليه أحد في ذلك الزمان حتى فعل تلك الفعلة، فلقيه أبو قلابة فقال: والله لا أعود أبداً. فقال أبو قلابة: إن شاء الله. قتلا أبو قلابة إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء. فأرسل مسلم عينيه.
حدثنا عيسى بن محمد أخبرنا أزهر عن ابن عون عن عبد الله بن مسلم بن يسار إن أباه كان إذا صلى كأنه ود لا يقول هكذا أو هكذا.
<52> حدثنا سليمان بن حرب حدثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال قال: كان مسلم بن يسار إذا قام يصلي كأنه ثوب ملقى.
حدثنا سعيد بن أسد وأبو عمير ومحمد بن عبد العزيز الرملي قالوا: حدثنا ضمرة عن علي بن أبي حملة قال: سمعت مسلم بن يسار وسمع رجلاً يدعو ظلمه، فقال له مسلم: خل الظالم إلى ظلمه فأنه أسرع إليه من دعائك عليه، إلا أن يتداركه بعمل وقمين إلا بفعل.
حدثني أبو بشر حدثنا سعيد بن عامر قال حميد أبو الأسود حدثنا عن ابن عون قال: أدركت هذا المسجد وما فيه حلقة يذكر فيها الفقه إلا حلقة مسلم بن يسار. قال: إن في الحلقة من هو أسن منه غير إنها كانت تنسب إليه.

حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد عن أيوب قال: قيل لابن الأشعث: إن سرك أن يقتلوا حولك كما قتلوا حول جمل عائشة فأخرج مسلم بن يسار معك. قال: فأخرجه مكرها: قال: حدث حماد بن زيد قال: ذكر أيوب القراء الذين خرجوا مع ابن الأشعث فقال: لا أعلم أحداً منهم قتل إلا قد رغب له عن مصرعه، ولا أحد منهم نجا إلا قد ندم على ما كان منه. قال: فصحب أبو قلابة مسلم بن يسار قال: فقال: يا أبا قلابة إني أحمد الله إليك إني لم أطعن فيها برمح، ولم أضرب فيها بسيف ولم أرم فيهم بسهم. فقال له: يا أبا عبد الله كيف بمن رآك واقفاً فقال هذا أبو عبد الله والله ما وقف هذا الموقف إلا وهو على الحق، فتقدم فقاتل حتى قتل؟ قال: فبكى حتى تمنيت أني لم أقل شيئاً.
حدثنا أبو عمير حدثنا ضمرة عن علي بن أبي حملة قال: لما قدم علينا مسلم بن يسار قلنا له: يا أبا عبد الله لو علم الله أن بالعراق من هو خير منك جاءنا به. قال: فكيف لو رأيتم عبد الله بن زيد أبا قلابة الجرمي ؟ قال: فما ذهبت الأيام والليالي حتى قدم علينا أبو قلابة.
قال علي قال ابن أبي ادريس لأبيه: يا أبة ما يعجبك طول صمت أبي عبد الله مسلم بن يسار ؟ قال: أي بني تكلم بالحق خير من سكوت عنه. قال: فذهب إلى مسلم فأخبره فقال: أي بني سكوت عن الباطل خير من التكلم به.
<53> حدثنا أبو بشر معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة قال: كان مسلم بن يسار أبو عبد الله يعد خامس خمسة من فقهاء أهل البصرة.
حدثنا سلمة عن أحمد حدثنا إسماعيل أخبرنا خاند الحذاء قال: ذكر أبو قلابة عبد الله بن شقيق قال: أي رجل هو إلا أنه تعرب.
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن محمد قال: قلت لعبيدة: أكتب منك ما أسمع ؟ قال: لا. قلت: وجدت كتاباً أنظر فيه ؟ قال: لا.
قال: وحدثنا حماد عن أيوب قال: وجدت في كتاب أبي قلابة عن أنس قال: إذا نعس أحدكم وهو في الصلاة فلينم حتى يعقل ما يقول.
قال سليمان: وفي موضع عن أيوب عن أبي قلابة قال: قال حماد: قرأ جرير بن حازم على أيوب كتاباً لأبي قلابة. فقال: قد سمعت هذا كله من أبي قلابة وفيه ما أحفظه وفيه ما لا أحفظه. قال فكان حماد ربما حدثنا بالشيء فيقول: هذا ما كان في الكتاب.
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد قال: مات أبو قلابة بالشام فأوصى بكتبه لأيوب، فأرسل أيوب فجيء به عدل راحلة. قال أيوب: فلما جاءني قلت لمحمد: جاءني كتاب أبي قلابة فأحدث منها ؟ قال: نعم. قال: لا آمرك ولا أنهاك.
حدثنا سلمة عن أحمد حدثنا إسماعيل ثنا أيوب قال: أوصى أبو قلابة إلي بكتبه فأتيت بها من الشام فأعطيت كراها بضعة عشر درهماً.
حدثنا أبو النعمان حماد بن زيد قال: أوصى أبو قلابة قال: ادفعوا كتبي إلى أيوب إن كان حياً وإلا فأحرقوها.
حدثنا محمد بن منصور حدثنا يحيى بن أبي بكير حدثنا حماد بن سلمة عن حميد أنه أخذ كتب الحسن فنسخها ثم ردها عليه.
<54> قال علي بن المديني: حدثنا وهب بن جرير عن أبيه قال: كتب إلي يعلى ابن حكيم أن سل قتادة عن حديث ثم اكتب إلي، فأتيته، فقال: ائت سعيد ابن أبي عروبة فقد أخذ حديثي يملي عليك، ثم ائتني بها، فأتيت سعيداً فأملاها علي، ثم جئت به قتادة فما غير منها إلا حرفين.
قال علي: كان يجيء كل رجل منهم له رسل عند قتادة، فكان رسل سعيد مطر ورسل هشام الدستوائي أبي عمرو بن عامر.
قال علي: قال يحيى: أول من أتاني في هذا الشأن أبو عبيدة الحداد وقبله حسن الجفري في حياة ابن أبي جريج.
قال: وسمعت بكر بن خلف يذكر عن بعض شيوخ أهل البصرة وأظنه بهذا قال: قال حماد بن سلمة: كنت أسمع أن القصاص لا يحفظون حديثهم، فأتيت ثابت البناني فقلبت عليه حديثه، فكنت أقول له: كيف حديث أنس في كذا وكذا لحديث عبد الرحمن بن أبي ليلى ؟ فيقول لا هذا حديث عبد الرحمن. فأقول لحديث أنس كيف حديث ابن أبي ليلى في كذا وكذا ؟ فيقول هذا حديث أنس.
قال: وسمعت أبا موسى قال: يقال حميد بن تيرويه وهم يغضبون منه.
مذعور ومطرف
حدثنا عمرو بن عاصم حدثنا سليمان بن المغيرة حدثنا غيلان بن جرير قال: قال مطرف: ما كان اثنان في الله إلا كان أشدهما حباً لصاحبه أفضلهما، قال: فذكرت ذلك للحسن فقال: صدق مطرف.

قال: وقال غيلان: قال مطرف: أنا لمذعور أشد حباً وهو أفضل مني فكيف هذا ؟ فلما أمر بالرهط أن يخرجوا إلى الشام أمر بمذعور فيهم. قال: فلقيني فأخذ بلجام دابتي. قال: فجعلت كلما أردت أن أنصرف حبسني. قال: قلت: إن المكان بعيد. قال فجعل <55> يحبسني. قال فقلت: أنشدك الله ألا تركتني فلم تحبسني. قال: فلما ناشدته قال كلمة يخفيها جهده مني: اللهم فيك. قال: فلما أصبحت قيل له هل شعرت كأنه خرج بأخيك ؟ قال: فعرفت أنه أشد حباً لي مني له.
حدثنا عمرو بن عاصم حدثنا سليمان عن أبيه قال: كان مذعور يأتينا فيقول: هلم إلى ذكر الله. قال: فقال رجل من الحي: أكل يوم لنا من مذعور جمعة. قال: فذكرت ذلك لثابت. قال: فأعجبه.
حدثنا عمرو ثنا سليمان عن أبيه قال: كانت اختان للمذعور أم صفية وهنيدة، فأما أم صفية فكانت تقيم الأيتام والمساكين وأما هنيدة فكانت امرأة عابدة. قال: فقالت له ..... حين خرج به أوصنا ؟ قال: فقال أعملا فكأنكما قد .......
حدثنا عمرو حدثنا سليمان حدثنا قتادة قال: قال مطرف بن عبد الله بن الشخير: إن كان مذعور ليزورنا فيفرح به أهلنا.
حدثنا عمرو ثنا سليمان حدثنا ثابت قال: قال مطرف بن عبد الله: إن كان من هذه الأمة أحد ممتحن القلب فأن مذعوراً ممتحن القلب.
حدثنا عمرو ثنا سليمان حدثنا أيوب السختياني قال: لما سير أولئك الرهط إلى الشام كان فيهم مذعور وعامر بن عبد قيس وصعصعة بن صوحان. فلما عرفوا براءتهم أُمروا بالانصراف فانصرف بعضهم وكان فيمن أقام مذعور وعامر، وكان فيمن انحدر صعصعة بن صوحان.
حدثنا عمرو ثنا سليمان قال: قال لي ثابت: إني لأحبك لحب مذعور أو لقد أتيك من مذعور.
حدثنا عمرو ثنا سليمان حدثنا ثابت قال: قال مطرف: بينا أنا مع مذعور يوماً إذا رجل <56> يقول: هذان من أهل الجنة. قال: فنظر إليه مذعور فعرفت الكراهية في وجهه، ثم رفع بصره إلى السماء فقال: اللهم تعلمنا ولا يعلمنا اللهم تعلمنا ولا يعلمنا - ثلاثاً - .
حدثني سعيد بن أسد حدثنا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة عن مطرف بن الشخير قال: لما دخل على البصرة يوم الجمل جلست إلى عمار ابن ياسر فجعل يقطع في عثمان فقلت له: انكم أصحاب محمد سبقتمونا صحبة ثم أدركناكم فأعلمتونا ألا ذنب في الاسلام أعظم من الذم، ثم أنتم اليوم تحلونه. قال: فجاءه رسول علي فقال: أجب يا أبا اليقظان أمير المؤمنين فهو يقول إنه بدل - يعني عثمان - .
العلاء بن زياد وبشير بن كعب
حدثنا سعيد ثنا ضمرة عن ابن أبي حملة قال: ما رأيت عراقياً أفضل من العلاء بن زياد بن مطر العدوي.
حدثنا أبو بكر الحميدي حدثنا سفيان ثنا عمرو قال: قال لي طاوس: اذهب بنا نجالس الناس. قال: فجلسنا إلى رجل من أهل البصرة يقال له بشير بن كعب العدوي، فقال طاوس: رأيت هذا أتى ابن عباس فجعل يحدثه. فقال ابن عباس: كأني أسمع بحديث أبي هريرة.
حدثنا أبو بشر بكر بن خلف حدثنا وهب حدثنا أبي قال: سمعت حميد ابن هلال يحدث عن العلاء بن زياد قال: رأيت الناس في النوم يتبعون شيئاً فتبعته فإذا عجوز عوراء هتماء عليها من كل زينة وحلية فقلت: من أنت ؟ قالت: أنا الدنيا. فقلت: أسأل الله أن يبغضك إلي. قالت: نعم إن أبغضت الدراهم.
إياس بن معاوية
حدثنا نعيم بن حماد حدثنا ضمرة عن ابن شوذب قال: كان يقال: يولد في كل مائة سنة <57> رجل تام العقل، وكانوا يرون أن اياس بن معاوية منهم.
حدثنا أبو بكر الحميدي ومحمد بن يحيى قالا: حدثنا سفيان قال: سمعت ابن شبرمة قال: قالوا لأياس بن معاوية: إنك معجب برأيك. قال: لو لم أعجب برأيي لم أقض به.
حدثني سعيد بن أسد ثنا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة قال: قال ابن الاهتم لأياس بن معاوية: لولا خصال فيك كنت أنت الرجل. قال: وما هن ؟ قال: تقضي قبل أن تفهم، ولا تبالي من جالست، ولا تبالي ما لبست. قال: أما قولك أقصي قبل أن أفهم، فأيهم أكثر ثلاثة أو اثنين ؟ قال: لا بل ثلاثة. قال: ما أسرع ما فهمت ! قال: ومن لا يفهم هذا. قال: كذلك أنا لا أقضي حتى أفهم، وأما قولك أني لا أبالي مع من جلست فأني أجلس مع من يرى لي أحب من أن أجلس مع من أرى له، وأما قولك أني لا أبالي ما لبست فأني ألبس ثوباً يقي نفسي أحب إلي من أن ألبس ثوباً أقيه بنفسي.

حدثنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد قال: كان إياس بن معاوية والصلت بن دينار في مجلس أيوب فكلما حدث بشيء لم يدعه حتى قطع عليه، فإذا فرغ منه ذهب الصلت يحدث فيقول له اياس: اسكت، وحدث. قال: فقال الصلت: ما تدعني أبلع ريقي أتنفس. قال فقال اياس: إن هذا له امرأة تسيئه الخلق. قال: فقال: صدقت. فقال اياس: إنما سوء خلقك من ذاك لأنك خرجت ضجراً مغتماً فسوء خلقك من ذلك.
حدثنا سليمان مرة أخرى بالبصرة حدثنا حماد بن زيد قال: كنا في مكان أيوب وثم اياس بن معاوية والصلت بن دينار. قال: فجعل اياس يحدث وجعل الصلت يتعذر له إذ أفرغ يحدث. قال: فضرب اياس فخذه بيده وقال: اسكت. قال: فقال له الصلت: ابلع ريقك دعني أتنفس. قال: فقال اياس: أترون هذا فأن امرأة هذا سيئة الخلق. قال: فقال الصلت: صدقت والله إنها سيئة الخلق فمن أين علمت ؟ قال: إنك خرجت من عندها وقد ساء خلقها عليك فسوء خلقك هذا من ذلك.
حدثنا سليمان أخبرنا عمر بن علي بن مقدم عن سفيان بن حسين قال: كنت عند اياس بن معاوية وعنده رجل تخوفت ان قمت من عنده أن يقع في: قال: فجلست حتى قام، فلما قام ذكرته لأياس. قال: فجعل ينظر في وجهي فلا يقول لي شيئاً حتى فرغت. فقال لي: <58> اغزوت الديلم ؟ قلت: لا. قال غزوت السند ؟ قلت: لا. قال: غزوت الروم ؟ قلت: لا. قال: فسلم منك الديلم والسند والهند والروم وليس يسلم عليك أخوك هذا ؟ فلم يعد سفيان إلى ذلك.
حدثنا سليمان حدثنا عمر بن علي بن مقدم عن سفيان بن حسين قال: قيل لأياس بن معاوية: العالم أفضل أم العابد ؟ قالوا فقل لنا حتى نعرفه. قال: فقال: أما ترون كذا، وذكر سليمان شيئاً لم أفهم يجيء هذا يتعلم الجص وهذا ينقل الآجر وهذا مهين فإذا كان نصف النهار أتي بشرب من سويق فشرب، فإذا كان الليل أعطى كل رجل منهم درهماً فأعطى هذا أربعة دراهم خمسة دراهم.
حدثني سعيد بن أسد حدثنا ضمرة عن ابن شوذب قال: سمعت اياس بن معاوية يقول: الناس لا يعرفون عيوب أنفسهم وأنا أعرف عيب نفسي أنا رجب مكثار، وكان كذلك لا يجلس مجلساً إلا غلب عليه.
قال ضمرة: وسمعت من يقول: كان أبو اياس يقول: إن الناس ولدوا ابناً وولدت أباً.
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد عن ابن عون قال: ذكر محمد اياس بن معاوية قال: إنه لفهم إنه لفهم.
عقبة بن عبد الغافر
حدثنا عمرو بن عاصم حدثنا سليمان بن المغيرة حدثنا ثابت قال: ما كان أحد من الناس أحب إلي من أن ألقى الله في مسلاخه إلا عقبة بن عبد الغافر. فلما وقعت الفتنة أتيناه فقال: ما أعرفكم.
مالك بن دينار
حدثنا فهد بن حيان حدثنا محمد بن يزيد قال: سمعت التيمي يقول: ما أدركت أحداً كان أزهد في الدنيا من مالك بن دينار.
<59> حدثنا محمد بن عبد الله الرقاشي حدثنا جعفر عن مالك قال: مرضت حتى برسمت، قال: وكنت في ذلك عاقلاً. قال فدخل علي الحسن يعودني وفلان وفلان، قال: فقلت يا أبا سعيد لولا أخشى أن يكون بدعة لأمرت أهلي إذا أنا مت أن يواروني بشريط كما يصنع بالعبد الآبق. قال: فقال الحسن: صاحبكم يهجر. قال قال مالك: فعافى الله. قال: فكنت مع الحسن في أهله جالساً قال فقال لي: يا صاحب الشريط في ظلة من ظلة الأرض. قال: أقبل علي يعظني وكان معلماً.
شهر بن حوشب
حدثنا أبو صالح مروان بن هبة قال سمعت النضر بن شميل يقول: كان ابن عون لا يذكر أحداً إلا شهر بن حوشب فأنه كان يقول: إن شهراً قد تركوه تركوه.
حدثني العباس بن محمد حدثنا يحيى بن أبي بكير عن أبيه قال: كان شهر على بيت المال فأُخذت خريطة فيها دراهم. قال فقال القائل:
لقد باع شهر دينه بخريطة ... فمن يأمن القراء بعدك يا شهر
حدثني محمد قال: سمعت علياً: حدث ابن عون حديث هلال بن أبي زينب عن شهر عن أبي هريرة: ذكر الشهداء عند النبي صلى الله عليه وسلم. فساره شعبة فلم يذكره ابن عون.
حدثني أحمد بن الخليل حدثنا أبو النضر حدثنا عبد الحميد بن بهرام قال: سمعت من شهر بن حوشب بخولان في سنة مائة.
<60> ثابت البناني
حدثنا عمرو بن عاصم حدثنا سليمان بن المغيرة قال: استعان ناس بثابت على سعيد بن راشد. قال: فخرج معهم إلى الأبلة. قال: فلما جاء قالوا له: ما رأيت من البساتين ؟ قال: ما رأيت شيئاً يعجبني إلا أني قد رأيت امرأة تصلي.

حدثنا سعيد بن أسد حدثنا ضمرة عن ابن شوذب قال: سمعت ثابتاً البناني يقول: اللهم إن كنت أعطيت أحداً من خلقك يصلي لك في قبره فأعطنيه.
حدثنا محمد بن منصور حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة قال: كنت أقلب على ثابت الاسناد، فيقول: لا هذا عن فلان هذا عن فلان.
حدثنا سلمة ثنا أحمد عن بعض من ذكره عن حماد بن زيد قال: سمعت علي بن زيد ذكر يوسف بن مهران فقال: كان يشبه بحفظ عمرو ابن دينار.
حدثنا الفضل بن زياد حدثنا أحمد ثنا حسن بن موسى حدثنا أبو هلال ثنا قتادة قال: ما كانوا يفضلون أحداً على حميد بن هلال في العلم من أهل البصرة.
حدثني أحمد بن الخليل حدثنا يحيى بن أيوب حدثني عباد بن عباد المهلبي قال بلغنا أن شعبة تكلم في أيوب وخالد. قال: فأتيته أنا وحماد ابن زيد، فقلنا له ما شيء بلغنا عنك إياك أن تتكلم فيهما بشيء فتهلك نفسك ؟ قال: فكف.
قال يحيى بن أيوب: وسمع هذا الكلام من عباد انسان من كبار أصحاب الحديث أكره أن أسميه وذاكرني هكذا، ثم إنه بلغني عنه بأخرة أنه زاد فيه. قال: ثم إن شعبة عاد في الكلام فيهما، فقمنا إليه فكلمناه في ذلك. فقال: إنه لا يحل لي إلا ذلك. قال يحيى بن أيوب: ولم <61> يكن هذا الكلام فيه، وإنما كان هذا في قصة أبان بن أبي عياش، فنسي فجعله في قصة هذين وهو رجل مقبول القول فكرهت أن أرد عليه، ورأيت يحيى بن أيوب كأنه يعرض بأبن معين.
إبراهيم النخعي
حدثنا عقبة بن مكرم ثنا محمد بن أبي عدي أخبرنا شعبة عن هشيم عن المغيرة عن إبراهيم أنه كان لا يرى بأساً بأكل ما جعل له الحظار من السمك فمات فيه.
وبه عن شعبة عن هشيم عن مغيرة عن إبراهيم فيما أعلم في الرجل قال لأمرأته: لست لي بأمرأة. قال: ليس بشيء. قال: وقال الشعبي: إن أهون من هذا يعد طلاقاً.
حدثنا عقبة بن مكرم حدثنا محمد بن أبي عدي أخبرنا شعبة عن هشيم عن مغيرة عن إبراهيم قال: إذا قال الرجل لأمرأته اذهبي فتزوجي. قال: ليس بشيء. وقال الشعبي: إن أهون من هذا ليعد طلاقاً.
وبه عن إبراهيم قال: كانوا يقولون إذا اشتد الحر فاسجد على ظهر رجل - يعني الجمعة - .
حدثنا يحيى عن حماد حدثنا شعبة عن عقبة - وهو ابن أبي ثبيت الراسبي وهو ثقة - عن أبي الجوزاء: أن عمر بن الخطاب نهى النساء أن يبتن عن العشاء مخافة أن يحضن - يريد صلاة العشاء - .
حدثنا بندار قال قال أبو داؤد: الحسن بن عمران وهو أبو عبد الله العسقلاني.
حدثنا بندار حدثنا محمد بن جعفر عن شعبة عن أبي الفيض قال: لقيت أبا قرصافة - رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - فسألته يعني عن الصوم في السفر، وكان مسلمة بن عبد الملك قال: من صام رمضان في السفر فليقض في الحضر. فقال أبو قرصافة: صمت في السفر ثم صمت فما قضيت.
<62> حدثنا بندار ثنا أبو داؤد عن شعبة عن يزيد بن حميد قال: سمعت سالم بن أبي الجعد يحدث عن ابن عباس في الحجر الأسود.
حدثنا بندار حدثنا محمد بن شعيب عن أبي عبد الله مولى جهينة وهو موسى الجهني.
حدثنا بندار ثنا محمد حدثنا شعبة عن غيلان بن جرير قال: سمعت أبا الحلال العتكي قال: بعثني ابن عامر إلى عثمان في حاجة، فلما درغت قال: ألك حاجة ؟ حدثنا بندار حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن سليمان بن عبد الرحمن عن راشد بن يسار وكان مملوكاً لعبد الملك بن مروان فأشتراه البراء بن عازب فأعتقه.
حدثني بندار حدثنا يحيى ومحمد بن أبي عدي عن شعبة قال. سمعت طلحة قال: قال عبد الرحمن بن عوسجة: كنت نسيت زينوا القرآن بأصواتكم حتى ذكرنيه الضحاك بن مزاحم.
حدثنا بندار عن أبي داؤد عن شعبة عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عن عبد الله بن عمرو قال: ليأتين على جهنم زمان تخفق أبوابها ليس فيها أحد.
قال أبو داؤد: وحدثنا علي بن سلمة عن ثابت قال: سألت الحسن عن هذا الحديث فأنكره.
وعن محمد عن شعبة عن عامر بن شقيق بن جمرة. قال شعبة: فأخبرني سفيان عنه إنه قال: هكذا فافعلوا باللقطة.
حدثنا الأشناني الربيع المرئي حدثنا شعبة عن أبي جعفر عن مسلم أبي الحسن عن <63> ابن عمر قال: كان الآذان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين والأقامة مرة مرة، غير أنه يقول قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة.
حدثنا بندار قال محمد بن جعفر قال شعبة: لم أسمع من أبي جعفر غير هذا الحديث.

حدثنا أبو موسى ثنا يحيى بن أبي بكير حدثنا شعبة قال: كنا في جنازة طلحة بن مصرف، فأثنى عليه أبو معشر وقال: ما ترك مثله.
حدثنا بندار عن محمد بن جعفر غندر وابن معاذ عن أبيه عن شعبة قال سمعت الأشعث الأثرم قبل أن يخلط.
حدثنا بندار عن محمد عن شعبة قال: سمعت عثمان مولى ابن عقيل الثقفي وهو عثمان بن المغيرة وهو عثمان الأعمش.
حدثنا بندار عن محمد عن شعبة عن إبراهيم بن ميمون قال: سمعت أبا الأحوص يحدث عن عروة بن المغيرة بن شعبة عن عائشة أن رجلاً دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وذكر رجلاً عنده فقال: بئس عبد الله أخو العشيرة. ثم دخل عليه فأقبل عليه بوجهه حتى ظننت أن له عنده منزلة. قال شعبة: أو حتى كأن له عنده منزلة.
حدثنا أبو موسى عن عبد الوهاب وعبد الأعلى، عن داؤد قال عبد الوهاب عن قشير بن عمر وقال عبد الأعلى عن قشير بن عامر، وعبد الوهاب وعبد الأعلى عن داؤد عن القاسم بن عمر قال، وقال حماد بن سلمة عن داؤد عن القاسم بن فلان قال: وقال عبد الأعلى: عن داؤد عن سويد بن حجير قال، وقال أبو معاوية: عن داؤد عن أبي قزعة حجير بن بيان، وقال داؤد: عن أبي هنيدة حريث بن مالك.
<64> حدثنا الحجاج ثنا حماد عن داؤد عن عمار رجل من أهل الشام قال: أدربنا وفينا شيخ. قال أبو موسى: هو عمار بن عبيد.
حدثنا أبو موسى حدثنا ابن أبي عدي عن حميد عن أبي عثمان النهدي قال: كنت بالمدينة مع أبي هريرة قال: فارتجت المدينة فقلت: ما شأنهم ؟ قالوا: لست من أهل البلد ؟ قال قلت: لا. قالوا: صدقت لو كنت من أهل البلد لعلمت مات أبو سعيد.
حدثنا أبو موسى حدثنا غندر عن شعبة حدثني حمزة الأعور أبو عمارة بن حمزة، قال: وحدثنا محمد ثنا شعبة عن عطاء بن السائب عن أبي البختري عن علي إنه قال في الحرام والبتة والبائنة والخلية والبرية ثلاثاً ثلاثاً. قال شعبة: قال لي ورقاء أنه يحدث عن زاذان. فلقيت عطاء فقلت: من حدثك عن علي ؟ قال: أبو البختري.
حدثنا أبو موسى وبندار قال: ثنا عبد الرحمن عن شعبة عن الهيثم كان مرة يصلي كل يوم مائتي ركعة.
حدثنا أبو موسى حدثنا محمد بن أبي عدي عن شعبة عن حبيب قال: أُخبرت عن عبد الرحمن بن المسور فلقيته سنة تسعين فسألته. فقال: أقمنا مع سعد بقرية من قرى الشام يقال لها نعمان، اصلي أربعاً ويصلي ركعتين فسألته عن ذلك فقال: نحن أعلم.
<65> حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة قال: لما كان يوم الجماجم أرادوا أن يؤمروا عليهم أبا البختري. فقال أبو البختري: إني رجل مولى فأمروا رجلاً من العرب. ففعلوا.
حدثني بندار حدثنا أبو داؤد حدثنا شعبة قال: سألت عمرو بن مرة قلت: أخبرني أويس القرني تعرفونه فيكم ؟ قال: لا.
حدثنا بندار ثنا محمد بن جعفر عن شعبة عن فرات عن مولى لأم سلمة قال: قالت أم سلمة: لما مات سعد وجيء بسريره فادخل عليها، جعلت تبكي وتقول: رمية أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعن شعبة عن فرات قال: سمعت أبا حازم قال: قاعدت أبا هريرة خمس سنين.
وعن شعبة عن زيد بن الحواري العمي.
حدثنا بندار حدثنا محمد عن شعبة قال: سمعت عبيد الله بن عمران شيخاً كخير الشيوخ عن أبي العشير مولى أم سلمة قال: قدمت بريداً من سجستان على عمر بن الخطاب وعلي مستقة فراء فأما ضربه وأما نهاه.
حدثنا بندار عن عبد الرحمن ومحمد عن شعبة عن محمد بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة قال: سمعت عمر وما رأيت رجلاً منا يشبهه.
حدثنا بندار عن عبد الرحمن عن شعبة عن محمد عبد الرحمن قال: قال: لي عمر بن عبد العزيز: اكتب لي حديث عمرة، وكان عمر بن عبد العزيز يسألها.
حدثنا بندار عن محمد عن شعبة عن حذيفة - وهو أبو اليمان - قال: رأيت الشعبي رفع السوط على غلامه وقال: هذا أشد ضرب ضربته غلاماً لي.
<66> وعن محمد عن شعبة عن ابن أخي مطرف بن عبد الله بن الشخير واسمه عبد الله بن هانيء عن مطرف.
حدثنا أبو يوسف حدثنا بندار عن أبي داؤد عن شعبة عن مشاش قال: لم يسمع الضحاك من ابن عباس شيئاً.
وعن أبي داؤد عن شعبة عن عبد الملك بن ميسرة قال: إنما لقي الضحاك سعيد بن جبير بالري فسمع منه التفسير.
حدثنا بندار ثنا مسلم بن قتيبة حدثنا شعبة عن يونس بن عبيد قال: لم يسمع الحسن من أبي هريرة شيئاً.

حدثنا بندار ثنا أمية بن خالد حدثنا شعبة قال: كنت عند أبي إسحق الهمداني فقيل له: إن شعبة يقول إنك لم تسمع من علقمة شيئاً. قال: صدق.
حدثنا بندار ثنا يحيى بن سعيد ثنا شعبة عن إسماعيل بن رجاء عن المعرور بن سويد قال: سمعت عمر يقول: يا أيها الناس أوضعوا فأنا وجدنا الأقامة الايضاع.
قال بندار: سمعت عبد الرحمن وسأله عن هذا الحديث قال: قد سمعته من شعبة وهو حديث منكر.
حدثنا بندار ثنا محمد عن شعبة عن أيوب عن ابن سيرين عن أبيه أنه صنع طعاماً فدعا ناساً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيهم أبي ابن كعب فجاء وهو صائم.
حدثنا بندار عن أبي الوليد حدثنا شعبة حدثنا أيوب سيد الفقهاء.
حدثنا بندار حدثنا عبد الرحمن عن شعبة قال: سمعت علي بن زيد وكان رفاعاً.
حدثنا بندار عبد الرحمن حدثنا شعبة قال: سمعت الحسن بن أبي الحسن يقول: كلما نعق ناعق اتبعوه.
<67> حدثنا بندار حدثنا محمد بن جعفر عن شعبة: رأيت على الحسن عمامة سوداء.
وعن محمد عن شعبة عن زياد بن مخراق قال: سمعت قيس بن عباية أبا نعامة القيسي يحدث عن مولى لسعد عن ابن لسعد حديث الدعاء.
حدثنا بندار يحيى وسألته عن هذا الحديث حدثنا شعبة حدثني زياد بن مخراق عن أبي نعامة قيس بن عباية عن ابن لسعد عن سعد. فقلت ليحيى: يا أبا سعيد قد خالفوك في اسناد هذا الحدي. قال يحيى: ليس هذا الحديث عندي في كتاب.
حدثنا بندار حدثنا أبو داؤد وسالم قالا: ثنا شعبة عن أبي إسحق قال: قال حذيفة: قلب صلة من ذهب.
حدثنا بندار حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير وعكرمة في قوله ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد قال: هوازن وبني حنيفة.
حدثنا بندار حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن قيس بن الربيع عن أبي حصين عن خالد بن سعد عن أبي مسعود: إنه كره نهاب السكر.
حدثنا عبيد الله بن معاذ حدثني أبي ثنا قرة قال: عرج بروح امرأة من أهلنا أياماً لا يمنعهم من دفنها إلا عرق يتحرك، ثم إنها تكلمت فقالت: ما فعل جعفر بن الزبير ؟ وكان جعفر قد مات في تلك الأيام التي لا تعقل فيها. فقلنا: مات. قالت: والله لقد رأيته كنت في السماء السابعة فإذا هم يقولون جاء المجشر جاء المجشر، فإذا جعفر بن الزبير في أكفانه.
حدثنا بندار ثنا محمد وأبو عامر عن شعبة عن أبي صدقة وهو سليمان بن كندير.
<68> قال بندار قلت لعبد الرحمن: وسليمان بن كندير أبو صدقة العجلي ؟ قال: نعم.
حدثنا بندار ثنا محمد عن شعبة عن عبد الملك الزراد عن كردوس وكان يقص.
حدثنا بندار ثنا أزهر عن ابن عون قال: رأيت كردوساً وكان قاص أهل الكوفة.
حدثنا بندار عن محمد عن شعبة عن أبي الأزهر صالح بن درهم.
حدثنا بندار ثنا عبد الرحمن عن شعبة عن أبي حصين قال: أوصى عبيدة السلماني أن يصلي عليه الأسود بن يزيد وكان عند غروب الشمس فخشي أن يصلي عليه المختار فبادر صلى عليه.
حدثنا محمد بن بشار ثنا محمد عن شعبة قال: سمعت أبا معشر الذي يروي عن إبراهيم النخعي قال: ما من قرية إلا وفيها من يدفع عن أهلها به وإني لأرجو أن يكون أبو وائل منهم.
حدثنا بندار ثنا عبد الرحمن حدثنا شعبة عن مغيرة قيل لابراهيم: إن أبا وائل يصلي على طنفسة. قال: أبو وائل خير من ذاك.
حدثنا بندار حدثني وهب حدثنا شعبة عن زياد بن علاقة عن أسامة بن شريك أخي بني ثعلبة بن سعد.
حدثنا أبو موسى ثنا أبو عامر علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير حدثني قيلويه يكنى أبا صالح قال: كانت لي على رجل من الصيادين عشرون درهماً، فجعل يهدي إلي فجعلت إذا أهدى إلي....... حتى إذا بلغت هديته ثلاثة عشر درهماً فأتيت ابن عباس فسألته فقال: أحسب له ثلاثة عشر وخذ سبعة.
<69> حميد الطويل هو ابن تيرويه كنيته أبو عبيدة، وأبو عبيدة الناجي صاحب المواعظ بكر بن أبي الأسود.
حدثني سوار بن عبد الله بن سوار عن معاوية بن عبد الكريم بصري ثقة.
حدثنا ابن رجاء حدثنا أبو رجاء الكلبي وهو شيخ ثقة.
وأشعث بن عبد الملك البصري ثقة.
وأشعث بن سوار ضعيف.
حدثنا الحميدي عن سفيان إنه تكلم فيه وضعفه ورغب عن الرواية عنه.
حدثنا آدم عن أشعث بن سعيد أبي الربيع السمان وحديثه ليس شيء.

حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حوشب بن عقيل - وكنيته أبو دحية، وقد روى عنه عبد الرحمن بن مهدي - سمعت صدقة بن الفضل وذكر له حديث حوشب بن عقيل أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة. فأثنى على حوشب وقال: هذا حديث من حدثكم ؟ قالوا: سليمان بن حرب. قال: عمن حدثكم عن عبد الرحمن عنه ؟ قالوا: لا. سمعه سليمان من حوشب. فقال: هذا شيخ قديم.
حدثنا ابن قعنب حدثنا جهير بن زيد وأثنى عليه خيراً هو وسليمان ابن حرب وهو ثقة راجح.
حدثنا آدم وسليمان عن شعبة عن عطاء بن أبي ميمونة وكنيته أبو معاذ ثقة.
حدثنا زياد بن أيوب عن أبي عبيدة الحداد عبد الواحد بن واصل وهو ثقة.
وعبد المؤمن أبو عبيدة بن عبيد الله السدوسي ثقة.
حدثنا الحجاج بن نصير حدثنا إسماعيل بن مسلم العبدي حديث الصرف. <70> وإسماعيل ثقة، والحجاج بن نصير فيه لين كان شيخاً مغفلاً سليماً. وكان ابن ابنة الأزهر أدخل عليه أحاديث.
وإسماعيل بن مسلم المكي ضعيف، وإسماعيل أصله بصري إلا أنه كان يسكن مكة، وكان يخرج إلى البصرة ويوافي الحج.
حدثنا آدم حدثنا شعبة عن الجريري وهو ثقة أخذوا عنه، من سمع عنه في الصحة لأنه كان عمل فيه السن فتغير، وكان أهل العلم يسمعون، وسماع هؤلاء الذين بأخرة فيه وفيه.
وسعيد بن أبي عروبة حدثني عنه يحيى بن حماد، قال يحيى: وكان الناس يقولون هو متغير فأنت أعلم، ومن سمع منه قبل التغير فحديثه حجة.
حدثنا أبو نعيم ثنا صالح بن رستم أبو عامر الخزاز وهو مزني حدثني أبو حمزة قال: سألت ابن عباس، وعن ابن أبي مليكة صحبت ابن عباس.
حدثنا أبو نعيم ثنا صالح حدثني حميد بن هلال حدثني الأحنف بن قيس قال: قدمت المدينة فدخلت مسجدها فبينما أنا اصلي إذ دخل رجل آدم طوال أبيض الرأس واللحية محلوق يشبه بعضه بعضاً. قال: فخرج فأتبعته فقلت من هذا ؟ قال: أبو ذر.
حدثنا أبو نعيم ثنا قرة بن خالد السدوسي وهو من ثقات البصريين.
حدثنا أبو نعيم حدثنا حريث بن السائب مؤذن بني أسد قال: كنا في جنازة حفصة بنت سيرين فقال الحسن: أين صاحبهم - يعني محمد بن سيرين - فقالوا: يتوضأ. فقال: الحر من ماء.
قال: وقال حريث فأخبرني محمد بن المنكدر عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من طاف حول هذا البيت أسبوعاً لا يلغو فيه كان كعدل رقبة يعتقها. وحريث شيخ ثبت لا بأس به.
<71> حدثنا أبو نعيم حدثنا عمر بن الوليد الشني وهو لا بأس به.
حدثني شهاب بن عباد العصري أن أباه حدثه أن عمر بن الخطاب وقف عليهم بعرفات فقال: لمن هذه الأخبية ؟ فقالوا: لعبد القيس، فدعاهم واستغفر لهم، ثم قال: إن هذا يوم الحج الأكبر فلا يصومنه منكم أحد، فحججت بعد أبي فأتيت المدينة فسألت عن أفضل أهل المدينة، فقالوا: سعيد بن المسيب.
قال: فرأيت شيخاً جليلاً من أهل الكوفة ودخل إلى أبي نعيم يوم مجلسه وقد اجتمع إليه أصحاب الحديث ليحدثهم وهو على درجة له، فسلم عليه. وسأله قال: بلغني أنك حدثت أن النبي صلى الله عليه وسلم أدخل قبره قطيفة ؟ وقال أبو نعيم: نعم، حدثنا شعبة وكان شيخاً كتبنا عن أبي حمزة قال: سمعت ابن عباس يقول: أدخل قبر النبي صلى الله عليه وسلم قطيفة حمراء.
حدثنا أبو نعيم حدثنا هشام الدستوائي - وهو ابن سنبر - .
حدثنا أبو نعيم حدثنا هشام عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن عبد الرحمن إنه دخل على عمر فوجده يصلي الظهر، فقال: ما هذه الصلاة أو ما هذه ؟ قال: إنها من صلاة الليل.
قال: وبلغني أن أبا نعيم كان يقول عبد الرحمن بن عوف، فقيل له: إنما هو عبد الرحمن بن عبد القاري. فاقتصر على عبد الرحمن ولم ينسبه.
حدثنا أبو نعيم حدثنا هشام عن يحيى عن أبي سلمة عن زيد بن ثابت إنه كان يقول: يجزئ طعام المساكين في كفارة اليمين مد حنطة لكل مسكين، ومعمر يخالف هشاماً في إسناد هذا الحديث، وأخطأ فيه، والمحفوظ حديث هشام.
حدثنا أبو نعيم حدثنا هشام عن يحيى بن أبي كثير عن المهاجر ابن عكرمة أن عبد الله بن أبي بكر حدثه إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يحل لرجل يؤمن بالله واليوم الآخر أن يجلد فوق عشرة أسواط إلا في حد. ورواه بعض من لا يوثق بروايته فقال: إن عبد الله ابن أبي بكر الصديق حدثه، وإنما هو عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم.

حدثنا أبو نعيم حدثنا هشام عن أيوب عن نافع أن ابن عمر كان يكون عنده مال اليتيم فيزكيه ويعطيه مضاربة ويستقرض منه.
<72> حدثنا إبراهيم وسليمان وأبو النعمان وسعيد بن منصور وابن عثمان قالوا: حدثنا حماد بن زيد حدثنا أبو إسماعيل الأزرق عن غيلان بن جرير عن أبي الحلال ربيعة بن زرارة العتكي قال: دخلت على عثمان في وفد من البصرة فرفعنا إليه حوائجنا، فقال: إذا شئتم. ثم قال: أجلك الله أجلك الله. قلت: رجل منا جعل أمر أمرأته بيدها. قال فأمرها في يدها. وهذا إسناد حسن. غيلان بن جرير معولي روى عنه أيوب السختياني وقتادة وجرير بن حازم ومهدي بن ميمون.
وأبو الحلال شريف من أشراف الأزد يجمع شرفاً وستراً وصلاحاً. زاد ابن عثمان: قال حماد: وكان هشام يقول في هذا الحديث: والقضاء ما قضيت. قال حماد: فذكرت هذا الحديث لأيوب فقال: هكذا ذكر غيلان كما حفظته أنت.
حدثنا أبو نعيم ثنا عمارة بن زاذان الصيدلاني عن مكحول الأزدي وعمارة ثقة، ومكحول بصري ليس هو مكحول الشامي، وحديثه مستقيم قد سمع من ابن عمر.
حدثنا أبو نعيم حدثنا أبو قدامة الحارث بن عبيد الأيادي.
حدثنا أبو نعيم حدثنا نصر بن علي الجهضمي وهو ثقة، وقد روى عن النضر بن شيبان عن أبي سلمة بن عبد الرحمن حدثني عبد الرحمن بن عوف. وهذا خطأ لم يسمع أبو سلمة من أبيه شيئاً.
حدثنا أبو نعيم حدثنا راشد بن معبد الواسطي مولى الحجاج قال: رأيت أنس بن مالك. وراشد شيخ مستور.
حدثنا موسى بن إسماعيل عن مبارك بن حسان وهو ثقة.
حدثنا عبد الرحمن بن حماد الشعيثي حدثنا كهمس بن الحسن وهو ثقة.
حدثنا أبو النعمان ثنا ملازم بن عمرو وهو ثقة.
<73> حدثنا أبو بشر بكر بن خلف وابن المثنى قالا: حدثنا عبد الأعلى ابن عبد الأعلى السامي أبو همام وهو ثقة.
وحدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا أبو عقيل الدورقي ثقة.
وأبو عقيل الذي يروي عنه شعبة وهشيم ثقة، واسمه هاشم بن بلال.
حدثنا خالد بن يزيد حدثنا أبو عقيل يحيى بن المتوكل عن أبيه وهو ضعيف.
حدثنا أبو عمر النمري حدثنا محمد بن مهزم الرمام الشعاب وهو ثقة.
حدثنا المعلى بن أسد ثنا حاتم بن وردان وهو ثقة.
وحدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا البراء الغنوي وهو ثقة.
وحدثنا أبو عمر ثنا مرجئ بن رجاء وهو لا بأس به.
وحدثنا أبو عمر النمري حدثنا الحارث بن وجيه وهو ضعيف.
حدثني عقبة بن مكرم وحدثنا محمد بن جعفر عن شعبة عن خالد الحذاء عن أبي بشر عن الثلب - وإنما هو بالتاء التلب. قال شعبة: بالثاء - .
وحدثنا موسى بن إسماعيل التبوذكي حدثنا بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة وهو ضعيف.
وحدثنا سعيد بن منصور ثنا يوسف بن عطية الصفار وهو ضعيف.
وحدثنا أبو الوليد ثنا محمد بن جابر ثنا أيوب بن عتبة ضعيفان لا يفرح بحديثهما.
وكذلك أيوب بن جابر وأيوب أمثل من محمد بن جابر.
قال أبو الوليد: أفادني ابن المبارك عن محمد بن جابر أربعة أحاديث فأتيته فسألته فحدثني بها عن غير الذي أفادني عنه ابن المبارك فرجعت إلى ابن المبارك فأخبرته فقال: ليس بشيء غلط فيها. قال: فمحوته.
<74> حدثنا آدم حدثنا الربيع بن بدر وهو ضعيف ليس حديثه بشيء.
حدثنا مسلم حدثنا الضحاك بن نبراس وهو ضعيف ليس حديثه بشيء.
أخبرنا مسلم ثنا عباد بن منصور وهو ضعيف.
حدثنا مسلم حدثنا أبو بكر الهذلي وهو ضعيف، ليس حديثه بشيء.
حدثنا عمرو بن الربيع بن طارق حدثنا عكرمة بن إبراهيم وهو ضعيف.
حدثنا محمد بن عبد الله الرقاشي حدثنا عدي بن الفضل وهو ضعيف متروك.
حدثنا مسلم حدثنا الحارث بن نبهان ضعيف ليس حديثه بشيء.
وعقبة الأصم ضعيف.
وعبد الواحد بن زيد حدثنا عنه ابن حساب وهو ضعيف أمسك عبد الرحمن بن مهدي عن حديثه.
حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا سعيد بن ندى وليس حديثه بشيء.
حدثنا حجاج بن نصير عن أبي أمية بن يعلى وحديثه ليس بشيء.
حدثنا آدم عن عيسى بن ميمون عن القاسم وحديثه ليس بشيء.
حدثنا عبيد الله بن موسى ومحمد بن عبد الله الأنصاري عن سعيد السماك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أذن فهو يقيم. وهو ضعيف ليس حديثه بشيء.
حدثني أبو عمر الضرير أخبرنا نصر بن طريف.
حدثنا عبيد الله بن موسى أخبرنا أبو جزي وهو نصر بن طريف ضعيف ضعيف متروك.

وعثمان البري ضعيف متروك، تركه ابن المبارك ويحيى بن سعيد والناس وكان عبد الرحمن بن مهدي يقول فيه غير ما قال غيره، زعم أنه لا بأس به.
<75> حدثنا مسلم عن الصلت بن دينار وهو ضعيف حديثه ليس بشيء.
حدثنا أبو النعمان عن حماد عن محمد بن فضاء وهو ضعيف.
وقد روى سعيد بن أبي عروبة عن عبيد الله بن عمر وعن هشام ابن عروة وعن أبي بشر ولم يسمع منهم، إنما دلس عنهم، ولعمري إنما روى عنهم مناكير.
حدثني محمد بن عثمان الدمشقي حدثنا سعيد بن بشير عن قتادة عن الحسن عن سمرة: أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نرد على الامام وأن نتحاب وأن يسلم بعضنا على بعض.
قال: وسألت أبا مسهر عن سعيد بن بشير ؟ قال: لم يكن في جندنا أحفظ منه، وهو ضعيف منكر الحديث.
حدثنا صفوان بن صالح حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا سعيد بن بشير عن قتادة عن مجاهد عن ابن عباس عن أبي بن كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه ليلة أسرى به وجد رائحة طيبة. فقال: ما هذه الريح الطيبة ؟ فقال: هذا ريح فيز الماشطة وابنها وزوجها.
ولم يسمع قتادة من سعيد بن جبير ولا من الشعبي ولا من النخعي ولا من مجاهد شيئاً، ولم يسمع من أبي قلابة شيئاً، إنما أرسل عنهم.
حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا مبشر بن مكسر وهو لا بأس به.
حدثنا مسلم حدثنا عمارة بن زاذان حدثنا زياد النميري وهو لا بأس به. وأما زياد أبو عمار فليس حديثه بشيء.
وسعيد أبو مسعود الجريري روى عنه ابن المبارك ويزيد بن هارون.
وعباس الجريري روى عنه حماد بن سلمة وسعيد كان عمل فيه السن وتغير وكلاهما ثقة.
حدثنا أبو نعيم النخعي ثنا أبو سهل محمد بن عمرو الأنصاري وهو ضعيف.
<76> وروى شعبة عن عمرو بن أبي حكيم أبي سعيد الواسطي ثقة.
حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا محمد بن راشد وهو شامي نزل البصرة.
حدثنا عبيد الله بن معاذ حدثنا أبي ثنا ابن عون عن محمد بن إسحق وعن مسكين الكوفي وعن أبي محمد عبد الرحمن بن عبيد، ولم يحدث أحد فيما علمنا عن واحد منهم إلا ابن عون.
حدثنا مسلم ثنا سلام بن مسكين حدثنا أبو العلاء القسملي وهو لين الحديث.
حدثنا أبو نعيم حدثنا معاذ بن العلاء أخو أبي عمرو بن العلاء قال: رأيت القاسم بن محمد على راحلة عليها قطيفة من حرائر، ورأيت عليه جبة من خز خضراء ورأيت عليه رداءً ممصراً، ولهما أخ يكنى أبا سفيان.
حدثنا العباس بن عبد العظيم حدثنا يحيى بن سعيد وأخضر بن عجلان وهو ثقة.
وأما عطاء بن عجلان فضعيف ليس حديثه بشيء.
وروى ابن عون عن عبيد بن باب وليس هو بأبي عمرو بن عبيد القدري هو آخر.
وعبيد أبو عمرو كان نساجاً، ثم تحول فكان شرطياً للحجاج، وهو من سبي سجستان.
حدثنا الحجاج حدثنا حماد بن سلمة عن هشام بن عمرو الفزاري ولا نعلم أحداً روى عنه غير حماد وهو ثقة.
عياض بن ميسرة وهو مصري.
وعباد بن راشد وعباد بن منصور وعباد بن كثير في حديثهم ضعف.
حدثنا سليمان عن حماد عن حنظلة السدوسي عمل فيه السن وتغير.
حدثنا إسماعيل بن سالم الصائغ حدثنا هشيم عن حصين بن زيد التميمي وهو بصري.
<77> قال: وحدثونا عن يحيى بن سعيد وعمران بن مسلم القصير وهو ثقة.
وحدثنا عبيد الله بن معاذ قال: رأيت في كتاب أبي بخطه: حاتم بن أبي صغيرة أبو صغيرة أبو أمه وهو حاتم بن مسلم.
حدثنا أبو عاصم عن حجاج بن أبي عثمان الصواف وهو ثقة.
حدثني أحمد بن حفص عن أبيه عن إبراهيم بن طهمان عن حجاج الأسود الباهلي وهو ثقة حسن الحديث.
حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري عن حميد عن ميمون بن سياه وهو لين الحديث، وكذلك يزيد الرقاشي وزياد النميري.
وصالح المري ثقة قد ذكرته قبل هذا.
حدثنا أبو النعمان عن يزيد بن زريع عن أبي رجاء واسمه محمد ابن سيف وقد حدث عنه شعبة.
ثابت البناني بن أسلم.
وزيد بن الحواري وهو العمي روى عنه الأعمش.
حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثني الحسن بن دينار، والحسن هو ابن واصل، ودينار زوج أمه، وهو ضعيف.
حدثنا أبو الوليد عن محمد بن ثابت العبدي. قال يعقوب: ورأيت أبا الوليد كأنه يضعفه.
ومحمد بن أسلم البناني ضعيف.
ومحمد بن ثابت أخو عزرة بن ثابت وهو عزرة.
حدثنا الحجاج حدثنا همام بن يحيى وقد روى عنه ابن علبة.

حدثنا الحجاج ثنا حماد - عن سعيد بن جمهان وهو ثقة، وكذلك حشرج بن نباته ثقة.
عقبة بن أوس وعقبة بن عبد الغافر عقبة بن وساج يعتبرون ثقات.
حدثنا عمرو بن عاصم عن المغيرة عن حميد بن هلال عن عبد الله ابن المغفل، وقد سمع حميد من أنس بن مالك، وحميد بن هلال أحد الثقات عدوي، وفي بني عدي رجال ثقات منهم: يزيد بن مسلم روى عنه ابن عون.
حدثنا عبد الله ثنا أبي ثنا عمران بن حدير أبو عبيدة عن أبي مجلز، وعمران أحد الثقات.
وقال يحيى بن سعيد: أول ما طلبت الحديث نظرت في كتاب عمران فلم أر فيه إلا آراء الرجال فلم أكتب: أو كلام نحو هذا.
حدثني محمد بن عبد الرحيم قال: سألت علياً عن عبد الله بن شقيق رأى ابن عمر ؟ قال: لا، ولكنه قد رأى أبا ذر وأبا هريرة.
قال محمد: سمعت علياً وقيل له: روى يونس عن نافع ؟ قال: قد روى عنه لا أدري سمع منه أولاً، ولا أحسبه سمع منه.
قال محمد: سمعت علياً قال: لم يلق أبو مخلد سمرة ولا عمران.
قيل لعلي: إن وهيباً روى عن ابن طاوس عن أبيه إنه لقي أبا موسى فذكر له الفتنة. فقال: ليس من ذا شيء لم يلق أبا موسى ولا سمع من عائشة.
قال علي: أبو يزيد المدني لم يسمع من جابر ولكنه رأى ابن عمر، ولم يسمع من أبي هريرة.
<79> قال علي: قال عثمان بن عمر: أدركت البصرة وإذا اكتحل الرجل بالنهار وحلق قفاه عابوه.
قال: وقال يحيى بن سعيد: ما اكتحلت منذ كذا وكذا.
قال علي: اسم أبي المهلب عمرو بن معاوية، أبي قلابة عبد الله بن زيد بن معاوية، والأوزاعي أخطأ في اسم أبي المهلب.
قال علي: سليمان التيمي مري ليس هو تيمياً كان نازلاً في تيم.
حدثنا أبو النعمان حدثنا عبد العزيز بن مسلم القسملي أبو زيد قال: وأي شيخ كان وأي خشوع! حدثني محمد بن عبد الرحيم قال: سمعت علياً قال: سمعت حاتم ابن وردان قال: كان يحيى وإسماعيل ووهيب وعبد الوهاب يجلسون إلى أيوب، وإذا قاموا جلسوا كلهم حول إسماعيل يسألونه كيف قال ؟ قال: وابن علية يرد.
قال علي: ولم يكن في القوم أعلم من حماد بن زيد بأيوب، ولم يكن في القوم أثبت فيما روى من إسماعيل ووهيب وعبد الوارث.
قال علي: قال عبد الصمد: إني لم أكتب عن أيوب بمداد - يعني بالحبر - حتى مات إنه كان يلفظ بألفاظ فلما مات كتبتها بمداد - يعني حبر - .
حدثني مسلم بن إبراهيم قال سمعت حماد بن زيد فيما أعلم قال: ما أتينا أيوباً إلا وقد فرغ حماد بن سلمة.
قال: سمعت أبا الوليد هشام بن عبد الملك قال: قال حماد بن زيد: إذا خالفنا شعبة - كأنه قال: الصواب ما قال - فأنا كنا نسمع ونذهب وكان شعبة يرجع ويسمع ويسمع.
قال أبو الوليد: ذكرت له شيئاً خالفه فيه شعبة في حياة شعبة. قال: وقلت له في شيء بعد موت شعبة فلم يلتفت إليه.
<80> قال أبو الوليد: وسليمان بن حرب ينكر هذا.
وسمعت سليمان بن حرب يقول: حماد بن زيد في أيوب أكثر من كل من روى عن أيوب. قال: أما عبد الوارث فقد قال: كتبت حديث أيوب بعد موته بحفظي ومثل هذا يجيء فيه ما يجيء. وكان يثني على وهيب بن خالد إلا أنه يعرض به أنه كان تاجراً قد شغله سوقه. وأما إسماعيل فكان يعرض به فيما دخل فيه، فحضرته يوماً وكهل من أهل بغداد يكلمه ويفخم أمر إسماعيل ويعظمه وسليمان يأبى عليه حتى قال: صار إليكم فرخص لكم في شرب المسكر وعن من أخذ ألا كأنه أراد المداهنة فقال البغدادي: يا أبا أيوب كنت إذا نظرت في وجهه رأيت ذاك الوقار وإذا نظرت في قفاه رأيت الخشوع. فقال سليمان: وكان ينبغي أن ينسلخ من مجالسة أيوب ويونس وابن عون.

حدثني الفضل بن زياد قال: سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل عن وهيب وإسماعيل بن إبراهيم بن علية قلت: أيهما أحب إليك إذا اختلفا ؟ فقال: وهيب. كان عبد الرحمن بن مهدي يختار وهيباً على إسماعيل. قلت في حفظه ؟ قال: في كل شيء ما زال إسماعيل وضيعاً من الكلام الذي تكلم به إلى أن مات. قلت: أليس قد رجع وتاب على رؤوس الناس ؟ فقال: بلى ولكن ما زال متعرضاً لأهل الحديث بعد كلامه ذاك إلى أن مات. وقد بلغني أنه أُدخل على محمد بن هارون - ثم قال لي: ابن هارون ؟ قلت: نعم أعرفه - فلما رآه زحف إليه، وجعل محمد يقول له: يا ابن ... يا ابن تتكلم في القرآن ! قال: وجعل إسماعيل يقول: جعله الله فداءه زلة من عالم جعله الله فداءه زلة من عالم. ردده أبو عبد الله غير مرة وفخم كلامه - كأنه يحكي إسماعيل - ثم قال لي أبو عبد الله: لعل أن يغفر له لأنكاره على إسماعيل. ثم قال بعد: هو ثبت - يعني إسماعيل - . قلت: يا أبا عبد الله إن عبد الوهاب قال: لا يحب قلبي إسماعيل أبداً لقد رأيته في المنام كأن وجهه أسود. فقال أبو عبد الله: عافى الله عبد الوهاب، ثم قال: كان معنا رجل من الأنصار يختلف فأدخلني على إسماعيل فلما رآني غضب وقال: من أدخل هذا علي، فلم يزل مبغضاً لأهل الحديث بعد ذاك الكلام لقد لزمته عشر سنين إلا أن أغيب، ثم جعل يحرك رأسه كأن يتلهف، ثم قال: وكان لا ينصف في الحديث. قلت: كيف كان لا ينصف؟ قال: كان يحدث بالشفاعات ما أحسن الانصاف في كل شيء.
وسمعت أبا عبد الله وقيل له: حماد بن سلمة وحماد بن زيد إذا اجتمعا في حديث <81> أيهما أحب إليك ؟ فقال: ما فيهما إلا ثقة إلا أن حماد ابن سلمة أقدم سماعاً كتب عن أيوب في أول مرة، وحماد بن زيد أشد له معرفة لأنه كان يكثر مجالسته، ومات أيوب وحماد بن زيد سنه أربع وثلاثين، وكان حماد كثير المجالسة لأيوب وكان الزم الناس له وأطولهم مجالسة.
حدثني محمد قال: سمعت علياً قيل له: تكلم يحيى في حماد بن سلمة ؟ قال: لا، قال يحيى: كنت أخذت له أطرافاً من فلان - سماه علي - ثم أجيء إلى حماد فيملي علي.
قال علي: قلت لحاتم بن وردان: كنت ترى حماد بن زيد ؟ قال: كان قد اكتفى - يعني عند أيوب - .
سمعت علياً - وذكر من طلب الحديث - فقال: لم يكن من أصحابنا ممن طلبه وعني به وحفظه وأقام عليه حتى حدث ولم يزل فيه إلا ثلاثة: يحيى بن سعيد وسفيان بن حبيب ويزيد بن زريع، هؤلاء لم يدعوه منذ طلبوه لم يشتغلوا ولم يزالوا فيه إلى أن حدثوا، وكان إسماعيل بن إبراهيم حفظه ثم نسي. قال علي: قال عبد الرحمن: أعطاني إسماعيل أطرافاً لابن أبي نجيح فلقيته وهو جاءٍ من عند عبيد الله بن الحسن فسألته فما حفظ منها إلا حديثاً أو حديثين، ثم حفظها بعد.
قال علي: ما أقول أن أحداً أثبت في الحديث من إسماعيل.
قال علي: قال يحيى: أنا لم أر إسماعيل يطلب الحديث، وكنا نعلم إنه قد سمع وترك. قال علي: ما رأى عبد الرحمن لاسماعيل كتاباً قط.
حدثني أبو بشر عن يزيد بن زريع قال: جاءني عبيد الله بن الحسن وإسماعيل بن علية فقال إسماعيل: جئناك يا أبا معاوية نسلم عليك. فقال عبيد الله: ما جئنا لذلك ولكن بلغنا عنك حديث فجئناك نسمع منك.
قال علي: ضرب عبد الرحمن على حديث المبارك.
حدثني الفضل قال: سمعت أبا عبد الله وسأله أبو جعفر: مبارك حب إليك أم الربيع ؟ قال: ربيع. وأما عفان وهؤلاء فيقدمون مباركاً عليه، ولكن الربيع صاحب غزو وفضل.
<82> فقيل له: كان عبد الرحمن يحدث عن الربيع بن صبيح ؟ قال: نعم.
قال: وسمعت أبا عبد الله يقول: كنت أترك حديث وكيع حديث الربيع فندمت. قيل له: فكنت تكتب حديث مبارك ؟ فقال: نعم.
قال علي بن المديني: اسم أبي العلانية مسلم.
قال علي: لما ودعت سفيان قال: أما أنك ستبتلى بهذا الأمر وإن الناس سيحتاجون إليك فاتق الله ولتحسن نيتك فيه.
قال: وسمعت عبد الرحمن بن يعقوب بن أبي عباد القلزمي - وكان من أصحاب علي - قال: جاءنا علي بن المديني يوماً فقال: رأيت في هذه الليلة كأني مددت يدي فتناولت نجماً من نجوم الثريا. قال: فمضينا معه إلى بعض المعبرين يقص عليه فقال: يا هذا ستنال علماً فانظر كيف تكون. فقال له بعض أصحابنا: لو نظرت في شيء من الفقه - كأنه يريد الرأي - فقال: إن اشتغلت بذاك انسلخت مما أنا فيه.

حدثني أبو بشر بن خلف قال: قدمت مكة وبها شاب حافظ واسع الحفظ فكان يذاكر في المسند وطرقها فقلت له: من أين لك هذا ؟ قال: أخبرك. قال: طلبت على أيام سفيان أن يحدثني بالمسند. فقال: قد عرفت أنك إنما تريد بما تطلب المذاكرة فأن ضمنت لي أنك تذاكر ولا تسميني فعلت. قال: فضمنت له واختلفت إليه، فجعل يحدثني بهذا الذي أذاكرك به حفظاً.
قال أبو يوسف: فذكرت هذا لبعض ولد جويرية ممن كان يلزم علياً فقال: سمعت علياً يقول غبت عن البصرة في مخرجي إلى اليمن - أظنه ذكر ثلاث سنين - وأمي حية. قال: فلما قدمت عليها جعلت تقول: يا بني فلان لك صديق وفلان لك عدو. وقال: فقلت لها: من أين علمت يا أمه ؟ قالت: كان فلان وفلان - فذكرت فيهم يحيى ابن سعيد - يجيئون مسلمين فيعزوني يقولون اصبري، فلو قدم عليك سرك الله بما ترين، فعلمت إن هؤلاء محبوك وأصدقاؤك، وفلان وفلان إذا جاءوا يقولون اكتبي إليه وضيقي عليه وحرجي عليه ليقدم عليك. هذا ونحوه.
<83> فأخبرني العباس بن عبد العظيم - أو هذا الذي من ولد جويرية - قال: قال علي: كنت صنعت المسند على الطرق مستقص وكتبته في قراطيس وصيرته في قمطر كبيرة وخلفته في المنزل، وغبت هذه الغيبة، فلما قدمت ذهبت يوماً لأطالع ما كنت كتبت. قال: فحركت القمطر فإذا هي ثقيلة رزينة بخلاف ما كانت، ففتحتها فإذا الأرضة قد خالطت الكتب فصارت طيناً، فلم أنشط بعد لجمعه.
وسمعت علياً وقوم يختلفون إليه في أبواب قد كان صنف، فرأيته يقرأ عليهم حفظاً أبواب السجدة، فكان قد كتب طرف حديث فيمر على الصفح والورقة فإذا تعايا في شيء لقنوه الحرف والشيء منه ثم يمر على الورقة والصفح فإذا تعايا واحتاج أن يلقن الحرف والشيء يقول: الله المستعان هذه الأبواب كنا أيام نطلب نتلاقى به المشايخ ونذاكرهم بها ونستفيد ما يذهب علينا منه وكنا نحفظها وقد احتجنا اليوم أن نلقن في بعضها.
قال وسمعت سليمان بن حرب يقدم أيوب السختياني على جميع من روى عن نافع. فقيل له: إن عبد الرحمن يقدم مالكاً. فقال: إنما يقول ذلك لأنه سمع منه فيريد أن يستوي مع حماد وإن مالكا لأهل لذلك، ولكن أيوب يؤدي الحديث بطوله كما يسمع ومالك يختصر ويترك من الحديث ما لا يقول به فأيوب أرجح من غيره. قالوا لسليمان: ويحيى بن سعيد كان يقول عبيد الله بن عمر. فقال سليمان: إنه قد كتب وسمع من عبيد الله فأنما حاول أن يستوى مع حماد، وعبيد الله ثقة متقن وكذلك مالك ولكن أيوب يتقدمهم.
حدثني محمد بن عبد الرحيم صاعقة قال: سمعت علياً قال: أثبت الناس في الزهري سفيان بن عيينة وزياد بن سعد ثم مالك ومعمر ويونس من كتابه. وقال: الأوزاعي مقارب الحديث. وقال: ليث بن سعد إنما أخذ كتابه. وقال علي: أصحاب الزهري صالح بن كيسان وعامتهم إنما عرضوا عليه.
قال علي: كان يحيى يقول: أصحاب الزهري مالك وسفيان ومعمر، وكان عبد الرحمن لا يقدم على مالك أحداً.
قال علي: وأخبرني يحيى بن سعيد قال: لما قدم ابن المبارك من عند معمر قلت له: اكتب لي حديث الأفك. قال: فقال لي: ما تصنع به إنما عرض معمر على الزهري اكتبه لك حديث يونس. قال: لا أريده.
قال علي وحدثني يحيى بن سعيد عن خالد بن الحارث قال: سمعت ابن أبي ذئب يقول: عرضت على الزهري.
قال: وقال الأصمعي عن عبد الله العمري قال: رأيت مالكاً يعرض على الزهري.
قال: وقف عبد الرحمن مالكاً فقال: أقله العرض.
قال علي: ابن جريج لم يسمع من ابن شهاب شيئاً إنما عرض له عليه. وقال يحيى قال لي سفيان بن حبيب: بلى قد سمع منه كذا وكذا. قال: فأتيته فسألته عنه. فقال: ما أدري سمعته أو قرأته.
قال: فأتيته فسألته عنه. فقال: ما أدري سمعته أو قرأته.
قال الفضل قال أحمد: ليث بن سعد كثير العلم صحيح الحديث. وقال: يونس أكثر حديثاً عن الزهري من عقيل وهما متقاربان.
وقال: سألت أحمد: أين كتب هشيم عن الزهري ؟ قال: بمكة. ثم رجع الزهري فمات بعد قليل.

قال أحمد: يزيد بن زريع ما أتقنه وأحفظه، يالك من صحة الحديث، صدوق متقن، كان يعمل الخوص ويأكل، وكان أبوه زريع والي البصرة، فلم يكن يأكل من ماله شيئاً، وكان يحدث بعدده للحفظ، ولكن كان فيه عجلة وكثرة كلام، شك يوماً في حديثه فقيل له: أشككت ؟ قال: أنا أشك فلا أختلف إلى صاحبه كذا وكذا حتى أتقنه ! وكل شيء روى عن سعيد فلا تبالي سمعته من أحد سماعه من سعيد قديم، وكان يأخذ الحديث بتثبت.
قال الفضل بن زياد: سمعت أبا عبد الله وذكر يحيى بن سعيد القطان فقال: والله ما أدركنا مثله. ثم قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي وذكر يحيى بن سعيد القطان فقال: لم تر عيناك مثله.
قال الفضل: وسمعت أبا عبد الله يقول: كان يحيى بن سعيد يشكل الحرف إذا كان شديداً وغير ذلك فلا.
<85> قال: وقال لي عبد الرحمن بن بشر - شك فيه - : سل بهزاً. قال أبو عبد الله: وكان بهز صحيح الكتابة.
حدثني محمد قال: سمعت علياً قال: أصحاب قتادة ثلاثة سعيد وهشام وشعبة، فأما سعيد فأتقنهم، وأما هشام فأكثرهم، وأما شعبة فأعلمهم بما سمع. وقال: ليس بعد هؤلاء أحد مثل همام من كتابه.
حدثنا الفضل قال: قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل: ما أصح حديث همام عندي.
قال: وحدثنا عفان بن مسلم حدثنا حماد بن زيد قال: كان الغرباء إذا قدموا أتيناهم فيقول هشام الدستوائي: هاتوا ما دامت حارة. قال: وكان احفظنا جرير بن حازم.
قال: ولم يسمع قتادة من يحيى بن يعمر شيئاً ولا من أبي قلابة شيئاً، بلغه إنه ينبذ له في جرة له فقال: ذلك أعرابي من جرم. ولم يسمع من أبي قلابة إنما بلغته أشياء بعد وكان يشتهي الحديث فرواها، ولم يسمع من أبي رافع، وسمع من عطاء بن أبي رباح وسالم بن أبي الجعد أشياء أسندها حسان. وقال إذا رفعت أبا نعيم من الحديث فليس ثم شيء.
حدثني أحمد بن الخليل حدثنا محمد بن كثير الصنعاني قال: سمعت معمراً يقول: جالست قتادة وأنا ابن أربع عشرة سنة فما من شيء سمعته من تلك السنين إلا كأنه مكتوب في صدري.
حدثني محمد قال: سمعت علياً يقول: أثبت الناس في نافع أيوب ثم عبيد الله. فقلت له: صخر ؟ قال: قال يحيى بن سعيد: ذهب كتابه، فبعث به إليه من المدينة وليس به بأس هو أحب إلي من غيره.
قال علي: إنما قرأه على نافع ليث بن سعد.
قال: وسمعت ابن بكير قال: حج الليث بن سعد سنة ثلاث عشرة فسمع من ابن <86> شهاب بمكة وسمع من أبي مليكة وعطاء وأبي الزبير ونافع وعمران بن أبي أنس وعدة مشايخ.
قال ابن بكير وأخبرني حبيش بن سعيد عن الليث قال: جئت أبا الزبير فأخرج إلي كتباً فقلت: سماعك من جابر ؟ قال: ومن غيره. قلت سماعك من جابر. فأخرج إلي هذه الصحيفة. فقال الليث: وفد دخلت على نافع فسألني فقلت: أنا رجل من أهل مصر. قال: ممن ؟ قلت: من قيس. قال: ابن رفاعة ؟ قلت: أو رجل من قومه. قال الليث: وقرأ علي نافع فقال: مثل الذي نشرت في أبية قصة. يريد مثل الذي يشرب في آنية الفضة.
قال علي: سمعت عبد الله بن داؤد يقول: كنا في مجلس الأعمش فجاء رجل فقال: جلس اليوم سفيان بن عيينة، فقلت: أي شيء يحدث ؟ قال: عن عمرو بن دينار عن ابن عمير السائحون: الصائمون.
قال: قال سفيان: دخلت عدن فلم يسألني أحد عن شيء. فقلت: إن هؤلاء جهال وليس يحتاجون يسألون عن شيء.
قال علي: قال سفيان: وائل بن داود لم يسمع من أبيه شيئاً إنما نظر في كتابه حديث الوليمة.
قال علي: قال شعبة: قلت لمشاش: سمع الضحاك عن أبي عباس ؟ قال: لا، ولا رآه قط.
قال علي: الصقعب بن زهير والعلاء بن زهير أخوان. وأبو المعلى يحيى بن ميمون، وأبو قتادة العدوي مسلم بن يزيد.
قال علي: أعياني أن أجد من يسمي أبا الأشعث وأبا أسماء الرحبي.
قال: وسمعت علياً قال: اسم أبي سوار العدوي حسان بن حريث.

وسمعت علياً قال يحيى: قدمت الكوفة مرة وقد حلف الأعمش لا يحدث فقلت لو مررت به، فمررت وهو قاعد على باب الزقاق، فقلت: من يجترئ أن يكلم هذا فجئت <87> فجاء أبو معاوية فجلس ولم أر أحداً يسأله غير أبي معاوية فجلس إليه فقال: من أين جئت ؟ قال: جئت من عند إسماعيل بن أبي خالد. قال: أي شيء حدثكم ؟ قال: فجعل يحدثه عن أبي صالح في التفسير. فقال له: أي شيء حدثكم أيضاً ؟ فقال: فجعل يحدثه. فقال: أما إنه كان يطلب المشيخة. قال الأعمش: إنها تنفذ في صدري. ثم قال يحيى لابنه: أما كنت استثبتك ؟ قال: بلى.
حدثنا شقيق عن عبد الله. فحدث يومئذ بحديثين فكتبتهما.
واسم أبي قيس بن أبي حازم عوف بن عبد الحارث.
قال يحيى: كان الأعمش يشبه النساك. قال: كان له فضل وصاحب قرآن.
قال علي سمعت يحيى يقول: لم أحمل عن سعيد من رأي قتادة شيئاً قط.
وقال يحيى: رأيت عمران بن حدير أول ما طلبت الحديث فكانت كلها رأي أبي مجلز ولم أكتب منها شيئاً.
وسئل علي عن سيار الذي يروي أحاديث جعفر بن سليمان في الزهد. فقال: ليس كل أحد يؤخذ عنه ما كنت أظن أحداً بحدث عن ذا.
وقال رجل لعبد الرحمن: يا أبا سعيد ليس يسقط أحد. قال: صدقت. وقال يحيى: ليس يضر أحداً شيء لأن كل قوم يجدون من يحمل عنهم.
قال علي: سمعت ابن مهدي يقول: سمعت هشام بن أبي عبد الله غير مرة إذا حدث يقول: كم رجل قد حدث هذا الحديث أكل التراب لسانه.
قال علي: بلغني أنه كان لا ينام أبداً إلا وعنده سراج، فقيل له فقال إذا ذكر ظلمة القبر فلا يجيئني النوم. قال علي: أخرج لنا خالد بن الحارث كتاب هشام الدستوائي. فقال: <88> أخرج لنا كتاب شعبة قال: كأنكم فجعل يذكر من فضله. قال: كانت كنية هشام الدستوائي أبو بكر واسم أبيه سنبر.
قال علي: قلت لعبد الرحمن: إن أبا عامر حدثنا عن هشام عن قتادة عن سعيد إذا قبل المحرم فعليه دم فأنكره ودفعه. قال: ليس من ذا شيء فإذا مسلم والحوضي وهؤلاء الصغار جاءوا به كما قال أبو عامر.
قال علي: قلت لمعاذ بن هشام في حديث رفاعة الجهني أنه عرابة. قال: لا، هو في كتاب أبي: عرادة. فأخرج الكتاب فرأيته والناس يقولون عرابة الجهني.
قال علي: ثنا الحسين الجعفي عن فضيل بن عياض قال: سألت سفيان عن أبي مالك ؟ قال: كان من الفقهاء.
قال علي: كنية سليمان بن دينار أبو أيوب.
قال علي: قال يحيى بن سعيد: شك عوف في حديث أبي العالية عن ابن عباس قال: لا أدري عبيد الله أو الفضل أو عبد الله.
قال علي: حجر بن قيس المدري، وأبو مودود الذي روى عنه سفيان الثوري عن الحسن في التفسير بحر بن موسى.
وقال: خالد الحذاء عن أبي يحيى هو عمير بن سعيد النخعي. فقلت له: لقيه ؟ قال: نعم، روى عنه غير شيء.
قال علي: ليس في أصحاب ابن عباس مثل سعيد بن جبير. قيل له: ولا طاووس ؟ قال: ولا طاووس ولا أحد.
قال علي: اسم أبي الزنباع الذي روى عنه أبو حيان التيمي صدقة بن صالح، وأبو سليط البدري أسيرة بن عمرو. أبو حيان الذي روى عن عبد الله اسمه منذر الأشجعي، واسم أبي خالد الوالبي هرمز، أبو العنبس سعيد بن كثير بن عبيد، وعبيد أبو سعيد رضيع عائشة روى عنه ابن عون وشعيب بن الحبحاب.
<89> قال علي: اسم أبي الجلد جيلان بن فروة واسم أبي العجفاء السلمي هرم بن نسيب. قال علي: عبد الرحمن بن مهدي سماه هرماً ونسبه إلى رجل من قومه، يحيى بن الوليد بن المسير الطائي يكنى بأبي الزعراء. واسم أبي مسكين الذي روى عنه سفيان الحر. واسم أبي بكير مرزوق التيمي. وأبو جعفر الذي يروي عنه يحيى بن أبي كثير هو الذي روى عنه عثمان البري ليس محمد بن علي هو أنصاري، والذي روى عنه ثابت بن عبيد عن أبي جعفر رجل من الأنصار ليس هو صاحب يحيى بن أبي كثير هو غير ذاك هذا رأي أبا بكر الصديق. واسم أبي قيس بن أبي حازم عوف بن عبد الحارث.
حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان عن إسماعيل بن أبي خالد قال: رأيت قيس بن أبي حازم يستسقي في دبر الصلاة.
قال علي: قال يحيى بن سعيد قال شعبة: لم يسمع قتادة من أبي العالية إلا ثلاثة أحاديث فذكر حديث العضاة، وحديث ابن عباس شهد عندي رجال مرضيون، وحديث ابن عباس لا يقول أحد أنا خير من يونس.
قال علي: اسم أبي ثعلبة الخشني جرهم بن ناشم.
قال علي: الذين أفتوا الحكم وحماد، وقتادة في الزهري أفقههم عندي.

قال علي: عن أبي قتيبة عن شعبة قال: قلت لمشاش: سمع الضحاك من ابن عباس ؟ قال: لا، ولا رآه.
قال أبو قتيبة: قلت لشعبة: إن البري يقول حدثنا أبو إسحق قال سمعت أبا عبيدة سمعت عبد الله. قال: أوه كان ابن ست سنين ! قال علي: قال شعبة: لم يسمع من أحد سمع من علقمة إلا أبو قيس.
قال علي: وأبو إسحق لم يسمع من علقمة إنما رآه يصلي وعليه مستقة.
<90> قال علي: كان يحيى يختم القرآن في كل يوم وليلة بين المغرب والعشاء.
قال علي: اسم أبي الأسود ظالم بن عمرو وأبو حرب هو ابنه.
قال علي: قلت ليحيى: سفيان في عمرو بن دينار أثبت من ابن جريج ؟ فقال: بل ابن جريج أثبت.
قال علي: فذاكرت سفيان أمر ابن جريج في عمرو فقال: كان يمر بي فيقول: لقد غلبتنا على وسادة عمرو.
قال: ولم أره سأله عن شيء قط، قد كان فرغ قبلي.
قال علي: قال يحيى: كان هشام بن عروة لا يملي، ولم يتركني أكتب عنده إلا حديثين؛ حديث الحج عن أبيه عن عائشة، وحديث عبد الله بن عمر إن الله لا ينزع العلم.
قال يحيى: جرى بيني وبين مالك في حديث نافع شيء، فبلغ ذلك هشام بن عروة فلما جئت، قال: هيه يا عراقي بأي شيء وقع بينك وبين مالك ؟ وكان ما بينهما ليس بذاك، فقلت: ما وقع بيني وبينه شيء.
قال علي: قال لي تريد به قال: شبع الكلاب من الحلال وما شبعنا منه العام.
قال علي: وغسل ثيابه فلبس مسح الباب وجلس خلف الباب.
قال لعي: اسم أبي الجوزاء أوس بن عبد الله، وأبو حبرة شيحة بن عبد الله.
قال علي: قال يحيى: كان معي في الأطراف عن سعيد عن قتادة عن نصر بن عمران عن هلال بن حصن حديث أبي سعيد. فقلت له: قتادة لم يسمعه من هلال بن حصن ؟ قال: لا، وقد سمعه شعبة عن أبي جمرة.
<91> قال علي: أيوب عن القاسم التيمي بن عاصم عن زهدم بن مضرب الجرمي.
قال علي: اسم أبي رجاء العطاردي عمران بن تيم، وقالوا: ملحان.
قال علي: قال يحيى: كان معي في الأطراف حديث عبيد الله عن عمر موقوفاً على نافع حديث ذي اليدين.
حدثني محمد بن عبد الرحيم قال: وسألت علياً: سمع نافع من عائشة ؟ فقال: من وجه صحيح فلا.
قال: وسألت علياً عن اسم أبي المليح ؟ فقال: عامر بن أسامة بن عمير الهذلي.
قال علي: طلحة بن يحيى سنه وسن عمر بن عبد العزيز واحد، ولد أيام قتل الحسين بن علي بن أبي طالب أيام يزيد بن معاوية. والأعمش وهشام بن عروة ولدا في سنة إحدى أو اثنتين وستين.
قال: وسألت علياً عن اسم أبي تميمة ؟ فقال: طريف بن مجالد، واسم أبي بكرة نفيع بن الحارث.
قال علي: نافع ونفيع وزياد هم بنو سمية هم أخوة.
قال علي: اسم أبي العشراء أسامة بن مالك بن قهطم، وقالوا: عطارد ابن برز. وقالوا: سيار أو أبو سيار بن بلز.
وغالب أبو الهذيل هو ابن هذيل.
قال علي: قال سفيان: ما حدثنا ابن طاوس إلا عن أبيه فكتبت في أول الكتاب عن أبيه وكتبت بعده وقال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الخال وارث من لا وارث له فقال معمر: هذا ابن طاوس عن رجل من أهل المدينة.
قال علي: قال يحيى: قال لي إسماعيل بن أبي خالد في قصة أيمن بن محيريض أن أبي وعمي شهدا بدراً مع النبي صلى الله عليه وسلم. ولم أسمع من الشعبي من عامر.
قال علي: مسعر أكبر من شعبة، ولم يسمع الشعبي من عائشة.
<92> قال علي: قال شعبة: عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة. قال عمرو: وكنت إذا رأيت عبد الله بن سلمة تعرف وتنكر. ويقول شعبة لألقينه من عنقي وألقيه في أعناقكم.
قال علي: قال سفيان: لم يسمع الأعمش من إبراهيم حديث الأعمى الذي وقع في البئر، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم من ضحك أن يتوضأ. قال: فقلت لعبد الرحمن: رواه هشام عن الحسن. فقال: حدثنا به حماد بن زيد عن هشام، قال حماد: فذكرت ذلك لحفص فقال: أنا حدثت به الحسن عن حفصة. فقلت لعبد الرحمن: فأن الزهري رواه. فقال: رأيته في بعض الكتب عن سليمان بن أرقم عن الحسن فليس يدرون هذا الحديث إلا على أبي العالية.
قال علي: قال شريك: قال أبو هاشم: أنا حدثت به إبراهيم عن أبي العالية.
قال علي: قال سفيان: ما ترك ابن جريج أحداً روى عن عطاء إلا عمرة.
قال علي: كان عطاء اختلط بأخرة فتركه ابن جريج.
وقيس بن سعد، قال علي: كان حماد بن سلمة ضاع كتابه عن قيس بن سعد في طريق مكة وكتبها بحفظه.

قال علي: لم أسمع يحيى يبوح لأحد بحفظ إلا لثلاثة أشعث ومسعر وآخر ذكره. قال محمد صاعقة: نسيته أنا.
قال علي: حدثنا معاذ بن معاذ عن أبي حرة قال: كنا نأتي الحسن، وكان يجيء أشعث فيجلس قريباً منه فيقول الحسن: هات زكاتك وبزك وميراثك فيسأله عن مسائل لا يعقلها.
قال علي: فرات بن الأحنف الهلالي، أحنف يكنى بأبي بحر.
قال علي: قال جرمي عن شعبة عن أبي إسحق عن السائب بن مالك. قال: قال شعبة: هو أبو عطاء بن السائب.
وسئل علي: سمع ابن أبي نجيح التفسير من مجاهد ؟ قال: لا، قال سفيان: لم يسمعه <93> أحد من مجاهد إلا القاسم بن أبي بزة أملاه عليه، وأخذ كتابه الحكم وليث وابن أبي نجيح.
قال علي: قال سفيان قال لي فلان بن مسلم - سماه - : قل لليث بن أبي سليم يتق الله ويرد كتاب القاسم بن أبي بزة عن مجاهد في التفسير فأنه لا ينام فقلت له: ابن أبي نجيح لم يسمع التفسير ؟ فقال: نعم إنما يدور تفسير مجاهد على القاسم بن أبي بزة.
قال علي: ابن أبي نجيح معتزلي، قال لي أيوب: أي رجل أفسدوا. قال: كان يقول قولاً خبيثاً رديئاً.
قال علي: حدثنا عبد الوهاب بن همام - أخو عبد الرزاق - عن ابن جريج قال: أتيت عطاء وأنا أريد هذا الشأن وعنده عبد الله بن عبيد ابن عمير، فقال علي عبد الله بن عبيد: قرأت القرآن ؟ قلت: لا. قال: فاذهب فأقرأ القرآن ثم اطلب العلم. قال: فذهبت فغبرت زماناً حتى قرأت القرآن ثم جئت إلى عطاء وعنده عبد الله بن عبيد فقال: تعلمت القرآن - ؟ قلت: نعم. قال: تعلمت الفريضة ؟ قلت: لا. قال: فتعلم الفريضة ثم اطلب العلم. قال: فطلبت الفريضة ثم جئت. فقال: تعلمت الفريضة ؟ قلت: نعم. قال: الآن فاطلب العلم. قال: فلزمت عطاء سبع عشرة سنة.
قال علي: وحكى ابن جريج أن عبد الله بن عبيد لم يسمع من أبيه شيئاً ولا يذكره. قال: ومات عبيد بن عمير قبل ابن عمر.
قال بشر بن المفضل: قال أبو المعلى العطار: سني وسن الحسن العرني واحد.
قال علي: لم يسمع زكرياء بن أبي زائدة من داؤد بن أبي هند إنما سمع من أبيه عن داؤد بن أبي هند حديث ما كان من ميراث حتى يكون قبله صداق.
قال علي: قال يحيى: اخرج إلي زكرياء ثلاث صحائف صحيفة عن مشيخته سعد بن إبراهيم وغير ذلك، وصحيفة عن جابر، وصحيفة عن عامر، فرددتها عليه وقلت: حدثني بما تحفظ. فقال: في حديث الرهن مركوب حدثنا عامر.
<94> قال علي: سمعت عبد الرحمن يقول: كنت عند شعبة في أول ما أتيته فحدث بحديث فتطاول غندر فنظر إليه فقال: فقدتك قد سمع حديثي كله وهو يتطاول لهذا.
قال: وسمعت بعض أصحاب الحديث يقول لسليمان بن حرب: قال عبد الرحمن بن مهدي في حديث لشعبة اختلفوا فيه: كيف قال غندر ؟ قال سليمان: يا مغفل كان عبد الرحمن أنكد من أن يقول هذا إنما قال كيف في كتاب غندر. قال سليمان: إن غندراً كان يقول: سمعت حديث شعبة وقرأ عليه. قال سليمان: كان حديث كتابه صحيحاً فأما هو فكان كأنه أومأ به كان لا يعقل هذا الأمر.
قلت لمحمد بن المثنى: كيف لم تكتب كتب غندر عن شعبة على الوجه ؟ فقال: يا أبا يوسف كان غندر مغفلاً فكنت أطلب منه الكتاب فيقول لي إنك قد سمعت هذا الكتاب ولكنك ليس تدري. قال: فكنت أكره أن أماريه لحال أصحاب الحديث خوفاً من أن يقال لي بعد قد قال غندر أنك لا تعقل. قال: ففاتني لهذا المعنى.
قال علي: هم ثلاثة اخوة عبيد الله وعون وناجية بني عبد الله بن عتبة بن مسعود.
قال محمد بن عبد الرحيم: سألت علياً عن سعيد بن جبير ؟ قال: قتل وهو ابن ثنتين وأربعين سنة.
قال علي: اجتمع سفيان الثوري وابن جريج فتذاكرا مس الذكر، فقال ابن جريج: يتوضأ منه. وقال سفيان: لا يتوضأ منه. فقال سفيان له: أرأيت لو أن رجلاً أمسك بيده منياً ما كان عليه ؟ فقال ابن جريج: يغسل يده. قال: فأيهما أكبر المسي أو مس الذكر ؟ فقال: ما ألقاها على لسانك إلا الشيطان.
قلت لعلي: المسيب بن دارم سمع من عمر ؟ قال: نعم.
قال علي: أول من عرض عليه نافع والزهري.
قال علي: كان سفيان إذا عرض عليه لم يغير شيئاً لأنه كان لا يعده شيئاً.
<95> قال علي: كان سفيان إذا سئل عن الشيء يقول: لا أحسن. فيقال: من نسأل ؟ فيقول: سل العلماء وسل الله التوفيق.
قال علي: الصباح بن مجاهد ثقة أخو عبد الوهاب بن مجاهد.

قال علي: وعطاء بن أبي رباح اسم أبي رباح أسلم مولى حبيبة بنت ميسرة بن خيثم.
قال علي: عن سفيان عن الهجري قال: كنت أرى مجاهداً يختلف إلى أبي عياض وهو فتى يتعلم منه ثم بلغني بعد أنه - يعني أبا عياض - صاحب عمر.
قال علي: قال محمد بن عيينة: كنا أعز شيء، كانت لنا ابل نسقي عليها حتى قيل هذا - يعني سفيان بن عيينة - .
سمعت حماد بن حفص يقول: كان عمران صيرفياً يقال له عمران الخاقاني كان يعرف بالدنانير الخاقاني في الزمان الأول.
حدثني الفضل قال: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل وذكر سفيان بن عيينة فقال: أخرجه أبوه إلى مكة وهو صغير فسمع من الناس: عمرو بن دينار وابن أبي نجيح في الفقه، ليس تضمه إلى أحد - يعني أقرانه - إلا وجدته مقدماً.
حدثنا الفضل: وسمعت أبا عبد الله وقيل له: يزيد بن هارون له فقه ؟ قال: نعم ما كان أفطنه وأذكاه وأفهمه ! قيل له: فأبن علية ؟ فقال: كان له فقه إلا أني لم أخبره خبري يزيد بن هارون ما كان أجمع أمر يزيد ! صاحب صلاة، حافظ، متقن للحديث صرامة وحسن مذهب. قيل له: لو صبر مكانه. قال: ليس كل الناس يجمع له الشيء لا بد من شيء وصحف في حرفين في حديث همام عن مطر عن دخيل قال: هو دفيل وقال في حديث أبي سعيد الخدري حنطاً وإنما هو حبطاً.
أبو يعفور الكبير وقدان الكوفي وابنه يونس بن أبي يعفور سمع من ابن أبي أوفى.
ومصعب بن سعد سمع منه الثوري وشعبة وابن عيينة.
وأبو يعفور الصغير عبد الرحمن بن عبيد بن نسطاس عامري كوفي.
سعيد بن أبي صدقة أبو قرة.
<96> حدثنا سليمان بن حرب وآدم قالا: حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم ابن بهدلة عن حبيب بن أبي جبيرة عن يعلى بن سيابة، وهو يعلى بن أمية الثقفي أبو المرازم، ويقولون سيابة أمه.
قال: وسمعت ابن قعنب يقول: سمعت مالك بن أنس يقول: يعلى بن أمية هو يعلى بن منية، أمية أبوه، ومنية أمه.
حدثنا أبو نعيم وقبيصة قالا: ثنا سفيان عن منصور عن الشعبي عن المقداد - قال أبو نعيم: أبي كريمة الشامي - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليلة الضيف حق واجبة على كل مسلم، وإن أصبح بفنائه فهو دين عليه إن شاء أقضاه وإن شاء تركه.
ثنا آدم حدثنا شيبان عن منصور عن الشعبي عن المقداد أبي كريمة الشامي.
حدثنا عبيد الله بن معاذ حدثنا أبي ثنا شعبة عن منصور وسمع الشعبي عن المقدام أبي كريمة رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم ثنا مروان الفزاري حدثنا يزيد - يعني ابن سنان أبو فروة الجزري - حدثني أبو يحيى سليم الكلاعي حدثني المقدام بن معديكرب قال وقلنا له: يا أبا كريمة إن الناس يزعمون أنك لم تر رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟: قال: بلى والله لقد رأيته ولقد أخذ بشحمة اذني وإني لأمشي مع عمي. قال: ثم قال لعمي: ترى أنه يذكره. قال: فقلنا: فحدثنا شيئاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال: سمعته يقول: يحشر ماء السقط إلى الشيخ الفاني يوم القيامة أبناء ثلاث وثلاثين سنة، المؤمنون منهم في خلق آدم وحسن يوسف وقلب أيوب، مرداً مكحلين أولي أفافي. قال: فقلنا: فكيف بالكافر يا نبي الله ؟ قال: يعظم للنار حتى يصير جلده أربعين باعاً وحتى يصير ناب من أنيابه مثل أحد.
قال: والصحيح: هو المقدام فأما في حديث سفيان فقد قال أبو نعيم وقبيصة: المقداد.
<97> قال أبو يوسف: وروى خلاد بن يحيى عن سفيان عن المقدام ابن معدي كرب الكندي. وأما المقداد فهو ابن عمرو فارس رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو من بهراء حليف بني زهرة، وكان في حجر الأسود بن عبد يغوث فبهذا قال من قال المقداد بن الأسود.
حدثني محمد بن صالح حدثنا الوليد بن كامل عن المهلب بن حجر البهراني عن ضباعة بنت المقداد عن أبيها قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى إلى سترة جعلها على جانبه الأيمن أو جانبه الأيسر لم يتوسطها.
حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا محمد بن حميد أخبرني الوليد بن كامل عن المهلب بن حجر عن ضباعة بنت المقداد بن الأسود البهراني عن أبيها سمعته يقول: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكره نحوه.
حدثني محمد بن المصفى ثنا بقية ثنا الوليد بن كامل عن المهلب بن حجر عن ضباعة بنت المقداد عن أبيها نحوه.
وأبو نعيم الداري وأبو هند الداري يقال هما أخوان. وتميم يكنى أبا رقية.

أخبرني أبو عمير الرملي قال: لم يكن لتميم ذكر إنما كانت له ابنة تسمى رقية يكنى بها.
حدثني خلاد بن أسلم أخبرنا النضر حدثنا شعبة حدثنا سلمة قال: سمعت أبا جحيفة يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلاً ذبح قبل الصلاة فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبدلها.
حدثني الفضل قال: سئل أحمد بن حنبل: شعبة أحب إليك حديثاً أو سفيان ؟ فقال: شعبة أنبل رجالاً وأنسق حديثاً.
<98> وسئل عن: المسعودي أحب إليك أو أبو عميس فقال: ما فيهما إلا ثقة. فقال له الهيثم بن خارجة: أيهما أكثر عندك ؟ فقال: كان المسعودي أكثرهما حديثاً.
وقيل له: ابن عجلان أحب إليك أو ابن أبي ذئب ؟ فقال: كلا الرجلين ثقة، ما فيهما إلا ثقة.
وسأله الهيثم بن خارجة فقال: أبو داؤد أحب إليك أم أبو عبيدة الحداد ؟ قال: أبر داؤد أحفظهما، وكان أبو عبيدة قليل الغلط كثير الكتاب. وقيل له: سفيان الثوري كان أحفظ أو ابن عيينة ؟ فقال: كان الثوري أحفظ وأقل الناس غلطاً، وأما ابن عيينة فكان حافظاً إلا أنه كان إذا صار في حديث الكوفيين كان له غلط كثير، وقد غلط في حديث الحجازيين في أشياء. قيل له: فأن فلاناً يزعم أن سفيان بن عيينة كان أحفظهما. فضحك ثم قال: فلان حسن الرأي في ابن عيينة فمن ثم !.
وسئل عن جابر الجعفي وليث بن أبي سليم فقال: جابر أقواهما حديثاً وليث أحسنهما رأياً، وإنما ترك الناس حديث جابر لسوء رأيه كان له رأي سوء، وأما ليث فحديثه مضطرب وهو حسن الرأي.
قيل: الحجاج ؟ قال: حجاج أقواهم حديثاً وهو عندي صالح الحديث. قيل له: فهل روى عنه يحيى بن سعيد ؟ فقال: ما روى عن واحد منهم، وقد رأى الحجاج بن أرطأة. قيل له: رأى الليث ؟ قال: لا، ولكن لم يرو عن سفيان وغيره عنه.
وسئل عن جابر وحجاج أيهما أحب إليك ؟، فأطرق ثم قال: لا أدري ما أخبرك. فقال له أبو جعفر: فليث بن أبي سليم ؟ قال: هو دونهم إلا أنه مضطرب. ثم قال: قد روى شعبة عن جابر نحو سبعين حديثاً وحديث جابر ليس فيها المرفوعة الكثيرة وكان له رأي <99> سوء. فقيل: عبد الرحمن بن مهدي أليس قد ترك حديث جابر من كتابه. قال: بل أخيراً حدثنا عنه أولاً وقع إلينا نحواً من خمسين ثم تركه.
وقيل له: إذا اجتمع رأي الزهري وقتادة أيهما أحب إليك ؟ قال: رأي الزهري أعجب إلي.
وذكر المثنى بن الصباح فقال: سمع من عطاء وطاووس إلا أنه يس مثل ابن جريج.
وسئل عن ابن أبي فديك ؟ فقل: لا بأس به، فقيل له: فهو أحب إليك أو أبو ضمرة ؟ قال لا أدري.
وقال: أشعث بن عبد الملك أثبت من أشعث بن سوار، وكان صاحب سنة - يعني أشعث بن عبد الملك - .
وقال: ما أحد في أصحاب الحسن أثبت من يونس ولا أحد أسند عن الحسن من قتادة. قال: وكان عوف أقدم مجالسة للحسن من يونس.
وقال: ليس أحد أروى لحديث الشاميين من إسماعيل بن عياش والوليد بن مسلم.
فقيل له: من يقدم من أصحاب الشعبي ؟ فقال: ليس في القوم مثل إسماعيل بن أبي خالد ثم مطرف إلا ما كان من مجالد فإنه كان يكثر ويصطرب.
وسئل: من أروى عن أبي عثمان النهدي التيمي أو عاصم ؟ فقال: كان عند معتمر عن أبيه عن أبي عثمان مائة، وكتبت أنا عن يحيى بن سعيد منها خمسين.
وسئل: أيهما أصح حديثاً حماد أو أبو معشر ؟ قال: حماد أصح حديثاً من أبي معشر.
وسمعت أبا عبد الله يقول: حكى فلان عن يحيى أن محمد بن عمرو أحب إليه من سهيل. قال أبو عبد الله: وليس هو عندي هكذا.
وسئل عما روى معمر عن ثابت ؟ فقال: ما أحسن حديثه. ثم قال: حماد بن سلمة أحب إلي ليس أحد في ثابت مثل حماد بن سلمة. قال: كنت آتيه فأقول هذا قاص فاقلب <100> عليه الحديث فأقول كيف هذا ؟ فيقول: لا هو عن فلان.
وسئل عن همام وحماد فقال: كلاهما ثقة. قيل له: فأيهما أحب إليك ؟ قال: جميعاً. ثم قال عبد الرحمن بن مهدي: همام في الصدق مثل سعيد بن أبي عروبة.
وسئل عن جرير بن حازم وأبي هلال. فقال: لا جرير صاحب سنة وأكثر حديثاً وأما أبو هلال فإنه لا يحفظها. وقال: إن جرير وهم في أحاديث قتادة.
وسئل عن جرير الرازي وأبي عوانه أيهما أحب إليك ؟ قال: أبو عوانة من كتابه.

وسئل عن عبدة وحفص ؟ فقال: عبدة أثبت، وأما حفص فكان يخلط في حديثه. قال: وكان عبدة رجلاً صالحاً ثقة كان يقرئ القرآن ويحدث، فجئنا إليه وبين يديه غلام يملي عليه ثم يقول له: اقرأ. فلا يحسن الغلام يقرأ، فيقول: امحه. فيمحوه، ويملي عليه فليس هذا. الامن من أراده الله. وكان فقيراً صبوراً وكان عليه فروة خلقة لا تسوى كبير شيء.
وسئل عن زهير وعن زائدة ؟ فقال: هؤلاء ثقات شعبة وزائدة وسفيان وزهير. قال: وسمعت صدقة بن الفضل يقول: كان يحيى بن سعيد يسيء الرأي في زهير وكان يقول: ذاك المرائي.
قال الفضل: وسئل أبو عبد الله عن بشر بن المفضل ؟ فقال: نعم. قيل له: خالد بن الحارث ؟ قال: خالد فوق.
قال: وسمعت أبا عبد الله يقول: يحيى قبل إسماعيل درجات في كل شيء.
وسئل عن شريك وإسرائيل عن أبي إسحق أيهما أحب إليك ؟ فقال: شريك <101> أحب إلي لأن شريكاً أقدم سماعاً من أبي إسحق، وأما المشايخ فإسرائيل. وسئل أبو عوانة أثبت أو شريك ؟ فقال: إذا حدث أبو عوانة من كتابه فهو أثبت، وإذا حدث من غير كتابه ربما وهم. قال عفان: كان أبو عوانة صحيح الكتاب كثير العجم والنقط كان لبتاً. قيل فشريك أو إسرائيل ؟ قال: إسرائيل كان يؤدي على ما سمع كان أثبت من شريك، ليس على شريك قياس كان يحدث الحديث بالتوهم. قال: وشريك أكبر من سفيان. قال: وأبو عوانة أكثر رواية عن أبي بشر من شعبة وهشيم في جميع الحديث. أبو عوانة كتابه صحيح وأخبار يحيى بها وطول الحديث بطوله، وهشيم أحفظ وإنما يختصر الحديث، وأبو عوانة يطوله ففي جميع حاله أصح حديثاً عندنا من هشيم إلا إنه بأخرة كان يقرأ من كتب الناس فيقرأ الخطأ، فأما إذا كان من كتابه فهو ثبت.
وسمعت أبا عبد الله وسأله أبو جعفر: أيما أحب إليك موسى بن عبيدة أو محمد بن إسحق ؟ قال: لا محمد بن إسحق. قلت له: روى شعبة عن موسى بن عبيدة ؟ قال: نعم. فقال أبو جعفر: يقول شعبة عن أبي عبد العزيز الربذي. قال: نعم لم يرو عنه شعبة حديثاً منكراً. فقال أبو جعفر: روى عنه الثوري أيضاً ؟ قال: نعم. فقال له أبو جعفر: الفاريابي كثير الخطأ وما أصح حديث محمد بن كثير وكان الفاريابي رجلاً صالحاً. قال ومحمد بن كثير سمع منه بمكة.
قال: وسألت أبا عبد الله عن أبي شهاب وإسماعيل بن زكريا ؟ فقال: كلاهما ثقة. وكان إسماعيل أقدم رواية من مغيرة وأبي فروة إلا أن أبا شهاب كأنه.
وسألت أبا عبد الله قلت: إذا اختلف وكيع وعبد الرحمن بقول من تأخذ ؟ قال: عبد الرحمن يوافق أكثر وبخاصة في سفيان، كان معنياً بحديث سفيان.
<102> قال: وسمعت أبا عبد الله وذكر حديث منصور عن مجاهد أن عمر قال لحاديه: لا تعرضن بذكر النساء. فقال اختلفوا فيه، فقال عبد الرحمن وغيره عن ابن عمر، وقال وكيع إن عمر قال لحاديه. وبلغني عن عبد الله بن داود إنه وافق عبد الرحمن.
حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن منصور عن مجاهد قال: كان عمر بن الخطاب إذا سمع الحادي. قال: كان عمر بن الخطاب ينهى أن يعرض الحادي بذكر النساء وهو محرم.
حدثنا ابن بشار ثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن منصور عن مجاهد قال: كان ابن عمر ينهى أن يعرض الحادي بذكر النساء وهو محرم.
حدثنا بندار ثنا يحيى بن سعيد عن سفيان عن منصور عن مجاهد عن ابن عمر مثله.
حدثني الفضل قال: سألت أبا عبد الله: كيف كان عبيدة ؟ قال: ما أحسن حديثه هو أحب إلي من زياد بن عبد الله البكائي.
وبلغني عن ابن معين قال: زياد البكائي ليس بشيء، وقد كتبت عنه المغازي.
حدثني الفضل قال: سألت أبا عبد الله قلت: هل كان باليمامة أحد يقدم على عكرمة بن عمار مثل أيوب بن عتبة وملازم بن عمرو وهؤلاء ؟ فقال: عكرمة فوق هؤلاء - أو نحو هذا - ثم قال: روى عنه شعبة أحاديث.
حدثني الحسين بن الحسن عن عبد الرحمن بن مهدي قال: ذهبت مع سفيان الثوري إلى عكرمة بن عمار فإذا هو ثقيل الكتاب رديء، فقلت: اكتبه لك يا أبا عبد الله. فقال: لا، أحب أن يكون بخطي.
حدثني الفضل قال: سألت أبا عبد الله قلت: الأسود بن عامر عن أبي بكر بن عياش عن هشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: لم تحبس - أو ترد - الشمس على أحد <103> إلا يوشع بن نون. قال: نعم هكذا أو نحو هذا. قلت: رواه غير الأسود عن أبي بكر ؟ قال: لم أسمعه إلا من الأسود.

ثم قال أبو عبد الله: أبو بكر يضطرب في حديث هؤلاء الصغار، فأما حديثه عن أولئك الكبار وما أقربه عن أبي حصين وعاصم وأنه ليضطرب عن أبي إسحق أو نحو ذا. ثم قال: ليس هو مثل زائدة وزهير وسفيان، وكان سفيان فوق هؤلاء وأحفظ.
قال: وسألت أبا عبد الله قلت: يجري عندك ابن فضيل مجرى عبيد الله بن موسى ؟ قال: لا، كان ابن فضيل أستر، وكان عبيد الله صاحب تخليط وروى أحاديث سوء. قلت: فأبو نعيم يجري مجراهما ؟ قال: لا، كان أبو نعيم يقظان في الحديث، وقام في الأمر - يعني الامتحان. وداؤد بن قيس مثل ابن عجلان في الثقة، وأبو الخير هو أكثر من هشام بن سعد.
قال: وسألته عن أيوب بن موسى ؟ قال: أيوب مكي قرشي ابن عم إسماعيل بن أمية، ومالك روى عن أيوب ولم يرو عن إسماعيل شيئاً. وإسماعيل أكبر منه وأحب إلي.
وقال: يونس بن أبي إسحق حديثه فيه زيادة على الناس. قلت له: يقولون إنما سمعوا من أبي إسحق حفظاً ويونس ابنه سمع في الكتب فهي أتم. قال: من أين قد سمع إسرائيل ابنه من أبي إسحق وكتب وهو وحده فلم تكن فيه زيادة مثل يونس. قلت: من أحب إليك يونس أو إسرائيل في أبي إسحق ؟ قال: إسرائيل. قلت: إسرائيل أحب إليك من يونس ؟ قال: نعم إسرائيل صاحب كتاب.
قال: سمعت أبا عبد الله يقول: الأعمش ويحيى بن وثاب موالي، وأبو حصين رجل من العرب لولا ذلك لم يصنع بالأعمش ما صنع، وكان قليل الحديث وكان صحيح الحديث. قيل له: أيهما أصح حديثاً هو أو أبو إسحق ؟ قال: أبو حصين أصح حديثاً لقلة حديثه، وكذا منصور أصح حديثاً من الأعمش لقلة حديثه. وقال: نافع ابن عمر أعجب إلي من ابن خثيم وابن خثيم يحتمل. وقال عن ابن القطان وأبي هلال ما أقربهما. قلت: من أحب إليك جويبر أو كثير ؟ قال جويبر أكثر قد روى عن الضحاك في التفسير أحاديث حساناً، ما لم <104> يسند إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلا بأس بحديثه. وسألت أبا عبد الله: من أحب إليك بشر بن حرب أو أبو هارون العبدي؟ قال: بشر بن حرب.
حدثني الفضل حدثنا محمد بن حميد الرازي قال: سمعت أحمد ابن حنبل يقول: عنبسة بن سعيد أصح حديثاً من أبي جعفر الرازي.
قال أبو طالب: قيل لأبي عبد الله: حديث خصيف. قال: عند أصحاب الحديث عبد الكريم أحمد منه عندهم، وهو أثبت من خصيف في الحديث، وسالم الأفطس أقوى في الحديث من خصيف، وعبد الكريم صاحب سنة، وليس هو فوق سالم. قال: خصيف أضعفهم - وشنج بين عينيه - يضعفه. وسئل عن فطر ومحل ؟ قل: فطر كان يغلي في التشيع، ومحل قليل الحديث، فطر أكثر حديثاً، ومحل كان مكفوفاً ثقة.
وقال: سليمان بن بريدة أوثق من عبد الله بن بريدة.
قال: وقال وكيع: كان سليمان عندهم أصح حديثاً.
قال: وكتبت إلى أبي عبد الله أسأله عن الزهري والشعبي أيهما أعجب إليك إذا اختلفا وأيهما أعلم ؟ فأتاني الجواب: كلاهما عالم فيكون الزهري قد سمع عن النبي صلى الله عليه وسلم الحديث فيذهب إليه فهو أعجب إلينا، ويكون الشعبي قد سمع الحديث ولم يسمعه الزهري فهو أعجب إلينا.
قال أبو طالب: قال أبو عبد الله: الحكم عن إبراهيم أحب إلي من الأعمش عن إبراهيم وقال: شريك أقدم من إسرائيل وزهير وذلك أنه أسنهم.
وسمعت أبا عبد الله قال: قد كان عفان يسمع بالغداء ويعرض بالعشي.
وسألت أبا عبد الله عن مطرف فقال: كانوا يقدمونه على أصحاب مالك. قال أبو <105> يوسف: وقد كان قدم مطرف مكة معتمراً، وكان منزله قريباً من منزل الحميدي فمضيت إليه واستقبلني الحميدي فقال لي: إلى أين ؟ قلت: إلى مطرف أقرأ كتاب الموطأ. فقال: ولم تسمع الموطأ من عبد الله ابن مسلمة بن قعنب ؟ قلت: بلى قد سمعته. فقال: انصرف إلى الطواف ولا تشتغل به، فمشيت معه منصرفاً إلى المسجد، فقال: ابن قعنب كان يختار السماع على القراءة فلما لم يمكنه ولم يتهيأ له فأقل أحواله أن يتثبت في العرض على مالك. وقلت أو قال لي: وهو الذي قرأ على مالك، وأهل المدينة يرون العرض مثل السماع ويتهاونون بالعرض أيضاً. قلت له: قد سمعت من وقف ابن أبي أويس. فقال له: أرأيت ما تقول فيه حدثني مالك سمعته منه ؟ قال: لا ولكن كان يقرأ عليه، لقد كنت أحياناً أكون داخل الحجرة ويقرأ على مالك خارجاً من الحجرة فكان ذلك يجزئ. فقال الحميدي: هذا بذلك على ما قلت لك، فمنعني سماع الموطأ من مطرف لهذا الذي ذكرت.

حدثني الفضل قال: سمعت أبا عبد الله فقيل له: من بالمدينة اليوم ؟ قال: ابن أبي أويس هو عالم كثير العلم أو نحو هذا.
قال: وسمعت سلمة قال: حضرت ابن أبي أويس تعرض عليه مسائل مالك فقرئ عليه شك ابن وهب أو كلام نحوه فذكرت ذلك لأحمد ابن حنبل فقال: لا يحتاج إلى هذا، ابن أبي أويس ثقة وقد قام في أمر المحنة مقاماً محموداً منه.
قال سلمة: وقلت لأحمد: طلبت عفان في منزلك فقالوا خرج، فخرجت أسأل عنه الجيران فقالوا توجه في هذا الوجه. فقلت أمضي وأسأل عنه فأدل عليه، حتى انتهيت إلى مقبرة وإذا هو جالس يقرأ على قبر ابنة أخي ذي الرئاستين. فنزلت عليه وقلت: سوءةً لك. فقال: يا هذا الخبز الخبز. فقلت: لا أشبع الله بطنك. قال: فقال لي أحمد: لا يحتاج إلى هذا لا تذكرن هذا فأنه قد قام في المحنة مقاماً محموداً عليه، أو نحو هذا من الكلام.
قال سلمة: وسألت أحمد بن حنبل عن محمد بن معاوية النيسابوري. فقال لي: نعم الرجل يحيى بن يحيى النيسابوري.
<106> قال: وذكرت له سعيد بن منصور فأحسن الثناء عليه وفخم أمره، وفد كنت أسمع سليمان بن حرب - وهو بمكة - ينكر عليه الشيء بعد الشيء، وكذلك كان الحميدي لم يكن الذي بينه وبين الحميدي حسناً فكان الحميدي يخطئه في الشيء بعد الشيء من رواية ما يروي عن سفيان. فسمعت سعيداً يقول: لا تسألوني عن حديث حماد بن زيد فأن أبا أيوب يجعلنا على طبق، ولا تسألوني عن حديث سفيان فأن هذا الحميدي يجعلنا على طبق.
قال: وسمعت سعيداً يقول: كان سفيان بن عيينة يقول: عليكم بسماع المتقدم الذي سمعتم مني.
قال: وسمعت الحميدي يقول: كنت بمصر وكان لسعيد بن منصور حلقة في مسجد مصر، ويجتمع إليه أهل خراسان وأهل العراق، فجلست إليهم، فذكروا شيخاً لسفيان فقالوا: كم يكون حديثه ؟ فقلت: كذا وكذا. قال: فشنج سعيد بن منصور وأنكر ذلك، وأنكر ابن ديسم أشد علي. فأقبلت على سعيد فقلت: كم تحفظ عن سفيان عنه ؟ فذكر النصف مما قلت، وأقبلت على ابن ديسم فقلت: كم تحفظ عن سفيان عنه ؟ فذكر زيادة على ما قال سعيد نحو الثلثين مما قلت أنا. فقلت لسعيد: تحفظ ما كتبت عن سفيان عنه ؟ قال: نعم. فقلت: قد قال فعده. ثم قلت لابن ديسم: عد ما كتبت عن سفيان عنه. فإذا سعيد يغرب على ابن ديسم بأحاديث وابن ديسم يغرب على سعيد بأحاديث كثيرة. فإذا قد ذهب عليهما أحاديث نسياها. قال: فذكرت ما قد ذهب عليهم. قال فرأيت الحياء والخجل في وجهيهما.
حدثني الفضل قال: سمعت أبا عبد الله فقيل له: من بمكة ؟ قال سعيد بن منصور.
قال: وسمعت أبا عبد الله وقيل له: من بالكوفة ممن يكتب عنه ؟ فقال: شيخهم اليوم ابن يونس - يعني أحمد بن يونس - .
قال: وسمعت أحمد وقال له رجل: عمن ترى نكتب الحديث ؟ فقال له: اخرج إلى أحمد بن يونس فإنه شيخ الاسلام، فقال له رجل: أبو الوليد ومسدد يقرئانك السلام. فقال <107> أبو عبد الله: عافى الله مسدداً عافى الله مسدداً. فقال الرجل أقرئهما منك السلام. فقال أبو عبد الله: أقر مسدداً السلام. فقال له الرجل: يا أبا عبد الله أبو الوليد أبو الوليد ! فقال أبو عبد الله: أي لعمري إنه لشيخ الاسلام ولكن أحب أن يبلغه، وكان بلغه إنه حدث ابن رياح وكتب فيه علي بن المديني.
قال: سلمة بن نبيط ثقة، وابن شوذب من أهل بلخ نزل البصرة يسمع بها ويكتب، ثم انتقل إلى الشام، وكان من الثقات.
قال: وقال أبو عبد الله: لم يكن ببغداد من أصحاب الحديث - ولا يحملون عن كل انسان، ولهم بصر بالحديث والرجال، ولم يكونوا يكتبون إلا عن الثقات، ولا يكتبون عمن لا يرضونه - إلا أبو سلمة الخزاعي والهيثم بن جميل وأبو كامل. وكان أبو كامل بصيراً بالحديث متقياً لشبه الناس لا يتكلم إلا أن يسأل فيجيب ويسكت، له عقل سديد. والهيثم كان أحفظهم، وأبو سلمة كان من أبصر الناس بأيام الناس لا تسأله عن أحد إلا جاءك بمعرفته وكان يتفقه.

سمعت علي بن المديني يقول: قال محمد بن خازم: كنت أقرأ حديث الأعمش عن أبي صالح على أمير المؤمنين هارون فكلما قلت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال صلى الله على سيدي ومولاي. حتى ذكرت التقى آدم وموسى قال: وقال عمه - سماه علي فذهب علي - فقال: يا محمد أين التقيا ؟ قال: فغضب هارون وقال: من طرح إليك هذا، وأمر به. قال: فحبس، ووكل بي من حشمه من أدخلني عليه في محبسه. فقال: يا محمد والله ما هو إلا شيء خطر ببالي، وحلف لي بالعتق وصدقة المال وغير ذلك من مغلظات الايمان، ما سمعت من أحد ولا جرى بيني وبين أحد في هذا كلام، وما هو إلا شيء خطر على بالي. قال: فلما رجعت إلى أمير المؤمنين كلمته، قال: ليدلني على من <108> طرح إليه هذا الكلام. فقلت: يا أمير المؤمنين قد حلف بالعتق وبمغلظات الايمان إنه إنما شيء خطر على بالي لم يجر بيني وبين أحد فيه كلام. قال: فأمر به فأطلق من الحبس. وقال لي: يا محمد ويحك إنما توهمت إنه طرح إليه بعض الملحدين هذا الكلام الذي خرج منه فيدلني عليهم فأستبيحهم وإلا فأنا على يقين إن القرشي لا يتزندق. قال هذا أو نحوه من الكلام.
وسمعت علياً يقول: كنت وأنا بمكة أيام سفيان إذا ورد علي شيء خفي علي لم يكن لي مزع إلا إلى أبي سعيد مولى بني هاشم، وكنت إذا فزعت إليه في الشيء وجدت عنه علماً وبياناً.
حدثني الفضل قال أبو عبد الله: ووهيب كان صاحب حديث حافظاً وهو قديم الموت.
قال: وليث بن سعد كثير العلم صحيح الحديث.
قال: وسمعت ابن بكير يقول: قال الليث بن سعد: كنت بالمدينة مع موافاة الحاج، وهي كثيرة الروث والسرجين فكنت البس خفين، فإذا بلغت باب المسجد نزعت أحديهما ودخلت المسجد. فقال يحيى بن سعيد الأنصاري: لا تفعل فإنك أمام منظور إليك.
عبد الله بن وهب
حدثني الفضل قال: قال أحمد قال: عبد الله بن وهب صحيح الكتب عن مشايخه الذين روى عنهم، يفصل السماع من العرض، ما أصح حديثه وأثبته ! قيل له: أليس كان يسيء الأخذ. قال: كان سيء الأخذ الحق، ولكن إذا نظرت في حديثه وما روى عن مشايخه وجدته صحيحاً.
سمعت الحميدي يقول: كنت أرى ابن وهب يجيء إلى سفيان، وكان يسكن سفيان في دار كراء وله درجة طويلة، فكنت أرى ابن وهب يقف عند الدرجة فيقول لسفيان: يا أبا محمد هذا ما سمع ابن أخي منك فاجزه لي ؟ فيقول سفيان: نعم.
قال: ورأيت ابن وهب عند جرير الرازي وجرير يحتبي نائم مثقل، وابن وهب نائم مثقل، وكاتبه الأصبغ بن فرج يقرأ على جرير ويمر مر السهم في القراءة وجرير نائم وابن وهب نائم. قال: وكان ابن وهب يوافي كل سنة. فقال له الحويطي: تحمل معك كتاب يونس <109> وعمرو ابن الحارث لننظر فيهما. قال: فلما قدم قال للحويطي: يا قرشي قد حملت كتاب يونس وكتاب عمرو. قال فأقام إلى العمرة، فكنت أقول للحويطي: مر بنا إليه. فيقول: دعني من هذا الحرج، ولم ينظر فيه. ثم قدم من قابل فقال: قد حملت الكتابين. قال: فلم ينظر فيه حتى كمل ثلاث سنين. فقال: يا قرشي قد غررت بهذين الكتابين ثلاث سنين فأن أنت لم تنظر فيه وتكتب لم أغرر به أكثر مما غررت. قال: فنظرنا فيهما وكتبنا الشيء منه بعد الشيء.
عبد الله بن لهيعة
قال: وسمعت أحمد بن صالح يقول: كتبت حديث ابن لهيعة عن أبي الأسود في الرق قال: كنت أكتب عن أصحابنا في القراطيس وأستخير الله فيه، فكتبت حديث ابن لهيعة عن النضر في الرق، فذكرت له سماع الحديث. فقال: كان ابن لهيعة طلاباً للعلم صحيح الكتاب وكان أملى عليهم حديثه من كتابه قديماً فكتب عنه قوم يعقلون الحديث وآخرون لا يضبطون، وقوم حضروا فلم يكتبوا وكتبوا بعد سماعهم فوقع علمه على هذا إلى الناس، ثم لم تخرج كتبه وكان يقرأ من كتب الناس فوقع في حديثه إلى الناس على هذا، فمن كتب بأخرة من كتاب صحيح قرأ عليه على الصحة ومن كتب من كتاب من كان لا يضبط ولا يصحح كتابه وقع عنده على فساد الأصل. قال: وكان قد سمع من عطاء من رجل عنه ومن رجلين عنه، فكانوا يدعون الرجل والرجلين ويجعلونه عن عطاء نفسه فيقرأ عليهم على ما يأتون. قال: وظننت أن أبا الأسود كتب من كتاب صحيح فحديثه صحيح يشبه حديث أهل العلم.

وسمعت ابن أبي مريم يقول: كانت كتب حيوة بن شريح عند وصي له قد كان أوصى <110> إليه وكانت كتبه عنده، فكان قوم يذهبون فينسخون تلك الكتب فيأتون به ابن لهيعة فيقرأ عليهم.
قال: وحضرت ابن لهيعة وقد جاءه قوم من أصحابنا كانوا حجوا وقدموا، فأتوا ابن لهيعة مسلمين عليه، فقال: هل كتبتم حديثاً طريفاً ؟ قال: فجعلوا يذاكرونه ما كتبوا حتى قال بعضهم حدثنا القاسم العمري عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا رأيتم الحريق فكبروا. قال ابن لهيعة: هذا حديث طريف كيف حدثكم ؟ قال: فحدثه. قال: فوضعوا في حديث عمرو بن شعيب فكان كلما مروا به قالوا حدثنا به صاحبنا فلان. قال: فلما طال ذلك نسي الشيخ فكان يقرأ عليه فيجيزه ويحدث به في جملة حديثه عن عمرو بن شعيب.
حدثني الفضل قال: سمعت أبا عبد الله وسئل عن ابن لهيعة فقال: من كتب عنه قديماً فسماعه صحيح.
قال: وبلغني عن ابن المبارك إنه قال ها هنا ببغداد في سنة تسع وسبعين: من كتب عن ابن لهيعة منذ عشرين سنة ليس بشيء.
رشدين بن سعد
قال: وسمعت مشايخ مصر يقولون: كان رشدين بن سعد المهري عندنا من الأبدال.
قال: وسمعت سعيد بن منصور قال: كنت أخذت منه بعض كتبه لأكتبه وأسمع منه ثم كسلت عن ذلك. قال: فكان يجيء إلى القيسارية فقول لأصحابنا: انسان منكم أخذ لنا كتاباً وليس يرده علينا وذكر عنه سلامة وعقل.
وذاكرت سعيد بن أبي مريم فقال: كان عند رشدين بن سعد فضل واجتهاد - فأحسن <111> عليه الثناء - إلا أنه كان يتساهل في المشايخ فقلت له - أو قال له غيري - : أنتم تفعلون ذلك. فقال: ولا كل ما يأتي فأني رأيته وقد جاء إلى إبراهيم بن أبي يحيى وقد حمل في ردائه فناديق - ذكر من كثرته - فقال: يا هذا أجز لي هذا فأن هذا من حديثك. قال ابن أبي مريم: فقال له: يا شيخ وما يدريني ما في هذه الفناديق. قال سعيد: فتعجبت - يريد من ابن أبي يحيى ورداءته وخبثه واستخفافه حين امتنع على رشدين - فقلت: وما ظهر لك من رداءة إبراهيم واستخفافه؟ قال: أخبرني أبو العباس الهاشمي - وكان لنا صاحباً وكان من العلم بمكان - قال: كلمت ابن أبي يحيى في تفضيل أبي بكر وعمر. فقال: دعني من هذا فأنت والله يا غلام أفضل من أبي بكر وعمر.
وروى ابن أبي ذئب عن عتبة بن عمرو وهو ابن عياش بن أبي لهب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: الميت يعذب ببكاء الحي.
حدثنا ابن قعنب وابن بكير عن مالك بن أنس.
حدثنا أبو صالح عن الليث قال.
وحدثنا الحميدي عن الدراوردي عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد وهو مدني ثقة حسن الحديث يروي عن الصغار والكبار، يروي عن جعفر بن محمد وعن ابن المنكدر وعن إبراهيم بن سعد تسعة أحاديث، ولسعد بن إبراهيم ثمانية عشر مثله.
إسماعيل بن أبي خالد
حدثنا ابن نمير ثنا إسماعيل عن النعمان قال: كان علي إذا دعي إلى جنازة فقال: إنا لقائمون وما يصلي على المرء إلا عمله.
وقال: حدثنا أبو خالد عن إسماعيل عن أشعث عن أبي عبيدة قال عبد الله: من <112> استطاع منكم أن يجعل كنزه في السماء حيث لا يناله اللصوص ولا يأكله السوس وإن قلب كل أمره.
حدثني ابن نمير وقال: حدثنا معاوية بن عمرو عن زائدة ثنا إسماعيل حدثنا أخي نعمان قال: كان يمر بنا حمزة بن المغيرة ونحن في الصفوف فيقول ليكن شعاركم لا ينصرون دعوى نبيكم صلى الله عليه وسلم.
حدثنا قبيصة ثنا سفيان عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبيه قال: رأيت الحسن أو الحسين خرج من الحمام ودخل يأخذ من أظفاره أثر الحناء.
حدثنا ابن نمير ثنا محمد بن بشر حدثنا إسماعيل حدثني أخي نعمان عن مصعب بن سعد عن حفصة بنت عمر إنها قالت لأبيها: يا أمير المؤمنين ما عليك لو لبست ألين من ثوبك هذا، أو أكلت أطيب من طعامك هذا، لقد فتح الله عليك الأرض وأوسع الرزق ؟ قال: سأخاصمك إلى نفسك، أما تعلمين ما كان يلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم من شدة العيش، وجعل يذكرها ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يلقى حتى أبكاها. قال: إني قد قلت لك كان لي صاحبان سلكاً طريقاً، وإني إن سلكت غير طريقهما سلك بي عن طريقهما، وإني والله لأُشاركنهما في مثل عيشهما الشديد لعلي أدرك معهما عيشهما الرخي.
قال إسماعيل: يعني بصاحبيه النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر.

حدثنا الحميدي ثنا سفيان حدثنا إسماعيل عن أخيه عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود إنه قال: من استطاع منكم أن يضع كنزه حيث لا يناله السرق ولا يأكله السوس فليفعل.
قال الحميدي: وسمى لنا الفزاري أخاه الأشعث.
حدثنا الحميدي ثنا سفيان حدثنا إسماعيل قال: كنت أسأل الشعبي وأسمع منه، فأذا رأى حرصي قال: ويهيل ابن أبي خالد وأشرب العلم.
وقال: حدثنا سفيان ثنا إسماعيل عن أبيه قال: قدمت المدينة فنزلت على أبي هريرة، <113> وكان بينه وبين موالي قرابة، فكان يؤم الناس فيخفف، فقلت: يا أبا هريرة هكذا كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال: نعم وأوجز.
وعن إسماعيل عن أبيه قال: سمعت أبا هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كفى أحدكم خادمه.
وعن أبيه قال: أتيت الحسن بن علي فوجدته قد خرج من الحمام وجارية له تحل أثر الحناء وأظفاره بقارورة، وأتيت الحسن بن علي أتقاضاه. قال: فقال: يا جارية هلم. فأتته بدراهم في قعب، فقال: أعددها. فاعتددت حتى أخذت حقي. قال: فبقيت في يدي ثمانون درهماً فقال: هي لك. قلت ادع لي بالبركة. فدعا لي بالبركة في مالي وولدي وأهلي.
قال ابن أبي خالد: فأنا لنعرف تلك الدعوة بعد.
حدثنا الحميدي ثنا سفيان حدثنا إسماعيل عن أمه وأخته قالتا: كنا عند عائشة في نسوة كوفيات وعندها امرأة تخيط فراشاً، فقالت: أذكرت الله تعالى عليه ؟ فقالت: لا. فقالت عائشة: انقضيه حتى تذكرين عليه اسم الله.
وبه عن أمه وأخته قالتا: دخلنا على عائشة فسألتها امرأة: الخمار للمحرمة وجهها، فأخذت بحاشية ثوبها من أعلى صدرها فخمرت به وجهها، - وأشار سفيان فخمر وجهه إلى أطراف شعره - .
وبه عن أمه وأخته قالتا: دخلنا على عائشة فرأينا عليها درعاً مورداً وخماراً خيشاناً.
حدثني الفضل قال: سمعت أبا عبد الله يقول: لا أعلم أحداً أثبت من الحكم إلا أن يكون منصور بن المعتمر.
قال: وسمعت أبا عبد الله وقال له أبو جعفر: يحدث عن داؤد بن يزيد الأودي ؟ فقال: قد روى عنه شعبة. فقال أبو جعفر: فالهجري يحدث عنه ؟ قال: قد روى عنه شعبة.
<114> قال: وسمعت أحمد بن صالح وذكر مسلمة بن علي. قال: لا يترك حديث رجل حتى يجتمع الجميع على ترك حديثه. قد يقال فلان ضعيف. قال قال: فأما أن نقول فلان متروك فلا إلا أن يجتمع الجميع على ترك حديثه.
وسئل أحمد بن محمد بن حنبل عن محمد بن زياد ؟ فقال: من الثقات وليس أحد أروى عنه من حماد بن سلمة ولا أحسن حديثاً، وروى عنه شعبة.
قال أحمد: وحدثني عفان حدثنا شعبة وحدثنا بحديث عن محمد ابن زياد.
فقال ابن اخت حميد: جزي خيراً كان فيدني عنه. قال أحمد: يعني حماد بن سلمة.
قال أبو طالب: قال أحمد: مالك بن مغول ثقة ثبت الحديث.
قال: وهاشم بن البريد لا بأس به.
قال أبو عبد الله: قال أبو نعيم: مسعر أشرف في كل شيء إلا في إيماني وكان مسعر ثقة خياراً.
قال أبو عبد الله: شر ذا خالط قلبه الهوى.
قال الفضل: سمعت أبا عبد الله يقول: كان حديث المقرئ حسناً عن سعيد بن أبي أيوب وعن حيوة بن شريح ولكن كان يحدث من كتب الناس، وكان يحفظ حديث موسى بن أيوب الغافقي وحرملة بن عمران وحبان، وما أصح حديثه عن ابن لهيعة.
وسمعت صدقة ذكر عن المقرئ عن أبي لهيعة حديث سهل بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر رجلاً دخل يوم الجمعة أن يصلي ركعتين.
<115> قال صدقة: كتبنا حديث ابن لهيعة عن المقرئ من كتابه، ورأيته يحمد حديثه وكتابه.
حدثنا الفضل ثنا أحمد ثنا سفيان قال: كنت جالساً مع ابن جريج فأبصره وهو يطوف فقال: إن هذا الشيخ كان يجيء إلى عطاء فيحدثه فاذهب فسله. قال سفيان: وجاء في عمرة فذهبت إلى الطواف فسألت فقال: هذا موسى بن عقبة.
قال أحمد: ثنا سفيان حدثنا سليمان بن أبي المغيرة ثقة خيار. وعن عمرو بن يحيى بن قمطة وكان من خيار أهل مكة.
قال أبوه يوسف: كان أبو رومياً وكانت أمه قرشية.
حماد بن سلمة

حدثنا أبو ربيعة فهد بن عوف قال: جئنا إلى حماد بن سلمة في يوم حار شديد الحر، وصلينا معه الظهر، وكان حماد صاحب ليل، وظننا إنه صائم قال: فرحمناه مما به من الجهد واجمعنا على أن ننصرف عنه لا نسأله عن شيء فتفرقنا وبقي من بقي. قال: فركع بعد الفريضة، وخرج من المسجد وصار في الطريق في الشمس، فانبرى له غلام حدث فسأله عن شيء معه، فوقف في الشمس معه يسائله ويحدثه. قال: فقال له بعض مشيخة المسجد: يا أبا سلمة انصرف أصحابنا عنك لما رأوا بك من الضعف، ووقفت مع هذا الغلام في الشمس تحدثه. قال: رأيت في هذه الليلة كأني أسقي فسيلة أصب الماء في أصلها فتأولت رؤياي على هذا الغلام حين سألني.
قال: وكان وقع بينه وبين أخوال ولده نزاع فتحول عنهم، ومشى إليه قوم كنت فيهم، فكلموه أن يرجع إليهم فلا يكون مسبة علينا وعليهم فقال فيما قال، وقالوا إنك بخيل، وما عسى أن يكون شيخ بخيل رأس ماله ثلثمائة درهم.
قال: وسمعت هدية بن عبد الوهاب يذكر عن الحسن بن شقيق قال: قال ابن المبارك: أعياني حديث حماد بن سلمة. قلت لأبي عمر الضرير: حفظت عن حماد بن سلمة عن ثابت قال: انتهينا مع أنس فمر بحوض فنام على بطنه فكرع فيه ؟ فقال لي: هذا باطل، ليس من ذا شيء. فقلت: بلى حدثونا عن ابن المبارك عن حماد. فقال: لا أدري ما هذا. ثم قال: لقد أتعبكم ابن المبارك.
<116> قال: وسمعت أبا شريك بن خلف قال: قدم علينا أحمد بن حنبل قدمة فقال: مر بنا إلى أبي عمر، فأنكرت ذلك وقلت: ما تصنع بأبي عمر ؟ قال: هو راوي عنه ويذكر علينا من حديث حماد الشيء الكثير مما لا نعرفه ولم نكتبه عن أصحاب حماد، فمر بنا إليه نطرح عليه لعلنا نجده عنده.
حدثني الفضل قال: سمعت أبا عبد الله وقيل له: ما تقول في حماد ابن سلمة ؟ قال: خياراً.
قال الفضل: وحدثنا أبو طالب عن أبي عبد الله قال: سألته عن حماد بن سلمة. فقال: حماد بن سلمة من خيار عباد الله الصالحين، ومن جمع من السنة ما جمع ! وقال أيوب: هاتوا مثل فتانا حماد.
وقال: سمعت أبا عبد الله يقول: قال رجل يوماً: العلم عند شعبة وسفيان وحماد، فأنكرت عليه حماد أن يكون مثل شعبة وسفيان ولم أكن بحديثه عالماً، فلما كتبت حديثه علمت أنه قد صدق، فإن حماداً عالم.
حدثنا أبو يوسف حدثني الفضل حدثنا حماد عن سفيان قال: زرزر رجل من أهل مكة صالح. قال سفيان: دلني على زرزر سندل.
حدثنا أبو يوسف حدثنا أبو القاسم المخزومي حدثنا سفيان عن زرزر. فقال شيخ من أهل مكة: يا أبا محمد سبحان الله تحدث عن زرزر ! قال: زرزر ! قال فقال سفيان: حدثنا عنه حديثين فمه.
حدثنا أبو يوسف ثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا عبد الله بن ميمون فقال له الناس: يا أبا إسحق سبحان الله ! حدث عن عبد الله بن ميمون نعوذ بالله من غرض.
حدثنا أبو يوسف حدثنا أبو نعيم ثنا سفيان عن أبي حيان عن أبيه عن الحارث بن سويد قال: سمعت عبد الله يقول: ما من كلام أتكلم به عند ذي سلطان يدرأ عني سوطين إلا تكلمت.
<117> وقال: حدثنا سفيان عن أبي حيان عن أبي الزنباع عن أبي الدهقان عن عبد الله لا يأكله إلا الخاطئون.
حدثنا أبو يوسف حدثني الفضل قال أحمد بن حنبل: أبو حيان يحيى بن سعيد بن حيان التيمي من خيار عباد الله، وزنباع لم يكن في زمانه مثله، وأبو يونس الذي روى عنه يحيى بن سعيد القطان يقال له أبو يونس الطواف من كثرة طوافه كان يسمى الطواف من خيار عباد الله. والحارث بن عمير ثقة من أصحاب أيوب، لم يكن في زمان ابن المبارك اطلب للعلم منه، رحل إلى اليمن وإلى مصر وإلى الشام والبصرة والكوفة، وكان من رواة العلم وأهل ذلك، كتب عن الصغار والكبار، كتب عن عبد الرحمن بن مهدي وعن الفزاري، وجمع أمراً عظيماً، ما كان أقل سقطاً من ابن المبارك، كان رجلاً يحدث من كتابه، ومن حدث من كتاب لا يكاد يكون له سقط كثير شيء وكان وكيع يحدث من حفظه، ولم يكن ينظر في كتاب، وكان له سقط، كم يكون حفظ الرجل ! قال: وكذلك ابن المبارك عن معمر يقول هو غير حديث الناس كان رجلاً صاحب حديث وكان حافظاً، فكان يذاكر الانسان فيحدثهم.
وسمعت أبا عبد الله يقول: قدم علينا ابن المبارك سنة تسع وسبعين ومائة فأتيته ولم أسمع منه.
قال: وطلبت الحديث في سنة تسع وسبعين.

قال: وسمعت أبا عبد الله يقول: ولدت في سنة أربع وستين ومائة في أولها في ربيع. وتوفي يوم الجمعة ضحوة لثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الآخر سنة إحدى وأربعين ومائتين، وقد أتى له سبع وستون سنة.
حدثنا أبو يوسف ثنا أحمد بن الخليل حدثني يحيى بن أيوب حدثني عباد بن عباد المهلبي قال: بلغنا أن شعبة تكلم في أيوب وخالد فأتيته أنا وحماد بن زيد فقلنا له: ماشي بلغنا ؟ إياك أن تكلم فيهما بشيء فتهلك نفسك. قال: فكف. - قال يحيى بن أيوب: وسمع هذا الكلام من عباد انسان من كبار أصحاب الحديث أكره أن اسميه، وذاكرني به هكذا - ثم إنه بلغني عنه بأخرة أنه زاد فيه. قال: ثم إن شعبة عاد في الكلام فيهما، فقمنا إليه فكلمناه في ذلك <118> فقال: إنه لا يحل لي إلا ذلك. قال يحيى بن أيوب: ولم يكن هذا الكلام فيه، وإنما كان هذا في قصة أبان بن أبي عياش، فنسي فجعله في قصة هذين. وهو رجل مقبول القول فكرهت أن أرد عليه. ورأيت يحيى بن أيوب كأنه يعرض بابن معين.
حدثنا أبو يوسف حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا أبو أسامة عن المعلى عن شعبة عن عبد الملك بن ميسرة قال: قلت للضحاك: سمعت من ابن عباس شيئاً ؟ قال: لا. قلت: فهذا الذي ترويه عمن أحدثه ؟ قال: عنك وعن ذا وعن ذا.
حدثنا أبو يوسف حدثني محمد بن إسماعيل بن سمرة ثنا إسماعيل ابن محمد بن جحادة حدثنا ابن أبي الحر عن يونس الأزدي أبي الجهم عن ابن عمران أدنى أهل الجنة منزلة.
وحدثنا أبو يوسف حدثني نصر بن سليمان قال: هو أمي بن ربيعة الصيرفي. وقال: حدثنا هشيم أبو ساسان عن سدير بن حكيم بن صهيب.
حدثنا أبو يوسف حدثني الفضل قال: سمعت أبا عبد الله وقيل له: عبد الله سمع من معمر ؟ قال: سمع منه بمكة. قيل له. فلم يسمع منه بالبصرة شيئاً ؟ قال: لا، لم يكتب عن معمر بالبصرة إلا الغرباء مثل إسماعيل بن علية ويزيد بن زريع.
سمعت أبا عبد الله يقول: قال عبد الرزاق: وسمعت عبد الله ابن المبارك يقول: ما رأيت أحداً أروى عن الزهري من عقيل إلا ما كان من يونس بن يزيد فإنه كتب كل شيء.
قال: وسمعت عثمان يقول: سمعت يونس بن يزيد يقول: ما أحد أروى عن الزهري من عقيل.
حدثنا أبو يوسف حدثني العباس بن عبد العظيم أخبرني علي عن سفيان قال: قلت لزياد بن سعد: أخبرني عن عقيل فإني أراده. قال: كان حافظاً.
<119> وسمعت عبد الرحمن يقول: يونس بن يزيد من كتب من كتبه.
حدثنا أبو يوسف حدثني الفضل قال: سمعت أبا عبد الله وقيل له: محمد بن إسحق وابن أخي الزهري أيهما أحب إليك في حديث الزهري ؟ فقال: ما أدري.
فقال له أبو جعفر: فأيهم أحب إليك في حديث الزهري ؟ فقال: مالك في قلة روايته، ثم معمر ولست تضم إلى معمر أحداً إلا وجدته فوقه، رحل في الحديث إلى اليمن وهو أول من رحل. فقال له أبو جعفر: والشام ؟ فقال: لا الجزيرة.
قال: ويونس وهؤلاء يجيئون بألفاظ الأخبار أصحاب كتب، وكان معمر يحدث حفظاً فيحرف، وكان أطلبهم للعلم. قيل له: فما روى عن ثابت ؟ فقال: ما أحسن حديثه ! ثم قال: حماد بن سلمة أحب إلي، ليس أحد أثبت في ثابت من حماد بن سلمة، قال: كنت آتيه فأقول هذا قاص فأقلب عليه الحديث، فأقول: كيف هو هذا. فيقول: لا هو عن فلان.
قال أبو طالب: قال أبو عبد الله: ومالك أثبت في حديث الزهري من جميع من روى عنه في قلة ما روى سفيان فخطيء في خمسة عشر حديثاً من حديث الزهري، ومعمر أثبت من سفيان. وقال: ما صح من سماع هشيم عن الزهري أربعة أحاديث يقول حدثنا الزهري، والحديث الطويل حديث الرحم وحديث صفية وحديث المجادلة وحديث ابن عمر ما استيسر من الهدي وما كان غير ذلك يقول لا أدري من سفيان بن حسين سمعته أو الزهري. قلت: يقولون أن شعبة رضي بكتابه ؟ قال: لا، ليس هذا بشيء إنما سمع بالموسم فنسي.
حدثنا أبو يوسف حدثني الفضل قال: سمعت أبا عبد الله يقول: يقول: سمعت غندر يقول: لزمت شعبة عشرين سنة لم أكتب فيها عن حد غيره.
قال: وسمعته يقول: كنت أسمع منه الحديث فأكتبه ثم آتيه به فأعرضه عليه.
قال أبو عبد الله: ولا أظن هذا كان منه إلا من بلادته.

قال: وسألت أبا عبد الله: من تقدم من أصحاب شعبة ؟ فقال: أما في العدد والكثرة فغندر قال صحبته عشرين سنة، ولكن كان يحيى بن سعيد أثبت، وكان غندر صحيح الكتاب ولم يكن في كتبه تلك الأخبار إلا أن بهزاً ويحيى وعفان هؤلاء كانوا يكتبون الألفاظ والأخبار. قال عفان: كنت أنظر في حديث أبي إسحق في كتاب كان معي. قيل له: شعبة كان يدعهم يكتبون عنده ؟ فقال: كانوا يكتبون الشيء. ثم قال: كان يحيى وخالد بن الحارث ومعاذ يجتمعون ثلاثتهم عنده، فإذا قام شعبة تنحى خالد في رواية ومعاذ في رواية يكتبان ما سمعا <120> ويخرج يحيى فيذهب. قلت: إن أبا الوليد قال: قلت ليحيى بن سعيد: كم اختلفت إلى شعبة ؟ قال: عشرين سنة وما حملت عن شعبة في مجلس قط أكثر من عشرة أحاديث. فقال أبو عبد الله: نعم كان يحفظ.
وسمعت أبا عبد الله وذكر له أبو جعفر حديث عمران بن أبي أنس، فقال أبو عبد الله: الحديث حديث الليث بن سعد، أنس بن أبي أنس من هذا ؟ معروف عمران بن أبي أنس.
قال: وسمعت أبا عبد الله وذكر خطأ شعبة فقال: إنما وهم شعبة في الأسماء جعل حديث سليمان بن عبد الرحمن عبيد الله بن يزيد. فقال له أبو جعفر: حديث الشكال ؟ فقال: نعم.
وسألت أبا عبد الله: من أثبت الناس عندك في أبي إسحق ؟ قال: سفيان وشعبة. قلت: فالأعمش أحب إليك أو سفيان عن أبي إسحق ؟ فقال: سفيان أكثر، وسفيان وشعبة هما أثبت عندنا من الأعمش عن كل من روى عنه ممن روى عنهم الأعمش.
حدثنا أبو يوسف حدثني محمد بن عبد الرحيم قال: سمعت علياً قال لي يحيى: قيل لمحمد بن جعفر: فضحت شعبة في هذه الأحاديث الرديئة.
قال علي قال يحيى: كلمني أبو أسامة في صاحب له أن أذهب معه إلى شعبة حتى يحدثه، فذهبت معه فحدثه بنحو من ستين حديثاً أحاديث سوء.
حدثنا أبو يوسف ثنا أبو نعيم حدثنا هشام بن عائذ الأسدي عن أبيه أنه سمع ابن عمر وسأله رجل عن أشربة مختلفة فقال: الخمر لا تشربها ولا تسقها ولا تشترها ولا تبعها. وقد روى شعبة عن أبي هشام عائذ بن نصيب.
حدثنا أبو يوسف حدثنا بكر بن خلف حدثنا أزهر حدثني المثنى ابن سعيد عن قتادة عن عبد الله بن ياس المكي عن عبد الله بن عمرو: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: إن الله يباهي ملائكته عشية عرفة بأهل عرفة يقول: انظروا إلى عبادي شعثاً غبراً.
حدثنا أبو يوسف حدثنا قبيصة ثنا سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن عبد الله بن باباه عن عبد الله بن مسعود قال: خالطوا الناس وزايلوهم وصافحوهم بما يشتهون ودينكم لا تكلمونه.
<121> وحبيب أبو يحيى هو أحد الثقات، سمع من ابن عباس وابن عمر، وروى ابن جريج أخبرني حبيب بن أبي ثابت عن عبد الحميد بن عبد الله بن أبي عمرو والقاسم بن محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أخبراه أنهما سمعا أبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام يخبر أن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم إنها قالت: لما قدمت المدينة أخبرتهم إنها ابنة أبي أمية بن المغيرة، فلم يصدقوها ويقولون ما أكذب الغرائب حتى أتانا ناس منهم بالحج، فقالوا: تكتبين إلى أهلك. فكتبت معهم، ورجعوا وهم يصدقونها فازدادت عليهم كرامة. وذكر القصة أبو يوسف، حدثني بذلك عتبة بن مكرم عن أبي عاصم عن ابن جريج. وروى ابن جريج حدثني عطاء عن حبيب بن أبي ثابت عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم في الرقبة. قال ابن جريج: فلقيت حبيباً فحدثني، وأنكر حبيب أن يكون مرفوعاً.
حديث عبد الله بن باباه
حدثنا أبو يوسف ثنا أبو عاصم عن ابن جريج عن سليمان بن عتيق عن عبد الله بن باباه عن بعض ولد يعلى عن يعلى قال: طفت مع عمر، فلما بلغنا الركنين الغربيين قلت: الا نسلم. وضرب بينه وبين الحائط فقال: ألم تطف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قلت: بلى. قال أفرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله ؟ قلت: لا. قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة.
حدثنا أبو يوسف حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج عن عبد الرحمن ابن أبي عمار عن عبد الله بن باباه عن يعلى بن أمية قال: قلت لعمر ابن الخطاب: قال الله عز وجل: " أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا " قد أئن الناس فما بال القصر ؟ قال: عجبت مما عجبت منه فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: صدقة الله عليكم فاقبلوها.

حدثنا أبو يوسف ثنا الحميدي وابن قعنب قالا: حدثنا سفيان ثنا أبو الزبير أنه سمع عبد الله بن باباه يحدث عن جبير بن مطعم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا بني عبد المطلب أو يا بني عبد مناف إن وليتم من هذا الأمر شيئاً فلا تمنعوا أحداً طاف بهذا البيت وصلى أية ساعة شاء من ليل أو نهار.
حدثنا أبو يوسف حدثنا أحمد بن يونس ثنا زهير عن محمد بن سحق عن ابن أبي نجيح عن عبد الله بن باباه عن جبير بن مطعم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: يا بني عبد مناف لا أعرفن ما منعتم طائفاً يطوف بهذا البيت ساعة من ليل أو نهار.
حدثنا أبو يوسف حدثنا الحميدي وسعيد قالا: ثنا سفيان قال: سمعت عمرو بن دينار يحدث عن عبد الله بن باباه قال: قال رسول اله صلى الله عليه وسلم: كأني أراكم بالقوم حاثين دون جهنم.
وابن بابيه وابن باباه وابن بابي واحد، وهو مكي.
قال أبو يوسف: عبد الله بن أبي نجيح وسيف بن سليمان وزكريا ابن إسحق متهمون بالقدر.
حديث عمرو بن دينار
حدثنا أبو يوسف ثنا الحميدي حدثنا سفيان أخبروني عن ابن جريج عن عمرو أن ابن الزبير صلى الظهر بمكة يوم التروية، ثم راح. قال سفيان: ولعله من علة.
حدثنا أبو يوسف حدثنا الحميدي ثنا سفيان حدثني ابن أخي عمرو عن عمرو قال: رأيت ابن الزبير ينحر بدنة قياماً معلقة وهو على برذون أبلق، وكان سفيان يحدث بهذا الحديث فإذا ذكر فيه برذوناً أبلق ذكره عن ابن أخي عمرو، وإن لم يذكر على برذون ذكره عن عمرو، فلعله سمع ذاك من عمرو ولم يسمع برذون أبلق.
حدثنا أبو يوسف حدثنا الحميدي ثنا سفيان حدثنا عمرو أخبرنا الحسن بن محمد أن عمر بن الخطاب أبصر قوماً من أهل البحرين بعرفة عليهم القمص والعمائم فأمر أن تقاد عليهم <123> الجزية. قيل لسفيان: إن ابن جريج رواه فقال فيه: قيل لعمرو: من هم ؟ وأين هم ؟ قال: لا أدري. فقال سفيان: لكن عمراً أخبرنا أنهم من أهل البحرين وإن عمر رآهم بعرفة، ولكن أظن عمر ...
حدثنا أبو يوسف حدثنا الحميدي حدثنا سفيان ثنا عمرو عودا او بدءاً قال: أخبرني عبد الله بن محمد بن علي قال: قال علي بن أبي طالب: قد ظلم من منع بني الأم نصيبهم من الدية. قيل لسفيان: فان محمد بن مسلم يقول عن الحسن بن محمد. فقال: لم يحفظه.
حدثنا أبو يوسف حدثنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد عن عمرو بن دينار عن عبد الله بن عمرو قال: من قتل عصفوراً بغير حقه سأله الله عنه يوم القيامة. قيل وما حقه ؟ قال يذبحه ولا يقطع رأسه.
قال سليمان بن حرب: وحدثني حماد بن سلمة عن عمرو بن دينار عن صهيب الحذاء عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قتل عصفوراً بغير حقه سأله الله عنه يوم القيامة. قيل: وما حقه ؟ قال: أن يذبحه ولا يأخذ بعنقه فيقطع رأسه.
حدثنا أبو يوسف حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا عمرو بن دينار أخبرني صهيب مولى عبد الله بن عامر بن كريز. قيل لسفيان: فأن حماداً يقول فيه أخبرني صهيب الحذاء. فقال سفيان: ما سمعت عمراً تقول فيه ما قال إلا صهيب مولى عبد الله بن عامر.
حدثنا أبو يوسف حدثنا سليمان حدثنا حماد بن زيد عن عمرو ابن دينار قال: رأيت ابن الزبير ينحر بدنة وهي قائمة وهو على برذون له أبيض في يده حربة.
وعن عمرو إن ابن الزبير صلى يوم التروية الظهر بمكة، ثم قال: أيها الناس أهلوا وكبروا.
حدثنا أبو يوسف حدثنا سليمان حدثنا حماد بن زيد عن عمرو بن دينار عن عطاء أنه قال: في عدة الأمة التي تحيض شهرين. فقيل له: إن ابن جريج يقول عن عطاء: خمس وأربعين، فقال: أشهد على عطاء إنه قال شهرين.
<124> حدثنا أبو يوسف حدثنا سليمان ثنا حماد بن زيد عن عمرو بن دينار عن يزيد الفقير قال: قال ابن عمر: إذا كنت في قرية يؤذن فيهم ويقام أجزأك ذاك.
حدثنا أبو يوسف حدثنا الحميدي حدثنا سفيان قال: سمعت عمراً يحدث عن عكرمة بن خالد إنه سمع يحدث عن عبد الله بن واقد إن ابن عمر كان لا يقيم الصلاة بأرض تقام بها الصلاة. وكان لا يصلي ركعتي الفجر في السفر، وكان لا يدعهما في الحضر.
قيل لسفيان: قال حماد بن زيد: يقول في هذا الحديث أو في بعضه: عن يزيد الفقير. فقال سفيان: ما سمعت عمراً ذاكراً يزيد الفقير قط، ما قال لنا إلا أنه سمع عكرمة يحدث عن عبد الله بن واقد.

حدثنا أبو يوسف ثنا الحميدي حدثنا سفيان ثنا عمرو بن دينار أخبرني يحيى بن جعدة: أن رجلاً استأذن النبي صلى الله عليه وسلم في يوم مطير.
وعبيد الله بن موسى روى هذا الحديث عن ابن عيينة باسناد عجب، والصحيح ما ذكرنا عن الحميدي، وعبيد الله عند أصحابنا قد غلط فيما ذكر.
حدثنا أبو يوسف حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا عمرو ما لا أحصي إنه سمع عبد الله بن صفوان بن أمية أخبرني يزيد بن شيبان الأزدي رجل من أخواله قال: كنا وقوفاً بعرفة خلف الموقف، فكان يباعده عمرو من موقف الامام، فأتانا ابن مربع الأنصاري فقال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكم يقول: كونوا على مشاعركم هذه على ارث من أثر إبراهيم قديماً.
وربما قال سفيان: أثبتوا مكان كونوا، وربما قال: إبراهيم عليه السلام. وروى ابن المبارك عن سفيان عن عمرو بن دينار عن عمرو بن عبد الله بن صفوان عن عبد الله بن يزيد قال: كنا وقوفاً.
قال أبو يوسف: فذكرت ذلك لصدقة بن الفضل فقال: هذا من ابن المبارك غلط فيه. <125> فقلت له: فأن علي بن الحسن بن شقيق قال: سمعته من سفيان مثله. فقال صدقة: اتكل على سماع غيره.
حدثنا أبو يوسف حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا عمرو قال: كنت أنا وأبو جعفر، فمررنا بإبراهيم بن سعد بن أبي وقاص، فقال لي: انظرني حتى أسأله عن حديث يحدثه. قال: قال عمرو: فذهب إليه ثم جاءني فأخبرني إنه حدثه أن علياً أتى النبي صلى الله عليه وسلم وعنده ناس فدخل، فلما دخل علي خرجوا، ثم إنهم قالوا والله ما أخرجنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لم خرجنا ؟ فرجعوا فدخلوا على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إني والله ما أخرجتكم وأدخلته، ولكن الله هو أدخله وأخرجكم.
حدثنا أبو يوسف ثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا عمرو حدثني شيخ من بني جمح يكنى أبا الثورين قال: سألت ابن عمر عن صيام يوم عرفه فنهاني.
حدثنا أبو يوسف ثنا الحجاج حدثنا شعبة ثنا عمرو بن دينار عن محمد بن عبد الرحمن القرشي أن ابن عمر قال له: لا تصم يوم عرفة. وهو أبو الثورين فأن لم يكن لقب فقد أخطأ شعبة إلا أن يكون كان يكنى بكنيتين.
حدثنا أبو يوسف حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا عمرو قال قال لي أبو الشعثاء قال: كان زياد اقتل لأهل بلده ممن يخالفه هواه من الحجاج، وكان أعم بالقتل ها هنا وها هنا.
أبو يوسف حدثنا الحميدي ثنا سفيان ثنا عمرو عن أبي الشعثاء قال: الرجل أحق أن يغسل المرأة من أخيها.
قال سفيان: كنت قد نسيت هذا حتى وجدته مكتوباً عندي بخطي.
حدثنا أبو يوسف حدثنا أبو بكر ثنا سفيان حدثنا عمرو بن دينار قال: سمعت جابر بن عبد الله - يشير إلى أذانه - يقول: أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بهاتين يقول: إن أناساً يخرجون من النار فيدخلون الجنة.
<126> حدثنا أبو يوسف حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يخرج من النار قوم بالشفاعة فينبتون كأنهم الشعارير. قيل ما الشعارير ؟ قال: الصغابيس. قال: وكان فمه قد سقط. فقلت: نعم. وسمعت جابر بن عبد الله يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله يخرج قوماً بالشفاعة ؟ قال: نعم.
حدثنا أبو يوسف حدثنا ابن قعنب وأبو صالح قالا: حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن حفص بن عاصم عن عبد الله بن مالك بن بحينة عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم مر برجل وقد أقيمت صلاة الصبح فكلمه بشيء لا يدري ما هو. قال: فلما انصرفنا أحطنا به: ماذا قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال: قال: يوشك أحدكم أن يصلي الصبح أربعا.
حدثنا أبو يوسف ثنا عمرو بن مرزوق أنبأ شعبة عن سعد بن إبراهيم عن حفص بن عاصم عن ابن بحينة قال: أبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً يصلي ركعتين وقد أقيمت الصلاة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الصبح أربعا ! الصبح أربعاً !!.
قال أبو يوسف: والصحيح هذا وإبراهيم أخطأ، ورواه حماد بن ابن سلمة عن سعد كما رواه شعبة، ورواه الأوزاعي وشيبان عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن عبد الله بن مالك بن بحينة: أن النبي صلى الله عليه وسلم مر عليه.

أبو يوسف حدثنا ابن قعنب وابر نصر عن مالك عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن أبي البداح بن عاصم أخبره عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرخص لرعاة الابل في البيتوتة يرمون يوم النحر، ثم يرمون الغد ومن بعد الغد ليومين ثم يرمون يوم النحر.
حدثنا أبو أبو يوسف حدثنا الحميدي ثنا سفيان عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه عن البداح عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرخص للرعاة أن يرموا ويدعوا يوما.
<127> حدثنا أبو يوسف حدثنا إسماعيل بن الخليل أخبرنا ابن أبي زائدة أخبرنا ابن جريج ثنا محمد بن أبي بكر عن أبيه عن أبي البداح عن عاصم بن عدي: أن النبي صلى الله عليه وسلم أرخص للرعاة أن يتعاقبوا فيرموا يوم النحر ثم يدعوا يوماً وليلة، ثم يرموا الغد. ولم يذكر عن أحد روى هذا الحديث إنه قال رخص للرعاة أن يرموا الجمار ليلاً.
حدثنا أبو يوسف حدثني عبد الله بن سعيد ثنا عمي أنبأ ابن أخي الزهري عن عمه أخبرني عبد الرحمن بن هرمز عن عبد الله بن بحينة - وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: هل قرأ أحد منكم آنفاً في الصلاة ؟ قال: نعم. قال: إني أقول مالي أُنازع القرآن. فانتهى الناس عن القراءة حين قال ذلك.
وهذا خطأ لا شك فيه ولا ارتياب رواه مالك ومعمر وابن عيينة والليث بن سعد ويونس بن يزيد وزبير كلهم عن الزهري عن ابن أكيمة ثم رجع عنه.
ولا أعلم في جميع الكتب كتاباً أصح من كتاب عمرو بن حزم وقال: كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعون يرجعون إليه ويدعون أراءهم.
حدثنا أبو يوسف حدثنا أبو صالح حدثني الليث حدثني خالد ابن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن أبي أمية الأنصاري عن عبيد بن رفاعة بن رافع عن أبيه قال: دخلت يوماً على النبي صلى الله عليه وسلم وعنده قدر تفور بلحم فأعجبتني لحمة فازدرتها فاشتكيت عليها سنة، ثم إني ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنه كان فيها أنفس سبعة أناسي، ثم مسح بطني فألقيها غضراء، فوالذي بعثه بالحق ما اشتكيت بطني حتى الساعة.
حضرت ابن بكير وقرأ هذا الحديث وجعفر بن عبد الواحد حاضر، ولا أدري كان يقرأ له كتاب الليث عن خالد أو غيره وانتهى إلى هذا الحديث وإذا عنده: عن عبيد بن رفاعة قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم.
<128> قال أبو يوسف: ورواه أبو صالح: عن أبيه. وهو باطل. وقد قال وكذب فآذيته وآذاني، وقال لجعفر: موعدك غداً بالغداة حتى أحضر أصل الليث فإنه ليس في أصل كتاب الليث إلا كما أقول: عن عبيد ابن رفاعة. وعاد فآذاني وآذيته حتى قال له بعض من حضر: يا أبا زكريا إن هؤلاء قوم قد كتبوا عن أبي صالح، فإذا عرضت على أبي صالح آذوك. فقال: الموعد غداً وانصرفت ولقيت حرملة فإذا هو قد بلغه الذي كان، فقال لي: قد كان في هذا الكلام أيام أبي صالح لأنه في كتاب الليث في الرق وليس في الأصل، إنما الأصل في قراطيس وكان الليث حول كتبه في الرق وجعله حبساً أو وقفاً وصية ذلك إلى ولده وبقي الأصل سماعه في القراطيس وجعله لابنه الكبير، وكن الكبير يكون مع أبي صالح فبقي الأصل عند أبي صالح وإنما الرق نسخة فغدوت إلى ابن بكير وأظن حضر جعفر وقد أرسل إلى كتاب الرق وأحضره وأخرج موضع الحديث فقال: هذا هو أصل الليث وليس فيه عن أبيه. فقلت له: أرسل إلى أصل كتاب القراطيس الذي في منزل أبي صالح وما أظنهم يرسلون ولا يقرانك. فقال: هذا حرملة أخبرك ؟ قلت: نعم هو أخبرني وكتاب الأصل عند أبي صالح في قرطاس: عن أبيه، وعبيد ليست له صحبة ولا رواية، ولا معنى يغلط فيه إنسان، وأظن أن المدائني كان صيره عن رافع بن خديج وكان كما شاء الله.
حدثنا أبو يوسف حدثني أبو كريب حدثنا يحيى بن عبد الرحمن عن عبيدة بن الأسود عن مجالد عن قيس بن أبي حازم عن المستورد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: بعثت في نفس الساعة سبقتها كما سبقت هذه هذه - وأشار باصبيعه - وهذا والله أعلم عندي خطأ.
أبو يوسف حدثنا ابن عثمان أخبرنا عبد الله.

وحدثنا ابن نمير حدثنا أبي قال: أنبأ إسماعيل بن أبي خالد عن شبيل بن عوف أخبرني أبو جبيرة عن أشياخ من الأنصار قالوا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بعثت أنا والساعة هكذا - <129> والزق بين اصبعيه السبابة والوسطى - في نفس الساعة أو نسم الساعة قال ابن نمير: عن أبي جبيرة بن الضحاك عن أشياخ الأنصاري قالوا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بعثت والساعة هكذا - وقال باصبعيه - سبقتها كما سبقت هذه هذه .... في نفس الساعة أو في نفس من الساعة.
حدثنا أبو يوسف حدثنا ابن عثمان حدثنا عبد الله أخبرنا إسماعيل ابن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن الصنابحي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أنا فرطكم على الحوض، وإني مكاثر بكم الأمم فلا تفتتن بعدي.
هكذا روى عن ابن المبارك: الصنابحي.
حدثنا أبو يوسف حدثنا سلمة عن مروان.
وحدثنا أبو يوسف ثنا الحميدي عن سفيان.
وثنا أبو يوسف ثنا ابن نمير عن أبيه، ومحمد بن بشر عن إسماعيل عن قيس عن الصنابحي. قال ابن نمير: وهو ابن أعسر الأحمسي. وأحمس من بجيلة.
حدثنا أبو يوسف حدثني إسحق بن إبراهيم بن العلاء الزبيدي حدثني عمرو بن الحارث بن العلاء الزبيدي حدثني عبد الله بن سالم عن الزبيدي وهو محمد بن الوليد حدثنا أبو عون بن أبي عبد الله أن قيس بن الحارث الغامدي حدثنا ابن الصنابحي قال: إن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله العن حميراً. فقال: يرحم الله حميراً. فقال: يا رسول الله العن حميراً. قال: يرحم الله حميراً. فقال: يا رسول الله إنما قلت العن حميراً. فقال: نعم القوم حمير بأفواههم السلام وبأيديهم الطعام.
حدثنا أبو يوسف حدثنا ابن قعنب وابن بكير عن مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن دينار عن عبد الله الصنابحي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الشمس تطلع رفعها قرن الشيطان <130> فأذا ارتفعت فارقها، ثم إذا استوت قارنها، ثم إذا زالت فارقها، فإذا دنت للغروب قارنها فإذا غربت فارقها. ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في تلك الساعات.
حدثنا أبو يوسف حدثنا ابن قعنب وابن بكير عن مالك عن أبي عبيد مولى سليمان بن عبد الملك أن عبادة بن نسي أخبره إنه سمع قيس بن الحارث يقول: أخبرني أبو عبد الله الصنابحي أنه قد قدم المدينة في خلافة أبي بكر فصلى وراء أبي بكر المغرب.
حدثنا أبو يوسف ثنا عبد الله بن يوسف حدثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن الصنابحي عن بلال قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة القدر ليلة أربع وعشرين.
حدثنا أبو يوسف حدثنا سعيد بن منصور حدثنا إسماعيل بن إبراهيم حدثنا محمد بن إسحق أخبرني يزيد بن أبي حبيب عن مرثد ابن عبد الله اليزني عن عبد الرحمن الصنابحي قال: رأيت أبا بكر يمسح على الخمار.
قال: ابن عثيلة قال سعيد بن منصور هكذا. قال أبو يوسف: وغيره يقول ابن عسيلة وهو الصحيح. وكان سعيد بن منصور إذا رأى في كتابه خطأ لم يرجع عنه.
حدثنا أبو يوسف حدثنا الربيع بن يحيى حدثنا سعيد ثنا محمد ابن المنكدر قال: سمعت مسعود بن الحكم يحدث عن علي قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنازة وقمنا معه.
حدثنا أبو يوسف حدثنا ابن عثمان أخبرنا عبد الله حدثنا موسى بن عقبة أخبرني إسماعيل بن مسعود بن الحكم عن أبيه أنه شهد جنازة بالكوفة مع علي بن أبي طالب فرأى الناس قياماً ينتظرون أن توضع الجنازة فيجلسوا، قال: فرأيت علياً وهو يشير بدرة معه - أو بسوط - إلى الناس أن اقعدوا أيها الناس فأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجلس بعد أن كان يقوم.
حدثنا أبو يوسف ثنا سعيد بن منصور حدثنا إسماعيل بن إبراهيم حدثنا محمد بن عمرو بن علقمة الزرقي، والذي روى عنه وهب ابن منبه إنما هو الحكم بن مسعود الثقفي.
<131> حدثنا أبو يوسف حدثنا أبو النعمان محمد بن الفضل حدثنا عبد الله ابن المبارك عن معمر عن سماك بن الفضل - خولاني - عن وهب بن منبه عن الحكم بن مسعود الثقفي قال: شهدت عمر بن الخطاب أشرك بين الاخوة من الأب والأم مع الاخوة من الأم في الثلث، فقال له رجل: قضيت في هذا عام أول بغير هذا. قال: كيف قضيت ؟ قال: جعلته للاخوة من الأم ولم نجعل للاخوة من الأب والأم شيئاً. قال: تلك على ما قضينا وهذه على ما قضينا.

حدثنا أبو يوسف حدثنا زيد بن المبارك عن ابن ثور عن معتمر عن سماك عن وهب عن الحكم بن مسعود الثقفي عن عمر بنحوه.
أبو يوسف حدثني يحيى بن عيسى عن ابن المبارك عن معمر عن سماك بن الفضل الخولاني عن وهب بن منبه عن الحكم بن مسعود الثقفي بنحوه.
حدثنا أبو يوسف حدثنا سعيد بن منصور حدثنا سفيان عن معمر عن سماك بن الفضل عن مسعود بن الحكم: أن أُتي في فريضة.
قال أبو يوسف: وهذا خطأ إنما هو الحكم بن مسعود.
حدثنا أبو يوسف حدثني المكي بن إبراهيم عن فائد أبي الورقاء عن عبد الله بن أبي أوفى قال: اعتمرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال أبو يوسف: وفائد ضعيف. وفائد مولى عبادل مديني ثقة.
حدثنا أبو يوسف حدثني ابن نمير حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد قال: رأيت بيد عبد الله بن أبي أوفى ضربة، قال ضربتها يوم حنين مع النبي صلى الله عليه وسلم. فقلت: شهدت حنين ؟ فقال: وقبل ذلك.
حدثنا أبو يوسف ثنا ابن نمير حدثنا عقبة بن خالد حدثنا إسماعيل قال: رأيت ابن أبي أوفى له ضفيرتان.
حدثنا أبو يوسف ثنا عبيد الله بن موسى أخبرنا ابن أبي ليلى وأتاه ذو ضفرتين فقال: <132> يا أبا عيسى حدثني ما سمعت من أمك في الفراء حدثني أبي إنه كان جالساً عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه رجل فقال: يا رسول الله أصلي في الفراء ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فأين الذبائح ؟ قال ثابت: فلما ولى قلت من هذا ؟ قال سويد بن غفلة.
حدثنا أبو يوسف حدثنا ابن نمير حدثنا أبو معاوية عن إسماعيل بن أبي خالد قال: رأيت أنساً يخضب بالحناء.
حدثنا أبو يوسف ثنا ابن نمير حدثنا يحيى بن اليمان حدثنا إسماعيل ابن أبي خالد قال: سمعت عمرو بن حريث يقول: ذهبت وأخي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فمسح على رأسي ودعا لي بالرزق.
حدثنا أبو يوسف حدثنا ابن نمير حدثنا وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد قال: رأيت أبا كاهل - وكانت له صحبة - قال: فحدثني أخي عنه إنه قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب على ناقة وحبشي آخذ بخطامها.
حدثنا أبو يوسف حدثنا ابن نمير حدثنا محمد بن عبيد حدثنا إسماعيل عن قيس بن عائذ قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم على ناقة وحبشي آخذ بخطامها.
قال أبو يوسف: وقيس بن عائذ أبو كاهل وهو بجلي.
حدثنا أبو يوسف حدثنا أبو بكر الحميدي حدثنا سفيان حدثني أبي قال: حج هشام بن عبد الملك فطاف في البيت ومعه سالم بن عبد الله فأراد أن يدخل الحجر فزحمه سالم هكذا - وأشار سفيان بمنكبه - فطاف من وراء الحجر.
قال سفيان: شهده أبي.
حدثنا أبو يوسف حدثنا الحميدي حدثنا سفيان ثنا أبي قال: رأيت على الحسن بن أبي الحسن عمامة سوداء.
حدثنا ابن يونس حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا أبي قال: سمعت محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة يقول: كتاب عمر بن عبد العزيز ينهى عن كذا أو عن الظروف المزفتة.
حدثنا أبو يوسف حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا أبي قال: سمعت مسلمة بن <133> عبد الملك يقول: لقد رأيتني أنا وعمر بن عبد العزيز ننتهي إلى الزرع فيقحم عمر فرسه وأكف فرسي.
قال: وسمعت مسلمة بن عبد الملك يقول: إن أقل الناس في الدنيا هماً أقلهم في الآخرة هماً.
وقال: حدثنا سفيان أخبرني مزاحم قال: قال لي عمر بن هبيرة: ما تركت لأحد من رأيي ما تركت لك.
حدثنا أبو يوسف حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثني أبي قال: سمعت شيخاً من بني عامر يقول: قال عمر بن الخطاب في شيء فلان: إنما هم من محمد .....
حدثنا أبو يوسف ثنا الحميدي حدثنا سفيان قال: سمعت أبي يقول: أول من سمع وراءى شيعة الحارث بن أبي ربيعة.
حدثنا أبو يوسف حدثنا الحميدي حدثنا سفيان قال: سمعت أبي يقول: شيعت أمي إلى القادسية فلم أر محاملاً إلا حملته الجمل.
قال سفيان: لم يكونوا يحجون إلا على الرواحل.
قال أبو يوسف: ولا نعلم أحداً حدث عن عيينة إلا سفيان، وكان عيينة صيرفياً بالكوفة، وبلغني أنه كان فر من طارق ولحق بمكة.
حدثنا أبو يوسف ثنا ابن نمير عن محمد بن عبيد عن إسماعيل عن محمود بن عمارة.

قال أبو يوسف: وهو خطأ لأن عبيد الله بن موسى حدثنا عن إسماعيل عن محمود بن عمارة. قال أبو يوسف: وأخطأ محمد بن عبيد أيضاً فقال عن إسماعيل عن حخبار وإنما هو عن حجاج، وأخطأ أيضاً فقال إسماعيل عن الشعبي عن شمر وإنما هو عن سمرة بن جندب.
<134> قال أبو يوسف: أبو إسماعيل اسمه هرم مولى بجيلة.
حدثنا أبو يوسف حدثنا ابن نمير حدثنا يعلى وأبي عن إسماعيل عن أبي حازم واسمه نبتل وهو مولى ابن عباس.
حدثنا أبو يوسف حدثنا ابن نمير عن يعلى وأبي عن إسماعيل عن عمران بن أبي الجعد عن عبد الله قال: إن الناس قد أحسنوا القول فيمن وافق قوله فعله فذاك الذي أصاب حظه، ومن خالف قوله فعله فذاك يوبخ نفسه.
حدثنا أبو يوسف حدثنا ابن عثمان عن ابن المبارك عن إسماعيل عن عمران بن أبي الجعد، والصحيح ما قال ابن نمير.
وإسماعيل عن أبي ضمرة عن علي في الفجر هو سعد بن عبيدة.
حدثنا أبو يوسف ثنا ابن نمير حدثنا يعلى ويزيد بن هارون عن إسماعيل عن سكينة أخته قالت: دخلت على عائشة يوم التروية وعليها خمار أسود ودرع مورد.
حدثنا أبو يوسف حدثنا الحميدي ثنا سفيان ثنا ابن أبي خالد قال: سمعت أم خنيس تقول: ذهبت مع مولاتي عمرة بنت رواحة أخت عبد الله بن رواحة أم النعمان بن بشر إلى عمر نسلم عليه حين طعن، فسمعته يقول: إني قد أقمت لكم الطرق فلا تعوجوها بعدي.
قال الحميدي: قال الفزاري: قال قالت: ذهبت بالليل.
قال أبو يوسف: وأم خنيس عمة يعقوب القاضي، وكان يعقوب ولاؤه في الأنصار، فلما ركب البغل تولى عن مواليه وادعى أن ولاءه في قريش.
حدثنا أبو يوسف ثنا ابن نمير حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن شبل بن عوف - كذا قال ابن ادريس: شبل - قال: ما اغبرت قدمي في مطلب الدنيا قط، ولا جلست في مجلس إلا انتظار جنازة أو حاجة، ولا فتحت رحلاً إلا مثل كسب رب بيت.
أبو يوسف قال: مجاهد بن جبر المكي، ومجاهد بن رومي وأظنه مكي روى عنه سفيان، ومجاهد الذي روى عنه ابن الأصبهاني هو ثالث.
<135> حدثنا أبو يوسف حدثنا ابن عثمان أخبرنا عبد الله أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن حصين بن عوف قال: لما أخبر عمر بن الخطاب بقتل النعمان بن مقرن وقيل أصيب فلان وفلان وآخرون لا نعرفهم. قال: ولكن الله يعرفهم. قال: ورجل شرى نفسه. فقال رجل من أحمس يقال له مالك بن عوف: ذاك خالي يا أمير المؤمنين، زعم أناس أنه ألقى بيده إلى التهلكة. فقال عمر: كذب أولئك بل هو من الذين أشتروا الآخرة بالدنيا.
قال قيس: والمنقول هو عوف بن أبي حية وهو أبو شبل.
حدثنا أبو يوسف ثنا ابن نمير عن أبيه عن إسماعيل عن قيس قال: كان مدرك بن عوف الأحمسي، ومالك أشبه.
قال أبو يوسف: يوسف بن ماهك ويوسف بن مهران واحد. شعبة يقول: ابن ماهك، وحماد بن سلمة يقول ابن مهران، يرويان عن علي بن زيد عنه، وهو مكي.
أيوب السختياني
حدثنا أبو يوسف حدثنا أبو النعمان محمد بن الفضل حدثنا حماد ابن زيد عن أيوب - وذكرها هارون بن رئاب الأسدي - قال: كان من الذين يسرون الزهد. وقال أيوب: لئن يسر الرجل زهده خير له من أن يظهره.
حدثنا أبو يوسف ثنا أبو بكر الحميدي حدثنا سليمان ثنا هارون ابن رئاب وكان ما علمت يخفي الزهد.
حدثنا أبو يوسف حدثنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد حدثنا ميمون أبو عبد الله قال: شهدت الحسن وأتاه أيوب فكلمه بشيء فيما بينه وبينه، فلما قام أيوب فذهب قال الحسن: هذا سيد الفتيان.
حدثنا أبو يوسف ثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن أبي خشينة قال: حدثنا محمد يوماً في شأن كذا. فقالوا: عمن ذا يا أبا بكر ؟ قال: حدثنيه أيوب السختياني.
حدثنا أبو يوسف ثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد عن أيوب قال: لم أكتب عن محمد إلا حديث البرذون فلما حفظته محوته.
<136> حدثنا أبو يوسف حدثنا سليمان حدثنا حماد قال: اختلفوا في مجلس أيوب في حديث فصاروا إلي إلى حفظ أيوب. فقال أيوب: المجلس يحفظون.
قال: وقال حماد: ما ينبغي للرجل أن يعجب بكلام غيره.
قال سليمان: قال حماد: قيل لأيوب: العلم اليوم أكثر أم قل اليوم ؟ قال: الكلام اليوم أكثر والعلم كان قبل اليوم أكثر.

حدثنا أبو يوسف حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد قال: كان أيوب من أدل الناس بالمصر. وقال: وكان يتوخى الطرق التي ليس فيها المجالس يخشى ذكر الناس عليه.
حدثنا أبو يوسف حدثنا سليمان حدثنا عمرو بن مرزوق قال: قلت مرة لأيوب أشرب نبيذ السقاية ؟ قال: ما اضطريت إليه.
حدثنا أبو يوسف حدثنا سليمان حدثنا حماد قال أيوب: إذا لم يكن ما تريد فأرد ما يكون. قال سليمان: هذا في كل شيء.
حدثنا أبو يوسف ثنا سليمان ثنا حماد عن أيوب قال: لو أعلم أن أهلي يحتاجون إلى دستجة بقل ما قعدت معلما.
وقال: حدثنا حماد عن أيوب قال: قال أبو قلابة: الغنى من العافية.
وقال: حدثنا حماد قال: خرجت إلى السوق فاستقبلني أيوب فقلت: يا أبا بكر أين ؟ فقال: جنازة. فأردت أن أتبعه فقال: سوقك سوقك.
حدثنا أبو يوسف حدثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا ابن وهب قال: سمعت مالك بن أنس ذكر أيوب السختياني وذكر منه فضلاً وقال: كان أشد الناس تثبتاً.
حدثنا أبو يوسف حدثنا يونس حدثنا ابن وهب حدثني يعني ابن عيينة عن هشام بن عروة قال: ما رأيت بالبصرة مثل أيوب.
حدثنا أبو يوسف ثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد قال: سئل أيوب عن شيء فقال: لم يبلغني فيه شيء. قال: قل فيه برأيك. قال: لا يبلغه رأيي.
قال أبو النعمان: وهؤلاء يشترون كتباً من القنطرة، ويقولون من قال خلاف هذا فهو خطأ.
<137> حدثنا أبو يوسف ثنا سليمان حدثنا حماد قال: كان إذا سأل السائل أيوب عن شيء قال له أعده فأن أجابه كما سأل أجابه وإلا لم بجبه.
حدثنا أبو يوسف حدثنا سعيد بن أسد حدثنا ضمرة عن ابن شوذب قال: كان أيوب إذا سئل عن الشيء ليس عنده فيه شيء قال: سل أهل العلم.
قال: وحدثنا ضمرة عن ابن شوذب قال: كان أيوب يعتمر في رجب ثم يرجع يحج من عامه. قال: وكان يعتمر من الجعرانة. قال: وكان لا يصوم من أيام العشر شيئاً في السفر، وكان يصوم يوم عاشوراء ويتقدم له في السحور، وكان لا يعجبه هذه الأحاديث التي في السحور.
وقال: حدثنا ضمرة عن ابن شوذب قال: كان أيوب لا ينصرف عن الصفا والمروة إلى المنزل حتى تصوب النجوم من طول القيام والدعاء.
قال: وكنت إذا رأيته في الحج علمت أنه إنما جاء له، وكان لا يشتري ولا يبيع في الحج، وكان ربما نزل فساق بنا واحداً. قال: وكان إذا قدم أهدى له من المساليخ شيء كثير.
وقال: حدثنا ضمرة عن ابن شوذب قال: كان أيوب يلبس الطيلسان وكمه بيده إذا رأيته لم تحليه القراءة حتى يتكلم أو يسأل.
حدثنا أبو يوسف حدثنا سعيد حدثنا ضمرة عن ابن شوذب قال: كان أيوب يؤم أهل مسجده في رمضان. قال: وكان يصلي بهم قدر ثلاثين آية في الركعة، وكان يصلي لنفسه فيما بين السروطتين بقدر ثلاثين آية، وكان يقول هو للناس بنفسه: الصلاة. قال: وكان يؤثرهم فبدعو بدعاء القرآن ويؤمن من خلفه، وكان آخر ما يقول يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يقول: اللهم استعملنا لسنته وأوزعنا هديه، اللهم اجعلنا للمتقين اماماً. ثم يكبر ويسجد. وكان يدعو بعد الركوع. قال: وكان يدعو إذا فرغ من الصلوات بدعوات.
<138> قال: فاجتمع هو ويونس بن عبيد وحميد الطويل، فقال حميد ليونس: علمت أن أيوب قد صار يقصر.
وقال ابن شوذب: وما أدركت أولئك الذين من البصرة الذي بينهما حسن إلا أيوب ويونس.
وقال أيوب: لولا أن تسبني القصاص في قصصهم لحدثت فيهم بحديث يسوءهم.
قال: وكنا في مجلس أيوب فذكر أهل الأهواء فنال منهم. فقام رجل من المجلس، فقيل له: يا أبا بكر إن هذا على هواه. قال: انا لله يظن أنما عرضنا له. قال: فشق ذلك عليه.
حدثنا أبو يوسف حدثنا أبو بكر الحميدي حدثنا سفيان قال: قال أيوب: لو أعلم أن أهلي يحتاجون إلى حزمة أو دستجة من بقل ما جلست معكم.
قال: وقال أبو قلابة: الزم سوقك فأن الغنى من العافية.
قال: وقال أيوب: لا تعرف خطأ معلمك حتى تجالس غيره.
قال: وسئل أيوب عن المملوك يتصدق ؟ فقال: لا أدري. ثم قال: مالكم رجل يسأل عن الخوف فلم يدر ما يقول.
حدثنا أبو يوسف ثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد قال: سئل أيوب عن مسألة فسكت. فقال. الرجل: يا أبا بكر لم تفهم أعيد عليك ؟ قال: فقال أيوب: قد فهمت ولكني أفكر كيف أجيبك.

حدثنا أبو يوسف ثنا سليمان ثنا حماد قال: دعا بعض الأمراء أيوب فشاوره في شيء فقال: ما سمعت فيه شيئاً أحدثك به. فقال: فرأيك ؟ قال: ليس لي فيه رأي. قال: فاذهب.
حدثنا أبو يوسف حدثني سلمة حدثنا أحمد بن حنبل حدثنا عبد الرزاق عن معمر قال: كان أيوب يقول: إنه ليعز علي أن أسمع لمحمد حديثاً لم أسمع منه.
قال معمر: وإنه ليعز علي أن أسمع لأيوب حديثاً لم أسمع من أيوب.
حدثنا سلمة عن أحمد حدثنا حجاج قال: قال شعبة: قال يونس ابن عبيد: ما كتبت شيئاً قط.
قال شعبة: قال خالد الحذاء: ما كتبت شيئاً قط إلا حديثاً طويلاً كلما حفظته محوته.
قال شعبة: قال أيوب: ذكرت وما أحب أن أذكر.
<139> قال حجاج: سمعت شعبة يقول: ربما ذهب أيوب في الحاجة فأريد أن أمشي معه فلا يدعني ويخرج فيأخذ ها هنا وها هنا لكي لا يفطن له.
حدثنا أبو يوسف ثنا سليمان بن حرب قال: قال حماد بن زيد: ما أخاف على أيوب وابن عون في الآخرة إلا الحديث، ثم ذكر سليمان حديث عطية السراج ولا أشك أنه ساق الحديث.
حدثنا أبو يوسف وقد حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن عطية السراج قال: مررت مع الشعبي على مسجد من مساجد جهينة فقال: أشهد على كذا وكذا من أهل هذا المسجد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أراه قال ثلثمائة يشربون نبيذ الدنان في العراصين.
قال سليمان: وأيوب في فضله ومذهبه في المسكر ما كان يصنع بهذا لولا أن شهوة الحديث حمله على ذكر ذلك.
حدثنا أبو يوسف حدثنا سلمة عن أحمد ثنا أبو قطن قال: سمعت ابن عون يقول: وددت أني خرجت منه كفافاً - يعني من العلم - .
حدثنا أبو يوسف ثنا سلمة عن أحمد ثنا عفان ثنا بشر بن المفضل حدثنا ابن عون قال: لما مات محمد قلنا: من ؟ قال: فقلنا أيوب.
حدثنا أبو يوسف ثنا أبو بشر ثنا معاذ حدثني هشام بن حسان قال: رأيت أيوب يقوم لهم كتبهم بيده.
حدثنا أبو يوسف ثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد عن هشام قال: ثم أكتب عن محمد إلا حديث الأعناق، فلما حفظته محوته.
وقال: حدثنا حماد قال: كان موسى الأسواري يجيء في رمضان فيصلي خلف أيوب.
وقال: حدثنا حماد قال: شهد أيوب هشام بن عروة يحدث بهذا الحديث - يعني حديث عائشة في شأن فاطمة بنت أبي حبيش - فقال لي: ويحدثني حفظاً هذا الحديث.
وقال: حدثنا حماد قال أيوب: إذا رأيت الرجل يصنع شيئاً فلا تحكي عنه حتى تسأله لأي شيء صنع.
<140> حدثنا أبو يوسف حدثنا سلمة عن أحمد بن حنبل حدثنا عفان حدثنا عبد الوهاب قال: كان أيوب إذا قدم علينا من مكة قال يقوم لنا: احفظوا الاسناد فأني أنساه.
حدثنا أبو يوسف حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد قال: كان أيوب إذا قدم - يعني من مكة - يقول: قد أتيتكم بأربعة أحاديث خمسة أحاديث.
حدثنا أبو يوسف ثنا أبو هاشم زياد بن أيوب حدثنا سعيد بن عامر حدثنا بعض أصحابنا قال: مر أيوب بمسجد بني ضبيعة فردوا عليه، فعلم أنهم قد زادوه فجعل يقول - فيما بينه وبين نفسه - : يعلم الله إني لهذا كاره.
حدثنا أبو يوسف حدثنا أبو هاشم حدثنا سعيد عن وهيب بن خالد أبي بكر صاحب الكرابيس قال: سمعت أيوب يقول: إذا ذكر الصالحون كنت عنهم بمعزل.
حدثنا أبو يوسف حدثنا محمد بن أبي عمر قال: قال سفيان: قلت لأيوب: إن إسماعيل حدثنا عن محمد يحفظه قال: إنه ليعز علي أن أسمع عن محمد حديثاً لا أحفظه.
قال سفيان: وحدثنا أيوب - وكان أوثق من رأيت في زمانه - عن أبي بشر.
قال أبو يوسف: كان سليمان ينكر هذه الأحاديث ويقول: هذه تركت وكان أيوب لا يفعل مثل هذا.
قال علي بن المديني: وأخبرني عبد الأعلى قال: رأيت أيوب يبلغ معمراً إلى العراق. فقلت لعبد الأعلى: فما منعك من أيوب ؟ قال: كنا نسمع من حوشب وكان يتصوف، وكانوا يقولون: في منزل أيوب الضبع، فتركناه، ثم ندمنا بعد.
قال علي: بلغنا عن حماد بن زيد قال: قدم أيوب من مكة فرأيت على فراشه مجلساً معصفراً فذهبت أنظر فرفعت المجلس فأذا تحته خيش.
حدثنا أبو يوسف حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن أيوب قال: لا أعلم القدر من الدين.
وقال: حدثنا حماد بن زيد قال: ما رأيت أحداً قط أشد تبسماً في وجوه الرجال من <141> أيوب إذا لقيهم، وهارون بن رئاب كان شيئاً عجباً.

قال علي: سمعت سفيان يقول: كلم أيوب في احسان يعطيه، فأدخل يده في الكيس فأعطاه حفنة بلا عدد ولا وزن.
قال علي: بلغني أن أيوب كان يصلي بالليل فإذا أصبح تنحنح وتكلم - يرى أنه قام تلك الساعة.
حدثنا أبو يوسف ثنا أبو سعيد الأشج حدثنا أبو خالد قال: سمعت شعبة قال: نعم، ألف وألف.
حدثنا أبو يوسف ثنا سليمان بن حرب حدثنا سليمان بن أخضر وكان في ابن عون كحماد بن زيد في أيوب.
قال علي بن المديني: كان يحيى يقدم أزهر على سليمان، وكان عبد الرحمن يقول مثلهم، فكنت أقول ليحيى فقال: اسكت أزهر لم يكن منهم أحد ألزم منه ولا أصح.
قال علي: وسمعت عبد الرحمن - وذكر من طلب الحديث - فقال: لم يكن من أصحابنا ممن طلبه وعني به وحفظ وأقام عليه حتى لم يزل فيه إلا ثلاثة: يحيى بن سعيد وسفيان بن حبيب ويزيد بن زريع، لم يدعوه منذ طلبوه ولم يشتغلوا عنه لم يزالوا فيه إلى أن حدثوا. وكان إسماعيل بن إبراهيم حفظ ثم نسي. قال عبد الرحمن: أعطاني ابن إسماعيل أطرافاً لابن أبي نجيح، فلقيته وهو جاء من عند عبيد الله بن الحسن فسألته فما حفظ منها إلا حديثاً أو حديثين، ثم حفظها بعد.
قال علي: وما رأى عبد الرحمن لاسماعيل كتاباً قط.
قال علي: ما أقدر أن أقول أن أحداً أثبت في الحديث من إسماعيل.
<142> قال علي: قال يحيى: أنا لم أر إسماعيل يطلب الحديث وكنا نعلم أنه قد سمع وترك.
أبو يوسف حدثنا علي قال: قدم علينا إسماعيل على الصدقة في سنة ثمان وسبعين وجعل له الثمن، قدم بالأمانة فكان لا يفتش أحداً فجاء يسلم على عبد الوارث. فقال له: يا أبا بشر ما هذا الذي يعد أيوب ويونس ؟ فقلنا: يا أبا عبيدة الدين والعيال. فقال: أترى الذي يرزق الذر في الصفا كان يغفلك !؟ ثم قال عبد الوارث: كسرة وملح ومت كريما.
قال علي: كأن عبد الوارث خشي منه هو شاب.
قال علي: فأخبرني عبد الصمد قال: دخل على أمي فقال: أنا ميت فقالت: سبحان الله يقيك الله. فقال: أنا ميت قد انقطع رزقي سمعت الرزق قد انقطع.
قال علي: وكان له سبعة غلمان فجعلوا يموتون حتى بقي آخرهم واحد يعمل فلما مات قبله بسبعة أيام دخل على امرأته فقال لها هذه المقالة: قد مات هذا الغلام وأنا لا أقبل من أحد شيئاً فقد انقطع رزقي فمرض فمات بعد سبعة أيام.
قال علي: لم أسمعه يتكلم بشيء مما يرمونه به قط، ولا سمعته يذكر أحداً يذكر شيئاً من ذا. عبد الوارث مولى بلعنبر بن تميم، وابن علية مولى لبني أسد.
قال أبو يوسف: وسألت ابنه فذكر أن ولاءهم لبني أسد.
معرفة القضاة
أول قاضي قضى على البصرة أبو مريم الحنفي أمره أبو موسى أن يقضي.
وسمعت ابن الرهطي يقول: هو الذي شهد عند معاوية لزياد بن سمية، ثم كعب بن سعد، ثم زرارة بن أوفى، ثم عمران بن حصين. ومن بعده زرارة قضى على البصرة قبل عمران وبعد عمران مرتين. ثم عميرة بن يثربي بعده وسيد الجمل عبد الملك بن يعلى وعبد الملك بن فضالة، وهشام بن هبيرة مولى الليثيين.
ومن الأنصار
ثمامة بن عبد الله بن أنس ومحمد بن عبد الله الأنصاري والحسن مولى الأنصار. لم يقض عليهم مولى إلا الحسن، وكان يقضي عليهم العرب.
<143> حدثنا أبو يوسف قال: سمعت سليمان بن حرب قال: وكان الحجاج بن أرطأة يقول للرجل إذا أراد أن يحكم عليه: هل عندك حجة ؟ هل لك قول ؟ هل ... هل ... كأنه كان قاضياً على البصرة.
وسوار بن عبد الله. وعبيد الله بن الحسن العنبري وخالد بن طليق الأنصاري وابن أبي حنيفة وابن أكثم.
حدثنا أبو يوسف حدثني سوار بن عبد الله بن سوار قال: توفي سوار في ذي الحجة مات سنة ست وخمسين قاضياً على البصرة.
وبشر بن مروان بن الحكم مات أميراً بالبصرة والثالث محمد بن سليمان.
واستقضى بعد سوار عبيد الله بن الحسن عزله المهدي واستقضى حماد بن طليق فعزل ولقي شدة، واستقضى بعده عمر بن عثمان التيمي واستعفى واستقضى محمد بن سليمان معاذ بن معاذ بن نضر بن حسان بن مالك بن الخشخاش. قال: والمخزومي أراه قبل معاذ. ثم عزلهم هارون وولى عمر بن حبيب. وبعد عمر معاذ، وبعد معاذ الأنصاري.

قال أبو يوسف: فسألت عبيد الله بن معاذ في خلوة فقلت: يا أبا عمرو ما الذي وقع بين أبيك والأنصاري ؟ ففزع وقال: مالك ولهذا، فغضب ثم نظر في وجهي فقال: الفارسي ؟ فقلت: نعم. فقال: دع هذا عنا. فقلت: يا أبا عمرو الناس يحدثون بأراجيف ولعله كذب. فقال: أُجمل لك. فقال: أخاف والله أبي وأمي واخوتي وصبيانك الصغار والكبير بعدنا، وكلما قلت: يا أبا عمرو وما كان سبب ما تقول ؟ قال: كان ذاك الكساء الذي عندكم وقف ها هنا وقفا وسبله على قوم فأن انقرضوا رجع الوقف إلى الأنصاري وغيره من بني أبيه، وأحتاج <144> الوقف أيام كان أبي على القضاء أن يثبت ذلك عند أبي فأحضر الأنصاري وآخر فشهدا عند أبي فلم يقبل أبي شهادته لرجوعه إليه، فوقع في المسجد أن معاذ بن معاذ رد شهادة الأنصاري. فقصدنا بكل مكروه وآذانا أشد الأذى حتى خفنا في منازلنا أبي وأمي والصغير منا والكبير.
قال سوار بن عبد الله: وولي بعد الأنصاري أبي رضي الله عنه، والأنصاري ولاه إسماعيل بن جعفر الولاية الثانية أيام الفتنة بعد أمركم.
قال سوار وحدثنا سليمان بن الخليل قال: شهدت سوار وعمر ابن عامر: وما يرجى من ذاك، ذاك ألطف وخير، وما أرى هذا عيبا. قال: فقال: كل ما يخالف أمر العامة فأني أراه عيباً أرد به. فرجع إلى قول سوار.
قال سوار: حدثني معاذ بن معاذ قال: حكم فينا سوار بعلمه.
قال معاذ: وأقاد سليمان بن علي رجلاً بكتاب يحيى بن سعيد الأنصاري بقسامة ثبتت عنده. فأقبل الرجل بالقسامة بكتاب قاض إلى قاض.
سمعت محمد بن عبد الله الأنصاري سنة إحدى عشرة ومائتين قال: قد أشرفت على أربع وتسعين سنة ومناي أن يكون لي سلطان ساعة بالبصرة فاخرج هذا الأعمى البصر الأعمى القلب من المسجد وارده إلى الابلة ليحدث بني عمه هناك - يعني أبا عمر الضرير - . فقال له أبو الربيع الزهراني: ماله يا أبا عبد الله ؟ قال: يحدث ويملي الأحاديث ثم يقول قال أبو عمر كذا خلاف ما يحدث عن السلف. وبلغني إنه حدث أن النبي عليه السلام أعتق صفية وتزوجها وجعل عتقها صداقها. قال أبو عمرو: ولو سمي لها صداقاً كان أحب إلى أبي عمر. وقال أبو الربيع: يحرفون عليه لم يقل هكذا إنما قال لو أن إنسانا فعل هذا اليوم كان أحب إلي أن يسمي له صداقا. فقال: هذا شر وأشر رغبه عما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته. هل رأى أحداً من أصحابنا فعل فعله وقال قوله يحدث بالحديث ويقول قال أبو عمر بخلافه !! قال أبو يوسف: وسمعت الأنصاري يقول: سمعت من داؤد ابن أبي هند أحاديث - ذكر كثرة - وسمع معي انسان فأخذ لينسخ فطالت غسته عني فتركته ولم أروه.
وسمعته يقول: مرضت مرضه فقدت فهمي وعقلي، فلما فقهت قال لي أبي: يا بني قد جاءك يحيى بن سعيد عائداً في مرضك. فقال الأنصاري: ولم أفهمه من غلبة المرض.
<145> عبد الله بن عون
حدثنا أبو يوسف حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد عن ابن عون قال: قلت عند الحسن ومحمد فكلاهما لم يزالا قائمين حتى فرشا.
قال: ورأيت الحسن نفض لي الفراش بيده.
وسمعت سليمان بن حرب يقول: قال حماد بن زيد: لما ولد لي إسماعيل وتحرك ذهبت به إلى حلقة ابن عون قلت لعل ابن عون يدعو له. قال: فلما قمنا قال لنا الصبي: يا أبه من ذاك الرجل - يريد ابن عون - ؟ ذاك كأنه من الملائكة أو كلام نحو هذا.
قال أبو يوسف: ثنا سليمان حدثنا عباد بن عباد المهلبي قال: سأل رجل ابن عون عن الوتر أي متى يوتر ؟ قال: فحدثه بما كانوا يفعلون. قال فقال: حدثني كيف تفعل أنت ؟ قال: فلما قال فقلنا يا أبا عون أخبره. قال فقال: كفى بالرجل ما يخطيء في نفسه.
حدثنا أبو يوسف حدثني أبو بشر حدثنا خالد بن الحارث عن ابن عون قال: انطلقت إلى عكرمة ومعي رجلان. قال: فلقيناه فسألناه عنها يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء. قال: ذاك يوم قام فيه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: لا تسألوني عن شيء إلا حدثتكم. قال: فقام رجل فكره المسلمون يومئذ مقامته. قال: فقال يا رسول الله من أبي ؟ قال: أبوك حذافة. قال ابن عون: فلم أسأل عكرمة عن شيء قبل هذه الآية ولا بعدها.
قال: وسألت نافعاً عن هذه الآية وقد كنت خبأتها لغير واحد يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم قال نافع: ما زال كثرة السؤال منذ قط يكره. قال: فكان فيما يقول إذا سئل لا أدري.

حدثنا أبو يوسف حدثني أبو بشر حدثنا معاذ حدثنا ابن عون قال: كان حميد بن هلال وغيلان بن جرير يأتيان أبا بردة، فتوجهت إلى أبي بردة فلقيتهما جائيين من عنده فذكرا أن أبا بردة حدثهما عن ربعي بن حراش.
حدثنا أبو يوسف قال: حدثني أبو بشر قال: قال لي معاذ وحدثني بشر بن المفضل قال: جئت يوماً إلى أهلي فإذا أبي يقول: جاءنا ابن عون يسألني عنك، فأته. قال: فأتيته <146> فقلت: بلغني أنك جئت تسألني. قال: نعم الحديث الذي حدثتك يوم كذا وكذا كيف هو ؟ قلت: كذا وكذا. قال: نعم إني خشيت أن لا أكون حدثتك كما هو عندي.
حدثنا أبو يوسف حدثنا محمد بن عبد الله بن عمار ثنا يعقوب الحضرمي قال شعبة يقول: سمعته يريد أن يأتي سيدنا علي بن علي.
حدثنا أبو يوسف حدثنا محمد بن عبد الرحيم ثنا علي قال: سمعت عبد الرحمن يقول: لا أعلم أحداً ترك من التابعين ما ترك ابن عون تركهم للرأي.
قال علي: عطاء وطاوس للصرف، وروى مجاهد إنه كره الصرف وأخذ هذا عن محمد بن سيرين، إن هذا العلم دين. وكان بالمدينة ممن ينظر في هذا مالك وأخذ هذا عن ابن شهاب وأخذه ابن شهاب عن سعيد بن المسيب.
حدثنا أبو يوسف حدثنا سليمان بن حرب قال: قال حماد: ما رأيت أحداً أفقه فقهاً من داؤد بن أبي هند.
حدثنا أبو يوسف حدثنا عمرو بن عاصم حدثنا سليمان بن المغيرة قال: كنا عند حميد بن هلال وعنده أيوب ويونس بن عبيد، فلما قام حميد متوجهاً إلى أهلها تبعه أيوب ويونس بن عبيد قال: فعرفت المساءة في وجه حميد بن هلال. قال: فأقبل علي فقال: قد كنت أرى أن هذين الشيخين إن حدث منهما حدث أن هذين يستخلفانهما - يعني الحسن وابن سيرين ويعني أيوب ويونس - قال: قلت: أنا لنؤمل ذلك فيهما. قال: فقال: أفما رأيتهما اتبعاني وكره ذلك شديداً.
حدثنا أبو يوسف حدثني سعيد بن إبراهيم حدثنا ضمرة عن ابن شوذب قال: اجتمع يونس بن عبيد وعبد الله بن عون فتذاكرا الحلال وكلاهما يقول: ما أرى في بيتي درهما حلالاً.
حدثنا أبو يوسف حدثنا ربيع الخزاز قال: جاءت امرأة شوذب بثوب أغر فألقته على يونس فقالت: اشتر هذا يا هذا. قال: بكم: قالت: بمائة. قال: ثوبك خير من ذاك. قالت: بمائتين. قال: ثوبك خير من ذاك قالت: بثلثمائة. قال: ثوبك خير من ذلك. قالت: بأربعمائة. قال أبو بشر: فأنا أسأل حتى بلغ أربع أو خمس مائة. قال: هذا عندنا إن اشتراه <147> رجل فوضعه عنده حتى جاءه طالب يربح فيه مائة فآخذه ؟ قالت: خذه. قال: فلما ذهبت أقبل عليه أصحابه قالوا: يا أبا عبد الله ما كان عليك لو أخذته بمائة. قال: لا شيء إلا أني ظننت أنها امرأة مغروقة فأحببت أن أنصحها.
حدثنا أبو يوسف حدثنا سليمان بن حرب ثنا عمارة الصيدلاني.
قال أبو يوسف: وأخبرني عنه أبو النعمان قال: كنا عند أيوب فجاء يحيى بن عتيق. فلما قام قال أيوب: من سره أن ينظر إلى سيرتي خالص فلينظر إلى يحيى.
حدثنا أبو يوسف حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن يزيد الشني عن مورق العجلي قال: إني لقليل الغضب، وربما لم أغضب في سنة مرة وربما تكلمت بكلمة في غضب أندم عليها إذا رضيت.
محمد بن واسع
حدثنا أبو يوسف حدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب حدثنا سعيد بن عامر عن جعفر بن سليمان قال: جاء محمد بن واسع إلى مالك بن دينار فقال: يا أبا يحيى إن كنت من سكان الجنة فطوبى لك. قال: فقال مالك: ينبغي لنا إذا ذكرنا الجنة أن .....
حدثنا أبو يوسف حدثني سعيد بن أسد حدثنا ضمرة عن ابن شوذب قال: كان إذا قيل بالبصرة: من أفضل أهل البصرة ؟ قالوا: محمد بن واسع، ولم يكن يرى كثير عبادة، وكان يلبس قميصاً بصرياً وساجاً.
وبه عن ابن شوذب قال: حضر محمد بن واسع مجلساً فيه ذكر، فلما فرغوا أمروا بطعام، فتنحى محمد بن واسع ناحية. فقالوا: يا أبا بكر ألا تدنو إلى هذا الطعام ؟ قال: إنما يأكل من بكى.
<148> وبه قال: اجتمع محمد بن واسع ومالك بن دينار فتذاكروا العيش. فقال مالك: ما من شيء أفضل من أن يكون للرجل غلة يعيش منها. فقال محمد بن واسع: طوبى لمن وجد غداءً ولم يجد عشاءً، ووجد عشاءً ولم يجد غداءً والله عنه راض. وقال محمد بن واسع: يكفي من الدعاء مع الورع اليسير، كما يكفي القدر من الملح. وكان لمحمد بن واسع علية فأذا كان الليل دخل ثم أغلقها عليه.

وبه عن ابن شوذب قال: قلت لمحمد بن واسع: يا أبا بكر.
منصور بن زاذان
حدثنا أبو يوسف حدثنا سلمة عن أحمد بن حنبل قال يزيد - يعني ابن هارون - : زعموا أن منصوراً كان - يعني ابن زاذان - كان يختم في الضحى. وإنما كان يعرف ذلك منه في سجود القرآن، وكان سريع القراءة فإذا أراد أن يترسل فكان لا يستطيع فأرسل المصحف إلى فلان فقطه، وذكر يزيد العوام قال: كان صاحب أمر معروف ونهي عن منكر. وكان الفضل بن دلهم عندنا قصاباً، ورأيت ليثاً أبا المشرفي، وكان حسن الهيئة، وكان أبو عقيل قاضيا علينا، ورأيت أبا بلج وكان جاراً لنا ولم يكن له حاجة في النساء فكان يتخذ الحمام. قال أبو بلج - ونحن عنده فجعل يذكر الله - قال: لو قامت القيامة ودخلنا الجنة. يقول: لذكرنا الله.
الأسود بن شيبان
حدثنا سلمة عن أحمد وثنا عفان قال: واتبعته مرة فقلت له - يعني الأسود بن شيبان - : إني أريد أن أذهب إلى السوق وقد حبستني عن صنعتي. قال: وأنا لي حاجة أو صنعة. فقلت له: ما حاجتك أنت ؟ فقال: أصلي. ثم أتيته مرة أخرى فقال: رأيتني أمس بالعشي واحتوشني كأني أمير. وبلغني أن أهله أرادوا أن يزوجوه فجعل يأبى، فقال لهم: وتنام معي على الفراش ؟ قالوا: نعم. قال: فلا حاجة لي بها.
حدثنا عفان حدثنا يزيد قال: حج الأسود بن شيبان وليس معه زاد لنفسه ولا علف <149> لناقته. قال فجعلت ناقته تهش الأرض وهو يشرب من لبنها حتى حج ورجع. قال: وكان كل يوم إلا ذهب إلى الجبانة يصلي على الجنائز.
حدثنا أبو يوسف حدثنا محمد بن منصور حدثنا عفان حدثنا يزيد ابن زريع قال: كان الأسود بن شيبان إذا حج يشتري ناقة حلوب فيحج عليها ولا يتزود ويشرب من لبنها حتى يرجع.
أبو يوسف حدثنا أبو بكر الحميدي حدثنا سفيان عن مجالد عن الشعبي قال: فاخرت أهل البصرة فغلبتهم بأهل الكوفة والأحنف ساكت لا يتكلم، فلما رآني قد غلبتهم أرسل غلاماً له فجاءه بكتاب. فقال لي: هاك اقرأ. فقرأته فأذا فيه: من المختار إليه يذكر أنه نبي. قال: يقول الأحنف أنى فينا مثل هذا.
حدثنا أبو يوسف حدثنا أبو بكر حدثنا سفيان قال: سمعت عمار ابن رزيق يقول: قيل لنا إن بالكوفة رجل يزعم إنه نبي. قال: فذهبت إليه فإذا نحن بنساج ينسج، فكلمناه فقال: إني نبي. فقلنا له: نبي حائك ؟ فقال: أي شيء تريدونه صراف ؟ وقال: حدثنا سفيان حدثنا شعبة بن الحجاج قال: قيل للحسن: أبهما خير أهل الكوفة أم أهل البصرة ؟ فقال الحسن: كان يبدأ بأهل الكوفة.
حدثنا أبو يوسف حدثنا أبو بكر عن الحويطي وآخر، أحدهما عن حماد بن زيد والآخر عن أبي بكر بن عياش قال أحدهما: قراءة حمزة الزيات بدعة، وقال الآخر: لو صلى بي رجل فقرأ بقراءة حمزة لأعدت صلاتي.
حدثنا أبو يوسف حدثنا سلمة عن أحمد بن حنبل حدثنا عفان بن مسلم حدثنا معاذ قال: قال الأشعث: ما رأيت هشاماً عند الحسن قط. قال فقيل له: إن عمراً يقول هذا <150> فأنت إن قلته قويته عليه أو صدق أو نحو هذا. قال: لا أقول هذا ولا أعود لهذا.
وقال: حدثنا عفان ثنا وهب قال: رأيت مبارك بن فضاله يحدث عن يونس في حلقة يونس ويونس شيئاً هذا. قال حماد: كان مبارك يجالسنا عند الأعلم فأذا جاءت المسندة المرفوعة قال مبارك، فأذا جاءت الفتيا فألى الأعلم.
حدثنا أبو يوسف حدثنا أحمد بن الخليل قال: سمعت يزيد بن هارون يقول: سمعت من عاصم الأحول بالكوفة ثم قدمت واسط فحدثني شعبة عن عاصم - يعني وهو حي - .
وسمعت يزيد يقول: بقي علي بن زيد بعد قتادة زماناً، وروى عن قتادة قصة الحلة اشترى النبي صلى الله عليه وسلم حلة.
وحدثنا أحمد بن الخليل حدثنا هارون بن معروف حدثنا ضمرة عن ابن شوذب قال: أوصى قتادة إلى مطر وأوصى مطر إلى فرقد، وربما سمعت مطراً وهو يقول لسعيد بن أبي عروبة: أي شي تلقى أنت من الناس بعدى يعني الفتيا - .
حدثنا أبو يوسف حدثنا محمد بن المنهال حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد بن أبي عروبة وهشام الدستوائي عن قتادة عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة، ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن برة، ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن ذرة.

قال يزيد: فلقيت شعبة فحدثته بالحديث، فقال شعبة حدثنا به قتادة عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله إلا أن شعبة جعل موضع الذرة درة. قال يزيد: صحف فيها أبو بسطام.
قال يزيد: فلقيت عمران أبا العوام القطان فحدثته بالحديث فقال حدثنا به قتادة عن <151> عطاء بن يزيد الليثي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بالحديث.
قال يزيد: أخطأ عمران وهم فيه. قال وكان عمران حرورياً، وكان يرى السيف على أهل القبلة. قال: وكان إبراهيم ولاه حين خرج بالبصرة الغزاة.
حدثنا أبو يوسف ثنا محمد بن المنهال أبو داؤد قال: قال شعبة: أين كنتم عني وأنا خال زمن كان يأتيني يزيد بن زريع.
حدثنا أبو يوسف حدثني محمد ثنا يزيد قال: كنت آتي شعبة من قبل أن يخرج إبراهيم فأجيء وهو نائم والذباب على وجهه فأقيمه فحدثني من غير أن يكون عندي أطراف يحدثني من عنده، فلما كان بعد ذلك صرنا اثنين أنا وابن علية، ثم صرنا ثلاثة أنا وابن علية وأبو عوانة، ثم صرنا أربعة بعد ذلك عبيد الله بن الحسن، فكنا أربعة حتى أخذنا ما عنده.
حدثنا أبو يوسف حدثنا محمد ثنا يزيد قال: كان شعبة وما قال لي شيئاً يسوءني قط إلا مرة حدثني حديثاً عن محمد بن زياد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديث أما يخشى أحدكم إذا رفع رأسه فقلت له: من دون محمد ؟ قال: أنا أنا. وضرب صدري وصاح في وجهي. فتركته ساعة لا أكلمه. فقال لي: مالك ألا تسأل ؟ قلت: ما في نفسي أن أسألك عن حديث العشية البتة. فلما كان من قبل الغداة جاء إلى البيت فدق على الباب فقال: لا يسوءك، كف علي عن. فقلت: علي يا أبا بسطام لا يسوءك الله لم يكن منك إلا خير.
عمرو بن عبيد
حدثنا أبو يوسف ثنا أبو بكر الحميدي قال: قال سفيان: قال لي عمرو بن عبيد: أما نهاك أبوك عن مجالستي. قلت: بلى. قال: كنت غلاماً حدثاً فآن أن تسمع. وقال عمرو: عرضنا قولنا على فلان فقبله. قال: وكذب.
قال سفيان: وحدثنا أبو موسى حدثنا عمرو بن عبيد قبل أن يحدث.
وقال سفيان: رأى الحسن أيوب فقال: هذا سيد شباب أهل البصرة. قال: ورأى عمرو بن عبيد يوماً فقال: هذا من سيدي شباب أهل البصرة إن لم يحدث.
حدثنا أبو يوسف حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد قال: قيل لأيوب: إن <152> عمرو بن عبيد روى عن الحسن إنه قال لا يجلد السكران من النبيذ ؟ قال: كذب عمرو، سمعت الحسن يقول: السكران من النبيذ يجلد.
حدثنا أبو يوسف ثنا سليمان بن حرب عن سلام بن أبي مطيع قال: قال لي أيوب: كيف تثق بحديث رجل لا تثق بدينه - يعني عمرو ابن عبيد - .
حدثنا أبو يوسف حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن أيوب قال: يا عجباً لصبي من الصبيان يغتر غاراً ما من بين يديه ورجليه جهاراً جهاراً يدعو الناس إليه.
وقال: حدثنا حماد قال: أرسل عمرو إلى أيوب أحب لقاءك فأن الناس يكذبون علي. قال: فاجتمعنا في مسجد كذا - سماه سليمان - قال: فلما سلم أيوب أقبل على عمرو ليسائله. قال: وجاء انسان يكلم أيوب فأقبل عليه أيوب وترك عمراً. قال فقام عمرو وذهب.
حدثنا أبو يوسف ثنا محمد بن عبد الله المخرمي حدثنا زكريا بن عدي ثنا ابن المبارك عن معمر قال: ما عددت عمراً عاقلاً قط.
حدثنا أبو يوسف ثنا سليمان حدثنا بكر قال: جلست إلى عمرو بن عبيد في أصحاب البصري فقال: لا يعفى عن السارق. قال: فقلت: أين حديث صفوان ؟ فقال لي: تحلف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا ؟ قال فقلت: أتحلف بالله إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل هذا ؟ فحلف بالله أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل. قال: فحدثت ذلك لابن عون. قال: فكان بعد ذلك يقول: يا بني حدث القوم.
قال سليمان: قال حماد بن زيد: جلس عمرو بن عبيد وشبيب بن شيبة ليلة يتخاصمون إلى طلوع الفجر، قال: فما صلوا ليلتئذ ركعتين. قال: وجعل عمرو يقول: هيه أبا معمر، هيه أبا معمر.
حدثنا أبو يوسف ثنا سلمة عن أحمد ثنا عبد الرزاق قال: قلت لمعمر: إن الناس يزعمون أن هذه الأحاديث التي عن الحسن كلها عن عمرو ؟ قال: لا: إنما طلبت العلم حين مات الحسن، قال: فكنت ..... وحدث شيئاً يحدث عنه.
قال عبد الرزاق: كنت الح عليه بالاسناد فيقول: قال بعض.

حدثنا أبو يوسف حدثني أبو بشر حدثنا معاذ بن معاذ قال: كنت جالساً عند عمرو بن <153> عبيد فأتاه رجل يقال له عثمان أخو السمري فقال: يا أبا عثمان سمعت والله اليوم بالكفر. فقال: لا تعجل وما سمعت ؟ قال: سمعت هاشماً الأوقص يقول: إن تبت يدا أبي لهب وقوله ذرني ومن خلقت وحيداً وسأُصليه سقر إن هذا ليس في أم الكتاب. والله يقول: حم. والكتاب المبين. إنا جعلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون. وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم فما الكفر إلا هذا يا أبا عثمان ؟ فسكت عمرو هنية ثم أقبل علي فقال: والله لو كان القول كما يقول ما كان على أبي لهب من لوم ولا على الوليد من لوم. قال: يقول عثمان ذلك ؟ هذا والله الدين يا أبا عثمان. قال معاذ: فدخل بالاسلام وخرج بالكفر أو كما قال.
حدثنا أبو يوسف حدثنا سلمة حدثنا أحمد بن حنبل حدثنا عفان حدثني همام ثنا مطر قال: لقيني عمرو بن عبيد فقال: والله إني وإياك لعلى أمر واحد. قال: وكذب والله إنما عنى على الأرض. قال: وقال مطر: والله ما أصدقه في شيء.
سمعت الحسن بن الربيع يقول: كنا نسمع الحديث من عبد الوارث فإذا أقيمت الصلاة ذهبنا فلم نصل خلفه.
قال: وقيل لابن المبارك: كيف رويت عن عبد الوارث وتركت عمرو ابن عبيد ؟ قال: إن عمراً كان داعياً.
حدثنا أبو يوسف حدثنا سلمة ثنا أحمد ثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة قال: كان حميد من أكفهم عنه. قال: فجاء ذات يوم إلى حميد قال فحدثنا حميد بحديث. قال: فقال عمرو: كان الحسن يقوله. فقال لي حميد: لا تأخذ عن هذا شيئاً فأن هذا يكذب على الحسن، كان يأتي الحسن من بعد ما أسن فيقول يا أبا سعيد أليس تقول كذا وكذا للشيء الذي ليس من قوله قال فيقول الشيخ برأسه هكذا.
حدثنا أبو يوسف سمعت سليمان بن حرب حدثنا هارون الأعور وكان شديد القول في القدر.
سعيد بن عامر الضبعي
حدثنا أبو يوسف حدثني عقبة حدثنا سعيد بن عامر عن جعفر بن سليمان قال: كنا <154> عند مالك بن دينار فحضرت العصر فقام يتوضأ. فقال ابن واسع: نعم الرجل مالك نعم الرجل مالك، خذوا عن مالك خذوا عن مالك وثابت وإن أبا عمران الجوني لحسن الحديث.
حدثنا أبو يوسف ثنا عقبة بن مكرم حدثنا سعيد بن عامر عن أسماء بن عبيدة قال: قلت ليونس: يا أبا عبد الله. فقال: يا أبا المفضل.
وعن سعيد بن عامر عن أبي بن كعب قال: أردت أن أخرج إلى الهند قال قلت للحسن: أوصني. قال: أغز نصر الله أينما كنت بعمل الله.
وعن سعيد عن أسماء قال: أتيت يونس بن عبيد فخرج إلي فقعد على باب الدار فأذا هو كئيب حزين قال قلت: يا أبا عبد الله ما الذي أرى بك ؟ قال: فسكت ملياً ثم رفع رأسه فقال: ذاك والله ما أرى في العامة.
وعن سعيد حدثنا الربيع بن صبيح قال: لما هزم يزيد بن المهلب من البصرة وحضرت الجمعة قال أبو نضرة: مصر مثل هذا لا يجمع فيه. قال: فأرسلوا إلى الحسن فلم يجيء، فذهب إليه أبو نضرة حتى جاء به قال: وكانت مقصورتان وكان المنبر في الخارجة منهما، فصعد المنبر فخطبنا وجمع بنا، وكان يتم التكبير وكان بنو مروان لا يتمون التكبير. فلما كانت الجمعة الثانية قدم أهل الشام ولم يقدم أميرهم ابن سليم. قالوا: من جمع بكم تلك الجمعة فليجمع بكم اليوم. قال: فبعثوا إلى الحسن فجاء فصنع كما صنع تلك الجمعة.
وعن سعيد عن بشر عن ابن مالك عن ابن عون قال: أتيت سالماً العدوي فقلت: أُنبئت أنك رأيت الهلال البارحة. قال: نعم. قلت: فأمضي من وجهي إلى ابن سيرين. قلت: هذا سالم زعم أنه رأى الهلال البارحة. قال: لا أدري ما سالم.
وعن سعيد عن حميد بن الأسود قال: قال مالك بن أنس: كان امام الناس عندنا بعد عمر زيد بن ثابت، وكان امام الناس عندنا بعد زيد ابن ثابت ابن عمر.
وعن سعيد عن حميد بن الأسود عن ابن عون قال: أدركت أحاديث ليست بمعروفة هي المعروفة اليوم.
وبه عن ابن عون قال: أدركت هذا المسجد وما حلقة يذكر فيها الفقه غير حلقة مسلم بن يسار وسائر الحلق قصص.
وعن سعيد بن صالح بن رستم قال: ما رأيت أحداً أملك لنفسه عند سمع من أيوب.
<155> وعن سعيد عن حميد بن الأسود عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان قال: سمعت عبد الملك بن مروان يخطب فذكره.

وعن سعيد قال: كان أيوب إذا مات الميت من إخوانه غدا على أهله فقعد عندهم، وذكر يعلى بن حكيم قال: لم يكن له ها هنا أهل إلا أُمه فجاء من الغد فقعد على الباب. قال: وكان أيوب إذا ثقل الرجل من إخوانه قضى حوائجه في أهله، ثم جاء فبات عند المريض يساهره. وإن أيوب اعتقل لسانه قبل أن يموت، فدخل أبو حمزة فجعل يشير باصبعه إلى ظهره، وكان أبو حمزة يحدث بهذا الحديث. قال: قال إبراهيم: لو بلغني أن أحدهم لم يكن يزيد على أن يغسل ظهره ما غسلت كفي التمس الفضل.
وعن سعيد عن سعدين بن سليمان قال: دخلت أنا وأخي على أيوب نعوده وقد طعن، وكان أخي أسن مني وقد اعتقل لسانه فقال له أخي: بأبي أنت وأمي أبشر بأبي أنت وأمي باحدى الحسنيين أما حياة الطاعة وأما وفاة فما عند الله خير للأبرار. قال: فكأنه سره ذلك. قال: ثم أعاد عليه فكأنه سره ذلك.
قال: وسمعت سعيد بن عامر يقول: رأيت يزيد الرشك قال: وكانت أمه مولاة لبني ضبيعة وأبوه ممن أنعم الله عليه بالاسلام.
وعن سعيد قال: ولد عوف بن أبي جميلة الأعرابي سنة سبع وخمسين أو ثمان في زمن معاوية.
وعن سعيد عن هشام قال: كان يحيى بن سيرين يقدم على محمد بن سيرين.
وعن سعيد بن عامر قال: قدم علينا محمد بن عمر سنة سبع أو ثمان وثلاثين ومائة مع سليمان بن علي.
وعن سعيد بن عامر قال: مات أنس بن مالك سنة ثلاث وتسعين، ومات سليمان التيمي سنة ثلاث وأربعين ومائة.
وعن سعيد: أن الحجاج أمر يزيد الرشك فمسح البصرة فوجدها فرسخين طولاً في عرض خمسة دوانيق. ووجد وسطها مقبرة بني يشكر أو بني ضبيعة - شك سعيد - .
وعن سعيد قال: كان سليمان التيمي يسبح في كل سجدة وركعة سبعين تسبيحة.
<156> قال: وسمعت سعيد بن عامر يقول: لم تر بعينيك كوفياً ولا بصرياً مثل ابن عون.
وعن سعيد عن سلام عن أيوب قال: أما أن آخذ سودح فما أيسره - يعني ناقصاً - ولكن أعياني إن أعطى راجحاً.
وعن سعيد قال صاحب لنا: دخل قوم على أبي رجاء. قال: فنظروا فلم يروا شيئاً، فقالت لهم امرأته: هو تحت الكساء والقطيفة. قال: فرفعوا طرفها فإذا عيناه تبصان فكلمه بكلام استهوى له الموت قالوا: لا أبا لك ما تنفس علي بحب الحياة ؟ أن أصلي وأن أذكر ربي ولو مت انقطع ذلك عني.
وعن سعيد حدثني سلام بن أبي مطيع قال: كان أيوب يقوم الليل بخفي ذاك فإذا كان قبل الصبح رفع صوته كأنه إنما قام تلك الساعة.
وعن سعيد قال: مات الحسن وهو ابن سبع وثمانين، وولد لسنتين بقينا من خلافة عمر.
قال عقبة بن مكرم حدثنا عبد الله بن عيسى قال: قلت ليونس: ابن كم كان الحسن يوم قتل عثمان ؟ قال: ابن أربع عشرة سنة ولد في سنة بقيت من خلافة عمر.
حدثنا أبو يوسف حدثنا إبراهيم بن محمد الشافعي حدثنا فضيل بن عياض قال: زعم ابن أبي رواد أنه رأى الحسن يصلي قبلها - يعني قبل العيد - .
حدثنا أبو يوسف حدثني إسحق بن إبراهيم بمكة حدثنا عبد الله بن جعفر عن جفر بن محمد عن أبي ليلى بن عبد الله بن عبد الرحمن عن محمود بن أسد أخبرني رجال من قومي من الأنصار قالوا: كنا جلوساً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا فلان - سماه - فأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فلان فقال: إن هذا ليطلب الأمارة يوماً، فإذا فعل فافعلوا به كذا.
حدثنا أبو يوسف حدثني إسحق حدثنا أبو بكر بن عياش حدثنا أبو حصين قال: دخلت أنا وعمي على ابن عباس فسأله.
<157> حدثنا أبو يوسف حدثني إسحق أنبأ مروان حدثنا يحيى بن ميسرة شيخ يكنى أبا يزيد حدثنا عمرو بن مرة قال: كنت عند أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود وهو يومئذ قاضي مطر بن ناجية.
حدثنا أبو يوسف حدثني إسحق أخبرنا مروان حدثنا أبو مالك الأشجعي حدثنا نبيط بن شريط بن أنس الأشجعي أبو سلمة.
أخبرنا مروان ثنا إسماعيل بن سميع عن مالك بن عمير الحنفي قال: كان عم يسمى عبار بن سلمة عبار الشيخ الصدوق، وكان ممن شهد على قدامة بن مظعون.
أخبرنا مروان حدثنا أبو سفيان طريف العطاردي.
حدثنا أبو يوسف حدثني إسحق أخبرنا مروان أنبأ عمران بن حريث قال: رأيت عزة أم عبد الله بن يزيد بن الشخير.
حدثنا أبو يوسف حدثني إسحق أخبرنا مروان أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن أخيه النعمان.

حدثنا أبو يوسف حدثني إسحق حدثنا عبد الله بن جعفر عن العلاء ابن عبد الرحمن قال: سمعت عبد الله بن عمر يحدث أبي.
حدثنا أبو يوسف حدثني إسحق بن إبراهيم أخبرني هشيم أنبأ يعلى ابن عطاء عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي عن ابن عمر إنه قال لأبي هريرة: يا أبا هر كنت ألزمنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأعلمنا بحديثه.
حدثنا أبو يوسف حدثني إسحق أخبرنا هشيم أخبرنا أبو بلج حدثنا ثوير مولى بني هاشم.
حدثنا أبو يوسف حدثني إسحق أنبأ عبد الله بن جعفر بن نجيح عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن شيخ من أهل المدينة عن زيد بن خالد الجهني حديث اللقطة.
<158> قال ربيعة: أخبرني زياد بن أبي زياد إن ذلك الشيخ الذي حدثني يزيد بن المنبعث.
أبو يوسف حدثني إسحق أخبرني عباد أخبرنا سعيد عن أبي معشر عن إبراهيم إنه كان يسافر مع علقمة والأسود، فكان يدخل على أمهات المؤمنين فيراهن في اللحف الحمر.
حدثنا أبو يوسف حدثني إسحق حدثنا أبو بكر بن عياش قال: سمعت المغيرة وهو يقول: لم يكن يصدق على علي في الحديث عنه إلا من أصحاب عبد الله بن مسعود.
حدثنا أبو يوسف حدثني أبو بشر بكر بن خلف حدثنا خالد بن الحارث ثنا سعيد قال: رأيت ابن سيرين في مسجد الجامع وأنا إلى جنبه في صلاة العصر تربع في آخر صلاته.
حدثنا أبو يوسف ثنا بكر حدثنا عبد الوهاب عن أيوب قال: أتى علي بن نافع فقال: قدم صديقك عكرمة. قال: فأتيته فسألته فقال: والله لا أحدثك. فقلت: فأمشي معك. قال: نعم. فلقد حدثني بأحاديث كانت أحسن في عيني من الدر. قال: فجاءه أعرابي فقال: الرجل من يزوج ابنته لمهر المهر. فقال: الذي يفعل بها ولم يكن.
حدثنا أبو يوسف ثنا عقبة بن مكرم ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن العدلي أو قال العندلي عن زيد بن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: العمري ؟ قال: قال: هي للوارث.
حدثنا أبو يوسف حدثني عقبة بن مكرم حدثنا محمد ابن جعفر حدثنا شعبة عن عمرو بن دينار سمعت طاوساً يحدث عن ابن عباس أنه قال في من غشى قبل أن يطوف بالبيت يوم النحر: عليه بدنة.
قال شعبة: فحدثت به أيوب فقال لعمرو بن دينار: عمن هو ؟ قال: سمعت طاوساً يحدث عن ابن عباس. قال أيوب: عن ابن عباس ؟ قال عمرو: سمعت طاوساً. وترك ابن عباس.
<159> أبو يوسف حدثني عقبة حدثنا الوليد بن خالد قال: قال لي شعبة: قال لي أيوب: لا ترو عن خلاس فإنه صحفي. قال: ثم قال بعد: فأني أراه صحفياً.
حدثنا أبو يوسف حدثني عقبة حدثنا محمد بن جعفر عن فرات عن مولى لأم سلمة قال: لما مات سعد جيء به على سرير فأدخل على أم سلمة فجعلت تبكي وتقول: بقية أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
حدثنا أبو يوسف حدثني عقبة حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن فرات قال: سمعت أبا حازم قال: قاعدت أبا هريرة خمس سنين.
حدثنا أبو يوسف ثنا عقبة حدثنا سعيد بن عامر عن شعبة عن إسماعيل ابن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم أن عماراً قال: ادفنوني في ثيابي فأني مخاصم.
حدثنا أبو يوسف حدثني عقبة ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة عن يزيد بن أبي زياد قال: قلت لأبي وائل: أنت أكبر أو مسروق ؟ قال: أنا أكبر من مسروق.
حدثنا أبو يوسف ثنا محمد بن بشار قال: قال عبد الرحمن: لم يسمع سفيان من أبي عون غير هذا الحديث: قال مروان كيف نسأل أحداً وفينا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ! حدثنا أبو يوسف ثنا ابن بشار حدثنا محمد بن جعفر عن شعبة عن غيلان بن جرير قال: سمعت أبا الحلال العتكي قال: بعثني ابن عامر إلى عثمان في حاجة، فما فرغت قال: ألك حاجة ؟ قلت: لا إلا أن رجلاً أمرني أن أسألك عن رجل جعل أمر امرأته بيدها ؟ قال: فأمرها بيدها.
وقال: حدثنا شعبة قال: سمعت أبا عبد الله الشقري سلمة بن تمام.
حدثنا أبو يوسف ثنا بندار حدثنا أبو داؤد ثنا شعبة حدثني عبيدة بن معتب وكان من قديم حديثه حديث أبي أيوب.
<160> حدثنا أبو يوسف حدثني أبو بشر ومحمد بن بشار قالا: ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة قال: سمعت مبشر بن عمران بن عمير يحدث عن أمية عن جده: أنه خرج مع عبد الله وهو رديفه على بغلة له مسيرة أربعة فراسخ فصلى الظهر ركعتين والعصر ركعتين. قال شعبة: حدثني هذا مبشر بن عمران بن عمير عن أبيه وأبوه شاهد.

حدثنا أبو يوسف حدثنا محمد بن بشار قال: سمعت ابن أبي عدي وقال: قرأت القرآن على أبي رجاء ولم أسمع منه شيئاً.
حدثنا أبو يوسف حدثنا بندار أخبرنا محمد بن جعفر إن شاء الله حدثنا شعبة عن عاصم قال: عرضت على الشعبي كتاباً فيه عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تزوج المرأة على عمتها ولا على خالتها.
وعن شعبة عن عاصم عن أبي قلابة عن سعيد بن المسيب في رجل أفطر يوماً من رمضان. قال: يصوم شهراً.
وعن شعبة عن عاصم عن محمد بن سيرين قال: كان عمر بن الخطاب يعدي المملوك على سيده إذا استعدى عليه، واستعدى أبي على أنس بن مالك عمر بن الخطاب.
أبو يوسف حدثنا ابن بشار ثنا أبو داؤد حدثنا شعبة عن عاصم عن أبي حاجب عن الحكم بن عمرو وهو الأقرع: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يتوضأ الرجل بفضل وضوء المرأة.
حدثنا أبو يوسف حدثني عقبة بن مكرم عن أبي عاصم عن ابن جريج أخبرني سليمان بن بابيه مولى بني نوفل، وعن ابن جريج قال: سمعت محمد بن عباد بن جعفر يقول: أمرني مسلم بن يسار مولى نافع بن عبد الحارث أن أسأل ابن عمر - وأنا جالس بينهما - : أسمعت من النبي صلى الله عليه وسلم في الذي يجر أزاره من الخيلاء ؟ قال: سمعته يقول: لا ينظر الله إليه يوم القيامة.
حدثنا أبو يوسف قال: سمعت محمد بن عبد الله بن نمير يذكر عن عمار بن رزيق وكان من علماء أهل الكوفة قال: إذا سئلت عن شيء فلم يبن عندك فانظر ما قال أبو حنيفة فخالفه فأنك تصيب.
حدثنا أبو يوسف حدثني عقبة حدثنا محمد بن بكر حدثنا ابن جريج أخبرني <161> سليمان الأحول أن ثابتاً مولى عمر بن عبد الرحمن أخبره وهو ثابت الأحنف.
قتادة
أبو يوسف حدثني محمد بن عبد الرحيم حدثنا علي ثنا أبو الخير عن ابن ادريس عن شعبة قال: وافقت قتادة على الحديث إلا أربعة أحاديث.
أبو يوسف حدثني عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن مغيرة قال: قيل للشعبي: رأيت قتادة ؟ قال: نعم رأيته حاطب ليل.
قال أبو يوسف: خرج قتادة إلى واسط يؤذي الناس ويسعى بهم فقالوا: سير.
حدثنا أبو يوسف حدثني أبو بشر ثنا معاذ بن معاذ عن أشعث قال: لما سير قتادة للحسن فقال: إن الموفين تبتلى.
حدثنا أبو يوسف ثنا سلمة قال أحمد: حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر قال: قيل للزهري: قتادة أعلم عندكم أو مكحول ؟ فقال: لا بل قتادة، ما كان عند مكحول إلا شيء يسير. قال: لم يدرى كان مكحول أعلم منه أو نحوه.
حدثنا سلمة أخبرنا أحمد ثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر قال: كنا نجالس قتادة ونحن أحداث فنسأله عن السند فيقول مشيخة حوله: مه إن أبا الخطاب سند فيكسرونا عن ذلك.
حدثنا أبو يوسف حدثنا أبو بشر ثنا عبد الرزاق عن معمر قال: قيل للزهري: أيهما أعلم مكحول أم قتادة ؟ قال: قتادة. قال: وأي شيء كان عند مكحول إلا شيء يسير.
حدثنا أبو يوسف ثنا سلمة أخبرنا أحمد ثنا عبد الرزاق عن معمر قال: قال قتادة لسعيد: يا أبا النضر خذ المصحف. قال: فعرضت عليه سورة البقرة فلم يخطيء فيها حرفاً واحداً. قال: يا أبا النضر أحكمت. قال: نعم. قال: لأنا لصحيفة جابر بن عبد الله أحفظ مني سورة البقرة. قال: وكانت قرئت عليه.
سمعت سليمان بن حرب قال: كان سليمان اليشكري جاور بمكه سنة، جاور جابر بن عبد الله، وكتب عنه صحيفة، ومات قديماً، وبقيت الصحيفة عند أمه، فطلب أهل البصرة إليها أنه تعيرهم فلم تفعل. فقالوا: فامكنينا منها حتى نقرأه. فقالت: أما هذا فنعم. قال: فحضر قتادة وغيره فقرأوه فهو هذا الذي يقول أصحابنا حدث سليمان اليشكري أو نحو هذا من الكلام.
حدثنا سلمة ثنا أحمد ثنا عبد الرزاق عن معمر قال قال قتادة: جالست الحسن اثنتي عشرة سنة أصلي معه الصبح ثلاث سنين. قال: ومثلي أخذ عن مثله.
حدثنا أبو يوسف ثنا أبو بكر الحميدي ثنا سفيان حدثنا عمير قال: سمعت طاوساً يقول: أخروا معبد الجهني وكان قدرياً.
حدثنا سلمة ثنا أحمد حدثنا وكيع قال: قال شعبة: كان قتادة يغضب إذا وقفته على <162> الاسناد. قال: فحدثته يوماً بحديث فأعجبه فقال: من حدثك ؟ فقلت: فلان عن فلان. قال: فكان بعد.

حدثنا سلمة ثنا أحمد حدثنا عبد الصمد ثنا أبو هلال قال: سألت قتادة عن مسألة فقال: لا أدري. فقلت: برأيك. قال: ما قلت برأيي مذ أربعين سنة. قال: ابن كم هو يومئذ ؟ قال: كان ابن نحو من خمسين.
حدثنا أبو يوسف ثنا سعيد بن أسد حدثنا ضمرة عن ابن شوذب قال: ما كان قتادة يرضى حتى يصيح به صياحاً - يعني القدر - .
وسمعت أبا عمر حفص بن عمر الضرير يذكر عن أبي عوانة قال: دخلت على همام بن يحيى وهو مريض أعوده، فقال لي: يا أبا عوانة ادع الله أن لا يميتني حتى تبلغ ولدي الصغار. قال: فقلت: إن الأجل قد فرغ منه. قال: فقال لي: أنت بعد في ضلالك.
حدثنا أبو يوسف حدثني سعيد بن أسد حدثنا ضمرة عن صدقة بن يزيد قال: كان الحجاج يعذب معبد الجهني بأصناف العذاب فلا يجزع ولا يستغيث. قال: فكان إذا ترك من العذاب يرى الذباب مقبلة تقع عليه. قال: فيصيح ويضج. قال: فقال له، قال: أما إن هذا من عذاب بني أدم فأنا أصبر عليه، وإن الذباب من عذاب الله فلست أصبر عليه فقتله.
حدثنا أبو يوسف حدثنا أبو بكر الحميدي حدثنا سفيان حدثنا عمرو ابن دينار قال: دخلت على وهب بن منبه داره بصنعاء فأطعمني جوزاً من جوزة في داره. فقلت له: وددت إنك لم تكن كتبت في القدر كتاباً. فقال: أنا والله لوددت ذلك.
حدثنا أبو يوسف حدثنا أبو عمير قال سمعت ضمرة يقول عن ابن شوذب قال: سمعت قتادة يصيح بالقدر في مسجد البصرة صياحاً.
حدثنا أبو يوسف حدثني محمد بن أحمد بن أبي السري حدثنا عبد الرزاق قال سمعت مالك يقول - وسألته عن معمر فقال - : إنه لولا. قال: قلت: لولا ماذا ؟ قال: لولا روايته عن قتادة.
حدثنا أبو يوسف ثنا سلمة ثنا أحمد بن حنبل حدثنا عفان ثنا إسماعيل بن إبراهيم <163> عن روح بن القاسم عن مطر قال: كان قتادة إذا سمع الحديث يختطفه اختطافاً. قال: وكان إذا سمع الحديث لم يحفظه أخذه العويل والزويل حتى يحفظه.
قال أحمد حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة قال: كان قتادة يحدثنا فيقول بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول كذا وكذا، وبلغنا أن عمر، لا يسنده. حتى علينا حماد بن أبي سليمان. قال: فأتيناه. قال فقلنا: حدثنا عن إبراهيم بكذا وكذا. فقال: حدثنا الحسن وثنا أنس وحدثنا زرارة، وسألت سعيداً. قال: فصب علينا الاسناد. قال: فكنا لا نستطيع أن نحفظها. قال: فكنت أحفظ سبعة عن ثمانية عشر. قال: فكنت أجيء فأكتب الحديث على الباب فإذا حفظته من الباب، فإذا حفظته محوته.
شعبة بن الحجاج
سمعت سليمان بن حرب قال: لو نظرت إلى ثياب شعبة لم تكن تسوى عشرة دراهم؛ أزاره وقميصه ورداؤه وكان شيخاً كثير الصدقة.
قال سليمان: حضرت شعبة وسئل عشرة صحنات وقعت فيه فأرة فماتت ؟ فلم يجبه، ولم يحسن يجيبه.
قال سليمان: وبلغني أن مسائل الحكم وحماد كتبت له فسألهما عنها وهي مكتوبة معه.
قال سليمان: وحدثنا يوماً بحديث الأعمش عن زيد بن وهب عن عبد الله حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق وأحاديث نحوه. قال: فقال له رجل من القدرية: يا أبا بسطام لا تحدثنا نحن أيضاً ننسى. قال: فذكر حديث الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل مولود يولد على الفطرة.
حدثنا أبو يوسف ثنا سلمة حدثنا أحمد ثنا حجاج قال قال شعبة: سألت عاصماً الأحول عن المرأة تحد ؟ قال: فقالت حفصة بنت سيرين: كتب حميد بن نافع يقال له حميد صغير إلى حميد الحميري، فذكر حديث زينب بنت أم سلمة. قال شعبة: فقلت لعاصم: قد <164> سمعته أنا من حميد بن نافع. قال: أنت ؟ قلت: نعم. وهو ذاك حي. قال شعبة: وكان عاصم يرى إنه قد مات منذ مائة سنة.
سمعت أبا الوليد هشام بن عبد الملك قال سمعت شعبة يقول: إن هذا الحديث يصد عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون.
حدثنا سلمة ثنا أحمد ثنا أبو قطن قال قال شعبة: ما أنا بمقيم على شيء أخاف أن يدخلني النار غيره.
حدثنا أبو يوسف ثنا سليمان بن حرب قال سمعت حماداً يقول: ما أخاف على أيوب وابن عون في الآخرة شيئاً إلا الحديث.
حدثنا سلمة ثنا أحمد بن حنبل سمعت يزيد بن هارون قال: شعبة مولى الأزد عامة.
حدثنا أبو يوسف حدثنا مجاهد بن موسى ثنا أبو كامل مظفر بن مدرك قال: ذكروا لشعبة حديثاً لم يسمعه، فجعل يقول: واحزناه.

حدثنا سلمة حدثنا أحمد حدثنا عفان قال: كنا عند شعبة فجعلوا يقولون: يا أبا بسطام يا أبا بسطام. فقال: والله لا أحدث من قال: يا أبا بسطام يا أبا بسطام ثم ذكر حديث عوف عن وهب بن منبه قال: المنافق يحب الحمد ويكره الذم.
حدثنا أبو يوسف ثنا سلمة عن أحمد ثنا قريش بن أنس قال: حلف لي سعيد بن أبي عروبة أنه ما كتب عن قتادة شيئاً قط إلا أن أبا معشر كتب إلي أن أكتب له تفسير قتادة. قال: يريد يكتب علي التفسير فلم أزل.
حدثنا سلمة حدثنا أحمد حدثنا قريش قال قال ابن عون: ما يروى عن عبد الله عن عمرو في الكتاب ؟ فقال وهيب بن خالد: حديث عمرو بن شعيب. قال: رأيت عمرو بن شعيب. قال ابن عون: لم يكتب أبو بكر ولا عمر.
وقال إبراهيم: إن القوم لم يذكر عنهم ... وقال غيره: خير لكم.
<165> حدثنا سلمة حدثنا أحمد حدثنا عثمان بن عمر قال قال ابن عون: قد رأيت عطاء وطاوس.
حدثنا أحمد ثنا قريش عن ابن عون قال: جعل حماد يسأل إبراهيم فقال: ما هذا ؟ قال: أصلحك الله إنما هي أطراف.
قال أحمد حدثنا عفان قال قال حماد بن زيد: كان الغرباء إذا قدموا أتيناهم فيقول هشام الدستوائي: هاتوا ما دامت حارة. قال: فكان أحفظنا جرير بن حازم.
وقال: حدثنا عفان عن همام قال قال قتادة: أرواهم عني حديثا مطر وأرواهم للحديث على وجهه سعيد بن أبي عروبة.
حدثنا أبو يوسف حدثنا محمد بن مصفى حدثنا بقية قال: ما رأيت بالعراق مثل حماد بن زيد.
بلغني عن ابن المديني قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: ما رأيت رجلاً أعلم بالسنة من حماد بن زيد ولا أعلم بحديث يدخل فيها.
حدثنا أبو يوسف حدثنا أبو سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد عن الأوزاعي قال: كان نصر بن يحيى بن أبي كثير يتصدق بالعلم.
حدثنا أبو يوسف حدثنا أبو بكر بن عبد الملك حدثنا عبد الرزاق عن معمر قال: كنت عند يحيى بن أبي كثير فقلت: يا أبا نصر.
حدثنا سلمة قال: حدثنا أحمد بن حنبل قال: حدثنا عبد الرزاق قال معمر: أريد يحيى بن أبي كثير على البيعة لبعض بني أمية فأبى، حتى ضرب وفعل به كما فعل بابن المسيب.
وأبو يوسف حدثني أبو بشر حدثنا يزيد بن زريع حدثنا حبيب المعلم عن عطاء قال: الوالد يأكل من مال ولده ويكتسي وينفق بالمعروف ولا يسرف في ماله ولا يعتق، والولد كذلك.
قال يزيد: جاءني عبيد الله بن الحسن وابن علية فأما ابن علية فقال: يا أبا معاوية جئنا نسلم عليك. فقال عبيد الله: ما جئنا لذلك إنا جئنا لنسألك عن هذا الحديث.
<166> حدثنا أبو يوسف حدثني سلمة عن أحمد حدثنا عبد الرزاق قال: سأل رباحاً ابن جريج عن شيء من التفسير فقال: إن معمراً أخبرني بكذا وكذا. فقال: إن معمراً شرب من العلم ما نفع.
حدثنا أبو يوسف حدثني أبو بكر بن عبد الملك حدثنا عبد الرزاق أخبرنا رباح قال: سألني ابن جريج عن شيء من التفسير فقلت: إن معمراً قال كذا وكذا. فقال: إن معمراً شرب من العلم ما نفع.
الشام
حدثنا أبو يوسف يعقوب بن سفيان الفسوي قال: حدثنا أبو عاصم عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال: قلت: يا رسول الله خر لي ؟ فأومأ بيده نحو الشام.
حدثنا عبد الله بن صالح قال: حدثني معاوية بن صالح عن أبي بحي أن جبير بن نفير حدثه عن عبد الله بن حوالة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه قال: إنكم ستكونون أجناداً مجندة، جنداً بالشام وجنداً باليمن وجنداً بالعراق. فعليك بالشام فأنها صفوة الله عز وجل من بلاده، وفيها خيرة الله عز وجل من عباده وفيها مربط الله عز وجل نوره، فمن أبى فليلحق بيمنه وليسق من غدره فأن الله عز وجل قد توكل لي بالشام وأهله.

حدثنا عبد الله بن يوسف قال: حدثنا يحيى بن حمزة قال: حدثني أبو علقمة نصر بن علقمة يرد الحديث إلى جبير بن نفير قال: قال عبد الله ابن حوالة: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكونا إليه العري والفقر وقلة الشيء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبشروا فوالله لأنا من كثرة الشيء أخوف عليكم من قلته، والله لا يزال هذا الأمر فيكم حتى يفتح الله عز وجل أرض فارس وأرض الروم وأرض حمير وحتى تكونوا أجناداً ثلاثة، جنداً بالشام وجنداً بالعراق وجنداً باليمن وحتى يعطى الرجل المائة فيسخطها. قال ابن حوالة: قلت: يا رسول الله ومن يستطيع <167> الشام وبه الروم ذوات القرون ؟ قال: والله ليفتحنها الله عز وجل عليكم وليستخلفنكم فيها حتى تظل العصابة البيض منهم قمصهم الملحمة أقفاؤهم قياماً على الرويجل الأسيود منكم المحلوق ما أمرهم من شيء فعلوه وإن بها اليوم رجالاً لأنتم أحقر في أعينهم من القردان في إعجاز الابل. قال ابن حوالة: فقلت: يا رسول الله اختر لي إن أدركني ذلك ؟ قال: إني أختار لك الشام، فأنه صفوة الله عز وجل من بلاده وإليه يحشر صفوته من عباده. يا أهل اليمن عليكم بالشام فأن صفوة الله من أرضه الشام ألا فمن أبى فليسق من غدر اليمن فان الله عز وجل قد تكفل بالشام وأهله.
قال أبو علقمة: فسمعت عبد الرحمن بن جبير يقول: يعرف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم نعت هذا الحديث في جزء بن سهيل السلمي وكان على الأعاجم في ذلك الزمان، فكان إذا راحوا إلى مسجد نظروا إليه وإليهم قياماً حوله فعجبوا لنعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه وفيهم. قال أبو علقمة: أقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ثلاث مرات لا نعلم إنه أقسم في حديث مثله.
حدثنا يحيى بن حمزة عن زيد بن واقد قال: حدثني بسر بن عبيد الله قال: حدثني أبو ادريس عائذ الله الخولاني عن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بينما أنا نائم رأيت عمود الكتاب احتمل من تحت رأسي، فظننت إنه مذهوب به، فاتبعته بصري، فعمد به إلى الشام، وإن الايمان حين تقع الفتنة بالشام.
حدثنا عبد الله بن يوسف قال: حدثنا يحيى بن حمزة قال: حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: حدثني زيد بن أرطأة قال: سمعت جبير بن نفير الحضرمي يحدث عن أبي الدرداء إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فسطاط المسلمين يوم الملحمة بالغوطة إلى جانب مدينة يقال لها دمشق من خير مدائن الشام.
حدثنا عبد الله بن يوسف قال: حدثنا محمد بن مهاجر عن العباس بن سالم عن مدرك بن عبد الله - أو ابن مدرك - قال: غزونا مع معاوية مصر فنزلنا منزلاً. فقال عبد الله بن عمرو بن العاص لمعاوية: يا أمير المؤمنين أتأذن لي أن أقوم في الناس ؟ فأذن له، فقام على قوسه فحمد الله عز وجل وأثنى عليه ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: رأيت في المنام أن عمود الكتاب حمل من تحت وسادتي فأتبعته بصري، فأذا هو كالعمود من النور فعمد به إلى الشام. ألا وإن الايمان إذا وقعت الفتنة بالشام - ثلاث مرات يقولها ثلاثاً - .
حدثنا عبد الله بن يوسف قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثنا أبو حفص عثمان بن أبي العاتكة قال: حدثنا سليمان بن حبيب المحاربي عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم <168> يقول: إذا وقعت الملاحم خرج بعث من دمشق من الوالي هم أكرم العرب فراً وأجوده سلاحاً يؤيد الله عز وجل بهم الدين.
حدثنا أبو صالح قال: حدثنا معاوية بن صالح عن ربيعة بن يريد عن ابن الديلمي قال: بلغني حديث عن عبد الله بن عمرو بن العاص فركبت إليه أسأله عنه، فدخلت عليه في حديقة له فقلت: ما حديث بلغني عنك إنك تذكره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال: وما ذاك ؟ قال: بلغني أنك تقول أن صلاة في بيت المقدس كألف صلاة. فقال: اللهم إني لا أحل لهم أن يقولوا علي إلا ما سمعوا مني - يرددها ثلاثاً - قال: ليس هكذا قلت، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن سليمان بن داود سأل الله عز وجل ثلاثاً سأله ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده فأعطاه، وسأله حكماً يصادق حكمه فأعطاه، وسأله من أتى هذا البيت لا يريد إلا الصلاة فيه أن يغفر له.

حدثنا عبد الله بن يوسف قال: ثنا محمد بن مهاجر عن عروة بن رويم عن ابن الديلمي - الذي يسكن بيت المقدس - إنه ركب في طلب عبد الله بن عمرو بن العاص إلى المدينة فسأل عنه فقالوا قد سار إلى مكة فاتبعه فوجده في زرعه الذي يسمى الوهط. قال ابن الديلمي: فدخلت عليه فقلت: يا أبا عبد الله ما هذا الحديث الذي بلغنا عنك ؟ قال: ما هو ؟ قلت: إنك تقول صلاة في بيت المقدس خير من ألف صلاة في غيره إلا الكعبة. قال: اللهم إني لا أحل لهم أن يتقولوا علي ما لم أقل. إن سليمان عليه السلام حين فرغ من بيت المقدس قرب قرباناً فتقبل منه، فدعا الله عز وجل بدعوات منها: اللهم أيما عبد مؤمن زارك في هذا البيت تائباً إليك إنما جاء يتنصل عن خطاياه وذنوبه أن تتقبل منه وتنزعه من خطاياه كيوم ولدته أمه.
حدثني العباس بن الوليد بن مزيد العذري قال: أخبرني أبي قال: حدثنا الأوزاعي قال: حدثني ربيعة بن يزيد ويحيى بن أبي عمرو السيباني قالا: حدثنا عبد الله بن فيروز <169> الديلمي قال: دخلت على عبد الله ابن عمرو بن العاص وهو في حائط له بالطائف يقال له الوهط. فقال: سمعته - يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم - يقول: إن سليمان بن داود سأل ربه عز وجل ثلاثاً فأعطاه اثنتين ونحن نرجو أن يكون أعطاه الثالثة؛ سأله حكماً يصادف حكمه فأعطاه، وسأله ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده فأعطاه إياه، وسأله أيما رجل خرج من بيته لا يريد إلا الصلاة في هذا المسجد أن يخرج من خطيئته مثل ما ولدته أمه. ونحن نرجو أن يكون الله عز وجل قد أعطاه إياها.
قال أبو عمرو: حدثني ربيعة بن يزيد بهذا الحديث فيما بين المقسلاط - يريد باب الصغير - .
حدثنا أبو صالح قال: حدثني الليث قال: حدثني ابن الهاد.
وحدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن ابن الهاد.
وحدثني أبو الأسود قال: أخبرنا نافع بن يزيد عن ابن الهاد وعمارة ابن غزية.
وحدثنا أبو بكر الحميدي قال: حدثنا ابن أبي حازم عن ابن الهادح جميعاً قالوا عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة عن بصرة بن أبي بصرة الغفاري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تعمل المطي إلا إلى ثلاثة مساجد؛ إلى المسجد الحرام وإلى مسجدي هذا وإلى مسجد إيلياء - أو بيت المقدس شك أيهما قال - وهذا سياق حديث مالك والآخرون لا يشكون وقالوا بيت المقدس.
حدثني أبو الوليد هشام بن عبد الملك وسليمان بن حرب والحجاج ابن المنهال قالوا: حدثنا شعبة عن عبد الملك بن عمير عن قزعة عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد؛ المسجد الحرام ومسجدي هذا ومسجد إيلياء.
حدثنا سعيد بن أبي مريم قال أخبرني محمد بن جعفر بن أبي كثير قال: أخبرني زيد بن أسلم عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة قال: أتيت الطور فلقيني <170> حميل بن بصرة الغفاري صاحب النبي صلى الله عليه وسلم يقول: لا تضرب أكباد المطايا إلا إلى ثلاثة مساجد؛ المسجد الحرام ومسجدي هذا ومسجد إيلياء.
حدثنا هشام بن عمار قال: ثنا صدقة بن خالد قال: ثنا يزيد بن أبي مريم عن قزعة عن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد؛ إلى المسجد الحرام والمسجد الأقصى وإلى مسجدي هذا.
حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين قال: حدثنا الأعمش عن عبد الله ابن ضرار الأسدي عن أبيه عن عبد الله قال: قسم الله عز وجل الخير فجعله عشرة أعشار، فجعل تسعة أعشاره بالشام وبقيته في سائر الأرضين وقسم الشر فجعله عشرة أعشار، فجعل جزءاً منه بالشام وبقيته في سائر الأرضين.
حدثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي قال: حدثنا عيسى بن يونس قال: حدثنا شعبة عن معاوية بن قرة عن أبيه - وكانت له صحبة - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا فسد أهل الشام فلا خير في الناس.
حدثنا الربيع بن يحيى قال: ثنا شعبة قال: سمعت معاوية بن قرة يحدث عن أبيه - وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم ومسح النبي صلى الله عليه وسلم برأسه - فقال: إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم.
حدثنا أبو بشر قال: حدثنا غندر قال: حدثنا شعبة عن أبي إياس عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم.

حدثنا أبو عمير حدثنا ضمرة عن أبي شعبة عن معاوية بن قرة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم.
حدثنا مكي بن إبراهيم قال بهز أخبرنا عن أبيه عن جده قال: قلت: يا رسول الله أين تأمرني ؟ خر لي. قال: ها هنا - ونحا بيده نحو الشام - إنكم تحشرون رجالاً وركباناً وتجرون على وجوهكم.
حدثنا عبد الله بن يوسف قال: حدثنا يحيى بن حمزة قال: حدثني أبو علقمة نصر بن علقمة الحضرمي من أهل حمص أن عمير بن الأسود وكثير بن مرة الحضرمي قالا: إن أبا <171> هريرة وابن السمط كانا يقولان: لا يزال المسلمون في الأرض حتى تقوم الساعة، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تزال من أمتي عصابة قوامة على أمر الله عز وجل لا يضرها من خالفها تقاتل أعداءها، كلما ذهب حرب نشب حرب قوم آخرين، يزيغ الله قلوب قوم ليرزقهم منه حتى تأتيهم الساعة كأنها قطع الليل المظلم فيفزعون لذلك حتى يلبسوا له أبدان الدروع. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هم أهل الشام - ونكت رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصبعه يوميء بها إلى الشام حتى أوجعها.
حدثنا عبد الله بن يوسف قال: حدثنا يحيى بن حمزة قال: حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر أن عمير بن هانيء حدث قال: سمعت معاوية بن أبي سفيان يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله عز وجل لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله عز وجل وهم ظاهرون على الناس. فقام مالك بن يخامر فقال: يا أمير المؤمنين سمعت معاذ بن جبل يقول: وهم أهل الشام. فرفع معاوية صوته فقال: هذا مالك بن يخامر وبه القسمة يزعم أنه سمع ابن جبل يقول: وهم أهل الشام.
حدثنا أبو سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثنا عفير بن معدان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أنزلت علي النبوة في ثلاثة أمكنة: بمكة وبالمدينة وبالشام.
حدثنا صفوان بن صالح قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثني محمد بن مهاجر الأنصاري إن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي حدثه عن جبير بن نفير عن سلمة بن نفيل الحضرمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عقر دار الاسلام بالشام.
حدثنا أبو يحيى زكريا بن نافع الارسوفي ومحمد بن عبد العزيز الرملي قالا: حدثنا عباد بن عباد أبو عتبة عن أبي زرعة عن ابن وعلة - شيخ من عك - قال: قدم علينا كريب من مصر يريد معاوية، فزرناه، فقال: ما أدري عدد ما حدثني مرة البهزي في خلاء وفي جماعة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين على من ناوأهم، وهم كالأناء بين الأكلة حتى يأتي أمر الله عز وجل وهم كذلك. قال: فقلنا يا رسول الله من هم ؟ وأين هم ؟ قال: بأكتاف بيت المقدس.
<172> قال: وحدثني أن الرملة هي الربوة، وذلك أنها تسيل مغربة ومشرقة.
حدثنا محمد بن عبد العزيز قال: ثنا ضمرة عن عبد الحميد بن عبد العزيز عن عبد الله بن عوف القاري عن مطاع بن الأجثم العنزي عن كعب قال: إن الرملة لتجادل عن أهلها يوم القيامة تقول: أي رب تعذبهم وقد دفنتهم في.
حدثنا آدم بن أبي اياس قال: ثنا أبو عمر الصنعاني عن أبي سليمان عن محمد بن إسحق المديني عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس قال: قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إني أريد الغزو. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: عليك بالشام وأهله، ثم الزم من الشام عسقلان فأنه إذا دارت الرحا في أمتي كان أهل عسقلان في راحة وعافية.
حدثني سعيد بن أسد قال: حدثنا ضمرة عن عبد الحميد العنزي أبو الأخثم عن المطاع بن عبد الله العنزي قال: سمعت كعباً يقول: إن الرملة لتجادل عن أهلها يوم القيامة تقول: يا رب دفنتهم في وتعذبهم.

حدثنا آدم قال: حدثنا عطاف بن خالد المخزومي عن أخيه المسور ابن خالد عن مكي بن عبد الله بن مالك بن بحينة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صلى الله على أهل تلك المقبرة - ثلاث مرات - ، فانطلق بعض أصحابه إلى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فقال لها يا أم المؤمنين إن رسول الله ذكر أهل مقبرة فصلى عليهم ثلاث مرات ولم يسم لنا أي مقبرة هي فسليه إذا دخل عليك. فلما دخل عليها قالت له: يا رسول الله المقبرة التي صليت عليها أي مقبرة هي ؟ فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: هي أهل مقبرة بعسقلان.
حدثني أبو سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم وصفوان بن صالح قالا: حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن يونس بن ميسرة عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني رأيت عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي فأتبعته بصري فأذا هو نور ساطع عمد به إلى الشام. ألا وإن الايمان إذا وقعت الفتن بالشام.
<173> حدثنا صفوان قال: حدثنا الوليد قال: ثنا سعيد بن عبد العزيز عن يونس بن ميسرة بن حلبس عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني رأيت عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي، فاتبعته بصري فإذا هو نور ساطع حتى ظننت إنه مذهوب به فعمد به إلى الشام، وإني أولت أن الفتن إذا وقعت أن الايمان بالشام.
قال: وحدثنا الوليد قال: حدثني عفير بن معدان أنه سمع سليم ابن عامر يحدث عن أبي أُمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ذلك.
حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو ومحمد بن أبي زكير عن ابن وهب عن ابن لهيعة وعمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب عن ابن شماسة حدثه أنه سمع زيد بن ثابت يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً ونحن عنده قال: طوبى للشام. فقلنا: ما باله يا رسول الله؟ قال: إن ملائكة الرحمن لباسطة أجنحتها عليه.
إلا أن ابن لهيعة قال: سمع زيداً أو حدثه من سمعه.
حدثني صفوان بن صالح قال: ثنا الوليد قال: حدثنا أبو عمرو عن يحيى بن أبي كثير عن أبي هريرة يرويه قال: لا تزال عصابة من أمتي على الحق ظاهرين على الناس، لا يبالون من خالفهم حتى ينزل عيسى ابن مريم.
قال أبو عمرو: فحدثت هذا الحديث قتادة فقال: لا أعلم أولئك إلا أهل الشام.
حدثني هشام بن عمار قال: ثنا محمد بن أيوب وهو ابن ميسرة ابن حلبس عن أبيه حدثه عن خريم بن فاتك الأسدي قال: أهل الشام سوط الله عز وجل في أرضه فينتقم بهم من سائر عباده، وحرام على منافقيهم أن يظهروا على مؤمنيهم، ولن يميتهم الله عز وجل إلا هماً وغماً.
حدثني صفوان قال: حدثنا الوليد قال: حدثنا محمد بن أيوب عن أبيه أيوب بن <174> ميسرة بن حلبس عن خريم بن فاتك الأسدي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعه يقول ذلك.
وقال: حدثنا الوليد قال: ثنا سعيد بن عبد العزيز عن مكحول وربيعة ابن يزيد عن عبد الله بن حوالة الحوالي وهو من الأزد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ستجندون أجناداً مجندة جنداً بالشام وجنداً بالعراق وجنداً باليمن. قال عبد الله: فقلت: اختر لي يا رسول الله. قال: عليك بالشام فمن أبى فليلحق بيمنه وليسق من غدره فأن الله عز وجل قد تكفل لي بالشام وأهله.
قال سعيد: قال ربيعة: فكان عبد الله بن حوالة ممن ينزل الاردن.
حدثنا عبد الله بن يوسف قال: حدثنا يحيى بن حمزة عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة الجرمي عن سالم بن عبد الله عن أبيه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ستخرج نار بحضرموت أو من بحر حضرموت. فقلنا: يا رسول الله فما تأمرنا ؟ قال: عليكم بالشام.
حدثني صفوان بن صالح قال: ثنا الوليد قال: حدثنا الأوزاعي قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير قال: حدثني أبو قلابة الجرمي قال: حدثنا سالم بن عبد الله قال: حدثنا عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ستخرج نار في آخر الزمان من حضرموت أو بحر حضرموت تحشر الناس. فقيل: يا رسول الله فما تأمرنا ؟ قال: عليكم بالشام.
حدثنا حريز بن عثمان الرحبي عن جبير بن نفير قال: كنت عند عبد الله بن عمر أستفتيه في بعض الأمر فقال: فمن أنت ؟ قلت: من أهل حمص. قال: تركت الجند المقدم ناصيه ! أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ساروا يلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى حلوا بها ما أنا بمفتيكم.

حدثني ابن بكير عن الليث بن سعد قال: كان بالشام أبو عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل ويزيد بن أبي سفيان وقد بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، ويقال يأتي معاذ بن جبل يوم القيامة بين يدي العلماء برتوه، وشرحبيل بن <175> حسنة وأبو الدرداء وبلال بن رباح. وبحمص سبعون من أهل بدر. وذكر ابن بكير: هذا في كتاب الليث إلى مالك بن أنس.
حدثني أبو عتبة علي بن الحسن بن مسلم السكوني قال: حدثني بقية بن الوليد عن يزيد بن عبد الله الخولاني عن كعب الأحبار أنه قال: خمس مدائن من مدائن الجنة: بيت المقدس وحمص ودمشق وبيت جبرين وظفار اليمن، وخمس مدائن من مدائن النار: القسطنطينية والطوانة وانطاكية وتدمر وصنعاء - صنعاء اليمن - .
حدثنا أبو النضر إسحق بن إبراهيم بن يزيد وهشام بن عمار الدمشقيان قالا: حدثنا يحيى بن حمزة قال: حدثنا الأوزاعي عن نافع قال: - قال أبو النضر: عمن حدثه عن نافع - عن ابن عمر إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: سيهاجر أهل الأرض هجرة بعد هجرة إلى مهاجر إبراهيم حتى لا يبقى الأشرار أهلها، تلفظهم الأرضون، وتقذرهم روح الرحمن، وتحشرهم النار مع القردة والخنازير، تبيت معهم حيث باتوا، وتقيل حيث قالوا، ولها ما سقط منهم.
حدثنا قبيصة وموسى بن مسعود قالا: حدثنا سفيان عن الأعمش عن خيثمة عن عبد الله بن عمرو قال: يأتي عليكم زمان لا يبقى مؤمن إلا لحق بالشام.
حدثني يحيى بن عبد الحميد قال: حدثنا شريك عن عثمان بن أبي زرعة عن أبي صادق قال: سمع علي رضي الله عنه رجلاً وهو بلعن أهل الشام، فقال علي: لا تعم فأن فيهم الأبدال.
حدثنا قبيصة قال: ثنا سفيان عن الأعمش عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الله قال: شكوا إليه الفرات وقلة الماء فقال: يأتي عليكم زمان لا تجدون منه طستاً من ماء، ويرجع كل ماء إلى عنصره، ويبقى الماء والمؤمنون بالشام.
<176> حدثني سعيد قال: حدثنا سفيان عن زياد عن الزهري عن أبي عثمان بن سنة قال: سب رجل أهل الشام عند علي رضي الله عنه، فقال علي رضي الله عنه: لا تسبوا أهل الشام جماً غفيراً فأن فيهم - أو منهم - أبدال.
حدثنا إبراهيم بن المنذر قال: حدثني عباس بن أبي شملة عن موسى ابن يعقوب عن زيد بن أبي عتاب عن أسيد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب عن ابن عمر قال: نزل الشيطان بالمشرق فقضى قضاءه، ثم خرج يريد الأرض المقدسة الشام فمنع، فخرج على بساق حتى جاء المغرب فباض بيضه وبسط بها عبقريه.
وهؤلاء الطبقة العليا من تابعي أهل الشام
ومنهم:
الصنابحي
حدثني فروة بن أبي المغراء قال: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن محمد بن حسان عن المهاجر بن غانم الربضي - وهو حي من مذحج - قال: سمعت أبا عبد الله الصنابحي يقول: سمعت أبا بكر الصديق يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحب أن يسمع الله عز وجل دعوته ويفرج كربته في الدنيا والآخرة فلينظر معسراً وليدع له. ومن سره أن يظله الله عز وجل من فور جهنم يوم القيامة ويجعله في ظله فلا يكونن على المؤمنين غليظاً وليكن بهم رحيماً.
ومنهم:
سليم أبو عامر
حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال: حدثنا سويد بن عبد العزيز قال: أخبرنا ثابت بن عجلان عن سليم أبي عامر قال: سمعت أبا بكر الصديق يقول: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أخرج فناد في الناس من شهد أن لا إله إلا الله فقد وجبت له الجنة. فقال عمر: ارجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأني أخاف أن يتكلوا عليها. فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما ردك ؟ فأخبرته يقول عمر. فقال عمر: نعم يا رسول الله اترك الناس فليعملوا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صدق عمر.
<177> ومنهم
جبير بن نفير
حدثني عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير قال: حدثني أبي عن أبي خالد المحرمي عن ثابت بن سعد عن جبير بن نفير قال: قام أبو بكر الصديق بالمدينة إلى جانب منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكى ثم قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام في مقامي هذا عام أول فقال: أيها الناس سلوا الله عز وجل العافية ثلاث مرات فأنه لم يؤت أحد مثل العافية بعد اليقين.
ومنهم:
حابس الطائي اليماني

حدثنا عمرو بن عثمان قال: حدثنا أحمد بن خالد الوهبي عن عبد الواحد بن أبي عون عن سعد بن إبراهيم عن حابس اليماني عن أبي بكر الصديق قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صلى صلاة الصبح فهو في ذمة الله عز وجل فلا تخفروا الله عز وجل في عهده فمن قتله طلبه الله عز وجل حتى يكبه في النار على وجهه.
ومنهم:
أبو مسلم الخولاني
حدثني كثير بن عبيد بن نمير الحذاء قال: حدثنا محمد بن حمير عن مسلمة بن علي عن عمر بن ذر عن أبي قلابة عن أبي مسلم الخولاني عن أبي عبيدة بن الجراح عن عمر بن الخطاب قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بلحيتي - وأنا أعرف الحزن في وجهه - فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون أتاني جبريل آنفاً فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون. فقلت: أجل إنا لله وإنا إليه راجعون مم ذاك يا جبريل ؟ فقال: إن أمتك مفتتنة بعدك بقليل من الدهر غير كثير. فقلت: فتنة كفر أو فتنة ضلالة ؟ قال: كل سيكون. فقلت: من أين ذاك وأنا تارك فيهم كتاب الله عز <178> وجل ؟ قال: بكتاب الله عز وجل يضلون فأول ذلك من أمرائهم وقرائهم، تمنع الأمراء الحقوق ويسأل الناس حقوقهم فلا يعطوها فيغشوا ويقتتلوا، ويتبع القراء أهواء الأمراء فيمدونهم في الغي ثم لا يقصرون. فقلت يا جبريل فبم يسأل من سلم منهم ؟ قال: بالكف والصبر إن أعطوا الذي لهم أخذوه وإن منعوا تركوه.
ومحمد بن حمير هذا حمصي ليس بالقوي، ومسلمة بن علي دمشقي ضعيف الحديث، وعمر بن ذر هذا أظن غير الهمذاني وهو عندي شيخ مجهول ولا يصح هذا الحديث.
ومنهم:
عبد الرحمن بن غنم
حدثنا أبو اليمان عن شعبة عن عبد الله بن أبي حسين عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم - وهو الذي بعثه عمر بن الخطاب إلى الشام يفقه الناس - أن معاذ بن جبل حدثه.
وحدثني أبو الأسود النضر بن عبد الجبار قال: حدثنا ابن لهيعة عن ابن هبيرة عن أبي قيس بن مالك بن الحكم عن عبد الرحمن بن غنم الأشعري قال: قدم عليهم مصر مع مروان فكان يحدث إن عمر بن الخطاب كتب إلى أمراء الأجناد يبعثوا إليه بقرائهم وأمرهم إذا بلغوا المروة أن يحبسوا أولهم على آخرهم حتى يدخلوا جميعاً. قال: فلما بلغنا ذا المروءة مكثنا حتى اجتمعنا، فلما دخلنا أخبر بنا عمر رضي الله عنه، فتلقانا فقال: أنيخوا. فأنخنا. قال: اكشفوا عن وجوهكم ورؤوسكم. فكشفنا فوجد منا ذا الضفيرتين والغديرتين وماداً الجمة والموفر والمحلوق. قال: أما والذي نفسي بيده لو وجدتكم محلقين لفعلت بكم فعلة تسمع بها الأخبار إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سيخرج أناس من أمتي يقرأون القرآن بألسنتهم لا يجاوز تراقيهم بمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية وأمارة ذلك أنهم محلقون. ثم أمرنا فتفرقنا ونزلنا بالمدينة.
ومنهم:
عروة بن معتب الأنصاري
حدثنا أبو اليمان قال: حدثنا إسماعيل بن عياش عن أبي سبأ عتبة ابن تميم - قال أبو <179> اليمان ما كان أفضل هذا يعني عتبة - عن الوليد بن عامر اليزني عن عروة بن معتب الأنصاري عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن صاحب الدابة أحق بصدرها.
ومنهم:
السائب بن مهجان
حدثني أحمد بن صالح قال: حدثنا ابن وهب أخبرني سعيد ابن عبد الرحمن بن أبي العمياء عن السائب بن مهجان - من أهل الشام وكان قد أدرك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - إن عمر بن الخطاب خطب بالشام خطبة يأثرها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وأجملوا في طلب الدنيا فأن الله عز وجل قد تكفل بارزاقكم، وكل ميسر له عمله الذي كان عاملاً. استعينوا الله عز وجل على أعمالكم فأنه يمحو ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب.
ومنهم:
عبد الله بن أبي قيس
حدثني نصر بن محمد بن سليمان الحمصي قال: حدثنا أبي أبو ضمرة محمد بن سليمان السلمي قال: حدثني عبد الله بن أبي قيس قال: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رأيت عموداً من نور خرج من تحت رأسي ساطعاً حتى استقر بالشام.
ومنهم:
ابن السمط

حدثني أبو بشر قال: حدثنا عبد الرحمن قال: حدثنا شعبة عن يزيد بن خمير عن حبيب بن عبيد عن جبير بن نفير عن ابن السمط قال: رأيت عمر بن الخطاب يصلي بذي الحليفة ركعتين، فقلت له، فقال: إنما أفعل كما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل.
ومالك بن يخامر
حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج عن سليمان بن موسى أن مالك ابن يخامر أن <180> معاذ بن جبل حدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما من رجل مسلم قاتل في سبيل الله عز وجل فواق ناقة إلا وجبت له الجنة.
ومنهم:
كثير بن مرة
حدثنا أبو عاصم عن عبد الحميد بن جعفر عن صالح بن أبي عريب عن كثير بن مرة عن معاذ بن جبل إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من كان آخر كلامه لا إله إلا الله وجبت له الجنة.
ومنهم:
جبير بن نفير الحضرمي
روى عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس يحسر أهل الجنة إلا على ساعة مرت بهم لم يذكروا الله عز وجل فيها.
حدثني بذلك محمود بن خالد عن سليمان بن عبد الرحمن قال: حدثنا يزيد بن يحيى أبو خالد عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير.
ومنهم:
عاصم بن عبيد السكوني
حدثنا أبو اليمان قال: حدثنا حريز بن عثمان الرحبي عن راشد بن سعد عن عاصم بن عبيد السكوني صاحب معاذ بن جبل عن معاذ قال: بغينا رسول الله صلى الله عليه وسلم لصلاة العتمة ليلة فتأخر بها حتى ظن الظان أن قد صلى أو ليس بخارج، ثم أنه خرج بعد فقال له قائل: يا نبي الله لقد ظننا أنك قد صليت يا نبي الله أو لست بخارج. فقال لنا صلى الله عليه وسلم: أعتموا بهذه الصلاة فإنكم قد فضلتم بها على سائر الأمم ولم تصلها أمة قبلكم.
<181> ومنهم:
أبو بحرية عبد الله بن قيس السكوني
حدثنا عبد الله بن يوسف وسليمان بن عبد الرحمن وعبد الرحمن بن إبراهيم قالوا: حدثنا الوليد قال: ثنا أبو بكر بن أبي مريم عن الوليد ابن سفيان بن أبي مريم الغساني عن يزيد بن قطب السكوني عن أبي بحرية صاحب معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الملحمة الكبرى وفتح قسطنطينية وخروج الدجال في سبعة أشهر.
ومنهم:
عمرو بن الأسود العنسي
حدثنا عبد الوهاب بن الضحاك قال: حدثنا ابن عياش قال: حدثني ابن أبي مريم عن ضمرة بن حبيب عن عمرو بن الأسود العنسي قال: مررت على عمر سائراً إلى الشام فدخلت على عمر، فلما خرج من عند عمر قال: من أحب أن ينظر إلى هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلينظر إلى هدي عمرو بن الأسود.
ومنهم:
عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي
حدثنا ابن قعنب قال: حدثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن الصنابحي أنه قيل له: متى هاجرت ؟ فقال: متوفى النبي صلى الله عليه وسلم لقيني رجل عند الجحفة فقلت: الخبر يا عبد الله. قال: أي والله الخبر طويل - أو جليل - دفنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أول من أمس.
ومنهم: -
<182> الحارث بن معاوية الكندي
حدثنا أبو اليمان حدثنا حريز عن سليم عن الحارث بن معاوية أنه قدم على عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال له: كيف تركت أهل الشام ؟ فأخبره عن حالهم، فحمد الله عز وجل ثم قال: لعلكم تجالسون أهل الشرك ؟ فقال: لا يا أمير المؤمنين. قال: إنكم إن جالستموهم أكلتم وشربتم معهم، ولن تزالوا بخير ما لم تفعلوا ذلك.
ومنهم:
أبو عثمان شراحيل بن مرثد الصنعاني
حدثني هشام بن عمار قال: حدثنا عبد الملك قال: حدثنا راشد ابن داؤد الصنعاني قال: حدثني أبو عثمان الصنعاني شراحيل بن مرثد قال: بعث أبو بكر الصديق رضي الله عنه خالد بن الوليد إلى اليمامة، وبعث يزيد بن أبي سفيان إلى الشام، فكنت ممن سار مع خالد بن الوليد إلى اليمامة، فلما قدمناها قاتلونا قتالاً شديداً فظفرنا بهم. وهلك أبو بكر واستخلف عمر بن الخطاب، فكتب عمر إلى خالد، أن سر إلى أبي عبيدة بالشام، فدعا خالد، وقد ذكرت حديثه في الجزء الثاني من هذا الكتاب.
ومنهم:
جنادة بن أبي أمية الأزدي
ويزيد بن الأسود الجرشي
وسليم أبو عامر

حدثني أبو سعيد عبد الرحمن قال: حدثنا سويد قال: حدثنا ثابت بن العجلان عن سليم أبي عامر قال: رأيت أبا بكر الصديق وصليت خلفه سبعة أشهر من عن يمينه وعن شماله وما عليهم إلا شملة واحدة.
وأبو سعد الحبراني
حدثنا الربيع بن روح قال: حدثنا محمد بن حرب عن صفوان بن عمرو عن أبي اليمان <183> الهوزني عن أبي سعيد الخير الحبراني قال: كنت في النفر الذين قام فيهم كعب حين قحط الناس في زمان عثمان فقال: يا أهل اليمن دعوا الناس ما ودعوكم، في القلب منكم زحمة، وفي اللسان منكم عي، وفي البطش منكم ضعف. يا معشر أهل اليمن لا تعينوا على عثمان فأنما أراد عثمان أن لا تقطع بردكم أن تمروا إلى غير شيء. تزعمون أن عثمان يريد أن يمنع الهجرة فوالذي نفسي بيده لو أن عثمان بنى قصراً على وجه الأرض حتى بلغ بروج السماء لتسور أهل اليمن حتى يهاجرو وذلك بأن الله عز وجل قام على جبل طور سيناء فنادى يا يمن أقبل إلي فأنا بغيتهم قبل أن يبغوني وأعطيتهم قبل أن يسألوني وصفرة صفرة دخلت قلب كل يماني وذلك قول الله عز وجل في كتابه وما كنت بجانب الطور إذ نادينا ولكن رحمةً من ربك لتنذر قوماً ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يتذكرون.
وكريب بن أبرهة
حدثنا أبو اليمان وعلي بن عياش الحمصيان قالا: حدثنا حريز ابن عثمان عن سعيد بن مرثد قال: سمعت عبد الرحمن بن حوشب يحدث عن ثوبان بن شهر قال: سمعت كريب بن أبرهة وهو جالس مع عبد الملك بدير المران في سطح وذكروا الكبر. فقال كريب: سمعت أبا ريحانة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يدخل شيء من الكبر الجنة. فقال قائل: يا رسول الله إني أن اتجمل بعلاق سوطي وشسع نعلي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن ذلك ليس بالكبر إن الله عز وجل جميل يحب الجمال إنما الكبر من سفه الحق وغمص الناس بعينيه واللفظ لأبي اليمان.
ومنهم:
أبو راشد الحبراني
حدثنا أبو اليمان قال: حدثنا إسماعيل بن عياش عن شريح بن عبيد عن أبي راشد الحبراني عن عبد الرحمن بن شبل: إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن أكل الضب.
<184> ومنهم:
عبد الرحمن بن عائذ الأزدي
وربيعة بن عمرو الجرشي
ومسلم بن قرة الأشجعي
يروي عن عوف بن مالك خياركم وخيار أئمتكم ورواه معاوية عن ربيعة.
ومنهم:
أبو أدريس الخولاني
حدثنا الحميدي قال: ثنا سفيان قال: حدثنا الزهري وسمعته عن أبي ادريس الخولاني عن أبي ثعلبة الخشني إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن كل ذي ناب من السباع.
قال الزهري: ولم أسمع هذا الحديث حتى أتيت الشام.
حدثنا أبو صالح قال: حدثني الليث بن سعد قال: حدثني يونس عن ابن شهاب قال: لم أسمع ذلك من أحد من علمائنا بالمدينة.
حدثنا ابن عثمان قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا يونس عن الزهري قال: حدثني أبو ادريس الخولاني وهو عائذ الله بن عبد الله إنه سمع أبا ثعلبة الخشني يقول: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل كل ذي ناب من السباع.
قال محمد: ولم أسمع ذلك من علمائنا بالحجاز حتى حدثني أبو ادريس الخولاني وكان رجلاً من فقهاء أهل الشام.
حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال: حدثنا الوليد قال: حدثنا عبد الرحمن بن نمر قال: سألت ابن شهاب عن الاستنشاق، فقال: أخبرني أبو ادريس الخولاني عائذ الله بن عبد الله - <185> وكان قاص أهل الشام وقاضيهم في خلافة عبد الملك - إنه سمع أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من توضأ فليستنثر ومن استجمر فليوتر.
حدثنا سعيد بن منصور ت نيسابوري يسكن مكة - قال: حدثنا حسان بن إبراهيم الكرماني قال: حدثنا يونس عن الزهري قال: أخبرني أبو ادريس الخولاني أنه سمع أبا هريرة وأبا سعيد الخدري يقولان: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذلك تكلم به.
حدثنا أبو صالح ومحمد بن رمح قالا: حدثنا الليث قال: حدثني عقيل عن ابن شهاب قال: جلست إلى أبي ادريس الخولاني - وهو يقص - فقال: ألا أخبركم من كان أطيب الناس طعاماً ؟ فلما رأى الناس قد نظروا إليه قال: يحيى بن زكريا كان أطيب الناس طعاماً. إنما كان يأكل مع الوحش كراهية أن يخالط الناس في معايشهم.

حدثنا الحميدي قال: حدثنا سفيان قال: هذا الذي حفظنا عن الهري عن أبي ادريس الخولاني إنه أخبره قال: أدركت أبا الدرداء ووعيت منه وعبادة بن الصامت ووعيت منه وشداد بن أوس ووعيت منه وفاتني معاذ بن جبل فأخبرني فلان عنه - قال سفيان: وسماه الزهري فنسيته - إن معاذ بن جبل كان لا يجلس مجلساً إلا قال: الله عز وجل حكم قسط تبارك اسمه هلك المرتابون.
قال سفيان: وطال لحديث فلم أحفظ إلا هذا.
وسمع أبو ادريس من حذيفة.
حدثنا أبو اليمان قال: أخبرني شعيب عن الزهري ح.
وحدثنا حجاج قال جدي: عن الزهري قال: حدثني أبو ادريس عائذ الله بن عبد الله الخولاني إنه أخبره يزيد بن عميرة صاحب معاذ أن معاذاً كان يقول كلما جلس الله ذكر الله عز وجل حكم عدل.
قال أبو اليمان: قسط تبارك اسمه هلك المرتابون. فقال معاذ بن جبل يوماً في مجلس جلسه: إن وراءكم فتناً يكثر فيها المال ويفتح فيها القرآن حتى يأخذه المؤمن والمنافق والحر والعبد والرجل والمرأة والكبير والصغير، يوشك قائل يقول فما للناس لا يتبعوني وقد قرأت <186> القرآن ! والله ما هو بمتبعي حتى ابتدع لهم غيره فإياكم وما ابتدع فأن ما ابتدع ضلالة، واحذروا أربعة؛ الحكيم فإن الشيطان قد يقول كلمة الضلالة على فم الحكيم، وقد يقول المنافق كلمة الحق. قال: قلت له: وما يدريني يرحمك الله إن الحكيم يقول كلمة الضلالة وإن المنافق يقول كلمة الحق ؟ قال: اجتنبي من كلام الحكيم الشبهات التي تقول ما هذه، ولا يريبنك ذلك منه فأنه لعله ان يراجع ويلقي الحق إذا سمعته فأن على الحق نوراً.
حدثني محمد بن منصور قال: حدثنا يعقوب قال: حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب قال: حدثني أبو ادريس الخولاني فذكر مثله.
حدثنا أبو صالح وابن بكير قالا: ثنا الليث قال: حدثنا عقيل عن ابن شهاب أن أبا ادريس الخولاني أخبره أن يزيد بن عميرة - كان من أصحاب معاذ - أن معاذ بن جبل كان لا يجلس مجلساً للذكر إلا قال حين يجلس فذكر نحوه وزاد.
قال يزيد: فلبثت ما شاء الله ثم قدمت الكوفة وطفق قراء من أهل الكوفة يقولون: يا أخا أهل الشام أتشهد إنك مؤمن ؟ فأقول: نعم. فيقولون: أتشهد أنك في الجنة ؟ فأقول: إني أخشى الذنوب. فيقولون: فنحن نشهد إن المؤمنين في الجنة. فبلغ الأمر عبد الله بن مسعود، فمررت به في المسجد فقالوا: هذا الشامي الذي ذكرنا لك. فأرسل إلي ابن مسعود فقال: أتشهد إنك مؤمن ؟ قلت: نعم. قال: فتشهد إنك من أهل الجنة ؟ فقلت: إني أخاف الذنوب. فتبسم عبد الله ثم قال: لو شهدت أني مؤمن ما باليت إن أشهد أني في الجنة. قال: قلت: يغفر الله عز وجل لك هذا ما كان معاذ بن جبل يحذرنا من أمثالك. قال: وما حذركموه ؟ قال: حذرنا زيغة الحكيم فأن الشيطان قد يقول كلمة الضلالة على فم الحكيم، ويقول المنافق كلمة الحق، ثم قال له: اذمم نفسك فوالله ما أنت إلا أحد الثلاثة؛ مؤمن أو كافر أو منافق. قال: يرحم الله معاذ بن جبل ما زال يعد لينا مقرباً في المجلس.
وروى مالك عن ابن أبي الزناد عن أبي ادريس الخولاني قال: دخلت مسجد دمشق فأذا أنا بفتى براق الثنايا طويل الصمت وإذا الناس معه فإذا اختلفوا في الشيء أسندوه وصدروا عن رأيه، فسألت عنه فقيل هذا معاذ بن جبل.
وروى شهر حدثني عائذ الله بن عبد الله إنه دخل المسجد يوماً وأصحاب نبي الله صلى الله عليه وسلم أوفر ما كانوا أول عمارة عمر بن الخطاب، قال: فجلست مجلساً فيه بضعة وثلاثون، وفي الحلقة شاب آدم شديد الأدمة حلو المنظر وضيء وهو أشب القوم سناً وذكر الحديث. قال: فقلت له: من أنت يا أبا عبد الله ؟ قال: أنا معاذ بن جبل. والحديث الذي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وجبت محبتي للمتحابين في المتزاورين في المتباذلين في.
<187> حدثني محمد بن عبد العزيز الواسطي قال: حدثنا يزيد بن أبي الزرقاء قال: حدثنا جعفر بن برقان عن حبيب بن أبي مرزوق عن عطاء بن أبي رباح عن أبي سلمة الخولاني عن عبادة بن الصامت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل قال: حقت محبتي للمتباذلين في حقت محبتي للمتزاورين في، وحقت للمتحابين في.
حدثنا عبيد الله بن معاذ قال: ثنا أبي قال: ثنا شعبة عن يعلى بن عطاء عن الوليد بن عبد الرحمن عن أبي ادريس العيذي أو الخولاني.

وحدثنا ابن شمر قال: أخبرني عن شعبة عن يعلى بن عطاء عن الوليد بن عبد الرحمن عن أبي ادريس العيذي قال: جلست إلى مجلس فيه عشرون رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وفيهم رجل شاب حسن الوجه أدعج العينين أغر الثنايا فأذا أمتروا في شيء فقال قولاً انتهوا إلى قوله وإذا هو معاذ بن جبل. فلما كان الغد جئت فإذا هو يصلي فلما رآني حذف من صلاته ثم جلس فسكت فقلت: والله إني لأحبك في جلال الله عز وجل. قال: الله قلت ؟ والله فأن المتحابين في الله عز وجل - احسبه قال - في ظل الله عز وجل يوم لا ظل إلا ظله - وهذا لأشك فيه - وإنه ليوضع لهم كراسي في نور يغبطهم بمقعدهم من الله عز وجل النبيون والصديقون والشهداء.
قال أبو ادريس: فحدثت به عبادة بن الصامت فقال: سمعت على لسان محمد صلى الله عليه وسلم إنه يقول: حقت محبتي للمتحابين في وحقت محبتي للمتباذلين في وحقت محبتي للمتواصلين أو للمتصافين في.
حدثنا عبد الله بن صالح قال حدثني عبد الحميد عن شهر بن حوشب قال: حدثني عائذ الله بن عبد الله: أن معاذ بن جبل قدم عليهم اليمن.
حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا صدقة قال: حدثنا ابن جابر قال: حدثنا عطاء <188> الخراساني قال: سمعت أبا ادريس الخولاني يقول: دخلت مسجد دمشق فجلسنا في حلقة كلهم يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيهم شاب إذا تكلم أنصت القوم له، وإذا حدث رجل منهم أنصت، فتفرقوا ولم أعلم من ذلك الفتى، فانصرفت إلى منزلي فما أقرتني نفسي حتى رجعت إلى المسجد فإذا أنا به فقمت فمشيت معه حتى أتى عموداً فركع ركعات حساناً ثم جلس واستقبله فطال سكوته لا يتكلم. فقلت: حدثني رحمك الله فوالله إني لأحبك وأحب حديثك. فقال: الله ؟ فقلت: الله. فجبذ بحبوي حتى ألصقت ركبته بركبتي، ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: المتحابون بجلال الله عز وجل في ظل الله عز وجل يوم لا ظل إلا ظله. فقال لي عبادة: تعال أحدثك بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يروي عن ربه عز وجل. قال: فأتيته. فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله عز وجل: حقت محبتي على المتحابين في، وحقت محبتي على المتجالسين في، وحقت محبتي على المتباذلين في.
حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم قال: حدثنا أبو مسهر قال: حدثنا سعيد عن ربيعة عن أبي ادريس الخولاني عن أبي ذر عن النبي صلى عليه وسلم عن الله عز وجل إنه قال: " يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا. يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا الذي أغفر الذنوب ولا أبالي فاستغفروني أغفر لكم. يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم. يا عبادي كلكم عار إلا من لبسته فاستكسوني اكسكم. يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وأنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل منكم لم يزد ذلك في ملكي شيئاً. يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وأنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل منكم لم ينقص ذلك في ملكي شيئاً. يا عبادي لو إن أولكم وآخركم وأنسكم وجنكم اجتمعوا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل رجل منهم ما سأل لم ينقص ذلك من ملكي شيئاً إلا كما ينقص البحر إن يغمس فيه المخيط غمسة واحدة. يا عبادي إنما هي أعمالكم أحفظها عليكم فمن وجد خيراً فليحمد الله عز وجل ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه " .
قال: وكان أبو ادريس إذا حدث بهذا الحديث جثا على ركبتيه.
ومنهم:
<189> أم الدرداء
حدثني العباس بن الوليد بن صبح قال: سمعت أبا مسهر يقول: سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول: اسم أم الدرداء جهيمة بنت لحي الوصابية.
حدثنا أبو الوليد وحجاج وأبو عمر قالوا: حدثنا شعبة قال: أخبرني القاسم بن أبي بزة قال: سمعت عطاء الكيخاراني عن أم الدرداء عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليس بشيء في الميزان أثقل من خلق حسن.
ومنهم:
بلال بن أبي الدرداء
حدثنا عبد الله بن عثمان قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا أبو بكر بن أبي مريم عن خالد بن محمد الثقفي عن بلال بن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: حبك الشيء يعمي ويصم.

حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن بلال بن أبي الدرداء عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر.
ومنهم:
معدان بن أبي طلحة
حدثنا أحمد بن يونس قال: ثنا زائدة قال: حدثنا السائب بن حبيش عن معدان بن أبي طلحة قال: قال لي أبو الدرداء: أين مسكنك ؟ قال: قلت بقرية دون حمص. قال أبو <190> الدرداء: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من ثلاثة في قرية ولا بدو ولا يؤذن فيه بالصلاة إلا قد استحوذ عليهم الشيطان فعليك بالجماعة فإنما يأكل الذئب القاصية.
قال زائدة: قال السائب: يعني بالجماعة: الصلاة في الجماعة.
ومنهم:
أبو عبيد الله مسلم بن مشكم
حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا يحيى بن حمزة قال: حدثني يزيد ابن أبي مريم إن أبا عبيد الله حدثنا عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا فرطكم على الحوض فألفين ما نوزعت أحدكم فأقول هذا من أمتي. فيقال: إنك لا تدري ما احدثوا بعدك. فقلت: يا رسول الله أدع الله عز وجل أن لا يجعلني منهم. قال: لست منهم.
ومنهم:
رجاء بن حيوة الكندي
سيد أهل فلسطين.
وعدي بن عدي الكندي سيد أهل الجزيرة.
وعبادة بن نسي الكندي سيد أهل الاردن.
ويحيى بن يحيى الغساني من سادات أهل دمشق.
وعمرو بن قيس من سادات أهل الجزيرة.
وبلال بن سعد بن تميم السكوني كان امام الناس في خلافة هشام.
<191> وكثير بن قيس
وسليمان بن مرثد
وعبد الله بن أبي زكريا الخزاعي
والقاسم أبو عبد الرحمن مولى آل معاوية
ويزيد بن خمير الرحبي
حدثنا أبو اليمان قال: حدثنا صفوان بن عمرو عن يزيد بن خمير الرحبي عن عبد الله بن بسر المازني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من أمتي من أحد إلا وأنا أعرفه يوم القيامة. فقالوا: كيف تعرفهم يا رسول الله في كثرة الخلائق ؟ فقال: أرأيت لو دخلت صبرة فيها خيل دهم بهم وفيها فرس أغر محجل ما كنت تعرفه منها ؟ قالوا: بلى. قال: فأن أمتي يومئذ غر من السجود محجلون من الوضوء.
ومنهم:
شريح بن عبيد
حدثنا أبو اليمان قال: حدثنا صفوان عن شريح بن عبيد الحضرمي عن أبي الدرداء إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله عز وجل يقول: يا ابن آدم لا تعجزن من أربع ركعات أول النهار أكفك آخره.
وعن شريح بن عبيد الحضرمي عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا أبا ذر إذا صليت مع امامك وانصرفت كتب لك قنوت ليلتك.
ومنهم:
سليم بن عامر الكلاعي
حدثنا أبو اليمان قال: حدثنا صفوان عن سليم بن عامر الكلاعي عن تميم الداري <192> قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل لا يترك بيت صدر ولا وبر إلا دخله هذا الدين بعز عزيز يعز به الاسلام وذل ذليل يذل الله عز وجل به الكفر.
ومنهم:
أبو عامر عبد الله بن لحي
حدثنا أبو اليمان قال: حدثنا صفوان عن الأزهر بن عبد الله عن أبي عامر عبد الله بن لحي قال: حججنا مع معاوية فلما قدمنا أُخبرنا بقاص يقص على أهل مكة مولى لبني مخزوم. فأرسل إليه معاوية، فقال معاوية: لو كنت تقدمت إليك قبل مرتي هذه لقطعت منك طابقاً. ثم قام حتى صلى صلاة الظهر بمكة فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن أهل الكتاب افترقوا في دينهم على اثنتين وسبعين ملة، وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين ملة - يعني الأهواء - كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة. وقال: إنه سيخرج في أمتي أقوام تتجارى بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه، فلا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله. والله يا معشر العرب لئن لم تقوموا بما جاء به محمد، لغيركم من الناس أحرى أن لا يقوم به.
ومنهم:
عثمان بن جابر
حدثنا أبو اليمان قال: حدثنا صفوان عن عثمان بن جابر عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحرب خدعة.
حدثنا أبو اليمان قال: ثنا صفوان عن ماعز التميمي عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون ولكن في التحريش بينهم.
ومنهم:
عطية بن قيس الكلاعي
ومكحول

وخالد بن معدان
وراشد بن سعد المقرائي ثم الحميري
وعطاء بن يزيد الليثي ثم الجندعي
ويحيى بن جابر الطائي
وعمرو بن رؤبة
يروى عن واثلة عن النبي صلى الله عليه وسلم: المرأة تحرز ثلاثة؛ مواريث لقيطها وعتيقها وولدها الذي تلاعن عليه.
ومنهم:
يعلى بن شداد بن أوس
يروى عن أبيه أنه كان يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم.
وعبيدة بن أبي المهاجر
يحدث عن معاوية بن أبي سفيان عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلاً ممن كان قبلكم قتل تسعة وتسعين نفساً.
وأبو عبد رب
سمع معاوية يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لم يبق من الدنيا إلا بلاء وفتنة.
الوليد عن ابن جابر عنه.
ومسلم بن قرظة
سمعت عوف بن مالك قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: خير أئمتكم الذين تحبونهم.
ابن جابر يحدث عن زريق عن مسلم، وبسر بن عبيد الله قال: سمعت واثلة.
<194> وأبو سلام الأسود
سمع عبادة بن الصامت رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً عليه ثوب معصفر.
ومحمد بن زياد الألهاني
سمع أبا أمامة سمع النبي صلى الله عليه وسلم: لم يزل جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه يورثه.
والوليد بن عبد الرحمن الجرشي
يحدث عن أبي ذر في صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان.
ويزيد بن أبي مالك الهمذاني
ونمير بن أوس الأشعري
وعبد الله بن بسر اليحصبي
يروي عن أبي أمامة: حببوا الله عز وجل إلى الناس.
وعبد الله بن محيريز
حدثنا محمود بن خالد الأزرق قال: حدثنا مروان الطاطري قال: حدثنا رباح بن الوليد الذماري قال: حدثني إبراهيم بن أبي عبلة قال: قال رجاء بن حيوة: أن يفخر علينا أهل المدينة بعابدهم عبد الله بن عمر فأنا نفخر عليهم بعابدنا عبد الله بن محيريز.
حدثني عبد الرحمن بن عمرو قال: ثنا أبو مسهر قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن إسماعيل بن عبيد الله قال: خرجت أم الدرداء تخطب عن ابنة أبي محجز الليثي فلقيت عطاء بن يزيد فقال: أنا عطاء بن يزيد - يريد الفأل - .
<195> حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال: حدثنا أبو مسهر قال: حدثنا سعيد قال: كنا نجلس الغدوات مع يزيد بن أبي مالك وسليمان بن موسى، وبعد الظهر مع إسماعيل بن عبيد الله وربيعة بن يزيد، وبعد العصر مع مكحول.
حدثني عبد الرحمن بن عمرو قال: حدثنا أبو مسهر قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن القاسم بن مخيمرة قال: دخلت على عمر بن عبد العزيز فقضى عني سبعين ديناراً، وحملني على بغلة، وفرض لي خمسين. قال قلت: أغنيتني عن التجارة.
حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال: حدثنا أبو مسهر قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد قال: قفلنا من الغزو وأتينا على طريق تأخذ إلى عمر بن عبد العزيز ونحن مع ابن أبي زكريا، فقال ابن أبي زكريا: لئن لم آت عمر بن عبد العزيز من هذا الطريق لا آتيه، وكانت فيه لجاجة. فأتينا عمر فاستأذنا، فأذن لنا، فأجلس ابن أبي زكريا معه. قال ربيعة: فجعلت أميل بينهما أيهما أقصد. قال: ومعنا ابن ابن أبي زكريا عليه عمامة قد صففها. قال: فقال عمر: من هذا ؟ فقال له ابن أبي زكريا: هذا عبد الرحمن بن عبد الله هذا ابني. فقال عمر: كيف تجده ؟ فقال: إني لأنفس أن يكون خيراً مما هو. قال: فقال عمر: الشباب، وإنما يصلح الله عز وجل. قال: فأجازنا بعشرين ديناراً غير دينار ما فضل ابن أبي زكريا علينا.
حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال: حدثنا الوليد قال: حدثنا سعيد قال: لقي بشير بن عقبة عبد الواحد النصري في خلافة الوليد، وكان بشير على شرطة الوليد، فاستعدى عليه زرعة بن ثوب المقري وكان قاضياً فجلد الحد وكان زرعة بن ثوب لا يأخذ على القضاء أجراً، وكان في خاتم زرعة بن ثوب لكل عمل ثواب.
وهؤلاء رواة عوف بن مالك
أبو عبيد الله مسلم بن مشكم عن عوف بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الرؤيا ثلاثة.
ويزيد بن الأصم عن عوف عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن شئتم أنبأتكم عن الأمارة.
<196> ومعدي كرب بن عبد كلال.

حدثنا الوحاظي قال: حدثنا جابر بن غانم عن سليم بن عامر عن معدي كرب بن عبد كلال عن عوف بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أتاني جبريل عليه السلام وإن ربي خيرني بين خصلتين إن يدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة لأمتي فأخترت الشفاعة.
ومالك بن هدم
حدثنا ابن عثمان قال: أخبرنا عبد الله قال: حدثنا سعيد بن أبي أيوب قال: وحدثني عمرو بن الربيع قال: أخبرنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن ربيعة بن لقيط أخبره عن مالك بن هدم قال: غزونا وعلينا عمرو بن العاص وفينا عمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح، فأصابتنا مخمصة شديدة، فأنطلقت التمس المعيشة فالفيت قوماً يريدون ينحرون جزوراً لهم، فقلت: إن شئتم كفيتكم نحرها وعملها وأعطوني منها، فقفلت فأعطوني منها شيئاً فصنعته، ثم أتيت عمر بن الخطاب فسألني من أين هو ؟ فأخبرته فقال: أسمعك قد تعجلت أجرك وأبى أن يأكله، ثم أتيت أبا عبيدة فأخبرته فقال لي مثلها وأبى أن يأكله، فلما رأيت ذلك تركتها. قال: ثم أبردوني في فتح لنا فقدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: صاحب الجزور. ولم يزد علي شيئاً. وفي حديث سعيد: لم يزدني على ذلك.
ومنهم:
قيس بن مرثد الجذامي
حدثنا محمد بن أبي السري قال: حدثنا معتمر بن سليمان قال: حدثني برد بن سنان قال: حدثني سليمان بن موسى عن مكحول عن كثير ابن مرة عن قيس وهو ابن مرثد الجذامي عن نعيم بن هبار الغطفاني عن النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل قال: يا ابن آدم صل أربع ركعات في أول النهار أكفك آخره.
ومنهم:
يحيى بن جابر الطائي قاضي حمص
حدثنا أبو اليمان قال: حدثنا صفوان بن عمرو عن يحيى بن جابر عن نواس بن <197> سمعان أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما البر ؟ قال: حسن الخلق. قال: فما الأثم يا رسول الله؟ قال: ما حاك في نفسك وكرهت أن يعلمه الناس.
ومنهم:
حبيب بن عبيد
حدثنا أبو اليمان قال: حدثنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغساني عن حبيب بن عبيد عن عمرو بن عبسة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: صلاة الليل مثنى مثنى وجوف الليل الآخر أجوبه دعوة. فقلت: أوجبه. فقال: لا بل أجوبه. يعني بذلك الاجابة.
ومنهم:
عبادة بن أوفى النميري
حدثنا سليمان بن سلمة الخبائري الحمصي قال: حدثنا محمد بن شعيب بن شابور القرشي قال: أخبرني يزيد بن أبي مريم عن الوليد ابن هشام المعيطي عن عبادة بن أوفى النميري عن عمرو بن عبسة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبردوا بصلاة الظهر في اليوم الحار فأن شدة الحر من فيح جهنم.
ومنهم:
عبادة بن أوفى
عن عمرو بن عبسة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أيما رجل مسلم أو امرأة مسلمة أعتق رقبة مسلمة فإنه يقي كل عضو من صاحبه الذي أعتقه من النار، ومن رمى بسهم في سبيل الله عز وجل كانت له نوراً يوم القيامة.
ذكر ذلك أبو توبة عن معاوية بن سلام قال: أخبرني زيد بن سلام أنه سمع أبا سلام أن عبادة بن أوفى أخبره.
ومنهم:
عامر بن زيد البكالي

حدثني أبو توبة قال: حدثنا معاوية بن سلام عن زيد بن سلام أنه سمع أبا سلام قال: <198> حدثني عامر بن زيد البكالي إنه سمع عتبة عبد السلمي يقول: جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: ما حوضك الذي تحدث عنه ؟ قال: هو كما بين البيضاء إلى بصرى، ثم يمدني الله عز وجل فيه بكراع فلا يدري بشر ممن خلق أين طرفاه. قال: فكبر عمر بن الخطاب. فقال: أما الحوض فيزدحم عليه فقراء المهاجرين الذين يقتلون في سبيل الله، ويموتون في سبيل الله عز وجل، وأرجو أن يوردني الله عز وجل الكراع فأشرب منه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن ربي عز وجل وعدني أن يدخل الجنة أمتي سبعين ألفاً بغير حساب، ثم يشفع كل ألف بسبعين ألف، ثم يحثي لي بكفيه ثلاث حثيات، وكبر عمر فقال: إن السبعين الألف الأولين يشفعهم الله عز وجل في آبائهم وأبنائهم وعشائرهم، وأرجو أن يجعلني الله عز وجل في أحد الحثيات الأواخر. وقال الأعرابي: يا رسول الله أفيها فاكهة ؟ قال: نعم إن فيها شجرة تدعى طوبا هي تطابق الفردوس. قال: أي شجر أرضنا تشبه ؟ قال: ليس شبه شيء من شجر أرضكم، ولكن أتيت الشام ؟ فقال: لا يا رسول الله. قال: فأنها تشبه شجرة بالشام تدعى جوز تنبت على ساق واحد وينتشر أعلاها. قال: ما عظم أصلها ؟ قال: لو ارتحلت جدعة من ابل أهلك ما أحطت بأصلها حتى ينكسر ترقواها هرماً. قال: فيها عنب ؟ قال: نعم. قال: وما عظم العنقود فيها ؟ قل: مسيرة شهر للغراب لا يقع ولا يني ولا يقر. قال: ما عظم الجنة منها ؟ قال: هل ذبح أبوكم تيساً من غنمه قط عظيماً ؟ قال: نعم، فسلخ أهابها فأعطاها أمك فقال ادبغي لنا هذه، ثم أخري لنا منه، ولو انزوى منها شيئاً ؟ قال: نعم. قال: فإن تلك تسعني وأهل بيتي ؟ قال: نعم وعامة عشيرتك.
ومنهم:
أبو المثنى المليكي
حدثنا هشام بن عمار وعبد الرحمن بن إبراهيم وعبد الله بن يوسف قالوا: حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثني صفوان بن عمرو.
وحدثنا ابن عثمان قال: أخبرنا عبد الله قال: حدثنا صفوان بن عمرو أن أبا المثنى المليكي حدثه أنه سمع عتبة بن عبد السلمي - وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - يحدث بأن <199> رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: القتلى ثلاثة رجال؛ رجل مؤمن جاهد بنفسه وماله في سبيل الله عز وجل حتى لقي العدو وقاتلهم حتى يقتل ذلك الشهيد الممتحن في خيمة الله عز وجل تحت عرشه لا يفضله النبيون إلا بدرجة النبوة، ورجل مؤمن قذف على نفسه من الذنوب والخطايا جاهد بنفسه وماله في سبيل الله حتى إذا لقي العدو وقاتل حتى يقتل ذلك الممتحن في خيمة الله عز وجل تحت عرشه لا يفضله النبيون إلا بدرجة النبوة، ورجل فيه مصمصة تحت ذنوبه وخطاياه إن السيف محا الخطايا وأدخل من أي أبواب الجنة شاء فأن لها ثمانية أبواب، ولجهنم سبعة أبواب وبعضها أبغض من بعض، ورجل منافق جاهد في سبيل الله عز وجل بنفسه وماله حتى إذا لقي العدو وقاتل حتى يقتل إن السيف لا يمحق النفاق.
ومنهم:
شرحبيل بن شفعة
حدثنا هشام بن عمار وعبد الرحمن بن إبراهيم وصفوان بن صالح قالوا: حدثنا الوليد قال: حدثنا حريز بن عثمان عن شرحبيل بن شفعة قال: سمعت عتبة بن عبد السلمي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من عبد يموت له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحدث إلا تلقوه من أبواب الجنة الثمانية من أيها شاء دخل.
ومنهم:
عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي
وعبد الله بن بسر
حدثنا حيوة بن شريح قال: حدثنا بقية بن الوليد عن صفوان بن عمرو قال: حدثني عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي وعبد الله بن بسر عن عتبة بن عبد الله الثمالي قال: قال <200> رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أقسمت لبررت لا يدخل الجنة قبل سابق أمتي إلا بضع عشرة رجلاً منهم إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط اثني عشر وموسى وعيسى بن مريم بنت عمران.
ومنهم:
عبد الرحمن بن عمرو السلمي

حدثنا أبو عاصم عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن عبد الرحمن ابن عمرو السلمي عن العرباض بن سارية قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أقبل علينا بوجهه فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت لها القلوب - أو كما قال - فقال قائل: يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا. قال: أوصيكم بتقوى الله عز وجل والسمع والطاعة وإن كان عبداً حبشياً، فأنه من يعش منكم سيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فأن كل بدعة ضلالة.
وحجر بن حجر الكلاعي
روى الوليد بن مسلم عن ثور عن خالد بن معدان عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي وحجر بن حجر الكلاعي قالا: حدثنا عرباض فذكر الحديث.
ومنهم:
يحيى بن أبي المطاع
سمع عرباض يذكر هذا الحديث.
<201> ومنهم:
أبو رهم السمعي
حدثنا أبو صالح قال: حدثني معاوية بن صالح عن الحارث ابن زياد عن أبي رهم إنه سمع العرباض بن سارية صاحب النبي صلى الله عليه وسلم يقول: دعانا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السحور في رمضان فقال: هلموا إلى الغداء المبارك. فسمعته يقول: اللهم علم معاوية الكتاب والحساب وقه العذاب.
ومنهم:
عبد الأعلى بن هلال السلمي
حدثنا أبو صالح قال: حدثني معاوية بن صالح عن سعيد بن سويد عن عبد الأعلى بن هلال السلمي عن عرباض بن سارية صاحب النبي صلى الله عليه وسلم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إني عبد الله، وخاتم النبيين، وإن آدم لمنجدل في طينه، وسأخبركم عن ذلك: دعوة أبي إبراهيم، وبشارة عيسى بي، ورؤيا أمي التي رأت، وكذلك أمهات النبيين يرين، وإن أم رسول الله صلى الله عليه وسلم رأت حين وضعته نوراً أضاءت منه قصور الشام.
ومنهم:
سعيد بن هانيء
حدثني معاوية بن صالح عن سعيد بن هانيء عن العرباض بن سارية السلمي: بعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم بكراً فجئت أتقاضاه فقلت: يا رسول الله أقضني ثمن بكري. فقضاني فأحسن قضائي. ثم جاءه أعرابي فقال: يا رسول الله أقضني ثمن بكري. فقضاه نعيراً مسبباً. فقال: يا رسول الله هذا أفضل من بكري. فقال: هو لك إن خير القوم خيرهم قضاءً.
حدثني عبد العزيز وأبو الطاهر عن ابن وهب عن معاوية قال: قلت: أقضني ثمن بكري. قال: نعم. لا أقضيكما إلا بحسنة فقضائي فأحسن قضائي.
ومنهم:
<202> ابن أبي بلال
حدثني حيوة بن شريح وأبو عتبة الحسن بن علي السكوني والوليد ابن عتبة قالوا: حدثنا بقية عن بحير بن سعيد عن خالد بن معدان عن ابن أبي بلال عن العرباض بن سارية إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يختصم الشهداء والمتوفون على فرشهم إلى ربنا عز وجل والذين يتوفون من الطاعون. فيقول الشهداء: اخواننا قتلوا كما قتلنا. ويقول المتوفون على فرشهم: ماتوا كما متنا. فيقول ربنا: انظروا إلى جراحهم فأن أشبهت جراح المقتولين فإنهم منهم ومعهم، وإذا جراحهم قد أشبهت جراحهم.
زاد الحسن قال: فيلحقون بهم.
حدثنا الوليد بن عتبة وإبراهيم بن العلاء وعمرو بن عثمان وابن المصفى قالوا: حدثنا بقية بن الوليد قال: حدثني بحير بن سعيد عن خالد بن معدان عن ابن أبي بلال عن عرباض بن سارية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ المسبحات قبل أن يرقد ويقول: إن فيه آية أفضل من ألف آية.
ومنهم:
عبد الرحمن بن ميسرة
روى العرباض سمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: المتحابين بجلال الله عز وجل في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي.
ومنهم:
كثير بن مرة
وعمرو بن الأسود
حدثنا أبو عتبة علي بن الحسن الحمصي في سوق البز - وكان كخير الرجال - قال: حدثني أبو مطيع معاوية بن يحيى الأطرابلسي عن بحير بن سعيد عن خالد بن معدان عن <203> جبير بن نفير وكثير بن مرة وعمرو بن الأسود عن العرباض بن سارية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل عمل ينقطع عن صاحبه إذا مات إلا المرابط في سبيل الله عز وجل فأنه ينمي عمله ويجرى عليه رزقه إلى يوم الحساب.
ومنهم:
حبيب بن عبيد

حدثنا محمد بن خالد بن العباس بن زمل السكسكي قال: حدثني بقية بن الوليد قال: حدثنا أبو بكر بن أبي مريم عن حبيب بن عبيد عن عرباض بن سارية السلمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله عز وجل: إذا قبضت من عبدي كريمته وهو بها ضنين لم أرض له ثواباً دون الجنة إذا حمدني عليها.
ومنهم:
سويد بن جبلة
حدثنا إسحق بن إبراهيم بن العلاء بن رزيق قال: حدثني عمرو ابن الحارث بن الضحاك قال: حدثني عبد الله بن سالم عن الزبيدي قال: حدثني عبد الرحمن بن أبي عوف أن سويد بن جبلة حدثهم أن عرباض بن سارية حدثهم يرده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه قال: إذا سألتم فسلوا الله عز وجل الفردوس فإنها سر الجنة، يقول الرجل منكم لراعيه: عليك بسر الوادي فأنه أعشبه وأمرعه.
ومنهم:
يحيى بن عتبة بن عبد
عبد الرحمن بن إبراهيم وسليمان قالا: حدثنا محمد بن شعيب قال: حدثنا محمد بن القاسم الطائي قال: سمعت يحيى بن عتبة بن عبد السلمي يحدث عن أبيه قال: إني في أناس يريدون أن يغيروا. قال: فلما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاني وأنا غلام حدث فقال: ما إسمك ؟ قلت: عتلة بن عبد. قال: بل إنه عتبة بن عبد. قال: أرني سيفك. فسله فنظر إليه، فلما رأى فيه رقة وضعفاً قال: لا تضربن بهذا ولكن أطعن به طعناً.
<204> ومنهم:
عبد الله بن ناسح الحضرمي
حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم وسليمان قالا: ثنا ابن شعيب قال: حدثنا الحسن بن أيوب الحضرمي عن عبد الله بن ناسح عن عتبة بن عبد السلمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: قوموا فقاتلوا. فرمى رجل بسهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أوجب هذا. قال: نعم ولا نقول كما قال بنو إسرائيل لموسى عليه السلام اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون.
ومنهم:
لقمان بن عامر
حدثنا سعيد بن منصور وآدم وإبراهيم بن العلاء قالوا: حدثنا إسماعيل بن عياش عن عقيل بن مدرك عن لقمان بن عامر عن عتبة بن عبد السلمي قال: استكسيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فكساني خيشتين فلقدر رأيتني ألبسها وأنا أكسى أصحابي.
ومنهم:
عمرو بن قيس الكندي
حدثنا أبو صالح قال: حدثنا معاوية بن صالح عن عمرو بن قيس الكندي عن عبد الله بن بسر قال: جاء أعرابيان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألانه فقال أحدهما: يا رسول الله إن شرائع <205> الاسلام قد كثرت عني فأخبرني بأمر أتشبث به. قال: لا يزال لسانك رطباً بذكر الله عز وجل.
ومنهم:
محمد بن عبد الرحمن بن عرق اليحصبي
حدثنا آدم قال: ثنا بقية بن الوليد قال: ثنا محمد بن عبد الرحمن اليحصبي قال: سمعت عبد الله بن بسر يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى باب قوم مشى مع الجدار ولم يستقبل الباب، ولكن يقوم يميناً وشمالاً فيستأذن، فأن اذن له وإلا رجع، وذلك إن القوم لم يكن لأبوابهم ستور.
وسمعت عبد الله بن بسر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سددوا وأبشروا فأن الله عز وجل ليس إلى عذابكم بسريع وسيأتي قوم لا حجة لهم.
وسمعت عبد الله بن بسر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: طوبى لمن رآني، وطوبى لمن آمن بي ولم يرني، وطوبى له وحسن مآب.
حدثنا عمرو بن عثمان بن كثير بن دينار قال: حدثني أبي قال: ثنا محمد بن عبد الرحمن قال: حدثنا عبد الله بن بسر قال: أهديت للنبي صلى الله عليه وسلم شاة. فقال لأهله: اطبخوا هذه الشاة وانظروا إلى هذا الدقيق فأخبزوه واطبخوه واثردوا عليه، وكانت للنبي صلى الله عليه وسلم قصعة يقال لها الفراء، والفراء يحملها أربعة رجال، فلما أصبح وسجد الضحى أتي بتلك القصعة، والتقوا عليها، فلما كثر الناس جثا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أعرابي: ما هذه الجلسة ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل جعلني عبداً كريماً ولم يجعلني جباراً عنيداً، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلوا من جوانبه، وذروا ذروتها يبارك فيها. ثم قال: كلوا فوالذي نفسي بيده لتفتحن عليكم أرض فارس والروم حتى يكثر الطعام فلا يذكر عليه اسم الله عز وجل.
ومنهم:
الأزهر بن عبد الله الحرازي

حدثنا عمرو بن عثمان قال: حدثنا بقية عن صفوان قال: حدثني الأزهر بن عبد الله <206> الحرازي عن عبد الله بن بسر المازني قال: قالت أمي لأبي: لو صنعنا طعاماً لرسول الله صلى عليه وسلم فدعوته. قال: ففعلنا ثريده بسمن، ثم جاء رسول اله صلى الله عليه وسلم فدخل البيت، فوضعت له أمي قطيفة لنا وجمعتها له ليكون أوثر لها، فقعد عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فوضعناها له فقال: كلوا بسم الله وأشار إلى ذروتها بأصابعه الثلاث. فلما فرغ قلنا: ادع الله عز وجل لنا يا رسول الله. فقال: اللهم ارحمهم واغفر لهم وبارك لهم في رزقهم.
ومنهم:
محمد بن زياد الألهاني
حدثنا عبد الله بن يوسف قال: حدثنا عبد الله بن سالم قال: حدثنا محمد بن زياد عن أبي أمامة الباهلي واسمه صدي بن عجلان إنه قال: ورأى سكةً وشيئاً من آلة الحارث - سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تدخل هذه بيت قوم إلا أدخله الله عز وجل الذل.
حدثنا محمد بن مصفى بن بهلول قال: حدثنا بقية قال: حدثنا محمد بن زياد أنه أدرك رجالاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ورجالاً من أصحاب معاذ بن جبل ممن أسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي. وأكل الدم في الجاهلية. فممن أدرك من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم المقدام بن معدي كرب وأبا أمامة الباهلي وعبد الله بن بسر المازني. وأما أصحاب معاذ فأبو عنبة الخولاني وأبو صالح الأنصاري.
حدثنا بقية قال: ثنا محمد بن زياد قال: أدركت السلف وإن القوم ليكونون في المنزل الواحد بأهليهم. قال: فربما نزل على بعضهم الضيف وقدر بعضهم على النار فيأخذها صاحب الضيف لضيفه، فتفتقد القدر فيقول صاحبها: من أخذ القدر ؟ فيقول صاحب الضيف: نحن أخذناها لضيفنا. قال: فيقول صاحب القدر: بارك الله لكم فيها، أو كلمة نحو هذا. قال: والخبز إذا خبزوا مثل ذلك ويستحسنون فيما بينهم. وليس بينهم إلا جدار القصب.
قال بقية: لقد أدركت أنا ذلك لمحمد بن زياد وأصحابه.
وحدثنا بقية قال: حدثنا محمد بن زياد قال: قعد وقاص بن ربيعة ورجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قد سماه - قال بقية: فتركت أن اسميه لأنه غيبة - قال: فذكرنا النساء قال وقاص ابن ربيعة: إن امرأتي لمن أجمل النساء وإني لأمكث الشهر والشهرين والثلاث لا أقربها ولئن <207> أكون في بيت مع أحد يهارني وأُهاره أحب إلي من أن يكون مكانه امرأة شابة ليس بيني وبينها محرم. قال صاحب النبي صلى الله عليه وسلم: لكني لا أقول ذلك. قال: فابتلي بيتيمة كانت في حجره ثم تزوجها بعد ذلك.
ومنهم:
أبو حي المؤذن
حدثنا محمد بن مصفى قال: حدثنا بقية قال: حدثنا حبيب بن صالح - وهو حسن الحديث - عن يزيد بن شريح - وهو من صالحي أهل الشام حضرمي - عن أبي حي المؤذن عن ثوبان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه قال: لا يحل لأمرئ من المسلمين أن ينظر في جوف بيت امرئ حتى يستأذنه، فأن ينظر فقد دخل، ولا يؤم قوماً فيخص نفسه بدعوة دونهم فأن فعل فقد خانهم، ولا يقوم إلى الصلاة وهو حقن حتى يتخفف.
ومنهم:
عياش بن مؤنس
حدثنا حيوة بن شريح ومحمد بن المصفى قالا حدثنا بقية قال: ثنا حبيب بن صالح قال: حدثني عياش بن مؤنس عن شداد بن شرحبيل الأنصاري قال: مهما نسيت من شيء فلم أنس أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قائماً يصلي ويده اليمنى على اليسرى قابضاً عليها.
ومنهم:
وقاص بن ربيعة
حدثنا محمد بن مصفى قال: حدثنا بقية قال: حدثنا ابن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن وقاص بن ربيعة إن المستورد حدثه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أكل برجل مسلم <208> أكلةً فأن الله عز وجل يطعمه مثلها من جهنم، ومن كسي برجل مسلم ثوباً فإن الله عز وجل يكسوه مثله من جهنم، ومن قام برجل مسلم مقام سمعة أو رياء فإن الله عز وجل يقوم به مقام سمعة ورياء يوم القيامة.
ومنهم:
عبد الرحمن بن قتادة النصري

حدثنا حيوة بن شريح وابن المصفى قالا: حدثنا بقية قال: حدثني الزبيدي قال: حدثني راشد بن سعد عن عبد الرحمن بن قتادة النصري عن هشام بن حكيم إن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أننبذ الأعمال أنه قد قضي القضاء ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل آخذ ذرية آدم من ظهورهم ثم أشهدهم على أنفسهم ثم أفاض بهم من كفه فقال هؤلاء في الجنة وهؤلاء في النار فأهل الجنة ميسرون لعمل أهل الجنة، وأهل النار ميسرون لعمل أهل النار.
ومنهم:
يحيى بن المقدام
حدثنا محمد بن المصفى قال: ثنا بقية قال: حدثني ثور بن يزيد عن صالح بن يحيى بن المقدام عن أبيه عن جده عن خالد بن الوليد قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لحوم الخيل والبغال والحمير وكل ذي ناب من السباع.
ومنهم:
حبيب بن عبد الله بن أبي كبشة الأنماري
حدثنا حيوة بن شريح ومحمد بن عبد العزيز ومحمد بن المصفى قالوا: حدثنا بقية قال: حدثني أبو سفيان الأنماري عن حبيب بن عبد الله ابن أبي كبشة عن أبيه عن جده قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه النظر إلى الأترج ويعجبه النظر إلى الحمام الأحمر.
ومنهم:
<209> يزيد بن مرثد
حدثني سليمان بن عبد الرحمن قال: حدثنا يحيى بن حمزة قال: حدثني الوضين بن عطاء عن يزيد بن مرثد عن أبي ذر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من أحسن فيما بقي غفر له ما مضى، ومن أساء فيما بقي أخذ بما بقي وما مضى.
ومنهم:
أسامة بن سلمان العنسي
حدثنا عبد الحميد بن بكار السلمي البيروتي وصفوان بن صالح قالا: حدثنا الوليد قال: أخبرنا ابن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن أسامة بن سلمان العنسي قال: حدثنا أبو ذر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه قال: إن الله عز وجل ليغفر للعبد ما لم يقع الحجاب. قالوا: يا رسول الله وما وقوع الحجاب ؟ قال: أن تموت وهي مشركة.
ومنهم:
معدي كرب
حدثنا مهدي بن جعفر ومحمد بن أبي أسامة الحلبي وأبو عمير ابن النحاس قالوا: ثنا ضمرة عن ابن شوذب عن مطر عن شهر ابن حوشب عن معدي كرب عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أخوف ما أخاف عليكم ثلاثاً؛ رجل قرأ القرآن حتى رئيت عليه بهجته وكان ردءاً للايمان، أعاره الله عز وجل إياه ما شاء الله، اخترط سيفه، ورمى جاره بالشرك فضربه. قالوا: يا رسول الله فأيهما أولى بالشرك الرامي أو المرمي ؟ قال: الرامي. وخليفة مثلكم آتاه الله عز وجل سلطاناً فقال: من أطاعني فقد أطاع الله عز وجل، ومن عصاني فقد عصى الله عز وجل، وكذب ليس لمخلوق أن يكون حقه إلا دون الخالق، ورجل استخفته الأحاديث فلما فرغ من أحدوثة وصلها بأطول منها، أن يدرك الدجال يتبعه.
ومنهم:
قيس بن الحارث المذحجي
حدثنا صفوان قال: حدثني الوليد قال: أخبرني عيسى بن موسى وغيره قالوا: حدثنا إسماعيل بن عبيد الله إن قيس بن الحارث المذحجي حدثه إنه دخل هو والصنابحي فقال <210> حين نظر إلى الصنابحي: من سره أن ينظر إلى رجل كأنما صعد إلى السماء فهو يعمل ما يرى فلينظر إلى هذا.
ومنهم:
الحارث بن معاوية الكندي
حدثني منصور عن أبي يزيد غيلان مولى كنانة عن أبي سلام الحبشي عن المقدام بن معدي كرب عن الحارث بن معاوية قال: حدثنا عبادة بن الصامت وعنده أبو الدرداء إن نبي الله صلى الله عليه وسلم إلى بعير من المقاسم، فلما فرغ من صلاته أخذ منه قردةً بين اصبعيه - وهي وبرة - فقال: ألا أن هذا من غنائمكم وليس لي منه إلا الخمس، والخمس مردود عليكم، فأدوا الخيط والمخيط، وأصغر من ذلك وأكبر، فأن الغلول عار على أهله في الدنيا والآخرة، وجاهدوا الناس في الله عز وجل القريب منهم والبعيد، ولا تأخذكم في الله عز وجل لومة لائم، وأقيموا حدود الله عز وجل في السفر والحضر، وعليكم بالجهاد فإنه باب من أبواب الجنة عظيم، ينجي الله عز وجل به من الهم والغم.
حدثني صفوان قال: حدثنا الوليد قال: حدثني أبو محمد عيسى بن موسى عن إسماعيل بن عبيد الله عن قيس بن الحارث المذحجي إنه سمع عبادة بن الصامت يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: إني أحدثكم بحديث فليحدث الحاضر منكم الغائب.
ومنهم:
يعلى بن شداد بن أوس

حدثني يوسف بن مخلد الصفار الكوفي قال: حدثنا أبو أسامة عن أبي سنان عيسى بن سنان عن يعلى بن شداد عن عبادة بن الصامت قال: صلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين إلى جنب بعير من المقاسم، ثم تناول سنام البعير فأخذ منه قردة فجعلها بين اصبعيه فقال: أيها الناس إن هذا من غنائمكم أدوا الخيط والمخيط وما دون ذلك وما فوق ذلك، فأن الغلول عار يوم القيامة ونار وشنار.
<211> ومنهم:
أبو أمية الشعباني
وكان جاهلياً.
حدثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي قال: ثنا مطر بن العلاء الفزاري قال: حدثنا عبد الملك بن يسار الثقفي قال: حدثني أبو أمية الشعباني - وكان جاهلياً - قال: حدثني معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثون خلافة نبوة، وثلاثون نبوة وملك، وثلاثون ملك وتجبر، وما وراء ذلك فلا خير فيه.
الصنابحي
حدثنا عبد الله بن عثمان قال: حدثنا عبد الله قال: أخبرنا ابن عون عن رجاء بن حيوة عن محمود بن الربيع قال: كنا عند عبادة بن الصامت واشتكى فأقبل الصنابحي فقال عبادة: من سره أن ينظر إلى رجل كأنما رقي به فوق سبع سماوات فعمل بما عمل على ما رأى فلينظر إلى هذا. فلما انتهى الصنابحي قال عبادة: لئن استشهدت لأشهدن لك، ولئن شفعت لأشفعن لك، ولئن استطعت لأنفعنك.
حدثنا أبو صالح قال: حدثنا الليث قال: حدثني محمد بن عجلان عن محمد بن يحيى بن حبان عن أبي محيريز عن الصنابحي إنه قال: دخلت على عبادة بن الصامت وهو في الموت فبكيت، فقال: مهلاً لم تبكي فوالله لئن استشهدت لأشهدن لك، ولئن شفعت لأشفعن لك، ولئن استطعت لأنفعنك.
حدثني إبراهيم بن عبد الله بن العلاء بن زبر حدثنا أبي عبد الله ابن العلاء بن زبر عن الزهري قال: العلماء أربعة؛ سعيد بن المسيب بالمدينة، وعامر الشعبي بالكوفة، والحسن بن أبي الحسن بالبصرة، ومكحول بالشام.
حدثنا سعيد بن أسد قال: ثنا ضمرة عن برا قال: قال مكحول: ما علمت بعد أن سئلت أكثر مما علمت قبل أن أُسأل.
حدثنا ابن نمير حدثنا أبي عن ابن إسحق عن يزيد بن أبي حبيب عن مرثد بن <212> عبد الله اليزني عن عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي قال: ما فاتني النبي صلى الله عليه وسلم إلا بخمس ليال، توفي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا بالجحفة، فقدمت على أصحابه وهم متوافرون، فسألت بلال عن ليلة القدر فقال: ليلة ثلاث وعشرين لم يقم.
حدثني سعيد بن أسد حدثنا ضمرة عن رجاء عن عبد الحميد الدمشقي قال: كان أبو عبد الله الصنابحي يحدث الواحد والاثنين فإذا نظر إلى الثالث قال: لا سبيل إلى الحديث سائر اليوم.
حدثنا هشام بن عمار حدثنا عبد الملك بن محمد قال: سمعت الأوزاعي يقول: كانت الخلفاء بالشام فإذا كانت بلية سألوا عنها علماء أهل الشام وأهل المدينة، وكانت أحاديث أهل العراق لا تجاوز جدار بيوتهم، فمتى كان علماء أهل الشام يحملون عن خوارج أهل العراق ! حدثنا عبد الله بن مسلمة قال: حدثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن الصنابحي إنه قيل له: متى هاجرت ؟ قال: متوفى النبي صلى الله عليه وسلم، لقيني رجل عند الجحفة، فقلت: الخبر يا عبد الله ؟ فقال: أي والله لخبر طويل أو جليل دفنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أول من أمس.
عبد الله بن محيريز
حدثنا محمد بن أبي أسامة الحلبي قال: حدثنا ضمرة عن بشير ابن صالح قال: دخل ابن محيريز حانوتاً بدابق وهو يريد أن يشتري نوباً. فقال رجل لصاحب الحانوت: هذا ابن محيريز فأحسن بيعه. فغضب ابن محيريز وخرج وقال: إنما نشتري بأموالنا لسنا نشتري بديننا.
حدثنا محمد بن أبي أسامة قال: حدثنا مبشر عن سلم بن العلاء قال: رأيت ابن محيريز واقفاً بدابق، قال: فسمع رجلاً يساوم رجلاً وهو يقول لا والله وبلى والله. فقال: يا هذا لا يكونن الله أهون بضاعتك عليك.
حدثني سعيد بن أسد قال: حدثنا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة عن مقبل بن عبد الله الكناني قال: ما رأيت أحداً من الناس أحرى من أن يشين من نفسه خيراً من ابن محيريز، ولا <213> أقول بحق إذا رآه من ابن محيريز، ولقد رأى على خالد بن يزيد بن معاوية جبة خز وهو ببيت المقدس، فقال له: أتلبس الخز ؟ فقال: إنما لبستها لهؤلاء. وأشار إلى عبد الملك. فغضب ابن محيريز وقال: ما ينبغي أن يعدل خوفك من الله خوفك من أحد من الناس.

حدثني سعيد حدثني ضمرة عن رجاء عن الوليد بن هشام قال: ولاني الوليد بن عبد الملك الصائفة. فقلت لابن محيريز: قد ترى الذي ابتليت به ولا غنىً بي عن رأيك، فأن كان لا بد قليلاً.
حدثني سعيد ثنا ضمرة عن رجاء والسيباني قالا: لبس ابن محيريز ثوبين من نسج أهله. قال: فلقيه خالد بن دريك عند الميضأة، فقال له خالد: إني أكره أن يزهدك الناس أو يبخلوك. قال: أعوذ بالله أن أزكي نفسي أو أزكي أحداً أخرج إلى السوق فاشتر لي ثوبين أبيضين. قال: فخرجت فاشتريت له ثوبين أبيضين مصريين. قال: فاتخذ أحدهما قميصاً والآخر رداءً.
حدثني سعيد حدثنا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة عن رجاء ابن حيوة: أتانا نعي ابن عمر ونحن في مجلس ابن محيريز فقال ابن محيريز: والله إن كنت لأعد بقاء ابن عمر أماناً لأهل الأرض فقال رجاء بن حيوة بعد نعت ابن محيريز: وأنا والله لقد كنت أعد بقاء ابن محيريز أماناً لأهل الأرض.
حدثنا سعيد حدثنا ضمرة عن رجاء قال: كان ابن محيريز يجيء بالكتاب إلى عبد الملك فيه النصيحة، فيقربه إياه ثم لا يقره في يده.
حدثني سعيد قال: حدثنا ضمرة عن رجاء قال: قال عبد الملك بن مروان لابن محيريز: ما بال الحجاج كتب يشكوك ؟ قال: لقد ذكرت فيه قولاً ما أحب أني لم أقله.
قال رجاء: وقال عبد الملك يوماً وابن محيريز جالس يسأله أهل العراق عزل الحجاج. فقال ابن محيريز: ما سألوه إلا يسيراً.
حدثني سعيد قال: ثنا ضمرة عن رجاء عن عبد الله بن عوف القارئ قال: لقد رأيتنا <214> برودس ما في الجيش أحد أكثر صلاة من ابن محيريز - يعني في العلانية - ورجل مقطوع من أهل مكة.
قال: ثم رأيت ابن محيريز قد قصر عن ذلك حين شهر وعرف.
حدثنا سعيد قال: حدثنا ضمرة عن رجاء قال: كانت لابن محيريز حاجة إلى يزيد بن أبي يزيد الأنصاري، فقيل له: تلقاه بعد العشاء في المسجد. قال: إني أكره أن يرى أني ممن أشهد العشاء في المسجد.
حدثني سعيد قال: حدثنا ضمرة عن علي بن أبي حملة قال: لم يكن أحد بالشام يستطيع أن يعيب الحجاج بملامة إلا ابن محيريز وأبو الأبيض العنسي. فقال الوليد بن عبد الملك لأبي الأبيض: ما للحجاج كتب يشكوك لتنتهين أو لأبعثنك إليه.
حدثني سعيد عن ضمرة عن السيباني قال: كان ابن الديلمي أنصر الناس لاخوانه. قال: فذكر ابن محيريز في مجلسه، فقال رجل: كان بخيلاً. قال: فغضب ابن الديلمي. قال: كان جواداً حيث يحب الله بخيلاً حيث تحبون.
حدثنا محمد بن يزيد الكوفي قال: حدثنا ضمرة حدثنا عباد بن عباد عن يحيى بن أبي عمرو السيباني قال: قال ابن محيريز: إني أحدثكم فلا تقولوا حدثنا ابن محيريز فأني أخشى أن يصرعني ذلك يوم القيامة مصرعاً يسوءني.
رجاء بن حيوة
حدثني سعدي بن أسد حدثنا ضمرة عن رجاء عن ابن عون قال: ما لقيت أكف من ثلاثة؛ رجاء بن حيوة بالشام، والقاسم بن محمد بالحجاز وابن سيرين بالعراق. يقول: لم يجاوزا ما علموا أو لم يتكلفوا أن يقولوا برأيهم.
حدثنا أبو سعيد الأصمعي قال: سمعت ابن عون يقول: أدركت ستة، منهم ثلاثة يشددون في الحروف، وثلاثة يرخصون في المعاني، وكان من أصحاب الحروف القاسم بن محمد ورجاء بن حيوة ومحمد بن سيرين، وكان من أصحاب المعاني الحسن والشعبي والنخعي.
<215> حدثنا سعيد بن أسد حدثنا ضمرة عن رجاء قال: قال مكحول: ما زلت مشتغلاً عن معاني حتى أعانهم علي رجاء بن حيوة، وذلك إنه دخل الشام في أنفسهم، وكان رجاء قدم الكوفة مع بشر بن مروان فسمع منه أبو إسحق الهمداني وقتادة في هذه القدمة.
حدثني سعيد ثنا ضمرة عن رجاء، وحدثني عاصم بن رجاء بن حيوة قال: جاء مكحول إلى أبي يشتكي فقال: يا أبا المقدام أنهم يريدون دمي. قال: وقد حذرتك القرشيين ومجالستهم ولكنهم آذوك وخونوك وحدثتهم بأحاديث، فلما أفشوها عليك كرهتها، قال: زاد علي إذ راح فجاءه أولئك الذين كانوا يعيبون مكحولاً فذكروه فقال أبي: دعوا عليكم مكحولاً فقد كنتم حديثاً وأنتم تحسنون ذكره. قال: فكفوا.

حدثني سعيد حدثنا ضمرة عن رجاء قال: حدثني المعلى ابن رؤبة التميمي قال: كانت لي حاجة إلى رجاء بن حيوة، وكان عند سليمان، فلقيته في الطريق فقال: ولى أمير المؤمنين اليوم عبد الله ابن موهب القضاء، ولو خيرت بين أن أحمل إلى حفرتي وبين ما ولي ابن موهب لأخترت أن أحمل إلى حفرتي. قال: قلت له: إن الناس يزعمون إنك الذي أشرت به. قال: صدقوا إني إنما نظرت للعامة ولم أنظر له.
حدثني سعيد حدثنا ضمرة عن رجاء عن إبراهيم بن يزيد النصري قال: قدمت على عمر بن عبد العزيز بحلل بعث بها صاحب اليمن عروة ابن محمد، فعزل منها حلة وقال: هذه لخليلي رجاء بن حيوة.
وبه عن رجاء قال: قدم يزيد بن عبد الملك إلى بيت المقدس فأراد رجاء بن حيوة على أن يصحبه فأبى واستعفى. فقال له عقبة بن وساج: ز الله ينفع بمكانك. قال: إن أولئك الذين تريدون قد ذهبوا. فقال له عقبة: إن هؤلاء قوماً قلما باعدهم رجل بعد مقاربة إلا ركبوه. قال: إني لأرجو أن يكفنيهم الذي أدعهم له.
حدثني سعيد بن أسد قال: حدثنا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة قال: كان يزيد بن عبد الملك يجري على رجاء بن حيوة ثلاثين ديناراً في كل شهر، فلما ولي هشام قال: ما كان هذا برأي، فقطعها عنه، فرأى هشام أباه في المنام يعاتبه في ذلك فأجرى عليه ما كان قطع.
وبه عن رجاء قال: قال عقبة بن وساج لرجاء بن حيوة: لولا خصال فيك كنت أنت <216> الرجل. قال: وما هي ؟ قال: اخوانك يمشون إليك وأنت لا تمشي إليهم، ووسمت في أفخاذ دوابك لرجاء وكانت سمة القبيل نكفيك. قال: أما قولك أن اخواني يمشون إلي وأنا لا أمشي إليهم فربما عجلوني عن صلاتي، وأما قولك وسمت اسمي في أعجاز دوابي وأن سمة القبيل تكفيني فأني لم أكن أرى بأساً أن يكتب الرجل اسمه على فخذ دابته.
وبه عن رجاء قال: نظر رجاء بن حيوة إلى رجل ينعس بعد الصبح فقال: انتبه لا يظن ظان أن ذا عن سهر.
حدثني سعيد بن أسد حدثنا ضمرة عن ابن شوذب عن مطر قال: ما لقيت شامياً أفقه من رجاء بن حيوة إلا أنه إذا حركته وجدته شامياً، وربما جرى الشيء فيقول: فعل عبد الملك بن مروان.
قال مطر: ما نعلم أحداً جازت شهادته وحده إلا رجاء بن حيوة - يعني إنه صدق على عهد عمر بن عبد العزيز وحده - .
حدثنا سعيد ثنا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة عن نعيم بن سلامة قال: ما من رجل من أهل الشام أحب إلي أن أقتدي به من رجاء بن حيوة.
وبه عن رجاء بن أبي سلمة عن إسماعيل بن عبيد الله المخزومي قال: كلمت رجاء بن حيوة وعدي بن عدي في شيء، فكأنهما وجدا في أنفسهما. فقلت لهما: إنه ليس يحسن من رأيكما أن تنزلا رأيكما بمنزلة من لا ينبغي أن يرد عليه في شيء. فقال رجاء بن حيوة: يا أبا عبد الحميد من عدمنا ذاك منه فلا نعدم منك يا أبا عبد الحميد.
حدثنا أبو عمير قال: سمعت كثير بن الوليد يقول: كنت إذا رأيت ابن شوذب ذكرت الملائكة.
حدثنا زيد بن بشر قال: أخبرت ابن وهب قال: سمعت الليث بن سعد يقول: حدثني يحيى بن سعيد أن سليمان بن يسار قال له: لو انزل اخوان من حصن فسكن أحدهما الشام وسكن الآخر العراق، ثم لقيت الشامي لوجدته يذكر الطاعة وأمر الطاعة والجهاد، ولو لقيت الآخر لوجدته يسأل عن الشبه يقول كيف شيء كذا وكذا، وكيف الأمر في كذا وكذا.
حدثني سعيد بن أسد قال حدثنا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة: بلغني أن جزء بن جابر كان قاضياً على فلسطين لم يترك إلا نصف درهم، وكان من البكائين، وكان ابن محيريز يقول: عليكم بجزء بن جابر. يقول: لصلاحه وفضله.
<217> سمعت إن عبد الله بن رزام كان يسير بالمقابر فيقول: يا أهل القبول ارفعوا رؤوسكم فانظروا من ولي للقضاء بعدكم.
وبه عن رجاء قال: مر بي عبد الله بن عوف القارئ فقلت له: يا أبا القاسم من أين جئت ؟ قال جئت من عند ابن موهب بلغه عني شيء جئت أعتذر إليه وأنا أحب العذر فيما بيني وبين صالح اخواني.
وبه عن جابر عن رشدين بن خباب قال: مرض خارجة بن الوليد ابن بجير الأزدي، فدعوت له طبيباً، فنظر إليه فلما خرج منه قال: ما بصاحبك هذا إلا الحزن. فلما عدت، أخبرته إن الطبيب قال لي ما بصاحبك إلا الحزن. قال: صدق إني ذكرت مواقف يوم القيامة ففزع لذلك قلبي.

حدثني سعيد قال: حدثنا ضمرة عن رجاء قال: كان مكحول يقول: ربما أردت أن أدعو على ربيعة بن يزيد - وكان ممن شهد عليه - فاذكر تهجيره إلى المسجد فأكف عنه.
حدثني سعيد قال: ثنا ضمرة عن رجاء قال: سمعت عطاء الخراساني يقول: ما أدركت بفلسطين رجلاً أكمل من نعيم بن سلامة.
وبه عن رجاء قال: قلت لعثمان بن أبي سودة: أتراك غازياً العام ؟ قال: ما أحب أن لا أغزو العام وأن لي مائة ألف دينار.
حدثني عبد الرحمن بن عمرو قال: حدثنا أبو مسهر حدثني سعيد قال: لم يكن عندنا أحسن سمتاً في العبادة من مكحول وربيعة بن يزيد.
حدثني عبد الرحمن بن عمرو قال أبو مسهر: سمعت ربيعة بن يزيد يقول: ما أذن المؤذن لصلاة الظهر منذ أربعين سنة إلا وأنا في المسجد إلا أن أكون مريضاً أو مسافراً.
حدثنا محمد بن المصفى قال: حدثنا يحيى بن سعيد العطار الأنصاري قال: حدثني عثمان بن عطاء بن أبي مسلم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: دخلت على عائشة فقلت: <218> يا أمتاه إن جابر بن عبد الله يقول: الماء من الماء. فقالت: أخطأ، جابر أعلم برسول الله مني، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا جاوز الختان فقد وجب الغسل، أيوجب الرجم ولا يوجب الغسل ! حدثني سعيد قال: حدثنا ضمرة عن رجاء قال: سمعت معن التنوخي يقول: ما رأيت في هذه الأمة زاهداً غير اثنين عمر بن عبد العزيز وإسماعيل ابن عبيد الله المخزومي وكان خالاً لهشام بن عبد الملك. فقال رجاء: كان إسماعيل بن عبيد الله إذا قفل من الصائفة افترش براذعه، وكان هو وأم ولده ودوابه في بيت في ناحية وهو وأم ولده في ناحية. قال: وكان يقول: لو أن هذه الجرار تعجز عن مد يوم أرغب به يعني القرية الطبيخ.
قال ضمرة: وسمعت من يذكر عن إسماعيل بن عبيد الله إنه قدم إلى رجل زبيباً فجعل يأكل ويطرح حبه. فقال له: إن كنت شبعت فأتركه.
وحدثني سعيد قال: حدثنا ضمرة عن رجاء قال: مرض محمد بن هشام بن إسماعيل خال هشام بن عبد الملك بدابق فعاده عطاء الخراساني قال: ما بقي أحد من اخواني إلا وقد عادني إلا ما كان من عثمان بن أبي سودة وكان رفيقاً لعطاء، فلما أنصرف عطاء إلى الرجل قال لعثمان: إن محمداً قال ما بقي أحد من اخواني إلا وقد عادني إلا ما كان من عثمان ابن أبي سودة. قال عثمان: إن ذلك لممش لا يراني الله فيه أبداً.
حدثني سعيد قال: حدثنا ضمرة عن رجاء بن حيوة قال: كان بين رجل وبين عبادة بن نسي منازعة فأسرع إليه الرجل، فلقي رجاء بن حيوة عبادة بن نسي فقال: بلغني أن فلاناً كان منه إليك فأخبرني. قال: لولا أن تكون غيبة مني لأخبرتك بما كان منه.
حدثني سعيد قال: حدثنا ضمرة عن رجاء عن مقبل بن عبد الله الكناني قال: لست أخاف على نفسي أن أتعمد الكذب إنما أخاف على نفسي في تردادي الحديث.
عطاء الخراساني
وحدثنا ضمرة عن إبراهيم بن أبي عبلة قال: كنا نجلس إلى عطاء الخراساني. قال فكان يدعو بعد الصبح بدعوات. قال: فغاب فتكلم رجل من المؤذنين، فأنكر رجاء بن حيوة صوته، فقال له رجاء: من هذا ؟ فقال: أنا يا أبا المقدام فقال: أسكت فأنا نكره أن نسمع الخير إلا من أهله.
<219> حدثنا أبو عمير عيسى بن النحاس الرملي قال: حدثنا ضمرة عن ابن أبي عبلة قال: كنت أجلس لعطاء الخراساني بعد الصبح فيدعو بدعوات، فغاب، فتكلم رجل من المؤذنين، فأنكر رجاء بن حيوة صوته فقال له: من هذا ؟ فقال: أنا يا أبا المقدام. فقال: أسكت فأنا نكره أن نسمع الخير إلا من أهله.
وحدثني أبو سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم قال: حدثنا الوليد حدثنا ابن جابر قال: كنا نغازي مع عطاء الخراساني، فكان يحي الليل من أوله إلى نومة السحر، فكان كثيراً ما إذا ذهب من الليل أكثره - أو قال نصفه - أقبل علينا بوجهه فآذننا ونحن في فسطاطنا: يا عبد الرحمن بن يزيد ويا يزيد بن يزيد ويا هشام بن الغاز ويا فلان ويا فلان قوموا فتوضؤا وصلوا قوموا وصوموا وصلوا، فقيام هذا الليل وصيام هذا النهار أيسر من شراب الصديد ومقطعات الحديد ثم يقبل على صلاته.

حدثني عبيد الله بن سعيد أبو قدامة قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: كنا نغازي عطاء الخراساني وكان يحي الليل، فإذا مضى من الليل نصفه أو ثلثه أقبل علينا ونحن في فسطاطنا، فنادانا يا يزيد ويا عبد الرحمن بن يزيد ويا هشام بن الغاز قوموا فتوضؤا فصلوا، صلاة هذا الليل وصيام هذا النهار أهون من مقطعات الحديد وشراب الصديد، الرجا الرجا ثم النجا النجا، ثم يقبل على صلاته.
يزيد بن مرثد
حدثني عبيد الله بن سعيد: قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال ليزيد بن مرثد: مالي أرى عينيك لا تجف ؟ قال: وما سؤالك عن هذا ؟ قلت: عسى الله أن ينفع به. قال: يا أخي لو لم يتوعدني الله إن أنا عصيته إلا أن يجلسني في حمام لكان حرياً ألا تجف لي عين، فكيف وقد توعدني بنار جهنم ! قال قلت: على كل حال تكون هكذا ؟ قال: وما سؤالك عن هذا ؟ قلت: عسى الله أن ينفع به. قال: إني ربما دنوت من أهلي كما يأتي الرجل أهله فيخطر على قلبي فيحول بيني وبين ما أريد. وربما وضع الطعام <220> فيخطر على قلبي فأبكي فيبكي أهلي لبكائي وصبيان لبكائنا لا يدرون ما الذي أبكاني، وحتى ربما أضجرت امرأتي تقول: يا ويحها ماذا خصت به من بين نساء العالمين بطول الحزن معك في الحياة الدنيا.
عبد الله بن أبي زكرياء
وقال: حدثني سعيد قال: حدثنا ضمرة عن علي بن أبي حملة قال: كنت في مجلس ابن أبي زكريا الدمشقي فذكر مشكان الدمشقي وكان جليساً لأبي الدرداء فقالوا: إنه لرجل صالح من رجل يحب السلطان. فقال: اللهم عذراً ! لقد رأيتنا معه في القوارس في البحر وأشتد علينا، فنقلد مصحفه، ثم جاءني فضرب فخذي فقال: يا ابن أبي زكريا أي شيء تخاف وددت أنها تجلجل بي وبك إلى يوم القيامة.
وقال: حدثني سعيد بن أسد وأبو عمير قالا: ثنا ضمرة عن ابن أبي حملة قال: سمعت عبد الله بن أبي زكريا قال: عالجت الصمت عشرين سنة قبل أن أقدر منه على ما أريد. قال: وكان لا يغتاب في مجلسه أحد ويقول: إن ذكرتم الله أعناكم، وإن ذكرتم الناس تركناكم.
وحدثني علي بن عثمان بن نفيل وعبد الرحمن بن عمرو قالا: حدثنا أبو مسهر حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد قال: دخلت مع ابن أبي زكريا على عمر بن عبد العزيز فأجلس ابن أبي زكريا معه على السرير قال: فجعلت أميل بينهما أيهما أفضل ؟ قال: وأمر لنا بعشرين ديناراً عشرين ديناراً ما فضل ابن أبي زكريا علينا.
وحدثنا عبد الرحمن ابن إبراهيم - قال يعقوب: لا أشك - عن أبي مسهر حدثنا سعيد عن ربيعة قال: لما قفلنا من الغزو وأتينا على طريق تأخذ إلى عمر بن عبد العزيز ونحن مع ابن أبي زكريا. فقال ابن أبي زكريا: إني إن لم أئت عمر في هذا الطريق لا آتيه. وكانت فيه لجاجة، فأتينا عمر فاستأذنا عليه، فأذن لنا، فأجلس ابن أبي زكريا معه. قال ربيعة: فجعلت أميل بينهما أيهما أفضل. قال: وكان معنا ابن ابن أبي زكريا عليه عمامة صففها. قال: فقال عمر: من هذا ؟ فقال له ابن أبي زكريا: هذا عبد الرحمن بن عبد الله ابني. فقال له عمر: كيف تجده ؟ قال: إني لأُنفسه أن يكون خيراً مما هو. قال: فقال عمر: الشباب، وإنما يصلح الله. قال: فأجازنا بعشرين ديناراً عشرين ديناراً ما فضل علينا ابن أبي زكريا.
<221> مالك بن عبد الله الخثعمي
وحدثني سعيد بن أسد قال: حدثنا ضمرة عن علي بن أبي حملة قال: ما ضرب الناقوس قط ببلد - قال: وكانوا يضربون بنصف الليل - إلا وقد جمع مالك - يعني بن عبد الله الخثعمي - ثيابه عليه ودخل مسجد بيته يصلي.
يزيد بن الأسود الجرشي
حدثنا أبو اليمان قال: حدثنا صفوان عن سليم بن عامر الخبائري: أن السماء قحطت، فخرج معاوية بن أبي سفيان وأهل دمشق يستسقون، فلما قعد معاوية على المنبر قال: أين يزيد بن الأسود الجرشي ؟ فناداه الناس، فاقبل يتخطى الناس فأمر معاوية فصعد المنبر فقعد عند رجليه، فقال معاوية: اللهم إنا نستشفع إليك اليوم بخيرنا وأفضلنا، اللهم إنا نستشفع إليك بيزيد بن الأسود الجرشي. يا يزيد ارفع يديك إلى الله، فرع يزيد يديه ورفع الناس أيديهم، فما كان أوشك إن فارت سحابة في الغرب كأنها ترس وهبت لها ريح فسقينا حتى كاد الناس أن لا يبلغوا منازلهم.

وحدثنا سعيد بن أسد حدثنا ضمرة عن علي بن أبي حملة قال: أصاب الناس قحط بدمشق وعلى الناس الضحاك بن قيس الفهري فخرج بالناس يستسقي فقال: أين يزيد بن الأسود الجرشي ؟ فلم يجبه أحد. ثم قال: أين يزيد بن الأسود الجرشي ؟ عزمت عليه إن كان يسمع كلامي إلا قام. فقام عليه برنس واستقبل الناس بوجهه ورفع جانبي برنسه على عاتقيه، ثم رفع يديه ثم قال: أي رب إن عبادك قد تقربوا بي إليك فأسقهم. قال: فانصرف الناس وهم يخوضون الماء. فقال: اللهم إنه قد شهرني فأرحني منه. قال: فما أتت عليه إلا جمعة حتى قتله الضحاك.
علي بن عبد الله بن عباس
وحدثني سعيد حدثنا ضمرة عن علي بن أبي حملة والأوزاعي قالا: كان علي بن عبد الله بن عباس يصلي في كل يوم ألف سجدة.
<222> أبو مسلم الخولاني
وحدثنا عمرو بن عاصم حدثنا سليمان حدثنا حميد قال: قيل لأبي مسلم الخولاني حين كبر: إنك قد كبرت ورققت فلو رفقت بنفسك. قال: إذا أرسلت الحلبة قيل لفرسانها ارفعوا بها وسددوا بها، فإذا دنوتم من الغاية فلا تستبقوا منها شيئاً، فقد رأيت الغاية فدعوني.
وقال: حدثنا حميد قال: قال أبو مسلم الخولاني: ما عملت عملاً أبالي من رآه إلا أن يخلو الرجل بأهله أو يقضي حاجة غائط.
حدثنا الوليد بن عتبة الدمشقي قال: حدثنا أبو مسهر قال: سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول: اسم أبي مسلم الخولاني عبد الله بن ثوب.
قلت لهشام بن عمار: اسم أبي مسلم عبد الله بن ثوب ؟ قال: حقاً ابن ثوب. قلت: كان يقول دارياً. قال: نعم.
قال هشام: قال أبو مسلم: وسمع الناس يقولون سبق فلان سبق فلان. قال فقال: بل سبق أبو مسلم غدوت من داريا بكتب من فتح له باب المسجد. قال: وبين داريا والمسجد أربعة ليال.
حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم عن أبي مسهر سمعته عن سعيد قال: اسمه عبد الله بن ثوب، وقومه يقولون: ابن أيوب.
عبد الرحمن بن عائذ الأزدي
حدثني الوليد بن عتبة حدثنا بقية بن الوليد حدثني سعيد بن عبد الله الأغطش - قد روى عنه إسماعيل بن عياش وهو من رجال الشاميين لا بأس به - عن عبد الرحمن بن عائذ الأزدي عن معاذ بن جبل أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عما يحل للرجل من امرأته وهو حائض، وعن الصلاة في الثوب الواحد وما يوجب الغسل ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يحل لك من الحائض <223> ما فوق الأزار والتعفف عن ذلك أفضل والصلاة في الثوب الواحد توشح به، وإذا جاوز الختان الختان فقد وجب الغسل.
قال وقال الوليد: وحدثنا بقية قال: حدثني ثور بن يزيد قال: كان أهل حمص يأخذون كتب ابن عائذ فما وجدوه فيها من الأحكام عمدوا بها على باب المسجد قناعة بها ورضىً بحديثه.
قال وحدثني أرطأة بن المنذر قال: اقتسم رجال من الجند كتب ابن عائذ ...... بينهم بالميزان لقناعته فيهم.
وحدثني سعيد بن المنذر حدثنا ضمرة عن السيباني قال: لما وقعت الفتنة قال الناس: ننظر إلى هؤلاء النفر فما صنعوا اقتدينا؛ يزيد بن الأسود الجرشي وربيعة بن عمرو الجرشي وابن نمران. قال: فاختلف رأى هؤلاء النفر، فأما يزيد بن الأسود فلحق بالساحل، وأما ربيعة بن عمرو فكان مع الضحاك بن قيس الفهري فقتل، وأما ابن نمران فكان مع مروان فسلم.
حدثني سلمة ثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال: كنت عند الوليد بن عبد الملك فكأنه تناول من عائشة فقلت: يا أمير المؤمنين ألا أحدثك عن رجل من أهل الشام كان قد أُري حكمة. قال: من هو ؟ قلت أبو مسلم الخولاني.
حدثني سعيد ثنا ضمرة عن السيباني قال: قال رجاء بن حيوة لابن نمران: أوصني. قال: وفاعل أنت. قال: نعم. قال: إن استطعت أن لا .... فيما يعطوك فافعل. وذلك في زمن عبد الملك بن مروان.
قلت ليزيد بن عبد ربه الزبيدي حدثكم بقية عن ابن أبي مريم قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى والي حمص: أن انظر إلى القوم الذين نصبوا أنفسهم للفقه وحبسوها في المسجد عن طلب الدنيا فأعط كل رجل منهم مائة دينار، فيستعينون على ما هم عليه من بيت <224> مال المسلمين حين يأتيك كتابي هذا، فأن خير الخير أعجله، والسلام. وكان عمرو بن قيس وأسد بن وداعة ممن أخذها.
حدثني الربيع بن روح الحمصي حدثنا بقية ثنا عثمان - يعني ابن مقسم - قال: كان خالد بن معدان إذا قعد لم يقدر أحد منهم أن يذكر الدنيا عده هيبة.

حدثنا أبو سعيد قال: حدثنا أبو مسهر عن سعيد قال: قال خليد السلامي: ما بقي هؤلاء الثلاثة فلا أبالي الفتنة: - قال: يعني يقتدي بهم - ربيعة بن عمرو الجرشي ويزيد بن الأسود الجرشي وعشور السكسكي، فلما كان يوم راهط اختلف هؤلاء الثلاثة فكان ربيعة زبيرياً، وكان عشور مروانياً وأمسك يزيد وكان أفضلهم.
قال عبد الرحمن: وكان أسد بن وداعة قاضي الجند بحمص.
حدثني عبد الرحمن بن عمرو قال: أخبرني علي بن عياش قال: خلد بن معدان بن أبي كرب يكنى أبا عبد الله.
حدثنا عبد الرحمن قال: حدثنا أبو مسهر حدثنا إسماعيل بن عياش عن أم عبد الله بنت خالد بن معدان وأم الضحاك مولاته قالتا: أدرك خالد بن معدان سبعين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حدثنا حيوة بن شريح حدثنا بقية قال سمعت صفوان قال: ذهبت عين راشد بن سعد يوم صفين.
حدثني حيوة بن شريح حدثنا الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن يزيد عن بسر بن عبيد الله الحضرمي قال: إن كنت لأركب إلى المصر من الأمصار في الحديث لأسمعه.
حدثنا أبو صالح ثنا معاوية بن صالح الحمصي عن أسد بن وداعة وكان أسد قديماً مرضياً.
<225> سمعت أحمد بن صالح - وذكر رجال الشام - فقال: الأوزاعي، وذكر ابن جابر عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وثور بن يزيد ثقة إلا أنه كان يرى القدر، وصفوان بن عمرو السكسكي، وحريز بن عثمان الرحبي، وأبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغساني، وعبد الله بن العلاء بن زبر، وسعيد بن عبد العزيز التنوخي.
سألت أبا سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم قلت له: صفوان في أصحابه يقربه عليه ؟ قال: هو ثقة. قلت: فثور بن يزيد ؟ قال: ثور وحريز كل هؤلاء ثقة، وكان ثور عند الناس أكبرهم. قلت: كان أبو بكر ابن أبي مريم تخلف عن هؤلاء ؟ قال: نعم.
حدثنا محمد بن المصفى قال حدثنا بقية قال: أخذت بيد ابن المبارك فأدخلته على صفوان وأبي بكر، فلما خرج من عندهما قال لي: يا بقية عليك بشيخيك هذين. قال: وإنما تغير أبو بكر بأخرة.
حدثنا أبو سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا سعيد بن عبد العزيز أن أبا أدريس الخولاني عائذ الله ولد في أيام غزوة حنين وهزيمة الله هوازن.
حدثنا أبو يوسف يعقوب بن سفيان الفسوي قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا عبد العزيز بن الوليد بن أبي السائب عن أبيه أنه سمع مكحولاً يقول: ما أدركت مثل أبي أدريس الخولاني.
حدثني علي بن عثمان بن نفيل قال حدثنا أبو مسهر عن سعيد قال: ولد أبو أدريس الخولاني عام حنين وينكر أن يكون سمع من معاذ.
حدثنا محمد بن مصفى قال عن بقية قال: أشهد أني سمعته حديث بحير عن ابن معدان.
حدثنا محمد بن عبد الله قال سمعت بعض أصحابنا يذكر عن بريد بن هارون قال قال حريز بن عثمان: أنا لا أحب من قتل لي جدين.
حدثني أبو بشر بكر بن خلف قال حدثنا معاذ بن معاذ قال حدثنا حريز بن عثمان الرحبي الشامي - قال معاذ: ولا أعلمني رأيت شامياً أفضل منه - وبلغني عن علي بن عياش قال حدثني حريز بن عثمان وسمعته يقول لرجل: ويحك تزعم أني أشتم علي بن أبي طالب، والله ما شتمت علياً قط.
<226> حدثنا عيسى بن محمد قال أخبرنا أزهر عن ابن عون عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم إنه قال: اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك لنا في يمننا. قالوا: وفي نجدنا. قال: اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك لنا في يمننا. فقالوا: وفي نجدنا. قال: فأظنه قال في الثالثة: هنالك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان.
حدثنا أبو عمير قال: سمعت ضمرة عن ابن شوذب قال: لما قدمت فلسطين لقيني رجل فقال: يا أبا عبد الرحمن من أي شيء عيشك ؟ قال: قلت غلمان لي في هذا السوق. قال: فأين أنت عن مفتاح من مفاتيح بيت المال ؟ قال قلت: وكيف لي بذلك ؟ قال: ولو قلت له إن ذلك مكروه قال يا حروري يا خارجي.
قال ابن شوذب: لما قدمت فلسطين فرأيت السيباني وابن أبي عبلة وابن أبي حملة حدثتني نفسي بطول البقاء.
قال ضمرة: وكان هؤلاء أمة على حدة.
حدثنا أبو عمير قال: سمعت كثير بن الوليد يقول: سمع ابن أبي عبلة يقول للسيباني وابن أبي حملة: أنا أكبر منكما.
حدثني أحمد بن الخليل قال: حدثنا حفص بن عمر بن أبي القاسم قال: سمعت أبا زرعة السيباني قال: كنت أغازي الحسن بن أبي الحسن إلى خراسان.

حدثنا أحمد بن الخليل قال: حدثنا كثير بن هشام قال: حدثنا جعفر بن برقان قال حدثنا ميمون بن مهران إن عمر بن عبد العزيز سأله: من مواليك ؟ فقال: كانت أمي مولاة للأزد وكان أبي مكاتباً لبني نصر بن معاوية، فولدت وأبي مكاتب. فقال عمر: مواليك موالي أمك.
قال كثير بن هشام: وكانت ابنة سعيد بن جبير امرأة ميمون.
حدثني سعيد بن أسد قال حدثنا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة قال سمعت يونس بن سفيان يقول: ما بقي من القدرية إلا اثنان أحدهما حسان بن عطية.
مكحول
حدثني سعيد قال حدثنا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة عن أبي عبيد مولى سليمان قال: ما سمعت رجاء بن حيوة يلعن أحداً إلا رجلين يريد بن المهلب ومكحولاً.
<227> حدثنا ضمرة عن علي بن أبي حملة قال: كنا على ساقية بأرض الروم والناس يمرون وذلك في الغلس، وفينا رجل يقص يكنى أبا شيبة، فدعا فقال فيما يقول: اللهم ارزقنا طيباً واستطعمنا صالحاً. فقال مكحول - وهو في القوم - : إن الله لا يرزق إلا طيباً. ورجاء بن حيوة وعدي بن عدي ناحية لا يعلم بهما مكحول، فقال أحدهما لصاحبه: أسمعت الكلمة ؟ قال: نعم. فقيل لمكحول: إن رجاء وعدي بن عدي قد سمعا قولك. فشق ذلك عليه، فقال له عبد الله بن يزيد الدمشقي: أنا أكفيك رجاء. فلما نزل العسكر جاء عبد الله بن يزيد حتى دنا من منزل رجاء كأنه يطلب أصحابه. فنظر إليه رجاء وكان يعرفه، فعدل إلينا فقال: أين أطلب أصحابي ؟ قال: نحن أصحابك. فجاء حتى نزل فأجرى ذكر مكحول. فقال له رجاء: دع عنك مكحولاً أليس هو صاحب الكلمة. فقال له عبد الله بن زيد: ما تقول رحمك الله في رجل قتل يهودياً وأخذ منه ألف دينار فكان يأكل منه حتى مات أرزق رزقه الله إياه ؟ قال رجاء: كل من عند الله.
قال علي: وأنا شهدتهما حين تكلما.
الأوزاعي
حدثني سعيد ثنا ضمرة عن السيباني قال قال لي الأوزاعي: يا أبا زرعة هلك عبادنا وخيارنا في هذا الرأي - يعني القدر - .
حدثني العباس بن الوليد بن مزيد قال أخبرني أبي عن الأوزاعي: أنه كتب إلى عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان: أما بعد فقد كنت بحال أبيك لي وخاصة سريرته، فرأيت أن صلتي إياه تعاهدي إياك بالنصيحة في أول ما بلغني عنك من تخلفك عن الجمعة والصلوات فجددت ولججت. ثم بررتك فوعظتك وأجبتني بما ليس لك فيه حجة ولا عذر، وقد أحببت أن أقرن بنصيحتي إياك عهداً عسى الله أن يحدث خيراً، وقد بلغنا أن خمساً كان عليها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعون لهم باحسان: اتباع السنة وتلاوة القرآن ولزوم الجماعة وعمارة المساجد والجهاد في سبيل الله.
<228> وحدثني سفيان الثوري أن حذيفة بن اليمان كان يقول: من أحب أن يعلم أصابته الفتنة أولاً فلينظر، فإن رأى حلالاً كان يراه حراماً، أو يرى حراماً كان يراه حلالاً، فليعلم أن قد أصابته. وقد كنت قبل وفاة أبيك رحمه الله ترى ترك الجمعة والصلوات في الجماعة حراماً فأصبحت تراه حلالاً، وكنت ترى عمارة المساجد من شرف الأعمال فأصبحت لها هاجراً، وكنت ترى أن ترك عصابتك من الحرس في سبيل الله حرجاً فأصبحت تراه جميلاً.
وحدثني سفيان منقطعاً عن ابن عباس أنه قال: من ترك الجمعة أربعاً متواليات من غير عذر فقد نبذ الاسلام من وراء ظهره.
وحدثني الزهري عن أبي هريرة: أنه من ترك الجمعة ثلاثاً من غير عذر طبع على قلبه.
وقد خاطرت بنفسك من هذين الحديثين عظيماً فإنهم رأيك فإنه شر ما أخذت به وأرض بأسلافك. وقد كنت في ثلاث سنوات مررن - والمساجد والديار تحرق والدماء تسفك والأموال تنتهب - مع أبيك لا تخالفه في ترك جمعة ولا حضور صلاة مسجد، ولا ترغب عنه حتى مضى لسبيله، وأنت ترى أنك بوجه هذا الحديث: كن جليس بيتك ومثله من الأحاديث أعلم بها من أبيك وممن أدرك من أهل العلم، فأعيذك بالله وأنشدك به أن تعتصم برأيك شاذاً به دون أبيك وأهل العلم قبله، وأن تكون لأصحاب الأهواء قوة وللسفهاء في تركهم الجمعة فتنة يحتجون بك إذا عويروا على تركها. أسأل الله أن لا يجعل مصيبتك في دينك، ولا يغلب عليك شقاء ولا اتباع هوى بغير هدى منه، والسلام عليك.

حدثنا العباس بن الوليد عن أبيه قال: لما كانت السنة التي تناثرت فيها الكواكب خرجنا ليلاً إلى الصحراء مع الأوزاعي وأصحابنا ومعنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان. قال: فسل سيفه فقال: إن الله قد جد فجدوا. قال: فجعلوا يسبونه ويؤذونه وينسبونه إلى الضعف. قال: فقال الأوزاعي: إني أقول أحسن من قولكم عبد الرحمن قد رفع عنه القلم - أي أنه مجنون - .
حدثنا العباس بن الوليد بن صبح السلمي الدمشقي قال مروان بن محمد حدثنا سعيد بن عبد العزيز: وأبو بكر حسان بن عطية فكان يقول: هو قدري. قال مروان: فبلغ الأوزاعي كلام سعيد في حسان بن عطية، فقال الأوزاعي: ماغر سعيد بن عبد العزيز بالله ما <229> أدركت أحداً أشد اجتهاداً ولا أعمل منه. قال مروان: مولد حسان بن عطية بالبصرة ومنشأه ها هنا.
حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا مسهر قال: لما مات مكحول أحدقوا بين يدي يزيد. قال: وكان رجلاً سكيناً. قال: فتحولوا إلى سليمان بن موسى فأوسعهم، فلما مات سليمان أحدقوا بالعلاء بن الحارث، فلما مات العلاء كان على دمشق ابن سراقة قال: من فقيه هذا الجند اليوم؟ قالوا: قيس الأعمر. قال: فقال: اليوم هلك هذا الجند. قال: فبعث إلى الأوزاعي فجاء به من الساحل.
قال: وكتب نمير بن أوس إلى هشام يستعفيه من القضاء، وكان قد كبر وضعف بصره. قال: فقال هشام: أبغوني قاضياً لأهل دمشق. قالوا: يزيد بن يزيد. قال: ذلك مشغول، وكان هشام قد جعله مع معاوية ابنه. قالوا: يحيى بن يحيى الغساني. قال: ذلك صاحب منبر. قالوا: يزيد بن أبي مالك. فولاه القضاء.
فقلت لعبد الرحمن: محمد بن مهاجر ؟ قال: ثقة. قلت: هشام ابن الغاز ؟ قال: ما أحسن استقامته في الحديث، قال: وكان الوليد يثني عليه وعلى ابن جابر. قال: وذكر ابن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: احضروا موتاكم بخير. وقال هشام عن مكحول إن عمر قال، فقلت: ابن جابر ثقة وهشام ثقة فكيف اختلفوا ؟ قال: فحدثني الغضور قال سمعت مكحولاً يحدث عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فعرفت أنهم لم يغلطوا.
فسألت أبا سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم: أي أصحاب مكحول أعلى ؟ قال: سليمان بن موسى ويزيد بن يزيد بن جابر والعلاء بن الحارث.
قلت له: الأوزاعي كان قليل المجالسة لمكحول ؟ قال: أجل.
قلت: فسعيد بن عبد العزيز ؟ قال: نعم.
قلت له: أبو معبد ؟ قال: هو دون هؤلاء، ولكن زيد بن واقد وبرد بن سنان من كبارهم.
قلت له: الهيثم بن حميد - وكان أعلم الناس بمكحول - ؟ قال: أعلم الأولين والآخرين بمكحول.
<230> قلت: فعلي بن حوشب ؟ قال: شيخ كان يجالس سعيد بن عبد العزيز، فزاري، وكان حداداً.
قلت له: الضحاك بن عبد الرحمن بن أبي حوشب النصري ؟ قال: هم أهل بيت شريف ولهم حال.
قلت له: فعبد الرحمن بن يزيد بن تميم أين هو من أخيه عبد الله ؟ قال: كان عبد الله يتهم بالقدر وكان عبد الرحمن عنده كتاب كتبه للزهري، وكان عند ابنه، لم يقض لنا أن نكتب عنه ذلك الكتاب.
قلت له: فالوضين بن عطاء ؟ قال: كان قليل الرواية عن مكحول إنما كان يجالس قوماً آخرين.
قلت له: عيسى بن أيوب القيني ؟ قال: كان له فضل وورع واسلام أبو هاشم القيني. قال عبد الرحمن قال أبو مسهر: بلغ من ورع أبي هاشم أنه فعل كذا وكذا، فذكر شيئاً لم أفهمه.
قلت له: محمد بن راشد ؟ قال: كان يذكر بالقدر إلا أنه مستقيم الحديث.
قلت له: عمر بن يزيد البصري ؟ قال: كان كاتبهم، وكان ثقة فقيهاً، وكان ابن شعيب يجالسه.
قلت له: إبراهيم بن سليمان الأفطس ؟ قال: بخ بخ ثقة.
سألت هشام بن عمار قلت له أي أصحاب مكحول أرفع ؟ قال: سليمان بن موسى. قلت فمن يليه ؟ قال: العلاء بن الحارث.
قلت له: فسعيد بن عبد العزيز ؟ فقال: نعم هؤلاء الثلاثة أعلى أصحاب مكحول.
قلت له: فيزيد بن يزيد أين هو من هؤلاء ؟ قال: ذاك أفسد نفسه خرج مع مروان بن محمد فأعان على قتل الوليد بن يزيد، وأخذ مائة ألف دينار.
<231> قلت: فالنعمان ؟ قال: ذاك يرى القدر.
قلت: فعبد الله بن العلاء ؟ قال: بخ ثقة قد سمع من القاسم أبي عبد الرحمن ومن عمر بن عبد العزيز، هو قديم.
قلت: فأين عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ؟ قال: هو حسن.

قال: وحدثنا الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: كنت أدخل أنا ومكحول المسجد وقد صلى الناس فيؤذن مكحول ويقيم ويتقدم فيصلي، وكنت أجيء مع سليمان بن موسى وقد صلوا فيؤذن ويقيم وأقدم فأصلي به. قال: وكان أسن منه.
سألت عبد الرحمن بن إبراهيم عن عبد الله بن العلاء فوثقه. قلت له: إن ابن المبارك لم يرو عنه. قال: ابن المبارك إنما حمل عن الأعلام المتناهية.
حدثنا هشام بن عمار قال حدثنا عبد الرحمن بن الحارث السلامي قال: رأيت زيد بن واقد وبرد بن سنان يحملان رأس الوليد بن يزيد على ترس.
عطية بن قيس الكلابي
سألت عبد الرحمن بن إبراهيم عن عطية بن قيس ؟ قال: كان أسنهم وكان غزا مع أبي أيوب الأنصاري وكان هو وإسماعيل بن عبيد الله قارئي الجند.
حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا الهيثم بن عمران قال: سمعت عبد الواحد بن قيس السلمي يقول: كان الناس يصلحون مصاحفهم على قراءة عطية وهم جلوس على درج الكنيسة من مسجد دمشق قبل أن يهدم.
وقال: حدثنا الهيثم بن عمران قال: وحدثني ابن عطية عن أبيه: أنه كان يدخل مع مشيخة المسجد على معاوية.
حدثنا الهيثم بن عمران قال: رأيت عطية بن قيس على شذر ديباج محشو بريش جالساً عليه في المسجد.
حدثنا عبد الرحمن بن عمرو وعلي بن عثمان بن نفيل قالا: حدثنا ابن مسهر قال: ثنا سعيد بن عبد الرحمن عن عطية بن قيس الكلابي قال: غزوت الروم في خلافة معاوية فارساً وعلينا عبيدة بن قيس العقيلي ففتحنا ساسمة فبلغ نفلي مائتي دينار.
<232> حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال: حدثنا أبو مسهر قال: حدثنا سعيد عن عطية قال: غزوت في خلافة معاوية بأرض الروم، قال: فخرجت في سرية ونحن بضعة وأربعون رجلاً علينا عبيدة بن قيس العقيلي فاغرنا على فلانة، - حصناً سماه سعيد فأنسيتها - قال: وكنت فارساً فبلغ نفلي مائتي دينار.
سألت عبد الرحمن بن إبراهيم عن موت محمد بن مهاجر ؟ قال: بقي حتى سمع منه أبو مسهر وذكر عدة. قلت له: فعمر بن مهاجر ؟ قال: سويد قبله وروى عنه.
مكحول
حدثني عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي وعلي بن عثمان بن نفيل قال: حدثنا أبو مسهر قال: حدثنا سعيد عن مكحول قال: رب علم قد أفاد الله هذا الجند لا يدرون أنى أتاهم.
حدثني عبد الرحمن قال: ثنا أبو مسهر قال ثنا سعيد عن مكحول: أنه كتب إلى محمد بن هانيء وهو على بعلبك: من مكحول بن عبد الله إلى محمد بن هانيء. ثم قال: الحمد لله الذي رفع مكحولاً.
حدثني عبد الرحمن حدثنا أبو مسهر قال حدثنا سعيد عن مكحول: أنه كان إذا سئل لا يجيب حتى يقول لا حول ولا قوة إلا بالله، هذا رأي فالرأي يخطيء ويصيب.
حدثنا عبد الرحمن وثنا أبو مسهر حدثنا سعيد بن عبد العزيز قال: حضرت مكحولاً وخالداً يسألان وهما يتذاكران، فخالفه خالد، فرأيت مكحولاً ترتعد شفتاه.
حدثنا أبو بكر بن عبد الملك قال قال عبد الرزاق: وكان مكحول يقوله وابن أبي ذئب وبكار اليمامي - يعني القدر - .
حدثنا علي بن عثمان النفيلي قال حدثنا أبو مسهر قال حدثنا سعيد قال: لم يكن أحد في زمن مكحول أبصر بالفتيا منه. قال: وكان لا يفتي حتى يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، ويقول: هذا رأي والرأي يخطيء ويصيب.
وقال: حدثنا أبو مسهر قال حدثنا سعيد بن عبد العزيز قال: ما أدركنا أحداً أحسن سمتا في العبادة من مكحول وربيعة ويزيد.
حدثنا هشام بن عمار قال حدثنا محمد بن شعيب قال حدثنا إبراهيم بن الجرار قال <233> حدثني ثابت بن ثوبان قال: قدمت المدينة فأتيت سعيد بن المسيب وقد سألوه حتى أغضبوه، فسألته فأجابني، ثم قال: هكذا فلتكن المسائل. ثم قال سعيد: تجد المؤمن بين خلتين مثل الحمامة لين مسها لا ينسي صوتها، ومثل النحلة الشديدة لدغتها الطيب مذاقها.
حدثنا عبد الرحمن بن عمرو قال حدثنا أبو مسهر حدثنا سعيد بن عبد العزيز قال: كانوا يؤخرون الصلاة في أيام الوليد بن عبد الملك ويستحلفون الناس أنهم ما صلوا، فأتي عبد الله بن أبي زكريا فاستخلف أنه ما صلى وقد صلى، وأتي مكحول فقال: لم جئنا إذاً ! فترك.

حدثنا عبد الرحمن قال وثنا أبو مسهر قال حدثني إبراهيم ابن أبي شيبان عن علي بن أبي حملة - وكان جليساً لابن أبي زكريا - قال لي عبد الله بن أبي زكريا: أين تكون ؟ قلت: مع هذا الرجل ولي حمص - وكان يصحب عبد الله بن عبد الملك - فقال: هيهات كنت حراً فصرت عبداً.
قال: حدثني العباس بن عبد العظيم قال: كتب إلي زيد بن المبارك: حملت أمي وعيالي، فماتت أمي بمكة، وأردت المقام ببيت المقدس وإنما أخرجني شيء سمعته من أبي نعيم يقول: قال ابن أبي ليلى من عرفه السلطان ببلد فهو عبد.
حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا الوليد ثنا ... عن الزبير الشجعي قال سمعت مكحولاً يقول: كنت جالساً في مسجد دمشق إذ دخل علينا المقداد فركع ثم خرج، فأتبعته فمشيت معه حتى خرج من باب الجابية.
حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن مكحول قال: قمت إلى أنس في هذا المسجد، فسألته عن الوضوء من الجنازة ؟ فقال: إنما كنا في صلاة، ورجعنا إلى صلاة، فلا وضوء.
حدثني أحمد بن الخليل قال حدثنا مسعود قال حدثني الحجاج عن محمد بن عبد الله الشعيثي قال: رأيت مكحولاً يشتد خلف مولاه بالصفة.
<234> حدثني عبد الرحمن بن عمرو قال: سمعت أبا مسهر ينسب ابن أبي زكريا فقال عبد الله بن اياس بن يزيد: في العرب من خزاعة وهو يكنى أبا يحيى.
حدثني علي بن عثمان بن نفيل قال: حدثنا أبو مسهر ثنا سعيد قال: قلت لأبي أسيد الفزاري: من أين تعيش ؟ قال: وكبر الله وحمد الله ثم قال: الله يرزق الكلب والخنزير ولا يرزق أبا أسيد.
وبه قال: حدثنا سعيد قال: مر أبو أسيد الفزاري بسوق الرؤوس فذكر هذه الآية " وهم فيها كالحون " ، فخر مغشياً عليه.
حدثني أبو سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن حسان الكناني: أن أبا عبيد كان يحجب سليمان، فلما ولي عمر بن عبد العزيز قال: أين أبو عبيد ظ فدنا منه، فقال: هذه الطريق إلى فلسطين وأنت من أهلها فالحق بها. قال: فقالوا بعد: يا أمير المؤمنين لو رأيت أبا عبيد وتشميره للخير والعبادة. قال: ذاك أحرى أن لا يفتنه كانت فيه أبهة العامة.
حدثنا عبد الرحمن بن عمرو قال: حدثنا أبو مسهر قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز إن عبد الله بن عامر اليحصبي ضرب خالد بن اللجلاج والعلاء بن أبي الزبير حين ارتفعت أصواتهما في العلم في المسجد.
قال عبد الرحمن: قال أبو مسهر: قال عبد الله بن عامر اليحصبي: قال لي إسماعيل بن عبيد الله: على أخيك قرأت القرآن. فقال لي إسماعيل أخوك أكبر مني بخمس سنين.
قال عبد الرحمن، حدثنا أبو مسهر إن عبد الله بن عامر ضرب عطية ابن قيس حين رفع يديه في الصلاة.
حدثنا عبد الرحمن أبو مسهر قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز قال: قال عطية بن قيس: قصعني بعصاة.
حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا الهيثم عن عمران قال: كان رأس المسجد بدمشق في زمان الوليد بن عبد الملك وبعده عبد الله بن عامر اليحصبي، وكان يزعم أنه من حمير، وكان <245> يغمز في نسبه، فحضر في رمضان، قالوا: من يؤمنا ؟ فذكروا رجلاً وذكروا المهاجر بن أبي المهاجر. فقال: ذاك مولىً ولسنا نريد أن يؤمنا مولى. فبلغت سليمان، فلما استخلف بعث إلى المهاجر فقال: إذا كان أول ليلة في شهر رمضان فقف خلف الامام، فإذا تقدم عبد الله بن عامر قبل أن يكبر فخذ بثيابه من خلفه ثم اجذبه وقل تأخر فلن يتقدمنا دعي، وصل أنت بالناس. ففعل.
حدثني علي بن عثمان بن نفيل وعبد الرحمن بن عمرو قالا: حدثنا أبو مسهر قال: حدثنا عبد الله بن العلاء بن زبر قال: حدثنا عمرو بن بن مهاجر قال: جاءني عبد الله بن عامر يسألني أن أستأذن له على عمر بن عبد العزيز، فاستأذنت له عليه، فقال عمر: الذي جلد أخاه أن رفع يديه ! إن كنا لنؤدب عليها ونحن بالمدينة، فلم يأذن له.
حدثنا العباس بن الوليد وعلي بن عثمان بن نفيل قالا: ثنا أبو مسهر قال: سمعت عبد الحليم بن محمد بن عبيد الله بن أخي إسماعيل بن عبيد الله يحدث عن عمه إسماعيل بن عبيد الله قال: قالت أم الدرداء: يا إسماعيل كيف نام رجل تحت وسادته عشرة ألف ؟ قال قلت لها: بل كيف ينام إن لم يكن تحت رأسه عشرة ألف ؟ فقالت: سبحان الله ما أراك إلا ستبلى بالدنيا.
قال أبو مسهر: فابتلي بالدنيا.

حدثنا العباس بن الوليد وعلي بن عثمان بن نفيل قالا: ثنا أبو مسهر قال: سمعت كامل بن سلمة قال: قال هشام بن عبد الملك: من سيد أهل فلسطين ؟ قالوا: رجاء بن حيوة. قال: من سيد أهل الاردن ؟ قالوا: عبادة بن نسي. قال: من سيد أهل دمشق ؟ قالوا: يحيى بن يحيى الغساني قال: من سيد أهل حمص ؟ قالوا: عمرو بن قيس السكوني. قال: من سيد أهل الجزيرة ؟ قالوا: عدي بن عدي. قال: فقال هشام: يا آل كندة !.
حدثنا العباس قال: حدثنا أبو مسهر قال: حدثني سعيد بن عبد العزيز قال: كان علماء الأمة في زمان هشام هؤلاء الأربعة. فقال سليمان ابن موسى: إن جاءنا العلم من أهل الحجاز عن الزهري قبلناه، وإن جاءنا من الشام عن مكحول قبلناه، وإن جاءنا العلم من الجزيرة عن ميمون ابن مهران قبلناه، وإن جاءنا العلم من العراق عن الحسن قبلناه.
حدثنا العباس ثنا مروان قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز قال: كان عطاء بن أبي رباح إذا جاء سليمان بن موسى يقول: كفوا عن المسألة فقد جاءكم من يكفيكم المسألة.
وقال: حدثنا مروان قال: دخلت المسجد أول ما جالست سعيد بن عبد العزيز. قال: <236> وذكر صدقة بن عبد الله منتشر في المسجد. وقد كان مات في حياة سعيد. قال مروان: ولم أدركه كان عنده علم من علم الشام، ولو كنت أدركته لفتشت عنه.
سمعت أبا سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم يقول: صدقة من شيوخنا لا بأس به. قلت: عبد الله بن يزيد روى مناكير !. قال: أف نحن لم نحمل عنه وعن أمثاله عن صدقة - وعرض بغيره - إنما حملنا عن أبي حفص التنيسي وأصحابنا عنه.
حدثني عبد الرحمن بن عمرو قال حدثنا أبو مسهر قال حدثنا سعيد ابن عبد العزيز عن إسماعيل بن عبيد الله قال: إذا رأيت الرجل يكرمك فأكرمه.
بلال بن سعد
سألت عبد الرحمن بن إبراهيم عن بلال بن سعد فقال: هو بلال ابن سعد بن تميم كان يؤم الناس في خلافة هشام، وليس له عقب كانت له ابنة.
حدثنا عبد الله بن عثمان قال أخبرنا عبد الله قال أنبأ الأوزاعي قال سمعت بلال بن سعد يقول: لا تنظر إلى صغر الخطيئة ولكن أنظر من عصيت. قال: وكفى به ذنباً أن الله يزهد في الدنيا ونحن نرغب فيها.
حدثنا عبد الله بن عثمان قال حدثنا عبد الله قال أخبرنا الأوزاعي قال سمعت بلال بن سعد يقول: زاهدكم راغب، ومجتهدكم مقصر، عالمكم جاهل، وجاهلكم مغتر.
سمعت عبد الرحمن بن إبراهيم يقول سمعت حديث بلال بن سعد عن أبيه: قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: ما للخليفة من بعدك ؟ من الوليد في ربعه، ولكني لا أحدث به.
قال: وكان سليمان - يعني ابن عبد الرحمن بن بنت شرحبيل - صحيح الكتاب إلا أنه كان يحول، فإن وقع فيه شيء فمن النقل.
حدثنا العباس بن الوليد بن صبح قال: حدثنا عبيد بن أبي السائب حدثني أبي قال: قال لي رجاء بن حيوة: إذ أتيت بلال بن سعد فقل له إن رجاء بعثني إليك وقد كره أن يقرأ عليك السلام ويقول لك إنه بلغني أنك تكلمت بكلام من كلام المكذبين بمقادير الله، فإن كان وقع ذلك في نفسك فقد وقع في نفسك شر، وإن يك ذلك زيغاً أو خطأ فراجع من قريب حتى يعلم المكذبون بمقادير الله أن قد فارقتهم وتركت ما هم عليه.
<237> حدثنا العباس بن الوليد قال: ثنا مروان بن محمد قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز قال: رمي بلال بن سعد بالقدر فأصبح فتكلم في قصصه فقال: رب مسرور مغبون، والويل لمن له الويل ولا يشعر، يأكل ويشرب وقد حق عليه في علم الله إنه من أهل النار - أو نحوه - .
قال أبو يوسف: القاسم بن مخيمرة كوفي سكن الشام وكذلك عبدة ابن أبي لبابة كوفي ثقة نزل الشام. سمعت الحميدي أظنه ذكره عن سفيان قال: كان لعبدة شريك يجهز عليه، وكان يحاسبه كل سنة ويتصدق بربح ما يزيد. فحاسبه سنة وقد حج فقال لبعض أهل مكة: اكتب لي أسامي قوم. قال: فكتب له، وتسامع الناس وكثروا عليه وانقطع بهم. فرموا الدار التي كان يسكنها ورجموه بالحجارة وقالوا دفع إليه مال ليتصدق به فخان وسرق - هذا أو نحوه - .

حدثنا عبد الله بن عثمان حدثنا عبد الله قال: أخبرنا إسماعيل بن عياش عن أسيد بن عبد الرحمن عن مقبل بن عبد الله عن عطاء بن يزيد الليثي قال: أكثر الناس عليه ذات يوم يسألونه فقال: إنكم قد أكثرتم علي في أرأيت أرأيت. لا تعملوا لغير الله ترجوا الثواب من الله، ولا يعجبن أحدكم عمله وإن كثر، فأنه لا يبلغ عبد من عظمة الله كقائمة من قوائم ذبابة.
الأوزاعي
حدثنا العباس بن الوليد بن صبح قال: حدثنا مروان قال: سمعت إسماعيل بن عياش يقول: انقلب الناس من غزاة الندوة سنة أربعين ومائة فسمعتهم وهم يقولون: الأوزاعي اليوم عالم الأمة.
حدثني العباس قال: ثنا أبو مسهر قال: حدثني محمد بن الأوزاعي قال: حدثني أبي قال: يا بني لو كنا نقبل من الناس كل ما يعرضون علينا لأوشك بنا أن نهون عليهم.
<238> حدثني عبيد الله بن أبي السائب قال: حدثنا بقية قال: أنا الممتحن الناس بالأوزاعي فمن ذكره بخير عرفنا إنه صاحب سنة، ومن طعن عليه عرفنا إنه صاحب بدعة.
حدثنا عبد الرحمن بن عمرو قال: حدثنا أبو مسهر حدثنا هقل ابن زياد قال: أجاب الأوزاعي في سبعين ألف مسألة أو نحوها.
حدثني سعيد بن أسد قال: حدثنا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة عن أبي رزين قال: أول ما سئل الأوزاعي عن الفقه سنة ثلاث عشرة ومائة.
حدثني سعيد قال: حدثنا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة عن عطاء الخراساني قال: ما رأيت فقيهاً أفقه - إذا وجدته - من شامي.
حدثنا أبو عمير قال: سمعت ضمرة يقول: ما رأيت أحداً أسد أمراً منه يعني فلاناً والأوزاعي.
سمعت عباس بن الوليد بن مزيد يذكر عن شيوخهم قالوا: قال الأوزاعي: مات أبي وأنا صغير فذهبت ألعب مع الصبيان، فمر بنا فلان - وذكر شيخاً من العرب جليلاً - ، قال: ففر الصبيان حين رأوه ووثبت أنا، فقال: ابن من أنت ؟ فأخبرته. فقال: ابن أخي يرحم الله أباك، فذهب بي إلى بيته فكنت معه حتى بلغت فالحقني في الديوان، وضرب علينا بعثاً إلى اليمامة، فلما قدمت اليمامة دخلنا مسجد الجامع، فلما خرجنا قال لي رجل من أصحابنا: رأيت يحيى بن أبي كثير معجباً بك يقول: ما رأيت في هذا البعث أهيأ من هذا الشاب. قال: فجالسته وكتبت عنه أربعة عشر كتاباً أو ثلاثة عشر فاحترق كله.
حدثني الوليد بن عتبة الدمشقي قال: ثنا أبو مسهر قال: سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول: ما كتبت قط.
حدثني أبو سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم قال: حدثنا أبو مسهر حدثنا سعيد عن إسماعيل بن عبيد الله عن مخرمة بن عبد الرحمن إنه كان يمكث أربعة أشهر لا يتكلم فإذا أراد حاجة كتبها.
مكحول
حدثني أبو سعيد قال: ثنا أبو مسهر ثنا سعيد قال: كنا نجلس بالغدوات مع يزيد بن <239> أبي مالك وسليمان بن موسى، وبعد الظهر مع إسماعيل بن عبيد الله وربيعة بن يزيد، وبعد العصر مع مكحول فيه.
قال: حدثنا سعيد قال: كان سليمان بن موسى يقول: إذا جاءنا العلم من الحجاز عن الزهري قبلناه، وإذا جاءنا من العراق عن الحسن قبلناه، وإذا جاءنا من الجزيرة عن ميمون بن مهران قبلناه، وإذا جاءنا من الشام عن مكحول قبلناه.
قال سعيد: فكان هؤلاء الأربعة علماء الناس في خلافة هشام.
حدثنا أبو سعيد قال: ثنا أبو مسهر قال: ثنا سعيد قال: سأل العباس بن الوليد مكحولاً عن الدية في الشهر الحرام، فقال: دية وثلث. فقال له العباس: هل يؤخذ بهذا ؟ قال: لا. فتناوله بلسانه، فدخل عليه يزيد بن أبي مالك فقال: هذا لكم علينا إذا سألتمونا عن الشيء فأخبرناكم به. فأرسل إلى مكحول فأرضاه.
وبه قال: حدثنا سعيد أن معاوية قضى عن عائشة ثمانية عشر ألف دينار.
حدثني أبو سعيد قال: حدثنا الوليد قال: حدثنا سعيد عن سليمان بن موسى قال: إذا وجدت الرجل علمه علم حجازي، وسخاءه سخاء عراقي، واستقامته استقامة شامية فهو رجل.

حدثنا نعيم بن حماد حدثنا رشدين عن عمرو بن الحارث عن بكير بن عبد الله بن الأشج قال: سئل عمرو بن العاص عن أهل الشام ؟ فقال: هم أطوع الناس لمخوق وأعصاهم لخالق. قالوا: فأهل المدينة ؟ قال: أطلب الناس لفتنة وأعجزهم عنها. قالوا: فأهل العراق ؟ قال: أخصب الناس ألسنة وأجدب قلوباً. قالوا: فأهل مصر ؟ قال أكيس الناس صغاراً وأحمقهم كباراً. فذكرت هذا الحديث لشيخ من ولد عمرو بن العاص فزادني، قال: وسأل عن أهل مكة ؟ فقال: أعظم الناس في أنفسهم وأحقرهم عند الناس.
حدثني أبو سعيد قال حدثنا الوليد قال حدثني سعيد عن سليمان قال: طلب الناس الاسناد بعدما مات أصحابنا، ولو طلبوه منا وهم أحياء ثم التمسناه منهم لوجدناه عندهم قائماً.
حدثني أبو سعيد قال حدثنا عبد الأعلى قال حدثنا سعيد عن أبي عبد رب قال: لقيني رجل فقال: يا أبا عبد الرحمن لا تذهب بشر وتترك أهلك بخير.
قال سعيد: فأراه قد خرج من مائة ألف وعشرين ألف حتى ربما قال لنا: أنا لثمانية ما لنا شيء إلا عشرة - يعني عيلا - .
<240> حدثني أبو سعيد حدثنا الوليد وسويد عن سعيد عن سليمان قال: لا تقرأوا القرآن على المصحفين، ولا تأخذوا العلم عن الصحفيين.
وقال: حدثنا الوليد قال ثنا سعيد قال: لما توفي الزبير لقي حكيم بن حزام عبد الله بن الزبير فقال: كم ترك أخي من الدين ؟ قال: ألف ألف درهم. علي خمس مائة ألف درهم.
قرأت في كتاب أخي محمد عن عبد الله بن عثمان عن عبد الله بن المبارك قال: بلغ حكيم بن حزام أربعين ومائة سنة وهو في ذاك يحج، ولكن ينعش على سرير وتحمله الرجال.
قال عبد الله: أتى عبد الله بن الزبير حكيم بن حزام يستعينه على قضاء دين الزبير. قال: فقال حكيم: إن الزبير كان يباري الريح وإنه لا طاقة لي بذاك. قال: لك مائة ألف. قال: لا تقع مني موقعاً. قال: لك ثلثمائة ألف. قال: لا تقع مني موقعاً. قال: إني لا أطيق لك أربعمائة ألف. قال: إني لم أرد منك هذا، ولكن تنطلق معي إلى عبد الله بن جعفر فتكلمه. قال: نعم. فانطلق معه بعبد الله بن عمر وغير واحد يستشفع به على عبد الله بن جعفر. قال: فلما دخلوا عليه قال عبد الله بن جعفر: لم جئت بهؤلاء تستشفع بهم علي هي لك. قال: لا أريد ذاك. قال: فأعطني بها نعليك هاتين أو نحو هذا. قال: لا أريد ذلك. قال: فهي عليك إلى يوم القيامة. قال: لا أريد ذلك. قال: فحكمك. قال: أعطيك بها أرضاً. قال: نعم. فخرج بعد ذلك فجعل عبد الله بن الزبير .... يقول هذه كذا ويكاسبه. فقال عبد الله بن جعفر: اصنع ما شئت. قال: فأعطاه أرضاً بذلك المال. قال: فرغب معاوية بعد فاشتراها منه بأكثر من ذلك. قال عبد الله: وكان مال عبد الله بن جعفر أربع مائة ألف.
حدثنا أبو النعمان وسليمان بن حرب - وهذا لفظ أبي النعمان - قال: حدثنا حماد بن زيد قال: حدثنا يزيد بن حازم قال: حدثني الضحاك بن مسلم قال: حدثني قتيبة بن مسلم <241> قال: كان دم أو دماء في مصر فتواعد القوم يجتمعون فيه فأمرهم فيه، فأمرهم أن يحشروا فيه. قال: فبعثني أبي إلى ضرار بن القعقاع فقال: قل إن قومك قد اجتمعوا في دم فلان في مسجد الجامع. فقال: نعم، انتظر حتى يتغدى. قال: فدعا بغدائه، فجيء بسفرة فبسطها وجيء بأربعة أرغفة وقصعة فيها مريس، ثم دعا بزيت فصب عليه. فقال: ادنه فقلت: ما ترجو من هذا ؟ قال: اكل ذاك حتى أتى عليه فبقي عنه شيء فرفع القصعة فحساها، فقال: الحمد لله لباب البر وجناء النحل وزيت الشام وماء الفرات. الحمد لله هذا والله من الطيبات. ثم مسح يده، وجاء فدخل المسجد وذاك في الشتاء والناس في الصفاف، فنظر إلى الشمس وسط المسجد فجلس، فوالله ما زالوا يقومون إليه حتى اجتمعوا عليه فما زالوا يتهاترون حتى كان قريباً من الظهر وهو ساكت فقال رجل: يا أبا القعقاع ألا ترى إلى قومك. قال: وقد احتجتم إلي في ذلك ؟ قالوا: نعم. قال: أما أنتم أيها المطلوبون فقد برئتم، وأما أنتم أيها الطالبون فحقكم علي. فحدر أبلاً له فأداها ما سأل فيها أحداً.
حدثني أبو سعيد قال: حدثنا الوليد حدثنا سعيد - يعني ابن عبد العزيز - قال: كان للزبير ألف غلام يؤدون إليه الخراج، وكان لا يدخل بيته منه شيئاً يتصدق به كله.
حدثني سعيد بن أسد قال: حدثنا ضمرة عن ابن شوذب عن الحسن قال: باع طلحة بن عبيد الله أرضاً له بمائة ألف فتصدق بها.

حدثني أبو بشر قال: حدثنا عثام بن علي الكلابي قال: حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير قال: قال لي أبي يوم الجمل: يا بني انظر ديني وهو ألف ألف ومائتا ألف.
حدثني أبو بشر قال: حدثنا سعيد بن عامر عن جويرية قال: احسبه عن نافع قال: قطع برجل من المدينة فقيل له: عليك بحكيم ابن حزام. قال: فأتاه وهو في المسجد فذكر له حاجته، فقام معه فانطلق به إلى أهله، فمر بكناسة فيها قطعة كنيف أو قال خرقة فأخذها فنفضها ثم تعلقها بيده. فقال الرجل في نفسه: ما أرى عند هذا خيراً، فلما دخل داره إذا غلمان له يعالجون أدوات الابل، فرمى بها إليه قال: انتفعوا بهذه فيما يعالجون. ثم أمر له براحلة مقتبة محضنة أجنة.
<242> قال: وزاد أبو يوسف حدثنا بكر بن خلف قال: حدثنا سعيد وهو ابن عامر قال: حدثنا جويرية بن أسماء قال: باع الزبير داراً بستمائة ألف. قال: فقالوا: غبنت يا أبا عبد الله. قال: فقال: والله كلا، والله تعلمون إني لم أغبن هو في سبيل الله.
حدثنا أبو بشر بكر بن خلف سعيد بن عامر قال: حدثنا جويرية ابن أسماء عن مسلم بن أبي مريم عن رجل قال: كنت مملوكاً لعثمان، قال: بعثني عثمان في تجارة، فقدمت عليه فأحمد ولايتي. قال: فقمت بين يديه ذات يوم فقلت: يا أمير المؤمنين أسألك الكتابة. قال: فقطب وقال: نعم، ولولا إنه في كتاب الله ما فعلت اكاتبك على مائة ألف على أن تعدها في عدتين والله لا أنقصك منها درهماً. قال: فخرجت من عنده فلقيني الزبير بن العوام فقال: ما الذي أرى بك ؟ قلت: كان أمير المؤمنين بعثني في تجارة فقدمت فأحمد ولايتي. فقمت إليه فقلت: يا أمير المؤمنين أسألك الكتابة. قال: فقطب. قال: فقال نعم لولا إنه في كتاب الله ما فعلت أكاتبك على مائة ألف على أن تعدها لي في عدتين، والله لأنقصتك منها درهماً. قال: فقال: فانطلق فردني إليه، فقال بين يديه فقال: يا أمير المؤمنين فلان كاتبته ؟ قال: فقطب فقال: نعم ولولا أنه في كتاب الله ما فعلت، أكاتبه على مائة ألف على أن يعدها في عدتين، والله لا أعصبه منها درهماً. قال: فغضب الزبير فقال: والله لا مثلت بين يديك، فإنما أطلب إليك حاجة تحول دونها بيمين. قال: فضرب ما أدري قال كتفي أم قال عضدي. قال ثم قال: كاتبه. قال: فكاتبته فانطلق بي الزبير إلى أهله فأعطاني مائة ألف، ثم قال: انطلق فاطلب فيها من فضل الله، فإن غلبك أمر فأد إلى عثمان ماله منها. قال: فانطلقت فطلبت فيها من فضل الله، فأديت إلى عثمان ماله وإلى الزبير ماله وفضل في يدي ثمانون ألفاً.
أبو عبد رب
حدثني علي بن عثمان بن نفيل قال حدثنا أبو مسهر قال حدثنا سعيد عن أبي عبد رب قال: لقيني رجل فقال: يا أبا عبد الرحمن لا تذهب بشر وتترك أهلك بخير. قال سعيد: فأراه قد خرج من مائة ألف أو عشرة آلاف. قال: فربما قال لنا: إنا ثمانية من العيال مالنا إلا ما يخرج من بيت المال.
حدثنا عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار حدثنا الوليد بن مسلم قال <243> حدثنا ابن جابر عبد الرحمن بن يزيد أن أبا عبد رب كان من أكثر أهل دمشق مالاً. قال: فخرج إلى أذربيجان في تجارة فأمسى إلى جانب نهر ومرعى فنزل به.

قال أبو عبد رب: فسمعت صوت تكبير حمد الله في ناحية من المرج فأتبعته فوافيت رجلاً في نجم من الأرض ملفوفاً في حصير فسلمت عليه وقلت: ما أنت يا عبد الله ؟ قال: رجل من المسلمين. قلت: فما حالك هذه ؟ قال: حال نعمة يجب علي حمد الله عليها. قال: قلت: وكيف وإنما أنت في حصير ؟! قال: ومالي لا أحمد الله أن خلقني فأحسن خلقي، وجعل مولدي ومنشئي في الاسلام، وألبسني العافية في أركاني، وستر عني ما أكره ذكره أو نشره. فمن أعظم نعمة ممن أمسى في مثل ما أنا فيه ؟ قال: قلت: إن رأيت - رحمك الله - أن تقوم معي إلى المنزل فأنا نازل على النهر ها هنا. قال: ولم ؟ قال: قلت: لتصيب من الطعام ونعطيك ما يغنيك عن لبس الحصير. قال: مالي فيه حاجة. - قال الوليد: حسبت أنه قال لي: إن لي في العشب كفاية وغنىً - . قال أبو عبد رب: فأردته أن يتبعني فأبى. قال: فانصرفت وقد تقاصرت إلي نفسي ومقتها أني لم أخلف بدمشق رجلاً في الغناء يكاثرني، وأنا ألتمس الزيادة في ذلك، اللهم إني أتوب إليك من سوء ما أنا فيه. قال أبو عبد رب: فتبت ولا يعلم اخواني ما الذي قد أجمعت به، فلما كان من الفجر رحلوا كنحو رحلتهم فيما مضى، وقدموا دابتي فصرفتها إلى دمشق وقلت: مالنا ... النوبة إن أنا مضيت إلى شيء، فسألني القوم فأخبرتهم، وعاتبوني على المضي فأبيت. قال ابن جابر: فلما قدم تصدق بصامت ماله وجهز في سبيل الله.
قال ابن جابر: فحدثني بعض اخواني قال: ما كست صاحب عباء بدابق في شراء عباءة قال: أعطيته ستة وهو يسأل سبعه، فلما أكثرت، قال لي: ممن أنت ؟ قلت: من أهل دمشق. قال: ما تشبه شيخاً وقف علي أمس يقال له أبو عبد رب اشترى مني سبع مائة كساء بسبعة سبعة، ما سألني أن أضع له درهماً، وسألني أن أحملها فبعثت أعواني فما زال يفرقها بين فقراء الجيش فما وصل إلى منزله إلا بكساء.
قال ابن جابر: كان أبو عبد رب قد تصدق بصامت ماله وباع عقاره فتصدق به إلا داراً له <244> بدمشق، وكان يقول: لو أن نهركم هذا سال ذهباً وفضة من شاء خرج إليه فأخذ منه ما خرجت إليه، ولو قيل: من مس هذا العمود مات لسرني أن أقرب إليه وأموت شوقاً إلى الله ورسوله.
قال ابن جابر: فوافيته ذات يوم على مطهرة دمشق يتوضأ فسلمت عليه فقال: يا طويل لا تعجل. فانتظرته، فلما فرغ من وضوئه قال: إني أريد أن أستشيرك. قلت: أذكر. قال: حرمت من صامت مالي وعقاري فلم يبق إلا داري هذه وقد أعطيت بها كذا وكذا ألفاً فما ترى ؟ قلت: والله ما أدري ما بقي من عمرك وأخاف أن تحتاج إلى الناس، وفي غلتها قوام لمعيشتك، وتسكن في طائفة منها فيسترك ويغنيك عن منازل الناس. قال: وإن هذا لرأيك ؟ قلت: نعم. قال: أصابك والله المثل. قلت: وما ذاك ؟ قال: لا يحظيك من طويل أحمق وقرطه في رحله. أو بالفقر تخوفني !.
قال ابن جابر: فباعها بمال عظيم وفرقه، فكان ذلك مع موته، فما وجدنا من ثمنها إلا قدر ثمن الكفن.
قال ابن جابر: ومر به رجل ممن كان يألفه. قال: فلان. قال: نعم أصلحك الله وما ذاك ؟ قال: بلغني أنك تملك أربعة آلاف درهم. قال: نعم وأربعين ألفاً. قال: حمق لا عقل ولا مال.
حدثني سعيد بن أسد قال حدثنا ضمرة عن عبد الحميد بن يزيد الجزامي قال قال لي رجاء بن حيوة: يا أبا عمرو ها هنا قبر أخيك عبادة ابن الصامت إلى جانب الحائط الشرقي.
قال عبد الحميد: وشهدت جنازة ببيت المقدس مع رجاء بن حيوة فقال: يا أبا عمرو ها هنا قبر أخيك عبادة بن الصامت.
حدثنا عبد الرحمن بن عمرو قال سعيد بن عبد العزيز قال: لم يكن عندنا أحد أزهد من أبي عبد رب بن عباد مولى لبني عذرة.
صالح بن مسمار
حدثنا محمد بن عبد الله بن عمار قال حدثنا عمرو بن عثمان قال حدثني أبي عن جعفر بن برقان قال صالح بن مسمار: ما بارك الله في رجل في دنيا صار بعدها إلى النار. قلت: صدقت. قال: ولقد بارك الله لرجل في دنيا صار بعدها إلى الجنة. قلت: صدقت.
<245> وسمعت صالح بن مسمار يقول: عجبت للناس. قلت: وما لهم ؟ قال: خرجوا من الدنيا مفاليس وتركوا خزائنهم.
وسمعت صالح بن مسمار يقول نعمة الله علينا فيما زوى من الدنيا أعظم من نعمته علينا فيما بسط منها.

حدثنا محمد بن عبد الله بن عمار حدثنا عمرو بن عثمان حدثنا أبو المليح قال: مات صالح فترك درهماً وأربعة دوانق. وقيل له عند موته: أوص بأمك وأختك إلى من شئت. قال: إني لأستحيي من الله أن أوصي بهما إلى غيره.
الوليد بن مسلم
سمعت أبا الفضل صدقة بن الفضل المروزي - وكان كخير الرجال قال أبو يوسف وسمعت العباس بن عبد العظيم العنبري قال: كنا نقول: أحمد بن حنبل بالعراق، وصدقة بن الفضل بخراسان، وزيد بن المبارك باليمن - قال: حج الوليد بن مسلم - وأنا بمكة - ، فما رأيت رجلاً أحفظ للحديث الطويل وأحاديث الملاحم منه، وكان أصحابنا في هذا الوقت يكتبون ويطلبون الآراء، فجعلوا يسألون الوليد عن الرأي ولم يكن يحفظ.
قال: ثم حج علينا - وأنا بمكة - وإذا هو قد حفظ الأبواب، وإذا الرجل حافظ متقن قد حفظ. قال: وكان نعيم بن حماد أنكر طلب الآراء وتركهم الاسناد والأحاديث العالية. قال: فجعل أصحاب الحديث يسألونه عن الاسناد والأحاديث العالية، فقال: ما أعجب أمركم كلما سألتمونا عن نوع من العلم ونظرنا فيه نقلتمونا إلى نوع غيره ! إن بقينا وحججنا أتيتكم من هذا بما تبغون - مثل هذا أو نحوه - .
قال: فصدر ومات رحمه الله قبل أن يصير إلى دمشق.
حدثني أبو بشر بكر بن خلف قال قال الحميدي قال لنا الوليد بن مسلم: إن تركتموني حدثتكم عن ثقات شيوخنا، وإن أبيتم فسلوا نحدثكم بما تسألون.
وسمعت الحميدي يقول: جئت في يوم الصدور والوليد في مسجد منى وعليه <246> زحام كثير، وجئت في آخر الناس، ودفعت بالبعير وعلي بن المديني يجيبه، فجعلوا يسألون ويحدثهم ولا أفهم. قال: فجمعت جماعة من الكثير وقلت لهم جلبوا وأفسدوا على من بالقرب منه. قال: فجعلوا يصيحون ويجلبون ويقولون: ألا نسمع ؟. وجعل علي يقول: أسكتوا نسمعكم. قال: فاعترضت وصحت، ولم أكن حلقت بعد من الشعر. قال: فنظر إلي علي ولم يثبتني قال: لو كان فيك خير لم يكن شعرك على ما أرى. قال: فتفرقوا ولم يحدثهم بشيء.
وسمعت إبراهيم بن المنذر قال: قدمت البصرة فجاءني علي بن المديني فقال: أول شيء أطلب أخرج إلي حديث الوليد بن مسلم فقلت: يا ابن أم سبحان الله وأين سماعي من سماعك ؟ فجعلت آبى ويلح، فقلت: أخبرني الحاحك هذا ما هو ؟ قال: أخبرك الوليد رجل الشام، وعنده علم كثير، ولم أستمكن منه، وقد حدثكم بالمدينة في المواسم، وتقع عندكم الفوائد لأن الحجاج يجتمعون بالمدينة من آفاق شتى، فيكون مع هذا بعض فوائده ومع هذا بعض. قال: فأخرجت إليه فتعجب من كتابته، كاد أن يكتب على الوجه.
وسألت هشام بن عمار عن الوليد بن مسلم ؟ فقال: رحم الله أبا العباس كان وكان، وجعل يذكر فضله وعلمه وورعه وتواضعه. قال: وكان مسلم أبوه من رقيق الامارة، وتفرقوا على إنهم أحرار، وكان للوليد أخ صلف، يركب الخيل ويركب معه غلمان له كثير، وكان صاحب صيد وتنزه، وكان يخرج إلى الصيد في فوارس ومطابخ، وحمل الوليد دية فأداه في بيت المال أخرج عن نفسه إذ اشتبه عليه أمر أبيه. قال: فوقع بينه وبين أخيه في ذلك شغب وجفاء وقطيعة، وقال: فضحتنا وما كان حاجتك إلى ما فعلت.
إسماعيل بن عياش
قال أبو يوسف: وكنت أسمع أصحابنا يقولون: علم الشام عند إسماعيل بن عياش والوليد بن مسلم.
سمعت أبا اليمان يقول: كتب كتب إسماعيل بن عياش، ولم أدع شيئاً منها في القراطيس، وقدم خراساني وكلم إسماعيل أن يحتال له في نسخة تشترى ويقرأ عليه. قال: فدعاني إسماعيل فقال: يا حكم إنك لم تحج فهل لك أن تبيع الكتب من هذا الخراساني وتحج وترجع فتكتب وأقرأ عليك ؟ فقلت: فلعلك تموت. فقال: استخر الله، وإن قبلت مني <247> فعلت ما أقول لك. قال: فبعت الكتب منه - وكانت في قراطيس - بثلاثين ديناراً، وحججنا ورجعت وكتبت الكتب بدريهمات وقرأها علي. قال: وكان أصحابنا لهم رغبة في العلم وطلب شديد بالشام والمدينة ومكة، وكانوا يقولون: نجهد في الطلب ونتعب أبداننا ونغيب، فإذا جئنا وجدنا كل ما كتبنا عند إسماعيل.
فأما الوليد فمضى على سنته محموداً عند أهل العلم متقناً صحيحاً صحيح العلم، وتكلم قوم في إسماعيل، وإسماعيل ثقة عدل أعلم الناس بحديث الشام، ولا يدفعه دافع، وأكثر ما تكلموا قالوا: يغرب عن ثقات المدنيين والمكيين.
بقية بن الوليد

وبقية يقارب إسماعيل والوليد، فإن كان من الوليد في حديث الشاميين، وهو ثقة، إذا حدث عن ثقة فحديثه يقوم مقام الحجة، يذكر بحفظ إلا أنه يشتهي الملح والطرائف من الحديث، ويروي عن شيوخ فيهم ضعف، وكان يشتهي الحديث، فيكني الضعيف المعروف بالاسم، ويسمي المعروف بالكنية باسمه.
وسمعت إسحق بن إبراهيم بن راهويه قال قال ابن المبارك: أعياني بقبة كان يكني الأسامي ويسمي الكنى قال: حدثني أبو سعيد الوحاظي. إنما هو عبد القدوس.
وقد قال أهل العلم: بقية إذا لم يسم الذي يروي عنه وكناه فلا بسوى حديثه شيئاً.
حدثنا أبو اليمان قال حدثنا صفوان بن عمرو السكسكي عن يزيد بن حمير الرحبي عن عبد الله بن بسر المازني.
وحدثنا أبو الوليد وسليمان وأبو عمر قالوا ثنا شعبة قال أخبرني يزيد بن خمير عن عبد الله بن بسر من بني سليم قال: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي فنزل عليه.
ويزيد شامي قدم واسط، وسمع منه شعبة بواسط، وهو مستقيم الحديث.
حدثنا أبو الوليد وأبو عمر قالا ثنا شعبة عن أبي الفيض قال سمعت سليم بن عامر رجلاً من حمير.
أبو الفيض شامي له أحاديث حسان، وسليم بن عامر ثقة مشهور كلاعي خبائري.
<248> حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا أبو داؤد قال ثنا شعبة قال سمعت أبا إسحق يقول حدثني عبد الله بن عطاء عن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم بحديث، فلقيت عبد الله بن عطاء فسألته فقال: حدثني زياد بن مخراق، فقدمت البصرة فسألت زياداً فقلت: من حدثك بهذا الحديث ؟ فقال: حدثني رجل من بني ليث عن شهر بن حوشب، وشهر ابن حوشب وإن قال ابن عون أن شهراً قد تركوه فهو ثقة، والحديث حديث شامي - وقد روى أبو قلابة وشهر بن حوشب ومطر الوراق عن أهل الشام أحاديث كثاراً - رواه الثقات من الشاميين بسنده عن النبي صلى الله عليه وسلم من طرق صالحة، وأرسله أبو قلابة وشهر ومطر، قد كان يجب على أصحابنا أن يقبلوه بشكر. فأما حديث شهر فإن أبا صالح الرجل الصالح أخبرنا قال حدثني معاوية بن صالح الحمصي - قاض أندلسي - عن أبي عثمان عن جبير بن نفير وربيعة بن يزيد عن أبي أدريس الخولاني، وعبد الوهاب بن بخت عن الليث بن سليم الجهني كلهم يحدث عن عقبة بن عامر. قال عقبة: كنا خدام أنفسنا، وكنا نتداول رعية الابل بيننا، وأصابني رعية الابل، فرحت بها بعشي، فأدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قائم يحدث الناس، فأدركت من حديثه وهو يقول: ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ الوضوء، ثم يقوم فيركع ركعتين، يقبل عليهما بقلبه ووجهه إلا وجبت له الجنة وغفر له. قال: فقلت: ما أجود هذا. قال: فقال قائل: من بين يدي التي قبلها يا عقبة أجود. قال: فنظرت فإذا هو عمر بن الخطاب. قال: فقلت: وما هي يا أبا حفص ؟ قال: إنه قال قبل أن تأتي: ما منكم من أحد يتوضأ فيبع الوضوء فيقول أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء.
حدثنا أبو اليمان قال ثنا حريز بن عثمان عن ابن أبي عوف عن عبيد الله بن حي قال: حضرت مع حبيب بن مسلمة جنازة شرحبيل بن السمط، فأقبل علينا حبيب بوجهه كالمشرف علينا - يقول لطوله - .
حدثنا أبو اليمان قال حدثنا حريز عن حبيب بن عبيد الرحبي قال: كان أبو قبيلة مرثد بن وداعة العمي قائماً يقص.
حدثنا أبو اليمان حدثنا حريز عن حبيب بن عبيد يرده إلى أبي بشر، وأبو بشر يرده إلى <249> عثامة بن قيس، وعثامة بن عبد الله بن سفيان الأزدي، وكلاهما من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
حدثنا أبو اليمان عن حريز عن أبي الحسن عمران بن نمران أن أبا عبيدة بن الجراح كان يسير في العسكر فيقول: ألا رب مبيض لثبابه مدنس لدينه، ألا رب مكرم لنفسه وهو لها غداً مهين، فادرأوا السيئات القديمات بالحسنات الحديثات، فلو أن أحدكم عمل من السيئات ما بينه وبين السماء، ثم عمل حسنة لعلت فوق سيئاته حتى تقهرهن.
ثور بن يزيد رحبي، حدثنا أبو اليمان عن حريز بذلك.
أبو حبيب الحارث بن محمد القاضي.
حدثنا أبو اليمان قال حدثنا سعيد عن مكحول قال: قمت إلى أنس ابن مالك من هذا المسجد فسألته.

وعن سعيد بن عبد العزيز قال: كان اسم عبد الله بن سلام الحصين، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله. وكان اسم عبد الرحمن بن عوف عبد عمرو فسماه رسول اله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن. وكان اسم عبد الله بن أبي بن سلول الحباب فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله.
محمد بن زياد بن الألهاني كنيته أبو سفيان، حدثني بذلك أبو اليمان عن صفوان.
وخالد بن معدان كلاعي.
أبو اليمان عامر بن لحي الهوزني.
أبو الصلت شريح بن عبيد.
أبو حسنة مسلم بن أكيس مولى عبد الدار.
عامر بن كريز عمن ذكره أنه دخل على أبي عبيدة.
وأم صفوان أم الهجرس.
أزهر بن عبد الله بن جميع الحرازي.
حبان بن زيد أبو خداش الشرعبي، حدثنا بذلك أبو اليمان عن حريز.
حدثنا أبو اليمان قال حدثنا حريز عن معاوية الهذلي صاحب النبي صلى الله عليه وسلم.
<250> وعن حريز عن سليم بن عامر الخبائري عن الحارث بن معاوية الكندي سمعه يقول: ركبت إلى عمر.
وعن سليم قال: قدم عياض أو غطيف بن عياض الكندي على عمر بن الخطاب مع حبيب بن مسلمة.
وعبد الرحمن بن ميسرة حضرمي سمع من أبي أمامة.
وعاصم بن حميد سكوني صاحب معاذ، روى عنه راشد بن سعد عن معاذ، وقد ذكر بقية أن راشد بن سعد أصيبت عينه يوم صفين. وفقئت يوم صفين عين عدي بن حاتم الطائي، حدثنا بذلك أبو نعيم قال حدثنا سعيد ابن عبد الرحمن قال حدثنا محمد بن سيرين قال: لما قتل عثمان قال عدي ابن حاتم لا ينتطح في قتله عنزان. فلما كان يوم صفين فقئت عينه، فقيل له: لا ينتطح في قتل عثمان ؟ قال: بلى وتفقأ عيون كثيرة.
حدثنا أبو اليمان قال حدثنا حريز عن عبد الرحمن بن ميسرة عن جبير ابن نفير عن بشر بن جحاش القرشي. قلت لأبي اليمان: بشر ابن جحاش ؟ قال: نعم بشر بن جحاش، أشكله.
حدثنا أبو اليمان وعلي بن عياش قالا حدثنا حريز عن سعيد بن مرثد - وكان قد شهد صفين - قال سمعت عبد الرحمن بن حوشب يحدث عن ثوبان بن شهر قال سمعت كريب بن أبرهة وهو جالس مع عبد الملك في سطح بيت المال وذكروا الكبر فقال كريب: سمعت أبا ريحانة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يدخل شيء من الكبر الجنة. فقال قائل: يا رسول الله أحب ان أتجمل بعلاق سوطي وشسع نعلي. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم إن ذاك ليس بالكبر، إن الله جميل يحب الجمال، إنما الكبر من سفه الحق وغمص الناس بعينيه - وهذا لفظ أبي اليمان - .
وسلمان هو ابن سمية الألهاني يروي عن ابن حوالة وابن أبي عوف الجرشي عن المقدام بن معدي كرب وشرحبيل بن شفعة الرحبي عن ابن ناسح الحضرمي، وعن أبي الوليد أزهر الهوزي عن عقبة صاحب النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يتعوذ في صلاته من فتنة المغرب.
ابن أبي مريم أبو بحرية عبد الله بن قيس التراغمي.
<251> الهيثم بن مالك الطائي.
وضمرة بن حبيب بن صهيب الحمصي.
العلاء بن سفيان غساني.
وعن أبي سلمة سليمان بن سليم.
أبو ذر عبد الله بن فضالة.
العلاء بن سفيان الغساني.
قال ابن بكير: لم يسمع يزيد بن أبي حبيب من ابن شهاب ولا من نافع، ولم يسمع الأوزاعي من نافع.
حدثني سليمان بن سلمة الحمصي حدثنا بقية قال أخبرني يوسف ابن السفر عن الأزاعي عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يحب الملحين في الدعاء.
ويوسف بيروتي لا يكتب حديثه إلا للمعرفة.
عبادة بن أوفى نميري شامي.
حدثني سليمان بن سلمة الحمصي قال ثنا بقية قال حدثنا سلامة بن عميرة المنابجي - حي من اليمن - عن لقمان بن عامر الوصابي - حي من اليمن - عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل سارحة ورائحة على قوم حرام على غيرهم.
وقال حدثنا بقية قال حدثني أبو خالد السكوني بحير بن سعيد وهو من ثقات رجال حمص.
وقال حدثنا منيع بن السري الحرازي قال حدثنا عبد الله بن حميد المزني عن شريح بن مسروق الهوزي عن أبي زكريا عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن المعروف لا يصلح إلا لذي دين أبو لذي حسب أو لذي حلم.
وقال حدثنا المؤمل بن عمر أوق عنب العتبي حدثنا يوسف أبو عنبسة خادم أبي أمامة قال سمعت أبا أمامة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من لم يقرأ خلف الامام فصلاته خداج.

وقال حدثنا سليمان بن ناشرة الألهاني قال: سمعت عمير بن زياد الألهاني يقول: كان ثوبان جارا لنا وكان يدخل الحمام، فقلت له. قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدخل الحمام. فقال: ويتنور. قال: وكان ثوبان يسمى ابن بجدد.
حدثنا هشام بن عمار عن صدقة بن خالد القرشي مولى أم البنين - دمشقي ثقة - عن أبي حفص عثمان بن أبي العاتكة وكان قاص دمشق، وهو ضعيف الحديث.
حدثنا أبو عبد الرحمن المقريء قال حدثنا عبد الرحمن بن زياد بن أنعم وهو في عداد المصريين لا بأس به، وفي حديثه ضعف.
وقال: حدثنا سعيد بن أبي أيوب، وأبو أيوب مقلاص، وكان المقريء يقول: مولى أبي هريرة، وأنكر عبد العزيز بن عمران - وهو ابن بنت سعيد - وقال: نحن موالي خزاعة وأراني أسر به لأجداده وكتباً لهم، ينسبون إلى خزاعة. وهو مصري ثقة.
حدثنا أحمد بن يونس قال حدثنا أبو بكر بن عياش عن مطرح بن يزيد بن المهلب - وهو ضعيف - عن عبيد الله بن زحر وهو ضعيف.
عبد الله بن لهيعة
حدثنا أبو الأسود النضر بن عبد الجبار المرادي كاتب ابن لهيعة - وكان ثقة - وسمعت أحمد بن صالح أبا جعفر - وكان من خيار المتقنين - يثني عليه، وقال لي: كتبت حديث أبي الأسود في الرق فاستفهمته فقال لي: كنت أكتب عن المصريين وغيرهم من يخالجني أمره، فإذا ثبت لي حولته في الرق. وكتبت حديثاً لأبي الأسود في الرق، وما أحسن حديثه عن ابن لهيعة، فقلت له: يقولون سماع قديم وسماع حديث ؟ فقال لي: ليس من هذا شيء، ابن لهيعة صحيح الكتابة، كان أخرج كتبه فأملى على الناس حتى كتبوا حديثه املاءً، فمن ضبط كان حديثه حسناً صحيحاً، إلا أنه كان يحضر من يضبط ويحسن، ويحضر قوم يكتبون ولا يضبطون ولا يصححون، وآخرون نظارة، وآخرون سمعوا مع آخرين، ثم لم يخرج ابن لهيعة بعد ذلك كتاباً ولم ير له كتاب، وكان من أراد السماع منه ذهب فانتسخ ممن كتب عنه وجاء به فقرأه عليه، فمن وقع على نسخة صحيحة فحديثه صحيح، ومن كتب من نسخة ما لم تضبط جاء فيه خلل كثير. ثم <253> ذهب قوم، فكل من روى عنه عن عطاء بن أبي رباح فإنه سمع من عطاء، وروى عن رجل وعن رجلين وعن ثلاثة عن عطاء فتركوا من بينه وبين عطاء وجعلوه عن عطاء.
قال أبو يوسف: وكنت كتبت عن ابن رمح كتاباً عن ابن لهيعة، وكان فيه نحو ما وصف أحمد، فقال: هذا وقع على رجل ضبط املاء ابن لهيعة. فقلت له في حديث ابن لهيعة. قال: لم يعرف مذهبي في الرجال، إني أذهب إلى أنه لا يترك حديث محدث حتى يجمع أهل مصره على ترك حديثه.
سمعت ابن أبي مريم يقول: كان ابن لهيعة يقرأ من كتب الناس، ولقد حج قوم من أهل مصر فقدموا وصاروا إلى ابن لهيعة وذاكرهم فقال: هل كتبتم حديثاً طريفاً ؟ فقال له بعضهم: حديث القاسم العمري عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا رأيتم الحريق فكبروا فقال ابن لهيعة: هذا حديث طريف. قال فرأيت بعد يجيء الرجل فيسأله حدثك عمرو بن شعيب ؟ فيقول: لا إنما حدثنا بعض أصحابنا - يسميه - . قال: ثم وضعوا في حديثه عن عمرو بن شعيب فكان يقول كم شاء الله إذا مروا بهذا الحديث: هذا حديث بعض أصحابنا عن عمرو. قال: ثم سكت، فكانوا يضعون عليه في جملة حديث عمرو بن شعيب فغيروها.
قال سعيد: وشيء آخر؛ كان حيوة أوصى إلى وصي، وكانت كتبه عند الوصي، فكان من لا يتقي الله يذهب فيكتب من كبت حيوة حديث الشيوخ الذين قد شاركه ابن لهيعة فيهم، ثم يحمل إليه فيقرأ عليهم.
فحدثني أبو الأسود قال أخبرني ابن لهيعة عن دراج بن السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد.
<254> وسمعت ابن بكير: كان أبو الهيثم قاص الجماعة بمصر أيام بني أمية، فلما جاء عمال بني العباس عزلوه عن القصص، فاشتد ذلك عليه وقال: مالكم تعزلوني إنما أنا قاص، فإن قلتم لي زد في قصصك زدت، وإن قلتم قصر قصرت. فما لكم تعزلونني !.
قال ابن بكير: وأبو الهيثم مدني واسمه سليمان بن عمرو ثقة، قدم مصر فأقام بها يلتمس الرزق والمعاش.
حدثنا علي بن قادم الكوفي وقصرت في الكتابة عنه للتشيع، فإنه كان يميل إلى التشيع، ثم وجدت عامة كهولنا قد كتبوا عنه وقالوا: هو ثقة.

حدثنا غالب بن عبيد الله الجزري العقيلي وهو ضعيف متروك الحديث لا يكتب حديثه ولا يروي عنه أهل العلم، إنما يروي عنه أهل الغفلة، فأما عقلاء أهل العلم فلا يعبأون بحديثه. وقد روى شيخ كوفي مغفل أنباري يقال له وضاح بن حسان قال حدثنا وزير بن عبد الله عن غالب بن عبيد الله الجزري عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى معاوية سهماً وقال: هاك هذا يا معاوية حتى توافني به الجنة.
حدثني محمد بن عبد العزيز الرملي - وكان حافظاً - قال حدثنا عباد بن عباد أبو عتبة الخواص الفلسطيني - وكان من الزهاد والعباد ثقة عن السيباني يحيى بن أبي عمرو شامي ثقة، ويروي يحيى عن عمرو بن عبد الله الحضرمي - شامي ثقة - عن أبي أمامة، ويروي السيباني عن أبي العجفاء قال قيل لعمر: لو عهدت ؟ قال: لو أدركت خالد بن الوليد ثم وليته.
وهذا هو الباطل، وأبو العجفاء مجهول لا يدري من هو.
حدثنا هشام بن عمار قال حدثنا صدقة بن خالد القرشي وهو دمشقي ثقة.
حدثني محمد بن عبد العزيز الرملي حدثنا الوليد عن صدقة بن يزيد دمشقي حسن الحديث.
حدثنا بعض أصحابنا قال حدثنا صدقة بن عبد الله وهو السمين وسمعت عبد الرحمن بن إبراهيم يحسن أمره ويميل إلى عدالته، ولذلك ذكر لي عن مروان الطاطري - <255> وهو عندي ضعيف الحديث - : كان شيخاً يقال له عبد الله بن يزيد يجالس هشاماً، وكان عنده كتب صدقة بن عبد الله وحديثه، فلم يخف علي إذا نظر فيها ولا أكتب عنه.
حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد قال حدثنا الأوزاعي قال حدثني نهيك بن يريم الأوزاعي - لا بأس به - عن مغيث بن سمي الأوزاعي - وهؤلاء رجال الشام ليس فيهم إلا ثقة - قال: صلى بنا عبد الله بن الزبير الغداة بغلس، فالتفت إلى ابن عمر فقلت: ما هذه الصلاة ؟ قال: هذه صلاتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر، فلما قتل عمر أسفر بها عثمان.
حدثنا أبو نعيم حدثنا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز - وهو ثقة - عن عبد الله بن موهب - وهو همذاني ثقة - قال سمعت تميماً الداري. وهذا خطأ، ابن موهب لم يسمع من تميم ولا لحقه.
وحدثنا ابن ابنه يزيد بن خالد بن يزيد بن عبد الله بن موهب ثقة.
وحدثنا عبد الله بن يوسف الدمشقي ويزيد بن خالد بن عبد اله بن موهب قالا: حدثنا يحيى بن حمزة عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز عن عبد الله بن موهب عن قبيصة بن ذؤيب عن تميم الداري: سأل النبي صلى الله عليه وسلم: ما السنة في الرجل يسلم من أهل الكفر على يدي الرجل من المسلمين ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هو أولى الناس بمحياه ومماته.
حدثنا ابن المثنى حدثنا أبو بكر الحنفي قال حدثنا يونس بن أبي إسحق عن أبيه عن عبد الله بن موهب عن تميم الداري قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم. والحديث حديث يحيى بن حمزة.
حدثنا أبو عمير عيسى بن محمد بن النحاس قال حدثنا أحمد بن يزيد بن روح الداري - رجل من آل تميم - عن محمد بن عقبة القاضي عن أبيه عن جده: أتينا تميم <256> الداري وهو يعالج شعيراً لفرسه. فقلنا له: يا أبا رقية أمالك من يكفيك ؟ قال: بلى. ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من ارتبط فرساً في سبيل الله عالج علفه بيده كان له بكل حبة حسنة.
قال أبو عمير: لم يكن لتميم ذكر إنما كان له بنت يقال لها رقية، فتكنى بها.
حدثنا أبو الأسود النضر بن عبد الجبار المرادي الرجل الصالح أخبرنا ابن لهيعة عن أبي صخر عن مكحول قال سمعت أبا هند الداري يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من قام مقام رياء وسمعة راءى الله به وسمع.
يقولون: تميم وأبو هند أخوان والله أعلم.
حدثني سليمان بن سلمة أبو أيوب الحمصي حدثنا عبد الرحمن بن العلاء الغساني من آل أبي بكر بن أبي مريم عن أبي بكر بن أبي مريم عن أبيه عن جده قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت له: إنه ولد لي الليلة جارية. فقال: الليلة أنزلت علي سورة مريم فسمها مريم. فكان يكنى بأبي مريم.
حدثنا ابن بكير قال حدثني عبد الله بن لهيعة قال حدثني بكير عن بسر بن سعيد عن عبيد الله الخولاني - وكان يتيماً في حجر ميمونة قال: رأيت ميمونة تصلي في درع وسابغ وخمار ليس عليها ازارة. وبكير وبسر ثقتان تقوم روايتهما مقام الحجة.

قال ابن بكير: هو عبيد الله بن الأسد، ولكن مر قوم بالمدينة وهو صغير فخلفوه عند ميمونة فربته.
<257> الليث بن سعد
قال ابن بكير: ولد شعيب بن الليث سنة خمس وثلاثين. قلت لان بكير: كان يسمع معكم ؟ قال: لا.
قال ابن بكير حدثني شعيب بن الليث قال قال أبي: ودعت أبا جعفر أمير المؤمنين ببيت المقدس قال: أعجبني ما رأيت من عقلك ولقد فرحت إذ بقى الله في الرعية مثلك. قال شعيب: وقال لي أبي: لا تحدث بهذا عني ما دمت حياً. قال وقال لي أبو جعفر: ألا تنظر لي رجلاً استعمله على مصر ؟ فقلت له: فلان وإليك كان عليها. قال: لا ذاك ضعيف. قلت: يا أمير المؤمنين هو قوي. قال: لا ذاك ضعيف. قلت: أمير المؤمنين أبصر برعيته. فقال لي: أنظر لي رجلاً أستعمله عليها. فقلت: أفعل قال: فما يمنعك أنت ؟ قال قلت: أنا لا أقوى وأنا ضعيف. قال فقال لي: أنت قوي إلا أن تضعف نيتك فينا.
والليث يكنى أبا الحارث.
قال ابن بكير: وكان يقول أصلنا من أصبهان. قال ابن بكير: وهم من الطبنة.
حدثني ابن بكير قال حدثنا إبراهيم بن صالح قال قلت لابن لهيعة: كيف سمعت من الأعرج ولم يسمع منه الليث ؟ قال: قدم الأعرج فنزل على جعفر بن ربيعة. قال: وكنت أكف له حتى أشتري له الشعير لفرسه بالدراهم. قال وكان يشنف الليث وعمرو بن الحارث فقال لي: إني أريد أن أسمع شيئاً. وقال: حتى تسمعه ولا تخبر به أحداً. قال: فسمعنا من الأعرج وخرج إلى الاسكندرية، وتحدث الناس بذلك فقالوا الأعرج بن هرمز بالاسكندرية. قال ابن بكير: فسمعت الليث يقول: رأيته بمصر عند المنبر سئل عن حروف القرآن ولا أعرفه ولا أدري من هو.
قال ابن بكير: وسمعت الليث يقول: رأجت عمرو بن شعيب بمكة ولم أسأله عن شيء.
قال ابن بكير: وأخبرني من أثق به عن الليث بن سعد قال: رأيت أبا الخير مرثد بن عبد الله يقضي لأهل الاسكندرية.
قال ابن بكير: وحج الليث بن سعد سنة ثلاث عشرة، فسمع من ابن شهاب بمكة، ومن <258> ابن أبي مليكة وعطاء بن أبي رباح وأبي الزبير ونافع وعمران بن أبي أنس وعدة مشايخ.
قال ابن بكير: وأخبرني مبشر بن سعيد عن الليث قال: جئت أبا الزبير فأخرج إلي كتباً، فقلت: سماعك من جابر ؟ قال: ومن غيره. قلت: سماعك من جابر ؟ قال: فأخرج إلي هذه الصحيفة. قلت لابن بكير: والليث يومئذ ابن عشرين سنة ؟ قال: ابن عشرين سنة، قال الليث: ودخلت على نافع فسألني، فقلت: أنا رجل من أهل مصر. قال: ممن ؟ قال قلت: من قيس. قال: ابن رفاعة ؟ فقلت: أنا ابن رجل من قومه. وقال لي: ابن كم ؟ قلت: ابن عشرين سنة. قال: أما لحيتك فلحية ابن أربعين قال الليث: وقرأ رجل على نافع مثل الذي نشرت في أبيه قصة يريد الذي يشرب في آنية فضة.
قال ابن بكير: وأخبرني من سمع الليث يقول: كتبت من علم ابن شهاب علماً كثيراً، وطلبت ركوب البريد إليه إلى الرصافة، فخفت ألا يكون ذلك لله فتركت ذلك.
قال ابن بكير أخبرني شعيب بن الليث عن أبيه الليث قال: كان يقول: إنما قال لي بعض أهلي ولدت سنة اثنتين وتسعين، ولكن الذي أوقن في سنة أربع وتسعين.
قال ابن بكير: ولد الليث بن سعد سنة أربع وتسعين، وتوفي يوم النصف من شعبان يوم الجمعة سنة خمس وسبعين ومائة، وصلى عليه موسى بن عيسى الهاشمي، ودفن بعد الجمعة، يكنى أبا الحارث.
حدثني ابن بكير قال ثنا الليث قال: حججت فلما كنت بالمدينة كان قد وافى الحجاج من النواحي، وكانت الطرق كثيرة الروث، فكنت إذا غدوت إلى المسجد لبست زوجي خفاف، فإذا دخلت المسجد نزعت أحديهما وصليت في الأخرى. فقال لي يحيى بن سعيد الأنصاري: إنك منظور إليك. وأظنه قد قال: إنك أمام منظور إليك فلا تفعل هذا، وأمسح خفك وصل فيه.
حدثنا أبو صالح عبد الله بن صالح الرجل الصالح قال حدثنا أبو شريح عبد الرحمن بن شريح من سكان الاسكندرية، وكان كخير الرجال.
<259> مالك بن عبد الله الخثعمي صابح الصوائف.
حدثني عبد الرحمن بن يحيى بن إسماعيل بن عبيد الله المخزومي حدثنا الجراح بن مليح الحمصي أبو عبد الرحمن قال حدثنا بكر بن زرعة الخولاني عن أبي عنبة الخولاني - وكان ممن أكل الدم في الجاهلية، وصلى القبلتين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرساً يستعملهم فيه لطاعته - أو يستعملهم بطاعته - .

حدثنا سعيد بن الحكم بن أبي مريم أبو محمد القرشي - مولى لبني أمية - أخبرنا يحيى بن أيوب - وهو ثقة - أبو العباس عن خالد بن يزيد - وهو من المصريين ثقة - عن عبد الله بن مسروح عن ربيعة بن نورا عن فضالة بن عبيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أراد كنز الحديث فعليه بلا حول ولا قوة إلا بالله.
وحدثني بعض آل أبي مريم عن يحيى قال: كنت بمكة فخرجت مع ابن جريج في جنازة في يوم حرور، فقال لي: يا أبا العباس قد استعبدك الحديث. وكان له حلقة في مسجد مصر، فمر به الليث بن سعد يوماً فوقف عليه، فقام إليه يحيى ومضى معه إلى حلقة الليث، فكان الليث يسأله عن النوازل وكان حافظاً للحديث فيحدثه بما عنده. قال: وبعث إليه الليث بدنانير فكان يلزم الليث حتى مات.
حدثنا ابن بكير قال حدثنا المفضل بن فضالة بن عبيد أبو معاوية الحميري ثم القتباني وهو ثقة.
حدثنا أبو الأسود عن بكر بن مضر بن محمد بن حكيم بن سلمان أبو عبد الملك ثقة.
قال ابن رمح: رأيت الليث بن سعد جالساً على قبر يدفن ودموعه تسيل على لحيته.
<260> حدثنا ابن أبي مريم ثنا نافع بن يزيد القيسي مولى أم المضاء حدثني أبو الوليد ثنا عوف بن سليمان بن زياد مصري أظن سمع منه بمكة ولا بأس به.
حدثنا أبو اليمان حدثنا إسماعيل بن عياش عن أبي رواحة يزيد ابن أيهم عن الهيثم بن مالك الطائي قال سمعت النعمان بن بشير وهو على المنبر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن للشيطان مصالي وفخوخاً، وإن من مصاليه وفخوخه البطر بنعم الله، والفخر بعطاء الله، والبطر على عباد الله، واتباع الهوى في غير ذات الله.
حدثنا أبو اليمان حدثنا إسماعيل عن أبي سبأ عتبة بن تميم قال: ما كان أفضل هذا عن الوليد بن عامر اليزني عن عروة بن مغيث الأنصاري عن عمر بن الخطاب قال: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن صاحب الدابة أحق بصدرها.
حدثنا أبو اليمان حدثنا إسماعيل بن عياش عن ضمضم بن زرعة عن شريح عن أبي راشد الحبراني عن عبد الرحمن بن شبل: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن أكل الضب.
حدثنا أبو نعيم حدثنا عبد الملك بن حميد بن أبي غنية - وهو ثقة - عن محمد بن مهاجر الأنصاري عن أبيه عن أسماء بنت يزيد الأنصاري قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تقتلوا أولادكم سراً، فإن قتل الغيل يدرك الفارس فيدعنه عن ظهر فرسه.
حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا محمد بن مهاجر عن أبيه قال حدثتني أسماء بنت يزيد قالت: دعي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنازة رجل من الأنصار، فلما وضع السرير تقدم نبي الله صلى الله عليه وسلم ليصلي فقال: على صاحبكم دين ؟ فقالوا: نعم يا نبي الله ديناران. قال: قال: صلوا على صاحبكم. قال أبو قتادة الأنصاري: هما إلي يا نبي الله. قال: فصلى عليه.
قال أبو يوسف: وهذا أخو عمرو بن مهاجر صاحب حرس عمر بن عبد العزيز، وهما في رجال الشام ثقتان، ولهما أحاديث كبار حسان.
حدثنا أبو اليمان حدثنا صفوان عن أبي الزاهرية حدير بن كريب ثقة، وقد روى عنه المصريون.
حدثنا أحمد بن يونس حدثنا أبو شهاب عن حمزة بن أبي حمزة الجزري من نصيبين ضعيف لا يفرح بحديثه.
<261> عنبسة بن عبد الرحمن يروي عن محمد بن زاذان حديث عثمان عن النبي صلى الله عليه وسلم.
والفرات بن السائب.
وأبو العطوف الجزري، يحدث عنه يزيد بن هارون، اسمه الجراح ابن المنهال.
ومحمد بن سعيد.
ورشدين بن سعد.
والموقري.
ووزير بن عبد الله.
وغالب بن عبيد الله الجزري العقيلي.
ويحيى بن أبي أنيسة.
ومسلمة بن علي، حدثنا ابن رمح عنه.
وركن الشامي.
هؤلاء لا ينبغي لأهل العلم أن يشغلوا أنفسهم بحديث هؤلاء.
سمعت أبا بشر بكر بن خلف قال قال عبد الرحمن بن مهدي: لا ينبغي للرجل أن شغل نفسه بكتابة أحاديث الضعاف، فإن أقل ما فيه أن يفوته بقدر ما يكتب من حديث أهل الضعف أن يفوته من حديث الثقات.
حدثنا سعيد بن سنان أبو المهدي ضعيف الحديث.
وغضير بن معلان ضعيف الحديث، وقد كان أبو اليمان يقرأ حديثه فكنت لا أسمع وأنا فارغ جالس إلا أني كتبت أسانيد حديثه فقط.
وعن أبي موسى الوجيهي يروي عنه بقية وليس هو بشيء.
<262> وخالد بن يزيد بن أبي مالك حدثنا عنه سليمان بن عبد الرحمن وهو ضعيف الحديث.
أبو عصام العسقلاني ضعيف الحديث.

كثير بن مروان شامي ليس حديثه بشيء.
الحكم بن عمرو الرعيني شامي ضعيف.
والوليد بن عمرو بن ساج ضعيف لا يكتب حديثه.
عبد العزيز بن عبد الله بن حمزة بن صهيب، وحميد بن مالك اللخمي حدثنا آدم عن إسماعيل عنهما وهما ضعيفان.
عطاء بن عجلان يحدث عنه مبارك وغيره، لا يكتب حديثه.
عيسى بن سنان لين الحديث.
معان بن رفاعة لين الحديث.
وعمران بن أبي الفضل، يحدث عنه إسماعيل، ليس حديثه بشيء.
إسحق بن نجيح الملطي لا يكتب حديثه.
يزيد بن بزيع الرملي ضعيف.
سويد بن عبد العزيز كان قاضياً على دمشق ضعيف الحديث.
أبو فروة يزيد بن سنان الجزري وهو ضعيف.
حدثنا أبو المعافى محمد بن وهب بن عمر بن أبي كريمة مولى بني أمية بكفر جدا حدثنا محمد بن سلمة القيسي عن أبي عبد الرحيم خالد بن أبي يزيد حدثنا أبو المعافى - وهو ابن عم جدي عمر بن أبي كريمة وهو ابن خالة محمد بن سلمة - حدثني زيد بن أبي أنيسة الجزري.
وخالد بن أبي يزيد لا بأس به، وزيد بن أبي أنيسة ثقة حسن الحديث. ويحيى بن أبي أنيسة أخو زيد ضعيف لا يكتب حديثه إلا للمعرفة.
ومروان بن شجاع جزري حدثني عنه أحمد بن الخليل البغدادي وهو ثقة.
<263> وعفيف بن سالم الموصلي ثقة، حدثني عنه محمد بن عبد الله ابن عمار الموصلي.
ومحمد بن عمار ثقة، حدثني عنه أيوب عن محمد بن زياد الوزان البرقي وهو شيخ لا بأس به.
والمغيرة بن زياد الموصلي ثقة حدثني عند أبو عاصم الضحاك ابن مخلد.
وعبد الله بن العلاء بن زبر أبو زبر ثقة دمشقي أثنى عليه عبد الرحمن ابن إبراهيم وذكر أنه ثقة.
والنضر بن عدي ثقة حدثني عنه أبو صالح الحراني ويحيى بن صالح.
وعمران بن أبي قيس ثقة.
والنعمان بن راشد لا بأس به.
سويد بن عبد العزيز مستور، وفي حديثه لين، حدثنا عنه سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، وسليمان ثقة.
وعمر بن راشد حدثنا عنه أحمد بن يونس وفي حديثه لين.
ويحيى بن يحيى الغساني ثقة حدثنا عنه إبراهيم ثبت. أما عن يحيى وهشام سمع منهما سفيان بن عيينة، وسمع سفيان أيضاً عن يزيد بن جابر، ويزيد وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر ثقتان أزديون كانوا نزلوا البصرة، ثم تحولوا إلى دمشق، وقد روى عن عبد الرحمن ابن يزيد بن جابر عن يزيد بن يزيد بن جابر عن مكحول عن أبي هريرة في سترة المصلي. حدثني بذلك هشام بن عمار عن صدقة بن خالد. وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر أكبر من يزيد، ويزيد بن جابر بقي بعده وهو أكبرهما.
ومحمد بن مسلم بن أبي الوضاح كان مؤدب موسى قبل أن يستخلف وهو ثقة.
<264> والوليد بن أبي مالك قد روى عن أبي عبيد الله عن أبي هريرة: ستر المصلي مثل مؤخرة الرحل في مثل جلد السوط. حدثنا بذلك أبو نعيم عن مسعر عن الوليد، والوليد شامي ثقة.
ويزيد بن أبي مالك شامي كان قاضياً وابنه خالد بن يزيد بن أبي مالك في حديثهما لين.
وأبو عبيد الله بن مشكم صاحب معاذ ثقة.
وخالد بن يزيد بن صالح بن صبيح مدني دمشقي يروي عنه الوليد بن مسلم.
إبراهيم بن أدهم عربي كان ينزل بخراسان فتحول إلى الليث.
وقال أبو يوسف: ذكر لي أبو عدي العسقلاني أنه غزا مع إبراهيم وهو من الخيار الأفاضل.
حدثنا المقريء ثنا حيوة بن شريح وهو كندي شريف ثقة عدل رضي، يكنى أبا زرعة، توفي سنة ثمان وخمسين ومائة.
قال: أخبرني أبو هانيء حميد بن هانيء خولاني أنه سمع عمرو بن حريث وهذا مصري ليس له سماع ولا رواية ولا صحبة، وهو ليس بعمرو بن حريث المخزومي كوفي له رواية.
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا جعفر بن برقان وهو جزري ثقة، وبلغني أنه كان أمياً لا يقرأ ولا يكتب، وكان من الخيار.
وأبو مرحوم عبد الرحيم بن ميمون مصري يروي عن سهل بن معاذ ابن أنس الجهني عن أبيه: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من ترك اللباس وهو يقدر عليه تواضعاً لله دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيره من حلل الايمان يلبس أثياباً. حدثنا بذلك أبو عبد الرحمن وهو ابن نوفل بن فرات.
وأبو سلمة سليمان بن سليم حمصي ثقة حسن الحديث.
<265> أبو معبد حفص بن غيلان الرعيني يحدث عن مكحول.
والقاسم أبو عبد الرحمن مولى آل معاوية ثقة.
حدثنا آدم قال: حدثنا إسماعيل بن عياش قال: حدثني شرحبيل ابن مسلم وهو من ثقات أهل الشام حسن الحديث.

حدثني سعيد بن أسد قال: حدثنا ضمرة عن إبراهيم بن أبي عبلة ثقة.
حدثنا هشام ثنا صدقة بن خالد عن عتبة بن أبي حكيم وهو ثقة.
حدثنا آدم قال: حدثنا بقية عن محمد بن زياد الألهاني وهو ثقة.
حدثنا أبو عبد الرحمن المقريء قال: حدثنا موسى بن أيوب الغافقي ثقة.
حدثنا أبو سليمان أيوب بن محمد بن زياد قال: حدثنا معمر بن سليمان البرقي وهو ثقة عن عبد الله بن بشر كوفي تحول إلى الجزيرة.
وأبو عبد الله مرزوق شامي نزل البصرة روى عنه شيوخ البصرة وهو ثقة.
وروى إسماعيل بن عياش عن محمد بن درهم شامي ليس به بأس.
حدثنا أبو صالح قال: حدثني معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة شامي، وروى شعبة وحماد بن زيد عن بديل بن ميسرة عن علي بن أبي طلحة شامي وهو يكنى أبا طلحة وهو ضعيف الحديث منكر ليس بمحمود المذهب.
خليد بن دعلج بصري الأصل تحول إلى الشام وهو أمثل من سعيد بن بشير.
حدثنا ابن عثمان عن عبد الله عن الأوزاعي عن محمد بن عبد الملك وهو ابن مروان وهو الذي قتل بنهر أبي فطرس.
قال: أبو العباس هشام بن الغاز وعبد الله بن العلاء أبو عبد الرحيم ومحمد بن عبد الله الشعيثي وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان. منهم من حمل ومنهم من قدم إلى بغداد وكتب أصحابنا عنه ببغداد.
حدثنا ابن أبي مريم عن يحيى بن أيوب عن الوليد بن أبي الوليد مصري ثقة.
<266> حدثنا أبو صالح عن معاوية بن صالح عن العلاء بن الحارث وهو ثقة.
حدثنا آدم قال: حدثنا هشيم عن زكريا بن حكيم وهو شامي.
حدثنا أبو عاصم عن عبد الحميد بن جعفر مدني أنصاري ثقة وإن تكلم فيه سفيان فهو ثقة حسن الحديث عن يزيد بن أبي حبيب أبي رجاء عن أبي الخير مرثد بن عبد الله اليزني فاضل خير له حال في جنده زاهد عابد ثقة.
وموسى بن وردان. حدثنا أبو الأسود - مصري - عن ابن لهيعة عن موسى بن وردان وكان فاضلاً لا بأس به.
حدثنا أبو الأسود عن ابن لهيعة عن أبي عقيل زهرة بن معبد بن عبد الله بن هشام القرشي ثم التيمي عن جده قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهو ثقة.
حدثنا أبو أمية عمرو بن هشام الحراني ثقة عن مخلد بن يزيد الحراني وهو ثقة.
حدثنا أبو الوليد قال: حدثني الليث بن سعد عن أبي شجاع سعيد بن يزيد ثقة.
حدثنا هشام قال: حدثنا صدقة بن خالد قال: حدثنا أبو العباس هشام بن الغاز الجرشي وهو ثقة.
حدثنا هشام قال: حدثني يحيى بن حمزة وكان قاضياً على دمشق ثقة.
وروى خصيف عن أبي هشام سعد السنجاري.
حدثنا أبو صالح قال: حدثني الهقل بن زياد البيروتي وهو ثقة من الثقات وهو أعلى أصحاب الأوزاعي.
حدثنا ابن عثمان حدثنا عبد الله قال: أنبأ ابن علاثة وهم اخوة ثلاثة روى معمر عن أكبرهم، وروى حفص بن غياث عن القاضي منهم ببغداد.
حدثنا آدم قال: ثنا بقية عن بشير بن طلحة.
<267> قال: حدثني محمد بن عبد العزيز حدثنا بشير بن طلحة وكان يسكن الحلبة من كورة عسقلان.
وعبد الوهاب بن بخت شامي نزل المدينة ثقة.
وقرة بن عبد الرحمن بن حيويل في عداد المصريين معافري ثقة.
سمعت شيوخ مصر قالوا: لما عمل هشام بن عبد الملك صاعه ومده أرسل بهما إلى مصر، فأدخل الصاع المسجد وداروا به على حلق المسجد، فلما انتهوا به إلى حلقة حيويل أخذه فضرب به الأرض فكسره، ورفع الخبر إلى هشام. فقال: اسكتوا ولا تتكلموا فيه. قالوا: فلما كان في خلافة بني هاشم خرج وفد من مصر كان فيهم قرة. فقالوا: هذا فلان وهذا ابن حيويل كاسر الصاع. قالوا: فقال له أبو جعفر: هل لك أن تكسر لنا مداً ؟ قال فقال: يا أمير المؤمنين إن بعث موتانا كسرت المختوم والصاع.
أبو المؤمل الذي روى عنه شعبة شامي.
حدثني صفوان بن صالح قال: حدثنا زيد بن أبي الزرقاء الموصلي ثقة.
الأحوص بن حكيم يروي عنه ابن عيينة وغيره وكان زعموا رجلاً عابداً مجتهداً وحديثه ليس بالقوي.
ويحيى بن الحارث الذماري يروي عنه أهل الشام وهو شامي ليس به بأس.
وحكيم بن نافع رقي لا بأس به.
حدثنا سعيد بن منصور حدثنا مسكين بن ميمون مؤذن مسجد الرملة وهو لا بأس به، وقد سمعنا نحن من ابنه وكان لا بأس به.

حدثني ابن أبي مريم وعمرو بن طارق عن ابن لهيعة عن يزيد ابن أبي حبيب عن يحنس بن ظبيان أخبر إنه سمع عبد الرحمن ابن حسان يقول: أخبرني رجل من جذام أنه سمع <268> ابن عتاهية واسمه مالك يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأيتم عاشراً فاقتلوه.
حدثنا أبو بكير قال: قال مالك بن عتاهية: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فحلق حلقة بالسبابة والأبهام ونفخ. فقال ابن رمح: لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً.
حدثنا أبو نعيم سفيان عن سالم الأفطس وهو ابن عجلان وهو بغيض.
حدثنا عبد الله بن يوسف قال: حدثنا الحكم بن هشام ثقفي من آل أبي عقيل شامي.
حدثنا أبو عثمان مسلم بن بشار، هذا مصري، ومسلم بن بشار البصري.
جابر بن يزيد بن رفاعة موصلي حدثنا أصحابنا عن عبد الرحمن عنه.
حدثنا علي بن معبد بن شداد كان يسكن مصر من الأبناء القدماء.
أبو ظبية كلاعي شامي يحدث عن معاذ بن جبل.
أبو سالم الجيشاني مصري.
حدثنا سعيد بن أبي أيوب عن عبيد الله بن أبي جعفر عن سالم ابن أبي سالم الجيشاني عن أبيه عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا ذر إني أراك ضعيفاً، وإني أحب لك ما أحب لا تأمرن على اثنين لا تولين مال يتيم.
وأبو سالم سفيان بن هانيء.
سمعت ابن وهب يقول: كان حيوه عندنا بمنزلة ابن عون عندكم، وكان باراً بوالديه. قال: جالس عطاء بن أبي رباح وطبقته، وكان لا ينبسط في العلم حتى مات أبواه فانبسط.
سمعت عبد الرحمن بن إبراهيم دحيماً حدثنا الوليد قال: كان الأوزاعي إذا حدثنا يقول: حدثنا يحيى قال: حدثنا فلان ثنا فلان حتى ينتهي. قال الوليد فربما حدثت كما حدثني وربما قلت عن عن عن نخففنا من الأخبار.
<279> حدثنا دحيم عبد الرحمن بن إبراهيم - دمشقي قاضيهم - حدثنا الوليد ثنا الأوزاعي حدثني الوليد بن هشام المعيطي - وهو ثقة عدل - .
حدثني معدان بن طلحة اليعمري قال: لقيت ثوبان - وأهل البصرة مختلفون بعضهم يقول معدان بن طلحة، وبعضهم يقول ابن أبي طلحة. وهذا اسناد جيد - قال معدان: فلقيت أبا الدرداء فسألته فقال لي مثله - يعني حديث ثوبان - .
وقال: حدثنا الأوزاعي قال: حدثني حسان بن عطية قال: حدثني محمد بن أبي عائشة قال: سمعت أبا هريرة. وهذا اسناد جيد ورجال ثقات.
وقال: حدثنا الوليد قال: ثنا الأوزاعي حدثني عمير بن هانيء أبو الوليد، وعمير لا بأس به.
حدثني جنادة بن أبي أمية عن عبادة بن الصامت وطريق حديث. معدان أرجح من هذا الطريق وهذا أيضاً لا بأس به.
وقال: حدثنا الوليد حدثنا الأوزاعي قال: حدثنا حسان بن عطية عن عبد الرحمن بن سابط جمحي ثقة عن عمرو بن ميمون الأودي قال: فدم علينا معاذ بن جبل باليمن رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلينا. قال: فسمعت تكبيرة مع الفجر لرجل أجش الصوت فألقيت عليه تحيتي فما فارقته حتى دفنته بالشام ميتا. ثم نظرت إلى أفقه الناس بعد فأتيت ابن مسعود فلزمته حتى مات.
قال أبو يوسف: وهذا أجود ما يكون من الاسناد وأوضحه.
قال الأوزاعي: وحدثني أبو النجاشي وهو مولى نافع بن خديج ثقة.
والأوزاعي عن إسحق بن عبد الله بن أبي طلحة وهو ثقة سمع منه الأوزاعي باليمامة كان والياً على الصوافي والضياع.

والأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير، ويحيى ثقة جمع أحاديثه بصري الأصل تحول منها لمكان قتادة كان يؤذيه فتحول، وكان عطاراً باليمامه بهجر، جميل الأمر ثقة، يروي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة وأبي هريرة، ويروي يحيى عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي مديني ثقة عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان وهو ثقة يقوم حديثه وحديث محمد بن إبراهيم مقام الحجة، وقد سمع أبو سلمة من ربيعة بن كعب الأسلمي صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، وسمع يحيى من عمرو بن أمية الضمري صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، وسمع أبو سلمة من هلال بن أبي ميمونة، <270> وقد روى مالك بن أنس عن هلال، وكذلك فليح بن سليمان، وهلال ثقة حسن الحديث يروى عن عطاء بن يسار أحاديث حساناً، وحديثه يقام مقام الحجة، ويروي يحيى عن عبد الله بن أبي قتادة أحاديث حساناً أصولاً وحديثه يقوم مقام الحجة، وقد روى يحيى عن محمد بن إبراهيم قال: حدثني شقيق بن سلمة قال: حدثني حمران. هكذا رواه الوليد بن مسلم، وقال الهقل وابن أبي العشرين كاتب الأوزاعي والوليد بن مزيد: حدثني محمد بن إبراهيم قال: حدثني عيسى بن طلحة قال: حدثني حمران مولى عثمان.
قال أبو يوسف: فقلت لعبد الرحمن بن إبراهيم: يخالف الوليد في شقيق ؟ قال: نعم. قلت: فأيهم تراه أصوب ؟ قال: الذين قالوا عن عيسى بن طلحة، ويروي ابن سلمة: حدثني معيقيب وله صحبة، وقال يحيى: وحدثني قرة بن أبي قرة أن أبا أسيد حدثه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس، وقرة مديني ثقة.
وقال: حدثني أبو قلابة قال: حدثني أبو المهاجر وهو عمه. وهذا خطأ يروى إنه من الأوزاعي إنما هو عن أبي المهلب. هكذا رواه أهل العراق وهو الصواب.
ويروي يحيى قال: حدثني أبو قلابة قال: حدثني أبو أمية أو رجل عن أبي أمية - وقد اضطربت الرواية في هذا الحديث - قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم من سفر، فقال: ألا تنتظر الغداء يا أبا أمية ؟ فقلت: إني صائم. فقال: هلم أخبرك عن المسافر إن الله وضع عنه الصيام ونصف الصلاة.
<271> حدثني موسى بن إسماعيل قال: حدثنا أبان قال: حدثنا يحيى عن أبي قلابة عن أبي أمية.
حدثنا أبو صالح قال: حدثنا معاوية بن صالح أن عصام بن يحيى حدثه عن أبي قلابة عن عبيد الله بن زيادة عن أبي أمية أخي بني جعدة إنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتغدى في سفر وأنا قريب جالس، فقال هلم إلى الغداء. فقلت: إني صائم. فقال: هلم أحدثك ما للمسافر إن الله وضع عن أمتي نصف الصلاة والصيام في السفر.
حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا أيوب السختياني عن رجل من بني عامر عن رجل من قومه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يأكل - أو قال يتغدى - فقال: ادن أو انزل فاطعم. فقلت: إني صائم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وشطر الصلاة عن الحبلى.
حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتغدى فقال: تعالى أحدثك إن الله وضع عن المسافر والحامل والمرضع الصوم وشطر الصلاة.
حدثنا المعلى بن أسد قال: ثنا وهيب عن أيوب عن أبي قلابة عن رجل من بني عامر. قال أيوب: فلقيته فسألته فحدثنيه عن رجل منهم إنه أتى المدينة في طلب ابل له فدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فوافقه وهو يتغدى فقال له: هلم إلى الغداء. قال: إني صائم. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: إن الصيام قد وضع عن المسافر وشطر الصلاة. وعن الحبلى أو المرضع.
حدثنا الحجاج حدثنا حماد عن الجريري عن أبي العلاء عن رجل من قومه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يطعم فقال له: هلم فكل. قال: إني صائم. فقال: أدن حتى اخبرك عن الصوم إن الله وضع شطر الصلاة عن المسافر والصوم عن الحبلى والمرضع.
حدثنا الحجاج ثنا حماد عن أيوب عن أبي قلابة عن ذلك الرجل من بني عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله.
حدثنا سعيد بن منصور قال: حدثنا هشيم قال: أخبرنا خالد عن أبي قلابة ويزيد بن عبد الله بن الشخير عن رجل من بني عامر إن رجلاً منهم أتى النبي صلى الله عليه وسلم - وهو على بكر له - فدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فوافقه يتغدى، فقال: هلم. فقال: إني صائم. فقال: هلم احدثك عن الصوم.

قال أبو قلابة في حديثه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله وضع عن المسافر الصوم وشطر الصلاة وعن الحبلى والمرضع.
وقال يزيد بن عبد الله في حديثه: أنه وضع عن المسافر الصوم وشطر الصلاة وعن الحبلى والمرضع.
حدثني العباس بن الوليد بن مزيد قال: اخبرني أبي قال: حدثنا الأوزاعي قال: حدثني يحيى بن أبي كثير قال: حدثني أبو قلابة الجرمي قال: حدثني أبو أمية أو أبو المهاجر عن أبي أمية قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ألا تنتظر الغداء. قال: إني صائم. قال: تعال اخبرك عن المسافر إن الله وضع عنه الصيام ونصف الصلاة.
حدثنا أبو نعيم وأبو عمر النمري حدثنا أبو هلال عن عبد الله بن سوادة عن أنس بن مالك - رجل من بني عبد الله بن كعب - قال: أغارت علينا خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلقت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يأكل فقال: أدن فأصب من هذا الطعام. وقال: اجلس احدثك عن الصلاة أو الصوم. إن الله وضع عن المسافر نصف الصلاة ووضع عن المسافر الصوم أو الصيام وعن الحبلى والمرضع. قال: فوالله لقد قالهما جميعاً أو أحدهما فيا لهف نفسي ألا اكون أكلت من طعام رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حدثنا مسلم بن إبراهيم والمعلى بن أسد قالا: حدثنا وهيب حدثنا عبد الله بن سوادة القشيري عن أبيه عن أنس بن مالك - لرجل منهم - أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم المدينة والنبي صلى الله عليه وسلم يتغدى فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هلم الغداء. قال: فقلت: يا نبي الله إني صائم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله وضع عن المسافر الصوم وشطر الصلاة وعن الحبلى أو المرضع. هذا لفظ مسلم، ولفظ المعلى عن أنس بن مالك رجل منهم قال: أصيب ابل له فأتى المدينة في طلب ابله، فدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فوافقه وهو يتغدى، فقال له: هلم إلى الغداء. فقال: إني صائم. فقال: إن الصيام وضع عن المسافر وشطر الصلاة وعن الحبلى أو المرضع.
والأوزاعي عن يحيى عن عبيد الله بن مقسم مديني ثقة.
ويروي الأوزاعي عن هند عن بريم شامي.
والأوزاعي عن مغيث بن سمي الأوزاعي شامي ثقة.
ويروي الأوزاعي عن المطلب بن عبد الله بن حنطب المخزومي ثقة.
ويحيى عن عياض بن أبي زهير مديني ثقة.
<273> وروى الأوزاعي عن أبي عبيد الحاجب روى عنه مالك - وهو ثقة - عن عقبة بن وساج وهو ثقة.
وروى الأوزاعي عن عثمان بن أبي سودة ثقة.
وروى عن شداد أبي عمار ثقة، قد روى عنه النهاس بن فهم.
وروى يحيى عن ربيعة بن يزيد شامي ثقة.
وروى الأوزاعي عن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر مخزومي شامي ثقة.
وروى الأوزاعي عن شيخ له يقال له حصن لا أعلم أحداً روى عنه إلا الأوزاعي.
وروى الأوزاعي قال: حدثني أبو جعفر محمد بن علي بن فاطمة حدثني سعيد بن المسيب قال: حدثني ابن عباس.
وروى الأوزاعي عن هارون بن رياب الأسدي البصري ثقة.
وروى عن شيخ يقال له أسيد بن عبد الرحمن شامي ثقة.
وقال: حدثني عمرو بن الوليد ثقة.
وروى عن إبراهيم بن قارظ عن السائب بن يزيد ثقة.
قال الأوزاعي: قال حدثني قتادة قال: حدثني يزيد الرقاشي وهو لين الحديث.
الأوزاعي عن ابن سراقة شامي ثقة.
حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال: حدثنا الوليد قال: حدثنا الأوزاعي عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن الأرقم قال: دخلت على عمر بن الخطاب وهو قائم يصلي بالهاجرة، فقمت عن يسارهن فأخذ بيدي فأقامني عن يمينه، ثم جاء يرفأ حاجب عمر فتقدم عمر وصففنا خلفه. هكذا الرواية عن الأوزاعي.
<274> هقل والوليد بن مزيد وابن المبارك قالوا: عن عبد الله بن الأرقم.
حدثنا ابن قعنب وابن بكير عن مالك عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبيه قال: دخلت على عمر بن الخطاب بالهاجرة، فوجدته يسبح، فقمت وراءه فقربني حتى جعلني عن يمينه، فلما جاء يرفأ تأخرت، فصففنا وراءه. وتابع ابن عيينة وشعيب ومعمر ومحمد ابن أبي حفصة ويونس وعقيل مالكاً قالوا: عن عبيد الله بن عبد الله عن أبيه. وهذا هو المحفوظ إن شاء الله.

حدثني العباس بن الوليد قال: حدثني أبي قال: حدثنا الأوزاعي حدثني محمد بن أبي كثير حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن حدثنا عبد الرحمن بن عبد القاري قال: دخلت على عمر بن الخطاب وهو يصلي بالهاجرة، فصلى أربع ركعات ثم انصرف فقال: إني لأرجو أن تكون من صلاة الليل أو مثل صلاة الليل.
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا هشام عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن عبد الرحمن: إنه دخل على عمر. وقالوا: أن أبا نعيم كان يقول عن عبد الرحمن بن عوف أنه دخل على عمر، فقيل له: إنما هو عبد الرحمن بن عبد القاريء. فقال: عن عبد الرحمن. ولم ينسبه بعد.
حدثنا ابن قعنب وابن بكير عن مالك عن داؤد بن الحصين عن الأعرج عن عبد الرحمن بن عبد القاري: أن عمر بن الخطاب قال: من فاته حزبه من الليل فقرأ به حين تزول الشمس إلى صلاة الظهر فكأنه لم يفته أو كأنه أدركه.
حدثنا أبو صالح قال: حدثني الليث قال: حدثنا يونس عن ابن شهاب قال: أخبرني السائب بن يزيد وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن عبد الرحمن بن عبد قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من نام حزبه أو عن شيء منه فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل.
حدثنا آدم بن أبي اياس وعاصم بن علي قال: حدثنا ابن أبي ذئب قال: حدثنا الحارث بن عبد الرحمن قال: كنت مع أبي سلمة بن عبد الرحمن فأتانا ابن لعبد الله بن <275> طهفة الغفاري، فقال له أبو سلمة: حدثنا عن أبيك ؟ قال: نعم، حدثني أبي قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اجتمع عنده الضيفان قال: لينقلب كل رجل بجليسه، فكنت أنا ممن انقلب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما دخل قال: أيا عائشة هل من شيء ؟ فقالت: نعم خويسة كنت أعددتها لأفطارك. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ائتني بها. فجاءت بها، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلوا بسم الله. فأكلنا منها والله حتى ما ينظر إليها، ثم قال: عندك شراب؟ فقال: نعم لبينة أعددتها لأفطارك. فقال: ائتني بها. فجاءت بها. فقال: اشربوا بسم الله. فشربنا والله حتى ما ينظر إليها. ثم خرجت فاضطجعت في المسجد على وجهي، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى صلاة الفجر فأيقظ أهله لصلاة الفجر، وكان إذا خرج يوقظ أهله يقول الصلاة. فرآني منكباً على وجهي فقال: من هذا ؟ فقلت: أنا عبد الله بن طهفة فقال: إن هذه ضجعة يكرهها الله. واللفظ لآدم.
حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم وصفوان قالا: حدثنا الوليد قال: ثنا الأوزاعي قال: حدثني يحيى عن محمد بن إبراهيم عن ابن قيس بن طهفة الغفاري عن أبيه.
قال: وحدثني العباس بن الوليد بن مزيد قال: أخبرني أبي حدثنا الأوزاعي قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير عن محمد بن إبراهيم التيمي قال: حدثني ابن لقيس بن طخفة الغفاري عن أبيه - وكان من أصحاب الصفة - قال: فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتينا بعد المغرب فيقول: يا فلان انطلق مع فلان.
حدثنا ابن عثمان قال: حدثنا عبد الله قال: أخبرنا هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن يعيش بن طغفة الغفاري قال: كان أبي من أصحاب الصفة، فأمر بهم النبي صلى الله عليه وسلم فجعل الرجل ينطلق بالرجلين.
حدثني سعيد بن يحيى الأموي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا محمد ابن إسحق عن محمد بن عمرو بن عطاء عن طهفة الغفاري وعن نعيم المجمر قال: حدثاني جميعاً <276> عن طغفة قال: ضفت رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن يضيفه من المساكين فلما كان من جوف الليل.
قال: وحدثني عبد الله بن أبي زياد قال: حدثنا خالد بن مخلد عن عبد السلام بن حفص عن محمد بن عمرو بن حلحلة الدئلي عن نعيم بن عبد الله المجمر عن أبي طخفة الدئلي عن أبيه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا منبطح على بطني فقال: هذه ضجعة أهل النار.
وروى الأوزاعي عن غيلان بن أنس شامي كلبي قد رأى عمر بن عبد العزيز.
حدثنا العباس بن الوليد بن مزيد قال: أخبرني أبي قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز قال: توفي أبو مسلم الخولاني بأرض الروم في حملة بسر في خلافة معاوية. فقال لبسر بن أرطأة - وكان رجل سوء ويزعم كثير من أهل الشام له صحبة وهو باطل - : أمرني على من معك من المسلمين، واجعل قبري أقصى القبور فأني أرجو أن أجيء يوم القيامة بلوائهم.

وحدثني العباس حدثني أبي قال: حدثنا الأوزاعي: حدثني سالم ابن عبد الله المحاربي شامي ثقة.
قال الأوزاعي: كان أبو عروة القاسم بن مخيمرة يقول: إذا أغلقت بابي لم يجاوزه همي.
قال: وسمعته وأنا غلام لم أبلغ وإذا جنازة قد تبعتها نساء، فقال: ما أحب أن لي أجورهن بقبال نعلي.
حدثني العباس أخبرني أبي قال: حدثنا الأوزاعي قال: حدثني داؤد بن علي أنه سمع الحسن بن أبي الحسن يقول: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس يوم الجمعة أقبل شاوش من سمن، فجعل الناس يقومون إليها حتى لم يبق إلا قليل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو تتابعتم لتأجج الوادي عليكم ناراً.
<277> حدثني العباس قال: أخبرني أبي قال: سمعت الأوزاعي قال: كان معاوية بن أبي سفيان أول ما اعتذر إلى الناس في الجلوس في الخطبة الأولى في الجمعة، ولم يصنع ذلك إلا لكبر سنه وضعفه.
قال: فكان عبد الملك بن مروان أول من رفع يديه في الجمعة وقنت فيها.
قال: وكان المصعب بن الزبير أول من أحدث التكبير الثلاث بعد المغرب والصبح، وكان هشام بن إسماعيل أول من جمع الناس في الدراسمة.
قال: وكان عمر بن عبد العزيز يجلس في الخطبة الأولى.
حدثني الوليد بن عتبة الدمشقي وإسحق بن إبراهيم قالا: حدثنا بقية بن الوليد قال: حدثني حصن بن مالك الفزاري قال: سمعت شيخاً يكنى أبا محمد - وكان قديماً - يحدث عن حذيفة بن اليمان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه قال: اقرأوا القرآن بلحون العرب وأصواتها وإياكم ولحن أهل الفسق وأهل المكايس فأنه سيجيء من بعدي قوم يرجعون بالقرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح لا يجاوز حناجرهم مفتونة قلوبهم وقلوب الذين يعجبهم شأنهم.
قال بقية: ليس له إلا حديث واحد وهو من أهل الافريقية.
حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم قال: حدثنا الوليد قال: حدثنا حصين بن الوليد مولى بني يزيد قال: حدثني الأزهر بن الوليد الحمصي قال: سمعت أم الدرداء ببيت المقدس وهي تحدث: ليكفرن أقوام من هذه الأمة بعد إيمانهم.
وحدثني عبد الرحمن بن إبراهيم قال: حدثنا الوليد قال: حدثنا عبد الله بن يزيد بن أبي مسلم الثقفي عن أبيه قال: كان الحجاج عاملاً لعبد الملك على مكة، فكتب إليه بولايته على العراق. قال: فخرج وخرجت معه في نفر ثمانية أو تسعة على الجانب، فلما كنا على قريب من الكوفه نزل فاختضب وتهيأ وذاك في يوم جمعة، ثم راح معتماً قد ألقى عذبة العمامة بين كتفيه متقلداً سيفه حتى نزل عند دار الامارة عند مسجد الكوفة، وقد أذن المؤذن الأذان الأول لصلاة الجمعة، وخرج عليهم الحجاج وهم لا يعلمون، فجمع بهم، ثم صعد المنبر فجلس عليه فسكت وقد اشرأبوا إليه وجثوا على الركب وتناولوا الحصاة ليقذفوه بها ويخرجوه عنهم. <278> قال: وقد كانوا أحصبوا عاملاً قبله فخرج عنهم. قال: فسكت سكتة أبهتهم بها وأحبوا أن يسمعوا كلامه فكان أول بدء كلامه أن قال: يا أهل العراق يا أهل الشقاق ويا أهل النفاق أما والله إن كان أمركم ليهمني قبل أن آتيكم ولكن كنت أدعو الله أن يبتليكم بي وأن يبتليني بكم، فأجاب دعوتي. ألا إني أسريت البارحة فسقط مني سوطي فاتخذت هذا - وأشار إليهم بسيفه - مكانه، فوالله لجرنه فيكم جر المرأة ذيلها ولأفعلن ولأفعلن. قال يزيد: حتى رأيت الحصا يتساقط من أيديهم. قال: قوموا إلى بيعتكم. فقامت القبائل قبيلة قبيلة تبايع. فيقول: من ؟ تقول: بنو فلان. حتى جاءته قبيلة قال: ومن ؟ قالوا: النخع. قال: منكم كميل بن زياد. قالوا: نعم. قال: ما فعل ؟ قالوا: أيها الأمير شيخ كبير. قال: لا بيعة لكم عندي ولا تثه حتى تأتوني به. قال: فأتوه به منعوشاً في سرير حتى وضعوه إلى جانب المنبر. فقال: ألا أنه لم يبق ممن دخل على عثمان الدار غير هذا. فدعا بنطع فضرب عنقه.

حدثني عبد الرحمن ثنا الوليد قال: حدثني عبيد الله قال: دخلت على الحجاج فأشار بيده فقلت: عبيد الله بن يزيد بن أبي مسلم الثقفي. قال: قد فرضنا لك في كذا وكذا. قال عبيد الله: فلما مات الحجاج في بقية خلافة الوليد، تولى يزيد بن أبي مسلم على العراق أربعة أشهر، فلما هلك الوليد، وولى سليمان، عزله وولى يزيد بن المهلب العراق، فأشخصه إلى سليمان فقدم عليه وهو بالبلقاء، فأوقفه للناس فما أتى أحد يتكلم فيه بشيء إلا أن رجلاً من أهل المدينة أدلى بأن يزيداً قد نال منه بالعراق لطمة، فسأله القود منه، فأقاده، فلطمه لطمة أخضرت منها عينه، فلما رأى سليمان أن أحداً لا يتبعه بمظلمة أدخله عليه وجعل يسائله عن أمور الناس وعن سيرة الحجاج وأعماله، فكلما أخبره ببعض ما يكره بقول: ويحك يا يزيد ما ترى الله صانعاً بالحجاج يوم القيامة. قال: فسكت يزيد، فلما أكثر عليه قال: أقول يا أمير المؤمنين إن الله سيجعله ثالثاً لأبيك وأخيك وبينهما فأن دخلا الجنة فعاملهما والمنفذ لأمرهما، وإن دخلا النار فما سؤالك عنه. قال: قال سليمان: ويحك يا فلان اكتب إلى اليمامة أن يكفوا عن لعن الحجاج فلا يذكروه بلعنة ولا بصلاة. قال: وقد كان يكتب إلى اليمامة ألا يذكروه إلا بلعنة، فكانوا يفعلون. قال: <279> وأذن له بالانصراف إلى أهله فقدم دمشق، فتهيأ للرواح إلى المسجد فتكلم الذين يلونه بعضهم إلى بعض فقالوا: هذا ابن أبي مسلم قد صلى وهو الآن يأتيكم للمجالسة والألفة التي كانت بينكم وبينه فقوموا إليه فازجروه عنكم قبل أن يأتيكم فأنه إن أتاكم فزجرتموه كانت عليكم شهرة وأحدوثة. قال: فقاموا إليه فلما رآهم ظن أنهم أتوه ليسلموا ورحب بهم، فقالوا: يا هذا إليك عنا كنت تجالسنا وقد فعلت بالعراق وفعلت فلا تجالسنا ولا تقربنا. قال: فقال بيده فحركها وقال: فعلت وفعلت، أم والله ما أجدني آسى على شيء إلا على نفوس كثيرة تركتها في سجون العراق أن لا أكون أتيت عليها.
حدثني أبو سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا أبو حفص عن سعيد عن إسماعيل قال: مرضت فعادني أبو صالح الأشعري فحدثني عن كعب قال: الحمى كير من النار يبعثه الله على عبده المؤمن في الدنيا فيكون حطة من نار جهنم.
مصر
حدثنا أبو يوسف ثنا أبو صالح عبد الله بن صالح حدثنا ابن شريح أنه سمع عميرة بن عبد الله المعافري يقول: حدثني أبي أنه سمع ابن الحمق قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تكون فتنة أسلم الناس فيها - أو قال خير الناس فيها - الجند العربي.
قال ابن الحمق: فلذلك قدمت عليكم مصر.
حدثنا أبو يوسف حدثنا أبو صالح حدثنا الليث عن يحيى بن سعيد أنه قال: ما أعلم الورع اليوم إلا في أهل المدينة وأهل مصر.
حدثنا أبو يوسف حدثنا أبو نعيم وقبيصة قالا: حدثنا سفيان عن زيد ابن أسلم عن عبد الرحمن بن وعلة قال: قلت لابن عباس: إنا لنغزو المشرق فنؤتى بالأسقية لا ندري ما هي. قال: إني لا أدري ما أقول لك إلا إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: أيما أهاب دبغ فقد مهر.
<280> حدثنا أبو يوسف حدثنا يحيى بن عبد الحميد حدثنا أبو معاوية عن يحيى بن سعيد عن الحارث بن يزيد الصنعاني عن أبي ذر قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم الأمارة. فقال: يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وادى الذي عليه فيها.
حدثنا أبو يوسف حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك بن أنس عن عمرو بن الحارث عن عبيد بن فيروز عن البراء بن عازب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل: ماذا يتقى من الضحايا ؟ فأشار بيده فقال: أربعاً؛ - وكان البراء يشير بيده فيقول: ويدي أقصر من يد رسول الله صلى الله عليه وسلم - العرجاء البين ظلعها والعوراء البين عورها، والمريضة البين مرضها، والعجفاء التي لا تنقي.
أبو يوسف حدثنا زيد بن بشر قال: كان ربيعة يقول: لا يزال بذاك المغرب فقه ما دام فيه ذاك القصير - يريد عمرو بن الحارث.
سمعت ابن بكير يقول: قال عبد العزيز بن محمد: رأيت الليث بن سعد عند ربيعة يناظرهم في المسائل وقد فاق أهل الحلقة.

قال ابن بكير: قال الليث: كان أبو ذر بمصر والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص، وإن عبد الله بن عمر قدم مصر واختط دار البركة، فسأله إياها عبد العزيز بن مروان، فوهبها له، فلم يثبه منها شيئاً.
قال: وحدثني يحيى بن سليمان الجعفي حدثني ابن وهب حدثني حرملة بن عمران عن عمير بن أبي مدرك عن سفيان بن وهب الخولاني قال: سمعته يقول: بينما نحن نسير مع عمرو بن العاص في سفح هذا الجبل قال: ومعنا المقوقس فقال له: يا مقوقس ما بال جبلكم هذا أقرع ليس عليه نبات ولا شجر على نحو من جبال الشام ؟ قال: ما أدري ولكن الله أغنى أهله بهذا النيل عن ذلك، ولكنا نجد تحته ما هو خير من ذاك ؟ قال: وما هو ؟ قال: ليدفنن تحته - أو ليقبرن - قوم يبعثهم الله يوم القيامة لا حساب عليهم. فقال عمرو: اللهم اجعلني منهم.
قال حرملة: فرأيت أنا قبر عمرو بن العاص فيه وفيه قبر أبي بصرة الغفاري وعقبة بن عامر.
وسمعت ابن بكير قال: ولي الليث بن سعد لهم ثلاث ولايات لصالح ابن علي. قال: قال صالح لعمرو: لا أدعه حتى يتولى لي. فقال عمرو: لا تفعل. قال: لأضربن عنقه. قال: فجاء عمرو فحذره فولي ديوان العطاء وولي الجزيرة أيام أبي جعفر وولي أيام المهدي الديوان.
قال: وولي لهم ابن لهيعة بيت المال، وولي القلزم، وولي القضاء عشر سنوات في أيام أبي جعفر، والقلزم وبيت المال في أيام المهدي.
قال: وقال الليث: كنت أرى عمرو بن الحارث عليه ثلاثة أثواب بدينار؛ قميصه ورداؤه وازاره، ثم لم تمض الليالي والأيام حتى رأيته يجر الوشي والخز، فأنا لله وإنا إليه راجعون.
أخبرنا أبو يوسف يعقوب الفسوي قال:
وهؤلاء ثقات التابعين من أهل مصر
منهم:
سفيان بن وهب الخولاني
سمع من عمر بن الخطاب، وروى أحاديث حساناً.
<282> وأبو تميم الجيشاني
وأبو ثور الفهمي
حدثنا أبو عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي حدثني مسلم بن يسار عن سفيان بن وهب الخولاني قال: كنت مع عمر بن الخطاب بالشام فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كل مسكر حرام.
حدثنا عبد الرحمن عن حيوة بن شيح أخبرني بكر بن عمرو أنه سمع عبد الله بن هبيرة إنه سمع أبا تميم الجيشاني إنه سمع من عمر بن الخطاب يقول: إنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقتم كما يرزق الطير تغدو أخماصاً وتروح بطاناً.
حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير عن ابن لهيعة حدثني يزيد بن عمرو قال: سمعت أبا ثور الفهمي يقول: قدمت على عثمان بن عفان، فبينا أنا عنده قال: لقد اختبأت عند ربي عشراً؛ إني لرابع أربعة في الاسلام ولا تعنيت ولا تمنيت ولا وضعت يميني على فرجي منذ بايعت بها حبي ولا مرت بي جمعة منذ أسلمت إلا وأنا أعتق فيها رقبة إلا أن لا يكون فاعتقها بعد ذلك، ولا كذبت في جاهلية ولا اسلام قط.
ومنهم:
أبو قيس مولى عمرو بن العاص
حدثنا أبو صالح حدثني الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص عن عثمان بن عفان إنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الخبث سبعون جزءاً فجزء في الأنس وتسعة وستون جزءاً في البر.
ومنهم:
<283> علي بن رباح بن قصير اللخمي
ولد بالمغرب.
حدثنا أبو الأسود النضر بن عبد الجبار ويحيى بن عبد الله بن بكير قالا: أخبرنا ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد الحضرمي عن علي بن رباح عن عتبة بن الندر السلمي - وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الأجلين أوفى موسى ؟ قال: أبرهما وأوفاهما.
وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن موسى لما أراد فراق شعيب أمر أمرأته أن تسأل أباها من غنمه ما يتعيشون به، فأعطاها ما تنتج من قالب لون، فلما وردت الحوض وقف موسى بإزاء الحوض فلم تصدر منها شاة إلا ضرب على جنبها بعصاه فتنجب قالب ألوان كلها وتنجب اثنين وثلاثة ليس منهم فشوش ولا ضبوب ولا كمشة ولا ثعول فإذا فتحتم الشام وجدتم بقايا منها وهي السامرية.
ومنهم:
أبو الخير مرثد بن عبد الله اليزني

حدثنا أبو عاصم عن عبد الحميد بن جعفر عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير مرثد بن عبد الله اليزني عن أبي بصرة الغفاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا مررتم باليهود والنصارى فلا تسلموا عليهم، وإذا سلموا عليكم فقولوا وعليكم.
ومنهم:
<284> محمد بن عبيد بن جبر
حدثنا أبو صالح ويحيى بن بكير قالا: حدثنا الليث حدثني يريد بن أبي حبيب عن كليب بن ذهل الحضرمي عن عبيد بن جبر إنه سافر مع أبي بصرة الغفاري في رمضان للاسكندرية فلما دفعوا من الفسطاط دعا بطعام فقلت له: تأكل ولن نزد أن ننظر إلى الفسطاط نظرنا !! فقال: أترغب عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه. فافطر.
وأبو تميم الجيشاني
حدثنا أبو صالح وابن بكير قالا: حدثنا الليث عن خير بن نعيم الحضرمي عن ابن هبيرة السبائي عن أبي تميم الجيشاني أن أبا بصرة الغفاري قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العصر بالمخمص. فقال: إن هذه الصلاة فرضت على من كان قبلكم فضيعوها فتركوها، فمن حافظ عليها منكم أتي أجرها مرتين، ولا صلاة بعدها حتى يطلع الشاهد.
حدثنا أبو صالح عن الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن خير بن نعيم ح.
وحدثنا ابن بكير وأبو الأسود وقتيبة بن سعيد عن ابن لهيعة عن ابن هبيرة أن أبا تميم أخبره أنه سمع أبا بصرة الغفاري يقول: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العصر بمخمص - وأد من بعض أوديتهم - فقال: إن هذه الصلاة عرضت على من كان قبلكم فتوانوا عنها وتركوها، ألا فمن صلاها ضوعف له أجرها مرتين ولا صلاة بعدها حتى نزول الشاهد - وهو النجم - .
ومنهم:
أبو الهيثم سليمان بن عمرو
مديني الأصل.
حدثني سعيد بن عفير قال: حدثني ابن لهيعة عن موسى بن وردان عن أبي الهيثم <285> إنه سمع أبا بصرة الغفاري عن اسلام غفار - وذكر قصة - فقال: يا أبا بصرة إن الكافر يأكل في سبعة أمعاء والمؤمن يأكل في معاء واحد.
ومنهم:
أبو عمران أسلم التجيبي
حدثنا سليمان بن عبد الرحمن حدثنا ابن وهب عن قرة بن عبد الرحمن عن يزيد بن أبي حبيب أن أسلم أبا عمران التجيبي أخبره قال: بعثني مسلمة بن مخلد إلى صاحب الحبشة، فلما قدمت حضرت بالباب فوجدت هبيب بن مغفل الغفاري صاحب النبي عليه السلام، ومحمد ابن علبة القرشي، فأذن لمحمد بن علبة فقام يجر ازاره فنظر إليه هبيب بن مغفل فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من وطيء وطأة خيلاء، وطيء وطأة في النار.
ومنهم:
موسى بن وردان
حدثنا محمد بن المصفى حدثنا الوليد حدثنا ابن لهيعة عن موسى ابن وردان قال: سمعت عقبة بن عامر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه.
وزياد بن نعيم الحضرمي

حدثنا أبو عبد الرحمن حدثنا عبد الرحمن بن زياد بن أنعم ثنا زياد بن نعيم الحضرمي - من أهل مصر - قال: سمعت زياد بن الحارث الصدائي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعته على الاسلام، فأتاه انسان فقال: أعطني من الصدقة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل لم يرض فيها - يعني الصدقة - بحكم نبي أو غيره في الصدقات حتى حكم هو فيها فجزأها ثمانية أجزاء فأن كنت من تلك الأجزاء أعطيتك - أو أعطيتك حقك - قال: ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتشى من أول الليل وذلك في بعض أسفاره، فلزمته وكنت قوياً وكان أصحابه ينقطعون عنه ويستأخرون، حتى لم يبق معه أحد غيري، فلما كان <286> أوان صلاة الصبح أمرني فأذنت، فجعلت أقول: أقيم يا رسول الله ؟ فينظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ناحية المشرق إلى الفجر فيقول: لا. حتى إذا طلع الفجر نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فتبرز ثم انصرف إلي وقد تلاحق أصحابه، فقال: هل من ماء يا أخا صداء ؟ فقلت: لا إلا شيء قليل لا يكفيك. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اجعله في اناء ثم ائتني به. ففعلت، فوضع كفه في الأناء. قال الصدائي: فرأيت بين كل اصبعين من أصابعه عيناً تفور، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أخا صداء لولا أني أستحيي من ربي عز وجل لسقينا واستقينا، وناد بأصحابي من له حاجة بالماء. فناديت فيهم، فأخذ من أراد منهم، ثم قام نبي الله صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة، فأراد بلال أن يقيم، فقال له نبي الله عليه السلام: إن أخا صداء أذن، ومن أذن فهو يقيم، قال الصدائي: فأقمت الصلاة.
ومنهم:
سليمان بن زياد الحضرمي
حدثني أبو الوليد هشام بن عبد الملك قال: حدثني غوث بن سليمان ابن زياد قال: حدثني سليمان بن زياد قال: دخلنا على عبد الله بن الحارث ابن جزء الزبيدي في يوم جمعة، فدعا بطست فقال: استرني بيني وبين القوم، فبال فيها، وتوضأ، ثم قال: إني لم أجد منتحياً إلا منتحياً إلى القبلة وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يبولن أحدكم وهو مستقبل القبلة.
ومنهم:
عقبة بن مسلم
حدثنا أبو صالح وابن بكير قالا: ثنا الليث بن سعد عن حيوه ابن شريح عن عقبة بن مسلم عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ويل للأعقاب وبطون الاقدام من النار.
ومنهم:
<287> عبيد الله بن المغيرة
حدثني أبو الأسود وعبد الله بن يوسف قالا: ثنا ابن لهيعة عن عبيد الله ابن المغيرة عن ابن جزء قال: ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومنهم:
أبو زرعة عمرو بن جابر الحضرمي
حدثنا أبو صالح الحراني حدثنا ابن لهيعة عن أبي زرعة عمرو ابن جابر الحضرمي عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يخرج ناس من المشرق فيوطئون للمهدي سلطانه.
ومنهم:
عبد العزيز بن مليل السليحي
حدثنا سعيد بن أبي مريم وعمرو بن الربيع بن طارق وابن بكير قالوا: حدثنا ابن لهيعة عن عبد الملك بن عبد العزيز بن مليل: أن أباه أخبره أنه سمع عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي يذكر: أن اليهود أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيهودي ويهودية زنيا وقد أحصنا، فأمر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجما فكنت ممن رجمهما.
قال أبو يوسف: هؤلاء عندي أوثق من أهل الكوفة، وإن لم يكونوا وثق فلا يقلون عنهم.
ومنهم:
مسلم بن يزيد الصدفي
حدثنا عبد الله بن يوسف أنبأ ابن لهيعة حدثنا عبد الله بن يزيد الحضرمي عن مسلم بن يزيد الصدفي عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد وصعد المنبر، فلما صعد أول درجة قال آمين، ثم لما صعد الثانية قال آمين، ثم لما صعد الثالثة قال آمين. فلما نزل قيل له: قد صنعت شيئاً ما كنت تصنعه. قال: إن جبريل عليه السلام تبدا لي في أول درجة، فقال: يا محمد من أدرك أحد والديه فلم يدخلاه الجنة فأبعده الله ثم أبعد. فقلت آمين. ثم قال في الثانية ومن أدرك شهر رمضان فلم يغفر له فأبعده الله ثم أبعد فقلت <288> آمين، ثم قال في الثالثة من ذكرت عنده فلم يصل عليك فأبعده الله ثم أبعد، فقلت آمين.

ومنهم:
عباس بن جليد الحجري
حدثنا أبو الأسود ثنا ابن لهيعة عن المقدام بن سلامة الحجري عن عباس بن جليد الحجري قال: قلت لعبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي: كيف ترى في الطلاء ؟ فقال: هل في البيت أحد ؟ قلت: لا إلا أنا وأنت، فلم يصدقني حتى نادى امرأته وجاريته فقال لهما: هل في البيت أحد قالتا: لا إلا عباس والله. فقال: هو حرام إنا لم نستنكر ولم نظهر هذا الشراب حتى كان معاوية بن أبي سفيان فلا يحله ولا يحرمه، فأنك إن أحللته أحللت الحرام وإن حرمته فسمعوك ضربوا عنقك، فأن كنت عند بعض أولئك فناولوك فقل لا أستطيع شربه إني أجد في بطني مغصاً.
ومنهم:
أبو الخير مرثد بن عبد الله اليزني
حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد وعبيد الله بن موسى قالا: أخبرنا عبد الحميد بن جعفر عن يزيد بن أبي حبيب عن مرثد بن عبد الله اليزني عن عقبة بن عامر الجهني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أحق الشروط أن يوفى به ما استحللتم من فروج النساء.
ومنهم:
مشرح بن هاعان المعافري
حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد حدثنا حيوة بن شريح عن بكر بن عمرو عن مشرح بن هاعان المعافري عن عقبة بن عامر الجهني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لو كان بعدي نبي لكان عمر بن الخطاب.
<289> ومنهم:
أبو عشانة المعافري
حدثنا أبو صالح حدثنا حرملة بن عمران التجيبي عن أبي عشانة المعافري عن عقبة بن عامر الجهني عن النبي صلى الله عليه وسلم إنه قال: من كانت له ثلاث بنات، فصبر عليهن فأطعمهن وسقاهن وكساهن من جدته كن له حجاباً من النار.
ومنهم:
عبد الرحمن بن شماسة المهري
حدثنا أبو صالح وابن بكير قالا: ثنا الليث حدثني يزيد بن أبي حبيب عن عبد الرحمن بن شماسة أنه سمع عقبة بن عامر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المؤمن أخو المؤمن، ولا يحل لمؤمن أن يبتاع على بيع أخيه حتى يذر، ولا يخطب على خطبة أخيه حتى يذر.
ومنهم:
أبو علي الهمداني
ثمامة بن شفي الاسكندراني
حدثني سعيد بن أبي مريم أخبرنا يحيى بن أيوب عن عبد الرحمن ابن حرملة قال: أخبرني أبو علي الهمداني - سكن الاسكندرية - قال: خرجت في سفر ومعنا عقبة بن عامر فقلنا له: أمنا. فقال: لست بفاعل، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من أم الناس فأصاب الوقت رأتم الصلاة فله ولهم، ومن نقص من ذلك شيئاً فعليه ولا عليهم.
<290> وخالد بن زيد
حدثنا عبد الله بن عثمان وسعيد بن منصور قالا: ثنا عبد الله ابن المبارك حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر حدثني أبو سلام حدثني خالد بن زيد.
وحدثني أبو سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا الوليد حدثنا ابن جابر إنه سمع أبا سلام الأسود بن كرب عن خالد بن زيد قال: كنت رجلاً رامياً فكان عقبة بن عامر يمر بي فيقول: يا خالد أخرج بنا نرمي، فلما كان ذات يوم أبطأت عليه، قال: يا خالد تعال أحدثك ما حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيته، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله يدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر الجنة: صانعه يحتسب في صنعته الخير، والرامي به، ومنبله، فارموا واركبوا، وإن ترموا أحب إلي من أن تركبوا، وليس من اللهو إلا ثلاث، تأديب الرجل فرسه، وملاعبته امرأته، ورميه بقوسه ونبله، ومن ترك الرمي بعد ما علمه رغبة عنه فأنها نعمة كفرها - أو تركها - .
حدثنا أبو بشر حدثنا أبو عامر حدثنا هشام عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلام عن عبد الله بن يزيد الأزرق عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل يدخل بالسهم الواحد، فذكر نحوه.
ومنهم:
اياس بن عامر الغافقي
حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، حدثنا موسى بن أيوب الغافقي عن عمه اياس بن عامر الغافقي عن عقبة بن عامر الجهني: إنه لما نزلت فسبح باسم ربك العظيم قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: اجعلوها في ركوعكم. فلما نزلت " سبح إسم ربك الأعلى " قال لنا: اجعلوها في سجودكم.
<291> ومنهم:
دخين أبو الهيثم الحجري
كاتب عقبة.

حدثنا أبو الوليد حدثني الليث بن سعد قال: أخبرني إبراهيم بن نشيط الوعلاني عن كعب بن علقمة عن دخين أبي الهيثم كاتب عقبة قال: قلت لعقبة بن عامر: إن لنا جيراناً يشربون الخمر وأنا داع لهم الشرط فيأخذوهم. قال: لا تفعل ولكن عظهم وتهددهم. قال: ففعل، فلم ينتهوا، فجاء دخين إلى عقبة فقال: إني نهيتهم فلم ينتهوا وأنا داع لهم الشرط. فقال عقبة: ويحك لا تفعل فأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من ستر عورة فكأنما استحيا موؤودة من قبرها.
ومنهم:
مالك بن قيس
حدثنا ابن قعنب حدثنا عبد الله بن غانم عن عبد الرحمن بن زياد عن مالك بن قيس قال: قدم عقبة بن عامر على معاوية بن أبي سفيان وهو بأيلياء فقال: إنا كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في أسفاره فقال: من توضأ فأحسن وضوءه ثم ركع لله ركعتين يريد وجه الله غفر الله له ما كان قبلها من ذنب.
وأبو سلمى القتباني
حدثنا سعيد بن أبي مريم قال: أخبرنا ابن لهيعة حدثني يزيد بن عمرو المعافري أن أبا سلمى القتباني أخبره عن عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن ثلاثة نفر من بني <292> إسرائيل خرجوا يرتادون فأصابهم المطر فأووا تحت صخرة فجرت الصخرة فأطبقت عليهم، فنظر بعضهم إلى بعض فقال: إنه لا ينجيكم من هذا إلا الصدق فليدع كل رجل منكم بأفضل عمل عمله. فقال أحدهم: اللهم إنه كان لي بنت عم حسناء جميلة فأردتها على نفسها فامتنعت علي، ثم إنه أصابتنا سنة فعرضت عليها بأني أعطيها مائة دينار وتمكني نفسها. ففعلت ذلك، فلما كنت بين رجليها أخذتها رعدة، فقلت: ما شأنك ؟ قالت: إني أخاف الله. فتركتها وتركت لها المائة، اللهم إن كنت تعلم أني إنما صنعت هذا ابتغاء رضاك واتقاء سخطك فأفرج عنا. فانفرجت الصخرة حتى رأوا منها الضوء، ثم قال الآخر: كان لي أبوان شيخان كبيران، وكانت لي غنم أرعاها عليهما، فكنت إذا رحت عليهما بدأت بهما قبل أهلي، فنأى بي الشجر يوماً، فجئت وقد ناما فجلست لهما، ثم أتيت بالأناء إليهما، فوقفت عليهما وهما نائمان فكرهت أن أوقظهما، وكرهت أن أبدأ بصبيتي قبلهما، فلم أزل واقفاً عليهما حتى انفجر الفجر، اللهم إن كنت تعلم إنما صنعت هذا ابتغاء مرضاتك واتقاء سخطك فأفرج عنا. فانصدعت الخصرة صدعة اخرى. ثم قال الثالث: كنت في غنم أرعاها فحضرت الصلاة فقمت أصلي، فجاء الذئب فدخل في الغنم، فكرهت أن أقطع صلاتي، فصبرت حتى فرغت من صلاتي، اللهم إن كنت تعلم إنما صنعت هذا ابتغاء مرضاتك واتقاء سخطك فأفرج عنا. قال: فانفرجت الصخرة. قال عقبة: فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحكيها حين انفرجت قال: طاق فخرجوا منها.
ومنهم:
عبد الله بن مالك
حدثنا الحجاج ثنا حماد عن يحيى بن سعيد عن عبد الله بن زكير عن أبي سعيد اليحصبي عن عبد الله بن مالك عن عقبة بن عامر الجهني: أن امرأة نذرت أن تحج سنة غير مختمرة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لتركب ولتختمر ولتصم ثلاثة أيام.
ومنهم:
هشام بن أبي رقية اللخمي
حدثنا سعيد بن أبي مريم أخبرنا يحيى بن أيوب حدثني الحسن بن ثوبان وعمرو بن الحارث عن هشام بن أبي رقية قال: سمعت مسلمة بن مخلد يقول لعقبة بن <293> عامر: قم فأخبر الناس بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من جهنم. وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الحرير والذهب حرام على ذكور أمتي حلال لأناثهم.

حدثني عمرو بن الربيع بن طارق أنبأ يحيى بن أيوب عن عمرو بن الحارث عن هشام بن أبي رقية وحدثني زيد بن بشر وعبد العزيز بن عمران قالا: أخبرنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن هشام بن أبي رقية اللخمي حدثه قال: سمعت مسلمة بن مخلد وهو على المنبر - وعقبة بن عامر جالس - يقول: يا أهل الاسلام ما يحملكم على لبس الحرير وفي الكتان والعصب ما يغنيكم عنه ؟ وهذا رجل بين أظهركم سيخبركم بما سمع من النبي صلى الله عليه وسلم، قم يا عقبة فأخبرهم. فقام، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من لبس الحرير في الدنيا حرمه الله أن يلبسه في الآخرة. وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كذب علي كذبة متعمداً فليتبوأ مقعده من النار. - كذبة لعمرو بن الربيع وحده - .
ومنهم:
أبو قبيل المعافري
حدثنا أبو صالح حدثني الليث عن أبي قبيل المعافري عن عقبة ح.
وحدثنا أبو عبد الرحمن المقريء حدثنا ابن لهيعة عن أبي قبيل قال: سمعت عقبة بن عامر الجهني قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: هلاك أمتي في الكتاب واللبن. فقيل: يا رسول الله ما الكتاب واللبن ؟ قال: يتعلمون القرآن يتأولونه على غير ما أنزله الله ويحبون اللبن ويدعون الجماعات والجمع ويبدون.
قال أبو قبيل: لم أسمع من عقبة بن عامر إلا هذا الحديث.
قال أبو عبد الرحمن: وحدثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير مرثد عن عقبة عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله - ولفظ الحديث للمقرئ - .
ومنهم:
<294> عبد الملك بن مليل السليحي
حدثنا عبد الله بن عثمان أخبرنا عبد الله أنبأ حرمله بن عمران حدثني عبد العزيز بن عبد الملك بن مليل السليحي حدثني أبي قال: وكنت مع عقبة ابن عامر جالساً قريباً من المنبر يوم الجمعة، فخرج محمد بن أبي حذيفة، فاستوى على المنبر؛ فخطب الناس، ثم قرأ عليهم سورة من القرآن - وكان من أقرأ الناس - قال عقبة بن عامر صدق الله ورسوله فأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ليقرأ القرآن رجال لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية. فسمعنا ابن أبي حذيفة فقال والله لئن كنت صادقاً - وأرى ما علمت لكذوب - إنك منهم.
قال عبد الله: حمل هذا الحديث أنهم يجمعون معهم ويقولون لهم هذه المقالة.
ومنهم:
عبد الرحمن بن حجيرة
حدثنا ابن عثمان حدثنا عبد الله حدثنا عبد الرحمن بن شريح قال: سمعت عبد الله بن ثعلبة الحضرمي يذكر إنه سمع ابن حجيرة الأكبر قائماً يوم الجمعة يذكر أنه سمع عقبة بن عامر يذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خمس من قبض في شيء منهن فهو شهيد: القتيل في سبيل الله شهيد، والغريق في سبيل الله شهيد، والمطعون في سبيل الله شهيد، والمبطون في سبيل الله شهيد، والنفساء في سبيل الله شهيد.
ومنهم:
شعيب بن زرعة
حدثني سعيد بن أبي مريم أخبرنا نافع بن يزيد حدثني بكر بن عمرو حدثني شعيب بن زرعة أنه سمع عقبة بن عامر يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ألا تخيفوا الأنفس بسوط منها ؟ قالوا: يا رسول الله وما ذاك ؟ قال: الدين.
<295> حدثني سعيد بن أبي مريم وأخبرني بكر بن عمرو عن جعفر بن ربيعة: أن معاوية بن أبي سفيان قال: الدين يرق الحر.
ومنهم:
المغيرة بن نهيك
روى عن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم: من تعلم الرمي ثم تركه فقد عصاني.
ومنهم:
أبو عمرو السيباني
في عداد أهل فلسطين.
حدثني حرملة بن محمد عن يحيى بن أبي عمرو السيباني عن أبيه عن عقبة بن عامر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: صلوا في مرابض الغنم ولا تصلوا في أعطان الابل.
ومنهم:
واهب بن عبد الله المعافري

حدثنا أبو صالح ثنا يحيى بن أيوب عن عياش بن عباس عن واهب ابن عبد الله المعافري قال: قدم رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من الأنصار على مسلمة بن مخلد فألفاه نائماً فقال: أيقظوه. قالوا: بل نتركه حتى يستيقظ. قال: لست فاعلاً. فأيقظوا مسلمة، فرحب وقال: انزل. قال: لا حتى ترسل إلى عقبة بن عامر لحاجة لي إليه، فارسل إلى عقبة، فأتاه، فقال: هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من وجد مسلماً على عورة فستره فكأنما أحيا موؤودة من قبرها ؟ فقال عقبة: أنا أبو حماد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك.
ومنهم:
معاذ بن أنس الجهني
حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ حدثنا سعيد بن أبي أيوب عن أبي مرحوم <296> عبد الرحيم بن ميمون عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من ترك اللباس وهو يقدر عليه واضعاً لله دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق يخيره من حلل الأيمان يلبس أيها شاء.
ومنهم:
سعيد بن أبي شمر السبائي
حدثني محمد بن يحيى بن إسماعيل أخبرنا ابن وهب أخبرني عبد الرحمن بن شريح قال: سمعت سعيد بن أبي شمر السبائي يقول: سمعت سفيان بن وهب الخولاني يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تأتي المائة وعلى ظهرها أحد باق. قال: فحدثت بها ابن حجيرة فقام عبد الرحمن بن حجيرة فدخل على عبد العزيز بن مروان، قال: فعجل سفيان محمولاً وهو شيخ كبير، فسأله عبد العزيز عن الحديث، فحدثه، قال عبد العزيز: فلعله يعني لا يبقى أحد ممن كان معه إلى رأس المائة. قال سفيان: هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول.
ومنهم:
زهير بن قيس البلوي
حدثنا أبو صالح وابن بكير قالا: حدثنا الليث بن سعد قال حدثني يزيد بن أبي حبيب عن سويد بن قيس التجيبي عن زهير بن قيس البلوي عن علقمة بن رمثة البلوي إنه قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص إلى البحرين، ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية وخرجنا معه، فنعس رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم استيقظ فقال: رحم الله عمراً. قالوا فتذاكرنا كل انسان اسمه عمرو، ثم نعس ثانية فاستيقظ فقال: رحم الله عمراً، ثم نعس الثالثة فاستيقظ فقال رحم الله عمراً. فقلنا: من عمرو يا رسول الله ؟ قال: عمرو بن العاص. قالوا: ما باله ؟ قال: ذكرته إني كنت إذا ندبت الناس للصدقة جاء من الصدقة فأجزل، فأقول له من أين لك يا عمرو فيقول من عند الله، وصدق عمرو إن لعمرو عند الله خيراً كثيراً.
قال زهير: فلما كانت الفتنة قلت اتبع هذا الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال، فلم أفارقه.
<297> وشفي الأصبحي
حدثنا أبو صالح ومحمد بن رمح قالا: حدثنا الليث عن حيوة بن شريح التجيبي عن ابن شفي عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: للغازي أجره وللجاعل أجره وأجر الغازي وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قفلة كغزوة.
ومنهم:
أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد الحبلي
حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ حدثني حيوة بن شريح وابن لهيعة عن أبي هانيء حميد بن هانيء الخولاني قال: سمعت أبا عبد الرحمن الحبلي يقول: سمعت عبد الله بن عمرو يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول.
قال: وحدثني الأصبغ بن فرج ويحيى بن عبد الله بن بكير والحجاج الأزرق - مدني - قالوا: أخبرنا عبد الله بن وهب - مصري - عن أبي هانيء الخولاني إنه أخبره عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله ابن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قدر الله المقادير قبل أن تخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة.
وفي حديث ابن وهب: وعرشه على الماء، قال: كتب الله مقادير الخلائق.
ويزيد بن رباح
حدثني ابن بكير حدثني عبد الله بن لهيعة حدثني بكر بن سوادة أن يزيد بن رباح حدثه عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وحدثني محمد بن يحيى بن إسماعيل وأبو سعيد قالا: ثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن بكر بن سوادة حدثه: أن يزيد بن رباح حدثه عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن <298> رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا فتحت عليكم خزائن فارس والروم أي قوم أنتم. قال عبد الرحمن بن عوف: نقول كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أو غير ذلك تنافسون ثم تحاسدون ثم تدابرون أو تباغضون - أو نحو ذلك - ثم تنطلقون إلى مساكين المهاجرين فتحملون بعضهم على رقاب بعض.
ومنهم:
أبو فراس
وعبد الرحمن بن جبير
مولى نافع بن عبد الله بن عمر القرشي.
حدثنا أبو عبد الرحمن المقريء حدثنا حيوة بن شريح عن كعب بن علقمة عن عبد الرحمن بن جبير عن عبد الله بن عمرو بن العاص: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا سمعتم المؤذن فقولوا كما يقول، ثم صلوا علي فمن صلى علي صلاة، صلى الله عليه به عشراً، ثم سلوا لي الوسيلة فأنها منزلة في الجنة لا ينبغي أن تكون لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأله لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة.
ومنهم:
<299> عيسى بن هلال الصدفي
حدثنا أبو صالح حدثني الليث حدثني خالد بن يزيد عن سعيد ابن أبي هلال عن عبد الملك بن عبد الله عن عيسى بن هلال الصدفي عن عبد اله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه قال: إن العبد يلبث مؤمناً أحقاباً، ثم أحقاباً، ثم يموت والله عنه ساخط، وإن العبد يلبث كافراً أحقاباً ثم أحقاباً، ثم ويموت والله عنه راض ومن مات همازاً لمازاً طاعناً للناس كان علانية يوم القيامة أن يسمه الله على الخرطوم من كلي الشفتين.
ومنهم:
أبو الحصين الهيثم بن شفي
وأبو عامر المعافري ثم الحجري
حدثنا سعيد بن أبي مريم وأبو الأسود وأبو زيد ويزيد بن خالد بن عبد الله بن موهب قالوا: أخبرنا المفضل بن فضالة حدثني عياش ابن عباس عن أبي الحصين الهيثم بن شفي سمعه يقول: خرجت أنا وأبو عامر المعافري لنصلي بأيلياء وكان قاصهم رجلاً من الأزد يقال له أبو ريحانة، من الصحابة، قال أبو الحصين: فسبقني صاحبي إلى المسجد، ثم أدركته فجلست إلى جنبه، فسألني: هل أدركت قصص أبي ريحانة ؟ فقلت له: لا. فقال: سمعته يقول: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عشرة: عن الوشر والوشم والنتف وعن مكامعة الرجل بغير شعار، ومكامعة المرأة المرأة بغير شعار، وأن يجمل الرجل أسفل ثيابه حريراً مثل الأعاجم، وعن النهبى وركوب النمر ولبوس الخاتم إلا لذي سلطان.
<300> ومنهم:
سفيان بن عوف القاري
حدثنا أبو الأسود ويحيى بن عبد الله بن بكير قالا: ثنا ابن لهيعة حدثني الحارث بن يزيد عن جندب بن عبد الله العدوي إنه سمع سفيان بن عوف القاري يقول: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يقول: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: طوبى للغرباء. قيل: ومن الغرباء يا رسول الله ؟ قال: ناس صالحون قليل في ناس سوء كثير، من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم.
وقال: كنا يوماً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فطلعت الشمس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يأتي الله عز وجل في يوم القيامة قوم نورهم كالشمس. فقال أبو بكر: نحن هم يا رسول الله ؟ قال: لا ولكم خير كثير، ولكنهم فقراء المهاجرين. زاد ابن بكير: تتقى بهم المكاره يموت أحدهم وحاجته في صدره. قالا جميعاً: يحشرون من أفطار الأرض.
ومنهم:
سويد بن قيس
حدثنا أبو الأسود أخبرنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب أن سويد بن قيس أخبره عن عبد الله بن عمرو بن العاص: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: رباط يوم في سبيل الله خير من صيام شهر وقيامة.
ومنهم:
الوليد بن عبدة
حدثنا الحجاج بن المنهال حدثنا حماد عن محمد بن إسحق عن يزيد ابن أبي حبيب عن الوليد بن عبدة عن عبد الله بن عمرو بن العاص: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن <301> الخمر والميسر والكوبة والغبيراء وكل مسكر حرام.

حدثنا سليمان بن عبد الرحمن حدثنا سعدان عن عبد الحميد ابن جعفر عن يزيد بن أبي حبيب عن عمرو بن الوليد بن عبدة عن عبد الله ابن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: من قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من جهنم. وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله حرم الخمر والميسر والكوبة والغبيراء وكل مسكر حرام.
وعمرو بن الوليد السهمي
حدثنا هانيء بن المتوكل الاسكندراني وابن بكير قالا: حدثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن عمرو بن الوليد السهمي عن عبد الله بن عمرو ابن العاص إنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل تحس بالوحي متى يغشاك ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم أسمع صلصلة ثم أسبت عن ذلك فما يوحى إلي مرة إلا ظننت أن نفسي تقبض عند ذلك.
وعبد الرحمن بن قحذم
حدثنا أبو صالح وابن بكير قالا: ثنا الليث حدثني يزيد بن أبي حبيب عن سعيد بن أبي هلال عن ربيعة بن سيف: أن عبد الرحمن بن قحذم - قال أبو صالح: عبد الرحمن بن محرم - أخبره أن ابناً للعاص بن عقبة توفي يوم الجمعة، فأشتد وجده عليه، فقال له رجل من الصدف: يا أبا يحيى ألا أبشرك بشيء سمعته من عبد الله بن عمرو بن العاص، سمعته يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما من مسلم يموت في ليلة الجمعة أو يوم الجمعة إلا برئ من فتنة القبر.
ومنهم:
ناعم مولى أم سلمة
حدثنا أصبغ بن الفرج حدثني ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب <302> أن ناعم مولى أم سلمة حدثه إن عبد الله بن عمرو ابن العاص قال: أقبل رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أبايعك على الهجرة والجهاد أبتغي الأجر من الله. قال: هل لك من والديك أحد ؟ قال: نعم كلاهما. قال: فتبتغي الأجر من الله عز وجل ؟ قال: نعم. قال: فارجع إلى والديك فأحسن صحبتهما.
ومالك بن عبد الله
حدثنا أبو صالح عبد الغفار بن داود الحراني ثنا ابن لهيعة عن أبي قبيل عن مالك بن عبد الله عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي عليه السلام أنه استعاذ من سبع موتات؛ موت الفجاءة ومن لدغ الحية ومن السبع ومن الحرق ومن الغرق ومن أن يخر عليه شيء ومن القتل عند الفرار من الزحف.
وعبد الله بن الديلمي
حدثنا عبد الله بن صالح حدثني معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن ابن الديلمي قال: بلغني حديث عبد الله بن عمرو بن العاص. فركبت إليه أسأله عنه، فدخلت عليه في حديقة له مختصراً بيد رجل كنا نحدث عنه أن ذلك الرجل من شربة الخمر، فقال: يا أبا محمد هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في شارب الخمر شيئاً. فأصلح الرجل يده من يد عبد الله بن عمرو قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من شرب الخمر لم يقبل الله منه صلاة أربعين يوماً. فقلت له: ما حديث بلغنا عنك إنك تذكره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: وما ذاك ؟ قال: بلغني إنك تقول: صلاة في بيت المقدس كألف صلاة، وأن العلم قد جف. فقال: اللهم إني لا أحل لهم أن يقولوا علي ما لم يسمعوا مني - يرددها ثلاثاً - قال: ليس هكذا قلت ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن سليمان ابن داود سأل الله ثلاثاً؛ سأله ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده، فأعطاه الله إياه، وسأله حكماً لا يصادف حكمه فأعطاه إياه، وسأله من أتى هذا البيت لا يريد به إلا الصلاة أن يغفر له.
<303> ومنهم:
أبو كبشة السلولي
حدثنا أبو عاصم عن الأوزاعي عن حسان بن عطية عن أبي كبشة السلولي عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بلغوا عني ولو آية من القرآن، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من جهنم.
وحبان بن زيد الشرعبي
حدثنا أبو اليمان حدثنا حريز بن عثمان عن حبان بن زيد الشرعبي عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ارحموا ترحموا واغفروا يغفر الله لكم، ويل لأقماع القول، ويل للمصرين الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون.
وعبد الرحمن بن سلمة الجمحي

حدثنا يحيى بن صالح الوحاظي حدثنا سعيد بن عبد العزيز التنوخي عن عبد الرحمن بن سلمة الجمحي قال: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً فكتبته، فلما حفظته محوته، قد أفلح من أسلم وكان رزقه كفافاً وصبر على ذلك.
ويونس بن ميسرة بن حلبس
حدثنا يحيى بن صالح الوحاظي حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن ابن حلبس عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رأيت إن عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي، فاتبعته بصري، فإذا هو نور ساطع فعمد به إلى الشام. أن وان الأيمان إذا وقعت الفتنة بالشام.
ومنهم:
مدرك بن عبد الله
حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا محمد بن مهاجر عن العباس بن سالم عن مدرك بن <304> عبد الله - أو عن أبي مدرك - قال: غزونا مع معاوية وعمرو مصر، فنزلنا منزلاً، فقال عمرو لمعاوية: يا أمير المؤمنين أتأذن لي أن أقوم في الناس ؟ فأذن له، فقام على فرسه، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: رأيت في المنام أن عمود الكتاب حمل من تحت وسادتي فاتبعته بصري فإذا هو كالعمود من النور فعمد به إلى الشام، ألا وإن الأيمان إذا وقعت الفتنة بالشام - مرات - .
ومغيث بن سمي الأوزاعي
حدثنا هشام بن عمار ثنا صدقة بن خالد ثنا زيد بن واقد حدثني مغيث بن سمي الأوزاعي عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قلت يا رسول الله من خير الناس ؟ قال: ذو القلب المخموم واللسان الصادق. قلنا: قد عرفنا اللسان الصادق فما القلب المخموم ؟ قال: هو التقي النقي لا أثم فيه ولا حسد. قلنا: فمن على أثره ؟ قال: الذي يستاء الدنيا ويحب الآخرة. قالوا: ما يعرف هذا فينا إلا أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن على أثره ؟ قال: مؤمن في خلق حسن. قالوا: أما هذه فأنها فينا.
ومنهم:
أبو سعد المهري
حدثنا أبو سعيد يحيى بن سليمان الجعفي حدثني ابن وهب حدثني حرملة أن أبا السميط سعيد بن أبي سعيد المهري حدثه عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص: أن معاذ بن جبل أراد سفراً فقال: يا نبي الله أوصني ؟ قال أعبد الله ولا تشرك به شيئاً. قال: يا نبي الله زدني ؟ قال: إذا أسأت فأحسن. قال: يا نبي الله زدني ؟ قال: استقم وأحسن حلقك للناس.
ومنهم:
أبو غطيف الحضرمي
حدثنا أبو عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم حدثني عمارة بن غراب اليحصبي عن أبي غطيف الحضرمي قال: أتيت المسجد فإذا عبد الله بن عمرو، فبصرني فناداني ثم قال: هلم أحدثك ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في قومك: إنه خرج إلينا ونحن جلوس، فلما رأيناه أوسعنا له، فجلس بيننا، ثم قال: أين أصحابي الذين أنا منهم وهم مني، <305> وأدخل ويدخلونها معي ؟ فسكتنا، ثم قام فدخل، فمكث قليلاً، ثم خرج إلينا فجلس جلسته الأولى، ثم قام فدخل. فقلنا: فهلا سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من هم، ثم خرج إلينا فقال مثلها. فقلنا: أخبرنا يا نبي الله ؟ قال: نعم أهل اليمن المصرحون في أطراف الأرض المدفوعون عن أبواب السلطان، يموت أحدهم وحاجته في نفسه لم يقضها.
ومنهم:
عمران بن عبد المعافري
حدثنا أبو عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم حدثني عمران بن عبد المعافري عن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثة من يدان فيهن ثم مات ولم يقض قضى الله عنه؛ رجل يكون في سبيل الله فتضعف قوته، فيتقوى بدين، فيموت ولم يقض، ورجل خاف على نفسه الفتنة في الغربة فأسعف بنكاح امرأة بدين فمات قبل أن يفضي. قال: يقضي الله عنه، ورجل مات عنده رجل مسلم ولم يجد ما يكفنه ولا ما يواريه إلا بدين فيموت ولم يقض، فإن الله عز وجل يقضي عنه يوم القيامة، وثلاثة لا يقبل الله منهم صلاة؛ من تقدم قوماً وهم له كارهون، ورجل أتى الصلاة دباراً - وقال: والدبار أن يأتي بعد فوت الوقت - ورجل اعتبد محرراً.
ومنهم:
زيد بن قاصد السكسكي
حدثنا أبو عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم ثنا زيد بن قاصد <306> السكسكي - من أهل مصر ممن فتح الأندلس - قال: سألت عبد الله عن الصيام في السفر، فقال: نعم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم ويفطر، فأنا أصوم وأفطر.
ومنهم:
حديج بن صومي الحميري

حدثنا أبو عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم قال: حدثني حديج بن صومي الحميري - من أهل مصر - عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الغفلة في ثلاثة؛ الغفلة عن ذكر الله، ومن حين يصلي الصبح إلى طلوع الشمس، وأن يغفل الرجل في نفسه عن الدين حتى يركبه.
ومنهم:
عبد الله بن منين
من بني عبد كلال.
حدثني سعيد بن أبي مريم أخبرنا نافع بن يزيد أخبرني الحارث بن سعيد العتقي عن عبد الله بن منين من بني عبد كلال عن عمرو بن العاص: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأه خمس عشرة سجدة في القرآن منها ثلاث في المفصل وسورة الحج سجدتين.
ومنهم:
واهب بن عبد الله المعافري
حدثنا عبد العزيز بن عمران حدثنا ادريس بن يحيى أبو عمر - الساكن بخولان - حدثنا رجاء بن أبي عطاء المعافري عن واهب بن عبد الله الكعبي عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أطعم أخاه خبزاً حتى يشبعه، وسقاه من الماء حتى يرويه بعده الله من النار سبع خنادق، كل خندق مسيرة خمس مائة عام.
<307> ومنهم:
عبد الرحمن بن رافع
حدثنا أبو عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن عبد الرحمن بن رافع عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: العلم ثلاثة فما سوى ذلك فهو فضل؛ آية محكمة وسنة قائمة وفريضة عادلة.
ومنهم:
محمد بن هدية
ومعاوية بن خديج التجيبي
يقولون له رواية.
حدثنا ابن عثمان ثنا عبد الله ح.
وحدثني محمد بن يحيى أخبرنا ابن وهب جميعاً عن عبد الرحمن ابن شريح قال: حدثني شراحيل بن يزيد المعافري عن محمد بن هدية عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أكثر منافقي أمتي قراءها.
حدثنا سعيد بن منصور حدثنا عبد الله بن وهب حدثني أبو هانيء الخولاني عن عبد الرحمن بن مالك عن معاوية بن خديج قال: كنا جميعاً في المسجد ومسلمة بن مخلد وذكروا السبق، فهم على ذلك دخل عبد الله ابن عمرو قبل صلاة الصبح بغلس فقال معاوية لمسلمة: فصل ما بيننا وبينك يا أبا محمد، حدثنا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عن المهاجرين ؟ قال: نعم سبقوا الناس بأربعين خريفاً يتنعمون فيها والناس محبسون بالحساب، ثم تكون الزمرة الثانية مائة خريف.
ومنهم:
أبو عذبة
حمصي.
حدثنا <308> أبو صالح حدثني معاوية بن صالح عن شريح بن عبيد عن أبي عذبة قال: جاء رجل إلى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فأخبره أن أهل العراق قد حصبوا أميرهم، فخرج غضباناً، فصلى لنا صلاة فسها فيها حتى جعل الناس يقولون سبحان الله سبحان الله، فلما سلم أقبل على الناس فقال: من هاهنا من أهل الشام ؟ فقام رجل ثم آخر ثم قمت أنا ثالثاً أو رابعاً فقال: يا أهل الشام استعدوا لأهل العراق فإن الشيطان قد باض فيهم وفرخ، اللهم إنهم قد لبسوا علي فألبس عليهم، وعجل عليهم بالغلام الثقفي، يحكم فيها بحكم الجاهلية، لا يقبل من محسنهم، ولا يتجاوز عن مسيئهم.
ومنهم:
حنش بن عبد الله
حدثني أبو صدقة محمد بن عبد الأعلى المصري عن نافع بن يزيد قال: أخبرني قيس بن الحجاج عن حنش الصنعاني إنه حدثه أنه سمع عبد الله بن عباس يقول: كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم فالتفت إلي فقال: يا غلام إني محدثك بكلام: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، فإذا استعنت فاستعن بالله، وإذا سألت فسل الله، رفعت الأقلام وجفت الصحف، والذي نفس محمد بيده لو جاءت الأمة لتنفعك ما نفعتك إلا بشيء كتبه الله لك، ولو أرادت الأمة أن تضرك ما ضرتك إلا بشيء قد كتبه الله عليك.
ومنهم:
عبد الرحمن بن وعلة
حدثنا أبو نعيم ثنا سفيان عن زيد بن أسلم عن عبد الرحمن بن وعلة قال: قلت لابن عباس: إنا نغزو المشرق فنؤتى بالأسقية لا ندري ما هي. قال: إني لا أدري ما أقول لك إلا إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أيما أهاب دبغ فقد طهر.
<309> ومالك بن سعيد التجيبي

حدثني زيد بن بشر وعبد العزيز قالا: أخبرنا ابن وهب حدثني مالك بن الخير الزبادي أن مالك بن سعيد التجيبي حدثه أنه سمع عبد الله بن العباس يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الخمر وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه وشاربها وبائعها ومبتاعها وساقيها ومسقاها.
ومنهم:
عبد الله بن هبيرة السبائي
حدثنا أبو الأسود أخبرنا ابن لهيعة عن ابن هبيرة عن ابن عباس: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا في بعض مغازيه فأصابوا غنماً فجعل يعطي فقراء المهاجرين. فقال له بعض أصحابه: ما كان هؤلاء يستطيعون بينا نحن أمتنا وأصبنا فقال هذا وبعضه. فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل تنصرون إلا بضعفائكم.
حدثنا محمد بن عبد الله بن المثنى بن أنس بن مالك الأنصاري حدثنا حميد عن أنس بن مالك قال: لما نزلت هذه الآية " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون " أو قال: " من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً " قال أبو طلحة: يا رسول الله حائطي الذي بمكان كذا وكذا يجزيء ؟ ولو استطعت أن أسره لم أعلنه. قال: اجعله في فقراء أهل بيتك.
حدثنا محمد بن عبد الله بن المثنى حدثنا حميد الطويل عن أنس ابن مالك قال: لطمت الربيع بنت النضر عمة أنس بن مالك جارية فكسرت ثنيتها، فطلبوا إليهم العفوا فأبوا، وعرضوا عليهم الأرش فأبوا، فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأمر بالقصاص، فجاء أخوها أنس بن النضر عم أنس بن مالك فقال: يا رسول الله تكسر ثنية الربيع لا والذي بعثك بالحق لا تكسر ثنيتها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كتاب الله القصاص. فقال: فعفا القوم ورضوا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره.
<310> حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثنا حميد الطويل عن أنس بن مالك عن أم سليم إن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها فقالت: يا رسول الله خويدمك ابن أنس تدعو له. قال: فدعا لي في أمر آخرتي ودنياي مما لم يخطر لي على بال، قال: اللهم ارزقه المال وبارك له فيه أظنه قال: وأطل عمره.
قال: فحدثتني أمينة ابنته إنه دون في مقدم الحجاج تسعة وعشرين ومائة وإني لأكثر قومي مالا.
أول أخبار أهل الكوفة
حدثنا قبيصة قال: حدثنا سفيان عن الأعمش عن شمر بن عطية عن رجل عن عمر قال: أهل العراق كنز الايمان، وجمجمة العرب، وهم رمح الله، يجزون ثغورهم ويمدون الأنصار.
وقال: حدثنا سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن نافع بن جبير بن مطعم قال: ذكروا أهل الكوفة عند عمر فقال: بالكوفة وجوه العرب.
حدثنا قبيصة ثنا يونس بن أبي إسحق عن أبي إسحق قال: قال عمر: أهل الكوفة كنزي. قيل له: يا أمير المؤمنين ما بالهم كنزك من بين أهل الأمصار ؟ قال: إنهم يجزون ثغورهم ويمدون من هو أسفل منهم من أهل البصرة، ولا يمدهم من فوقهم من أهل الشام.
ما جاء في عبد الله بن مسعود
حدثنا أبو نعيم وقبيصة قالا: ثنا سفيان عن أبي إسحق عن حارثة ابن مضرب قال: كتب عمر إلى أهل الكوفة - فقال قبيصة: جاءنا كتاب عمر - : إني قد بعثت إليكم عمار بن ياسر أميراً وعبد الله بن مسعود معلماً ووزيراً وهما من النجباء من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم من أهل بدر فاقتدوا بهما واسمعوا من قولهما، وقد آثرتكم بعبد الله على نفسي.
حدثنا أبو عاصم وقبيصة عن سفيان عن عبد الملك بن عمير عن مولى لربعي <311> عن ربعي بن حراش عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تمسكوا بعهد ابن أم عبد.
حدثنا عبيد الله بن موسى وعبد الله بن رجاء عن إسرائيل عن أبي إسحق عن الحارث عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو كنت أُأمر أحداً دون شورى المؤمنين لأمرت ابن أم عبد.
حدثنا أحمد بن عبد الله حدثنا زهير ثنا منصور بن النعمان عن أبي إسحق عن الحارث عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو كنت أأمر أحداً من أمتي من غير مشورة لأمرت ابن أم عبد.

حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن المغيرة عن إبراهيم بن علقمة قال: أتينا الشام فقلت: اللهم ارزقني جليساً صالحاً، فجلست إلى أبي الدرداء فقال: ممن أنت ؟. فقلت: من أهل الكوفة. فقال: اليس كان منكم صاحب السواك والوساد ؟ - يعني عبد الله بن مسعود - ، أوليس كان منكم الذي أعاذه الله على لسان نبيه من الشيطان ؟ - يعني عمار بن ياسر - ، أوليس كان منكم صاحب السبق الذي لا يعلمه غيره حذيفة ؟ ثم قال: كيف كان عبد الله يقرأ " والليل إذا يغشى، والنهار إذا تجلى " ؟ قلت: " والذكر والأنثى " . قال: كاد هؤلاء أن يشكلوني، وقد سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حدثنا عبيد الله بن موسى ثنا المسعودي عن عبد الملك بن عمير عن أبي المليح عن عبد الله إنه كان يوقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نام، ويستره إذا اغتسل، ويمشي معه في الأرض وحشا.
أسماء حواريي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى الله عليه وسلم
حمزة، جعفر، علي، أبو بكر، عمر، أبو عبيدة بن الجراح، عثمان بن عفان، عثمان بن مظعون، عبد الرحمن بن عوف، سعد بن أبي وقاص، طلحة بن عبيد الله، الزبير بن العوام رضي الله عنهم.
حدثنا عمرو بن عون أخبرنا خالد عن ابن عون عن عمرو ابن شعيب عن حميد بن عبد الرحمن عن ابن مسعود قال: كنت لا أحجب عن نحري ولا عن كذا ولا عن كذا.
حدثني ابن نمير وعثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا ابن ادريس عن الحسن بن عبيد الله <312> عن إبراهيم بن سويد عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أذنك علي أن يرفع الحجاب وأن تسمع سوادي حتى أنهاك.
حدثني عمرو بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا شقيق بن سلمة قال: خطبنا عبد الله بن مسعود حين نهاه عثمان فقال: علي فرأه من يأمرني أن أقرأ عليه والله لقد أخذت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعاً وسبعين سورة، ولقد علم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إني من أعلمهم بكتاب الله عز وجل وما أنا بخيرهم.
قال شقيق: فجلست في الحلق أسمع ما يقولون فما سمعت رداً عليه ولا أحداً يقول على غير ذلك.
حدثنا الحجاج ثنا حماد عن عاصم عن زر عن ابن مسعود قال: جاءني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه وقد فرا من المشركين وأنا أرعى غنماً لأبن أبي معيط بحياد. قال: ثم أتيته بعد ذلك فقلت: يا رسول الله علمني من هذا القول. فقال: إنك غلام معلم. قال: فأخذت من فيه سبعين سورة لا ينازعني فيها أحد.
حدثنا أبو عمر حفص بن عمر النمري ثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن إبراهيم عن مسروق قال: ذكر عبد الله بن مسعود عند عبد الله بن عمرو فقال: ذاك رجل لا أزال أحبه بعد إذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: استقروا القرآن من أربعة؛ من عبد الله وسالم مولى أبي حذيفة ومعاذ وأبي بن كعب.
حدثني إبراهيم بن محمد ثنا فضيل عن سليمان عن خيثمة قال: كنت عند <313> عبد الله بن عمرو فذكروا ابن مسعود فقال: إن ذاك رجل أحبه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: خذوا القرآن من أربعة؛ من ابن أم عبد - فبدأ به - وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل وسالم مولى أبي حذيفة.
حدثني أبو نعيم ثنا الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال: جاء رجل إلى عمر فقال: جئتك من عند رجل يملي المصاحف عن ظهر قلبه. ففزع عمر قال: ويحك انظر ما تقول. وغضب حتى ارتفع - يعني عن الرجل - قال: انظر ما تقول. قال: ما جئتك إلا بحق. قال: ومن هو ؟ قال: عبد الله بن مسعود. قال: ما أعلم أحداً أحق بذلك منه، وأحدثك عن عبد الله: إنا سمرنا ليلة في بيت أبي بكر في بعض ما يكون من حاجة النبي صلى الله عليه وسلم، فخرجنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي بيني وبين أبي بكر، فلما انتهينا إلى المسجد إذا رجل يقرأ، فقام النبي صلى الله عليه وسلم يستمع، فقلت: يا رسول الله اعتمت. فغمزني بيده أن سكت. قال: فقرأ وركع وسجد، ثم جلس يدعو ويستغفر الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سل تعطه. ثم قال مرة: من سره أن يقرأ القرآن رطباً كما نزل فليقرأه كما قرأه ابن أم عبد. قال: فعلمت أنا وصاحبي إنه عبد الله، فلما أصبحت غدوت إليه لأبشره، فقال: قد سبقك أبو بكر. وما سابقته إلى خير قط إلا سبقني إليه. قال يحيى القطان للأعمش: أليس قال أبو خيثمة أن اسم الرجل قيس بن مروان ؟ قال: نعم.

حدثنا الحجاج بن المنهال حدثنا حماد عن عاصم عن زر قال: سأله أبو بكر ما سألت ؟ قال: قلت اللهم إني أسألك إيماناً لا يرتد، ونعيماً لا ينفد، ومرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في أعلى جنة الخلد.
حدثنا قبيصة ثنا سفيان عن أبي إسحق عن حمزة بن مالك قال: قال عبد الله: لقد قرأت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة وزيد بن ثابت له ذؤابتان يلعب مع الصبيان.
حدثنا عمرو بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثني عمرو بن مرة <314> عن أبي البختري قال: سئل علي عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فقال: عن أيهم تسألوني ؟ قالوا: عن عبد الله. قال: علم القرآن وعلم السنة ثم انتهى وكفى به علماً. فقالوا: أخبرنا عن أبي موسى ؟ قال: صبغ في العلم صبغاً. قالوا: أخبرنا عن حذيفة ؟ قال: أعلم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمنافقين. قالوا: حدثنا عن عمار ؟ قال: مؤمن نسي وإذا ذكرته ذكر. قالوا: حدثنا عن أبي ذر ؟ قال: وعى علماً عجز عنه. قالوا: حدثنا عن سلمان ؟ قال: عن لقمان الحكيم تسألوني علم علم الأولى وعلم الآخرة، بحراً لا يدرك قعره، وهو منا أهل البيت. قالوا: حدثنا عن نفسك ؟ قال: كنت إذا سئلت أعطيت وإذا سكت ابتديت.
حدثنا سليمان بن حرب وأبو عمر نحوه قالا: حدثنا شعبة عن أبي إسحق عن عبد الرحمن بن يزيد قال: سألنا حذيفة عن رجل قريب السمت والهدي من رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نأخذ عنه، فقال: لا أعلم أحداً أشبه سمتاً وهدياً ولا دلاً برسول الله صلى الله عليه وسلم من ابن أم عبد - وهذا لفظ سليمان - .
حدثنا أبو عمر قال: حدثنا شعبة حدثنا أبو إسحق قال: سمعت عبد الرحمن بن يزيد قال: سألنا حذيفة فقلنا: أخبرنا برجل قريب السمت والدل والهدي من رسول الله صلى الله عليه وسلم نأخذ عنه ؟ قال: ما نعلم أحداً أقرب سمتاً ودلاً وهدياً برسول الله صلى الله عليه وسلم من ابن أم عبد حتى يتوارى جدار بيت، ولقد علم المحفوظون من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن ابن أم عبد أقربهم إلى الله وسيلة.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يحيى بن آدم حدثنا قطبة عن الأعمش عن مالك بن الحارث عن أبي الأحوص قال: كنا في دار أبي موسى مع بعض من أصحاب <315> عبد الله وهم ينظرون في مصحف، فقام عبد الله فقال: ابن مسعود ما أعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك بعده أعلم بما أنزل الله عز وجل من هذا القائم. قال أبو موسى: لئن قلت ذلك لقد كان يشهد إذا غبنا ويؤذن له إذا حجبنا.
حدثنا عبيد الله بن موسى عن شيبان عن الأعمش عن أبي عمرو الشيباني قال: أتيت أبا موسى فذكرت له قول ابن مسعود فقال: لا تسألوني عن شيء ما دام هذا الحبر بين أظهركم، فوالله لقد رأيته وما أراه إلا عبداً لآل محمد صلى الله عليه وسلم.
حدثنا ابن نمير حدثنا يحيى بن عيسى عن سفيان عن الأعمش عن مسلم عن مسروق قال: قال عبد الله: ما أنزلت آية إلا وأنا أعلم فيما أنزلت ولو أني أعلم أن أحداً أعلم بكتاب الله مني تبلغه الابل والمطايا لأتيته.
حدثنا ابن نمير حدثنا أبي ثنا الأعمش عن مسلم عن مسروق قال: لقد جالست أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فوجدتهم كالأخاذ، والأخاذ يروى الرجل، والأخاذ يروى الرجلين والأخاذ يروي العشرة، والأخاذ يروى المائة، والأخاذ لو نزل به أهل الأرض لأصدرهم، فوجدت عبد الله من ذلك الأخاذ.
حدثنا عبيد الله بن موسى وعبد الله بن رجاء قالا: أنبأ إسرائيل عن أبي إسحق عن حارثة قال: قرئ علينا كتاب عمر: إني قد بعثت إليكم بعمار بن ياسر أميراً، وعبد الله بن مسعود معلماً ووزيراً، وإنهما من النجباء من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم من أهل بدر - زاد ابن رجاء: وقد جعلت ابن مسعود على بيت مالكم فتعلموا منهما واقتدوا بهما - قالا جميعاً: وقد آثرتكم بعبد الله على نفسي.
حدثني محمد بن أبي السري حدثنا عبد الرزاق أخبرنا الثوري عن الأعمش عن زيد بن وهب قال: إني لجالس مع عمر إذ جاءه ابن مسعود فكاد الجلوس يوارونه من قصره <316> فضحك عمر حين رآه، فجعل يكلم عمر ويضاحكه وهو قائم عليه، ثم ولى، فاتبعه عمر بصره حتى توارى فقال: كنيف ملئ علماً.
حدثني يحيى بن عبد الحميد حدثنا شريك عن الركين عن نعيم ابن حنظلة عن جرير بن عبد الله قال: قال عمر بن الخطاب: يا ابن أم عبد أتيت من العلم غير قليل.

حدثنا عبيد الله بن موسى عن مسعر عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة قال: سافر عبد الله سفراً، فذكروا إن العطش قتله هو وأصحابه، فذكر ذلك لعمر، فقال عمر: لهو أن يفجر الله له عيناً يسقيه منها هو وأصحابه أحق عندي من أن يقتله عطشاً.
حدثنا عبيد الله عن إسرائيل عن أبي إسحق عن عبد الرحمن بن يزيد قال: أتينا حذيفة فقلنا له: حدثنا بأقرب الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم هدياً وسمتاً ودلاً فنأخذ عنه ونسمع منه ؟ قال: كان أقرب الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم هدياً وسمتاً ودلاً عبد الله بن مسعود حتى توارى عنا في بيته، ولقد علم المحفوظون من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إن ابن أم عبد من أقربهم إلى الله زلفى.
حدثنا عبيد الله أنبأ مطر عن شقيق قال: كنت مع حذيفة في المسجد، فمر ابن مسعود، فقال حذيفة: لقد علم المحفوظون من أصحاب محمد إنه أقربهم عند الله وسيلة.
حدثنا عبيد الله ثنا شيبان عن الأعمش عن مالك بن الحارث عن أبي الأحوص قال: أتيت أبا موسى الأشعري وعبد الله بن مسعود وأبا مسعود الأنصاري وهم ينظرون إلى مصحف، فتحدثنا ساعة، ثم خرج عبد الله فذهب، فقال أبو مسعود: والله ما أعلم النبي صلى الله عليه وسلم ترك أحداً أعلم بكتاب الله من هذا القائم.
حدثنا أبو عمر حفص بن عمر ثنا شعبة أنبأ أبو إسحق قال: سمعت أبا الأحوص قال: كنت قاعداً مع أبي موسى وأبي مسعود فذكر عبد الله فقال أحدهما لصاحبه: تراه ترك مثله. قال: لئن قلت ذاك لقد كان يشهد إذا غبنا ويدخل إذا حجبنا.
حدثنا عبيد الله بن موسى عن مسعر عن عمرو بن مرة عن أبي البختري قال: سئل علي عن عبد الله بن مسعود فقال: قرأ القرآن ثم أقام عنده، وكفى به.
<317> حدثنا ابن نمير حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق عن حذيفة قال: لقد علم المحفوظون من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إن عبد الله من أقربهم وسيلة عند الله يوم القيامة.
وقال: حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال: كان عبد الله يشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم في هديه ودله وسمته. وكان علقمة يشبه بعبد الله.
وقال: حدثنا يعلى عن الأعمش عن أبي إسحق عن أبي عبيدة قال: سمعت أبا موسى يقول: مجلس كنت أجالسه ابن مسعود أوثق في نفسي من عمل سنة.
حدثنا الحجاج ثنا حماد أخبرنا عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود قال: كنت أجتني لرسول الله صلى الله عليه وسلم سواكا من الأراك وكانت الريح تكفوه - وكان في ساقيه دقة - فضحك القوم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما يضحككم ؟ فقالوا: من دقة ساقيه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من أحد.
حدثنا أبو بكر بندار محمد بن بشار حدثنا سهل بن حماد حدثنا شعبة عن معاوية بن قرة عن أبيه قال: صعد ابن مسعود شجرة يجتني منها، قال: فرفعت الريح عن ساقه، قال: فضحكوا من حموشة ساقيه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أتضحكون من حموشة ساقيه لهو أثقل في الميزان من أحد.
حدثني أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا ابن فضيل عن مغيرة عن أم موسى قالت: سمعت علياً يقول: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن مسعود أن يصعد شجرة فيأتيه بشيء منها، فنظر صحابه إلى حموشة ساقيه فضحكوا منها. فقال النبي عليه السلام: ما تضحكون لرجل في الميزان أثقل من أحد.
حدثنا أبو النعمان محمد بن الفضل حدثنا أبو عوانه عن المغيرة عن أم موسى قالت: <318> ذكر ابن مسعود عند علي فقال: لقد رأيته وهو يجتني من شجرة، فضحك بعض القوم من دقة ساقيه، فقال النبي عليه السلام: ما يضحككم منهما لهما أثقل في الميزان يوم القيامة من أحد.
حدثنا الحجاج ثنا مهدي بن ميمون عن واصل الأحدب عن أبي وائل عن حذيفة قال: لقد علم المحفوظون من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن ابن مسعود من أقربهم إلى الله وسيلة.
حدثني ابن نمير حدثنا وكيع عن الأعمش عن العلاء عن أشياخ لهم قال: كان عمر على دار لعبد الله بالمدينة ينظر إلى بنائها، فقال رجل من قريش: يا أمير المؤمنين إنك تكفى هذا. فأخذ لبنة فرمى بها فقال أترغب بي عن عبد الله.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

100-مقدمة وعرض لمسار النسخ بين التشريعين

3. نزلت أحكام الطلاق في ثلاث سور قرانية أساسية تُشرِّع قواعده علي المُدرَّج الزمني بين العام 1و2هـ {عامي تنزيل أحكام طلاق سورة البقرة} ح...